تقنيات السياسة النقدية الحديثة لمعالجة التضخم
تقنيات السياسة النقدية الحديثة لمعالجة التضخم
تقنيات السياسة النقدية الحديثة لمعالجة التضخم
ﻓﻮدوا ﻣﺤﻤﺪ.د
ﺟﺎﻣﻌﺔ أدرار – اﻟﺠﺰاﺋﺮ
:ﻣﻠﺨﺺ
إن اﻟﺘﻄﻮرات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ واﻧﺪﻣﺎج اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﻌﺎﱂ ﰲ إﻃﺎر ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﻌﻮﳌﺔ ﻗﺪ ﺧﻠﻘﺖ
ﻋﺪة ﻣﺰاﻳﺎ ﲝﻴﺚ ﺳﺎﳘﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺗﺼﺎل واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﲔ اﻷﻋﻮان اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﲔ ﻣﻦ ﳐﺘﻠﻒ اﻷزﻣﺎت واﳌﺸﻜﻼت
اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ اﳌﺸﺎﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﺘﺨﻀﻢ وﳌﻌﺎﳉﺔ ﻫﺬا اﳌﺸﻜﻞ ﺳﻠﻄﻨﺎ اﻟﻀﻮء ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﻩ اﻟﻈﺎﻫﺮة وﺣﺎوﻟﻨﺎ إﻋﻄﺎء ﻓﻜﺮة ﺣﻮل ﻃﺮق وآﻟﻴﺎت اﳌﻌﺎﳉﺔ ﻣﻦ ﺣﻼل اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ آﻟﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ
.ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ إﺣﺪى اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ اﻟﱵ أﺛﺒﺘﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﻗﺪﳝﺎ وﺣﺎﺿﺮاً ﰲ ﺗﺄﻃﲑ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻀﺨﻢ
ﺎ ﲤﻴﺰت ﺑﺎﳌﺮوﻧﺔ وﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻄﻮر ﳌﻮاﻛﺒﺔ اﻟﺘﻄﻮرات اﳊﺎﺻﻠﺔ ﰲ ﻣﻈﺎﻫﺮواﻟﺸﻲء اﻷﻫﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ أ
.اﻟﺘﻀﺨﻢ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﻌﺎﱂ
Résumé:
Les développements économiques actuels, et l'intégration des économies dans le monde qui
est connu par la mondialisation économique ont laissé plusieurs avantages, de sorte que
l’opération exige la communication entre les agents économistes de divers pays du monde, qui
est devenu un petit village. Mais ce développement porte un grand nombre des crises et des
problèmes économiques, et parmi ces problèmes c’est l'inflation transfrontalière ou l'inflation
importée, et pour faire face à ce problème, on a entamé ce phénomène dans cette recherche, où
nous avons essayé de donner une idée sur les moyens et les mécanismes de traitement, par le
biais de mettre l'accent sur les mécanismes de la politique monétaire comme l'un des
mécanismes qui se sont avérés efficaces dans le passé et le présent à encadrer les taux d'inflation.
La chose la plus importante dans cette politique, il est caractérisé par la flexibilité et la vitesse
pour garder le rythme des évolutions de l’inflation qui ont lieu dans les différentes économies
du monde en générale.
Mots clés : Inflation, Mondialisation ,Politique économique
ﻣﻘﺪﻣﺔ:
ﺗﻌﺪ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻀﺨﻢ ﻣﻦ ﺑﲔ أﻛﺜﺮ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻧﺘﺸﺎراً ،وﱂ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻗﺘﺼﺎد ﻣﺎ أو ﳕﻂ ﻣﻌﲔ ،ﺑﻞ ﻋﺎﻧﺖ
ﻣﻨﻬﺎ ﳐﺘﻠﻒ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﺮأﲰﺎﻟﻴﺔ واﻻﺷﱰاﻛﻴﺔ ،وﱂ ﺗﻨﺠﻮ ﻣﻨﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ وﻻ اﳌﺘﺨﻠﻔﺔ.
وﻣﻦ ﺑﲔ اﻷدوات اﻟﱵ أﺛﺒﺘﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺄدوات اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ،إذ ﺗﻌﺘﱪ
ﻣﻦ ﺑﲔ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻟﻄﺮق اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ اﻟﱵ ﲤﻴﺰت ﺑﺎﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ وﻛﺬا ﺳﺮﻋﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻨﺎ ﻻﺑﺪ أن ﻧﻨﺘﺒﻪ إﱃ أن ﻫﻨﺎك
ﺳﻴﺎﺳﺎت أﺧﺮى ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ وﺗﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻛﺒﺢ ﲨﺎح ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻀﺨﻢ ،وﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل
ﻻ اﳊﺼﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ،وأﻳﻀﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺳﻌﺮ اﻟﺼﺮف .ﻓﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﻳﻌﻄﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺒﻬﺮة ﰲ ﺑﻌﺾ
اﻷﺣﻴﺎن ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﻌﺎﻓﺎة ﻣﻦ اﻟﻈﺎﻫﺮة اﳌﺪروﺳﺔ.
-1إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺔ:
ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ أن ﺗﻌﺎﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻀﺨﻢ ؟
-2اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ:.
وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﺷﻜﺎﻟﻴﺘﻨﺎ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﻄﺮح ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ:
-ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻀﺨﻢ اﻟﻨﻘﺪي ؟ ﻣﺎ ﻫﻲ أﻧﻮاﻋﻪ وأﺳﺒﺎﺑﻪ ؟
-ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ وﻣﺎ ﻫﻲ أدواﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ؟
-ﻣﺎ ﻫﻲ اﻻﺳﺘﱰاﲡﻴﺔ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﰲ إﻃﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﳌﻌﺎﳉﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ ؟
-3ﻓﺮﺿﻴﺎت اﻟﺪراﺳﺔ:
ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻻﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ واﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﳝﻜﻦ وﺿﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت اﻟﱵ ﺳﻨﺤﺎول اﺧﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل
ﻫﺬﻩ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ.
-ﳝﻜﻦ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ أن ﺗﻜﻮن إدارة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ.
-ﻗﺪ ﻧﺆدي زﻳﺎدة ﻣﻌﺮوض اﻟﻨﻘﻮد إﱃ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ.
-4أﻫﺪاف اﻟﺪراﺳﺔ :
ﺪف ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ إﱃ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﳐﺘﻠﻒ اﻵﻟﻴﺎت واﻟﻄﺮاﺋﻖ اﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﰲ إﻃﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ
ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﲔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل ،واﻷﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر.
-5أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺔ :
ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ أﳘﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺜﻴﺎت ﻫﺬﻩ اﻟﻈﺎﻫﺮة اﳌﺪروﺳﺔ وﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﰲ اﳊﻴﺎة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،
ﻓﻈﺎﻫﺮة اﻟﺘﻀﺨﻢ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺑﲔ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﱵ ﺷﻐﻠﺖ ﻓﻜﺮ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻗﺪﳝﺎً وﺣﺪﻳﺜﺎً ودون أدﱏ ﺷﻚ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ،
واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﳍﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺑﲔ اﻷدوات اﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ.
-6ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺪراﺳﺔ :ﺣﺎوﻟﻨﺎ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ إﱃ ﺛﻼث أﺟﺰاء أﺳﺎﺳﻴﺔ
-اﳉﺰء اﻷول :ﺣﺎوﻟﻨﺎ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻈﺎﻫﺮة اﻟﺘﻀﺨﻢ واﺑﺮاز ﻣﺎﻫﻴﺘﻬﺎ وﳐﺘﻠﻒ اﺷﻜﺎﳍﺎ.
-اﳉﺰء اﻟﺜﺎﱐ :ﺗﻄﺮﻗﻨﺎ إﱃ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ وﺗﻮﺿﻴﺢ ﳐﺘﻠﻒ ﺗﻌﺎرﻳﻔﻬﺎ وآﻟﻴﺎﺎ.
-اﳉﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﺑﺮاز ﳐﺘﻠﻒ ﻃﺮق اﺳﺘﻬﺪاف اﻟﺘﻀﺨﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل أدوات اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ.
-اﻟﺠﺰء اﻷول :اﻹﻃﺎر اﳌﻔﺎﻫﻴﻤﻲ ﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﺘﻀﺨﻢ .
العدد –17 :المجلد 2017-02 104 مجلة االقتصاد الجديد
ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ
1
-محمود حسين الوادي ،أحمد عارف العساف ،وليد أحمد صافي ،االقتصاد الكلي ،دار المسيرة للنشر
والتوزيع عمان ط ) 2010،(2ص 181بتصرف.
2
-مصطفى رشدي شيحة ،االقتصاد النقدي والمصرفي ،دار الجامعة بيروت 1981 ،ص .521
3
-زينب عوض ، %أسامة محمد الفولي ،أساسيات االقتصاد النقدي والمصرفي ،منشورات الحلبي ،
القاھرة ، 2003 ،ص .246
4
-كارمن م ،رينھارت ميجيل ،حقائق التضخم الحديث الجامع ،مجلة التمويل والتنمية ،العدد 2003 ، 2
ص .20
5
-بسام الحجار ،مرجع سابق ،ص .282
6
-ھديل شلش ،تعريف التضخم ،متاح على الموقع mowdo3.comتاريخ االطالع .2016/06/28:
7
-عطون مروان أسعار صرف العمالت ،أزمات العمالت في العالقات الدولية النقدية ، ،دار الھدى ،
الجزائر ، 1992 ،ص .201
العدد –17 :المجلد 2017-02 105 مجلة االقتصاد الجديد
ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ
-3-2اﻟﺘﻀﺨﻢ اﻟﻤﻔﺘﻮح:
وﻗﺪ ﺗﺮﺗﻔﻊ اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺼﻮرة ﻣﺴﺘﻤﺮة دون أن ﻳﻌﱰض ﻟﻄﺮﻳﻘﻬﺎ أو ﳛﺪ ﻣﻦ وﻗﻮﻋﻬﺎ أي ﻋﺎﺋﻖ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻔﺎﺋﺾ اﻟﻄﻠﺐ ،
أي ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻓﻴﻪ اﻷﺳﻌﺎر ﲝﺮﻳﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻌﺎدل ﺑﲔ اﻟﻌﺮض واﻟﻄﻠﺐ ،أي دون أي ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت ،وﻳﱰاوح
ﻣﻌﺪل اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺑﲔ %5و %10ﺳﻨﻮﻳﺎً ،ﻛﻤﺎ
ﻳﺘﺴﻢ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﺳﺎﻓﺮ ﰲ اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺟﻮر واﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﱵ ﺗﺘﺼﻒ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﺑﺎﳌﺮوﻧﺔ.1
4-2اﻟﺘﻀﺨﻢ اﻟﻤﻘﻴﺪ أو اﻟﻤﻜﺒﻮت :وﻳﺴﻤﻰ أﺣﻴﺎﻧﺎ اﳌﺴﺘﻤﺮ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ارﺗﻔﺎع ﻣﻠﻤﻮس ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﻧﺘﻴﺠﺔ رﻗﺎﺑﺔ
اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر واﻟﻘﻴﻮد اﳌﺒﺎﺷﺮة اﻟﱵ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﺑﺎﻟﺘﺴﻌﲑ أو ﺑﺎﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻟﻠﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣــﺎت ،ﻣﺜﻞ
اﺳﺘﺨــﺪام اﻟﺒﻄﺎﻗــﺎت اﻟﺘﻤﻮﻳﻨﺔ اﻟﱵ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﺧــﻼﳍﺎ ﺑﺘﺴﻌﻴ ـ ـ ــﺮ أو ﺑﺘﻮزﻳﻊ اﻟﺴﻠﻊ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ذات اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ،أو
ﺗﻘﻮم اﻟﺴﻠﻄﺎت ﺑﺘﻮزﻳﻊ اﳌﻮاد اﻷوﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﺘﺠﲔ وﻓﻖ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﳏﺪدة ،أو ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺷﺮوط ﲢﺼﻴﻞ اﻟﱰاﺧﻴﺺ اﳌﻌﻨﻴﺔ
ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت.2
-3أﺳﺒﺎب اﻟﺘﻀﺨﻢ :
إن ﻫﻨﺎك ﻋﺪة أﺳﺒﺎب ﳝﻜﻦ أن ﲣﻠﻖ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﻈﺎﻫﺮة اﻟﺘﻀﺨﻢ ،إﻻ أﻧﻪ ﺗﻜﺎد ﲡﻤﻊ ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ
ﻋﻠﻰ أن اﳋﻠﻔﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﳍﺬﻩ اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻫﻲ اﻻﺻﺪار اﻟﻨﻘﺪي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻛﺬا اﺻﺪار اﻟﺒﻨﻮك
3
اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻟﻠﻨﻘﻮد اﳌﺼﺮﻓﻴﺔ ،وﻛﻤﺎ أﺷﺎر ﻫﻴﻠﺘﻮن ﻓﺮﻳﺪﻣﺎن إﱃ أن " اﻟﺘﻀﺨﻢ داﺋﻤﺎً وﰲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال ﻇﺎﻫﺮة ﻧﻘﺪﻳﺔ "
-وﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻮﺟﺰ أﻫﻢ أﺳﺒﺎب اﻟﺘﻀﺨﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
1-3اﻹﻓﺮاط ﻓﻲ إﺻﺪار اﻟﻨﻘﻮد اﻟﻤﺼﺮﻓﻴﺔ :إن ﺗﻮﺳﻊ اﳌﺼﺎرف ﰲ ﺧﻠﻖ ﻧﻘﻮد اﻟﻮداﺋﻊ ﻳﺆدي إﱃ ﻧﻔﺲ ﻧﺘﺎﺋﺞ
اﻹﺻﺪار اﻟﻨﻘﺪي وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﳚﺐ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﻻﺣﺘﻴﺎط اﻟﻜﺎﻣﻞ %100ﰲ ﻫﺬﻩ اﳌﺼﺎرﻳﻒ ﻟﻴﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي
اﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺣﺠﻢ اﻟﻨﻘﺪ اﳌﺘﺪاول.4
2-3اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ :وﻫﻮ زﻳﺎدة اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻦ اﻻﻳﺮادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺳﺒﺐ ذﻟﻚ ارﺗﻔﺎع اﻻﻧﻔﺎق اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻲ
واﻻﺳﺘﺜﻤﺎري ﺑﻐﺮض زﻳﺎدة اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻜﻠﻲ اﻟﻔﻌﺎل دون ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ذﻟﻚ ﺑﻌﺮض ﻛﻠﻲ ﳑﺎ ﻳﺆدي إﱃ اﻟﻔﺎﺋﺾ اﻟﻨﻘﺪي وإﱃ
ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﻀﺨﻢ اﻟﻄﻠﱯ ،وﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻠﺒﻴﺔ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﰲ
اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﳊﺮﺑﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺰداد اﻟﻨﻔﻘﺎت اﳊﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ.5
1
-بركان زھية ،فعالية السياسة النقدية لمكافحة التضخم ،أطروحة دوكتوراه بجامعة الجزائر ، 3كلية العلوم
االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،2010 ،ص .36
2
-عبد المقيت ابراھيم البشير ،ظاھرة التضخم ،متاح على منتديات مدينة سنجة للبحوث والدراسات بالموقع
www.singacity.netتاريخ االطالع .2016/06/08
3
-مناف قومان ،التضخم مرض العضال في االقتصاد ،مقال متاح على الموقع www.noonpost.net
تاريخ االطالع .2016/06/28 ،
4
-جمال بن دعاس ،السياسة النقدية بين النظامين االسالمي والوضعي دراسة مقارنة ،الدار الحلزونية
الجزائر ، 2006ص .129
5
-بركان زھية ،مرجع سابق ،ص .36
العدد –17 :المجلد 2017-02 106 مجلة االقتصاد الجديد
ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ
-3-3اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت ﻣﻦ ﻃﺮف رﺟﺎل اﻷﻋﻤﺎل ،اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ واﳊﻜﻮﻣﺔ ،وﻛﻨﺘﻴﺠﺔ
ﻟﺬﻟﻚ ﳛﺪث ﺿﻐﻂ ﰲ اﻟﻄﻠﺐ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ أي زﻳﺎدة ﰲ اﻧﺘﺎج اﻟﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت ﻓﻴﺤﺪث اﺧﺘﻼل ﰲ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﻟﻌﺮض
1
واﻟﻄﻠﺐ اﻟﻔﻌﺎل ﻗﱰﺗﻔﻊ اﻷﺳﻌﺎر وﳛﺪث اﻟﺘﻀﺨﻢ.
