Location via proxy:   [ UP ]  
[Report a bug]   [Manage cookies]                
‫التنمية االقليمية ف مصر بي التخطيط والتطبيق‬ ‫"دراسة تطبيقية على مشروع العاصمة االدارية اجلديدة"‬ ‫‪The Regional Development in Egypt‬‬ ‫‪Between Planning and Implementation‬‬ ‫‪"Applied Study on The Project of The New‬‬ ‫"‪Administrative Capital‬‬ ‫د‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫مدرس االقتصاد والمالية العامة‬ ‫كلية التجارة‪ -‬جامعة كفر الشيخ‬ ‫‪drahmedeidaboelela@gmail.com‬‬ ‫جملة الدراسات التجارية املعاصرة‬ ‫كلية التجارة – جامعة كفر الشيخ‬ ‫المجلد السابع ‪ .‬العدد الثني عشر‪ -‬الجزء الثاني‬ ‫يوليو ‪2022‬م‬ ‫رابط اجملـلة ‪https://csj.journals.ekb.eg :‬‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫ أحمد عيد إبراهيم محمد‬/ ‫د‬ :‫ملخص البحث‬ ‫يهدف هذا البحث إلى توضيح أهمية وأبعاد التنمية االقليمية وتطبيقاتها في مصر والتي تتمثل في‬ ‫توجيه النمو العمراني والزيادة السكانية والعمالة الفائضة نحو المناطق غير المزدحمة بالسكان والقابلة‬ ‫ ويعتبر مشروع العاصمة‬،‫لالستغالل أو نحو المناطق التي لم تستغل بعد بما يتالءم مع إمكاناتها ومواردها‬ ‫االدارية الجديدة فرصة لرفع المستوي الكلي لمعدل النمو االقتصادي في مصر من أجل تقليص الفقر من‬ ‫خالل خلق مئات اآلالف من فرص العمل ذات اإلنتاجية المستدامة لتوظيف مستويات أعلي من القوة‬ ،‫العاملة ويتحقق ذلك من خالل وضع خطة تنمية اقتصادية تتطلب جذب استثمارات تقدر بالمليارات‬ ‫ وقد‬،‫ولذلك تسعى الدولة ليكون هذا المشروع قاطرة لتنمية االقتصاد المصري وربطه باالقتصاد العالمي‬ ‫دخل مشروع العاصمة االدارية الجديدة بالفعل حيز التنفيذ و يهدف البحث إلى إجراء تحليل تفصيلي‬ ‫ ومن ثم استغالل‬،‫ألبعاد التنمية االقليمية في مصر اعتمادا على كافة البيانات المحلية والدولية المتوفرة‬ ‫ ومن خالل دراسة‬،‫كافة المقومات والتغلب على ما يواجه التنمية االقليمية من تحديات داخلية وخارجية‬ .‫التجارب السابقة والدروس المستفادة منها‬ ‫ مشروع العاصمة االدارية الجديدة‬،‫ التخطيط االقتصادي للتنمية‬، ‫ التنمية االقليمية‬:‫الكلمات المفتاحية‬ Abstract: This research aims to clarify the importance and dimensions of regional development and its applications in Egypt, which is represented in directing urban growth, population increase and surplus labor towards areas that are not overcrowded and exploitable, or towards areas that have not yet been exploited in a way that is compatible with their capabilities and resources. The new administrative capital project is an opportunity to raise the overall level of The economic growth rate in Egypt in order to reduce poverty by creating hundreds of thousands of job opportunities with sustainable productivity to employ higher levels of the workforce. This is achieved by Making an economic development plan that requires attracting billions of investments, and therefore the state seeks to make this project a locomotive for the development of the Egyptian economy and linking it with the global economy. The project of the new administrative capital has already entered into force, and the research aims to conduct a detailed analysis of the dimensions of regional development in Egypt based on all available local and international data, then exploit all the ingredients and overcoming the internal and external challenges that facing regional development, and by studying the previous experiences and lessons learned from them. Keywords: Regional Development, Economic Development Planning, The New Administrative Capital Project ‫م‬2021 ‫ الجزء الثاني يوليو‬. )12( ‫ العدد‬- )7( ‫المجلد‬ )1209( ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫‪ -1‬اإلطار العام للبحث‪:‬‬ ‫‪ 1-1‬مقدمة البحث‪:‬‬ ‫تحظى المشررروعات القومية بصررفة عامة ومشررروع العاصررمة االدارية الجديدة بصررفة خاصررة‬ ‫باهتمام بالغ سررررواء على المسررررتو األكاديمي أو التطبيقي نظرا لدورها المتزايد في محاوالت التنمية‬ ‫االقتصرررادية التي تسرررعى الدولة لتحقيقها‪ ،‬وتتسرررم قضرررايا التنمية والتخطيط في كثير من األحيان بأنها‬ ‫سرريعة النمو وذات أهمية كبيرة‪ ،‬كما لم يعد التخطيط االقتصرادي قاصررا على مجموعة من الدول دون‬ ‫غيرها‪ ،‬بل يستخدم كأسلوب للتنمية االقتصادية في معظم الدول مع االختالف في درجة شموله ودرجة‬ ‫الزامه‪ ،‬وتتسم الدول النامية عموما بحاجتها إلى التخطيط أكثر من الدول المتقدمة ألن مواردها المتاحة‬ ‫ضئيلة والفارق االقتصادي والحضاري واسع بينها وبين الدول المتقدمة‪.‬‬ ‫وكلما كان التخطيط االقتصررررادي في الدولة محققا لألهداف المرجوة منه وموجها بما يتالءم مع‬ ‫سررياسررة الدولة التخطيطية كلما زاد ذلك من دفع عجلة االقتصرراد القومي في كافة قطاعاته (زراعة –‬ ‫تجارة‪ -‬صناعة – خدمات ‪...‬الخ )‬ ‫وتجدر االشرارة إلى أن االهتمام بالبعد المكاني في خطط التنمية االقتصرادية واالجتماعية السرابقة‬ ‫لم يحظ بنفس االهتمرام الرذي حظي بره البعرد الزمني والبعرد القطراعي للخطرة‪ ،‬وقرد أثر ذلرك في ظهور‬ ‫مشركلة على درجة كبيرة من الخطورة متمثلة في مشركلة الفوارق اإلقليمية أو الفوارق بين المحافظات‪،‬‬ ‫حيث نجد بعض األقاليم أو بعض المحافظات أكثر تقدما من الناحية االقتصرادية واالجتماعية من سرائر‬ ‫األقاليم والمحافظات األخر ‪.‬‬ ‫ويشرير تقرير للبنك الدولي إلى ظاهرة الفوارق اإلقليمية في معدالت النمو في مصرر‪ ،‬ففي الفترة‬ ‫الممتدة من ‪ 1995‬إلى ‪ 2000‬حققت محافظات القاهرة واإلسررركندرية و بورسرررعيد والسرررويس أعلى‬ ‫معردالت نمو‪ ،‬بينمرا حققرت محرافظرات الردلترا معردالت نمو متوسررررطرة ‪ ،‬فراقرت بكثير معردالت النمو في‬ ‫محافظات الصرعيد‪ ،‬كما بلغ معدل النمو في نصريب الفرد من الدخل القومي اإلجمالي ‪ %8,9‬سرنويا في‬ ‫المدن والمناطق المجاورة لها‪ ،‬أي في المناطق الحضررية‪ ،‬ولم تتعد هذه النسربة ‪ %0,5‬سرنويا في صرعيد‬ ‫مصر‪ ،‬بينما بلغت نسبة النمو في الوجه البحري حوالي ‪ %5‬في السنة ‪.‬‬ ‫ولقد ترتب على وجود هذه الفوارق تحول األقاليم أو المحافظات المتقدمة إلى مناطق جذب تتجه‬ ‫إليهرا رؤوس األموال واأليردي العراملرة والسرررركران نظرا لتوافر الخردمرات الرئيسرررريرة المختلفرة وارتفراع‬ ‫مسرتو األجور وتوافر فرص العمل واألسرواق وغيرها من العوامل التي تسراعد على جذب األنشرطة‬ ‫االقتصرادية ‪ ،‬ذلك في الوقت الذي تحولت فيه األقاليم األقل تطورا إلى مناطق طرد‪ ،‬تنزح منها رؤوس‬ ‫األموال واأليدي العاملة إلى األقاليم األكثر تقدما‪.‬‬ ‫كمرا ترترب على اسررررتمرار تركز األنشررررطرة في المحرافظرات والمردن الرئيسرررريرة مثرل القراهرة‬ ‫واإلسرركندرية تزايد حدة المشرراكل والفوارق االقتصررادية واالجتماعية بين المحافظات من جهة‪ ،‬وبينها‬ ‫وبين المناطق الحضرية والمناطق الريفية من جهة أخر ‪ ,‬وكان من نتيجة ذلك أن اتجه سكان المناطق‬ ‫الريفية والمدن الصغيرة إلى الهجرة بحثا عن مستو معيشي أفضل‪.‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1210‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫وممرا زاد من تفراقم هرذه المشرررركلرة أن حركرة الهجرة قرد اتجهرت إلى عردد قليرل من المردن مثرل‬ ‫العاصررررمة والموانئ وبعض المدن الرئيسررررية‪ ،‬محدثة بذلك مشرررراكل جمة لتلك المدن ‪ ،‬مثل مشرررراكل‬ ‫االزدحام وزيادة الكثافة السركانية و تلوث البيئة وتكدس وسرائل النقل والمواصرالت‪ ،‬ومشراكل اإلسركان‬ ‫والعشررروائيات‪ ،‬والتعدي على األراضررري الزراعية وتآكل المسررراحات الخضرررراء‪ ،‬وارتفاع معدالت‬ ‫البطالة‪ ،‬هذا فضرال عن انخفاض مسرتو الخدمات التعليمية والصرحية المقدمة‪ ،‬وتدهور البنية األسراسرية‬ ‫لذلك اتجه التفكير إلى ضررررورة األخذ في االعتبار البعد المكاني لتوطين األنشرررطة‪ ،‬مع البعد القطاعي‬ ‫لخطط التنمية لتكوين بعد أكثر شرررمولية وهو البعد اإلقليمي‪ ،‬ويهدف هذا البعد اإلقليمي إلى تحقيق عدد‬ ‫من األهررداف منهررا ‪:‬تحقيق النمو المتوازن بين المحررافظررات المختلفررة داخررل الجمهوريررة‪ ،‬والنهوض‬ ‫باألقاليم المختلفة وتخصررريص مزيد من االسرررتثمارات لها‪ ،‬والسررريطرة على عملية نمو المدن‪ ،‬ووقف‬ ‫الهجرة من الريف إلى الحضررررر‪ ،‬عن طريق زيرادة العنرايرة بهرذه المنراطق وتقليرل الفوارق بينهرا وبين‬ ‫الحضر‪.‬‬ ‫وعلى الجانب اآلخر تتفرد العاصرمة المصررية القاهرة عن كثير من عواصرم العالم بجمعها لكل‬ ‫االختصراصرات السرياسرية واإلدارية واالقتصرادية والثقافية في قبضرتها‪ ،‬فواشرنطن على سربيل المثال هي‬ ‫العاصرمة السرياسرية للواليات المتحدة‪ ،‬أما مدينة نيويورك فهي العاصرمة االقتصرادية‪ ،‬وفى دولة كالهند‪،‬‬ ‫العاصمة السياسية هي نيودلهي في حين أن العاصمة االقتصادية هي مومباي‪.‬‬ ‫ومن هنا جاء الدافع وراء إنشررراء مدينة حديدة تمثل عاصرررمة إدارية جديدة لجمهورية مصرررر‬ ‫العربية‪ ،‬والقضية هنا ليست بناء عاصمة أخر غير القاهرة أو تطوير القاهرة لمجرد التطوير‪ ،‬ولكن‬ ‫القضرية هي إيجاد حلول لمشراكل القاهرة أوال ثم تعزيز تنافسريتها ثانيا للتحول بعد ذلك إلى مفهوم المدن‬ ‫الكونية‪ ،‬وفي هذا اإلطار ينقسم هذا البحث إلى ثالثة أجزاء على النحو التالي‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬أهمية التنمية االقليمية في مصر وأبعادها المكانية وتقييم وضعها الحالي‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬دراسة تطبيقية على مشروع العاصمة االدارية الجديدة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬توصرريات باإلجراءات والسررياسررات المقترحة التي من شررأنها أن تعزز من فرص نجاح مشررروع‬ ‫العاصمة االدارية الجديدة في ضوء التحديات الحالية والدروس المستفادة من التجارب السابقة‪.‬‬ ‫‪ 2 -1‬المشكلة البحثية‪:‬‬ ‫تتمثل المشرركلة البحثية في عدد من االسررتفسررارات الخاصررة بالمشرراكل التي تعاني منها القاهرة‬ ‫بحيرث يمكن القول أن هنراك بعض القو المحركرة التي تردفع إلى التفكير في إنشرررراء عراصررررمرة اداريرة‬ ‫جديدة والتفكير كذلك في مستقبل القاهرة وتتمثل أهم هذه القو في‪:‬‬ ‫الكثافة السركانية‪ :‬حيث تعد القاهرة الكبر واحدة من أكبر مدن العالم كثافة‪ ،‬حيث بلغ نصريب الفرد‬‫من المسرراحة ‪33‬م‪ 2‬مقارنة بررررر ر ‪200‬م‪ 2‬في مدينة لندن والتي تعد أشررد مدن أوروبا ازدحاما ومن‬ ‫المتوقع أن يزيد عدد سرركان القاهرة ليتضرراعف في المسررتقبل ألن القاهرة مازالت نقطة جذب هائلة‬ ‫لمزيد من السكان حيث يتركز بها نصف خدمات مصر تقريبا ‪.‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1211‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫التردهور العمراني والعشرررروائيرات نتيجرة الزيرادة السرررركرانيرة ارتفع الطلرب على السرررركن والنشرررراط‬‫االقتصرادي في القاهرة وتزايد الطلب على أراضري البناء مما أد إلى ارتفاع أسرعارها‪ ،‬ونظرا لعدم‬ ‫وجود سرياسرة عمرانية واضرحة وبعيدة المد للقاهرة لتوفير االسركان فيها للمهاجرين الجدد أو النمو‬ ‫الطبيعي للسركان‪ ،‬فكانت النتيجة ظهور العشروائيات ‪ ،‬حيث يبلغ عدد المناطق العشروائية في القاهرة‬ ‫‪ 75‬منطقة وفي الجيزة ‪36‬منطقة وفي محافظة القليوبية‪ 76‬منطقة‪ ،‬ويعاني سرركان العشرروائيات من‬ ‫تدهور شرديد في خدمات المياه والصررف الصرحي مما أثر سرلبيا على الصرحة العامة وزيادة التلوث‪،‬‬ ‫ذلك إلى جانب تدهور حالة المسراكن واسرتعدادها للسرقوط‪ ،‬ويتوقع أن يتضراعف عدد العشروائيات مع‬ ‫زيادة نسربة الفقر وزيادة معدالت الهجرة الداخلية إلى القاهرة بما تمثله هذه العشروائيات من مشراكل‬ ‫صحية واقتصادية وأمنية ‪.‬‬ ‫التلوث البيئي‪ :‬تشرهد القاهرة حالة من التدهور الحضرري والتلوث البيئي حيث يتوطن فيها منطقتين‬‫صرررناعيتين هما شررربرا الخيمة وحلوان وتزايد التلوث الصرررناعي‪ ،‬كذلك التلوث الناتج عن التكدس‬ ‫العمراني وحركة المرور وزيادة انبعاثات الملوثات من عادم السيارات‪ ،‬وإذا ما أضيف لما سبق قلة‬ ‫المسرراحات الخضررراء وارتفاع معدالت تسرراقط األتربة‪ ،‬ومشرركلة الضرروضرراء والسررلوكيات الخاطئة‬ ‫تجاه نهر النيل يتضح معه حجم مشكلة التلوث في القاهرة‪.‬‬ ‫النقل والمواصالت‪ :‬يوجد بالقاهرة شبكة هائلة للطرق والسكة الحديد وجميع أنواع النقل مثل مترو‬‫األنفاق‪ ،‬والترام‪ ،‬والحافالت الكبيرة وسرريارات األجرة‪ ،‬وأدت الكثافة السرركانية إلى نقص شررديد في‬ ‫مساحة الطرق وزيادة االزدحام وبالتالي زيادة الكثافة المرورية والنتيجة هي اختناق متزايد للقاهرة‬ ‫الخدمات‪ :‬مع الزيادة السرركانية العالية تضرراعف الطلب على الخدمات كالتعليم والرعاية الصررحية‪،‬‬‫األمر الرذي يتطلرب زيرادة في عردد المردارس والجرامعرات وزيرادة الرعرايرة الصررررحيرة من أطبراء‬ ‫وممرضرررات وأسررررة ومسرررتشرررفيات ومسرررتلزمات العالج‪ ،‬وهو ما يعني زيادة في الموارد المالية‬ ‫المخصرصرة‪ .‬وبالتالي فإن عدم التدخل إليقاف الزيادة غير المخططة في عدد سركان االقليم سريددي‬ ‫إلى آثار سرلبية تفرض ضررورة وضرع ضروابط للحد من النمو العمراني لإلقليم لضرمان عدم زيادة‬ ‫سررركانه عن المخطط واسرررتيعابه داخل حدوده وتوجيهه إلى المناطق الصرررحراوية شررررقا وغربا‪،‬‬ ‫والمخططرة السررررتيعراب هرذا النمو مع خلخلرة الكتلرة العمرانيرة القرائمرة التي تضررررغط على المرافق‬ ‫وتسربب تدهور بيئي كبير وارتفاع نسرب التلوث والمشركالت المرورية ‪ ،‬فضرال عن التأثيرات السلبية‬ ‫على التنميرة االقتصررررادية باإلقليم وبقيرة األقاليم االقتصررررادية بالجمهورية‪ .