Dental Medicine and Dental Health in Ancient Egypt- Thesis submitted for the fulfillment of MA Degree in Egyptology - Cairo University, 2007
This thesis discusses the different aspects of dentistry in ancient Egypt.
The first chapter is ... more This thesis discusses the different aspects of dentistry in ancient Egypt. The first chapter is an introduction including the aim of the work, literature review of the several studies - which mainly were based either on Egyptological studies or anthropological studies and seldom juxtaposing them. The first chapter offers a general review of ancient Egyptian medicine as the context in which the profession of dentistry has been developing.
The second chapter is about dentists of whom we have six persons attributed to this profession, and dental remedies whose ingredients proved to have healing properties being antiseptic, antibacterial, having a soothing effect, reducing painful swellings, analgesic, and some were suitable for temporary teeth filling. The chapter discusses also dental prosthesis of which we have samples made of natural teeth fixed to the jaw by gold or silver wires, and studying also surgical intervention and medical instruments.
The third chapter studies the dental diseases as they are indicated in several anthropological and paleopathological researches. The dental diseases were studied classifying them into five categories: infectious diseases, degenerative diseases, developmental diseases, and genetic diseases. The third chapter also discusses Changes in the patterns of prevalence of these diseases during the different periods of ancient Egyptian history have been also studied together with the role of climate variation between Upper and Lower Egypt on the prevalence of these diseases.
The fourth chapter represents the application of teeth study in archaeology and Egyptology as estimation of age at death for a burial, ancient diet, migrations, and genetic stability.
The thesis comprises appendices providing a map of Egypt, chronological table of ancient Egypt, glossary, figures, and indices.
تتميز القصص والحكايات بين نصوص الأدب المصري القديم الأخرى بقربها إلى القارئ المعاصر، حيث تتضمن أس... more تتميز القصص والحكايات بين نصوص الأدب المصري القديم الأخرى بقربها إلى القارئ المعاصر، حيث تتضمن أساليب أدبية معروفة حتى عصرنا الحالي، وتتناول هموما وقضايا إنسانية تهم كل البشر في كل العصور، بعكس نصوص الحكمة مثلا الأكثر ارتباطا بشكل أكبر بتصورات خاصة محلية عن العالم وبالقيم السائدة في الثقافة المصرية في العصور القديمة، والأكثر صعوبة في الترجمة، رغم أن أجزاء منها بالطبع تعد من القطع الأدبية النادرة.
وصلنا القليل من هذه القصص كاملة، أو شبه كاملة، ووصلنا من أغلبها جزء ضئيل وأحيانا محض عبارات قليلة، بل وأحيانا مجرد إشارة لوجودها، ويقدر عدد هذه القصص -والكامل منها قليل- بما لا يقل عن مئتي نص قصصي، ومنها مجموعة كبيرة لا تزال في مرحلة الدراسة والنشر، ويكاد يغيب عن المراجع المكتوبة بالعربية ذكر معظم النصوص المكتوبة بالخط الديموطيقي، ربما لاعتبارها حديثة نسبيا ويفصلها عن أعمال الدولة الوسطى الكلاسيكية نحو ألفي عام، أو لكونها وليدة مرحلة اختلاط ثقافات عديدة في العصر المتأخر والبطلمي ما يدعو البعض للشك في أنها قد لا تمثل بدقة عملا مصريا خالصا.
وتأتي نسبة هذه النصوص إلى جنس أدبي محدد هو القصة مثارا للجدل لدي علماء المصريات ودارسي الأدب القديم. واستخدم المصريون كلمة سِدجدت بمعنى القصة، وهو ما يساعد على تحديد الجنس الأدبي. ولا تبدي المراجع المحدودة باللغة العربية عن الأدب المصري القديم اهتماما بدراسة هذه القصص كمجموعة مترابطة لها ملامح مشتركة ولا بدراسة الجوانب الأدبية المتعددة لكل نص على حدة.
ويمكن تقسيم هذه القصص عموما بأكثر من طريقة، منها تقسيمها إلى نوعين أساسيين، القصص الغرائبية، والقصص الواقعية.
وتضمنت الأولى القصص الملحمية التي يواجه فيها البشر قوى خارقة أو يتصلون بعالم الآلهة مثل "قصة الملاح الناجي من الغرق" و"قصة الأخوين" أو "قصة سيتنا"، و"قصة الصدق والكذب" و"قصة الراعي والإلهة"، وكذلك حكايات الحيوانات المكتوبة والمصورة، وقصص الخوارق والسحر مثل بردية ويستكار وقصة الأمير الموعود.
بينما جاءت القصص الواقعية معبرة عن أحداث قابلة للتحقق متخيلة ولكن غير خيالية رغم أنها مؤلفة أو ربما مستوحاة من قصص حقيقية مثل "قصة الفلاح الفصيح" و"قصة سنوحي" أو "قصة ون آمون"، وهي تعد الشكل الأولي للرواية الحديثة والمعاصرة التي تهتم بالأفراد العاديين والتي نشأت في أوروبا فقط مع نهاية المجتمع الإقطاعي وبزوغ عصر البورجوازية.
متون الأهرام المصرية القديمة - ترجمة وتقديم حسن صابر Anciet Egyptian Pyramid Texts translated into Arabic, 2002
هذه هي الترجمة الكاملة للنصوص المسماة "متون الأهرام"، وهي مجموعة النصوص التي وجدت مكتوبة باللغة ا... more هذه هي الترجمة الكاملة للنصوص المسماة "متون الأهرام"، وهي مجموعة النصوص التي وجدت مكتوبة باللغة المصرية القديمة وبالخط الهيروغليفي في غرفة الدفن والغرف المجاورة في تسعة من أهرام الدولة القديمة بنيت في الفترة من 2375ق.م. إلى 2181ق.م.، وأحد أهرام العصر الوسيط الأول الفترة من 2181ق.م. إلى 2055ق.م. وأقدم نسخة من هذه النصوص هي التي أتت من هرم "أوناس" آخر ملوك الأسرة الخامسة في سقارة. ويختلف عدد الفقرات أو الفصول من هرم إلى آخر، وأكبر عدد لها في هرم واحد كان 576 فقرة في هرم "بيبي الثاني". وقد بلغ إجمالي عدد ما جُمع منها من هذه الأهرام التي تكمل بعضها البعض 759 فصلا أو فقرة، وهناك فقرات مطموسة وفقرات لا توجد في هرم بينما توجد في أهرام أخرى، وينفرد هرم "أوناس" وهو الأقدم بفقرات لم تتكرر بعد ذلك، وبلغ عدد فصوله 208 فصلا وتعد متون الأهرام أقدم النصوص الدينية في تاريخ البشرية، وأول نص طويل وممتد في تاريخ الكتابة، والمصدر الأول لنصوص دينية أخرى عرفتها مصر القديمة، مثل: متون التوابيت في عصر الدولة الوسطى، وكتاب الموتى الشهير "كتاب الخروج في النهار" في عصر الدولة الحديثة.
This is an unpublished translation into the Russian language of my translation of the Ancient Egy... more This is an unpublished translation into the Russian language of my translation of the Ancient Egyptian Pyramid Texts from the original texts which has been publisched in Arabic in Cairo in 2002 and 2015 and was then the first translation into Arabic. The Russian translation has never been published and the name of the translator is not even known to me as the institution which planned to publish it has never connected me to the Russian translator. I was hesitating to make it available online for 20 years. Now I feel it is time to upload it here hoping that the anonymous translator will be also glad to make it available. As I have good knowledge of the Russian langauge, I did review the translation and made a few corrections collaborating indirectly with the translator. Это неопубликованный перевод на русский язык моего перевода Текстов древнеегипетских пирамид с оригинальных текстов, который был опубликован на арабском языке в Каире в 2002 и 2015 годах и был тогда первым переводом на арабский язык. Русский перевод никогда не публиковался, и имя переводчика мне даже не известно, поскольку учреждение, которое планировало его опубликовать, никогда не связывало меня с русским переводчиком. Я колебался, стоит ли публиковать его в Интернете в течение 20 лет. Теперь я чувствую, что пришло время загрузить его сюда, надеясь, что анонимный переводчик также будет рад сделать его доступным. Поскольку я хорошо знаю русский язык, я проверил перевод и внес несколько исправлений, косвенно сотрудничая с переводчиком.
