Location via proxy:   [ UP ]  
[Report a bug]   [Manage cookies]                
المقدمة الحمد لله الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على محمد المصطفى وأحمد المجتبى، المبعوث بالدين القويم، المرسل رحمة للعالمين. وعلى آله وأصحابه الغر الميامين، الذين بذلوا قصارى الجهود وحمادى المساعي وراء إقامة الدين، أما بعد: فإن الحضارة هي مرآة الأمة، وهي تشكل مظاهرها ومعالمها بأحسن صورة وأكمل وجه، فالرجل يترقى من الحياة البدوية إلى حياة الرفاهية بوسيلة الحضارة، وبها يمكن له أن يجمع بين جميع جوانب الحياة بوسيلة أسمى وطريقة أجمل. والحضارة تنقل الناس من الجهل إلى المعرفة ومن التعصب إلى السماحة ومن الفوضى إلى الأمن ومن العنصرية إلى العالمية. وهي تجعل الناس يعيشون سالمين كما تلعب دورا في تحقيق المساواة والإخاء والود فيما بينهم. والحضارة الإسلامية في الهند لها آثارها الكبيرة المهمة في حياة جميع سكان الهند من المسلمين والهندوكيين والبوذيين وجميع الشعوب، بل إن هذه الحضارة أثرت في جميع الشعوب في العالم حيث لفتت أنظارهم بجمالها وروعتها. سبب اختيار الموضوع: إن مظاهر الأمة ومشكلاتها وآمالها وإنجازاتها وواقعاتها تتجلى بحضارتها التي قدمها تلك الأمة، ولكل أمة حضارة، وكذلك حضارة المسلمين لا تخلو عن هذه. ومن أكبر أجزاء هذه الحضارة الحضارة التي أنجزها المسلمون وقدموها لبناء الهند، وهذه الحضارة رسخت قدمها وأمدها لمدة حوالي عشرة قرون، خاصة في عهد المغوليين. وهي التي أعجبتني كثيرا، لأن هذه الحضارة كما أنها مضت بمظاهر زاهرة كذلك لا تخلو عن مظاهر مؤلمة. وكنت في أشد رغبة لمعرفة هذه الحضارة وكيف بذل المسلمون الجهود لبنائها، فلذا اخترتها موضوع بحثي كبحث التخرج في مرحلة البكالوريوس. الهدف من الدراسة: 1- تذكير الجيل المعاصر الناشئ ضرورة معرفة الحضارة الإسلامية في الهند. 2- الاعتبار بالحضارة الإسلامية في الهند لأخذ القرارت المهمة في الأعمال الإصلاحية. 3- النظر العميق في فهم هذه الحضارة وفق الواقع المعاصر. منهج البحث: لقد سلكت في إعداد هذا البحث المنهج الوصفي، وراعيت في ترتيب الموضوعات وتدوين المعلومات النقاط التالية: رتبت البحث على مقدمة وثلاثة فصول، وكل فصل يحتوي على ثلاثة . أوردت الآيات القرآنية بين القوسين المزهرين ﴿﴾ في صلب الموضوع مع ذكر اسم السورة ورقم الآية بعدها، وأما الأقوال والمعلومات الأخرى فوضعتها في الهامش. رتبت الهوامش بأن ذكرت اسم المؤلف أولا، ثم اسم الكتاب، ثم رقم الطبعة، ثم معلومات النشر بين القوسين، ثم رقم الجزء، ثم رقم الصفحة أخيرا. ذكرت أقوال العلماء والمؤلفين بين علامات التنصيص ما ذكرتها بدون تصرف. خطة البحث: الفصل الأول: مفهوم الحضارة الإسلامية المبحث الأول: معنى الحضارة الإسلامية المبحث الثاني: خصائص الحضارة الإسلامية المبحث الثالث: مقومات الحضارة الإسلامية الفصل الثاني:الموجز في تاريخ الإسلام في الهند المبحث الأول: تعريف موجز عن بلاد الهند المبحث الثاني: دخول الإسلام في الهند المبحث الثالث: المماليك الإسلامية في الهند الفصل الثاني: معالم حضارة المسلمين في الهند المبحث الأول: معالم حضارة المسلمين في العلوم المبحث الثاني: معالم حضارة المسلمين في الفنون المبحث الثالث: معالم حضارة المسلمين في الهندسة والمعمارية وأخيرا، أسأل الله تعالى أن يتقبل هذا العمل مني، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، ﴿وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب﴾ [هود:88]. محمد عمار الفصل الأول: مفهوم الحضارة الإسلامية ويشتمل على ثلاثة مباحث: المبحث الأول: معنى الحضارة الإسلامية المبحث الثاني: خصائص الحضارة الإسلامية المبحث الثالث: مقومات الحضارة الإسلامية المبحث الأول: معنى الحضارة الإسلامية معنى الحضارة: لغة: الحضارة في اللغة العربية، من الفعل (حضر) على وزن قعد، يقال حضر الغائب حضورا قدم من غيبته، وحضرت الصلاة فهي حاضرة، والأصل حضر وقت الصلاة، والحضر بفتحتين خلاف البدو، والنسبة إليه (حضري) على لفظه و (حضر) أقام بالحضر، و (الحضارة) بفتح الحاء وكسرها: سكون الحضر. - أحمد بن محمد بن علي المقري، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، الطبعة الثانية، (القاهرة: دار المعارف، د ت)، ص140. والحضر والحضرة والحاضرة: خلاف البادية، وهي المدن والقرى والريف، سميت بذلك لأن أهلها حضروا الأمصار ومساكن الديار التي يكون لهم بها قرار. واصطلاحا: وقد نقل الدكتور توفيق يوسف الواعي تعريفات كثيرة للحضارة وقسمها إلى أربعة اتجاهات، وبينها في كتابه "الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارة الغربية" بالإطناب - توفيق يوسف الواعي، الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارة الغربية، الطبعة الأولى، (دار الوفاء، 1988م)، ص25-33. ، وقد أتيت بها بالإيجاز فيما يلي - الاتجاه الأول: وهو الاتجاه العام الذي يشمل جميع جوانب الحياة، ومن الذين نظروا إلى هذا الاتجاه بتعريفاتهم:- 1- يوسف الحوراني، فعرف الحضارة بأنها "عقائد دينية، وازدهار اقتصادي، وإنجازات إنشائية وفنية، وأنظمة تشريعية، وتضامن اجتماعي وفق تقاليد وعادات موحدة، أو قوى حربية" - يوسف الحوراني، الإنسان والحضارة، ط:د، (بيروت: المكتبة العصرية، د ت)، ص14. 