‬ومن ثم لم يكن غريبرا أن‬ ‫تتصراعد األصروات المنادية منذ الخمسرينات بضررورة إنشراء عاصرمة جديدة بديلة عن القاهرة‪ ،‬بل إن‬ ‫الدولة قد حاولت تطبيقه بشكل جزئي في السبعينات بعد إنشاء مدينة السادات وبناء العديد من األبنية‬ ‫بهرا لتكون مقرا للوزارات المصررررريرة‪ ،‬ولكن الفكرة قرد أُهملرت تمرامرا‪ ،‬وتحولرت تلرك األبنيرة إلى مبران‬ ‫تعليمية وإدارية لخدمة مدينة السادات ذاتها‬ ‫صررررعوبرة توفير األمن للمواطنين ورجرال الردولرة وزوارهرا يتسرررربرب االزدحرام المروري والكثرافرة‬‫السركانية والتداخل بين األجهزة السرياسرية وبين سركان المدينة واألنشرطة االقتصرادية‪ ،‬وهو ما يشركل‬ ‫صررعوبة على رجال األمن للقيام بمهامهم‪ ،‬فبات من السررهل عقد المدتمرات واللقاءات الدولية بمدن‬ ‫شرررم الشرريخ والغردقة وغيرها تفاديا لمصرراعب التأمين‪ ،‬وهكذا نجد أن بعض المدن المصرررية تقوم‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1212‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫بدور العاصررمة السررياسررية نيابة عن القاهرة بشرركل مدقت‪ ،‬كما أن المشرراكل األمنية ال تمس الدولة‬ ‫ورجالها فقط‪ ،‬بل تمس أمن المواطن العادي أيضا من حيث تزايد معدالت الجريمة وفقدان المواطن‬ ‫الشعور باألمان ‪ ،‬ويزداد األمر سوءا في العشوائيات التي تعد مالذ آمن للمجرمين والبلطجية‪.‬‬ ‫صررعوبة حماية المدينة عسرركريا‪ :‬حيث تعد القاهرة هدفا ألي ضررربات عسرركرية ألنها تمثل أكبر‬‫تجمع سركني واقتصرادي وسرياسري في مصرر‪ ،‬ومن الصرعب إخالئها في حاالت الخطر بسربب الكثافة‬ ‫السكانية وضعف شبكة الطرق ‪.‬‬ ‫وفي هذا االطار يمكن طرح عدد من التساؤالت‪:‬‬ ‫ إلى أي مد تنطبق أبعاد التنمية االقليمية على مشروع العاصمة االدارية الجديدة ؟‬‫ كيف تستفيد مصر من التجارب السابقة في إنشاء عاصمة ادارية جديدة؟‬‫ هل مشروع العاصمة االدارية الجديدة يعزز من نمو االقتصاد المصري؟‬‫ ما هي االجراءات واآلليات والسررياسررات المقترحة التي يمكن أن تعزز من فرص نجاح مشررروع‬‫العاصمة االدارية الجديدة ؟‬ ‫‪ 3-1‬فرضية البحث‪:‬‬ ‫يسرعى هذا البحث إلى اختبار مد صحة أو خطأ الفرضية التالية " يساهم مشروع العاصمة‬ ‫االدارية الجديدة في القضاء على الكثير من مشاكل العاصمة القديمة وتعزيز تنافسيتها "‬ ‫‪ 4-1‬أهمية البحث‪:‬‬ ‫تأتي أهمية البحث كونه يسلط الولوع ىط مشرروع العاصرمة االدارية الجديدة وما يمثله من‬ ‫أهمية في االقتصراد المصرري كأحد أكبر المشرروعات القومية‪ ،‬حيث تبقى المدن الكبر هي األكثر‬ ‫توفيرا للفرص واسرتقطابا للكفاءات‪ ،‬وحينما يتوافر ذلك فإنه يصرب في اتجاه تعزيز التنافسرية خاصرة‬ ‫في ظرل التحرديرات التي تواجههرا العراصررررمرة القرديمرة القراهرة من متغيرات العولمرة وتحرير التجرارة‬ ‫والثورة الرقمية التي تجتاح العالم‪ ،‬باإلضرافة إلى إن هذا البحث يوضرح أن بإمكان العاصرمة االدارية‬ ‫الجديدة والعاصررمة القديمة القاهرة إذا ما تم تعزيز تنافسرريتهما أن تتبوأ مكانة اقتصررادية مرموقة في‬ ‫المسرررتقبل‪ ،‬خاصرررة وأن لهما بعض الخصرررائص والمعطيات المكانية فرضرررها موقعهما الجغرافي‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى بعض الفرص المتاحة في ظل العولمة ‪.‬‬ ‫ويصررراحب تلك الفرص بعض المخاطر والتحديات التي تعد من أهم القضرررايا المطروحة في‬ ‫الوقت الراهن والتي يثار العديد من التسراؤالت حول مدي تأثير مشرروع العاصرمة االدارية الجديدة‬ ‫علي االقتصررراد المصرررري على المسرررتو القومي ومد إسرررهامه في التشرررغيل واالنتاج وتحقيق‬ ‫مستهدفات التنمية لما يولده من مكاسب لالقتصاد المصري من حيث القضاء على الكثير من مشاكل‬ ‫العاصرمة القديمة وتعزيز تنافسريتها‪ ،‬وتوفير فرص العمل ومسراهمتها بشركل فعال في رفع مسرتويات‬ ‫المعيشرررة ‪ ،‬باإلضرررافة إلى األفكار المطروحة حول إنشررراء أقطاب للنمو وتجمعات حضررررية جديدة‬ ‫"مدن جديدة أو محاور للتنمية" لخدمة مجاالت اقتصرادية محددة في ضروء التجارب السرابقة‪5-1 .‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1213‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫الهدف من البحث‪:‬‬ ‫يهدف هذا البحث إلي إثبات صرررحة أو خطأ الفرضرررية السرررابقة من خالل دراسرررتها وتحليلها‬ ‫للوصول إلي الحقائق والنتائج بهدف ‪:‬‬ ‫ تقييم الوضع الحالي للتنمية االقليمية في مصر وأبعادها المكانية وأهم التحديات التي تواجهها‪.‬‬‫ التعرف على تطبيقات التنمية االقليمية في مصر من خالل المشروعات القومية‪.‬‬‫ التعرف على التجارب السابقة والدروس المستفادة منها‪.‬‬‫ التعرف علي والنتائج واآلثار المترتبة على مشروع العاصمة االدارية الجديدة وتأثيره على االقتصاد‬‫المصري والمكاسب المحتملة وشروط تحقق هذه المكاسب‪.‬‬ ‫ التعرف على االجراءات واآلليات والسياسات المقترحة التي يمكن أن تعزز من فرص نجاح مشروع‬‫العاصمة االدارية الجديدة ‪.‬‬ ‫‪ 6-1‬منهجية البحث‬ ‫استخدم الباحث المنهج الوصفي في جمع المعلومات لكتابة اإلطار النظري وتحديد خصائص‬ ‫الظاهرة‪ ،‬ووصررررف طبيعتها ونوعية العالقة بين متغيراتها‪ ،‬وأسرررربابها‪ ،‬واتجاهاتها‪ ،‬كما اسررررتخدم‬ ‫الباحث المنهج االسرتقرائي وذلك السرتقراء العالقات واالتجاهات ودراسرة وتحليل العالقة والمقارنة‬ ‫بين البيانات والمعلومات؛ بهدف الوصرول إلى نتائج تحقق الهدف من البحث وسروف يأتي اسرتخدام‬ ‫منهج دراسررة الحالة نظرا العتماده علي أسررلوب المقارنة كأحد أكثر األسرراليب اسررتخداما في ضرروء‬ ‫هذا المنهج لذا فإن الباحث سوف يركز علي دراسة التجارب السابقة والدروس المستفادة منها كحالة‬ ‫مقارنة ينبغي االستفادة منها ومقارنتها بالنتائج التي تحدث في الحالة المصرية‪.‬‬ ‫‪ 7-1‬الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫المسررررار الرذي اتخرذه البحرث لعرض الردراسررررات السررررابقرة هو عرض زمني للردراسررررات‬ ‫المتخصرصة التي تناولت التنمية االقليمية و وعالقة المدن بالنمو االقتصادي وظاهرة إنشاء عاصمة‬ ‫جديدة‪ ،‬سرواء في صرورة تقارير أو دراسرات متخصرصرة‪ ،‬ولقد تعددت الدراسرات في هذا السرياق على‬ ‫النحو اآلتي‪:‬‬ ‫ دراسةةة‪ :‬محمد عباس الزعفراني‪،‬عباس محمد الزعفراني(‪ ،)2007‬القاهرة ‪ 2050‬وعاصةةمة‬‫جديدة لمصةر‪ :‬رؤية مسةتقبلية لعمران مصةر وعاصةمتها في منتصة القرن الحادي والعشةرين‪:‬‬ ‫وتناولت تلك الدراسرررة الوضرررع الراهن للقاهرة الكبر والمشررراكل التي تعاني منها وكذلك الرؤية‬ ‫المستقبلية إلقامة عاصمة جديدة لمصر‪.‬‬ ‫ دراسة )‪Gilles Duranton (2008‬‬‫بعنوان”‪“Cities:Engines of Growth and Prosperity for Developing Countries‬‬ ‫تناولت الدراسرررة األدلة والحجج حول آثار التحضرررر والمدن على اإلنتاجية والنمو االقتصرررادي في‬ ‫الدول النامية‪ ،‬وتوصررلت إلى نتيجة مهمة مفادها أنه كما هو الحال في االقتصرراديات المتقدمة ‪ ،‬فإن‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1214‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫هنراك أدلرة قويرة على أن المردن في الردول النراميرة تددي إلى تعزيز الكفراءة اإلنتراجيرة‪ .‬ولقرد أشررررارت‬ ‫الدراسرة إلى أسرباب التركز الجغرافي للنشراط االقتصرادي للدول في المدن‪ ،‬والكيفية التي تتفاعل بها‬ ‫أنواع مختلفة من المدن مع بعضها البعض من حيث التجارة والهجرة ‪.‬‬ ‫ دراسةة )‪Michael Spence, Patricia Clarke and Robert M.Buckley (2008‬‬‫”‪“Urbanization and Growth‬‬ ‫بعنوان‬ ‫تناولت الدراسررة تقييم للعالقة بين التحضررر والنمو االقتصررادي وتوصررلت إلى ارتفاع اإلنتاجية في‬ ‫المدن مقارنة بباقي المناطق‪ ،‬وأنه البد من تبني رؤ وأدوات السررياسررات الالزمة لمسرراعدة البلدان‬ ‫على تحقيق التحضر كجزء من استراتيجية النمو الوطني‪ ،‬وأنه ال ينبغي إهمال المناطق الريفية عند‬ ‫دعم التوسع الحضري‪.‬‬ ‫ دراسة (‪)UN-Habitat (2012‬‬‫بعنوان‬ ‫‪Cairo vision 2050:The Strategic Urban Development Plan of Greater Cairo‬‬ ‫‪Region‬‬ ‫تنراولت تلرك الدراسررررة المخطط االسررررتراتيجي للقراهرة الكبر ‪ 2050‬والمشرررراريع المقترحة على‬ ‫مستو كل قطاع خاصة النقل والبيئة‪.‬‬ ‫ دراسةةةة (أحمد عيد ‪ )2015‬بعنوان " تحويل المدن المصةةةرية إلى مدن كونية تنافسةةةية وأثره‬‫على النمو االقتصةادي والتجارة الدولية" وركزت الدراسرة على اقتصراديات المدن وظاهرة المدن‬ ‫الكونية‪ ،‬ومفاهيم االقتصراد الحضرري واالقتصراد االقليمي‪ ،‬واالتجاهات النظرية لالقتصراد الحضرري‬ ‫‪ ،‬وعرض الوضررع الراهن لإلطار االقتصررادي والحضررري للمدن المصرررية وتطورها عبر الزمن‬ ‫وتحليل خصرائصرها ومقوماتها االقتصرادية‪ ،‬و مفهوم تنافسرية المدن‪ ،‬ومدشررات قياسرها والموقف‬ ‫التنافسرري للمدن المصرررية بين مدن العالم‪ ،‬والتقارير العالمية للتنافسررية‪ ،‬وتحليل تنافسررية المدن وفق‬ ‫التحليل الرباعي ‪ ،SWOT‬والمدن وعالقتها بتعزيز النمو االقتصادي‪.‬‬ ‫‪ 8-1‬الخطة البحثية‪:‬‬ ‫تشمل الخطة البحثية عدة نقاط حيث يتناول البحث العناصر التالية باإلضافة للملخص‪:‬‬ ‫ اإلطار العام للبحث‪ :‬المقدمة‪ ،‬المشكلة البحثية‪ ،‬الفرضية‪ ،‬الهدف من البحث‪ ،‬أهمية ومنهجية البحث‬‫والدراسات السابقة والخطة البحثية‪.‬‬ ‫ االطار النظري للبحث‪ :‬مفهوم االقتصادي الحضري والتنمية االقليمية وأبعادها المكانية والوضع الحالي‬‫للتنمية االقليمية في مصر وأهم التحديات التي تواجهها وتطبيقات التنمية االقليمية في مصر‬ ‫ الدراسة التطبيقية‪ :‬مشروع العاصمة االدارية الجديدة والمكاسب المحتملة وشروط تحقق هذه المكاسب‬‫واالجراءات واآلليات والسياسات المقترحة التي يمكن أن تعزز من فرص نجاح المشروع ومظاهر وأسباب‬ ‫تهديدات المشروع في ضوء المشكالت الحالية والتجارب السابقة والدروس المستفادة منها‪.‬‬ ‫ النتائج والتوصيات‬‫ المراجع‬‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1215‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫‪ -2‬االطار النظري للبحث‪:‬‬ ‫‪ 1-2‬االقتصاد الحضري واقتصاديات المدن‬ ‫االقتصررراد الحضرررري هو ذلك الفرع من علوم االقتصررراد الذي يهتم وعلى نطاق واسرررع بدراسرررة‬ ‫المناطق الحضررية‪ ،‬وهو على هذا النحو ينطوي على اسرتخدام أدوات التحليل االقتصرادي لتحليل القضرايا‬ ‫الحضرررية‪ ،‬ويركز االقتصرراد الحضررري أو اقتصرراديات المدن على العالقات واألنشررطة االقتصررادية التي‬ ‫تترأثر بخصررررائص المكران للمردن والمنراطق الحضررررريرة كمرا تدثر فيهرا مثرل حجم المردينرة وكثرافرة سرررركرانهرا‬ ‫والتركيبة العمرانية واسرررتعماالت األراضررري ‪ ،‬ومن بين أهم الموضررروعات التي يتناولها علم االقتصررراد‬ ‫الحضرري هو موضروع الحجم األمثل للمدينة وأسرباب تركز السركان واألنشرطة االقتصرادية في المدن وفي‬ ‫مناطق حضرية بعينها دون األخر وكذلك عوامل النمو واالنكماش للمدن والمناطق الحضرية ‪.‬‬ ‫ولقد تزايد االهتمام بعلم االقتصرراد الحضررري من قبل علماء االقتصرراد وذلك لبحث الموضرروعات‬ ‫الحضررية حيث أصربح االقتصراد الحضرري جزءا أسراسريا للعديد من الدراسرات األكاديمية خاصرة فيما يتعلق‬ ‫بتخطيط المدن والتنمية المسرتدامة‪ ،‬ورغم هذا االهتمام واالنتشرار السرريع لموضروعات االقتصراد الحضرري‬ ‫إال أنه ال يوجد اتفاق حول حدود نطاق االقتصاد الحضري أو اقتصاديات المدن وذلك لعدة اعتبارات منها‬ ‫ إن معظم المناطق الحضررررية ما هي إال جزء من نظام اقتصرررادي كبير تمثل فيه المدينة الالعب األكبر‬‫بمعنى أن المدن الكبر تدثر على االقتصراد القومي ككل وبالتالي يصرعب تناول الموضروعات الحضررية‬ ‫بمعزل عن محيطها األوسع‪.‬‬ ‫ صرعوبة تناول االقتصراد الحضرري وفق المفهوم االقتصرادي البحت نظرا لتعدد وتشرابك العلوم المرتبطة‬‫به ‪ ،‬أي أنه يصررعب دراسررة األوجه االقتصررادية فقط للمدن والمناطق الحضرررية دون األخذ في االعتبار‬ ‫األبعاد التاريخية واألبعاد السياسية واالجتماعية لألنشطة الحضرية‪.‬‬ ‫‪ -‬ارتفاع درجة الترابط بين االقتصاد الحضري واالقليمي‪.‬‬ ‫‪ 2-2‬االقتصاد الحضري واالقتصاد االقليمي‬ ‫مما سربق يتضرح التداخل الكبير بين االقتصراد الحضرري واالقتصراد االقليمي مما يدفع البعض أحيانا‬ ‫إلى استخدام أحدهما للتعبير عن اآلخر ‪ ,‬وذلك نظرا الشتراك االثنين في عدد من األمور مثل‪:‬‬ ‫ تخصريص الموارد االقتصادية من الناحية المكانية وتوجيهها لالستخدام األمثل بهدف الوصول مستويات‬‫الكفاءة أو التكلفة المتدنية‪.‬‬ ‫ نطاق التأثير المباشرررر وغير المباشرررر لكافة األنشرررطة االقتصرررادية سرررواء على المسرررتو االقليمي أو‬‫الحضررري أو انعكاسرراتهما ‪ ،‬حيث يتداخل المفهومين عند معالجة التأثيرات االقتصررادية لمدينة معينة في‬ ‫حالة امتداد هذه التأثيرات لنطاق أوسع من النطاق الحضري لتلك المدينة‪.‬‬ ‫ بعض التعريفات االقتصرررادية التي تسرررتخدم بعض المصرررطلحات والمفاهيم المشرررتركة بين االقتصررراد‬‫الحضري واالقليمي‪.‬‬ ‫وهناك من ينظر إلى االقتصررراد الحضرررري أو اقتصررراديات المدن على أنهم المرادف لالقتصررراد‬ ‫االقليمي أو امتداد له وير امكانية معالجة قضررايا المدن عن طريق أدوات علم االقتصرراد االقليمي على‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1216‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫اعتبار أن المدن والمناطق الحضررررية ما هي إال أقاليم أو مناطق إدارية ضرررمن القطر أو الدولة الواحدة ‪،‬‬ ‫إال أن وجهة النظر هذه غير صحيحة حيث أن القضايا والموضوعات المتعلقة بالمدن والمناطق الحضرية‬ ‫تتميز بالخصوصية مما نتج عنه انفصال علم االقتصاد الحضري عن علم االقتصاد االقليمي ‪.‬‬ ‫‪ 3-2‬ماهية التنمية المكانية االقليمية و النسق الحضري في مصر‬ ‫تسررررعى التنميرة االقليميرة إلى احرداث توازن نسرررربي بين المنراطق المتبراينرة تنمويرا‪ ،‬على النحو الرذي‬ ‫يسرررراهم في تقريرب الفجوات التنمويرة االقتصرررراديرة واالجتمراعيرة بين األقراليم وداخرل المنراطق المختلفرة في‬ ‫االقليم الواحد فضررال عن تحسررين مسررتو المعيشررة وجودة الخدمات العامة المقدمة للسرركان‪ .