لدى كثيرين انطباع بأن المصري القديم كان مهووسا بالموت، لكن الحقيقة هي أنه كان مهووسا بالحياة للد... more لدى كثيرين انطباع بأن المصري القديم كان مهووسا بالموت، لكن الحقيقة هي أنه كان مهووسا بالحياة للدرجة التي أراد أن تتحول فيها إلى حياة أبدية بعد الموت. وساعد على وجود هذا الانطباع الزائف أن معظم الآثار التي تبقت من الحضارة المصرية القديمة جاءت من مدن الموتى التي كانت تبنى في الصحراء على أطراف الوادي من الحجر أو تنحت في الصخر، بينما اندثرت مدن الأحياء القريبة من النيل وفيضانه المدمر أحيانا والمبنية من الطوب اللبن الهش. وتكشف لنا النصوص المعروفة باسم "أغاني الحب" أو "أشعار الحب" جانبا هاما من تفاصيل الحياة اليومية الاجتماعية لقدماء المصريين ولمشاعرهم وهمومهم. وتنفرد هذه النصوص بأنها تعكس أجواء مليئة بالحياة تتردد فيها أصداء النشوى والمرح وتتحدث عن رحلات للصيد والقنص في أحراش الدلتا وعلى أطراف الصحراء، وعن الرقص والموسيقى والغناء، وجمال الطبيعة، وقبل ذلك كله تكشف بشكل نادر عن العالم الداخلي للرجل والمرأة في ذلك العصر بمخاوفه واضطرابه وإحباطاته أوتحقق سعادته. وتعود هذه النصوص على الأرجح إلى عصر الرعامسة في القرنين الثالث والثاني عشر قبل الميلاد وتأتي كلها من طيبة-الأقصر، وهي مكتوبة إما على برديات أو كسرات "شقفات" من الفخار أو الحجر، وأطلق على هذا النوع الأدبي في عصره أسماء عدة منها "الكلام الذي يسعد القلب"، وهي تسمية تقترب جدا من التعبير العامي "الكلام اللي يشرح القلب" وتمنح هذه النصوص النادرة فرصة فريدة لدراسة المجتمع المصري القديم بتحليل ارتباطاتها الاجتماعية والثقافية، للكشف عن التاريخ المجهول للأفراد العاديين بعيدا عن النصوص الرسمية المرتبطة بالإدارة أو الديانة. وشعر الحب على وجه الخصوص، بين الأنواع الأدبية الأخرى مثل السيرة الذاتية وأدب الحكمة أو القصص أو النصوص الدينية، يمنح فرصة للاقتراب من عالم "الفرد" في مصر القديمة وملامحه النفسية وتصوراته عن المجتمع والعالم ومعرفته بهما، وللاقتراب من الحس الشعبي، في محاولته للإفلات من أسر السلطة والتقاليد بدرجة أو بأخرى. وتعكس هذه النصوص عالما يكون فيه المركز هو دائرة الحبيب والحبيبة، التي تتماس مع دوائر اجتماعية وثقافية أخرى هي العائلة والمجتمع والبيئة المحيطة والدين والممارسات الثقافية. وتجئ معظم القصائد على لسان رجل وامرأة يخاطبان بعضهما البعض على التوالي بكلمتي أختي وأخي (سن وسنت)، أو بكلمة حبي (مروت)، وعلى الأغلب يتجاوز معنى هاتين الكلمتين الأخوة المباشرة إلى معنى الأخوة الإنسانية، وربما يأتي استخدام هذا التعبير تأثرا بواحدة من أهم الأساطير المصرية القديمة التي تزوجت فيها الإلهة إيست حفيدة إله الشمس رع من أخيها أوزير، منجبين حور الذي حكم مصر كفرعون. وربما ترتبط هذه الثنائية (الحبيب والحبيبة) بالموقع الخاص لفكرة التوحد عبر الثنائية في مصر القديمة، كثنائية الشمال والجنوب والأرضين وزهرتي اللوتس والبردي، والشرق والغرب، فيكون لقاؤهما سعيا إلى الانسجام والتوافق، وإنهاء الاضطراب والتوتر الذي قد يصل إلى مرحلة "مرض الحب" الذي يتكرر ذكره في الأدب والشعر إلى عصرنا الحالي، وكثيرا ما تقابله في حكايات ألف ليلة وليلة التي تتحدث عن عاشقين يذوون وتنحل أجسادهم من أثر العشق دون وصال. وتتنوع الأجواء التي تضمها هذه القصائد متنقلة بين الحدائق والبساتين وأحراش الصيد والمدينة والقرية، وذكرت المنازل وأجزاؤها 26 مرة، سواء بيت الحبيبة أو بيت الحبيب بدرجة أقل، ويتكرر ذكر الأبواب وأجزائها، والتي تتعدد دلالاتها المعمارية والنفسية والميثولوجية في مصر القديمة، وكرست إحدى القصائد لرسم صورة خاصة لباب الحبيبة وأجزائه التي ستقدم لها قرابين حتى يتسنى للحبيب الوصول إلى حبيبته. وتأتي في القصائد إشارات تبلغ 33 مرة إلي النباتات، و10 مرات إلى حيوانات، ومعادن 6 مرات، وإلى الطب والمواد الطبية 6 مرات. وفي إحدى القصائد يتمنى المحب التلاشي والانسحاق من أجل أن يكون قريبا إلى محبوبته بأن يصبح خاتما في إصبعها أو خادمة لها، أو حتى غسال ملابسها، فيما يشبه نزوعا ماسوشيا لدى هذا المحب الذي يستمتع بآلام وعذابات عشقه، وتأتي الإشارات إلى الحب الإيروتيكي غير مباشرة تتميز بالرقة واللجوء إلى الرمز كذكر الأزهار مرتبطا بالخصوبة والجنس. وتضم النصوص إشارات إلى رغبة المحبين في العيش سويا إلى الأبد، ويبدو الزواج رغبة لهم حين تقول الحبيبة في إحدى القصائد "أنت يا أكثر الرجال وسامة، إن رغبتي هي السهر على ممتلكاتك كربة بيت، وأن تستريح ذراعاي فوق ذراعيك" ويبدو في هذه القصائد ما يشبه "بروتوكول للزواج" يبادر فيه الحبيب بزيارة منزل الحبيبة التي تنتقل بعد ذلك إلي بيته للحياة معا، وتلعب الأمهات دورا واضحا في التقريب بينهما. وتبين النصوص فتيات يمرن بأولى خلجات العاطفة والعشق المختلطة بمشاعر التحفظ والاحتشام والقلق والتلهف، ويرى كل من الحبيب والحبية الآخر بشكل مثالي "يبدوان فيه كهؤلاء البشر الذين يظهرون في آلاف النقوش والرسوم والتماثيل؛ الفتيات ذات الوجه الجميل والعينين الفاتنتين والشعر الطويل الأسود والعنق الدقيق والجسد الرشيق والأيادي الحانية". وبالإضافة إلى ذكر العائلة وعلى الأخص الأم، تأتي صورة المجتمع في هذه القصائد حافلة بالجيران والخدم والرسل، بل وهناك قصائد تتحدث عن الملك والبريد الملكي والبلاد الأجنبية ملقية الضوء على تصور الأفراد لبلادهم وللعالم. وتذكر القصائد مساعدين للمحبين مثل الرسل الذين يتكرر ذكرهم ، ومنهم ابنة البستاني، ما يذكر أيضا بدور الرسول في ألف ليلة وليلة ونصوص أدبية لاحقة أخرى، وكذلك الخدم الذين يعدون الفراش للمحبين، والموسيقيين والمغنيين الذين يسرون عنهم مع آلاتهم الموسيقية، والأم التي تبدي تعاطفا مع ابنتها المحبة لكنها تقوم بدور الكابح الاجتماعي لمشاعرها الجامحة. وتأتي بالقصائد إشارة إلى اختلاط الشبان في الأعياد والاحتفالات، وإلى الأطباء الذين يعجزون عن مداواة مرض الحب، مفرقين بينهم وبين المرتلين المعالجين بالسحر أو الدين. وتأتي إحدى القصائد لتصور بشكل بديع نظام البريد الملكي والخيول الملكية، وهي صورة مثيرة للتساؤل عن الكيفية التي كان يرى بها المصريون القدماء ملوكهم وصورته في المجتمع ولدى الأفراد والبسطاء، فبينما تصوره كقاهر لمئات الآلاف وسيد للأرضين، تتحدث عن لهفة قلبه في انتظار رسالة تحملها الخيول، ويبدو الملك في النهاية ذا سطوة وجاه وسلطة قوية ممتدة، وكأن النص يكرس بشكل أو بآخر لصورة للملك كالتي وردت بنص "الفلاح الفصيح" الأقدم كملك كعادل محب للبلاغة والأدب في نفس الوقت. ويأتي ذكر البلاد الأجنبية في النصوص، مثل خارو –الشام وبونت –الصومال أو إثيوبيا وتاستي–النوبة، مؤكدا على وعي المصري القديم بالعالم القديم الأكبر في عصر الإمبراطورية المصرية، والبلاد التي تأتي منها منتجات أصبحت جزءا من حياته اليومية كالعطور والطيب والمرايا والأحجار الثمينة، وليس فقط مقصورة على البلاط الملكي أو كبار الموظفين الأغنياء من النبلاء، ولكنها قد تكون متاحة للجميع على الأقل عبر هذه القصائد والأغاني. وتكمل هذه النصوص أيضا المناظر الملونة من مقابر النبلاء من نفس العصر، وتضع الكلمات على أفواه من تصورهم من مغنين وعازفين، وتخبرنا عن عواطف ومشاعر ورغبات وهموم الذين يستمعون إليهم من الرجال والنساء اللواتي يرتدين ملابسهم الجميلة ويمسكن مراوحهن ويفوح العطر من قوالب مخروطية تعلو شعرهم المستعار، والخادمات يرحن ويجئن حاملات الشراب والطعام لهن. وتأتي إشارات متعددة إلى السحر في هذه القصائد، كالإشارة إلى تعويذة لعبور مجرى مائي ممتلئ بالتماسيح، بل وربما تكون القصائد نفسها تعويذة يستخدمها المحبون مثل "حجاب المحبة"، فتأتي نهايات قصائد بردية تورين دائما بجمل فيها صيغة الأمر المتكررة في التعاويذ السحرية مثل "تعالي لتحتويه بالحب ..دعه يمضي اليوم كله ...وقوى مخبأة"، و"أحضري الماء أمامي ..دعها تجلس مع حبيبها ..سر الحبيبة معي ..أنا كتومة ولا أحكي ما آراه"، في إشارات إلى فعل يتحقق بالسحر. وبعيدا عن القصائد هناك تعويذة بالفعل لإعداد "شراب المحبة" من كمية صغيرة من الدماء من إصبع البنصر باليد اليسرى، التي يلبس فيها حتى الآن خاتم الزواج، والتي تسمى إصبع القلب"، وربما تكون قصيدة، دونت على جرة من الفخار، تعويذة لإعطاء قوة سحرية للحب لما كان بداخل الجرة من ماء. وفي تعاليم آني "لا تسعى وراء النساء ولا تدعهن يسحرن قلبك...احذر المرأة الغريبة التي لا تعرفها المدينة ولا تنظر إليها وهي تمضي"، لكن القصائد تضرب عرض الحائط بأدب التعاليم والحكمة الذي يحذر من المغامرات خارج مؤسسة الزواج ومحذرة من مصيدة الحب، وكاشفة عن علاقة متحررة غالبا بين المحبين وعواطفهم المتأججة. وهذا التعارض بين نوعين أدبين مختلفين (أدب التعاليم وشعر الحب) دليل على وجود مجتمع حي تتنازعه قوى محافظة وقوى متحررة تقود المحبين الذين لا ينصتون للنصائح التي تدعو لكبح العاطفة والحذر والتروي والتحفظ في السلوك، على عكس شعر الحب الذي يهتم بتصوير المشاعر والإفصاح عنها حتى لو تعارضت أحيانا مع قيم اجتماعية مستقرة.
كانت قصة سنوحي المصرية القديمة أول رواية قصيرة في التاريخ عن شخص عادي، وكان شعر الحب ملهما للشاعر... more كانت قصة سنوحي المصرية القديمة أول رواية قصيرة في التاريخ عن شخص عادي، وكان شعر الحب ملهما للشاعرة الإغريقية صافو، وكان أدب الحكمة ملهما للعالم القديم بأسره.
يقدم هذا الكتاب الأدب المصري القديم في سياقه الاجتماعي والأدبي والتاريخي معتمدا على أحدث المراجع التي درست هذا الأدب بلغات عديدة. فقبل قراءة النصوص الأدبية المصرية القديمة والاستمتاع بقيمتها الأدبية العتيقة العابرة للزمن نحتاج "دليلا" أو مخططا يرسم صورة شاملة لها.