2- وعرف الدكتور محمد محمد حسين الحضارة بأنها كل ما ينشئه الإنسان في كل ما يتصل بمختلف جوانب نشاطه ونواحيه، عقلا، وخلقا، مادة، وروحا، دنيا، ودينا. - محمد محمد حسين، الإسلام والحضارة الغربية، ط:د، (عمان: دار الفرقان، د ت)، ص6. 3- ويعرف الدكتور أحمد شبلي الحضارة بأنها "الإنجازات التي تحقق للبشرية أو حققتها البشرية من خلق وسلوك ومعارف". 4- ويعرف الدكتور محمد مؤنس الحضارة بأنها "ثمرة كل جهد يقوم به الإنسان لتحسين ظروف حياته سواء أكان اﻟﻤﺠهود المبذول للوصول إلى تلك الثمرة مقصودا أم غير مقصود وسواء أكانت الثمرة مادية أم معنوية". - حسين مؤنس، الحضارة، ط:د، (الكويت:عالم المعرفة، 1978م)، ص13. الاتجاه الثاني: وهو ما نسميه بالاتجاه الإنساني، أو الاتجاه الروحي، أي الذي يبحث في حضارة الإنسان نفسه، داخليا، وعقليا، وسلوكيا، وخلقيا، فهو يقيم الإنسان نفسه بغير ما حوله، بصرف النظر عما يستعمل أو يسكن أو يصنع. ومن أبرز من ذهب إلى هذا الاتجاه - 1- حيث عرف مالك بن نبي الحضارة بأنها "البحث الفكري والبحث الروحي". - مالك بن نبي، شروط النهضة، ط:د، (دمشق: دار الفكر، د ت)، ص33. 2- وعرف أبو الأعلى المودودي الحضارة بقوله: " هي تصوير سليم للحياة الدنيا وغايتها في نظام اجتماعي، يقود الإنسان إلى الرقى والإخاء والأمان". - أبو الأعلى المودودي، الحضارة الإسلامية، الطبعة الثامنة، (الطباعة العربية، د ت)، ص4. 3- وعرف سيد قطب الحضارة بقوله: "هي ما تعطيه للبشرية من تصورات ومفاهيم ومبادئ وقيم تصلح لقيادة البشرية، وتسمح لها بالنمو والترقي الحقيقيين، النمو والترقي للعنصر الإنساني وللقيم الإنسانية وللحياة الإنسانية". - سيد قطب، المستقبل لهذا الدين، الطبعة الرابعة عشرة، (القاهرة: دار الشروق، 1993م)، ص58. 4- ويعرف الدكتور عفت الشرقاوي الحضارة بقوله: "هي التراث التاريخي المتمثل في العقائد والقيم التي ترسم للحياة غاية مثلى ومغزى روحيا عميقا، متعاليا على متناقضات الزمان والمكان". - عفت الشرقاوي، في فلسفة الحضارة الإسلامية، الطبعة الأولى، (بيروت: دار النهضة العربية، د ت)، ص18. الاتجاه الثالث: هذا الجانب لا يتناول إلا الجانب المترف من النشاط البشري، فيكون بهذا عكس الاتجاه الثاني. وأشهر من ذهب إلى هذا الاتجاه ابن خلدون، فعرف الحضارة بأنها " التفنن في الترف، واستجادة أحواله، والكلف بالصنائع التي تؤنق من أصنافه وسائر فنونه، من الصنائع المهيأة للمطابخ، أو الملابس، أو المباني، أو الفرش، أو الأواني، ولسائر أحوال المنزل، ويلزم لهذا التأنق صناعات كثيرة". - توفيق يوسف الواعي، الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارة الغربية، الطبعة الأولى، (دار الوفاء، 1988م)، ص31. الاتجاه الرابع: ويسمى هذا الاتجاه، الاتجاه الحيواني أو العدواني. فعرف كليسكليس وأتباعه ونيتشه وأتباعه "أن الحضارة هي القضاء على العدل والأخلاق وترك العنان لطبيعتنا الحرة السافرة لتفعل ما تشاء، ولو أدى ذلك إلى أن نسير على الجماجم في سبيل تحقيق ذلك". - نفس المرجع، ص32. التعريف الراجح: فالتعريف الراجح عندي، هو التعريف الأول الذي ذهب إليه أعلام محمد مؤنس، وأحمد شبلي، ومحمد محمد حسين، ويوسف الحوراني وغيرهم. لأن هذا التعريف يشمل كلا الجانبين المادي والروحي للحياة الإنسانية، إذ الحضارة تتكون من الجانب الروحي الذي هو الثقافة، والجانب المادي الذي هو المدنية. فيمكن أن يكون التعريف: الحضارة هي الجهود التي تقدم لخدمة الإنسان في كل نواحي حياته. معنى الحضارة الإسلامية: يعرف الدكتور توفيق يوسف الواعي الحضارة الإسلامية بأنها "القيم والأخلاق والعقيدة الخلاقة والخصائص الإنسانية العليا التي ينفرد بها الإنسان عن الحيوان، وتكون دافعا له إلى تسخير ما خلق الله فيما أمر به، ولا بد من قيم تحرس المادة وتهيمن عليها، حتى تسمى حضارة وتسلم من عبث العابثين". - توفيق يوسف الواعي، الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارة الغربية، ص41،42. فهو يهتم بالجانب الروحي أكثر، ولا يعترف بالجانب المادي إلا بشرط أن يكون تحت سيطرة الروح والمعنى. ويعرف الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري الحضارة الإسلامية بقوله: "الحضارة الإسلامية هي نتاج لتفاعل ثقافات الشعوب التي دخلت في الإسلام، سواء أكان ذلك إيمانا وتصديقا واعتقادا، أم انتماء وولاء وانتسابا. وهي خلاصة لتلاقح هذه الثقافات والحضارات التي كانت قائمة في المناطق التي وصلت إليها الفتوحات الإسلامية، ولانصهارها في بوتقة المبادئ والقيم والمثل التي جاء بها الإسلام هداية للناس كافة". - عبد العزيز بن عثمان التويجري، خصائص الحضارة الإسلامية وآفاق المستقبل، الطبعة الثانية، (إيسيسكو: منشورات المنظمة الإسلامية، 2015م)، ص14. والتعريف الجامع للحضارة الإسلامية: هي ما قدمه الإسلام للمجتمع البشري من قيم ومبادئ، وقواعد ساعدت على الرفع من شأنه وتقدمه في جميع الجوانب، وتهدف الحضارة الإسلامية إلى تحقيق السعادة الروحية للبشر كافة وتعمير الأرض وتنميتها وفقا لشريعة الله تعالى، مصداقا لقوله عز وجل: ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها﴾[هود: 61]. وترتكز على الجوانب المادية التي يدرك الإنسان ثمارها بحواسه، وعلى كل ما تحمله الإنسانية من معنى دون التمييز بين الناس على أساس اللغة أو الجنس أو الوطن. أو هي ما قدمه المجتمع الإسلامي للمجتمع البشري من قيم ومبادئ، في الجوانب الروحية والأخلاقية، فضلا عما قدمه من منجزات واكتشافات واختراعات في الجوانب التطبيقية والتنظيمية. - صلاح الدين الحسني، تعريف الحضارة الإسلامية https://towardsalahuldin.wordpress.com/2014/02/06/تعريف-الحضارة-الإسلامية، 12/12/2017م. المبحث الثاني: خصائص الحضارة الإسلامية امتازت الحضارة الإسلامية بخصائص شتى ما تميزها من سائر الحضارات في العالم، ومن هذه الخصائص: 1- الحضارة الإسلامية حضارة ربانية قائمة على عقيدة التوحيد: الحضارة الإسلامية تقوم أولا على عقيدة التوحيد، ببدونه لا تكون الحضارة مستقرة في الأمم والمجتمع، والإسلام لا يقر أي حضارة تخلو عن عقيدة الإيمان والتوحيد، فيكون هذا رأسمالية تارة واشتراكية أخرى. إنها حضارة إيمانية انبثقت من العقيدة الإسلامية - عبد العزيز بن عثمان التويجري، خصائص الحضارة الإسلامية وآفاق المستقبل، الطبعة الثانية، (إيسيسكو: منشورات المنظمة الإسلامية، 2015م)، ص15. ، فاستوعبت مضامينها وتشربت مبادئها واصطبغت بصبغتها، فهي حضارة توحيدية انطلقت من الإيمان بالله الواحد الأحد، البارئ المصور، مبدع السماوات والأرض، الأول، والآخر، الباطن والظاهر، خالق الإنسان والمخلوقات جميعا، هي حضارة من صنع البشر فعلا، ولكنها ذات منطلقات إيمانية ومرجعية دينية، كان الدين الحنيف من أقوى الدوافع إلى قيامها وإبداعها وازدهارها، ولقد تفردت الحضارة الإسلامية بكونها الحضارة العالمية التي تبلورت وازدهرت في ظل المرجعية الدينية، فلم يكن نهوضها وازدهارها كغيرها على أنقاض الدين، وعمل الثورة على الدين كما حدث في أوروبا إبان عصر النهضة. فهي قائمة على الإيمان، الإيمان بالله ورسله وملائكته، وكتبه واليوم الآخر، وهذا ما فضلها عن سائر الأمم. ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله﴾ ] آل عمران: 110[. فجملة القول أن الربانية هي صلة الإنسان بربه من خلال العبادات التي فرضها الله، وهي كلها تحقيق للربانية ولكون الشريعة اتسمت بالربانية، وبأن الله هو مصدرها، فهي مبرأة من كل نقص، لم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا بينت حكمها، وجاءت خالية من كل جور وهوى، ولا تفرق بين الناس لمنصب أو جاه، ولذا اكتسبت أحكامها هيبة واحتراما في نفوس المؤمنين بها حكاما كانوا أم محكومين دون قسر لهم، أو إكراه لهم. - عبد العزيز كامل، الإسلام والعروبة في عالم متغير، سلسلة (كتاب العربي) رقم 22 يناير 1989م، (الكويت: 1989م)، ص 129.    2- الحضارة الإسلامية حضارة إنسانية: الحضارة الإسلامية للناس كافة، تراعي مصالحهم، فإن الشريعة الإسلامية إنما جائت لمصالح الناس، فليس أي حكم في الشرع لا يصلح للناس، وهذه الحضارة ترفع من شأن الإنسان وتحرر عقله من الانحطاط الفكري، وتخرجه من الظلمات إلى النور. وهي تقوم أخلاق الإنسان وتنقذه من أن يكون كالحيوان غير الناطق، وهي تأمر بالعدل والأمانة، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر. ومعنى إنسانية الحضارة الإسلامية، هو أنها رغم ربانيتها تتم بجهد البشر، بما زودهم به ربهم من مواهب وملكات وإمكانيات، في جو عام نظيف يتيح لهذه المواهب والملكات والإمكانيات، أن تأتي بخير الثمار، وأن تأتي للإنسانية كلها بالخير والأمن والرفاهية، لا بالتسلط والعدوان والبغي، ولا بالظلم والهوان، كما فعلت كل حضارة غير حضارة الإسلام، فالمجتمع الإسلامي - بانتسابه إلى الإسلام - لم يخرج عن كونه مجتمعا بشريا، يتكون من أفراد، لهم ميول فردية، توحي بها طبائعهم ككائنات حية، لها من فطرتها غرائز مختلفة بجانب ما تميزت به من قدرة على التفكير. - محمد البهي، الإسلام في حياة المسلم، الطبعة الأولى، (القاهرة: مكتبة وهبة، 1977م)،ص337. 