4-3ارﺗﻔﺎع ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻻﻧﺘﺎج :ﳝﻜﻦ ﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ اﻻﻧﺘﺎج أن ﺗﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎ ﰲ اﺣﺪاث ﺿﻐﻮط ﺗﻀﺨﻤﻴﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ
اﻷﺣﻴﺎن ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻟﻌﻤﺎل ﻣﻦ اﻟﺮﻓﻊ ﰲ أﺟﻮرﻫﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﻮة ﺗﻔﺎوﺿﻴﺔ ﻣﻌﺘﱪة ﻓﻴﺴﺘﺠﻴﺐ أرﺑﺎب
اﻟﻌﻤﻞ ﳌﻄﺎﻟﺒﻬﻢ وﻳﺘﺄﺗﻰ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺰﻳﺎدة ارﺗﻔﺎع ﰲ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ واﻟﺬي ﺳﻴﻨﻌﻜﺲ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر اﻟﺴﻠﻊ
واﳋﺪﻣﺎت اﳌﻘﺪﻣﺔ.
1
-الحاج رضى ،التضخم كظاھرة اقتصادية ،مقال متاح بمنتدى االقتصاد والتجارة على الموقع
mahr.forum.2007.comتاريخ االطالع .2016/06/28
2
-نفس المرجع السابق ،تاريخ االطالع .2016/06/30
3
-بركان زھية ،مرجع سابق ،ص .37
العدد –17 :المجلد 2017-02 107 مجلة االقتصاد الجديد
ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ
واﳋﺪﻣﺎت وأﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋﺪة ،أﺳﻌﺎر ﺻﺮف اﻟﻌﻤﻠﺔ اﶈﻠﻴﺔ( وذﻟﻚ ﻃﺒﻌﺎ ﰲ إﻃﺎر ﺗﻮﻓﲑ اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻟﻘﻮﻣﻲ
ﺣﱴ ﺗﺘﻔﺎدى اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻷرﺻﺪة اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ.1
2-1اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺗﻌﺮف اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺑﺎﻻﺟﺮاءات اﻟﱵ ﺗﻨﺘﻬﺠﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﻟﻠﺘﺄﺛﲑ
ﻋﻠﻰ ﻋﺮض اﻟﻨﻘﻮد )ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻨﻘﻮد ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد( ﲟﺎ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻻﻫﺪاف اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﻛﺎﺳﺘﻘﺮار اﻷﺳﻌﺎر وﺗﻌﺮف
ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻨﻘﻮج ﺑﺄﺎ اﻟﻨﻘﺪ اﳌﺘﺪاول ووداﺋﻊ اﻷﻓﺮاد واﳌﺆﺳﺴﺎت ﻟﺪى اﻟﺒﻨﻮك.2
-2أﻫﺪاف اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ:
إن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒﲑة ﰲ ﲢﺴﲔ أﻫﺪاف اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﱵ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻷﻫﺪاف
اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ .وﻫﺬﻩ اﻷﻫﺪاف ﳝﻜﻦ أن ﺗﺘﺤﺪد ﰲ اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺼﲑ أو اﻟﻄﻮﻳﻞ 3ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮازﻧﺎت اﻟﻜﱪى
ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻜﺎﻣﻞ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﰲ اﻻﺳﻌﺎر ،وﺗﻮازن ﻣﻴﺰان اﳌﺪﻓﻮﻋﺎت واﻟﺘﻮﺳﻊ اﻟﻨﻘﺪي ،أﻣﺎ
ﰲ اﳌﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﺈن اﻷﻫﺪاف ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﻜﱪى اﻟﱵ ﲢﺪدﻫﺎ اﻟﺪوﻟﺔ واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ
واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،وﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺑﻠﻮغ اﻷﻫﺪاف اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻻﺑﺪ أن ﺗﺮﺑﻂ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺑﺄﻫﺪاف وﺳﻴﻄﻴﺔ ،ﻫﺬﻩ اﻷﺧﲑة
ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﳌﺘﻐﲑات اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﱵ ﻣﻦ اﳌﻔﺮوض أن ﻳﺴﻤﺢ ﺿﺒﻄﻬﺎ وﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﺑﺒﻠﻮغ اﻷﻫﺪاف اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ واﻟﱵ ﺳﻨﻘﻮم
ﺑﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ.
1-2اﻷﻫﺪاف اﻷوﻟﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ :
ﲤﺜﻞ اﻷﻫﺪاف اﻷوﻟﻴﺔ ﺣﻠﻘﺔ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ وﻫﻲ ﻣﺘﻐﲑات ﳛﺎول اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي أن ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ اﻷﻫﺪاف اﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ،وﳍﺬا ﻓﺎﻷﻫﺪاف اﻷوﻟﻴﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺻﻠﺔ ﺗﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﺑﲔ أدوات اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ
واﻷﻫﺪاف اﻟﻮﺳﻴﻄﻴﺔ وﺗﺘﻜﻮن اﻷﻫﺪاف اﻷوﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻋﺘﲔ ﻣﻦ اﳌﺘﻐﲑات.
4
اﻤﻮﻋﺔ اﻻوﱃ) :ﳎﻤﻌﺎت اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ( .واﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ )ﻇﺮوف ﺳﻮق اﻟﻨﻘﺪ( .
: 1-1-2ﻣﺠﻤﻌﺎت اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ :وﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ واﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﳌﺘﻮﻓﺮة ﰲ اﻟﻮداﺋﻊ اﳋﺎﺻﺔ
واﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت ﻏﲑ اﳌﻘﱰﺿﺔ.
*اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ :وﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻨﻘﻮد اﳌﺘﺪاوﻟﺔ ﻟﺪى اﳉﻤﻬﻮر واﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﳌﺼﺮﻓﻴﲔ ﻛﻤﺎ أن اﻟﻨﻘﻮد اﳌﺘﺪاوﻟﺔ ﺗﻀﻢ
اﻻدوات اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ واﻟﻨﻘﻮد اﳌﺴﺎﻋﺪة وﻧﻘﻮد اﻟﻮداﺋﻊ ،أﻣﺎ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﳌﺼﺮﻓﻴﺔ ﻓﺘﺸﻤﻞ وداﺋﻊ اﻟﺒﻨﻮك ﻟﺪى اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي
وﺗﻀﻢ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﳉﺒﺎرﻳﺔ واﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻻﺿﺎﻓﻴﺔ واﻟﻨﻘﻮد اﳊﺎﺿﺮة ﰲ ﺧﺰاﺋﻦ اﻟﺒﻨﻮك.