الكتاب بمثابة رحلة خطوة بخطوة فيما يشبه الحكاية الأدبية تبدأ بظروف اكتشاف هذه النصوص والتعرف عليها كنصوص أدبية ومحاولات ترجمتها، وخلفية عامة عن اللغة التي كتبت بها كوسيط أدبي (اللغة المصرية القديمة) وعن فك شفرة رموزها، ثم استعراض محاولات دراستها وفهمها عبر ما يقرب من قرنين من الزمان، ووصف مصادرها المتعددة من برديات ولوحات وجداريات وغيرها من وسائط الكتابة في ذلك العصر. وتتواصل الرحلة بالحديث عن السياق الاجتماعي لهذه النصوص: مؤلفيها وناسخيها وقارئيها ونشرها أو تداولها، وعن الكتبة والمكتبات، وعن استقبال المجتمع للأدب وتقديره، وكذلك قيمتها الأدبية العابرة للزمن، وأجناسها المختلفة من شعر ونثر ودراما وغيرها، ومناقشة لمحتواها وما يكشفه عن الثقافة والمجتمع المصري القديم، وأخيرا العلاقة بينها وبين آداب الحضارات المعاصرة واللاحقة لها. ويضم الكتاب مختارات من النصوص متنوعة، وملحقا بقائمة بأسماء النصوص وصور بعضها ووصف مختصر لمحتواها وتأريخها وموقعها الحالي من متاحف أو مكتبات.
Dental Medicine and Dental Health in Ancient Egypt- Thesis submitted for the fulfillment of MA Degree in Egyptology - Cairo University, 2007
This thesis discusses the different aspects of dentistry in ancient Egypt.
The first chapter is ... more This thesis discusses the different aspects of dentistry in ancient Egypt. The first chapter is an introduction including the aim of the work, literature review of the several studies - which mainly were based either on Egyptological studies or anthropological studies and seldom juxtaposing them. The first chapter offers a general review of ancient Egyptian medicine as the context in which the profession of dentistry has been developing.
The second chapter is about dentists of whom we have six persons attributed to this profession, and dental remedies whose ingredients proved to have healing properties being antiseptic, antibacterial, having a soothing effect, reducing painful swellings, analgesic, and some were suitable for temporary teeth filling. The chapter discusses also dental prosthesis of which we have samples made of natural teeth fixed to the jaw by gold or silver wires, and studying also surgical intervention and medical instruments.
The third chapter studies the dental diseases as they are indicated in several anthropological and paleopathological researches. The dental diseases were studied classifying them into five categories: infectious diseases, degenerative diseases, developmental diseases, and genetic diseases. The third chapter also discusses Changes in the patterns of prevalence of these diseases during the different periods of ancient Egyptian history have been also studied together with the role of climate variation between Upper and Lower Egypt on the prevalence of these diseases.
The fourth chapter represents the application of teeth study in archaeology and Egyptology as estimation of age at death for a burial, ancient diet, migrations, and genetic stability.
The thesis comprises appendices providing a map of Egypt, chronological table of ancient Egypt, glossary, figures, and indices.
تتميز القصص والحكايات بين نصوص الأدب المصري القديم الأخرى بقربها إلى القارئ المعاصر، حيث تتضمن أس... more تتميز القصص والحكايات بين نصوص الأدب المصري القديم الأخرى بقربها إلى القارئ المعاصر، حيث تتضمن أساليب أدبية معروفة حتى عصرنا الحالي، وتتناول هموما وقضايا إنسانية تهم كل البشر في كل العصور، بعكس نصوص الحكمة مثلا الأكثر ارتباطا بشكل أكبر بتصورات خاصة محلية عن العالم وبالقيم السائدة في الثقافة المصرية في العصور القديمة، والأكثر صعوبة في الترجمة، رغم أن أجزاء منها بالطبع تعد من القطع الأدبية النادرة.
وصلنا القليل من هذه القصص كاملة، أو شبه كاملة، ووصلنا من أغلبها جزء ضئيل وأحيانا محض عبارات قليلة، بل وأحيانا مجرد إشارة لوجودها، ويقدر عدد هذه القصص -والكامل منها قليل- بما لا يقل عن مئتي نص قصصي، ومنها مجموعة كبيرة لا تزال في مرحلة الدراسة والنشر، ويكاد يغيب عن المراجع المكتوبة بالعربية ذكر معظم النصوص المكتوبة بالخط الديموطيقي، ربما لاعتبارها حديثة نسبيا ويفصلها عن أعمال الدولة الوسطى الكلاسيكية نحو ألفي عام، أو لكونها وليدة مرحلة اختلاط ثقافات عديدة في العصر المتأخر والبطلمي ما يدعو البعض للشك في أنها قد لا تمثل بدقة عملا مصريا خالصا.
وتأتي نسبة هذه النصوص إلى جنس أدبي محدد هو القصة مثارا للجدل لدي علماء المصريات ودارسي الأدب القديم. واستخدم المصريون كلمة سِدجدت بمعنى القصة، وهو ما يساعد على تحديد الجنس الأدبي. ولا تبدي المراجع المحدودة باللغة العربية عن الأدب المصري القديم اهتماما بدراسة هذه القصص كمجموعة مترابطة لها ملامح مشتركة ولا بدراسة الجوانب الأدبية المتعددة لكل نص على حدة.
ويمكن تقسيم هذه القصص عموما بأكثر من طريقة، منها تقسيمها إلى نوعين أساسيين، القصص الغرائبية، والقصص الواقعية.
وتضمنت الأولى القصص الملحمية التي يواجه فيها البشر قوى خارقة أو يتصلون بعالم الآلهة مثل "قصة الملاح الناجي من الغرق" و"قصة الأخوين" أو "قصة سيتنا"، و"قصة الصدق والكذب" و"قصة الراعي والإلهة"، وكذلك حكايات الحيوانات المكتوبة والمصورة، وقصص الخوارق والسحر مثل بردية ويستكار وقصة الأمير الموعود.
بينما جاءت القصص الواقعية معبرة عن أحداث قابلة للتحقق متخيلة ولكن غير خيالية رغم أنها مؤلفة أو ربما مستوحاة من قصص حقيقية مثل "قصة الفلاح الفصيح" و"قصة سنوحي" أو "قصة ون آمون"، وهي تعد الشكل الأولي للرواية الحديثة والمعاصرة التي تهتم بالأفراد العاديين والتي نشأت في أوروبا فقط مع نهاية المجتمع الإقطاعي وبزوغ عصر البورجوازية.
متون الأهرام المصرية القديمة - ترجمة وتقديم حسن صابر Anciet Egyptian Pyramid Texts translated into Arabic, 2002
هذه هي الترجمة الكاملة للنصوص المسماة "متون الأهرام"، وهي مجموعة النصوص التي وجدت مكتوبة باللغة ا... more هذه هي الترجمة الكاملة للنصوص المسماة "متون الأهرام"، وهي مجموعة النصوص التي وجدت مكتوبة باللغة المصرية القديمة وبالخط الهيروغليفي في غرفة الدفن والغرف المجاورة في تسعة من أهرام الدولة القديمة بنيت في الفترة من 2375ق.م. إلى 2181ق.م.، وأحد أهرام العصر الوسيط الأول الفترة من 2181ق.م. إلى 2055ق.م. وأقدم نسخة من هذه النصوص هي التي أتت من هرم "أوناس" آخر ملوك الأسرة الخامسة في سقارة. ويختلف عدد الفقرات أو الفصول من هرم إلى آخر، وأكبر عدد لها في هرم واحد كان 576 فقرة في هرم "بيبي الثاني". وقد بلغ إجمالي عدد ما جُمع منها من هذه الأهرام التي تكمل بعضها البعض 759 فصلا أو فقرة، وهناك فقرات مطموسة وفقرات لا توجد في هرم بينما توجد في أهرام أخرى، وينفرد هرم "أوناس" وهو الأقدم بفقرات لم تتكرر بعد ذلك، وبلغ عدد فصوله 208 فصلا وتعد متون الأهرام أقدم النصوص الدينية في تاريخ البشرية، وأول نص طويل وممتد في تاريخ الكتابة، والمصدر الأول لنصوص دينية أخرى عرفتها مصر القديمة، مثل: متون التوابيت في عصر الدولة الوسطى، وكتاب الموتى الشهير "كتاب الخروج في النهار" في عصر الدولة الحديثة.
This is an unpublished translation into the Russian language of my translation of the Ancient Egy... more This is an unpublished translation into the Russian language of my translation of the Ancient Egyptian Pyramid Texts from the original texts which has been publisched in Arabic in Cairo in 2002 and 2015 and was then the first translation into Arabic. The Russian translation has never been published and the name of the translator is not even known to me as the institution which planned to publish it has never connected me to the Russian translator. I was hesitating to make it available online for 20 years. Now I feel it is time to upload it here hoping that the anonymous translator will be also glad to make it available. As I have good knowledge of the Russian langauge, I did review the translation and made a few corrections collaborating indirectly with the translator. Это неопубликованный перевод на русский язык моего перевода Текстов древнеегипетских пирамид с оригинальных текстов, который был опубликован на арабском языке в Каире в 2002 и 2015 годах и был тогда первым переводом на арабский язык. Русский перевод никогда не публиковался, и имя переводчика мне даже не известно, поскольку учреждение, которое планировало его опубликовать, никогда не связывало меня с русским переводчиком. Я колебался, стоит ли публиковать его в Интернете в течение 20 лет. Теперь я чувствую, что пришло время загрузить его сюда, надеясь, что анонимный переводчик также будет рад сделать его доступным. Поскольку я хорошо знаю русский язык, я проверил перевод и внес несколько исправлений, косвенно сотрудничая с переводчиком.