3- حضارة الإسلام حضارة عالمية وشمولية: الحضارة الإسلامية حضارة عالمية لا تقتصر على إقليم خاص ولا على شعب خاص، وإنما هي لكافة الناس، فإذا نظرنا للحضارات السابقة على الإسلام فنجدها وقد عرفت كل الحواجز التي أقامتها بين الفئات المختلفة من رعاياها. فالحضارة الرومانية فرقت في الحقوق بين سكان روما وسكان سائر إيطاليا، ثم بين الرومان، وسائر رعايا البلاد المفتوحة، وبين الذين خضعوا للإمبراطورية ومن كانوا خارجها الذين دعتهم (برابرة)، أما حضارة الإسلام فقد أزالت الحواجز النفسية والمكانية بين أبنائها في مختلف أنحاء العالم فكانت بحق إنسانية عالمية. فالحضارة الإسلامية مفتوحة الحدود، ممتدة الأرجاء، شاملة كل ما في الحياة من مجالات تقدم وارتقاء، في أسسها الفكرية والنفسية والمادية، فهي لا تحدها حدود ضيقة من الفكر، فتحجبها عن أي كمال من الكمالات، ولا تحدها حدود ضيقة من النفس فتحصرها ضمن الدوائر الأنانية العنصرية، أو القومية، أو الطبقية، ولكنها منفتحة الحدود النفسية، انفتاحا مقرونا بالتحريض على الانطلاق إلى الأبعاد الإنسانية كلها، تحمل إليها المحبة والرحمة - عبد الرحمن حسن حنبكة، أسس الحضارة الإسلامية ووسائلها، ط:د، (بيروت: دار القلم، د ت)، ص33.. 4- الحضارة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان: لما كانت الحضارة الإسلامية عالمية شمولية وإنسانية فإن مقتضى ذلك أن تكون صالحة للتطبيق في كل البيئات الإنسانية، وأن تكون كذلك صالحة عل مر الأزمان باعتبارها رسالة السماء الخاتمة لكل الرسالات، فلا تحدها حدود مكانية، ولا حدود زمانية فكل مكان من الأرض هدف لإقامة الحضارة الإسلامية عليه، وكل زمان من الدهر هدف لإقامة الحضارة الإسلامية فيه. ويمكن توضيح مدى هذه الصلاحية إذا تتبعنا الأسس العقائدية والتشريعية والأخلاقية التي جاء بها الإسلام والتي قامت عليها الحضارة الإسلامية، وبهذا تتوافر لنا أدلة موضوعية واضحة الدلالة على صلاحية هذه الحضارة لكل زمان ومكان. - مصلح بن عبد الحي النجار، الوافي في الثقافة الإسلامية، ط:د، (دمشق: دار الثقافة، د ت)، ص172. 5- الحضارة الإسلامية متطورة مستجدة: إن العصور تختلف، وهي لا تكون سوية، وفيها تطلع الأمور والمشاكل المستجدة ما تحتاج إلى الاجتهاد، والإسلام قد أعطى الفرصة في ذلك بالاجتهاد، وإلا كانت الحضارة جامدة لا تصلح لعامة الناس في كل زمان ومكان، ولا تكون عالمية. لما كانت رسالة الإسلام هي خاتمة الرسالات السماوية، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل، فإن من الضروري أن تكون الحضارة القائمة على هذه الرسالة حضارة متطورة تستطيع أن تسع كل تطورات الحياه الإنسانية، بحيث تواجه ما يجده في حياة البشر من تطورات في شتى المجالات، ولا تقف جامدة أمام متغيرات الحياه البشرية في واقعها الفردي والاجتماعي، ولذلك أقامت أساس تشريعاتها، وقوانينها، وآدابها، على أصلين ثابتين هما: الكتاب والسنة، فنرى المبادئ والأصول الكلية جميعها تعود إليهما، ومن ثم فإن علماء المسلمين في استجابتهم لدعوة الله قاموا بوضع الكثير من قواعد التشريع وأصوله، ليواجهوا ما يجد في حياة الناس من وقائع وقضايا، مما لم يرد فيه نص قاطع من الكتاب والسنة، وكذلك اجتهد المسلمون في مواجهة متغيرات الحياة اجتهادا واسعا، استجابة لدعوة الخالق لهم لأعمال العقل والنظر في الكون من حولهم. 6- الحضارة الإسلامية معطاءة: إنها حضارة معطاءة، أخذت واقتبست من الحضارات والثقافات الإنسانية التي عرفتها شعوب العالم القديم، وأعطت عطاء زاخرا بالعلم والمعرفة والفن الإنساني الراقي، وبقيم الخير والعدل والمساواة والفضيلة والجمال، وكان عطاؤها لفائدة الإنسانية جمعاء، لا فرق بين عربي وعجمي، وأبيض وأسود، بل لا فرق بين مسلم وغير مسلم، سواء أكان من أتباع الديانات السماوية والوضعية، أم ممن لا دين لهم من أقوام شتى كانوا يعيشون في ظل الحضارة الإسلامية - عبد العزيز بن عثمان التويجري، خصائص الحضارة الإسلامية وآفاق المستقبل، ص16. . 