* أﻣﺎ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﳌﺘﻮﻓﺮة ﰲ اﻟﻮداﺋﻊ اﳋﺎﺻﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻻﲨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻄﺮوﺣﺎً ﻣﻨﻬﺎ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت
اﻻﺟﺒﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻰ وداﺋﻊ اﳊﻜﻮﻣﺔ واﻟﻮداﺋﻊ ﰲ اﻟﺒﻨﻮك اﻷﺧﺮى.5
1
-أحمد فريد مصطفى ،سھير محمد السيد حسن ،السياسات النقدية والبعد الدولي لليورو ،مؤسسة شباب
الجامعة ،االسكندرية ، 2000ص .39
2
-رانيا عبد المنعم ،محمد راجح ،دور االدوات الكمية للبنك المركزي في فعالية السياسة النقدية ،رسالة
ماجيستير ،جامعة القاھرة ، 2005ص .10
3
-وسام مالك ،النقود والسياسات النقدية الداخلية ،دار المنھل اللبناني ،بيروت ، 2000ص .177
4
-عماري أحمد ،السياسة النقدية وأھدافھا ،منتديات ستار تايمز ،متاح على الموقع
www.startimes.comتاريخ االطالع .2016/06/19
5
-نفس المرجع السابق ،تاريخ االطالع .2016/07/05
العدد –17 :المجلد 2017-02 108 مجلة االقتصاد الجديد
ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ
أﻣﺎ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت ﻏﲑ اﳌﻘﱰﺿﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺴﺎوي اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻻﲨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻄﺮﺣﺎً ﻣﻨﻬﺎ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﳌﻔﱰﺿﺔ )ﻛﻤﻴﺔ
اﻟﻔﺮوض(.
2-1-2ﻇﺮوف ﺳﻮق اﻟﻨﻘﺪ :ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﳊﺮة ،ﻣﻌﺪل اﻷرﺻﺪة ،وأﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻷﺧﺮى ﰲ ﺳﻮق
اﻟﻨﻘﺪ ،ﺣﻴﺚ ﳝﺎرس اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي رﻗﺎﺑﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻨﺢ اﻻﺋﺘﻤﺎن وﻣﺪى ارﺗﻔﺎع واﳔﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋﺪة ،
وﺷﺮوط اﻻﻗﱰاض اﻷﺣﺮى وﺳﻌﺮ ﻓﺎﺋﺪة اﻷرﺻﺪة اﻟﺒﻨﻜﻴﺔ ﻫﻮ ﺳﻌﺮ اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻋﻠﻰ اﻻرﺻﺪة اﳌﻘﱰﺿﺔ ﳌﺪة ﻗﺼﲑة ﺗﱰاوح
ﺑﲔ ﻳﻮم أو ﻳﻮﻣﲔ ﺑﲔ اﻟﺒﻨﻮك ،واﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﳊﺮة ﲤﺜﻞ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻟﻔﺎﺋﻀﺔ ﺑﲔ اﻟﺒﻨﻮك ﻟﺪى اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﻣﻄﺮوﺣﺎً
ﻣﻨﻬﺎ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻟﱵ اﻗﱰﺿﺘﻬﺎ ﻫﺬﻩ اﻟﺒﻨﻮك ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي وﺗﺴﻤﻰ ﺻﺎﰲ اﻻﻗﱰاض وﺗﻜﻮن اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﳊﺮة
ﻣﻮﺟﺒﺔ اذا ﻛﺎﻧﺖ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻟﻔﺎﺋﻀﺔ أﻛﱪ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﳌﻘﱰﺿﺔ واﻟﻌﻜﺲ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﻟﺒﺔ.1
2-2اﻷﻫﺪاف اﻟﻮﺳﻴﻄﻴﺔ:
ﻋﺎدة ﻣﺎ ﳛﺎول اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﺑﻠﻮغ اﻷﻫﺪاف اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ وﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ،ﻓﻴﻠﺠﺄ
إﱃ اﺳﱰاﲡﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﺧﺘﻴﺎر ﻣﺘﻐﲑات ﺗﻘﻊ ﺑﲔ أدوات وﺑﲔ ﲢﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻪ ،وﻫﺬﻩ اﳌﺘﻐﲑات ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻷﻫﺪاف
اﻟﻮﺳﻴﻄﻴﺔ ،واﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻷﻫﺪف اﻟﻮﺳﻴﻄﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﳌﺘﻐﲑات اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﱵ ﻣﻦ اﳌﻔﺮوض أن ﻳﺴﻤﺢ ﺿﺒﻄﻬﺎ وادارﺎ
وﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻟﺒﻠﻮغ اﻷﻫﺪاف اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ.2
1-2-2ﻣﻌﺪل اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻛﻬﺪف وﺳﻴﻂ :إن ﻫﺬا اﳋﻴﺎر ﻫﻮ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺪﻗﺔ ،ﻓﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻌﺪل اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻷﻧﺴﺐ
ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﲟﻜﺎن ،ﻓﻌﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات وﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﳋﺎرﺟﻲ
ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﻛﺎت رؤوس اﻷﻣﻮال ﰲ اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺼﲑ ،وﰲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻔﺎﺋﺪة إﳚﺎﺑﻴﺔ ﺗﺆدي
إﱃ اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻗﺪر اﻻﻣﻜﺎن ،وﳍﺬا ﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﻮن أن اﺳﺘﻘﺮار اﳌﻌﺪﻻت اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻔﺎﺋﺪة ﰲ اﻷﺟﻞ اﻟﻘﺼﲑ
ﺗﺸﺠﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر واﻟﻨﻤﻮ اﳌﻨﺘﻈﻢ.3
وﻫﻨﺎك ﻋﻮاﻣﻞ ﳏﺪدة ﳌﻌﺪﻻت اﻟﻔﺎﺋﺪة ﳝﻜﻦ ذﻛﺮﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
-ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻨﻘﺪ اﳌﺘﺪاول اﻟﱵ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺴﻠﻮك اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي وﻣﺴﺘﻮى ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻔﺎﺋﺪة وﻳﺆﺛﺮ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﻮزﻳﻊ اﻹدﺧﺎر
ﺑﲔ اﻟﻨﻘﺪ وﺗﻮﻇﻴﻔﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﺟﻞ.
-وﺿﻌﻴﺔ ﺳﻮق رؤوس اﻷﻣﻮال اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻗﺮاض ،ﻓﺎﻟﻄﻠﺐ اﻟﻜﺒﲑ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺮاض ﳝﻜﻦ أن ﻳﺆدي إﱃ ارﺗﻔﺎع اﳌﻌﺪﻻت
ﰲ اﻟﺴﻮق اذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ادﺧﺎر ﱂ ﻳﺘﻘﺮر اﺳﺘﺜﻤﺎرﻩ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻻدﺧﺎر ﺿﻌﻴﻒ ،ﻓﺎﻟﻄﻠﺐ
اﻟﻜﺒﲑ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮوض ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺮؤوس اﻷﻣﻮال اﳌﺘﻮﻓﺮة اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻗﺮاض ﻳﺘﺴﺒﺐ ﰲ اﺣﺪاث ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ب " ﻣﻔﻌﻮل
اﻻﺳﺘﺒﻌﺎد " وﻫﻮ ﻳﻌﲏ أن اﳌﻌﺪﻻت ﺗﺮﺗﻔﻊ إﱃ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﺣﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻘﱰﺿﲔ ﻏﲑ ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ
اﻻﺳﺘﺪاﻧﺔ.