لدى كثيرين انطباع بأن المصري القديم كان مهووسا بالموت، لكن الحقيقة هي أنه كان مهووسا بالحياة للد... more لدى كثيرين انطباع بأن المصري القديم كان مهووسا بالموت، لكن الحقيقة هي أنه كان مهووسا بالحياة للدرجة التي أراد أن تتحول فيها إلى حياة أبدية بعد الموت. وساعد على وجود هذا الانطباع الزائف أن معظم الآثار التي تبقت من الحضارة المصرية القديمة جاءت من مدن الموتى التي كانت تبنى في الصحراء على أطراف الوادي من الحجر أو تنحت في الصخر، بينما اندثرت مدن الأحياء القريبة من النيل وفيضانه المدمر أحيانا والمبنية من الطوب اللبن الهش. وتكشف لنا النصوص المعروفة باسم "أغاني الحب" أو "أشعار الحب" جانبا هاما من تفاصيل الحياة اليومية الاجتماعية لقدماء المصريين ولمشاعرهم وهمومهم. وتنفرد هذه النصوص بأنها تعكس أجواء مليئة بالحياة تتردد فيها أصداء النشوى والمرح وتتحدث عن رحلات للصيد والقنص في أحراش الدلتا وعلى أطراف الصحراء، وعن الرقص والموسيقى والغناء، وجمال الطبيعة، وقبل ذلك كله تكشف بشكل نادر عن العالم الداخلي للرجل والمرأة في ذلك العصر بمخاوفه واضطرابه وإحباطاته أوتحقق سعادته. وتعود هذه النصوص على الأرجح إلى عصر الرعامسة في القرنين الثالث والثاني عشر قبل الميلاد وتأتي كلها من طيبة-الأقصر، وهي مكتوبة إما على برديات أو كسرات "شقفات" من الفخار أو الحجر، وأطلق على هذا النوع الأدبي في عصره أسماء عدة منها "الكلام الذي يسعد القلب"، وهي تسمية تقترب جدا من التعبير العامي "الكلام اللي يشرح القلب" وتمنح هذه النصوص النادرة فرصة فريدة لدراسة المجتمع المصري القديم بتحليل ارتباطاتها الاجتماعية والثقافية، للكشف عن التاريخ المجهول للأفراد العاديين بعيدا عن النصوص الرسمية المرتبطة بالإدارة أو الديانة. وشعر الحب على وجه الخصوص، بين الأنواع الأدبية الأخرى مثل السيرة الذاتية وأدب الحكمة أو القصص أو النصوص الدينية، يمنح فرصة للاقتراب من عالم "الفرد" في مصر القديمة وملامحه النفسية وتصوراته عن المجتمع والعالم ومعرفته بهما، وللاقتراب من الحس الشعبي، في محاولته للإفلات من أسر السلطة والتقاليد بدرجة أو بأخرى. وتعكس هذه النصوص عالما يكون فيه المركز هو دائرة الحبيب والحبيبة، التي تتماس مع دوائر اجتماعية وثقافية أخرى هي العائلة والمجتمع والبيئة المحيطة والدين والممارسات الثقافية. وتجئ معظم القصائد على لسان رجل وامرأة يخاطبان بعضهما البعض على التوالي بكلمتي أختي وأخي (سن وسنت)، أو بكلمة حبي (مروت)، وعلى الأغلب يتجاوز معنى هاتين الكلمتين الأخوة المباشرة إلى معنى الأخوة الإنسانية، وربما يأتي استخدام هذا التعبير تأثرا بواحدة من أهم الأساطير المصرية القديمة التي تزوجت فيها الإلهة إيست حفيدة إله الشمس رع من أخيها أوزير، منجبين حور الذي حكم مصر كفرعون. وربما ترتبط هذه الثنائية (الحبيب والحبيبة) بالموقع الخاص لفكرة التوحد عبر الثنائية في مصر القديمة، كثنائية الشمال والجنوب والأرضين وزهرتي اللوتس والبردي، والشرق والغرب، فيكون لقاؤهما سعيا إلى الانسجام والتوافق، وإنهاء الاضطراب والتوتر الذي قد يصل إلى مرحلة "مرض الحب" الذي يتكرر ذكره في الأدب والشعر إلى عصرنا الحالي، وكثيرا ما تقابله في حكايات ألف ليلة وليلة التي تتحدث عن عاشقين يذوون وتنحل أجسادهم من أثر العشق دون وصال. وتتنوع الأجواء التي تضمها هذه القصائد متنقلة بين الحدائق والبساتين وأحراش الصيد والمدينة والقرية، وذكرت المنازل وأجزاؤها 26 مرة، سواء بيت الحبيبة أو بيت الحبيب بدرجة أقل، ويتكرر ذكر الأبواب وأجزائها، والتي تتعدد دلالاتها المعمارية والنفسية والميثولوجية في مصر القديمة، وكرست إحدى القصائد لرسم صورة خاصة لباب الحبيبة وأجزائه التي ستقدم لها قرابين حتى يتسنى للحبيب الوصول إلى حبيبته. وتأتي في القصائد إشارات تبلغ 33 مرة إلي النباتات، و10 مرات إلى حيوانات، ومعادن 6 مرات، وإلى الطب والمواد الطبية 6 مرات. وفي إحدى القصائد يتمنى المحب التلاشي والانسحاق من أجل أن يكون قريبا إلى محبوبته بأن يصبح خاتما في إصبعها أو خادمة لها، أو حتى غسال ملابسها، فيما يشبه نزوعا ماسوشيا لدى هذا المحب الذي يستمتع بآلام وعذابات عشقه، وتأتي الإشارات إلى الحب الإيروتيكي غير مباشرة تتميز بالرقة واللجوء إلى الرمز كذكر الأزهار مرتبطا بالخصوبة والجنس. وتضم النصوص إشارات إلى رغبة المحبين في العيش سويا إلى الأبد، ويبدو الزواج رغبة لهم حين تقول الحبيبة في إحدى القصائد "أنت يا أكثر الرجال وسامة، إن رغبتي هي السهر على ممتلكاتك كربة بيت، وأن تستريح ذراعاي فوق ذراعيك" ويبدو في هذه القصائد ما يشبه "بروتوكول للزواج" يبادر فيه الحبيب بزيارة منزل الحبيبة التي تنتقل بعد ذلك إلي بيته للحياة معا، وتلعب الأمهات دورا واضحا في التقريب بينهما. وتبين النصوص فتيات يمرن بأولى خلجات العاطفة والعشق المختلطة بمشاعر التحفظ والاحتشام والقلق والتلهف، ويرى كل من الحبيب والحبية الآخر بشكل مثالي "يبدوان فيه كهؤلاء البشر الذين يظهرون في آلاف النقوش والرسوم والتماثيل؛ الفتيات ذات الوجه الجميل والعينين الفاتنتين والشعر الطويل الأسود والعنق الدقيق والجسد الرشيق والأيادي الحانية". وبالإضافة إلى ذكر العائلة وعلى الأخص الأم، تأتي صورة المجتمع في هذه القصائد حافلة بالجيران والخدم والرسل، بل وهناك قصائد تتحدث عن الملك والبريد الملكي والبلاد الأجنبية ملقية الضوء على تصور الأفراد لبلادهم وللعالم. وتذكر القصائد مساعدين للمحبين مثل الرسل الذين يتكرر ذكرهم ، ومنهم ابنة البستاني، ما يذكر أيضا بدور الرسول في ألف ليلة وليلة ونصوص أدبية لاحقة أخرى، وكذلك الخدم الذين يعدون الفراش للمحبين، والموسيقيين والمغنيين الذين يسرون عنهم مع آلاتهم الموسيقية، والأم التي تبدي تعاطفا مع ابنتها المحبة لكنها تقوم بدور الكابح الاجتماعي لمشاعرها الجامحة. وتأتي بالقصائد إشارة إلى اختلاط الشبان في الأعياد والاحتفالات، وإلى الأطباء الذين يعجزون عن مداواة مرض الحب، مفرقين بينهم وبين المرتلين المعالجين بالسحر أو الدين. وتأتي إحدى القصائد لتصور بشكل بديع نظام البريد الملكي والخيول الملكية، وهي صورة مثيرة للتساؤل عن الكيفية التي كان يرى بها المصريون القدماء ملوكهم وصورته في المجتمع ولدى الأفراد والبسطاء، فبينما تصوره كقاهر لمئات الآلاف وسيد للأرضين، تتحدث عن لهفة قلبه في انتظار رسالة تحملها الخيول، ويبدو الملك في النهاية ذا سطوة وجاه وسلطة قوية ممتدة، وكأن النص يكرس بشكل أو بآخر لصورة للملك كالتي وردت بنص "الفلاح الفصيح" الأقدم كملك كعادل محب للبلاغة والأدب في نفس الوقت. ويأتي ذكر البلاد الأجنبية في النصوص، مثل خارو –الشام وبونت –الصومال أو إثيوبيا وتاستي–النوبة، مؤكدا على وعي المصري القديم بالعالم القديم الأكبر في عصر الإمبراطورية المصرية، والبلاد التي تأتي منها منتجات أصبحت جزءا من حياته اليومية كالعطور والطيب والمرايا والأحجار الثمينة، وليس فقط مقصورة على البلاط الملكي أو كبار الموظفين الأغنياء من النبلاء، ولكنها قد تكون متاحة للجميع على الأقل عبر هذه القصائد والأغاني. وتكمل هذه النصوص أيضا المناظر الملونة من مقابر النبلاء من نفس العصر، وتضع الكلمات على أفواه من تصورهم من مغنين وعازفين، وتخبرنا عن عواطف ومشاعر ورغبات وهموم الذين يستمعون إليهم من الرجال والنساء اللواتي يرتدين ملابسهم الجميلة ويمسكن مراوحهن ويفوح العطر من قوالب مخروطية تعلو شعرهم المستعار، والخادمات يرحن ويجئن حاملات الشراب والطعام لهن. وتأتي إشارات متعددة إلى السحر في هذه القصائد، كالإشارة إلى تعويذة لعبور مجرى مائي ممتلئ بالتماسيح، بل وربما تكون القصائد نفسها تعويذة يستخدمها المحبون مثل "حجاب المحبة"، فتأتي نهايات قصائد بردية تورين دائما بجمل فيها صيغة الأمر المتكررة في التعاويذ السحرية مثل "تعالي لتحتويه بالحب ..دعه يمضي اليوم كله ...وقوى مخبأة"، و"أحضري الماء أمامي ..دعها تجلس مع حبيبها ..سر الحبيبة معي ..أنا كتومة ولا أحكي ما آراه"، في إشارات إلى فعل يتحقق بالسحر. وبعيدا عن القصائد هناك تعويذة بالفعل لإعداد "شراب المحبة" من كمية صغيرة من الدماء من إصبع البنصر باليد اليسرى، التي يلبس فيها حتى الآن خاتم الزواج، والتي تسمى إصبع القلب"، وربما تكون قصيدة، دونت على جرة من الفخار، تعويذة لإعطاء قوة سحرية للحب لما كان بداخل الجرة من ماء. وفي تعاليم آني "لا تسعى وراء النساء ولا تدعهن يسحرن قلبك...احذر المرأة الغريبة التي لا تعرفها المدينة ولا تنظر إليها وهي تمضي"، لكن القصائد تضرب عرض الحائط بأدب التعاليم والحكمة الذي يحذر من المغامرات خارج مؤسسة الزواج ومحذرة من مصيدة الحب، وكاشفة عن علاقة متحررة غالبا بين المحبين وعواطفهم المتأججة. وهذا التعارض بين نوعين أدبين مختلفين (أدب التعاليم وشعر الحب) دليل على وجود مجتمع حي تتنازعه قوى محافظة وقوى متحررة تقود المحبين الذين لا ينصتون للنصائح التي تدعو لكبح العاطفة والحذر والتروي والتحفظ في السلوك، على عكس شعر الحب الذي يهتم بتصوير المشاعر والإفصاح عنها حتى لو تعارضت أحيانا مع قيم اجتماعية مستقرة.