‬وفيما يتعلق‬ ‫بالنسرق الحضرري في مصرر نالحظ سريطرة المركزين الحضرريين األولين (القاهرة الكبر واإلسركندرية )‬ ‫على هذا النسرق‪ ،‬وهذا التمركز ليس فقط في السركان ولكن أيضرا في االسرتثمارات واألنشرطة االقتصرادية‬ ‫والخردمرات ولرذلرك فران الردول النراميرة التي تهتم بتحقيق العردالرة اإلقليميرة واألهرداف المكرانيرة سرررروف تكون‬ ‫مضطرة لدفع االستقطاب العكسي قدما وذلك باالهتمام بالمدن الثانوية والمتوسطة‪.‬‬ ‫وفى مصررررر كرانرت القراهرة هي المردينرة المليونيره الوحيردة بين مردن مصررررر حتى عرام ‪ ،19٤7‬ثم‬ ‫انضرمت إليها مدينة اإلسركندرية عام ‪ ،1960‬ونجد انه من الواضرح سريطرة هاتين المدينتين على الحضرر‬ ‫المصرري‪ ،‬والمدشرر الهام على عدم وجود التوازن فى توزيع األحجام للمراكز الحضررية أنه ال توجد مدن‬ ‫تحتل مكانة متوسرطة بين هاتين المدينتين والمدن التي تتراوح أحجامها بين ‪ 150‬و ‪ 300‬ألف نسرمة وهى‬ ‫ما يطلق عليها المدن الكبر أو عواصم المحافظات في بعض التصنيفات‪ ،‬وكذلك الفرق الواضح بين هذه‬ ‫المدن والمدن الصرررغر ‪ ،‬وقد بدأت بعض المدن في العقود األخيرة تأخذ أهمية نسررربية بعد تضرررخم المدن‬ ‫الكبر ‪ ،‬ويتضرح ذلك من معدالت النمو السرنوية لكل مدينة في الفترة األخيرة‪ ،‬وبصرفة عامة يمكن تقسريم‬ ‫المدن في مصر إلى‪ :‬مدن إقليمية (عواصم األقاليم ) ومدن تابعة و مدن ثانوية‪.‬‬ ‫ المةدن اإلقليميةة ‪ :‬وهى من أكثر المردن معرانراة من النمو العمراني غير المحكوم حيرث ينجرذب إليهرا عردد‬‫كبير من المهراجرين من المردن األصررررغر ومن ريفهرا الترابع بحثرا عن فرص العمرل والتمتع بظروف حيراة‬ ‫أفضررل مما يدد إلى تضررخم هذه المدن‪ ،‬ومما يزيد من حجم مشرركالت هذه المدن هو تركز كل الخدمات‬ ‫اإلقليمية ومحطات المواصررررالت الرئيسررررية وكذلك تمركز الصررررناعات فيها مما يجعلها مركزا جاذبا لما‬ ‫حولها من سرركان (فيما يعرف بسررياسررة الحجم يولد الحجم ) ‪ ،‬وعلى الرغم مما يتمتع به قاطني هذه المدن‬ ‫من إيجابيات ومزايا كزيادة الدخل وتوافر الكماليات فإن نصررريبه من السرررلبيات قد يكون أكثر حيث يعانى‬ ‫من االزدحام السرركاني والتكدس المرور ومشرراكل اإلسرركان والتلوث ‪ ،‬حتى أنه عادة ما يلجأ إلى اإلقامة‬ ‫في الضواحي حتى يبتعد عن هذه المشكالت ‪ ،‬وعادة ما تكون هذه الضواحي عبارة عن امتدادات عمرانية‬ ‫لم يسبق تخطيطها تنمو عشوائيا مما يضاعف من مشكالت هذه المدن ‪ .‬وسوف تركز الدراسة على نوعية‬ ‫هرذه المردن نظرا ألنهرا المردن التي يتم توطن العنراصررررر اإلقليميرة فيهرا وبرالترالي تدثر على التكوين والنمو‬ ‫العمراني بها ‪.‬‬ ‫ المدن التابعة‪ :‬قد يطلق اسرم المدينة الصرغر على كل المدن عدا المدن عواصرم األقاليم‪ ،‬وبذلك فإن كل‬‫مدن المحافظات عدا العاصرررمة تدخل تحت بند المدينة التابعة حتى لو لم تكن ذات حجم سررركاني صرررغير‪،‬‬ ‫والمقصرررود بذلك هو أنه تتبع دائما لمدينة أخر في نفس اإلقليم إداريا وخدميا‪ ،‬فال يمكن لسررركان المدينة‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1217‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫الصرررغر االسرررتقالل عن المدينة الكبر في حياتهم اليومية عند طلب خدمة معينة سرررواء في التعليم أو‬ ‫الصحة أو الخدمات اإلدارية أو حتى عند طلب الترفيه والتسوق ‪،‬‬ ‫ المدن المتوسةةةةطة أو الثانوية‪ :‬المدن المتوسررررطة هي التي تتمتع بمكانة مركزية بالنسرررربة لألنشررررطة‬‫االقتصررادية الثانوية وشرربه الثانوية وتعمل كحلقات اتصررال بين المناطق الريفية المختلفة باألقاليم وكحلقة‬ ‫اتصرال اقتصرادية مع االقتصراد القومي‪ ،‬وأي تبادل تجار فعال يحتاج إلى مدن أسرواق مثلما يحتاج توفير‬ ‫الخدمات إلى خطوط المواصررالت‪ .‬و يكون من المتوقع للمدينة المتوسررطة أن تقوم بوظيفة مركزية سررواء‬ ‫اقتصاديا أو اجتماعيا لخدمة سكان المدن األصغر سواء في نطاقها اإلقليمي أو في األقاليم األخر ‪.‬‬ ‫‪ 4-2‬التحضر والنمو الحضري والتنمية الحضرية ‪:‬‬ ‫قد يعتقد البعض أن التحضرر والنمو الحضرري والتنمية الحضررية كلها مصرطلحات لظاهرة واحدة‬ ‫أو لنفس التعريف‪ ،‬والحقيقة غير ذلك فكل منهم يعبر عن مفهوم مختلف‪.‬‬ ‫‪ 1-4-2‬مفهوم التحضةةةةر ‪ :‬يرتبط مفهوم التحضررررر(‪ )Urbanization‬براالنتقرال من البيئرة التقليرديرة إلى‬ ‫البيئة العصررية وبالتحول من النظم االقتصرادية الريفية القائمة على الزراعة إلى النظم االقتصرادية األكثر‬ ‫حداثة كرالصررررنراعيرة والخردميرة والتجرارية والسرررريراحيرة ‪،‬وهو عملية من عمليات التغير االجتماعي‪ ،‬تتم عن‬ ‫طريق انتقال أهل الريف أو البادية إلى المدينة‪ ،‬وإقامتهم بمجتمعها المحلي‪ ،‬أي إعادة توزيع سركان الريف‬ ‫على المدن‪ .‬ويمكن تحديد مفهوم التحضر من خالل النقاط التالية‪:‬‬ ‫أوالً) حجم السركان في رقعة معينة‪ :‬وهو المدشرر الناجح للتمييز بين المجتمعات الريفية والحضررية‪ ،‬لذلك‬ ‫يعرف التحضرر‪ ،‬بأنه تركز للسركان واألنشرطة غير الزراعية في بيئة حضررية بأحجام وأشركال مختلفة‪ .‬أي‬ ‫أن التحضررر هو عملية تركز سرركاني يتم إما بزيادة عدد أماكن التجمعات السرركانية أو نمو حجم التجمعات‬ ‫السكانية‪.‬‬ ‫ثانيا ً) التحضرررر هو مسرررتو العلوم والفنون ودرجة التقدم التكنولوجي وأشررركال التصرررنيع السرررائد ‪ ،‬وهو‬ ‫األنماط والروابط االجتماعية‪ ،‬وأشكال التفاعالت اإلنسانية والبيئية مع بعضهم البعض‪.‬‬ ‫ثالثاً) التحضرر يعني التمييز بين نمط الحياة البسريطة والمعقدة‪ ،‬أي انه انتشرار القيم‪ ،‬والسرلوك‪ ،‬والتنظيمات‬ ‫الحضرية في مجال جغرافي معين‪،‬‬ ‫ويقصرد بمسرتو التحضرر (‪ )Level of Urbanization‬النسربة المئوية للسركان المقيمين في المدن‬ ‫من جملة سركان الدولة وعند نقطة زمنية معينة ‪ ،‬فالتحضرر بمعناه الديموغرافي هو عملية التزايد في نسربة‬ ‫السركان المقيمين في المناطق الحضررية من جملة سركان الدولة‪ ،‬اأما التحضرر بمعناه الشرامل‪ :‬باإلضرافة‬ ‫إلى التعريف السابق هو حالة مالزمة للنمو االقتصادي والتغير االجتماعي‪.‬‬ ‫‪ 2-4-2‬مفهوم النمو الحضةةةري‪ :‬من األخطاء الشرررائعة اعتبار أن التحضرررر هو مجرد نمو المدن‪ ،‬حيث‬ ‫يمكن أن تنمو المدن دون أن ينتج ذلك أي ارتفاع في درجة التحضرر‪ ،‬ويحدث ذلك عندما ينمو عدد سركان‬ ‫الريف بمعردل مسرررراو أو أكبر من معردل نمو سرررركران الحضررررر في فترة مرا‪ .‬فرالنمو الحضررررري بمعنراه‬ ‫الديموغرافي‪ :‬يعبر عنه النمو السركاني للقطاع الحضرري دون األخذ بعين االعتبار النمو السركاني للقطاع‬ ‫الريفي أو النمو العام للسرركان‪ ،‬أما النمو الحضررري بمعناه العمراني‪ :‬فيعني التوسررع أو االمتداد العمراني‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1218‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫للقطاعات الحضررية بصرفة عامة والمدن بصرفة خاصرة‪" .‬ويمكن القول بأنه ‪ :‬إذا تسراو أو قل معدل نمو‬ ‫سررركان الحضرررر عن معدل النمو اإلجمالي لسررركان الدولة فإن هذه الدولة تعرف نموا حضرررريا بالمعنى‬ ‫الديموغرافي‪ ،‬أما إذا ارتفع نمو سكان الحضر عن المعدل اإلجمالي لسكان الدولة فإن الدولة تشهد ارتفاعا‬ ‫في معدالت تحضرها‪.‬‬ ‫‪ 3-4-2‬مفهوم التنمية الحضةةةرية‪ :‬ظهر مصرررطلح التنمية الحضررررية في أوائل الخمسرررينات من القرن‬ ‫العشررررين مع ظهور العديد من التغيرات في العالم في ذلك الوقت بعد الثورة الصرررناعية والنمو السررركاني‬ ‫وكذلك انتقال السرركان من الريف إلى المدن للدرجة التي أصرربح فيها أكثر من نص رف سرركان المعمورة في‬ ‫الحضررررر‪ ،‬ومن هرذا المنطلق وكنتيجرة لمحراولرة إيجراد حلول منراسرررربرة وكفيلرة لمواجهرة هرذه التحرديرات ظهر‬ ‫مصطلح التنمية الحضرية من أجل تكامل و تناسق حضري أفضل تتويجا لهذه الحلول‪.‬‬ ‫ولقد أد النزوح الريفي للمدن والنمو المتسرارع لها إلى اتسراع رقعة التنمية الحضررية واالقتصرادية‬ ‫فيها وكثرة الطلب على متطلبات الحياة الحضررية وهو ما يتطلب توفير بنية أسراسرية كاملة ومرا فق عامة‬ ‫وخدمات مختلفة وبالتالي أصررربح محاولة تجسررريد التنمية الحضررررية واقعيا أمرا صرررعبا بالنظر إلى أبعاد‬ ‫التنمية البيئية واالجتماعية واالقتصرررادية والعمرانية‪ ،‬ويمكن صرررياغة مفهوم التنمية الحضررررية بأكثر من‬ ‫صورة فيمكننا القول بأن التنمية الحضرية‪:‬‬ ‫ هي تحقيق تنمية اجتماعية لكافة فئات المجتمع بما يضررمن تحقيق نمو اقتصررادي وتوزيع عادل للثروات‬‫والمحرافظرة على البيئرة واحترام التنوع الثقرافي للمجتمع‪ ،‬ممرا يتطلرب تلبيرة متطلبرات األجيرال الحراليرة دون‬ ‫اإلضرار بتلبية متطلبات األجيال القادمة‪.‬‬ ‫ هي الرؤية المسررتقبلية للتطوير العمراني‪ ،‬فالتنمية العمرانية نسررق أسرراسرري من التنمية الحضرررية التي‬‫يقصررررد بها تنمية المناطق غير الريفية‪ ،‬وتشررررمل التنمية العمرانية اإلسرررركان والبيئة االجتماعية وتطوير‬ ‫المواصالت والمرافق ومواجهة التحديات االقتصادية والسكانية‪.‬‬ ‫ تشررير التنمية الحضرررية إلى عملية نشررأة المجتمعات الحضرررية ونموها‪ ،‬وترتبط التنمية الحضرررية بنمو‬‫وتطور الدولة في ميادين إنشرراء واسررتحداث المسرراكن في المدن التي تقع ضررمن إقليمها‪ ،‬وبناء العمارات‬ ‫الشرررراهقة وانشرررراء الشرررروارع واألحياء‪ ،‬وهو ما يعني أن التنمية الحضرررررية ترتبط ارتباطا وثيقا بعملية‬ ‫التخطيط‪.‬‬ ‫‪ 4-4-2‬أهداف اسةتراتيجية التنمية الحضةرية‪ :‬هناك عدد من أهداف اسرتراتيجية التنمية الحضررية ترتكز‬ ‫حول النقاط التالية‪:‬‬ ‫ إتباع سررياسررة التحكم في النمو الحضررري للمدن بمختلف مسررتوياتها وايقاف أو الحد من النزوح الريفي‬‫للمدن‪.‬‬ ‫ االتجراه نحو بنراء المردن والتجمعرات الحضررررريرة الجرديردة برأسررررلوب مالئم من أجرل فرك الخنراق عن المردن‬‫المزدحمة وترشيد استخدامات األرض الحضرية‪.‬‬ ‫ تنمية المناطق الحضررية من خالل تحديث وسرائل النقل والمواصرالت واصرالح وصريانة الطرق داخل‬‫المدن واألحياء ومختلف الشبكات من مياه وكهرباء‪...‬الخ‬ ‫‪ -‬توظيف الصناعات في المدن الصغيرة لخلق مراكز جذب محلية‪.‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1219‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫‪ 5-4-2‬االتجاهات الدولية للتنمية الحضةةةرية‪ :‬تبدو عملية التنمية الحضررررية وكأنها عملية لتحويل المدن‬ ‫إلى مراكز جذب حضرررررية وهو ما يظهر معه إشرررركالية الريف والحضررررر والتي تمثل نزعتين متقابلتين‬ ‫ولكنهما متكاملتين ال متعارضرتين ‪ ،‬إذ أن الريف في السرياق التنموي هو حضرري ولكن بدرجات مختلفة ‪،‬‬ ‫ويمكن القول بأن هناك ثالثة اتجاهات أساسية في مختلف التجارب الدولية في العالقات الريفية الحضرية‪:‬‬ ‫أ‪-‬االتجاه األول‪:‬‬ ‫يعطي للحضررررر والمردن األولويرة في التنميرة حيرث يعتبر أن المجتمعرات مرآلهرا الطبيعي لتحقيق‬ ‫التنمية االقتصرادية واالجتماعية أن تتحول إلى مجتمعات حضررية مدنية ‪ .‬وهذا النموذج يعبر عن التجربة‬ ‫التاريخية في أوربا الغربية والواليات المتحدة وخاصرررة خالل فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية‪ ،‬كما أن‬ ‫هرذا النموذج يعبر عن التجربرة الخراصررررة برالمسررررتعمرات من خالل تشررررييرد مردينرة مركزيرة كبر في كرل‬ ‫مسرررتعمرة بحيث تمثل هذه المدينة المركزية همزة الوصر رل االقتصرررادية والسرررياسرررية والثقافية مع الدول‬ ‫االسررتعمارية‪ .‬ومن المفارقات في هذا النمط أنه يعبر أيضررا عن تجارب التصررنيع ذات الطابع الحضررري‬ ‫المدني الخالص والتي قامت على فكرة اإلحالل محل الواردات في الدول المسرتقلة حديثا في إفريقيا وآسريا‬ ‫وأمريكا الالتينية خالل الخمسرررينات والسرررتينات وأوائل السررربعينات من القرن العشررررين وذلك قبل أن يتم‬ ‫التخلي عنه وفقا لتغيرات الظروف الدولية والمحلية المعقدة التي حدثت بعد ذلك‪.‬‬ ‫ب‪ -‬االتجاه الثاني‪:‬‬ ‫ينظر إلى التنمية على أنها ترتبط بنمط معين من النمو الحضرررري من خالل تكون المدن خالل‬ ‫فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ووفقا لمسرار التجارب التنموية في دول آسريا وافريقيا وأمريكا الالتينية‬ ‫رغم اختالف تجارب هذه الدول من حيث الوتيرة التي يحدث بها النمو‪ .‬ويمكن القول بأن النمو الحضررري‬ ‫اتجه في البداية إلى تقليل الكثافة السركانية والتصرنيع في المدن الكبر وذلك من خالل التوسرع الحضرري‬ ‫في هامش المدن و محيطها ثم في مرحلة تالية تنمو المدن الصررغيرة على حسرراب المدن الكبيرة‪ ،‬ويتحقق‬ ‫نمو المدن الصررغيرة من خالل تحول األنشررطة الصررناعية القائمة على اإلنتاج النمطي‪ -‬ذات الكثافة العالية‬ ‫في اسرتخدام العمالة غير الماهرة ومتوسرطة المهارة ‪ -‬من المراكز الحضررية الكبيرة وتمركزها في المدن‬ ‫الصرررغيرة‪ ،‬بينما تتجه األنشرررطة عالية التكنولوجيا ‪-‬الهاي تك‪ -‬إلى التوظف في المدن الكبر الكبيرة‪ ،‬أي‬ ‫أن التنمية الحضرررية اتجهت بعيدا عن المدن الكبيرة والكبر لالسررتفادة من ميزة العمل الرخيص خارج‬ ‫هذه المدن وهروبا من مشكالتها المتفاقمة خاصة التلوث البيئي وصعوبات التنقل الداخلي وارتفاع األجور‬ ‫واإليجارات‬ ‫ج‪ -‬االتجاه الثالث‪:‬‬ ‫هذا النمط يتبنى اسررررتراتيجية تنموية تراعي تحقيق التوازن بين المدن والريف فهو ال ينظر إلى‬ ‫التوسرع الحضرري الذي يتم على حسراب الريف على أنه أمر حتمي وضرروري في الدول السراعية للنمو‪،‬‬ ‫وهي اسررتراتيجية ممكنه وفعالة في ظل تجربة مثل تجربة اليابان خالل القرن التاسررع عشررر وأوائل القرن‬ ‫العشرررررين‪ ،‬وكذلك تجربة تايوان خالل فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬حيث وضررررعت اسررررتراتيجية‬ ‫للتصنيع الموجه نحو الريف ‪Rural- Oriented Industrialization‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1220‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫‪ 5-2‬عالقة المدن بالنمو االقتصادي والتنمية ‪:‬‬ ‫فيما يتعلق بعالقة المدن بالنمو االقتصررررادي ودور المدن في دفع النمو االقتصررررادي فنجد أن تأثير‬ ‫التحضرررر يختلف من منطقة إلى أخر ومن بلد إلى بلد آخر ومن مدينة إلى مدينة أخر ‪ .‬وقد اتسرررم نمو‬ ‫االقتصرراد في القرنين الماضرريين بازدياد تركز الناس واإلنتاج في المدن‪ ،‬ويجب على صررانعي السررياسررات‬ ‫التعرامرل بحكمرة مع تلرك االختالالت‪ .