-ﻳﺘﺄﺛﺮ ﻣﻌﺪل اﻟﻔﺎﺋﺪة ﲟﻌﺪﻻت اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻷﺧﺮى اﻟﺴﺎﺋﺪة ﰲ اﳋﺎرج ،ﻓﺎﻧﻔﺘﺎح اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﺪول و ﺗﺪوﻳﻞ اﻷﻧﻈﻤﺔ
اﳌﺎﻟﻴﺔ ﳚﻌﻞ ﻣﻦ ﻏﲑ اﳌﻤﻜﻦ ﻷي ﺑﻠﺪ أن ﳛﺪد ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻣﻦ دون اﻷﺧﺬ ﺑﻌﲔ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت
1
-أحمد أبو الفتوح الناقة ،نظرية النقود والبنوك واألسواق المالية ،مؤسسة شباب الجامعة ،القاھرة ،
، 1988ص ،134بتصرف.
2
-وسام مالك ،مرجع سابق ،ص .193
3 -philipe jaffré , monnie et politique monétaire , 4 eme ed , economica ,
paris , 1996 p 102.
العدد –17 :المجلد 2017-02 109 مجلة االقتصاد الجديد
ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ
ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻔﺎﺋﺪة ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﻷﺧﺮى ﻓﺮﻓﻊ ﻣﻌﺪل اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻳﺆدي إﱃ ﺟﺬب رؤوس اﻷﻣﻮال ﺑﻜﻤﻴﺎت ﻛﺒﲑة واﻟﻌﻜﺲ
ﻳﺆدي إﱃ ﻧﺰوح رؤوس اﻷﻣﻮال اﻟﱵ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻮﻇﻴﻔﺎت ﻣﺮﲝﺔ أﻛﺜﺮ.1
2-2-2ﻣﻌﺪل ﺳﻌﺮ اﻟﺼﺮف ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﻤﻼت اﻷﺧﺮى:
ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻌﺪل ﺳﻌﺮ اﻟﺼﺮف ﻣﺆﺷﺮا ﻫﺎﻣﺎ ﺣﻮل اﻻوﺿﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺎ ،وذﻟﻚ ﺑﺎﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا
اﳌﻌﺪل ﺣﱴ ﻳﻜﻮن ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮاﻩ ﻟﺘﻌﺎدل اﻟﻘﺪرة اﻟﺸﺮاﺋﻴﺔ ﻏﲑ أن أﺳﻮاق ﺻﺮف اﻟﻌﻤﻼت ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻓﻬﻲ
ﺗﺘﻌﺮض ﻟﺘﻘﻠﺒﺎت ﻣﺴﺘﻤﺮة ، 2وﺗﺰداد أﳘﻴﺘﻪ ﰲ اﻟﺘﻮازن اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﺳﻌﺮ ﺻﺮف اﻟﻌﻤﻠﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻳﺴﺎوي أو
ﻳﻔﻮق اﻟﻌﻤﻼت اﻷﺧﺮى ،وﻳﻌﺘﻤﺪ ﺳﻌﺮ اﻟﺼﺮف ﻛﻬﺪف وﺳﻴﻂ ﻷن اﳔﻔﺎﺿﻪ ﳛﺴﻦ ﻣﻦ وﺿﻌﻴﺔ ﻣﻴﺰان اﳌﺪﻓﻮﻋﺎت ،
وﺛﺒﺎﺗﻪ ﻳﻌﻄﻲ اﻻﻧﻄﺒﺎع اﳉﻴﺪ ﻋﻦ اﺳﺘﻘﺮار اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،وﻟﺬﻟﻚ ﲢﺮص اﻟﺪول ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺮار ﻋﻤﻼﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ
اﻟﻌﻤﻼت اﻷﺧﺮى وﻟﻜﻦ اﳌﻀﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻼت أﺻﺒﺤﺖ ﲢﺪث ﺗﻘﻠﺒﺎت ﰲ ﺳﻮق اﻟﺼﺮف ،ﳑﺎ ﳜﻠﻖ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ
اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳍﺪف.3
3-2-2اﻟﻤﺆﺷﺮات اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ:
وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺆﺷﺮات إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻟﻘﻴﺎس ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻨﻘﻮد اﳌﺘﺪاوﻟﺔ ،وﺗﻌﻜﺲ ﻗﺪرة اﻷﻋﻮان اﳌﺎﻟﻴﲔ اﳌﻘﻴﻤﲔ
ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﺎق ،وﻋﺪد اﻤﻌﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﱵ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد ،ودرﺟﺔ ﺗﻄﻮر اﳋﺪﻣﺎت اﳌﺼﺮﻓﻴﺔ
واﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻨﻘﻮدﻳﻮن ﻳﺮون ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﺪل ﳕﻮ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﻣﻌﺪل ﳕﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ،ﻓﻬﺬا ﳝﺜﻞ
ﻫﺪف ﻣﺮﻏﻮب ﻓﻴﻪ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺮون ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻌﺪل ﳕﻮ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻳﱰاوح ﻣﺎ ﺑﲔ % 3و
%5ﻫﻮ أﻓﻀﻞ وﺳﻴﻂ ﻹﺣﺪاث اﻟﺘﻮازن واﻻﺳﺘﻘﺮار اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﱵ ﲢﻘﻘﻬﺎ.4
وﺗﺘﻜﻮن اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻋﺎدة ﻣﻦ ﺛﻼث ﳎﻤﻌﺎت ﻧﻘﺪﻳﺔ وﻫﻮ M3،M2،M1
وﳝﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن أﻛﱪ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻧﻈﺮاً ﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﺘﺪاول وﻛﺬا اﻻﺧﱰاﻋﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ واﳌﺼﺮﻓﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻓﻤﺜﻼ
5
ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗﻮﺟﺪ أرﺑﻊ ﳎﻤﻌﺎت ﻧﻘﺪﻳﺔ وﻫﻲ:
= M1وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺪﻓﻊ اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﰲ اﳌﻌﺎﻣﻼت.
+M1 = M2اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻷﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﳊﺴﺎﺑﺎت أو اﻟﻨﻔﻘﺎت اﳌﻘﻨﻨﺔ.
+M2 = M3اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﱵ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺳﺤﺐ اﻷﻣﻮال ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﳊﻈﺔ +اﻟﺘﻮﻇﻴﻔﺎت ﻷﺟﻞ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎوض.
+ M3 = M4اﻟﺘﻮﻇﻴﻔﺎت واﻟﺪﻓﺎﺗﺮ ﺑﺎﻟﻌﻤﻼت اﻟﺼﻌﺒﺔ +أوراق اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻗﺼﲑ اﻷﺟﻞ اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ اﳋﺰﻳﻨﺔ
اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ واﳌﺆﺳﺴﺎت.
وﳝﻜﻦ إﺑﺮاز ﺗﻄﻮر اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﺎ ﺑﲔ 2008و 2012ﻣﻦ ﺧﻼل اﳉﺪول اﻟﺘﺎﱄ:
1
-بوزعرور عمار ،السياسة النقدية وأثرھا على المتغيرات االقتصادية الكلية ،حالة الجزائر -1990
، 2005أطروحة دوكتوراه ،بجامعة الجزائر ، 2008ص .73
2
-برايان كويل ،مبادلة العمالت ،دار الفاروق القاھرة 2005 ،ص .114
3
-عبد المجيد قدي ،المدخل على السياسات االقتصادية الكلية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،
2003ص .76
4
-معيزي قويدر ،فعالية السياسة النقدية في تحقيق التوازن االقتصادي ،أطروحة دكتوراه في العلوم
االقتصادية ،جامعة الجزائر ، 2006ص .87
5
-jean francois gaux , economie monétaire et fianciare, 2eme ed ,
economica , paris 1995, p 15.