كانت قصة سنوحي المصرية القديمة أول رواية قصيرة في التاريخ عن شخص عادي، وكان شعر الحب ملهما للشاعر... more كانت قصة سنوحي المصرية القديمة أول رواية قصيرة في التاريخ عن شخص عادي، وكان شعر الحب ملهما للشاعرة الإغريقية صافو، وكان أدب الحكمة ملهما للعالم القديم بأسره.
يقدم هذا الكتاب الأدب المصري القديم في سياقه الاجتماعي والأدبي والتاريخي معتمدا على أحدث المراجع التي درست هذا الأدب بلغات عديدة. فقبل قراءة النصوص الأدبية المصرية القديمة والاستمتاع بقيمتها الأدبية العتيقة العابرة للزمن نحتاج "دليلا" أو مخططا يرسم صورة شاملة لها.
الكتاب بمثابة رحلة خطوة بخطوة فيما يشبه الحكاية الأدبية تبدأ بظروف اكتشاف هذه النصوص والتعرف عليها كنصوص أدبية ومحاولات ترجمتها، وخلفية عامة عن اللغة التي كتبت بها كوسيط أدبي (اللغة المصرية القديمة) وعن فك شفرة رموزها، ثم استعراض محاولات دراستها وفهمها عبر ما يقرب من قرنين من الزمان، ووصف مصادرها المتعددة من برديات ولوحات وجداريات وغيرها من وسائط الكتابة في ذلك العصر. وتتواصل الرحلة بالحديث عن السياق الاجتماعي لهذه النصوص: مؤلفيها وناسخيها وقارئيها ونشرها أو تداولها، وعن الكتبة والمكتبات، وعن استقبال المجتمع للأدب وتقديره، وكذلك قيمتها الأدبية العابرة للزمن، وأجناسها المختلفة من شعر ونثر ودراما وغيرها، ومناقشة لمحتواها وما يكشفه عن الثقافة والمجتمع المصري القديم، وأخيرا العلاقة بينها وبين آداب الحضارات المعاصرة واللاحقة لها. ويضم الكتاب مختارات من النصوص متنوعة، وملحقا بقائمة بأسماء النصوص وصور بعضها ووصف مختصر لمحتواها وتأريخها وموقعها الحالي من متاحف أو مكتبات.
Uploads
Papers by Hassan Saber
The first chapter is an introduction including the aim of the work, literature review of the several studies - which mainly were based either on Egyptological studies or anthropological studies and seldom juxtaposing them. The first chapter offers a general review of ancient Egyptian medicine as the context in which the profession of dentistry has been developing.
The second chapter is about dentists of whom we have six persons attributed to this profession, and dental remedies whose ingredients proved to have healing properties being antiseptic, antibacterial, having a soothing effect, reducing painful swellings, analgesic, and some were suitable for temporary teeth filling. The chapter discusses also dental prosthesis of which we have samples made of natural teeth fixed to the jaw by gold or silver wires, and studying also surgical intervention and medical instruments.
The third chapter studies the dental diseases as they are indicated in several anthropological and paleopathological researches. The dental diseases were studied classifying them into five categories: infectious diseases, degenerative diseases, developmental diseases, and genetic diseases. The third chapter also discusses Changes in the patterns of prevalence of these diseases during the different periods of ancient Egyptian history have been also studied together with the role of climate variation between Upper and Lower Egypt on the prevalence of these diseases.
The fourth chapter represents the application of teeth study in archaeology and Egyptology as estimation of age at death for a burial, ancient diet, migrations, and genetic stability.
The thesis comprises appendices providing a map of Egypt, chronological table of ancient Egypt, glossary, figures, and indices.
وصلنا القليل من هذه القصص كاملة، أو شبه كاملة، ووصلنا من أغلبها جزء ضئيل وأحيانا محض عبارات قليلة، بل وأحيانا مجرد إشارة لوجودها، ويقدر عدد هذه القصص -والكامل منها قليل- بما لا يقل عن مئتي نص قصصي، ومنها مجموعة كبيرة لا تزال في مرحلة الدراسة والنشر، ويكاد يغيب عن المراجع المكتوبة بالعربية ذكر معظم النصوص المكتوبة بالخط الديموطيقي، ربما لاعتبارها حديثة نسبيا ويفصلها عن أعمال الدولة الوسطى الكلاسيكية نحو ألفي عام، أو لكونها وليدة مرحلة اختلاط ثقافات عديدة في العصر المتأخر والبطلمي ما يدعو البعض للشك في أنها قد لا تمثل بدقة عملا مصريا خالصا.
وتأتي نسبة هذه النصوص إلى جنس أدبي محدد هو القصة مثارا للجدل لدي علماء المصريات ودارسي الأدب القديم. واستخدم المصريون كلمة سِدجدت بمعنى القصة، وهو ما يساعد على تحديد الجنس الأدبي. ولا تبدي المراجع المحدودة باللغة العربية عن الأدب المصري القديم اهتماما بدراسة هذه القصص كمجموعة مترابطة لها ملامح مشتركة ولا بدراسة الجوانب الأدبية المتعددة لكل نص على حدة.
ويمكن تقسيم هذه القصص عموما بأكثر من طريقة، منها تقسيمها إلى نوعين أساسيين، القصص الغرائبية، والقصص الواقعية.
وتضمنت الأولى القصص الملحمية التي يواجه فيها البشر قوى خارقة أو يتصلون بعالم الآلهة مثل "قصة الملاح الناجي من الغرق" و"قصة الأخوين" أو "قصة سيتنا"، و"قصة الصدق والكذب" و"قصة الراعي والإلهة"، وكذلك حكايات الحيوانات المكتوبة والمصورة، وقصص الخوارق والسحر مثل بردية ويستكار وقصة الأمير الموعود.
بينما جاءت القصص الواقعية معبرة عن أحداث قابلة للتحقق متخيلة ولكن غير خيالية رغم أنها مؤلفة أو ربما مستوحاة من قصص حقيقية مثل "قصة الفلاح الفصيح" و"قصة سنوحي" أو "قصة ون آمون"، وهي تعد الشكل الأولي للرواية الحديثة والمعاصرة التي تهتم بالأفراد العاديين والتي نشأت في أوروبا فقط مع نهاية المجتمع الإقطاعي وبزوغ عصر البورجوازية.
Books by Hassan Saber
ويختلف عدد الفقرات أو الفصول من هرم إلى آخر، وأكبر عدد لها في هرم واحد كان 576 فقرة في هرم "بيبي الثاني". وقد بلغ إجمالي عدد ما جُمع منها من هذه الأهرام التي تكمل بعضها البعض 759 فصلا أو فقرة، وهناك فقرات مطموسة وفقرات لا توجد في هرم بينما توجد في أهرام أخرى، وينفرد هرم "أوناس" وهو الأقدم بفقرات لم تتكرر بعد ذلك، وبلغ عدد فصوله 208 فصلا
وتعد متون الأهرام أقدم النصوص الدينية في تاريخ البشرية، وأول نص طويل وممتد في تاريخ الكتابة، والمصدر الأول لنصوص دينية أخرى عرفتها مصر القديمة، مثل: متون التوابيت في عصر الدولة الوسطى، وكتاب الموتى الشهير "كتاب الخروج في النهار" في عصر الدولة الحديثة.
The Russian translation has never been published and the name of the translator is not even known to me as the institution which planned to publish it has never connected me to the Russian translator. I was hesitating to make it available online for 20 years. Now I feel it is time to upload it here hoping that the anonymous translator will be also glad to make it available. As I have good knowledge of the Russian langauge, I did review the translation and made a few corrections collaborating indirectly with the translator.
Это неопубликованный перевод на русский язык моего перевода Текстов древнеегипетских пирамид с оригинальных текстов, который был опубликован на арабском языке в Каире в 2002 и 2015 годах и был тогда первым переводом на арабский язык.
Русский перевод никогда не публиковался, и имя переводчика мне даже не известно, поскольку учреждение, которое планировало его опубликовать, никогда не связывало меня с русским переводчиком. Я колебался, стоит ли публиковать его в Интернете в течение 20 лет. Теперь я чувствую, что пришло время загрузить его сюда, надеясь, что анонимный переводчик также будет рад сделать его доступным. Поскольку я хорошо знаю русский язык, я проверил перевод и внес несколько исправлений, косвенно сотрудничая с переводчиком.
وساعد على وجود هذا الانطباع الزائف أن معظم الآثار التي تبقت من الحضارة المصرية القديمة جاءت من مدن الموتى التي كانت تبنى في الصحراء على أطراف الوادي من الحجر أو تنحت في الصخر، بينما اندثرت مدن الأحياء القريبة من النيل وفيضانه المدمر أحيانا والمبنية من الطوب اللبن الهش.
وتكشف لنا النصوص المعروفة باسم "أغاني الحب" أو "أشعار الحب" جانبا هاما من تفاصيل الحياة اليومية الاجتماعية لقدماء المصريين ولمشاعرهم وهمومهم.
وتنفرد هذه النصوص بأنها تعكس أجواء مليئة بالحياة تتردد فيها أصداء النشوى والمرح وتتحدث عن رحلات للصيد والقنص في أحراش الدلتا وعلى أطراف الصحراء، وعن الرقص والموسيقى والغناء، وجمال الطبيعة، وقبل ذلك كله تكشف بشكل نادر عن العالم الداخلي للرجل والمرأة في ذلك العصر بمخاوفه واضطرابه وإحباطاته أوتحقق سعادته.