‬فرالتنميرة النراجحرة هي التي اتسررررمرت برانخفراض الفروق والتبراينرات في‬ ‫مسرتو المعيشرة فيما بين المدن والمناطق ‪ ،‬فالتنمية االقتصرادية في المدينة تعني تقدم المجتمع الحضرري‬ ‫وهو ما يشررمل اسررتنباط أسرراليب إنتاجية جديدة أفضررل ورفع مسررتويات االنتاج من خالل إنماء المهارات‬ ‫والطاقات البشرررية من أجل تحسررين مهارة وكفاءة وقدرة العامل في الحصررول على الدخل وتنظيم االنتاج‬ ‫بطريقة أفضل‪.‬‬ ‫وباإلضرافة إلى هذه التغييرات تشرمل التنمية االقتصرادية كذلك تطوير وسرائل النقل والمواصرالت‬ ‫وتقدم المدسررسررات المالية وزيادة معدل التحضررر في المجتمع و تحسررين مسررتويات الصررحة و التعليم‪ ،‬كما‬ ‫تنطوي كذلرك على تغييرات هرامة في المجراالت االجتمراعية والهيكلية التنظيمية‪ ،‬فهي تضررررمن زيادات في‬ ‫الدخل القومي الحقيقي‪ ،‬وكذلك في نصررريب الفرد منه‪ ،‬وهذا يسررراعد على زيادة االدخار مما يدعم التراكم‬ ‫الرأسمالي والتقدم التكنولوجي في المجتمع‪ ،‬وهو يساعد بدوره على دعم اإلنتاج وزيادة الدخل‪.‬‬ ‫ويعتبر نمو المردن وقردرة النراس على االنتقرال والتخصررررص في أنواع من المنتجرات جزءا هرامرا من‬ ‫صرررميم عملية التنمية‪ ،‬حيث أن ازدياد كثافة المدن والمسرررتوطنات البشررررية وهجرة العاملين وأصرررحاب‬ ‫المشررروعات إلى المدن لتقصررير المسررافة التي تفصررلهم عن األسررواق وتخفيض االختالفات الناتجة عن‬ ‫األذواق والتقاليد فيما بين المناطق ‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن تكاليف النقل واالتصرررراالت قد شررررهدت هبوطا سررررريعا منذ سرررربعينات القرن‬ ‫العشرررين حيث هبطت تكاليف الشررحن بالقطارات بواقع النصررف‪ ،‬وانخفضررت تكاليف النقل البري حوالي‬ ‫‪ ،%٤0‬وهبطرت أسررررعرار النقرل الجوي في مختلف منراطق العرالم إلى حوالي ‪ %6‬ممرا كرانرت ليره عرام ‪،1955‬‬ ‫وعلى الرغم أيضررررا من انخفراض أسررررعرار خردمرات الشررررحن برالسررررفن‪ ،‬وانخفراض تكراليف النقرل المحلي‬ ‫واالنخفاض الكبير في أسرعار المكالمات واالتصراالت‪ ،‬إال أنه على الرغم من كل هذا اسرتمر تركز االنتاج‬ ‫في المردن ولم ينتشررررر جغرافيرا داخرل البلردان ‪ ،‬حيرث أنره كران من المفترض مع كرل هرذه االنخفراضررررات في‬ ‫تكاليف النقل واالتصرراالت أن تقوم التجارة بين شررركاء على مسررافات بعيدة وأن ال يسررعى المنتجين إلى‬ ‫االقتراب من أسررررواقهم‪ ،‬لكن مرا حردث هو العكس حيرث تزامن هبوط تكراليف النقرل مع تزايرد التركز‬ ‫االقتصررررادي في المدن لالسررررتفادة من وفورات الحجم في االنتاج والنقل‪ ،‬فهبوط تكاليف النقل سررررهل من‬ ‫عمليات التخصص‪ ،‬وبالتالي أصبحت المدن أكثر حجما وأكثر اكتظاظا‪ .‬كما أن ارتفاع تكلفة النقل وصغر‬ ‫حجم األسرواق في بعض مدن الدول النامية مقارنة بمدن الدول المتقدمة لم يدعم التخصرص بها وبالتالي لم‬ ‫يدعم عمليات التنمية ‪ ،‬رأس المال البشري ينتقل إلى حيث يكون وفيرا وليس نادرا فالمهاجرون المدهلون‬ ‫علميرا يسررررعون للعثور على األمراكن التي فيهرا آخرون كثيرون لرديهم مهرارات ممراثلرة‪ .‬فرالمردن في أمريكرا‬ ‫تتمتع برأعلى النسرررررب من خريجي الجرامعرات وتجترذب إليهرا خريجين جرامعيين من مختلف دول العرالم‪،‬‬ ‫والسربب أن العاملون المدهلون علميا يسرتفيدون من القرب من اآلخرين وبالتالي يجب أن ال نغفل نقاط قوة‬ ‫السوق التي تجتذب وتجمع بين أصحاب المهارات‪.‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1221‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫‪ 6-2‬دور المدن في التنمية االقليمية ‪:‬‬ ‫يمكن القول بأن كل مظهر من مظاهر التغير في االقتصراد القومي ينعكس في شركل تغير حضرري‬ ‫يختلف باختالف كل من النظام الحضرررري واالقتصررراد القومي ‪ ،‬وهو االختالف الذ ينعكس على حجم‬ ‫المدينة ووظيفتها وعالقتها بمناطق نفوذها وتأثيرها على المدن االخر أو تأثرها بها‪.‬‬ ‫ومن نرراحيررة أخر فررإن هنرراك ارتبرراط كبير بين عمليررة التحضررررر من نرراحيررة‪ ،‬والتغير الثقررافي‬ ‫واالجتمراعي من نراحيرة اخر ‪ ،‬ألن األخير هو الرذ يهيئ المجتمع لالنتقرال الى مرحلرة تراكم رأس المرال‬ ‫"مولد"‬ ‫والتطور التقني ومن ثم التقدم االقتصادي ‪ ،‬حيث أن نمو المراكز الحضرية دائما ما يكون له تأثير ّ‬ ‫على التنمية االقليمية والتنمية القومية ‪ ،‬فالمدينة تعتبر مركز إقليمها وقلبه النابض‪.‬‬ ‫وتقوم المردن بردور مهم في عمليتي النمو االقليمي والتنميرة االقليميرة ‪ ،‬وذلرك ألن وجود هرذه المردن‬ ‫يعتبر شررررطا أسررراسررريا وإن لم يكن وحيدا لالنتقال بالمجتمع من مرحلة االقتصررراد األحادي الى مرحلة‬ ‫االقتصرراد المتنوع كلما تعددت وظائفها‪ ،‬كما أن هذه المدن تعتبر مركز إشررعاع للتحول االقليمي باعتبارها‬ ‫مواقع رئيسررررة للمردخالت الحيويرة الالزمرة لعمليتي االنتراج والتنميرة ‪ ،‬فوجودهرا في هرذه المواقع وقيرامهرا‬ ‫بوظرائفهرا لخردمرة المنراطق االقليميرة يجعلهرا قرادرة على نشررررر التنميرة الى المردن األصررررغر‪ ،‬وإلى المراكز‬ ‫العمرانيرة الريفيرة‪ ،‬خراصرررررة في دول العرالم النرامي‪ ،‬كمرا أن هنراك عالقرة أخر واضررررحرة بين المنراطق‬ ‫الحضررررريرة من نراحيرة‪ ،‬والتنميرة االقليميرة من نراحيرة أخر ‪ ،‬وذلرك ألن األخيرة ترتكز في معظمهرا على‬ ‫التصنيع الذ يمثل هو والتحضر جانبان لعملة واحدة‪ ،‬كما أن كبر حجم المركز العمراني سكانيا ووظائفيا‬ ‫يعنى المزيرد من التخصررررص االنتراجي من نراحيرة‪ ،‬والمزيرد من الكفراءة االنتراجيرة من نراحيرة أخر ‪ ،‬ومن ثم‬ ‫المزيد من النمو الصرناعي‪ ،‬كما يدد هذا الكبر الى إيجاد نظم وفورات خارجية مكانية وغير مكانية ذات‬ ‫تأثير تجميعي يددي إلى المزيد من التنمية‪.‬‬ ‫‪ 7-2‬استراتيجيات التنمية االقليمية ‪:‬‬ ‫تتنوع االسررتراتيجيات المتبعة لتصررحيح اختالالت التوازن في النمو والتي هي عبارة عن الفوارق‬ ‫االقليميرة بتعردد األهرداف التي يسررررعى التخطيط القومي الى تحقيقهرا ‪ ،‬فراذا كرانرت هرذه األهرداف هي تحقيق‬ ‫العدالة والمسراواة بين أقاليم الدولة ‪ ،‬فان االسرتراتيجية الواجب إتباعها هي اسرتراتيجية االنتشرار ‪spread‬‬ ‫التي تعمل على نشررر الموارد واالسررتثمارات على معظم مسرراحة الدولة من أجل تجنب التفاوت الناجم عن‬ ‫التجميع والتركيز‪ ،‬أمرا إذا كران الهردف المنشررررود هو تحقيق الفعراليرة االقتصررررراديرة لموارد الردولرة فران‬ ‫االسررتراتيجية التي تفيد هي اسررتراتيجية التركيز ‪ concentration‬التي تحقق الوفورات في االنتاج ‪ ،‬أما‬ ‫اذا كان الهدف هو الوصررول الى كل من العدالة والفعالية ‪ ،‬فان االسررتراتيجية الواجبة هنا هي اسررتراتيجية‬ ‫االنتشررار بطريقة مركزة‪ ،‬أو اسررتراتيجية أقطاب النمو‪ ،‬وتفضررل بعض الدول النامية اسررتراتيجية التركيز‬ ‫حيث تراها مناسربة للتطبيق ألنها تقوم بتركيز الموارد والجهود البشررية التي هي عناصرر التنمية في أكبر‬ ‫مدن الدولة‪ ،‬ولكن يدخذ على هذه االسررررتراتيجية تركيزها للتنمية في مدن ومناطق معينة وإهمالها لها في‬ ‫مناطق اخر ‪ ،‬أما فيما يتعلق باسررتراتيجية االنتشررار فمن الصررعب تطبيقها في هذه الدول نظرا لمحدودية‬ ‫مواردها‪ ،‬وهو األمر الذ ال يضرمن تحقيق تلقائية النمو‪ ،‬وال يسراعد على جذب أنشرطة جديدة‪ ،‬كذلك يدخذ‬ ‫على هذه االسرررتراتيجية زيادتها للنمو في المناطق والمدن النامية أصرررال‪ ،‬والتدهور النسررربي في المناطق‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1222‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫والمدن غير النامية المتخلفة مما يوسرع الفجوة بين األقاليم ذات النمو واألقاليم المتخلفة ومن ثم يعمق حدة‬ ‫الفوارق االقليمية‪ ،‬أما اسرررتراتيجية أقطاب النمو فيتم وفقا لها اختيار عدد محدود من المناطق والمدن التي‬ ‫تتوافر بهرا امكرانرات النمو االقتصررررادي واالجتمراعي من أجرل تكثيف عنراصررررر التنميرة‪ ،‬بحيرث تتحول هرذه‬ ‫المنراطق الى أقطراب نمو برالنسرررربرة للمنراطق المحيطرة بهرا‪ ،‬حيرث تنمو هي ذاتهرا أوال ثم تقوم عن طريق مرا‬ ‫يتوافر بها من أنشررطة قائدة بنشررر التنمية خالل هذه المناطق وهذه االسررتراتيجية تتطلب وجود المركزية‬ ‫سياسية وادارية‪ ،‬وتوافر بنية أساسية كافية‪.‬‬ ‫‪ 8-2‬التنمية االقليمية في مصر‬ ‫أد االنتشررار الواسررع لمبدأ التخطيط االقليمي فكرا وتطبيقا الى تزايد اهتمام الجغرافيين بموضرروع‬ ‫‪ " Regionalization‬األقلمة" أي تقسيم الدولة الى أقاليم من أجل التنمية من أجل تحقيق حالة من التنمية‬ ‫على مسررررتو هرذه األقراليم براتبراع اسررررلوب التخطيط االقليمي‪ ،‬ومن ثم انتقرل التخطيط من التركيز على‬ ‫القطاعات القومية في الخمسرينيات والسرتينيات الى االهتمام بعملية تقسريم الدولة الى أقاليم اقتصرادية توضرع‬ ‫على أسراسرها الخطط االقليمية للتنمية ‪ ،‬حيث كان التوزيع الجغرافي لمشرروعات خطط التنمية قبل الخطة‬ ‫الخمسررررية ‪ 1987/ 86 - 1983 / 82‬هو مجرد التوقيع المكاني لكل من االسررررتثمارات والخدمات ‪ ،‬أما‬ ‫البعرد االقليمي لعمليرة تنفيرذ خطط التنميرة فقرد تبلور في مصررررر مع ظهور خريطرة األقراليم االقتصررررراديرة‬ ‫المصرررية وذلك بعد فترة طويلة من الجدل حول كيفية تقسرريم الدولة الى أقاليم تخطيطية انتهت الى وضررع‬ ‫خريطة قسرررمت بمقتضررراها مصرررر وفقا لقرار رئيس الجمهورية رقم ‪ ٤75‬لسرررنة ‪1977‬وقانون اإلدارة‬ ‫المحلية ‪ ٤3‬لسررنة‪1979‬الي ثمانية اقاليم اقتصررادية‪ ،‬ثم أدمج المشرررع اقليم مطروح في اقليم االسرركندرية‪،‬‬ ‫وبذلك اصبح عدد االقاليم االقتصادية سبعة تضم ‪ 27‬محافظة علي النحو التالي ‪:‬‬ ‫ اقليم القاهرة الكبرى وعاصمته القاهرة‪ :‬ويشمل محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية‬‫ اقليم االسةةكندرية وعاصةةمته االسةةكندرية ‪ :‬ويشررمل محافظات االسرركندرية والبحيرة ومنطقة النوبارية‬‫ومطروح ‪.‬‬ ‫– اقليم الدلتا وعاصمته طنطا‪ :‬ويشمل محافظات المنوفية والغربية وكفر الشيخ ودمياط والدقهلية‬ ‫– اقليم قناة السةةويو وعاصةةمته االسةةماعيلية‪ :‬ويشررمل محافظات شررمال وجنوب سرريناء وبورسررعيد‬ ‫واالسماعيلية والشرقية ‪ ،‬والجزء الشمالي من محافظة البحر األحمر حتي نهاية خليج السويس ‪.‬‬ ‫– اقليم شةمال الصةعيد وعاصةمته المنيا‪ :‬ويشرمل محافظات بني سرويف والمنيا والفيوم وجزء من شرمال‬ ‫البحر األحمر ‪.‬‬ ‫– اقليم أسيوط وعاصمته اسيوط‪ :‬ويشمل محافظتي اسيوط والوادي الجديد ‪.‬‬ ‫– اقليم جنوب الصةعيد وعاصةمته أسةوان‪ :‬ويشرمل محافظات سروهاج وقنا واسروان والجزء الجنوبي من‬ ‫محافظة البحر األحمر‪.‬‬ ‫إال أن التقسيم السابق لألقاليم يتعرض لكثير من االنتقادات من بينها‪:‬‬ ‫ أن األقاليم الحالية في مصرر يتم التعامل معها كمسرتو تنسريقي بين المحافظات بدون صرالحيات حقيقية‬‫إلدارة التنمية‪ ،‬مما يشير إلى وجود مركزية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتنمية على مستو هذه األقاليم‪،‬‬ ‫ التركيز على التنميرة القطراعيرة في المنراطق الجرديردة خرارج المعمور القرائم‪ ،‬بجرانرب غيراب التنسرررريق بين‬‫الجهات المسئولة عن التنمية على المستو اإلقليمي‪،‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1223‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫ ضعف الهياكل التنظيمية المسئولة عن تفعيل األقاليم والممثلة في مكاتب التخطيط اإلقليمي‪،‬‬‫ ضررررعف كفراءة التقسرررريم الجغرافي لألقراليم الحراليرة‪ ،‬حيرث االبقراء على الحردود اإلداريرة للمحرافظرات مع‬‫اسررتمرار سرروء توزيع الموارد والثروات الطبيعية‪ ،‬عالوة على عدم إتاحة ظهير صررحراوي قابل للتنمية‬ ‫لبعض المحافظات وانفراد محافظة البحر األحمر بكامل واجهة البحر والجزء األكبر من خليج السرررويس‪،‬‬ ‫مما أد إلى تباطد نمو هذه المنطقة الواعدة‪،‬‬ ‫ انعدام التوازن في المسرراحات‪ ،‬وتوزيع السرركان‪ ،‬وخاصررة في محافظات البحر األحمر والوادي الجديد‬‫ومطروح‪ ،‬باإلضرافة إلى عدم وجود منافذ بحرية ألقاليم القاهرة الكبر وشرمال الصرعيد وأسريوط‪ ،‬مع عدم‬ ‫وجود مراكز أو أقطاب نمو في عدد من األقاليم أهمها أسيوط ومطروح‪.‬‬ ‫كل هذه االنتقادات دفعت الهيئة العامة للتخطيط العمراني إلى التفكير بإعادة تقسرريم األقاليم التنموية‬ ‫بمصررررر إلى‪ 10‬أقراليم جرديردة كبرديال عن الثمرانيرة الحراليين وهرذه األقراليم هي‪ :‬القراهرة الكبر ‪ ،‬والردلترا‪،‬‬ ‫وسريناء‪ ،‬واإلسركندرية‪ ،‬وشرمال الصرعيد‪ ،‬ووسرط الصرعيد‪ ،‬وجنوب الصرعيد‪ ،‬ومطروح‪ ،‬والقناة‪ ،‬والوادي‬ ‫الجديد وذلك وفقا ألسررس ومعايير جديدة تعتمد على تحديد أنشررطة واضررحة لكل إقليم في التنمية وتحقق له‬ ‫الميزة التنافسرررية‪ ،‬فضرررال عن تنوع الموارد االقتصرررادية بكل إقليم‪ ،‬وإتاحة امتداد عرضررري في المناطق‬ ‫الصرحراوية‪ ،‬وإيجاد منفذ مباشرر لإلقليم على واجهة بحرية بقدر اإلمكان‪ ،‬وتوفير عناصرر االتصرال على‬ ‫المسرتويين القومي والدولي كالمطارات والموانئ‪ ،‬باإلضرافة إلى إيجاد مشرروعات قومية ورئيسرية كبر‬ ‫بكل إقليم"‪ ،‬مع تحديد إطار مدسرررسررري وتنظيمي لتفعيل األقاليم التنموية بعد التقسررريم الجديد لها‪ ،‬بحيث تم‬ ‫التأكيد على وجود ال مركزية في التنمية على المسرررتو اإلقليمي‪ ،‬وذلك بنقل صرررالحيات اعتماد الخطط‬ ‫وإدارة ومترابعرة المشررررروعرات التنمويرة الرئيسرررريرة من الحكومرة المركزيرة إلى اإلقليم‪ ،‬وأن يرأس مجلس‬ ‫اإلقليم رئيس بردرجرة نرائرب رئيس مجلس وزراء‪ ،‬ويضررررم في عضررررويتره المحرافظرات وممثلي الوزارات‬ ‫والهيئرات القطراعيرة المعنيرة برالتنميرة‪ ،‬وأن يكون لكرل إقليم موازنرة خراصررررة لتمويرل بعض المشررررروعرات‬ ‫الرئيسية وضمان توفير هذا التمويل‪.‬‬ ‫‪ 9-2‬األبعاد المكانية للتنمية في مصر‬ ‫يعد التركيز على البعد المكاني لخطة التنمية االقتصرادية واالجتماعية األداة األسراسرية لتحقيق تنمية‬ ‫إقليمية متوازنة‪ ،‬حيث يتم توجيه االسرررتثمارات العامة على النحو الذي يددي إلى سرررد الفجوات المكانية‪،‬‬ ‫وذلك من خالل سرررياسرررات للتنمية المكانية تكملها خططا قطاعية تركز على اسرررتغالل الموارد الطبيعية‬ ‫وتنمية رأس المال البشري وتوفير بيئة أعمال جاذبة وذلك استنادا إلى مبدأين أساسيين هما‪:‬‬ ‫ تحقيق التوازن االقتصررررادي بين األقراليم من خالل إعطراء األولويرة لردفع عمليرة التنميرة في األقراليم األقرل‬‫نموا‪.