العدد –17 :المجلد 2017-02 110 مجلة االقتصاد الجديد
ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ
ﺟﺪول رﻗﻢ :1ﺗﻄﻮر اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ M2ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﻦ 2008إﱃ ) 2013اﻟﻮﺣﺪة ﲟﻼﻳﲔ اﻟﺪﻳﻨﺎرات(
2013 2012 2011 2010 2009 2008 اﻟﺴﻨﺔ
اﻟﻨﻘﻮد و ﺷﺒﻪ
11941.5 11015.1 9929.2 8280.7 7173.1 6955.9
اﻟﻨﻘﻮد M2
اﻟﻤﺼﺪر :اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻠﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﺣﻮل اﻟﺘﻄﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﻨﻘﺪي ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ .2013
وﻧﻼﺣﻆ أن اﺘﻤﻊ اﻟﻨﻘﺪي M2ﻗﺪر ب 11941.51ﻣﻠﻴﺎر دﻳﻨﺎر ﰲ ﺎﻳﺔ دﻳﺴﻤﱪ 2013ﻣﻘﺎﺑﻞ
11015.14ﻣﻠﻴﺎر دﻳﻨﺎر ﺎﻳﺔ ﺳﻨﺔ 2012أي ﻣﻌﺪل ارﺗﻔﺎع ﺳﻨﻮي ﻗﺪرﻩ %8.41وﻧﻼﺣﻆ أن ﻫﻨﺎك ﻧﺴﺒﺔ
ﺗﻄﻮر ﺑﻠﻐﺖ %10.94ﺳﻨﺔ 2012و 10.91ﰲ ﺳﻨﺔ 2011وﻫﺬا ﻳﻌﻄﻲ ﻓﻜﺮة ﺣﻮل ﺗﺒﺎﻃﺆ وﺗﲑة اﻟﺘﻮﺳﻊ
اﻟﻨﻘﺪي ﺑﺎﳉﺰاﺋﺮ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﲑة .
3-2اﻷﻫﺪاف اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ:
إن اﺳﱰاﲡﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﲢﺪﻳﺪ اﻷدوات اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻟﻠﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ اﻷﻫﺪاف اﻷوﻟﻴﺔ اﻟﱵ اﺧﺘﺎرﺎ
اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ،ﰎ اﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ اﻷﻫﺪاف اﻟﻮﺳﻴﻄﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﻷﻫﺪاف اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﳒﺪ
ﺟﻞ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت ﰲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻨﺎﺿﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻷﻫﺪاف اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ: 1
-ﲢﻘﻴﻖ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻨﻘﺪي.
-ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن اﳉﺎﺧﻠﻲ واﳋﺎرﺟﻲ.
-ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي.
-اﳚﺎد ﺳﻮق ﻣﺎﱄ وﻧﻘﺪي ﻣﺘﻄﻮر.
ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺻﺮف اﻟﻌﻤﻠﺔ واﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ.
-3وﺳﺎﺋﻞ وآﻟﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﺳﺘﻬﺪاف وﺗﺄﻃﻴﺮ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻀﺨﻢ
ﻟﻘﺪ ﺳﺒﺒﺖ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻀﺨﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺸﻜﻼت ﳌﺨﺘﻠﻒ اﻟﺪول ،ذﻟﻚ اﺎ ﻇﺎﻫﺮة اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻧﻘﺪﻳﺔ ﲝﺘﺔ ﳍﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ
ﻣﻦ اﻻﺑﻌﺎد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ....إﱁ.
وﺗﺴﺘﺨﺪم اﳍﻴﺂت اﳌﺸﺮﻓﺔ واﳌﺮاﻗﺒﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷدوات ﰲ إﻃﺎر ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻻﻗﺘﺼﺎد
اﻟﻜﻠﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ اﻷﻫﺪاف ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﺘﻬﺪاف وﺗﺄﻃﲑ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻀﺨﻢ.
وﺗﻨﻘﺴﻢ ﻫﺬﻩ اﻷدوات إﱃ ﻗﺴﻤﲔ أﺳﺎﺳﻴﲔ :
1-3اﻷدوات ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ :وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷدوات ﺪف ﺑﺸﻜﻞ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮ
اﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﺋﺘﻤﺎن )اﻟﻘﺮوض( ﰲ إﻃﺎر اﻗﺘﺼﺎدﻫﺎ ﺪف اﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻠﻔﺔ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻮال واﻟﺘﺄﺛﲑ
ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ اﻟﺒﻨﻜﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺣﺪاث ﺗﻐﻴﲑ ﰲ ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻨﻘﻮد اﳌﺘﺪاوﻟﺔ إﲨﺎﻻ وﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ
ﻣﻌﺪل اﳋﺼﻢ وﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺴﻮق اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ .2
1-1-3ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻌﺪل إﻋﺎدة اﻟﺨﺼﻢ:
1
-عبد المطلب عبد الحميد ،السياسات االقتصادية ،مكتبة زھراء الشرق ،القاھرة 1997ص .244
2
-خبابة عبد ، %االقتصاد المصرفي ،دار الجامعة الجديدة ،االسكندرية 2013ص .299
العدد –17 :المجلد 2017-02 111 مجلة االقتصاد الجديد
ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ
ﻳﻘﺼﺪ ﲟﻌﺪل إﻋﺎدة اﳋﺼﻢ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﱵ ﳜﺼﻢ ﺎ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي اﻷوراق اﳌﺎﻟﻴﺔ واﻟﱵ ﺗﻘﻮم ﲞﺼﻤﻬﺎ اﻟﺒﻨﻮك
اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻟﺪﻳﻪ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻴﺎﻃﺎت ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻷﻏﺮاض اﻻﺋﺘﻤﺎن وﻣﻨﺢ اﻟﻘﺮوض ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻣﻠﲔ ﻣﻌﻬﺎ
ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد واﳌﺆﺳﺴﺎت.1
* ﺗﺎﺛﻴﺮ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻌﺪل إﻋﺎدة اﻟﺨﺼﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻀﺨﻢ :ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﺳﺘﻬﺪاف ﻣﻌﺪل
اﻟﺘﻀﺨﻢ ﳝﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬﻩ اﻵﻟﻴﺔ اﻟﱵ أﺛﺒﺘﺖ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻓﺎﺋﺾ ﰲ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻫﺬا ﻳﻌﲏ
ﻣﻌﺪﻻت ﺗﻀﺨﻢ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻴﻘﻮم اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﺑﺮﻓﻊ ﻣﻌﺪل إﻋﺎدة اﳋﺼﻢ ﺣﱴ ﻻ ﺗﻠﺠﺄ اﻟﺒﻨﻮك اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ إﱃ اﻻﻗﱰاض أو
إﱃ ﺧﺼﻢ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ أوراق ﲡﺎرﻳﺔ.
*ﻇﺮوف ﻧﺠﺎح ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻀﺨﻢ :
إن دور ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻌﺪل إﻋﺎدة اﻟﺘﻀﺨﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ اﺗﺴﺎع اﻷﺳﻮاق اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ وأﳘﻪ ﺳﻌﺮ اﻟﻔﺎﺋﺪة وﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﺸﺎط
اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم ،و أﻧﻮاع
اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﱵ ﲤﻮﳍﺎ اﻟﺒﻨﻮك اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ،وﻣﺪى اﻋﺘﻤﺎد اﻟﺒﻨﻮك اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﰲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﳌﻮارد
اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﻀﺮورﻳﺔ.2
2-1-3آﻟﻴﺔ اﻟﺴﻮق اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ:
ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ :ﻫﻲ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﰲ اﻟﺴﻮق اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻛﺒﺎﺋﻊ أو ﻣﺸﱰي ﻟﻸوراق اﳌﺎﻟﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ،وﻫﺬا ﺣﺴﺐ
اﻷﻫﺪاف اﳌﺴﻄﺮة ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻪ 3واﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻛﺄداة ﻟﻺدارة اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻌﺪ اﳊﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﻌﺪ
ﺗﺪﻫﻮر أﳘﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻌﺪل إﻋﺎدة اﳋﺼﻢ ،وﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻷدوات اﻟﱵ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﰲ اﻟﺪول اﻟﺮأﲰﺎﻟﻴﺔ
ﻟﻠﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻟﻠﺒﻨﻮك ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪرﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺢ اﻹﺋﺘﻤﺎن وﺧﻠﻖ اﻟﻮداﺋﻊ .4
1
-عبد المنعم السيد علي ،اقتصاديات النقود والمصارف ،االكاديمية للنشر ،األردن 1999 ،ص .397
2
-محمد عبد العزيز عجمية ،صبحى تادرس قريصة ،النقود والبنوك والتجارة الخارجية ،مطبعة الكرنك
االسكندرية ، 1972 ،ص .140
3
-مصطفى رشدي شيحة ،اقتصاديات النقود والمصارف والمال ،دار المعرفة الجامعية 1996ص
.225بتصرف.