7- الحضارة الإسلامية حضارة العلم والعمل: لقد عني الإسلام عناية كبيرة بالعلم، وأن أولى آيات القرآن تحث على التعليم، قال – تعالى ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم﴾ ] العلق: 1-3 [. فالعلم يمثل مقوما مهما من مقومات البناء الحضاري لأي مجتمع من المجتمعات لما يترتب عليه مفاهيمه وتطبيقاته من آثار واضحة على مسيرة الإنسان الحضارية. - سليمان الخطيب، أسس مفهوم الحضارة في الإسلام، الطبعة الأولى، (القاهرة: الزهراء للإعلام العربي، 1986م)، ص261. وإذا كانت الحضارة بنت العلم، والعلم هدف يسعى المسلم إليه من واقع كتابه الذي آمن به، وتعاليم رسوله صلى الله عليه وسلم الذي اهتدى به، فليس ثمة شك في أن العلم يدفع إلى الإبداع والتفكير، وكل من التفكير والإبداع ينبت حضارة، وينشئ معرفة تحتاج إلى عمل واجتهاد. وكما أن الحضارة الإسلامية حضارة علم فهي كذلك حضارة تدعو إلى العمل والاجتهاد ﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا﴾ ] الكهف: 30[. ولولا ذلك لما خرج من ظل الإسلام كل هؤلاء العلماء الذين أثروا البشرية جمعاء بعلمهم واكتشافاتهم التي لا زالت تدرس في الجامعات العالمية حتى اليوم. 8- الحضارة الإسلامية حضارة متوازنة: فالحضارة الإسلامية تسد حاجات الجسد والروح معا، كما أنها تهتم باجانب المادي للحضارة كذلك تعتني بالجانب الروحي، وهي لا تقتصر على أي جانب على حدة، والإنسان إنسان بروحه وجسده، كما أن للجسد طعام وشراب كذلك للروح طعام وشراب. فعلى هذا الأساس أقام المسلمون صرح الحضارة الإسلامية بمعطياتها الروحية والمادية، وحققت للإنسانية أقصى درجات طموحها في تلك العصور، التي كان فيها العالم من حولها يعيش خواء روحيا، وأخلاقيا، وتخلفا واضحا في صناعة الحياة، فكل نشاط مادي له غاية أخلاقية، وفيه جانب روحي. - عبد العزيز بن عثمان التويجري، خصائص الحضارة الإسلامية وآفاق المستقبل، ص16. فقد وازنت الحضارة الإسلامية بين الجانب الروحي والجانب المادي في حياة الإنسان، فلا يطغى أحدهما على الآخر، فكما يدعو القرآن الكريم إلى العبادة فإنه كذلك يدعو إلى العمل وطلب الرزق، وهو لم يفضل أحدهما على الآخر ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا﴾ ]البقرة: 143[. فالإسلام يدعو إلى الوسطية في حياة المسلم، فلا يقبل المرء على الحياة الدنيا، وينسى الحياة الآخرة، ويتمادى في شهوته، ولا يقبل على الحياة الآخرة، وينسى الحياة الدنيا، فلا يأخذ نصيبه منها كيف، وقد استخلف الله الإنسان في هذه الأرض حتى يعمرها ويبنيها، فإن أعرض عن ذلك فهو لم يدرك غاية خلقه، ووجوده في هذه الدنيا - أحمد عبده عوض، الإٍسلام والبعث الحضاري، ط:د، (القاهرة: مركز الكتاب للنشر، 2010م)، ص 32.. لذا فإن التوازن نجده واضحا في الأخلاقيات الإسلامية، التي تقوم على اتقاء كل ما حرم الله تعالى وضبط النفس، وكظم الغيظ، ومراقبة الله وعدم معصيته كما نجده قاعدة التوازن في معالجة الإسلام في مختلف القوى في الإنسان بين الرغبات والضوابط وبين الروح والجسد، وبين العقل والقلب، وبين الترف والحرمان، فهو لا يقر المادية المغرقة، ولا الروحانية المطلقة، ولا يقر الرهبانية المفرطة، ولا الانحلال من ربقة الشريعة. - خصائص الحضارة الإسلامية ومميزاتها، https://ahmedabdouawad.com/all-articles/1819-خصائص-الحضارة-الإسلامية-ومميزاتها.html6، 24/12/2017م . المبحث الثالث: مقومات الحضارة الإسلامية وأعني بالمقومات هنا العوامل التي توفر الحضارة الإسلامية القوات لبنائها، سواء كانت مادية أو روحية، ومن أهم هذه المقومات: 1- الروح العلمي: العلم مفتاح الحضارة، فأول ما نزل من الوحي على محمد الأمر بالقراءة، من يزدهر بالعلم أكثر فتتحقق حضارته أكثر، والعلم يؤديه إلى ما لا يعلم - مالك بن نبي، شروط النهضة، ط:د، (دمشق: دار الفكر، د ت)، ص76.. ثم العلم يشمل - العلم بكتاب الله المسطور. العلم بكتاب الله المنشور ( علم الكون ). العلم بكتاب الله المسطور ( العلوم الإنسانية ) 2- العدالة الاجتماعية: فالعدالة في الإسلام لا تعني التساوي في الحقوق، وإنما هي إعطاء كل ذي حق حقه، والماديون يعتبرونه العدالة في المال فقط. والعدالة قوام الحضارة، وبدونها تفني الحضارة من المجتمع، فهي كما تلعب دروا في الروح كذلك تفيد المادة بإعطاء الحقوق في محلها - أبو الحسين علي بن محمد بن حبيب الماوردي، أدب الدنيا والدين، الطبعة الأولى، (بيروت: دار اقرأ، 1981م)، ص153.. 3- التسامح الديني: فهذا الأساس يلعب دورا كبيرا في المجال الروحي، لأن المجتمع مهما كان أفرادهم على أديان مختلفة، تستمر حاجتهم إلى التسامح فيما بينهم لتقويم الحضارة، فالإسلام أكد على هذا الأمر في أماكن كثيرة من القرآن والسنة. فقال أولا: ﴿لا إكراه في الدين﴾ ]البقرة: 256[. فأكد به الإسلام أنه دين التسامح، لا يجعل أي أحد مضطرا على قبوله. ثم اهتم بتقوية العلاقة بغير المسلمين، فقال: ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن﴾ ]العنكبوت: 46[. ثم أكد على أن إيصال الحرج إلى غيرهم حرج لهم، فقال: ﴿ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم﴾ ]الأنعام: 108[. وأكد بعد ذلك على أنه لا حرج في العيش مع غيرهم في المجتمع، فقال: ﴿وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم، وطعامكم حل لهم﴾ ] المائدة: 5 [. 