‬‬ ‫ إرساء مبادئ العدالة وتكافد الفرص في مستويات الخدمات العامة وإتاحتها بقدر متساوي للجميع‬‫وتسررررعى التنمية االقليمية إلى احداث توازن نسرررربي بين المناطق المتباينة تنمويا‪ ،‬على النحو الذي‬ ‫يسرررراهم في تقريرب الفجوات التنمويرة االقتصرررراديرة واالجتمراعيرة بين األقراليم وداخرل المنراطق المختلفرة في‬ ‫االقليم الواحد فضال عن تحسين مستو المعيشة وجودة الخدمات العامة المقدمة للسكان‪.‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1224‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫وتمثل األبعاد المكانية للتنمية بالنسرربة لمصررر في توجيه النمو العمراني والزيادة السرركانية والعمالة‬ ‫الفائضررة نحو المناطق غير المزدحمة بالسرركان والقابلة لالسررتغالل‪ ،‬أو نحو المناطق التي لم تسررتغل بعد‬ ‫استغالال يتالءم مع إمكاناتها ومواردها‪ ،‬ويخضع التوجيه المكاني للتنمية لعدة عوامل جغرافية أهمها‪:‬‬ ‫• توافر موارد الثروة المعدنية‬ ‫• توافر الموارد المائية الصالحة لالستغالل البشر‬ ‫• توافر إمكانات التوسع الزراعي األفقي‬ ‫• توافر االمكانات السياحية‬ ‫• توافر الرغبة في التغيير وإدخال التجديدات من أجل االسرتغالل األمثل للبيئة ‪ ،‬ولتحقيق التوازن‬ ‫بينها وبين السكان‬ ‫• توافر إمكانية إنشرررراء أقطاب النمو أو مراكز النمو تتولى عملية توجيه التنمية في المناطق التي‬ ‫تقام فيها مثل هذه األقطاب‬ ‫وفي هذا السرياق وفى ضروء نمط العمران ومد توافر مقومات التنمية نجد ما يعرف برررررر"محاور‬ ‫التنمية" والتي كان من أشرهرها محور قناة السرويس‪ ،‬وباإلضرافة إلى ذلك المحور تقع باقي المحاور ضرمن‬ ‫ثالثة نطاقات تضم مجتمعة عشر محاور هي‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬محور شمال الدلتا ‪ ،‬ويضم أربعة محاور هي‪:‬‬ ‫ محور سرررراحل الدلترا الشررررمرالي ويمترد ما بين فرعى النيرل الى الجنوب من بحيرة البرلس ‪ ،‬حيرث تتوافر‬‫إمكانات الموارد البحرية والترويحية‬ ‫ محور شررررمرال الردلترا‪ ،‬ويمترد مرا بين فرعى النيرل الى الجنوب من بحيرة البرلس حيرث تتوافر إمكرانرات‬‫االستغالل الزراعي ومنطقة البراري ومصائد بحرية ومزارع سمكية‪.‬‬ ‫ محور غرب الدلتا ‪ ،‬وهو مناظر لمشررروع اسررتصررالح األرض بمنطقة النوبارية ‪ ،‬حيث تتوافر إمكانات‬‫انشرررراء المجتمعرات العمرانيرة الجرديردة مثرل مردن ‪ :‬السررررادات ‪ ،‬النوبراريرة ‪ ،‬وبرج العرب الجرديردة العرامريرة‬ ‫الجديدة سابقا‪.‬‬ ‫ محور شرررررق الردلترا ‪ ،‬وهو المحور المنراظر لمحور غرب الردلترا ‪ ،‬وهو مثلره من حيرث توافر االمكرانرات‬‫الزراعية مشررروع الصررالحية ‪ ،‬والمدن الجديدة وأهمها مدينة العاشررر من رمضرران باإلضررافة الى مدينة‬ ‫الصالحية الجديدة ‪ ،‬فضال عن إمكانات بحيرة المنزلة السمكية والزراعية في حالة تجفيف بعض أجزائها‬ ‫ثانيا ‪ :‬نطاق الصحراء الغربية ‪ ،‬ويضم محوران هما ‪:‬‬ ‫ محور السررراحل الشرررمالي الغربي ‪ ،‬حيث توافر االمكانات االقتصرررادية المطلوبة لقيام التنمية الشررراملة ‪،‬‬‫كإمكانات الثروة الحيوانية ‪ ،‬الثروة السررمكية ‪ ،‬فضررال عن االمكانات السررياحية والبترولية‪ ،‬وامكانات النقل‬ ‫والمواصالت‪.‬‬ ‫ محور منخفض القطرارة جنوب الصررررحراء الغربيرة‪ ،‬حيرث توافر إمكرانرات الطراقرة الكهربرائيرة في حرالرة‬‫تنفيذ مشرروع منخفض القطارة أو مشرروع محطة الضربعة النووية في جزئه الشرمالي واسرتزراع نحو ‪1,3‬‬ ‫مليون فدان في حالة إتمام عملية إنشاء قناة توشكي في جزئه الجنوبي‬ ‫ثالثا ‪ :‬نطاق الصحراء الشرقية وسيناء ‪ ،‬ويتأل من أربعة محاور هي ‪:‬‬ ‫ محور شرربه جزيرة سرريناء ‪ ،‬الذ يتميز بإمكاناته الزراعية ‪ ،‬والسررمكية ‪ ،‬والتعدينية والسررياحية ‪ ،‬وإلى‬‫اآلن لم تستغل موارد هذه المنطقة استغالال يتالءم مع امكاناتها‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1225‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫ محور البحر األحمر ‪ ،‬حيث تتوافر إمكانات التنمية االقتصرادية‪ :‬السرياحية‪ ،‬والتعدينية‪ ،‬والبحرية‪ ،‬وكذلك‬‫إمكانات التنمية العمرانية‬ ‫ المحور األوسط ‪ ،‬حيث االمكانات التعدينية‬‫ المحور الغربي حيرث إمكرانرات التنميرة الزراعيرة والعمرانيرة في منراطق األوديرة الجرافرة المتجهرة الى النيرل‬‫باإلضافة الى إمكانات شواطئ بحيرة ناصر السمكية والزراعية والسياحية‬ ‫‪ 10-2‬دراسة التجارب السابقة والدروس المستفادة منها‬ ‫في هذا الجزء من البحث يتم اسرتعراض عددا من التجارب السرابقة لفكرة نقل العاصرمة‪ ،‬وتعد فكرة‬ ‫نقل العاصرمة فكرة تاريخية تكررت كثيرا في التاريخ وخاصرة اإلسرالمي منه‪ ،‬فقد نقل على بن أبى طالب‬ ‫العراصررررمرة من المردينرة إلى الكوفة‪ ،‬ثم نقلهرا األمويون من الكوفة إلى دمشررررق‪ ،‬ثم أعادها العبراسرررريون إلى‬ ‫العراق‪ ،‬وحين أتى الدور على األتراك نقلوا عاصرمة الخالفة إلى بورصرة ثم إلى القسرطنطينية (اسرطنبول‬ ‫فيما بعد) ‪ .‬أما في العصرر الحديث‪ ،‬فنقل السرعوديون عاصرمتهم من الدرعية إلى الرياض في أواخر القرن‬ ‫‪ ،19‬كما نقل اإليرانيون عاصررررمتهم من أصررررفهان إلى طهران ‪ ،1896‬وكذلك الماليزيون من ماالقا إلى‬ ‫كوااللمبور بعد االسرررتقالل‪ ،‬وبعد انفصرررال باكسرررتان عن الهند عام‪ 19٤7‬قررت الحكومة نقل العاصرررمة‬ ‫السررياسررية من كراتشررى إلى منطقة بعيدة عن ضرروضرراء العاصررمة التجارية فتم عام‪ 1959‬اختيار منطقة‬ ‫السرهول المجاورة لجبال مارجاال لتدسرس كمدينة عصررية حديثة‪ ،‬أُطلق عليها"إسرالم آباد"‪ .‬وفى نيجيريا‬ ‫انتقلت العاصررمة من الجوس إلى أبوجا وسررط نيجيريا‪ ،‬في منتصررف السرربعينات‪ ،‬نظرا لصررغر مسرراحة‬ ‫الجوس وتمركز أبوجا في وسرررط نيجيريا‪ ،‬وبدأ تشرررييد العاصرررمة الجديدة في عام ‪1980‬ولتصررربح أبوجا‬ ‫عاصمة نيجيريا فى عام ‪.1991‬‬ ‫وعلى الجانب اآلخر‪ ،‬مازالت هناك العديد من العواصرم لم يعد أمامها غير خيار واحد‪ ،‬إما االنتقال‬ ‫أو الموت اختناقا‪ .‬فقضررية بناء أو نقل العاصررمة أمر مطروح بقوة حاليا في العديد من دول العالم‪ ،‬كإيران‬ ‫التي تفكر جديا في العودة إلى أصررررفهان‪ ،‬وذلك بسرررربب االكتظاظ الكبير لطهران ووجودها على صرررردع‬ ‫زلزالي خطير‪ .‬وفى يونيو ‪ ،200٤‬رشرحت الحكومة الكورية الجنوبية أربع مناطق في الجزء األوسرط من‬ ‫البالد كمواقع بديلة للعاصررمة المزدحمة سرريول من المقترح أن ينتهى العمل فيها عام ‪ ،2030‬كذلك الحال‬ ‫في اليرابران وأذربيجران والسررررودان‪ ،‬إذ نراقشررررت الحكومرات المتواليرة فكرة نقرل العواصررررم من طوكيو إلى‬ ‫العاصمة القديمة كيوتو‪ ،‬ومن باكو إلى غنجة‪ ،‬ومن الخرطوم إلى بورسودان‪ ،‬على التوالي‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالعاصررمة المصرررية فقد تغيرت عاصررمة مصررر خالل تاريخها المديد ‪ 17‬مرة متنقة‬ ‫بين أحد عشررر موقعا‪ ،‬منها طيبة (األقصررر) بضررع مرات‪ ،‬و منف (شررمال القاهرة)‪ ،‬وأون (عين شررمس)‪،‬‬ ‫وبوبسرررطة (الزقازيق)‪ ،‬وتانيس (صررران الحجر)‪ ،‬و أخت آتون عاصرررمة اخناتون (المنيا)‪ ،‬واالسررركندرية‬ ‫مرتين متتاليتين في العصرررر اليوناني والروماني‪ ،‬وتأسرررسرررت العاصرررمة الحالية بالفسرررطاط في عام الفتح‬ ‫االسررالمي (حوالي ‪670‬م) وبقيت عاصررمة مصررر متنقلة بين أحياء متتابعة في نفس الموقع (الفسررطاط‪،‬‬ ‫العسررركر‪ ،‬القطائع‪ ،‬ثم القاهرة) واسرررتقرت في الموقع الحالي دون انتقال لمدة تزيد على األلف عام‪ ،‬وهي‬ ‫أطول فترة تقضيها عاصمة مصرية في موقع واحد دون انتقال‪.‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1226‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫وقد تعددت أسررباب تغيير العاصررمة فأحيانا كانت تتغير بسررقوط مصررر في يد قو أجنبيه أو تغير‬ ‫األسررات الحاكمة‪ ،‬أو تغيير الديانة كما حدث عندما نقل اخناتون العاصرمة من طيبة إلى المنيا لالبتعاد عن‬ ‫تأثير كهنة آمون في العاصرمة القديمة‪ ،‬أما عواصرم مصرر االسرالمية األربع فقد كان االنتقال إليها مرتبطا‬ ‫بتغيير الحكام ومحاولة إنشاء مدينة للحكم ‪ ،‬وكانت القاهرة الفاطمية هي أول مدينة مسورة يقيم بها الخليفة‬ ‫وجنوده وبعد انتهاء العصرر الفاطمي تركها صرالح الدين األيوبي للشرعب وأسرس مقرا للحكم بالقلعة‪ ،‬ومنذ‬ ‫ذلرك الحين تترابع عليهرا العرديرد من العصررررور والحكرام كرل أضرررراف إليهرا من حيرث التخطيط والبنيرة التحتيرة‬ ‫األمر الذي أد إلى اتسرراع رقعتها (المخططة والعشرروائي) في كافة االتجاهات في تخوم الكتلة العمرانية‬ ‫القائمة حاليا‪.‬‬ ‫‪ 1-10-2‬مدينة برازيليا ‪: Brasília‬‬ ‫مدينة برازيليا هي عاصررمة البرازيل وقد تأسررسررت في ‪ 21‬أبريل ‪ 1960‬لتكون العاصررمة الوطنية‬ ‫جديدة‪ ،‬وتقدر مسررراحتها بحوالي ‪ 5.802‬كم‪ 2‬ويقدر عدد سررركانها بحوالي ‪ 2.789.761‬نسرررمة في عام‬ ‫‪ 2013‬ممرا يجعلهرا رابع أكبر مدينرة اكتظراظا بالسرررركران في البرازيل‪ ،‬ويغلرب على المردينرة الطرابع االداري‬ ‫الحكومي ‪ ،‬وذلك نظرا لتركز المصرالح والهيئات الحكومية‪ ،‬وتمثل نسرب اسرهامات القطاعات المختلفة في‬ ‫النراتج المحلي اإلجمرالي للمردينرة ‪ :‬اإلدارة العرامرة ‪ ،% 5٤.8‬الخردمرات ‪ ، % 28.7‬الصررررنراعرة ‪، % 10.2‬‬ ‫التجرارة ‪ ، %6.1‬الزراعرة ‪ ،% 0.2‬وبراإلضررررافرة إلى كونهرا المركز السرررريراسرررري فرإن برازيليرا هي مركز‬ ‫اقتصررادي هام أيضررا فهي تمثل أعلى مدينة من حيث الناتج المحلي اإلجمالي (‪ )GDP‬يصررل إلى ‪99.5‬‬ ‫مليار لاير برازيلي تمثل ‪ % 3.76‬من إجمالي الناتج المحلي اإلجمالي البرازيلي ‪ .‬ويتم دراسررة المشرراريع‬ ‫الصررررناعية فيها بعناية من كونها مدينة مسررررجلة من قبل اليونسرررركو‪ ،‬حيث اختارت الحكومة في برازيليا‬ ‫تشرررجيع وتنمية الصرررناعات غير الملوثة مثل البرمجيات ‪ ،‬واألفالم‪ ،‬والفيديو‪ ،‬والجواهر من بين من أجل‬ ‫الحفاظ على التوازن البيئي ‪ ،‬والحفاظ على خصائص المدينة‪.‬‬ ‫ووفقرا لمدشررررر ميرسررررر تعرد مدينرة برازيليرا المردينرة رقم ‪ ٤5‬من بين أغلى المدن في العالم في عام‬ ‫‪ 2012‬من حيث مستو المعيشة ‪ ،‬وبلغ مدشر التنمية البشرية ‪ HDI‬بها ‪ 0.911‬عام ‪ 2005‬ويعد مطار‬ ‫برازيليرا الردولي ثرالرث أكثر المطرارات ازدحرامرا في البرازيرل ويربط بين جميع المردن البرازيليرة الكبر‬ ‫والعرديرد من الوجهرات الردوليرة من خالل العرديرد من الرحالت الرداخليرة والردوليرة‪ ،‬ويقع المطرار على بعرد‬ ‫حوالى ‪ 11‬كم من المنطقة الوسطى من برازيليا‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بموقف مدينة برازيليا من التنافسررية الحضرررية ومدشرررات قياسررها فنالحظ تراجع‬ ‫تنافسرريتها بشرركل ملحوظ‪ ،‬فهي غير متواجدة ضررمن تصررنيف مقياس تنافسررية المدن عن وحدة معلومات‬ ‫اإليكونيميسرت ‪ Intelligence Unit‬وذلك على عكس مدن برازيلية أخر مثل مدينة سراو باولو ‪São‬‬ ‫‪ Paulo‬التي جاء ترتيبها رقم‪ ،36‬ومدينة ريو دي جانيرو ‪ Rio de Janeiro‬التي جاء ترتيبها رقم ‪،76‬‬ ‫و مردينرة بورتو أليجري ‪ Porto Alegre‬التي جراء ترتيبهرا رقم ‪ ،97‬وتحترل المرتبرة ‪ 308‬بين مردن العرالم‬ ‫طبقا لمدشررررر التنافسررررية العالمية للحضررررر ‪ Global urban competitiveness index‬وهي مرتبة‬ ‫مترأخرة للغرايرة ‪ ،‬وفيمرا يتعلق بترتيرب مركز البحوث األكراديمي ‪ GaWC‬للمردن عرام ‪ 2010‬فلم تتواجرد‬ ‫باألساس ضمن تصنيفاته‪.‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1227‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫وكرانرت مردينرة ريو دي جرانيرو عراصررررمرة البرازيرل من ‪ 1960-1763‬وخالل نفس الفترة اتجهرت‬ ‫الموارد إلى التركز بالقرب من العاصرمة وهو ما أد إلى تركز التنمية في تركزت في اقليم جنوب شررق‬ ‫البرازيرل مع اهمرال براقي المنراطق‪ ،‬ومن ثم تم التفكير في إنشرررراء مردينرة جرديردة براسررررم برازيليرا تكون هي‬ ‫العراصررررمرة الجرديردة للبرازيرل حين أمر الرئيس البرازيلي وقتهرا جوسرررريلينو كوبيتشرررريرك ‪Juscelino‬‬ ‫‪ Kubitschek‬بنقرل العراصررررمرة من مردينرة ريو دي جرانيرو إلى مردينرة برازيليرا‪ ،‬فبعرد تردهور عراصررررمرة‬ ‫البرازيرل تمرامرا بردأ التفكير فى إقرامرة عراصررررمرة جرديردة لتفى براحتيراجرات البرازيرل للتقردم والتطور وذلرك مع‬ ‫التطور الصررررنراعى وتطور العالقرات اإلقليميرة ‪ ،‬وقرد القرت فكرة نقرل العراصررررمرة الترحيرب من كرل فئرات‬ ‫البرازيل سواء السياسيين أو العسكريين أو األفراد فى عام ‪ 1955‬وذلك لنقل العاصمة من ريود جينيرو‬ ‫إلى مكان آخر فى وسط اإلقليم الغربى للبرازيل وذلك وفق مخططات محكمة ومدروسة‪ .‬وتعد برازليا من‬ ‫المدن التي تم تخطيطها بص رورة شرراملة قبل إنشررائها‪ ،‬وقد تم إجراء مسررابقة دولية الختيار أحسررن إقتراح‬ ‫لتخطيط المدينة وتقدم العديد من المتسرابقين‪ ،‬وقد أسرند التخطيط لها إلى لوسريو كوسرتا ‪ Lúcio Costa‬و‬ ‫أوسكار نيماير ‪ Oscar Niemeyer‬عام ‪1956‬كأفضل تصميم للمدينة وهو على شكل طائر ضخم يبسط‬ ‫جناحيه محتضررنا بحيرة صررناعية رائعة مسرراحتها ألف فدان‪ ،‬كما يلفت النظر فى تصررميم مدينة برازيليا‬ ‫روعة فن المعمار الذ يبدو واضحا بشكل الفت للنظر فى قصر الرئاسة ومقر الحكومة‪ .‬وقد جاء تصميم‬ ‫المردينرة ليقسررررمهرا إلى كترل مرقمرة وإلى قطراعرات ألنشررررطرة محرددة‪ ،‬مثرل قطراع للفنرادق‪ ،‬قطراع للبنوك‬ ‫والمصرارف وقطاع للسرفارات حيث منحت الحكومة البرازيلية البعثات الدبلوماسرية آنذاك أراض بالمجان‬ ‫لتقيم عليها مبانيها دون شرروط‪ ،‬على أن يتم هذا العمل خالل‪3‬سرنوات وإال تعود األرض إلى ملكية الدولة‪،‬‬ ‫واسررتغرق إنشرراء المدينة ثالث سررنوات من خالل عمل متواصررل ومكثف‪ ،‬وبدأت المدينة تقوم بمهامها في‬ ‫أبريل‪ 1960‬وقد حققت رقم قياسي سواء في زمن إنشائها أو في نمط تطورها‪.