وتعود هذه النصوص على الأرجح إلى عصر الرعامسة في القرنين الثالث والثاني عشر قبل الميلاد وتأتي كلها من طيبة-الأقصر، وهي مكتوبة إما على برديات أو كسرات "شقفات" من الفخار أو الحجر، وأطلق على هذا النوع الأدبي في عصره أسماء عدة منها "الكلام الذي يسعد القلب"، وهي تسمية تقترب جدا من التعبير العامي "الكلام اللي يشرح القلب"
وتمنح هذه النصوص النادرة فرصة فريدة لدراسة المجتمع المصري القديم بتحليل ارتباطاتها الاجتماعية والثقافية، للكشف عن التاريخ المجهول للأفراد العاديين بعيدا عن النصوص الرسمية المرتبطة بالإدارة أو الديانة.
وشعر الحب على وجه الخصوص، بين الأنواع الأدبية الأخرى مثل السيرة الذاتية وأدب الحكمة أو القصص أو النصوص الدينية، يمنح فرصة للاقتراب من عالم "الفرد" في مصر القديمة وملامحه النفسية وتصوراته عن المجتمع والعالم ومعرفته بهما، وللاقتراب من الحس الشعبي، في محاولته للإفلات من أسر السلطة والتقاليد بدرجة أو بأخرى.
وتعكس هذه النصوص عالما يكون فيه المركز هو دائرة الحبيب والحبيبة، التي تتماس مع دوائر اجتماعية وثقافية أخرى هي العائلة والمجتمع والبيئة المحيطة والدين والممارسات الثقافية.
وتجئ معظم القصائد على لسان رجل وامرأة يخاطبان بعضهما البعض على التوالي بكلمتي أختي وأخي (سن وسنت)، أو بكلمة حبي (مروت)، وعلى الأغلب يتجاوز معنى هاتين الكلمتين الأخوة المباشرة إلى معنى الأخوة الإنسانية، وربما يأتي استخدام هذا التعبير تأثرا بواحدة من أهم الأساطير المصرية القديمة التي تزوجت فيها الإلهة إيست حفيدة إله الشمس رع من أخيها أوزير، منجبين حور الذي حكم مصر كفرعون.
وربما ترتبط هذه الثنائية (الحبيب والحبيبة) بالموقع الخاص لفكرة التوحد عبر الثنائية في مصر القديمة، كثنائية الشمال والجنوب والأرضين وزهرتي اللوتس والبردي، والشرق والغرب، فيكون لقاؤهما سعيا إلى الانسجام والتوافق، وإنهاء الاضطراب والتوتر الذي قد يصل إلى مرحلة "مرض الحب" الذي يتكرر ذكره في الأدب والشعر إلى عصرنا الحالي، وكثيرا ما تقابله في حكايات ألف ليلة وليلة التي تتحدث عن عاشقين يذوون وتنحل أجسادهم من أثر العشق دون وصال.
وتتنوع الأجواء التي تضمها هذه القصائد متنقلة بين الحدائق والبساتين وأحراش الصيد والمدينة والقرية، وذكرت المنازل وأجزاؤها 26 مرة، سواء بيت الحبيبة أو بيت الحبيب بدرجة أقل، ويتكرر ذكر الأبواب وأجزائها، والتي تتعدد دلالاتها المعمارية والنفسية والميثولوجية في مصر القديمة، وكرست إحدى القصائد لرسم صورة خاصة لباب الحبيبة وأجزائه التي ستقدم لها قرابين حتى يتسنى للحبيب الوصول إلى حبيبته.
وتأتي في القصائد إشارات تبلغ 33 مرة إلي النباتات، و10 مرات إلى حيوانات، ومعادن 6 مرات، وإلى الطب والمواد الطبية 6 مرات.
وفي إحدى القصائد يتمنى المحب التلاشي والانسحاق من أجل أن يكون قريبا إلى محبوبته بأن يصبح خاتما في إصبعها أو خادمة لها، أو حتى غسال ملابسها، فيما يشبه نزوعا ماسوشيا لدى هذا المحب الذي يستمتع بآلام وعذابات عشقه، وتأتي الإشارات إلى الحب الإيروتيكي غير مباشرة تتميز بالرقة واللجوء إلى الرمز كذكر الأزهار مرتبطا بالخصوبة والجنس.
وتضم النصوص إشارات إلى رغبة المحبين في العيش سويا إلى الأبد، ويبدو الزواج رغبة لهم حين تقول الحبيبة في إحدى القصائد "أنت يا أكثر الرجال وسامة، إن رغبتي هي السهر على ممتلكاتك كربة بيت، وأن تستريح ذراعاي فوق ذراعيك"
ويبدو في هذه القصائد ما يشبه "بروتوكول للزواج" يبادر فيه الحبيب بزيارة منزل الحبيبة التي تنتقل بعد ذلك إلي بيته للحياة معا، وتلعب الأمهات دورا واضحا في التقريب بينهما.
وتبين النصوص فتيات يمرن بأولى خلجات العاطفة والعشق المختلطة بمشاعر التحفظ والاحتشام والقلق والتلهف، ويرى كل من الحبيب والحبية الآخر بشكل مثالي "يبدوان فيه كهؤلاء البشر الذين يظهرون في آلاف النقوش والرسوم والتماثيل؛ الفتيات ذات الوجه الجميل والعينين الفاتنتين والشعر الطويل الأسود والعنق الدقيق والجسد الرشيق والأيادي الحانية".
وبالإضافة إلى ذكر العائلة وعلى الأخص الأم، تأتي صورة المجتمع في هذه القصائد حافلة بالجيران والخدم والرسل، بل وهناك قصائد تتحدث عن الملك والبريد الملكي والبلاد الأجنبية ملقية الضوء على تصور الأفراد لبلادهم وللعالم.
وتذكر القصائد مساعدين للمحبين مثل الرسل الذين يتكرر ذكرهم ، ومنهم ابنة البستاني، ما يذكر أيضا بدور الرسول في ألف ليلة وليلة ونصوص أدبية لاحقة أخرى، وكذلك الخدم الذين يعدون الفراش للمحبين، والموسيقيين والمغنيين الذين يسرون عنهم مع آلاتهم الموسيقية، والأم التي تبدي تعاطفا مع ابنتها المحبة لكنها تقوم بدور الكابح الاجتماعي لمشاعرها الجامحة.
وتأتي بالقصائد إشارة إلى اختلاط الشبان في الأعياد والاحتفالات، وإلى الأطباء الذين يعجزون عن مداواة مرض الحب، مفرقين بينهم وبين المرتلين المعالجين بالسحر أو الدين.
وتأتي إحدى القصائد لتصور بشكل بديع نظام البريد الملكي والخيول الملكية، وهي صورة مثيرة للتساؤل عن الكيفية التي كان يرى بها المصريون القدماء ملوكهم وصورته في المجتمع ولدى الأفراد والبسطاء، فبينما تصوره كقاهر لمئات الآلاف وسيد للأرضين، تتحدث عن لهفة قلبه في انتظار رسالة تحملها الخيول، ويبدو الملك في النهاية ذا سطوة وجاه وسلطة قوية ممتدة، وكأن النص يكرس بشكل أو بآخر لصورة للملك كالتي وردت بنص "الفلاح الفصيح" الأقدم كملك كعادل محب للبلاغة والأدب في نفس الوقت.
ويأتي ذكر البلاد الأجنبية في النصوص، مثل خارو –الشام وبونت –الصومال أو إثيوبيا وتاستي–النوبة، مؤكدا على وعي المصري القديم بالعالم القديم الأكبر في عصر الإمبراطورية المصرية، والبلاد التي تأتي منها منتجات أصبحت جزءا من حياته اليومية كالعطور والطيب والمرايا والأحجار الثمينة، وليس فقط مقصورة على البلاط الملكي أو كبار الموظفين الأغنياء من النبلاء، ولكنها قد تكون متاحة للجميع على الأقل عبر هذه القصائد والأغاني.
وتكمل هذه النصوص أيضا المناظر الملونة من مقابر النبلاء من نفس العصر، وتضع الكلمات على أفواه من تصورهم من مغنين وعازفين، وتخبرنا عن عواطف ومشاعر ورغبات وهموم الذين يستمعون إليهم من الرجال والنساء اللواتي يرتدين ملابسهم الجميلة ويمسكن مراوحهن ويفوح العطر من قوالب مخروطية تعلو شعرهم المستعار، والخادمات يرحن ويجئن حاملات الشراب والطعام لهن.
وتأتي إشارات متعددة إلى السحر في هذه القصائد، كالإشارة إلى تعويذة لعبور مجرى مائي ممتلئ بالتماسيح، بل وربما تكون القصائد نفسها تعويذة يستخدمها المحبون مثل "حجاب المحبة"، فتأتي نهايات قصائد بردية تورين دائما بجمل فيها صيغة الأمر المتكررة في التعاويذ السحرية مثل "تعالي لتحتويه بالحب ..دعه يمضي اليوم كله ...وقوى مخبأة"، و"أحضري الماء أمامي ..دعها تجلس مع حبيبها ..سر الحبيبة معي ..أنا كتومة ولا أحكي ما آراه"، في إشارات إلى فعل يتحقق بالسحر.
وبعيدا عن القصائد هناك تعويذة بالفعل لإعداد "شراب المحبة" من كمية صغيرة من الدماء من إصبع البنصر باليد اليسرى، التي يلبس فيها حتى الآن خاتم الزواج، والتي تسمى إصبع القلب"، وربما تكون قصيدة، دونت على جرة من الفخار، تعويذة لإعطاء قوة سحرية للحب لما كان بداخل الجرة من ماء.
وفي تعاليم آني "لا تسعى وراء النساء ولا تدعهن يسحرن قلبك...احذر المرأة الغريبة التي لا تعرفها المدينة ولا تنظر إليها وهي تمضي"، لكن القصائد تضرب عرض الحائط بأدب التعاليم والحكمة الذي يحذر من المغامرات خارج مؤسسة الزواج ومحذرة من مصيدة الحب، وكاشفة عن علاقة متحررة غالبا بين المحبين وعواطفهم المتأججة.
وهذا التعارض بين نوعين أدبين مختلفين (أدب التعاليم وشعر الحب) دليل على وجود مجتمع حي تتنازعه قوى محافظة وقوى متحررة تقود المحبين الذين لا ينصتون للنصائح التي تدعو لكبح العاطفة والحذر والتروي والتحفظ في السلوك، على عكس شعر الحب الذي يهتم بتصوير المشاعر والإفصاح عنها حتى لو تعارضت أحيانا مع قيم اجتماعية مستقرة.
يقدم هذا الكتاب الأدب المصري القديم في سياقه الاجتماعي والأدبي والتاريخي معتمدا على أحدث المراجع التي درست هذا الأدب بلغات عديدة. فقبل قراءة النصوص الأدبية المصرية القديمة والاستمتاع بقيمتها الأدبية العتيقة العابرة للزمن نحتاج "دليلا" أو مخططا يرسم صورة شاملة لها.