4- إنشاء المساجد والمدارس: كانت المساجد في القديم تسمى الجامع، لأنها كانت تجمع بين العبادة والتعليم والإدارة، حتى توجد هذه الخصيصة للمساجد في بعذ الأماكن، كجامع الأندلس وجامع الأزهر، لكن في العصر الحديث تؤسس المساجد والمعاهد على حدة، ويختص كلاهما بمزاياهما. وهذا الأساس يبني الحضارة أشكالها الابتدائية. 5- الأوقاف الإسلامية: وقد توجد أشكال الأوقاف الإسلامية في العصر الحديث أحيانا بصورة المدرسة وأحيانا بصورة المستشفى وغير ذلك، وهذا يجعل الحضارة تستمر بازدهارها وتتقدم بها إلى الأمام. وهكذا كما نرى أن هذه الأوقاف مهما ضعفت الظروف لا تقف اقتصاديا ولا تواجه المشكلات المالية. 6- الازدهار الاقتصادي: الاقتصاد قوة كبرى في دفع الحضارة إلى طريق الصعود، ومدها بأسباب الحياة. والأمم المزدهرة في هذا العصر تستعلي على الآخرين بواسطة الاقتصاد، والحروب الاقتصادية مستمرة بين الشعوب في هذا العصر. وقد علق الإسلام الحضارة بالاقتصاد وجعله من أهم مقوماتها ردا من زعم أنه لا علاقة للاقتصاد بالدين، فقال تعالى: ﴿هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور﴾ ]الملك: 15[. وقال: ﴿فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله﴾ ]الجمعة: 10[. والاقتصاد المنسلخ عن الإيمان يتحول فيه الإنسان إلى وحش ضار مفترس، كما يمارسه الرأسماليون - عمار توفيق أحمد بدوي، مقومات الحضارة وعوامل أفولها من منظور القرآن الكريم (بحث ماجستير)، د:ط، (جامعة النجاح الوطنية، 2004م)، ص69.. 7- الأمن والنظام السياسي المستقر: لا يمكن لحضارة على وجه الأرض أن تعيش دون أن تستقر، ولا يمكن لها أن تستقر وتهدأ ما لم تستظل بظل نظام سياسية يحمي بيضتها، ويقيم ميزان العدل بين أطرافها. والتنازع السياسي أهم سبب يقوم خطيرا أمام الحضارة وطريق ازدهارها. كما جاء في القرآن عن ملكة سبأ ﴿قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون﴾ فلهذا لا بد لهذه المقومة أن لا تكون في القلوب أي نظرة للسيطرة على الآخرين، وإنما يكون الهدف نشر الأمن والهدوء في المجتمع - نفس المرجع، ص79.. الفصل الثاني:الموجز في تاريخ الإسلام في الهند المبحث الأول: تعريف موجز عن بلاد الهند المبحث الثاني: دخول الإسلام في الهند المبحث الثالث: المماليك الإسلامية في الهند المبحث الأول: تاريخ موجز عن بلاد الهند عرفت الهند قيام بعض من الحضارات الأولى التي شهدها العالم القديم، كما كانت مركزا لعديد الطرق التجارية المهمة عبر التاريخ - محمد إسماعيل الندوي، الهند القديمة حضاراتها ودياناتها، (القاهرة: دار الشعب، 1970م)، ص35. ، كما قامت على أرضها خمس من أهم الديانات في العالم: الهندوسية، الإسلام، البوذية، الجاينية والسيخية. كانت في السابق جزءا من أراضي التاج البريطاني، قبل أن تستقل عنها عام 1947م، عرفت الهند نموا معتبرا في ميدان الاقتصاد خلال العشريتين الأخيرتين، كما صارت تلعب دورا أكبر في المنطقة والعالم. تتواجد في بيمبتكا (Bhimbetka) في ماديا برادش بعض الملاجئ الصخرية عليها رسومات قديمة تعود إلى العصر الحجري، وتعد من أقدم الدلائل على التواجد الإنساني في الهند. ظهرت أولى المستوطنات البشرية الدائمة منذ حوالي 9000 سنة، وعرفت هذه الحضارات الأولى باسم حضارات وادي السند، شهدت عصرها الذهبي عصورها أثناء الفترة من 2600 ق.م حتى 1900 ق.م. منذ القرن الخامس قبل الميلاد، تشكلت عدة ممالك مستقلة. كانت مملكة ماوريا والتي نشأت في شمال البلاد أهمها على الإطلاق، وحد ملوكها بلاد الهند لأول مرة، واشتهر من بينهم أشوكا بعد أن تحول إلى الديانة البوذية مع حلول سنوات 180 ق.م الميلاد - أحمد شلبي، أديان الهند الكبرى، الطبعة الحادية عشر، (القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 2000م)، ص173،174. ، أخذت الغزوات القادمة من آسيا الوسطى تتوالى، وتوالت معها الممالك المختلفة الأصول: هندية-إغريقية، هندية-بارتية، ثم مملكة "كوشان" أخيرا. حلت سلالة "كوبتا" منذ القرن الثالث للميلاد، وعاشت الهند معها عهدا ذهبيا. في الجنوب قامت ممالك عديدة: تشالوكياس، تشيراس وغيرهم. وعرفت العلوم والفنون، الرياضيات، الفلك، الهندسة، والفلسفة ازدهارا في ظل حكم هذه الأسر. بدأت الجيوش الإسلامية محاولاتها الأولى لفتح الهند منذ الفترة الأموية، حيث أن محمد بن القاسم وهو ابن عم الحجاج الثقفي غزا بلاد الهند سنة 93ه، وكان ملك الهند آنذاك يدعى داهر فقتل الملك وثلة من الذين معه، ثم سارت الجيوش الإسلامية إلى مدينة الكبرج ورجعوا بغنائم وأموال لا تحصى. استقرت رقعة