‬‬ ‫وهرذه التجربرة من حيرث إنشرررراء عراصررررمرة جرديردة وتطبيق نظريرات التخطيط على المردينرة قرد كرانرت‬ ‫برالفعرل عالمرة مميزه في تراريخ تخطيط المردن والتطور العمراني‪ ،‬وكرانرت هنراك عوامرل أخر تجعرل مردينرة‬ ‫برازيليرا ذات حرالرة منفردة وهو أن الحكومرة تمتلرك ‪ % 60‬من األرض ممرا يضررررمن لهرا السرررريطرة على‬ ‫اسررتعماالت األراضرري وذلك لتالفى أي نمط من وضررع اليد والتقسرريمات غير المعتمدة‪ ،‬وكان لذلك أكبر‬ ‫األثر في تطور المدينة‪.‬‬ ‫وعلى المسرررتو القومي فإن مدينة برازيليا بدون شرررك هي من أكثر األمثلة تعبيرا عن التصرررميم‬ ‫العمراني الرذ روعي فيره األسررررس والمبرادئ النظريرة وقرد تم اختيرار برازيليرا كموقع للتراث العرالمي‬ ‫لليونسكو بسبب هندستها المعمارية الحديثة‪.‬‬ ‫ومن أهم العوامل التي سرراندت نقل العاصررمة أن عملية نقل العاصررمة سرروف تفيد في التنمية على‬ ‫المسررررتو اإلقليمي وتخلق إمكرانيرات للتنميرة للمنراطق المحيطرة برالمردينرة الجرديردة وذلرك كنتيجرة لشرررربكرة‬ ‫االتصراالت سرواء الجوية أو البرية ( طرق ‪ -‬سركك حديدية ) والتي تربط المدينة باألقاليم المحيطة وتسرهل‬ ‫كل من حركة البضرررائع واألشرررخاص‪ ،‬وكذلك نتيجة لزيادة اإلنتاجية في األراضررري الزراعية في اإلقليم‬ ‫الغربي المتوسرط ‪ ،‬وكان للكثير انطباع أن المدينة قد حققت الغرض من التنمية اإلقليمية ‪ ،‬ولكن في الواقع‬ ‫فإن العكس هو الصحيح حيث أن غالبية المدن الواقعة حول مدينة برازيليا أو في نطاق تأثيرها االقتصادي‬ ‫قد واجهت مشرراكل حقيقية ‪ ،‬فقد قلت معدالت النمو العمراني في المدن الصررغيرة وذلك بسرربب المحددات‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1228‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫الكثيرة للمباني واإلسرركان في المدينة فقد أصرربحت المدن القريبة منها عبارة عن سرركن ألصررحاب الدخل‬ ‫المنخفض الذين ال يسررتطيعون إيجاد سرركن في العاصررمة ‪ ،‬وبذلك زاد تعداد السرركان في هذه المدن زيادة‬ ‫كبيرة وصررلت في بعض األحيان إلى ‪ % 600‬في خالل ‪ 10‬سررنوات فقط‪ ،‬ومن ناحية أخر لم تسررتطع‬ ‫هذه المدن أن تمد هذه األعداد المتزايدة من السرركان بالمرافق الضرررورية وبالبنية األسرراسررية والوظائف ‪،‬‬ ‫ولذلك فشرلت هذه المدن في تحقيق النمو المطلوب أو المسرتهدف ‪ ،‬وكذلك لم تسرتطع وقف تيارات الهجرة‬ ‫الشديدة للذين جذبتهم العاصمة وخدماتها والفرص المتاحة فيها‪.‬‬ ‫وطبقا للمخطط الذي صررممه "كوسررتا" كان من المتوقع أن يصررل تعداد المدينة إلى‪500‬ألف نسررمة‬ ‫خالل‪25‬عرامرا‪،‬ولكن دينراميكيرة التطور قرد تسررررببرت في وضررررع مختلف تمرامرا‪ ،‬فقرد وصررررل تعرداد المردينرة‬ ‫إلى‪1.579‬مليون نسررررمرة في عرام‪ 1985‬أي بعرد‪25‬عرامرا من بردء إنشرررراء المردينرة‪ ،‬أي زيرادة عن الخطرة‬ ‫المسرررتهدفة‪3‬أضرررعاف وهذا العدد الزائد من السررركان لم يقبلوا بالعودة إلى مواطنهم األصرررلية بالرغم من‬ ‫المحاوالت التي بذلتها الحكومة في سربيل ذلك‪ ،‬وعلى األقل ثلث هذا العدد من السركان كان البد من تركهم‬ ‫للمردينرة‪ ،‬والثلرث اآلخر عملوا برالوظرائف الخردميرة‪ ،‬وأخيرا الثلرث األخير يعملون في وظرائف زراعيرة نظرا‬ ‫لنزوحهم من منراطق ريفيرة أصررررال ولكن ليس فقط الموجودين في المردينرة قرد بقوا فيهرا ولكن قرد لحقرت‬ ‫برازيليا بطفرة التحضررر التي حدثت في الدولة ككل وقد فاق النمو السرركاني في العاصررمة أعلى المعدالت‬ ‫في الدولة‪ ،‬وقد قفز عدد السرركان من ‪ 1٤0،165‬نسررمة عام ‪ 1960‬إلى ‪ 537،592‬نسررمة عام‪ 1970‬ثم‬ ‫وصررل إلى‪ 1.198‬مليون نسررمة عام‪1980‬حتى أصرربحت رابع أكبر مدينة في البرازيل من حيث السرركان‬ ‫بحوالي ‪ 2.789‬مليون نسمة في عام ‪. 2013‬‬ ‫هذا النمو الملحوظ سراعدت عدة عوامل اجتماعية واقتصرادية وسرياسرية في الوصرول إليه ومن أهم‬ ‫تلرك العوامل عدم وجود قوانين خاصررررة بالمنراطق الريفيرة وتمليرك األراضرررري فيهرا وهذا كان سرررريحرد من‬ ‫معردالت الهجرة للمردن في الردولرة ككرل‪ .‬ومن وجهرة نظر التخطيط األولى للمردينرة فرإن المردينرة كرانرت معردة‬ ‫ألن تكون مثالية التخطيط من حيث توزيع األراضري والموارد االقتصرادية مع هيكل إداري وهيئات عامة‬ ‫‪ .‬أما من وجهة نظر اإلسكان فكان البد من أن تقوم الحكومة بدور في حل مشكلة نقص السكن ‪ ،‬فالبرازيل‬ ‫هي نموذج نمطى للعرالم الثرالرث برالرغم من كرل الجهود التي تقوم بهرا حكومتهرا لتخطى ذلرك ‪ ،‬وقرد كرانرت كرل‬ ‫مجهودات الحكومة غير كافية للتعامل مع زيادة الطلب على المسررراكن ‪ ،‬هذا الطلب لم يقتصرررر فقط على‬ ‫الطبقات محدودة ومنخفضة الدخل والتي تسكن عادة المدن الصغيرة واألحياء الهامشية ‪ ،‬ولكن تعدت ذلك‬ ‫إلى الطبقات األعلى التي كانت تواجه مشركلة حقيقية في الحصرول على المسركن المالئم ‪.‬وعلى الرغم من‬ ‫أن مردينرة برازيليرا قرد خططرت بمخطط عرام مردروس ومتفق عليره نجرد أن هنراك العرديرد من المشرررركالت التي‬ ‫أثرت في المخطط هي‪:‬‬ ‫ زيادة الكثافات في المناطق السكنية عن المستهدف سواء في العاصمة أو في األحياء الهامشية ‪.‬‬‫ ارتفاع تكلفة السكن وارتفاع أسعار األراضي ونمو سوق اإلسكان غير الرسمي‬‫ نمو المناطق العشوائية واستعمال المناطق التجارية بغرض السكن ‪.‬‬‫ مشكلة وضع اليد على األراضي الفضاء ‪ - .‬الضغط السياسي من أجل اإلسكان ‪.‬‬‫ نمو القطاع الخاص في مجال اإلسرركان ولكن في مناطق متطرفة عن المدينة مما كان يترتب علية طول‬‫رحلة العمل اليومية مما يكلف الدولة الكثير من الوقت والمواصالت‪.‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1229‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫وبذلك نجد أن إهمال دراسة المخطط من وجهة نظر جهة معينة وهى قطاع اإلسكان قد تسبب على‬ ‫ذلك العديد من المشررراكل التخطيطية التي قد ال ينفع معها الحلول‪ .‬وقد ينظر البعض إلى برازيليا على أنها‬ ‫مدينة ناجحة باعتبارها مدينة حديثة نسررربيا ولكنها في واقع األمر تعكس حالة فاشرررلة‪ ،‬وقد كان الهدف من‬ ‫إنشرررراء المردينرة هو أن تكون مختلفرة عن براقي مردن البرازيرل‪ ،‬إال أن المردينرة تحولرت إلى نموذج نمطى من‬ ‫مدن العالم الثالث من حيث الفقر والظواهر الخاصررة بالعمران والمناطق العشرروائية المنتشرررة في المدينة‪.‬‬ ‫وعند تنمية األحياء الهامشررية والعشرروائيات حول المدينة لتمتص الزيادة السرركانية اعتمدت أسرراسررا على‬ ‫تجهيز هذه المناطق بأقل بنية أسراسرية ممكنة‪ ،‬وكان الهدف من المخطط أن تصربح برازيليا مركزا للتنمية‬ ‫اإلقليمية ‪ ،‬ولكن في واقع األمر قد تحولت إلى النقيض حيث أصررربحت مركز للجذب ومركز ثقل جغرافي‬ ‫حيث تمتص كل موارد إقليمها وقد واجهتها مشرراكل التغير في النمط العمراني وكذلك زيادة معدالت الفقر‬ ‫‪ ،‬وانتشرار ظاهرة وضرع اليد وزيادة معدالت النمو العمراني والتحول من األراضري الريفية إلى الحضررية‬ ‫‪.‬‬ ‫وهناك أيضررا جزئية أخر وهى االعتقاد السررائد بأن الملكية العامة لألراضرري أو امتالك الحكومة‬ ‫لألرض هو الذ يضرمن نجاح إدارة األراضري وتنميتها وهو الذ يضرمن تلبية احتياجات الطبقات الفقيرة‬ ‫وضبط النمو العمراني‪ ،‬ولكن ذلك كله افتراضات نظرية ولكن الواقع الفعلي يختلف بسبب ‪:‬‬ ‫ عملية اتخاذ القرار تخضرررع لضرررغوط سرررياسرررية من أصرررحاب النفوذ والتي نادرا ما تأخذ في اعتبارها‬‫احتياجات الطبقة الفقيرة ‪.‬‬ ‫ أركران الحكومرة المختلفرة عرادة مرا يكون لهم وجهرات نظر مختلفرة ممرا يجعرل العمليرة التخطيطيرة أكثر‬‫تعقيدا‪.‬‬ ‫ التوازن العمراني للطبقات المختلفة ال يمكن الوصول إليه إال من خالل الضغط السياسي‬‫وعلى الرغم من السررلبيات ومظاهر الفشررل التي أحاطت بتجربة برازيليا من حيث أن غالبية المدن‬ ‫الواقعة حول مدينة برازيليا أو في نطاق تأثيرها االقتصرادي قد واجهت مشراكل حقيقية تمثلت في انخفاض‬ ‫معدالت النمو العمراني في المدن الصرغيرة وذلك بسربب المحددات الكثيرة للمباني واإلسركان في المدينة‪،‬‬ ‫فقد أصرربحت المدن القريبة منها عبارة عن سرركن ألصررحاب الدخل المنخفض الذين ال يسررتطيعون إيجاد‬ ‫سرركن في العاصررمة ‪ ،‬وبذلك زاد تعداد السرركان في هذه المدن زيادة كبيرة وصررلت في بعض األحيان إلى‬ ‫‪ % 600‬في خالل ‪ 10‬سرنوات فقط ‪ ،‬ومن ناحية أخر لم تسرتطع هذه المدن أن تمد هذه األعداد المتزايدة‬ ‫من السرركان بالمرافق الضرررورية وبالبنية األسرراسررية والوظائف‪ ،‬ولذلك فشررلت هذه المدن في تحقيق النمو‬ ‫المطلوب أو المسرتهدف‪ ،‬وكذلك لم تسرتطع وقف تيارات الهجرة الشرديدة للذين جذبتهم العاصرمة وخدماتها‬ ‫والفرص المتاحة فيها ‪ .‬وكان ينقص تجربة برازيليا أن تقوم الحكومة بدور في حل مشركلة نقص السركن ‪،‬‬ ‫فقد كانت مجهودات الحكومة غير كافية للتعامل مع زيادة الطلب على المسررراكن ‪ ،‬هذا الطلب لم يقتصرررر‬ ‫فقط على الطبقات محدودة ومنخفضرة الدخل والتي تسركن عادة المدن الصرغيرة واألحياء الهامشرية ‪ ،‬ولكن‬ ‫تعدت ذلك إلى الطبقات األعلى التي كانت تواجه مشركلة حقيقية في الحصرول على المسركن المالئم ‪ .‬ومن‬ ‫بين المشرررركالت التي أثرت في مخطط مدينة برازيليا ارتفاع تكلفة السرررركن‪ ،‬ونمو المناطق العشرررروائية‪،‬‬ ‫وارتفاع أسرعار األراضري‪ ،‬وزيادة الكثافات في المناطق السركنية عن المسرتهدف سرواء في العاصرمة أو في‬ ‫األحياء الهامشررية ‪ ،‬واسررتعمال المناطق التجارية بغرض السرركن‪ ،‬ومشرركلة وضررع اليد على األراضرري‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1230‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫الفضراء‪ ،‬والضرغط السرياسري من أجل اإلسركان‪ ،‬ونمو سروق اإلسركان غير الرسرمي‪ ،‬فضرال عن نمو القطاع‬ ‫الخاص في مجال اإلسرررركان ولكن في مناطق متطرفة عن المدينة مما كان يترتب علية طول رحلة العمل‬ ‫اليوميرة ممرا يكلف الردولرة الكثير من الوقرت والمواصررررالت‪ .‬وعلى الرغم من أن مردينرة برازيليرا كرانرت قرد‬ ‫خططت بمخطط عام مدروس ومتفق عليه إال أن إهمال دراسررة قطاعات معينة في المخطط خاصررة قطاع‬ ‫اإلسرركان قد تسرربب في العديد من المشرراكل التخطيطية التي قد ال ينفع معها الحلول‪ .‬وتحولت برازيليا إلى‬ ‫نموذج نمطى من مردن العرالم الثرالرث من حيرث الفقر والظواهر الخراصررررة برالعمران والمنراطق العشرررروائيرة‬ ‫المنتشررة في المدينة‪ .‬إال أن التجربة البرازيلية في بناء عاصرمة جديدة خالل بضرع سرنوات فقط‪ ،‬يمكن أن‬ ‫تقدم إطارا أو نموذجا جيدا لالسررتفادة منه باسررتثمار االيجابيات وتالفي السررلبيات في محاولة بناء عاصررمة‬ ‫جديدة لمصرررر‪ ،‬بديلة عن مدينة القاهرة التي أصررربحت واحدة من ضرررمن أكثر عواصرررم العالم معاناة من‬ ‫مشرراكل يصررعب حصرررها‪ ،‬كالتلوث الشررديد واالزدحام المرور ‪ ،‬وأزمة اإلسرركان‪ ،‬والمركزية السررياسررية‬ ‫واالقتصادية والثقافية المطلقة‪.‬‬ ‫وبشركل عام فإن بناء عاصرمة جديدة للبرازيل‪ ،‬يقدم نموذجا جيدا لفكرة توزيع االختصراصرات بين‬ ‫مدنها الكبر ‪ ،‬رغبة منها في تحقيق الالمركزية التي أصررربحت إحد وسرررائل التنمية في العديد من دول‬ ‫العالم‪ ،‬والتي أخذت بها البرازيل‪ ،‬حيث نجحت في توزيع االختصاصات على ثالث مدن كبر ‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ ريو دي جانيرو هي العاصررمة التقليدية الثقافية والتاريخية للبرازيل‪ ،‬وسرركان المدينة هم في واقع األمر‬‫صررررورة معبرة عن جميع البرازيليين بمختلف أعراقهم‪ ،‬لرذلرك فهي دائمرا أكبر إنتراج ثقرافي فهي نموذج‬ ‫مصغر للدولة‪.‬‬ ‫ برازيليا‪ :‬ليسرررت لها ال جاذبية ريو دي جانيرو‪ ،‬وال حيوية سررراوباولو‪ ،‬ومع ذلك فإنها عاصرررمة البالد‬‫السياسية‪ ،‬ومركز صناعة القرار فيها‪،‬‬ ‫ سرررراوباولو‪ :‬وهى نيويورك أميركا الجنوبية‪ ،‬حيث تضررررعها بعض اإلحصررررائيات في المرتبة الثالثة أو‬‫الرابعة بين مدن العالم من حيث عدد السرركان بعد طوكيو ومكسرريكو سرريتي‪ ،‬لكن المدكد هو أنها أكبر مدن‬ ‫أميركا الجنوبية‪ .‬وتعد العاصمة االقتصادية والصناعية للبرازيل‪،‬‬ ‫‪ -3‬مشروع العاصمة االدارية الجديدة‪:‬‬ ‫تتبلور فكرة نقل العاصررمة حول إنشرراء عاصررمة جديدة لمصررر تمثل موقع جديد للقيادة السررياسررية‬ ‫واإلدارية في الدولة وتسراهم في جذب السركان واالسرتثمارات الجديدة بهدف الحد من المشراكل التي تواجه‬ ‫القاهرة حاليا والتي من المتوقع أن تتفاقم بشركل كبير في المسرتقبل مع االبقاء على مدينة القاهرة كعاصرمة‬ ‫ثقرافيرة وتراريخيرة وحضرررراريرة‪ ،‬والحقيقرة أن هرذا الطرح ليس مسررررتحيال على الرغم من المقراومرة التقليرديرة‬ ‫للحلول الجذرية والتحديات التي تواجه نقل العاصمة مثل‪:‬‬ ‫ االرتباط الوجداني والعاطفي بين أبناء الشعب المصري والقاهرة كعاصمة ألكثر من ألف سنة منذ إنشاء‬‫الفسررطاط‪ ،‬فالقاهرة لد الكثيرين تعتبر "مصررر" أو المحروسررة‪ ،‬وال يتعلق األمر بالمصررريين فقط ولكن‬ ‫هذا االرتباط العاطفي موجود لد العرب وسكان الشرق األوسط أيضا‪.‬‬ ‫ التحديات المادية الناجمة عن بناء عاصرمة جديدة والتي تتكلف أمواال طائلة ربما تكون المعضرلة األكبر‬‫التي تواجه المشرروع‪ ،‬فحجم االسرتثمارات الالزمة لبناء العاصرمة الجديدة بالمواصرفات الحديثة من حيث‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1231‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫عمليرات البنراء وشرررربكرة الطرق والخردمرات كبيرة جردا‪ ،‬مع صررررعوبرة إيجراد األموال الالزمرة لتلرك العمليرات‬ ‫خاصة أنه قد سبق انفاق أموال ضخمة على إنشاء مدن جديدة لكنها لم تخفف الضغط على القاهرة‪.‬‬ ‫ التحدي الخاص بنقل كافة الموظفين العاملين بالدوائر الحكومية من القاهرة إلى العاصرمة الجديدة‪ ،‬نظرا‬‫الرتبراطهم برأسرررررهم وإقرامتهم مع ذويهم في القراهرة‪ ،‬مع صررررعوبرة إرضرررراء جميع العراملين في مختلف‬ ‫الوزارات والهيئات والمدسرسرات العامة والخاصرة‪ ،‬لما في القاهرة من أشركال حياة وترفيه ومراكز للعالج‬ ‫والتعليم ‪....‬الخ‪.