الكتاب بمثابة رحلة خطوة بخطوة فيما يشبه الحكاية الأدبية تبدأ بظروف اكتشاف هذه النصوص والتعرف عليها كنصوص أدبية ومحاولات ترجمتها، وخلفية عامة عن اللغة التي كتبت بها كوسيط أدبي (اللغة المصرية القديمة) وعن فك شفرة رموزها، ثم استعراض محاولات دراستها وفهمها عبر ما يقرب من قرنين من الزمان، ووصف مصادرها المتعددة من برديات ولوحات وجداريات وغيرها من وسائط الكتابة في ذلك العصر. وتتواصل الرحلة بالحديث عن السياق الاجتماعي لهذه النصوص: مؤلفيها وناسخيها وقارئيها ونشرها أو تداولها، وعن الكتبة والمكتبات، وعن استقبال المجتمع للأدب وتقديره، وكذلك قيمتها الأدبية العابرة للزمن، وأجناسها المختلفة من شعر ونثر ودراما وغيرها، ومناقشة لمحتواها وما يكشفه عن الثقافة والمجتمع المصري القديم، وأخيرا العلاقة بينها وبين آداب الحضارات المعاصرة واللاحقة لها. ويضم الكتاب مختارات من النصوص متنوعة، وملحقا بقائمة بأسماء النصوص وصور بعضها ووصف مختصر لمحتواها وتأريخها وموقعها الحالي من متاحف أو مكتبات.
The first chapter is an introduction including the aim of the work, literature review of the several studies - which mainly were based either on Egyptological studies or anthropological studies and seldom juxtaposing them. The first chapter offers a general review of ancient Egyptian medicine as the context in which the profession of dentistry has been developing.
The second chapter is about dentists of whom we have six persons attributed to this profession, and dental remedies whose ingredients proved to have healing properties being antiseptic, antibacterial, having a soothing effect, reducing painful swellings, analgesic, and some were suitable for temporary teeth filling. The chapter discusses also dental prosthesis of which we have samples made of natural teeth fixed to the jaw by gold or silver wires, and studying also surgical intervention and medical instruments.
The third chapter studies the dental diseases as they are indicated in several anthropological and paleopathological researches. The dental diseases were studied classifying them into five categories: infectious diseases, degenerative diseases, developmental diseases, and genetic diseases. The third chapter also discusses Changes in the patterns of prevalence of these diseases during the different periods of ancient Egyptian history have been also studied together with the role of climate variation between Upper and Lower Egypt on the prevalence of these diseases.
The fourth chapter represents the application of teeth study in archaeology and Egyptology as estimation of age at death for a burial, ancient diet, migrations, and genetic stability.
The thesis comprises appendices providing a map of Egypt, chronological table of ancient Egypt, glossary, figures, and indices.
وصلنا القليل من هذه القصص كاملة، أو شبه كاملة، ووصلنا من أغلبها جزء ضئيل وأحيانا محض عبارات قليلة، بل وأحيانا مجرد إشارة لوجودها، ويقدر عدد هذه القصص -والكامل منها قليل- بما لا يقل عن مئتي نص قصصي، ومنها مجموعة كبيرة لا تزال في مرحلة الدراسة والنشر، ويكاد يغيب عن المراجع المكتوبة بالعربية ذكر معظم النصوص المكتوبة بالخط الديموطيقي، ربما لاعتبارها حديثة نسبيا ويفصلها عن أعمال الدولة الوسطى الكلاسيكية نحو ألفي عام، أو لكونها وليدة مرحلة اختلاط ثقافات عديدة في العصر المتأخر والبطلمي ما يدعو البعض للشك في أنها قد لا تمثل بدقة عملا مصريا خالصا.
وتأتي نسبة هذه النصوص إلى جنس أدبي محدد هو القصة مثارا للجدل لدي علماء المصريات ودارسي الأدب القديم. واستخدم المصريون كلمة سِدجدت بمعنى القصة، وهو ما يساعد على تحديد الجنس الأدبي. ولا تبدي المراجع المحدودة باللغة العربية عن الأدب المصري القديم اهتماما بدراسة هذه القصص كمجموعة مترابطة لها ملامح مشتركة ولا بدراسة الجوانب الأدبية المتعددة لكل نص على حدة.
ويمكن تقسيم هذه القصص عموما بأكثر من طريقة، منها تقسيمها إلى نوعين أساسيين، القصص الغرائبية، والقصص الواقعية.
وتضمنت الأولى القصص الملحمية التي يواجه فيها البشر قوى خارقة أو يتصلون بعالم الآلهة مثل "قصة الملاح الناجي من الغرق" و"قصة الأخوين" أو "قصة سيتنا"، و"قصة الصدق والكذب" و"قصة الراعي والإلهة"، وكذلك حكايات الحيوانات المكتوبة والمصورة، وقصص الخوارق والسحر مثل بردية ويستكار وقصة الأمير الموعود.
بينما جاءت القصص الواقعية معبرة عن أحداث قابلة للتحقق متخيلة ولكن غير خيالية رغم أنها مؤلفة أو ربما مستوحاة من قصص حقيقية مثل "قصة الفلاح الفصيح" و"قصة سنوحي" أو "قصة ون آمون"، وهي تعد الشكل الأولي للرواية الحديثة والمعاصرة التي تهتم بالأفراد العاديين والتي نشأت في أوروبا فقط مع نهاية المجتمع الإقطاعي وبزوغ عصر البورجوازية.
ويختلف عدد الفقرات أو الفصول من هرم إلى آخر، وأكبر عدد لها في هرم واحد كان 576 فقرة في هرم "بيبي الثاني". وقد بلغ إجمالي عدد ما جُمع منها من هذه الأهرام التي تكمل بعضها البعض 759 فصلا أو فقرة، وهناك فقرات مطموسة وفقرات لا توجد في هرم بينما توجد في أهرام أخرى، وينفرد هرم "أوناس" وهو الأقدم بفقرات لم تتكرر بعد ذلك، وبلغ عدد فصوله 208 فصلا
وتعد متون الأهرام أقدم النصوص الدينية في تاريخ البشرية، وأول نص طويل وممتد في تاريخ الكتابة، والمصدر الأول لنصوص دينية أخرى عرفتها مصر القديمة، مثل: متون التوابيت في عصر الدولة الوسطى، وكتاب الموتى الشهير "كتاب الخروج في النهار" في عصر الدولة الحديثة.
The Russian translation has never been published and the name of the translator is not even known to me as the institution which planned to publish it has never connected me to the Russian translator. I was hesitating to make it available online for 20 years. Now I feel it is time to upload it here hoping that the anonymous translator will be also glad to make it available. As I have good knowledge of the Russian langauge, I did review the translation and made a few corrections collaborating indirectly with the translator.
Это неопубликованный перевод на русский язык моего перевода Текстов древнеегипетских пирамид с оригинальных текстов, который был опубликован на арабском языке в Каире в 2002 и 2015 годах и был тогда первым переводом на арабский язык.
Русский перевод никогда не публиковался, и имя переводчика мне даже не известно, поскольку учреждение, которое планировало его опубликовать, никогда не связывало меня с русским переводчиком. Я колебался, стоит ли публиковать его в Интернете в течение 20 лет. Теперь я чувствую, что пришло время загрузить его сюда, надеясь, что анонимный переводчик также будет рад сделать его доступным. Поскольку я хорошо знаю русский язык, я проверил перевод и внес несколько исправлений, косвенно сотрудничая с переводчиком.
وساعد على وجود هذا الانطباع الزائف أن معظم الآثار التي تبقت من الحضارة المصرية القديمة جاءت من مدن الموتى التي كانت تبنى في الصحراء على أطراف الوادي من الحجر أو تنحت في الصخر، بينما اندثرت مدن الأحياء القريبة من النيل وفيضانه المدمر أحيانا والمبنية من الطوب اللبن الهش.
وتكشف لنا النصوص المعروفة باسم "أغاني الحب" أو "أشعار الحب" جانبا هاما من تفاصيل الحياة اليومية الاجتماعية لقدماء المصريين ولمشاعرهم وهمومهم.
وتنفرد هذه النصوص بأنها تعكس أجواء مليئة بالحياة تتردد فيها أصداء النشوى والمرح وتتحدث عن رحلات للصيد والقنص في أحراش الدلتا وعلى أطراف الصحراء، وعن الرقص والموسيقى والغناء، وجمال الطبيعة، وقبل ذلك كله تكشف بشكل نادر عن العالم الداخلي للرجل والمرأة في ذلك العصر بمخاوفه واضطرابه وإحباطاته أوتحقق سعادته.
وتعود هذه النصوص على الأرجح إلى عصر الرعامسة في القرنين الثالث والثاني عشر قبل الميلاد وتأتي كلها من طيبة-الأقصر، وهي مكتوبة إما على برديات أو كسرات "شقفات" من الفخار أو الحجر، وأطلق على هذا النوع الأدبي في عصره أسماء عدة منها "الكلام الذي يسعد القلب"، وهي تسمية تقترب جدا من التعبير العامي "الكلام اللي يشرح القلب"
وتمنح هذه النصوص النادرة فرصة فريدة لدراسة المجتمع المصري القديم بتحليل ارتباطاتها الاجتماعية والثقافية، للكشف عن التاريخ المجهول للأفراد العاديين بعيدا عن النصوص الرسمية المرتبطة بالإدارة أو الديانة.
وشعر الحب على وجه الخصوص، بين الأنواع الأدبية الأخرى مثل السيرة الذاتية وأدب الحكمة أو القصص أو النصوص الدينية، يمنح فرصة للاقتراب من عالم "الفرد" في مصر القديمة وملامحه النفسية وتصوراته عن المجتمع والعالم ومعرفته بهما، وللاقتراب من الحس الشعبي، في محاولته للإفلات من أسر السلطة والتقاليد بدرجة أو بأخرى.
وتعكس هذه النصوص عالما يكون فيه المركز هو دائرة الحبيب والحبيبة، التي تتماس مع دوائر اجتماعية وثقافية أخرى هي العائلة والمجتمع والبيئة المحيطة والدين والممارسات الثقافية.
وتجئ معظم القصائد على لسان رجل وامرأة يخاطبان بعضهما البعض على التوالي بكلمتي أختي وأخي (سن وسنت)، أو بكلمة حبي (مروت)، وعلى الأغلب يتجاوز معنى هاتين الكلمتين الأخوة المباشرة إلى معنى الأخوة الإنسانية، وربما يأتي استخدام هذا التعبير تأثرا بواحدة من أهم الأساطير المصرية القديمة التي تزوجت فيها الإلهة إيست حفيدة إله الشمس رع من أخيها أوزير، منجبين حور الذي حكم مصر كفرعون.