4
-معيزي قويدر ،مرجع سابق ،ص 134
5
.-بلعزوز بن علي ،محاضرات في النظريات والسياسات النقدية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،
،2004ص .125
العدد –17 :المجلد 2017-02 112 مجلة االقتصاد الجديد
ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ
1
-محمد عبد العزيز عجمية ،صبحي تادرس قريصة ،مرجع سابق ص .186
2
-إكن لونيس ،السياسة النقدية ودورھا في ضبط العرض النقدي في الجزائر خالل الفترة )(2009-2000
،مذكرة ماجيستير ،جامعة الجزائر 2011 ، 3ص .55
3
-معيزي قويدر ن مرجع سابق ،ص .141
4
-أحمد فريد مصطفى ،سھير محمد السيد حسن ،مرجع سابق ص 119
5
.-بركان زھية ،مرجع سابق ،ص 89بتصرف.
العدد –17 :المجلد 2017-02 113 مجلة االقتصاد الجديد
ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ
2-2-3اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮوط اﻟﺒﻴﻊ ﺑﺎﻟﺘﻘﺴﻴﻂ :وﻫﻮ اﺟﺮاء ﻳﺸﻤﻞ وﺿﻊ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺴﺪاد واﳌﺪة
اﻟﻘﺼﻮى ﻟﻠﺘﻘﺴﻴﻂ ﻟﺸﺮاء أﻧﻮاع ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻊ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ،ﻏﲑ أن ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻳﻨﺘﺸﺮ ﰲ اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ
اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ،ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻠﺔ اﻧﺘﺸﺎرﻩ.1
3-2-3اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺘﻤﺎن اﻟﻌﻘﺎري :ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻹﺳﻜﺎن ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺑﲔ اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﺘﻤﻌﺎت اﳊﺪﻳﺜﺔ
وﳝﻜﻦ ﻟﻠﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي وﺿﻊ ﺷﺮوط ﻣﻴﺴﺮة ﳍﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﻘﺮوض.
4-2-3ﺣﺼﺺ اﻻﻗﺘﺮاض ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻚ اﻟﻤﺮﻛﺰي :واﳌﻘﺼﻮد ﺎ ﲢﺪﻳﺪ ﺣﺪ أﻗﺼﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﺮوض اﻟﱵ ﳝﻜﻦ أن
ﺗﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺒﻨﻮك اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ،ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺗﺒﺎع اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﻮﺳﻌﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
اﳊﺼﺺ واﻟﻌﻜﺲ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻧﻜﻤﺎﺷﻴﺔ .2
5-2-3وﺿﻊ أﻋﻠﻰ ﺳﻌﺮ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻤﻤﻨﻮح ﻟﻠﻮداﺋﻊ اﻟﺠﺎرﻳﺔ :ﳝﻜﻦ ﻟﻠﺒﻨﻮك اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ أن ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺪف
زﻳﺎدة وداﺋﻊ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ،أو ﳝﻜﻦ أن ﺗﺘﻨﺎزل ﻋﻠﻰ ﺷﺮوط ﻣﺮور ﻣﺪة زﻣﻨﻴﺔ ﻟﺴﺤﺐ اﻟﻮداﺋﻊ اﻵﺟﻠﺔ ،ﻓﻴﺆدي ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء
إﱃ ارﺗﻔﺎع اﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋﺪة ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻣﻌﺘﱪاً ،ﻓﻴﺘﺪﺧﻞ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﻟﻮﺿﻊ ﺳﻘﻒ ﳍﺬﻩ اﻟﻔﻮاﺋﺪ ،وﻫﺬا اﻟﺴﻘﻒ ﻳﺘﻐﲑ
ﺣﺴﺐ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة.3
6-2-3آﻟﻴﺔ اﻻﻗﻨﺎع اﻷدﺑﻲ :ﺗﺘﻤﺘﻊ اﻟﺒﻨﻮك اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻋﺎدة ﺑﺴﻠﻄﺔ رﲰﻴﺔ وﺳﻠﻄﺔ ﻏﲑ رﲰﻴﺔ ﲡﺎﻩ اﳉﻬﺎز اﳌﺼﺮﰲ
ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﻓﻴﺘﻤﺘﻊ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺮﲰﻴﺔ ﲝﻜﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺬي ﳜﻮﻟﻪ ﺳﻠﻄﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺮﰲ
،أﻣﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻏﲑ اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻓﺘﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﱵ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﻻﻗﻨﺎع اﻟﺒﻨﻮك ﺑﻌﻤﻞ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻣﻦ
ﻋﺪﻣﻪ وذﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت اﻟﱵ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ اﻟﺒﻨﻮك ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﳏﺎﻓﻈﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ
اﻟﻄﻴﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي.4
وﳝﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺺ أدوات اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﰲ ﺗﺄﻃﲑ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻀﺨﻢ ﰲ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﱄ :
اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ :
إن اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﱵ ﺷﻬﺪﻫﺎ اﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻷﻟﻔﻴﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻓﺮزت ﻋﺪة ﲢﻮﻻت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ
اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻷزﻣﺎت واﳌﺸﻜﻼت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ اﳌﺸﺎﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﻈﺎﻫﺮة اﻟﺘﻀﺨﻢ اﻟﱵ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﺎﱐ
ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت وﻣﻦ ﺑﲔ اﻵﻟﻴﺎت اﳌﻬﻤﺔ اﻟﱵ ﰎ اﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺄﻃﲑ ﻫﺬﻩ اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻣﺎ ﻳﻌﺮف
ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ واﻟﱵ ﺗﻄﺮﻗﻨﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ.
وﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﱵ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ إﻟﻴﻬﺎ :
-أن اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺗﻘﻮم ﺟﺎﻫﺪة ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺄﻃﲑ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻀﺨﻢ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ
ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاف اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
1
-ضياء مجيد الموسوي ،مرجع سابق ص .272
2
-طاھر ناضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،النقود والبنوك والمتغيرات االقتصادية المعاصرة ،دار وائل
للنشر األردن ، 2013ص 245بتصرف.
3
-عبد المنعم مبارك و آخرون ،نقود وبنوك وأسواق مالية ،الدار الجامعية القاھرة 2004 ،ص .153
4
-عبد المنعم السيد علي ،نظار سعد الدين العيسي ،النقود والمصاريف واألسواق المالية ،درا الحامد للنشر
والتوزيع ، 2004 ،ص 372بتصرف.
العدد –17 :المجلد 2017-02 114 مجلة االقتصاد الجديد
ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺘﻀﺨﻢ
-ﻻﺣﻈﻨﺎ أن ﻫﻨﺎك ﻋﺪة أﳕﺎط ﻣﻦ اﻟﺘﻀﺨﻢ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻛﻞ ﳕﻂ ﳛﺘﺎج إﱃ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﳉﺔ
-ﻫﻨﺎك ﻃﺮق ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﳊﺪ ﻣﻦ اﻻرﺗﻔﺎﻋﺎت ﻏﲑ اﳌﺮﻏﻮﺑﺔ ﰲ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻀﺨﻢ واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ
ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺴﻮق اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ،ﻣﻌﺪل إﻋﺎدة اﳋﺼﻢ ،ﻣﻌﺪل اﻻﺣﺘﻴﺎط اﻻﺟﺒﺎري واﻟﺸﻲء اﻷﻫﻢ أن ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت
ﰲ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫﺪاف اﳌﺮﺟﻮة.