‬‬ ‫لذا وفي ضروء التحديات السرابقة كان أنصرار هذا الرأي ينادون بضررورة بقاء العاصرمة في القاهرة‬ ‫لكن بعد تطويرها لتكون مناسرربة ومالئمة ألن تكون عاصررمة مصررر الحديثة‪ ،‬كما أن وجهة نظرهم كانت‬ ‫أن تطوير القاهرة مسررألة ملحة ووفقا لهذا السرريناريو فإن بيت الداء هو الزيادة السرركانية‪ ،‬وبالتالي فإن نقل‬ ‫الوظيفتين السرياسرية واالدارية من قلب العاصرمة إلى إحد المدن الجديدة طبقا لوجهة نظرهم من شرأنه أن‬ ‫يقلل الكثافة السرركانية في القاهرة الكبر بإعادة توزيع السرركان من خالل نقل الموظفين والسررياسرريين إلى‬ ‫العاصمة الجديدة مما يساعد على حل مشكالت العاصمة مثل‪:‬‬ ‫ يددي انخفاض الكثافة السررركانية في القاهرة إلى تقليل أسرررعار الوحدات السررركنية األمر الذي من شرررانه‬‫التقليل من ظهور المناطق العشوائية التي تكاد تخنق القاهرة‪.‬‬ ‫ تقليل الضغط على وسائل المواصالت األمر الذي يقلل من االختناق المروري في وسط العاصمة‬‫ تقليل نسررب تلوث السرريارات وبالتالي المحافظة على الصررحة العامة للمواطنين‪ ،‬وتقليل فترات الوصررول‬‫إلى العمرل األمر الرذي من شررررأنره زيرادة االنتراجيرة وكرذلرك سررررهولرة تحقيق األمن للمواطن ولرجرال الردولرة‬ ‫وزوارها‪.‬‬ ‫ تقليل الضرررغط على البنية التحتية للمرافق من خالل توزيع الوظائف القيادية على المدن الجديدة وهو ما‬‫يددي إلى التوسع في الخدمات التعليمية والصحية‪.‬‬ ‫ورغم تلك والتحديات والصررررعوبات هناك العديد من اإليجابيات يمكن أن تحصرررردها الحكومة من‬ ‫تنفيذ مشروع نقل العاصمة إلى العاصمة االدارية الجديدة‪ ،‬ويتمثل أهمها فيما يلى‪:‬‬ ‫ ضررخ االسررتثمارات الجديدة في ش رريان االقتصرراد المصررري‪ ،‬وهو ما يسررهم في دفع النمو االقتصررادي‪،‬‬‫خاصة في ظل التراجع الكبير في حجم االستثمارات األجنبية‪،‬‬ ‫ تخفيف حدة المركزية الشرررديدة التي تعانى منها مصرررر‪ ،‬والتركز العمراني في الدولة النهرية التي تحكم‬‫مصر‪ ،‬بإيجاد عاصمة سياسية ربما يدد إلى اإلسهام في عالج تلك المعضلة‪.‬‬ ‫ اإلسرهام في القضراء أو تخفيف حدة مشراكل مدينة القاهرة التي أوشركت على االنفجار‪ ،‬وخاصرة وأنها من‬‫أكثر مدن العالم تلوثا‪ ،‬باإلضرافة إلى ذلك األثر السرلبى للعشروائيات التي تتمدد بصرورة سررطانية في جسرد‬ ‫العاصمة‪ ،‬بما يهدد بوقوع كارثة حقيقية‪.‬‬ ‫ تخيف مشرررراكل القاهرة مع نقل المصررررانع والصررررناعات الملوثة منها يمكن أن يخلق من القاهرة مدينة‬‫للثقافة والفنون والمهرجانات والمدتمرات العالمية في ظل ما تملكه من إرث حضرراري وتاريخي ضررخم‪،‬‬ ‫بمرا يعود في النهرايرة برالنفع العرام‪ .‬بحيرث تكون القراهرة مثرل ريو دي جرانيرو العراصررررمرة التقليرديرة الثقرافيرة‬ ‫والتاريخية للبرازيل‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1232‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫ وعلى الرغم من أن انشرراء عاصررمة جديدة يتطلب اسررتثمارات كبيرة للبناء والخدمات قد ال تتوافر لد‬‫الدولة‪ ،‬إال أنه من الممكن التغلب على تلك الصرررعوبة من خالل طرح مخطط العاصرررمة االدارية الجديدة‬ ‫على المسرررتثمرين مع دعوة رجال األعمال في الداخل والخارج للمشررراركة في البناء مع تقديم تسرررهيالت‬ ‫أكبر بالنسرربة للمسررتثمرين كما تفعل مدينة دبى عند طرحها المشررروعات الضررخمة والتي تقدر بمليارات‬ ‫الدوالرات‪.‬‬ ‫ ويمكن التغلب على المشررركلة الخاصرررة باالرتباط العاطفي للموظفين بمنح هدالء الموظفين تسرررهيالت‬‫حقيقية في العاصمة االدارية الجديدة في مجاالت الصحة واإلسكان والتعليم‪.‬‬ ‫ من الممكن مع مرور الوقت أن يتحول مشرررروع العاصرررمة االدارية الجديدة إلى مشرررروع قومي يلتف‬‫حوله الشررعب بما يسرراهم في تقليل المعارضررة لفكرة المشررروع‪ ،‬خاصررة إذا تم التركيز على أن المشررروع‬ ‫سروف يسراهم في تقليل االختناق المروري والتلوث البيئي وعدم الشرعور باألمان وغيرها من العوامل التي‬ ‫تساهم في السخط الشعبي‪.‬‬ ‫وتعد عملية نقل العاصرررمة وإنشررراء عاصرررمة ادارية جديدة أداة اسرررتثنائية في عملية تطوير الدولة‬ ‫وتلجأ إليها كحل جذري للمشرراكل التي تواجه العاصررمة األصررلية‪ ،‬والمطلوب من الحكومة المصرررية أن‬ ‫تفكر بجردية في ذلك الخيرار‪ ،‬مع األخذ في االعتبرار األثار السررررلبيرة التي مرت بهرا التجارب السررررابقة وفي‬ ‫مقردمتهرا برازيليرا‪ ،‬فبرالنظر إلى التجرارب النراجحرة لردول العرالم المختلفرة في نقرل العواصررررم يتبين أن هرذه‬ ‫التجارب تشمل نقل العواصم السياسية فقط‪ ،‬وهو المطروح في الحالة المصرية‪.‬‬ ‫وتوجد العديد من العوامل التي أثرت في عملية اختيار موقع مشرررروع العاصرررمة االدارية الجديدة‬ ‫لمصرر حيث تظهر أهمية الموقع في تفادي األخطاء التي قامت بها الحكومة في الماضري عند اختيار مدينة‬ ‫السادات‪ ،‬وفي هذا الصدد هناك عدد من االعتبارات تم أخذها في االعتبار ‪:‬‬ ‫ العالقرة برالقراهرة‪ :‬يجرب أن تكون العراصررررمرة الجرديردة بعيردة بعردا كرافيرا عن القراهرة واالسرررركنردريرة لكي ال‬‫يتالحم العمران كما حدث في العديد من المدن القريبة من القاهرة والتي تحولت إلى ضواحي سكنية لها‪.‬‬ ‫ التوسط الجغرافي‪ :‬عدم حتمية التوسط الجغرافي الكالسيكي للعاصمة الجديدة من حيث المكان‪ ،‬حيث أن‬‫االتصاالت الحديثة واالنترنت حلت محل التوسط المكاني لمركز الحكم‪.‬‬ ‫ العالقة بوادي النيل‪ :‬بحيث ال تكون العاصرررمة الجديدة داخل أراض زراعية أو أراض توسرررع زراعي‬‫مسررتقبلي‪ ،‬بسرربب الضرريق الحالي للرقعة الزراعية في مصررر‪ ،‬وأن تقع العاصررمة الجديدة على أحد محاور‬ ‫التنمية المستقبلية واستبعاد وادي النيل كليا‪.‬‬ ‫ العمق االسررتراتيجي‪ :‬يجب أن تقع العاصررمة الجديدة في العمق االسررتراتيجي ألسررباب أمنية وعسرركرية‪،‬‬‫كما ال يفضررل أن يكون موقع العاصررمة الجديدة على سرراحل البحر المتوسررط أو األحمر لنفس األسررباب‬ ‫األمنية‪ ،‬ومع ذلك يجب أن يكون للعاصررمة الجديدة ميناء بحري قريب منها يضررمن لها سررهولة الوصررول‬ ‫والنقل مع العالم الخارجي‪.‬‬ ‫ مركز الثقرل الرديموغرافي‪ :‬يجرب أال تبتعرد العراصررررمرة الجرديردة كثيرا عن القراهرة والتي تمثرل مركز الثقرل‬‫الديموغرافي حاليا ‪ ،‬مما قد يجعل معظم سكان مصر بعيدين عن العاصمة الجديدة‪.‬‬ ‫ العالقة بالتجمعات القائمة‪ :‬من الممكن أن تقترب العاصررمة الجديدة من مدن متوسررطة أو صررغيرة ذات‬‫ظهير صحراوي يسمح بنموها نتيجة النشاط المتبادل خاصة مع احتياج العاصمة إلى خدمات في البداية‪.‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1233‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫ األبعراد الجمراليرة ‪ :‬يجرب أن يراعى في اختيرار الموقع أن يكون لره جمرال طبيعي ال يقرل عن جمرال القراهرة‬‫ونيلها‪.‬‬ ‫وقد تم البدء في إنشراء العاصرمة اإلدارية الجديدة شررق مدينة القاهرة وذلك لموقعها المتميز وقربها‬ ‫من منطقة قناة السرررويس والطرق اإلقليمية والمحاور الرئيسرررية‪ ،‬ويبلغ عدد السررركان المسرررتهدف خالل‬ ‫المرحلة األولى حوالى ‪ 0.5‬مليون نسرررمة باإلضرررافة إلى عدد ‪ ٤0‬إلى ‪ 50‬ألف موظف حكومي يتم نقلهم‬ ‫بالمقرات الجديدة‪ ،‬مع التخطيط لزيادة الطاقة االستيعابية إلى ‪ 100‬ألف موظف بعد الثالثة أعوام األولى‪.‬‬ ‫وتبلغ المسرراحة اإلجمالية للمدينة ‪ 170‬ألف فدان‪ ،‬عدد السرركان عند اكتمال نمو المدينة ‪ 6.5‬مليون‬ ‫نسرمة‪ ،‬فرص العمل المتولدة تقدر بحوالي ‪ 2‬مليون فرصرة عمل‪ ،‬ويمثل موقع العاصرمة اإلدارية الجديدة‬ ‫المنطقة المحصرررورة بين طريقي القاهرة‪ -‬السرررويس‪ ،‬والقاهرة‪ -‬العين السرررخنة‪ ،‬شررررق الطريق الدائري‬ ‫اإلقليمي مباشرررة‪ ،‬أي بعد القاهرة الجديدة ومشررروع مدينتي ومدينة المسررتقبل‪ ،‬وتبعد العاصررمة اإلدارية‬ ‫الجديدة نحو‪60‬كم عن مدن السررويس‪ ،‬والعين السررخنة‪ ،‬وبذلك سررتخدم هذه العاصررمة اإلدارية وتتكامل مع‬ ‫التنمية التي ستنشأ مع تنمية محور قناة السويس "الجزء الجنوبي لمشروع محور قناة السويس‪".‬‬ ‫وقد تم التخطيط لهذه المدينة على مسراحة إجمالية‪ 700‬كم ومسراحة صرافية تصرل إلى‪ ٤90‬كم تمتد‬ ‫بالفعل من القاهرة حتى مدينة السررويس لتصرربح قريبة من مسرراحة دول مثل سررنغافورة‪ ،‬كما أن حجمها ‪3‬‬ ‫أضرعاف مدينة واشرنطن‪ ،‬وأكبر من العاصرمة الفرنسرية ‪ 7‬مرات‪ ،‬و‪ 12‬مرة ضرعف منهاتن‪ ،‬وتشرتمل على‬ ‫‪ 250‬كم من شررربكات الطرق بحيث يتم ربط العاصرررمة اإلدارية الجديدة بشررربكة مواصرررالت على أعلى‬ ‫مسرتو ‪ ،‬ضرمن خطة الدولة لتطوير وسرائل النقل الجماعي‪ ،‬وخدمة التجمعات العمرانية الجديدة الموجودة‬ ‫شرررق القاهرة‪ ،‬حيث سرريتم ربطها بالمترو مرورا بطريق القاهرة ‪ -‬السررويس‪ ،‬و بالقطار المكهرب الذ‬ ‫سريخدم مدن شررق القاهرة‪ ،‬مرورا بطريق القاهرة‪ -‬اإلسرماعيلية‪ ،‬وقد بدأ العمل بالفعل في شررق الطريق‬ ‫الردائري اإلقليمي‪ ،‬وبردأت القوات المسررررلحرة في إنشرررراء طريق محمرد بن زايرد الرذي يربط القراهرة الجرديردة‬ ‫بالمشروع‪.‬‬ ‫وتوفر العاصرررمة الجديدة المتسرررع لتواجد الوزارات المختلفة‪ ،‬ومجلس الوزراء‪ ،‬ومبنى للرئاسرررة‬ ‫والبرلمان باإلضرافة إلي حي دبلوماسري للسرفارات‪ ،‬ومقار للشرركات والمدسرسرات الدولية الكبر ‪ ،‬ومراكز‬ ‫للمال واألعمال‪ ،‬ومناطق للمعارض‪ ،‬ومنطقة سكنية‪ ،‬ومجمعات تكنولوجية‪ ،‬وعدد من الجامعات والفنادق‬ ‫الكبر ‪ ,‬ومن المخطط إنشراء حديقة هي األكبر على مسرتو العالم داخل العاصرمة اإلدارية الجديدة بحيث‬ ‫تبلغ ‪ 8‬كم أكبر مرتين ونصررررف من الحديقة المركزية في نيويورك و‪ 6‬مرات حديقة هايد بارك في لندن‪.‬‬ ‫وكذلك إنشراء مطار عالمي في المشرروع على مسراحة ‪ 16‬كم تعادل ‪1,3‬مرة مسراحة مطار هيثرو بلندن‪،‬‬ ‫كما تبلغ مسررراحة المدينة الترفيهية في المشرررروع‪٤‬أضرررعاف ديزنى الند وأكبر‪3,5‬مرة من يونيفيرسرررال‬ ‫سررتوديوز‪ ،‬كما أن مسرراحة منطقة األعمال المركزية أكبر‪1,5‬من منطقة األعمال في شرريكاغو‪،‬كما يضررم‬ ‫المشرروع مسراحة تقدر بررررر‪90‬كم‪ 2‬من حقول الطاقة الشرمسرية‪ ،‬وقرابة ‪2000‬مدرسرة و‪ 18‬مسرتشرفى‪ .‬ومن‬ ‫المخطط أيضرا أن يكون بها أعلى برج فى إفريقيا وأطول من برج إيفل‪ ،‬كما أن الوزارات المصرية سيتم‬ ‫نقلها إلى المدينة الجديدة لتقليل اإلحتقان المزمن فى القاهرة التى يقطنها‪18‬مليون نسرررمة ومن المخطط أن‬ ‫تبلغ مسرراحة المنطقة الحكومية أكبر ‪3‬مرات من مسرراحة حى السررفارات في برلين‪ .‬كما يضررم المشررروع‬ ‫‪100‬حى و‪ 21‬منطقة سركنية و‪ 1,1‬مليون وحدة سركنية‪ ،‬ومن المتوقع أن يجذب المشرروع ‪ 7‬مليون نسرمة‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1234‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫خالل مرحلته األولى‪ ،‬ويوفر ما يقرب من ‪ 1,7‬مليون فرصرره عمل بعد اسررتكماله‪ ،‬وأن يسررهم بنحو ‪%5‬‬ ‫من النراتج المحلي للقراهرة‪ ،‬ومن المتوقع أن يسررررتغرق تنفيرذ العراصررررمرة اإلداريرة الجرديردة مرا بين ‪ 5‬إلى ‪7‬‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫هذا المشررروع الضررخم يتوقع أن يتكلف‪٤5‬مليار دوالر لينتقل من طور الخطط إلى الواقع‪ ،‬كما أنه‬ ‫يمثرل تحرديرا جرديردا أمرام الحكومرة لمواكبرة الركرب العرالمي في تقرديم الخردمرات اإلداريرة الجرديردة من نراحيرة‪،‬‬ ‫واالبتعاد عن فكرة المركزية من ناحية أخر ‪.‬‬ ‫‪ 1-3‬الحجم األمثل للعاصمة الجديدة‪:‬‬ ‫فيمرا يتعلق برالحجم األمثرل للعراصررررمرة الجرديردة فهو مرتبط بقوام المردينرة ككرل من حيرث حجم البنيرة‬ ‫األسررراسرررية وحجم وأنماط االسررركان المخطط تنفيذه في المدينة‪ ،‬وتأتي أهمية تحديد الحجم األمثل للمدينة‬ ‫لالسررترشرراد به في تخطيط العناصررر األسرراسررية المكونة للعاصررمة الجديدة مثل تحديد المسرراحة التي يتعين‬ ‫تعميرها‪ ،‬وتحديد الوضررع األمثل للخدمات‪ ،‬وتخطيط برنامج إسرركاني للوفاء باحتياجات السرركان والسرركن‪،‬‬ ‫وتحقيق التوازن بين العمالة واإلسرركان‪ ،‬ووضررع االحتماالت وتوقع المشرركالت واألزمات وهو ما يتطلب‬ ‫دراسررة حدود حجم المدينة الجديدة والعالقة بين حجم المدينة الجديدة وحجم سرركانها‪ ،‬حيث أن تقدير حجم‬ ‫سرركان المدينة الجديدة يتم على أسرراس تقدير حجم العمالة األسرراسررية والتي سرروف تسررتقدم أسرررها معها أو‬ ‫تكون أسررا جديدة للتوطن بالمدينة‪ ،‬ويمثل مجموع هذا األمر حجم السركان األسراسري للمدينة‪ ،‬وبعد ذلك يتم‬ ‫تحرديرد مقردار طلرب هدالء السرررركران على الخردمرات بهردف تحرديرد حجم العمرالرة المقردمرة لهرذه الخردمرات ويمثرل‬ ‫مجموع هذا األمر حجم السرركان المشررتق‪ ،‬ومجموع حجم السرركان األسرراسرري والمشررتق يمثل حجم السرركان‬ ‫االجمالي للمدينة الجديدة‪.‬‬ ‫‪ 2-3‬الرؤية المستقبلية للعاصمة‪:‬‬ ‫إن القضرية ليست بناء عاصمة أخر غير القاهرة أو تطوير القاهرة لمجرد التطوير‪ ،‬ولكن القضية‬ ‫هي إيجاد حلول لمشررراكل القاهرة أوال ثم تعزيز تنافسررريتها ثانيا للتحول بعد ذلك إلى مدينة كونية‪ ،‬كما أن‬ ‫التعداد السركاني الكبير ليس عائقا أمام القاهرة صراحبة الررررر‪ 16‬مليون نسرمه لكي تتحول إلى مدينة كونية‪،‬‬ ‫فالمشرركلة ليسررت في كبر حجم السرركان أو مسرراحة اقليم القاهرة الكبر ولكن المشرركلة في توزيع هدالء‬ ‫السركان‪ ،‬حيث أن ‪ %75‬من سركان القاهرة الكبر متمركزين داخل دائرة قطرها‪20‬كم‪ ،‬وبالمقارنة بالمدن‬ ‫الكونية ذات التعداد السررركاني الكبير نجد على سررربيل المثال باريس بتعداد سررركاني‪11‬مليون‪ ،‬ونيويورك‬ ‫بتعداد سرررركاني‪13‬مليون‪ ،‬ومكسرررريكو سرررريتي بتعداد سرررركاني ‪16‬مليون ‪ ،‬واقليم سرررريول الكبر بتعداد‬ ‫سرركاني‪22.5‬مليون‪ ،‬وطوكيو بتعداد سرركاني‪33‬مليون‪ ،‬وكل هذه المدن هي مدن كونية تنافسررية وفي نفس‬ ‫الوقت ذات تعداد سررركاني كبير‪ ،‬حيث إن ما يهم مواطنين تلك المدن الكونية أن تكون مدينتهم نظيفة مليئة‬ ‫بالحدائق والمتنزهات‪ ،‬توفر أحياء سرررركنية راقية‪ ،‬عادلة تجاه كل فئات المجتمع وتوفر فرص عمل جيدة‪،‬‬ ‫وبالتالي فإن العنصرررر الرئيسررري في الرؤية المسرررتقبلية لتحويل القاهرة إلى مدينة كونية هو إعادة توزيع‬ ‫سرركان القاهرة الكبر في كل أنحاء االقليم من خالل مجموعة من االسررتراتيجيات المختلفة تجاه عدد من‬ ‫أحياء القاهرة‪ ،‬بحيث يتم تقليل الكثافة السررركانية بالمناطق ذات الكثافة العالية مثل عين شرررمس وشررربرا و‬ ‫بوالق الدكرور وغيرها‪ ،‬والمناطق العشرروائية غير المخططة‪ ،‬والمناطق غير اآلمنة من الناحية الصررحية‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1235‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫والهيكلية مثل الدويقة والمناطق ذات التلوث العالي حيث يتضررمن اقليم القاهرة الكبر ما يقرب من ‪116‬‬ ‫منطقة غير آمنة‬ ‫وعلى الجانب اآلخر جذب السررركان إلى المدن الجديدة مثل القاهرة الجديدة و‪6‬أكتوبر والعاصرررمة‬ ‫الجديدة بصررفة خاصررة ذات الكثافة المنخفضررة خارج القاهرة والجيزة من خالل توفير السرركن والوظائف‬ ‫وزيرادة خطوط الموصررررالت والربط‪ .