الدولة الإسلامية على حدود نهر السند منذ قواعدهم في أفغانستان أطلق الغزنويون أولى الحملات لغزو بلاد ما وراء السند، انتهت هذه المرحلة مع قيام سلطنة دلهي، أولى الممالك الإسلامية المستقلة في الهند. استطاعت دولة آل تغلق (ح 1350م) أن تضم أغلب أراضي شبه الجزيرة الهندية (عدا مناطق أقصى الجنوب). في القرن السادس عشر شكل قدوم المغول الحدث الفارق في تاريخ الهند، استطاع هؤلاء أن يؤسسوا حضارة جديدة، تمازجت فيها الثقافتان الهندية والإسلامية. كانت مناطق أقصى الجنوب الاستثناء الوحيد في تاريخ الهند، فقد عاشت هذه بمعزل عن التطورات السياسية للقارة الهندية. بدأ الأوروبيون منذ اكتشاف الطرق البحرية الجديدة يتوافدون إلى الهند، وكانت الآفاق التجارية التي تمثلها هذه البلاد الغنية حافزا لتنافس كل من البرتغاليين، الفرنسيين والإنكليز فيما بينهم، استغل هؤلاء مرحلة الضعف والانقسام الطائفي التي كانت تعيشه الهند لإنشاء مستعمرات جديدة لهم. فرضت القوى الغربية قوانين جديدة كان هدفها استغلال موارد البلاد إلى أقصى درجة، حاول الهنود التمرد على الوضع الجديد، فقامت ثورة شعبية عام 1857م ضد شركة الهند الشرقية البريطانية، انتهت الثورة بالقضاء على مظاهر الحكم المغولي في الهند وأصبحت البلاد منذ ذلك العهد مستعمرة خاضعة للتاج البريطاني. قاد الماهاتما غاندي حركة سلمية تتمسك بمبدأ ـ"لا عنف"، استطاعت بعد سنوات طويلة من الكفاح أن حصل على وعد بالاستقلال. في يوم 8 أغسطس1949م تم الإعلان عن استقلال الهند رسميا، ثم أصبحت البلاد منذ 26 يناير 1950م جمهورية. السكان: يبلغ عدد السكان في الهند نحو 1022021000 نسمة (16% من سكان العالم)، وبكثافة عالية تبلغ نحو 311 نسمة/كم، ويسكن 74% من السكان في المناطق الريفية، بينما يعيش 26% في المدن. وفي فترة الثمانينيات من القرن العشرين، ازداد عدد السكان بمعدل 18 مليون نسمة في السنة مع تطور الخدمات الصحية وانخفاض معدل الوفيات مما أدى إلى زيادة كثافة السكان في المدن والريف وإلى حدوث كثير من المشكلات الاجتماعية - الهند، https://www.marefa.org/الهند، 26/12/2017م.. لغات أهل الهند: أما لغاتهم فهي على نحو سبع وأربعين ومائة لغة، وهي متفرعة من أصلين: أحدهما (سنسكرت)، وهذه اللغة لا يتكلمون بها، ولكن كتب علومهم الدينية مكتوبة بها، ومن فروعها ( بنكله) و (بهاشا) (وأريا) و(الكجراتي) و(المرهتي) و(البنجابي) و(أردو) وغيرها، والثانية لغة أهل الهند الأصلية، ومن فروعها: (تامل) و(التلنكي) و(ملايام) وغيرها، وهي شائعة في البلاد الجنوبية، وهذه لغات الهند الأصلية. - عبد الحي بن فخر الدين الحسيني، الهند في العهد الإسلامي، د ط، (الهند: دار عرفات، 2001م)، ص84. المبحث الثاني: دخول الإسلام في الهند إذا أمعنا النظر في تاريخ دخول الإسلام في الهند، نجد أن الإسلام دخل الهند عبر ثلاث طرق، إما بطريق التجارة التي تهدف وصول الدعوة الإسلامية في الهند. وقد توفرت الجهود لذلك من قبل التجار العرب. وإما بطريق الغزو والفتح الذي يهدف نشر الدعوة الإسلامية، حيث توالى الغزو والفتوح منذ عهد الخلفاء الراشدين حتى العهد الأموي. ولكن هذه الخطة ما وجدت روحها الأصلية. وإما بطريق الغزو والفتح أيضا، لكن هذه المرة أدت إلى عهد التحكم في الهند ببدأ الدولة الغزنوية. المطلب الأول: من خلال الدعوة بطريق التجارة وصل الإسلام إلي الهند مبكرا وتمثل أول قدوم للإسلام عبر محور بحري انتقل الإسلام عبره عن طريق التجار العرب الذين تعاملوا مع مواني سواحل الهند وحمل التجار العرب الجديد في بدايته إلى الهند - عبد المنعم النمر، تاريخ الإسلام في الهند، الطبعة الأولى، (بيروت: المؤسسة الجامعية، 1981م)، ص88. ، وأصبح في كل ميناء أو مدينة اتصل بها العرب جماعة مسلمة، ومما لاشك فيه أن الرحلات التي كانت تسهل مهمتها الرياح الموسمية أثمرت في انتشار الإسلام على طول سواحل الهند، وظل الإسلام في الجنوب يتسم بطابع الدعوة السلمية، وأقبلت الطبقات المنبوذة والمستضعفة على اعتناق الإسلام، وغيرهم من الجماعات التي خلصها الإسلام من القيود الطبقية، ولا زال الإسلام يكتسب أنصارا جددا في مناطق الساحل الغربي والشرقي من الطبقات المستضعفة، ولقد نشط هذا المحور وانتقل الإسلام من الساحل نحو الداخل في هضبة الدكن، واستقرت جماعات عديدة من العرب في الدكن. ولقد عبر الإسلام من ساحل ملبار إلى جزائر ومالديف، ومعظم أهل الجزر الآن من المسلمين، ويدين سكان هذه المناطق في دخولهم الإسلام إلى التجار العرب والفرس، وهكذا انتشر الإسلام في جنوب الهند بالحكمة والموعظة الحسنة عن طريق هذا المحور البحري، الذي نقل الإسلام إلى المناطق المجاورة للهند. - الإسلام في الهند، https://ar.wikipedia.org/wiki/الإسلام_في_الهند#cite_note-16، 