وربما ترتبط هذه الثنائية (الحبيب والحبيبة) بالموقع الخاص لفكرة التوحد عبر الثنائية في مصر القديمة، كثنائية الشمال والجنوب والأرضين وزهرتي اللوتس والبردي، والشرق والغرب، فيكون لقاؤهما سعيا إلى الانسجام والتوافق، وإنهاء الاضطراب والتوتر الذي قد يصل إلى مرحلة "مرض الحب" الذي يتكرر ذكره في الأدب والشعر إلى عصرنا الحالي، وكثيرا ما تقابله في حكايات ألف ليلة وليلة التي تتحدث عن عاشقين يذوون وتنحل أجسادهم من أثر العشق دون وصال.
وتتنوع الأجواء التي تضمها هذه القصائد متنقلة بين الحدائق والبساتين وأحراش الصيد والمدينة والقرية، وذكرت المنازل وأجزاؤها 26 مرة، سواء بيت الحبيبة أو بيت الحبيب بدرجة أقل، ويتكرر ذكر الأبواب وأجزائها، والتي تتعدد دلالاتها المعمارية والنفسية والميثولوجية في مصر القديمة، وكرست إحدى القصائد لرسم صورة خاصة لباب الحبيبة وأجزائه التي ستقدم لها قرابين حتى يتسنى للحبيب الوصول إلى حبيبته.
وتأتي في القصائد إشارات تبلغ 33 مرة إلي النباتات، و10 مرات إلى حيوانات، ومعادن 6 مرات، وإلى الطب والمواد الطبية 6 مرات.
وفي إحدى القصائد يتمنى المحب التلاشي والانسحاق من أجل أن يكون قريبا إلى محبوبته بأن يصبح خاتما في إصبعها أو خادمة لها، أو حتى غسال ملابسها، فيما يشبه نزوعا ماسوشيا لدى هذا المحب الذي يستمتع بآلام وعذابات عشقه، وتأتي الإشارات إلى الحب الإيروتيكي غير مباشرة تتميز بالرقة واللجوء إلى الرمز كذكر الأزهار مرتبطا بالخصوبة والجنس.
وتضم النصوص إشارات إلى رغبة المحبين في العيش سويا إلى الأبد، ويبدو الزواج رغبة لهم حين تقول الحبيبة في إحدى القصائد "أنت يا أكثر الرجال وسامة، إن رغبتي هي السهر على ممتلكاتك كربة بيت، وأن تستريح ذراعاي فوق ذراعيك"
ويبدو في هذه القصائد ما يشبه "بروتوكول للزواج" يبادر فيه الحبيب بزيارة منزل الحبيبة التي تنتقل بعد ذلك إلي بيته للحياة معا، وتلعب الأمهات دورا واضحا في التقريب بينهما.
وتبين النصوص فتيات يمرن بأولى خلجات العاطفة والعشق المختلطة بمشاعر التحفظ والاحتشام والقلق والتلهف، ويرى كل من الحبيب والحبية الآخر بشكل مثالي "يبدوان فيه كهؤلاء البشر الذين يظهرون في آلاف النقوش والرسوم والتماثيل؛ الفتيات ذات الوجه الجميل والعينين الفاتنتين والشعر الطويل الأسود والعنق الدقيق والجسد الرشيق والأيادي الحانية".
وبالإضافة إلى ذكر العائلة وعلى الأخص الأم، تأتي صورة المجتمع في هذه القصائد حافلة بالجيران والخدم والرسل، بل وهناك قصائد تتحدث عن الملك والبريد الملكي والبلاد الأجنبية ملقية الضوء على تصور الأفراد لبلادهم وللعالم.
وتذكر القصائد مساعدين للمحبين مثل الرسل الذين يتكرر ذكرهم ، ومنهم ابنة البستاني، ما يذكر أيضا بدور الرسول في ألف ليلة وليلة ونصوص أدبية لاحقة أخرى، وكذلك الخدم الذين يعدون الفراش للمحبين، والموسيقيين والمغنيين الذين يسرون عنهم مع آلاتهم الموسيقية، والأم التي تبدي تعاطفا مع ابنتها المحبة لكنها تقوم بدور الكابح الاجتماعي لمشاعرها الجامحة.
وتأتي بالقصائد إشارة إلى اختلاط الشبان في الأعياد والاحتفالات، وإلى الأطباء الذين يعجزون عن مداواة مرض الحب، مفرقين بينهم وبين المرتلين المعالجين بالسحر أو الدين.
وتأتي إحدى القصائد لتصور بشكل بديع نظام البريد الملكي والخيول الملكية، وهي صورة مثيرة للتساؤل عن الكيفية التي كان يرى بها المصريون القدماء ملوكهم وصورته في المجتمع ولدى الأفراد والبسطاء، فبينما تصوره كقاهر لمئات الآلاف وسيد للأرضين، تتحدث عن لهفة قلبه في انتظار رسالة تحملها الخيول، ويبدو الملك في النهاية ذا سطوة وجاه وسلطة قوية ممتدة، وكأن النص يكرس بشكل أو بآخر لصورة للملك كالتي وردت بنص "الفلاح الفصيح" الأقدم كملك كعادل محب للبلاغة والأدب في نفس الوقت.
ويأتي ذكر البلاد الأجنبية في النصوص، مثل خارو –الشام وبونت –الصومال أو إثيوبيا وتاستي–النوبة، مؤكدا على وعي المصري القديم بالعالم القديم الأكبر في عصر الإمبراطورية المصرية، والبلاد التي تأتي منها منتجات أصبحت جزءا من حياته اليومية كالعطور والطيب والمرايا والأحجار الثمينة، وليس فقط مقصورة على البلاط الملكي أو كبار الموظفين الأغنياء من النبلاء، ولكنها قد تكون متاحة للجميع على الأقل عبر هذه القصائد والأغاني.
وتكمل هذه النصوص أيضا المناظر الملونة من مقابر النبلاء من نفس العصر، وتضع الكلمات على أفواه من تصورهم من مغنين وعازفين، وتخبرنا عن عواطف ومشاعر ورغبات وهموم الذين يستمعون إليهم من الرجال والنساء اللواتي يرتدين ملابسهم الجميلة ويمسكن مراوحهن ويفوح العطر من قوالب مخروطية تعلو شعرهم المستعار، والخادمات يرحن ويجئن حاملات الشراب والطعام لهن.
وتأتي إشارات متعددة إلى السحر في هذه القصائد، كالإشارة إلى تعويذة لعبور مجرى مائي ممتلئ بالتماسيح، بل وربما تكون القصائد نفسها تعويذة يستخدمها المحبون مثل "حجاب المحبة"، فتأتي نهايات قصائد بردية تورين دائما بجمل فيها صيغة الأمر المتكررة في التعاويذ السحرية مثل "تعالي لتحتويه بالحب ..دعه يمضي اليوم كله ...وقوى مخبأة"، و"أحضري الماء أمامي ..دعها تجلس مع حبيبها ..سر الحبيبة معي ..أنا كتومة ولا أحكي ما آراه"، في إشارات إلى فعل يتحقق بالسحر.
وبعيدا عن القصائد هناك تعويذة بالفعل لإعداد "شراب المحبة" من كمية صغيرة من الدماء من إصبع البنصر باليد اليسرى، التي يلبس فيها حتى الآن خاتم الزواج، والتي تسمى إصبع القلب"، وربما تكون قصيدة، دونت على جرة من الفخار، تعويذة لإعطاء قوة سحرية للحب لما كان بداخل الجرة من ماء.
وفي تعاليم آني "لا تسعى وراء النساء ولا تدعهن يسحرن قلبك...احذر المرأة الغريبة التي لا تعرفها المدينة ولا تنظر إليها وهي تمضي"، لكن القصائد تضرب عرض الحائط بأدب التعاليم والحكمة الذي يحذر من المغامرات خارج مؤسسة الزواج ومحذرة من مصيدة الحب، وكاشفة عن علاقة متحررة غالبا بين المحبين وعواطفهم المتأججة.
وهذا التعارض بين نوعين أدبين مختلفين (أدب التعاليم وشعر الحب) دليل على وجود مجتمع حي تتنازعه قوى محافظة وقوى متحررة تقود المحبين الذين لا ينصتون للنصائح التي تدعو لكبح العاطفة والحذر والتروي والتحفظ في السلوك، على عكس شعر الحب الذي يهتم بتصوير المشاعر والإفصاح عنها حتى لو تعارضت أحيانا مع قيم اجتماعية مستقرة.
يقدم هذا الكتاب الأدب المصري القديم في سياقه الاجتماعي والأدبي والتاريخي معتمدا على أحدث المراجع التي درست هذا الأدب بلغات عديدة. فقبل قراءة النصوص الأدبية المصرية القديمة والاستمتاع بقيمتها الأدبية العتيقة العابرة للزمن نحتاج "دليلا" أو مخططا يرسم صورة شاملة لها.
الكتاب بمثابة رحلة خطوة بخطوة فيما يشبه الحكاية الأدبية تبدأ بظروف اكتشاف هذه النصوص والتعرف عليها كنصوص أدبية ومحاولات ترجمتها، وخلفية عامة عن اللغة التي كتبت بها كوسيط أدبي (اللغة المصرية القديمة) وعن فك شفرة رموزها، ثم استعراض محاولات دراستها وفهمها عبر ما يقرب من قرنين من الزمان، ووصف مصادرها المتعددة من برديات ولوحات وجداريات وغيرها من وسائط الكتابة في ذلك العصر. وتتواصل الرحلة بالحديث عن السياق الاجتماعي لهذه النصوص: مؤلفيها وناسخيها وقارئيها ونشرها أو تداولها، وعن الكتبة والمكتبات، وعن استقبال المجتمع للأدب وتقديره، وكذلك قيمتها الأدبية العابرة للزمن، وأجناسها المختلفة من شعر ونثر ودراما وغيرها، ومناقشة لمحتواها وما يكشفه عن الثقافة والمجتمع المصري القديم، وأخيرا العلاقة بينها وبين آداب الحضارات المعاصرة واللاحقة لها. ويضم الكتاب مختارات من النصوص متنوعة، وملحقا بقائمة بأسماء النصوص وصور بعضها ووصف مختصر لمحتواها وتأريخها وموقعها الحالي من متاحف أو مكتبات.