‬كرذلرك من المقترح أن يتم نقرل مراكز تجرارة الجملرة من األمراكن‬ ‫المكتظة بالقاهرة مثل شررارع األزهر‪ ،‬التوفيقية‪ ،‬شررارع عبد العزيز‪ ،‬شررارع بورسررعيد‪ ،‬الفجالة‪ ،‬شررارع‬ ‫الموسرركى‪ ،‬حارة اليهود‪ ،‬شررارع محمد علي‪ ،‬الرويعي‪ ،‬المناصرررة ‪ .‬تلك االجراءات السررابقة وغيرها من‬ ‫الممكن أن تساهم في تحويل العاصمة إلى مدينة كونية خضراء مترابطة وذكية‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬كونية‪ :‬فتصربح بوابة أفريقيا وأفضرل عاصرمة في الشررق األوسرط‪ ،‬وحلقة الوصرل اإلقليمية والعالمية‬ ‫في السرياسرة واالقتصراد والسرياحة والثقافة ‪ ،‬وعاصرمة التراث العالمي‪ ،‬لمختلف جوانب التراث التاريخي‬ ‫والعالمي ‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬خضةراء‪ :‬فيتم تحسرين البيئة وزيادة المسراحات الخضرراء (اسرتغالل مربع الوزارات في قلب المدينة‬ ‫‪ ،‬ومناطق المقابر بغد نقلهم)‪ ،‬وإنشررراء نظام متكامل للنظافة وإنشررراء مجموعة من الحدائق العامة وتوفير‬ ‫حديقة محلية لكل منطقة‪ ،‬مع نقل األنشرررطة الملوثة (مصرررانع األسرررمنت والمسرررابك) خارج القاهرة‪ ،‬مع‬ ‫اسررتيفاء المعايير الدولية فيما يتعلق بنصرريب الفرد من المسرراحات الخضررراء المفتوحة ‪ ،‬وتوفير مسررارات‬ ‫ومناطق مفتوحة للمشرررراة وسرررراحات وميادين عامة (اسررررتخدام جراچات متعددة الطوابق تحت األرض)‬ ‫وتطوير كورنيش النيرل وإنشرررراء منتزه للمشرررراة على طول نهر النيرل وإزالرة التعرديرات‪ ،‬واالسررررتفرادة من‬ ‫األراضرررري المملوكة للردولة على جزر النيرل من خالل تحويلهرا إلى حدائق عامة تدار بشرررركرل جيرد وتقنين‬ ‫اوضراع سركان جزر النيل وتزويدهم بالخدمات الضررورية‪ ،‬وتكيفهم لخدمة األنشرطة الترفيهية والسرياحية‬ ‫الجديدة ‪ ،‬واستعادة روعة المعمار والتخطيط في المدينة‪ ،‬والقضاء على األحياء الفقيرة‬ ‫ثالثاً‪ :‬مترابطة وذكية‪ :‬بحيث تكون مترابطة اجتماعيا ومتصررلة من خالل شرربكات طرق ذات كفاءة عالية‬ ‫ومواصرررالت نقل عام‪ ،‬وأن تكون مترابطة تقنيا كأن يتم إنشررراء أقطاب تكنولوجية خارج الدائرة المكتظة‬ ‫بالسرركان في القاهرة بحيث تكون متماسررة مع ممرات التنمية الرئيسررية كذلك إنشرراء جامعات تكنولوجية‬ ‫ومراكز بحثية وطبية دولية‬ ‫ويعد مشررروع العاصررمة اإلدارية الجديدة مشررروعا تنمويا جديدا يهدف إلى خلق بيئة عمل متكاملة‬ ‫وحديثة وذات بنية أسرراسررية عالية الجودة‪ ،‬وقد تم تقديم هذا المشررروع رسررميا ضررمن مدتمر دعم وتنمية‬ ‫االقتصرراد المصررري بشرررم الشرريخ في ‪13‬مارس ‪ 2015‬بحضررور مجموعة كبيرة من المسررتثمرين‪ ،‬حيث‬ ‫كشرفت الحكومة المصررية عن خطة بناء المدينة الجديدة لعرض الفرص على المسرتثمرين‪ ،‬ويعتمد تمويل‬ ‫العاصرررمة اإلدارية الجديدة على المسرررتثمرين الخليجيين واألموال التي سررريتم ضرررخها لتحفيز االقتصررراد‬ ‫المصررري الذ يعانى منذ أربع سررنوات‪ ،‬وقد تم مناقشررة هذا المشررروع في العديد من المناسرربات كان من‬ ‫بينها ما تم اإلعالن عنه من قبل وزير اإلس ركان والمرافق في يوليو عام ‪ 201٤‬محددا أبرز معالم المدينة‬ ‫اإلدارية الجديدة والتي سررتعمل على جذب رؤوس األموال والشررركات العالمية للتواجد بالمكان‪ ،‬كما تعمل‬ ‫على إتاحة الفرصرررة لتفريغ القاهرة من التكدس الناتج عن حركة العاملين بالوزارات والجهات الحكومية‪،‬‬ ‫وستصبح القاهرة العاصمة التراثية والثقافية والتاريخية مقصدا سياحيا‪.‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1236‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫‪ 3-3‬االجراءات واآلليات والسياسات المقترحة‬ ‫من الممكن اتخاذ بعض الخطوات لضمان نجاح مشروع انشاء العاصمة الجديدة والتي تتضمن‪:‬‬ ‫ القيام بدراسرة جدو إقليمية لتحديد االمكانيات االقتصرادية واالجتماعية والبيئية لضرمان نجاح مشرروع‬‫انشراء العاصرمة الجديدة والقيام باالسرتثمارات الالزمة‪ ،‬حيث يجب أن تتوافر لد المدينة الجديدة المقومات‬ ‫التي تدهلها للتنافس اقتصراديا مع المدن االخر ‪ ،‬والتي تشرمل شربكة نقل لتسرهيل انتقال العاملين من وإلى‬ ‫العاصمة الجديدة‪.‬‬ ‫ إنشراء جهاز تطوير المدينة الجديدة يكون المسرئول األول عن إنشاء المدينة من خالل التخطيط لألراضي‬‫وتفعيل وتوفير الخدمات االجتماعية الالزمة حتى يتم إنشاء الحكومة فيها‪ ،‬وإدارة الموارد المالية ‪.‬‬ ‫ تأمين الموارد المالية الالزمة للمشرروع من االعتمادات المالية الخاصرة والعامة بهدف اقتناء األراضري‬‫الالزمة ودعم إنشرراء الخدمات والتسررهيالت العامة من شرربكات صرررف صررحي وخزانات مياه وشرربكات‬ ‫اتصررررال ومردارس‪...‬الخ‪ ،‬مع دعوة رجرال األعمرال في الرداخرل والخرارج للمشرررراركرة في البنراء مع تقرديم‬ ‫تسرهيالت أكبر بالنسربة للمسرتثمرين كما تفعل دبى عند طرحها المشرروعات الضرخمة والتي تقدر بمليارات‬ ‫الدوالرات‪.‬‬ ‫‪ -4‬النتائج والتوصيات‪:‬‬ ‫تتمثرل األبعراد المكرانيرة للتنميرة في مصررررر في توجيره النمو العمراني والزيرادة السرررركرانيرة والعمرالرة‬ ‫الفائضررة نحو المناطق غير المزدحمة بالسرركان والقابلة لالسررتغالل‪ ،‬أو نحو المناطق التي لم تسررتغل بعد‬ ‫اسرتغالال يتالءم مع إمكاناتها ومواردها‪ ،‬ويخضرع التوجيه المكاني للتنمية لعدة عوامل أهمها توافر موارد‬ ‫الثروة المعدنية‪ ،‬توافر الموارد المائية الصرررالحة لالسرررتغالل البشرررر ‪ ،‬توافر إمكانات التوسرررع الزراعي‬ ‫األفقي‪ ،‬توافر االمكانات السرياحية‪ ،‬توافر الرغبة في التغيير وإدخال التجديدات من أجل االسرتغالل األمثل‬ ‫للبيئة ولتحقيق التوازن بينها وبين السركان‪ ،‬توافر إمكانية إنشراء أقطاب النمو أو مراكز النمو تتولى عملية‬ ‫توجيه التنمية في المناطق التي تقام فيها مثل هذه األقطاب‪،‬‬ ‫وفي ضروء اسرتعراض مشرروع العاصرمة االدارية الجديدة والتجارب السرابقة والدروس المسرتفادة‬ ‫منها يمكننا تقييم التجربة المصرية والوصول إلى النتائج التالية‪:‬‬ ‫ تواجره التنميرة االقليميرة المصررررريرة مجموعرة من التحرديرات والسررررلبيرات‪ ،‬ويمكن تلخيص أهم مالمح تلرك‬‫التحديات والسرلبيات في تضرخم المشراكل الصرحية واالجتماعية واالقتصرادية‪ ،‬ومشراكل في العمران وعدم‬ ‫التوازن وتزايد التركيز السرركاني في الوادي الضرريق وصررعوبة إيجاد بدائل ‪ ،‬والزيادة السرركانية حيث تبلغ‬ ‫الزيادة السكانية في مصر ما يزيد على مليون نسمة سنويا‪،‬‬ ‫ عدم االستغالل األمثل للموقع الجغرافي وعدم توفر مقومات الجذب الكافية بالمدن المصرية الجديدة‬‫ غياب الفكر التنموي المتكامل والمخطط الشرررامل‪ ،‬وعدم تنفيذ مخططات المدن‪-‬وفي بعض األحيان عدم‬‫وجودها باألسرراس‪ -‬وحدوث تغيرات كبيرة على تلك المخططات أد للتوسررع في اتجاه نمو غير مخطط‪،‬‬ ‫وعشوائية في اختيار المواقع والمشروعات بالمدن‪ ،‬وكذلك قصور في التمويل و في نظام إدارة المدن‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1237‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫وباإلضرافة إلى التحديات السرابقة فمن المنتظر أن تواجه التنمية االقليمية المصررية تحديات أكبرررررر‬ ‫فرررررري المسرتقبل خاصرة أخر في ظل العولمة التي تتبلور مالمحها في غير صرالح الدول النامية‪ ،‬ويجب‬ ‫مواجهة هذه التحديات باسرتخدام كل االمكانات واألدوات التي تسراعد في مواجه المنافسرة العالمية باسرتخدام‬ ‫رؤيرة مسررررتقبليرة جيردة في مجرال التنرافسرررريرة والتنميرة االقليميرة المصررررريرة‪ ,‬ويمكن أن ترتكز هرذه الرؤيرة‬ ‫المسرررتقبلية على وضرررع رؤية مسرررتقبلية للقاهرة سرررواء من خالل تطوير العاصرررمة الحالية أو من خالل‬ ‫مشرروع العاصرمة االدارية الجديدة وإقامة أقطاب نمو بالنسربة للمناطق المحيطة بها بحيث تنمو هي ذاتها‬ ‫أوال ثم تقوم بنشررر التنمية خالل هذه المناطق‪ ،‬وبالتالي تثبت صررحة الفرضررية الرئيسررية للبحث في جانب‬ ‫كبير منها حيث أنه" يساهم مشروع العاصمة االدارية الجديدة في القضاء على الكثير من مشاكل العاصمة‬ ‫القديمة وتعزيز تنافسيتها "‬ ‫وإذا ما استعرضنا التجربة المصرية والتجارب السابقة والدروس المستفادة منها يمكننا استخالص‬ ‫التوصيات اآلتية‪:‬‬ ‫البد من التخطيط الجيد بحيث تتم التنمية وفقا لمخطط عام متكامل‪،‬‬‫البد أن تكون االستراتيجيات الموضوعة للتنمية لها صفة قانونية ملزمة أو ان ينص القانون على االلتزام‬‫بها على كافة المستويات والجهات المركزية والمحلية ومدسسات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫ البرد أن يكون لالسررررتراتيجيرة جردول زمني معلن وملزم يتم مترابعتره لكرل الجهرات التي تقوم بتنفيررذ‬‫االسرررتراتيجية حتى المجتمع المدني‪ .‬ويفضرررل مشررراركة ممثلون عن المجتمع المحلي والمحافظات وكل‬ ‫الجهات المعنية عند وضع االستراتيجيات‬ ‫ من اهم العوامرل المدثرة في نجراح العراصررررمرة الجرديردة هو االدارة الجيردة للمردينرة الجرديردة ‪ ،‬واألسرررراليرب‬‫المتبعة في تمويل المدينة‪،‬‬ ‫ يفضرررل أن يكون هناك جهاز خاص بتنمية العاصرررمة الجديدة يضرررم في عضرررويته ممثلون عن القطاع‬‫الخاص والجهات الحكومية مثل وزارات السررياحة واآلثار والزراعة والدفاع والصررناعة والتعدين والبيئة‬ ‫واالسكان‬ ‫البد من توافر البنية التحتية والمواصرررالت العامة وطرق النقل المناسررربة لكافة شررررائح المجتمع وتقليل‬‫االعتماد على وسائل النقل الخاصة وخفض معدالت التلوث‪.‬‬ ‫االعتماد على مصرادر الطاقة البديلة وخاصرة المصرادر ذات الميزات النسربية التي تحقق اسرتدامة المدن‬‫من الناحية االقتصادية والبيئية‪.‬‬ ‫ويمكن القول انه إذا ما أحسةةنا العاصةةمة االدارية الجديدة اسةةتغالل االمكانات المتوفرة واتخ ت‬ ‫االجراءات الالزمة السةتقطاب االسةتثمارات االجنبية‪ ،‬فان تغيرا نوعيا يمكن ان يطال االقتصةاد المصةري‬ ‫ويفتح المجال امام مرحلة جديدة من التنمية تسةةةاهم في حل العديد من المعضةةةالت التنموية التي تواجه‬ ‫المجتمعات المصرية في الوقا الراهن‪.‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1238‬‬ ‫د ‪ /‬أحمد عيد إبراهيم محمد‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫المراجةةةةةةةع‬ ‫المراجع العربية‪:‬‬ ‫‪ .1‬ابتهال احمد عبد المعطي‪" ،‬استراتيجيات التنمية االقطيمية"‪ ،‬كطية التخ ي االقطيمي و العمراني‪،‬‬ ‫جامعة القاهرة ‪ ،‬الجيزة ‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪ .2‬أحمد محمد ىبدالعال ‪" ،‬المدن الجديدة والتنمية االقطيمية في مصر" ‪ ،‬مجلة اآلداب والعلوم االنسانية‪،‬‬ ‫كطية اآلداب ‪ ،‬جامعة المنيا‪ ،‬المجطد العاشر ‪ ،‬يونيو ‪1٩٩2‬‬ ‫‪ .3‬أحمد ىيد إبراهيم‪" ,‬تحويل المدن المصرية إل مدن كونية تنافسية وأثره ىط النمو االقتصادي‬ ‫والتجارة الدولية" رسالة دكتوراه غير منشورة ‪ ،‬كطية التجارة ‪ ،‬جامعة حطوان ‪2015،‬‬ ‫‪ .4‬ﺼقر اﺤﻤد ﺼقر ‪ " ،‬ىﺸرون ىاﻤا ﻤن الﺘﺨ ﻴ االقطﻴﻤ فل ﻤﺼلر [‪ ، " ]1٩٧٧- 1٩٥٧‬ﻤﺼر‬ ‫الﻤعاﺼرة ‪ ،‬العدد ‪ ، 3٧1‬ﻴﻨاﻴر ‪1٩٨٧‬‬ ‫‪ .٥‬ىال سطيمان الحكيم ‪" ،‬أق اب النمو كاستراتيجية لطتنمية االقطيمية في مصر" ‪ ،‬رسالة دكتوراه غير‬ ‫منشورة ‪ ،‬كطية االقتصاد والعطوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪٠1٩٨٥ ،‬‬ ‫‪ .6‬محمد ىباس الزىفراني‪ ،‬ىباس محمد الزىفراني‪ "،‬القاهرة ‪ 2٠٥٠‬وىاصمة جديدة لمصر‪ :‬رؤية‬ ‫مستقبطية لعمران مصر وىاصمتها في منتصف القرن الحادي والعشرين"‪ ،‬سطسطة قوايا‬ ‫مستقبطية‪ ،‬العدد رقم (‪ ،)٥‬مركز الدراسات المستقبطية‪ ،‬مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار‬ ‫‪ ،‬سبتمبر ‪2٠٠٧‬‬ ‫‪ .٧‬محمد رياض‪ " ،‬القاهرة نسيج الناس في المكان والزمان ومشكالتها في الحاور والمستقبل "‪،‬‬ ‫القاهرة‪ ،‬دار الشروق ‪2٠٠1 ،‬‬ ‫‪ .٨‬البنك الدولي‪" ،‬استراتيجية البنك الدولي لطتنمية الحورية والحكم المحطي"‪،‬إبريل ‪2٠٠٩‬‬ ‫‪ .٩‬الجهاز المركزي للتعبئة العامة واالحصاء ‪ ،‬مصر‬ ‫‪ .1٠‬الهيئة العامة للتخطيط العمراني‪ ،‬وزارة االسكان والمرافق والتنمية العمرانية‪" ،‬مشروع إىداد‬ ‫المخ القومي لطتنمية المكانية الشامطة لمصر ‪ ،" 2٠٥٠‬دراسة غير منشورة ‪2٠٠٩ ،‬‬ ‫‪ .11‬الهيئة العامة للمجتمعات العمرانية‪ ،‬وزارة االسكان‪" ،‬مشروع العاصمة االدارية الجديدة‪.‬‬ ‫المراجع األجنبية‪:‬‬ ‫‪1.Gilles Duranton , "Cities: Engines of. Growth and Prosperity for. Developing‬‬ ‫‪Countries? , World Bank ,WORKING PAPER NO.12. 2008.‬‬ ‫“‪2. L.Costa,"Considerations in Urban Planning in Brasilia“,Senado Federal‬‬ ‫‪.Brasilia, 1984.‬‬ ‫‪3.Michael Spence,‬‬ ‫‪Patricia Clarke Annez and Robert M. Buckley ,‬‬ ‫‪”Urbanization and Growth:Commission on Growth and‬‬ ‫‪Development”, World Bank, Publications November ,2008.‬‬ ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬ ‫المجلد (‪ - )7‬العدد (‪ . )12‬الجزء الثاني يوليو ‪2021‬م‬ ‫(‪)1239‬‬ ‫التنمية االقليمية في مصر بين التخطيط والتطبيق "دراسة تطبيقية‬ ‫ أحمد عيد إبراهيم محمد‬/ ‫د‬ 4.UN-Habitat and GOPP, "Cairo vision 2050: The Strategic Urban Development Plan of Greater Cairo Region", 2012. www.gopp.gov.eg www.newcities.gov.eg www.wikipedia.org/wiki/City ‫م‬2021 ‫ الجزء الثاني يوليو‬. )12( ‫ العدد‬- )7( ‫المجلد‬ )1240( ‫مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‬