-ﲢﺘﻮي آﻟﻴﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮق وآﻟﻴﺎت ﻣﺒﺎﺷﺮة واﻟﱵ ذﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ أﳘﻬﺎ ﺗﺄﻃﲑ اﻟﻘﺮوض ،ﺣﺼﺺ اﻻﻗﱰاض
ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ،اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺘﻤﺎن اﻟﻌﻘﺎري ،وﺿﻊ ﺣﺪ أﻋﻠﻰ ﻷﺳﻌﺎر اﻟﻔﻮاﺋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻮداﺋﻊ اﳉﺎرﻳﺔ ،واﻟﺸﻲء
اﳌﻤﻴﺰ ﳍﺬﻩ اﻵﻟﻴﺎت اﳌﺒﺎﺷﺮة أﺎ ذات ﺗﺄﺛﲑ ﳏﺪد ﰲ أﻏﻠﺐ اﳊﺎﻻت ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎﻋﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ أو ﻧﺸﺎﻃﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ
،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﺆﻃﺮ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻀﺨﻢ اﳌﺮﺗﺒﻂ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎت ﳏﺪدة وﻣﻮﺟﻬﺔ .
-ﲢﺪﺛﻨﺎ ﰲ ﲝﺜﻨﺎ ﻫﺬا ﻋﻦ اﻟﺪور اﻟﺬي ﺗﻠﻌﺒﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﰲ ﺗﺄﻃﲑ واﺳﺘﻬﺪاف ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻀﺨﻢ ،وﻟﻜﻦ ﰲ
ﳊﻘﻴﻘﺔ أن ﻫﻨﺎك ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أﺧﺮى ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﺎ وﺗﺘﻨﺎﺳﻖ ﻣﻌﻬﺎ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ إﺣﺪاث اﻷﺛﺮ اﻷﻣﺜﻞ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮة
اﻟﺘﻀﺨﻢ وﻣﻦ ﺑﲔ أﻫﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﺔ ﺳﻌﺮ اﻟﺼﺮف.
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ:
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
-1أﲪﺪ أﺑﻮ اﻟﻔﺘﻮح اﻟﻨﺎﻗﺔ ،ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻨﻘﻮد واﻟﺒﻨﻮك واﻷﺳﻮاق اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺷﺒﺎب اﳉﺎﻣﻌﺔ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة . 1988 ،
-2أﲪﺪ ﻓﺮﻳﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ،ﺳﻬﲑ ﳏﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ ﺣﺴﻦ ،اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ واﻟﺒﻌﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻴﻮرو ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺷﺒﺎب اﳉﺎﻣﻌﺔ ،اﻻﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
. 2000
-3ﺑﺎري ﺳﻴﺠﻞ ،اﻟﻨﻘﻮد واﻟﺒﻨﻮك اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻨﻘﺪﻳﻴﻦ ،دار اﳌﺮﻳﺦ ﻟﻠﻨﺸﺮ 1978. ،
-4ﺑﺮاﻳﺎن ﻛﻮﻳﻞ ،ﻣﺒﺎدﻟﺔ اﻟﻌﻤﻼت ،دار اﻟﻔﺎروق اﻟﻘﺎﻫﺮة . 2005 ،
-5ﺑﺴﺎم اﳊﺠﺎر ،اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻨﻘﺪي اﻟﻤﺼﺮﻓﻲ ،دار اﳌﻨﻬﻞ اﻟﻠﺒﻨﺎﱐ ،ﺑﲑوت . 2006 ،
-6ﺑﻠﻌﺰوز ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ،ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت واﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ،دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،اﳉﺰاﺋﺮ .2004 ،
-7ﲨﺎل ﺑﻦ دﻋﺎس ،اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻈﺎﻣﻴﻦ اﻻﺳﻼﻣﻲ واﻟﻮﺿﻌﻲ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﺪار اﳊﻠﺰوﻧﻴﺔ اﳉﺰاﺋﺮ . 2006
-8ﺧﺒﺎﺑﺔ ﻋﺒﺪ اﷲ ،اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﺼﺮﻓﻲ ،دار اﳉﺎﻣﻌﺔ اﳉﺪﻳﺪة ،اﻻﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ . 2013
-9زﻳﻨﺐ ﻋﻮض اﷲ ،أﺳﺎﻣﺔ ﳏﻤﺪ اﻟﻔﻮﱄ ،أﺳﺎﺳﻴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻨﻘﺪي واﻟﻤﺼﺮﻓﻲ ،ﻣﻨﺸﻮرات اﳊﻠﱯ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة . 2003 ،
-10ﺳﺎﻣﻲ ﺧﻠﻴﻞ ،اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﻨﻘﻮد واﻟﺒﻨﻮك ،دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة . 2002 ،
-11ﺿﻴﺎء ﳎﻴﺪ اﳌﻮﺳﻮي ،اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻨﻘﺪي ،دار اﻟﻔﻜﺮ ،اﳉﺰاﺋﺮ . 1993
-12ﻃﺎﻫﺮ ﻧﺎﺿﻞ اﻟﺒﻴﺎﰐ ،ﻣﲑال روﺣﻲ ﲰﺎرة ،اﻟﻨﻘﻮد واﻟﺒﻨﻮك واﻟﻤﺘﻐﻴﺮات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،دار واﺋﻞ ﻟﻠﻨﺸﺮ اﻷردن . 2013
-13ﻋﺒﺪ اﻴﺪ ﻗﺪي ،اﻟﻤﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ ،دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،اﳉﺰاﺋﺮ . 2003 ،
-14ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ ،اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ زﻫﺮاء اﻟﺸﺮق ،اﻟﻘﺎﻫﺮة . 1997
-15ﻋﺒﺪ اﳌﻨﻌﻢ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ،اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﻨﻘﻮد واﻟﻤﺼﺎرف ،اﻻﻛﺎدﳝﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،اﻷردن . 1999 ،
-16ﻋﺒﺪ اﳌﻨﻌﻢ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ،ﻧﻈﺎر ﺳﻌﺪ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻴﺴﻲ ،اﻟﻨﻘﻮد واﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ واﻷﺳﻮاق اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ،درا اﳊﺎﻣﺪ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ . 2004 ،
-17ﻋﺒﺪ اﳌﻨﻌﻢ ﻣﺒﺎرك و آﺧﺮون ،ﻧﻘﻮد وﺑﻨﻮك وأﺳﻮاق ﻣﺎﻟﻴﺔ ،اﻟﺪار اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة . 2004 ،
-18ﻋﻄﻮن ﻣﺮوان أﺳﻌﺎر ﺻﺮف اﻟﻌﻤﻼت ،أزﻣﺎت اﻟﻌﻤﻼت ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ، ،دار اﳍﺪى ،اﳉﺰاﺋﺮ. 1992 ،
-19ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﺠﻤﻴﺔ ،ﺻﺒﺤﻰ ﺗﺎدرس ﻗﺮﻳﺼﺔ ،اﻟﻨﻘﻮد واﻟﺒﻨﻮك واﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻜﺮﻧﻚ اﻻﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ . 1972 ،
-20ﳏﻤﻮد ﺣﺴﲔ اﻟﻮادي ،أﲪﺪ ﻋﺎرف اﻟﻌﺴﺎف ،وﻟﻴﺪ أﲪﺪ ﺻﺎﰲ ،اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻜﻠﻲ ،دار اﳌﺴﲑة ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻋﻤﺎن ط
).2010،(2