26/12/2017م. المطلب الثاني: من خلال الدعوة بطريق الفتح لما أكرم الله العرب بالإسلام، وطلع فيهم الشعور بفرضية نشر الدعوة في كل أنحاء العالم لإزالة الظلم والظلمات، انتشروا بهذه المسؤولية. وكان الفرس والروم هما الشغل الشاغل للمسلمين إذ كانت هاتان الدولتان أكبر في ذلك الوقت. وإذا كان الخليفة ورجال الشورى وقادة الفتح منصرفين بكل طاقتهم وإمكاناتهم لحرب الظلم والاستبداد في الدولتين الكبريين فارس والروم، فإن ولاة المناطق التي كانت تتعامل مع الهند لم يمنعهم مانع من العمل على نشر الإسلام في الهند ورفع الظلم عنها - محمود شاكر، التاريخ الإسلامي، الطبعة الثانية، (بيروت: المكتب الإسلامي، 1997م)، ج19،ص9-12.. 1- عهد الخلفاء الراشدين كانت الجهود لفتح الهند مستمرة في الخلافة الراشدة، وبدأت من خلافة عمر بن الخطاب، حيث وجه عثمان بن أبي العاص الثقفي أخاه الحكم في جيش إلى (تانه) شمال مدينة بومباي، ووجهه مرة أخرى في جيش إلى (بروص) في مقاطعة (كوجرات) شمال (سورت)، فلقي العدو وانتصر عليه. ووجه أخاه الآخر (المغيرة) إلى (الديبل) على مقربة من مدينة كراتشي اليوم. وبعث الحكم بن أبي العاص الثقفي بشارة الفتح إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبعث إليه بالأحماس مع صحار العبدي. وفي عهد عثمان رضي الله عنه، بعث والي العراق عبد الله بن عمرو بن كريز إلى الهند حكيم بن جبلة العبدي فظفر، فلما رجع من الغزر أرسله والي العراق إلى الخليفة، فلما وصل إليه طلب منه أن يصف الهند، فقال: ماؤها وشل، وثمارها دقل، ولصها بطل، إن قل فيها الجيش ضاعوا، وإن كثروا جاعوا، فطلب الخليفة من ولاته على المشرق عدم غزو الهند بعدها. وأرسل الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إلى بلاد السند (تاغر بن دعر) عام 38ه، فوصل إلى بلاد القيقان، وبعث رضي الله عنه في إثره حارث بن مرة العبدي ظفر وأصاب مغنما، وذلك في أواحر عام 38ه وأوائل العام الذي تلاه، ولكنه قتل فيما بعد وأكثر من معه عام 42ه أيام خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنها - محمود شاكر، التاريخ الإسلامي، ص12،13.. 2- عهد الدولة الأموية أن محمد بن القاسم وهو ابن عم الحجاج الثقفي غزا بلاد الهند سنة 93هـ، وكان ملك الهند آنذاك يدعى داهر فقتل الملك وثلة من الذين معه، ثم سارت الجيوش الإسلامية إلى مدينة الكبرج ورجعوا بغنائم وأموال لا تحصى. ثم أعاد محمد بن القاسم الغزو بعد عامين فقط، حيث داهم مدينة المولينا أو الملتان وأخذ منها أموالا طائلة - محمود شاكر، التاريخ الإسلامي، ص13-16.. ويوجد الإلمام الإشاري من قبل عبد الله حسين في كتابه "المسألة الهندية" - عبد الله حسين، المسألة الهندية، ط:د، (القاهرة: شركة كلمات عربية للترجمة والنشر، د ت)، ص73. . المطلب الثالث: من خلال الدعوة بطريق الحكم والسياسة استقر الحكم الإسلامي في الهند ورسخت أقدامه وقامت له دولة منذ أن بدأ السلطان التركي المجاهد محمود الغزنوي فتوحاته العظيمة في الهند سنة (392 هـ = 1001م)، وامتد لأكثر من ثمانية قرون، تعاقبت في أثنائها الدول والأسر الحاكمة، ونعم الناس بالأمن والسلام، والعدل والمساواة، وازدهرت الحضارة على النحو الذي لا تزال آثارها الباقية في الهند تخطف الأبصار وتبهر العقول والألباب. كانت إمبراطورية المغول في الهند آخر دولة حكمت الهند، ودام سلطانها نحو ثلاثة قرون، منذ أن أسسها ظهير الدين بابر في النصف الأول من القرن العاشر الهجري. المبحث الثالث: المماليك الإسلامية في الهند توالت مماليك ودول عديدة في الهند عبر التاريخ، بطريق الغزو والفتح، كلها أدارت الهند بشكلها، ومن أشهر تلك المماليك أربع مماليك تجدر بالذكر، وهي: الدولة الغزنوية، والدولة الغورية، والدولة المملوكية، والدولة المغولية. وقد أتيت في التالي ببعض الإلمامات الملخصة لتلك الدول. أولا الدولة الغزنوية (1001م-1186م)، أسسها محمود الغزنوي: حينما تجزأت الدولة العباسية، قامت عدة دول رغم بقاء الخلافة في بغداد، وكانت هذه الدول أو الإمارات تعد نفسها تابعة اسمية للدولة العباسية، ومن هذه الدول السامانية التي ورثتها الدولة الغزنوية في غزنة التي أعطت الدولة اسمها. أسس الدولة الغزنوية سبكتكين، وخلفه ابنه الأصغر إسماعيل، غير أن ابنه الأكبر محمود انتزع الحكم من أخيه عام 388ه، ونذر نفسه للجهاد في سبيل الله، فدخل الهند عن طريق ممر خيبر، وفتح (قنوج) و(كوجرات) وهدم معبد (سومنات) بعد فتحها، وكان الهنود يعدون هذا المعبد مكان تناسخ الأرواح، وأن مد البحر وجزره صلاة له، ويعود الفضل ي انتشار الإسلام في تلك الأصقاع بعد الله إلى محمود الغزنوي. خلف محمودا ابنه مسعود ففتح مدينة (بنارس) على نهر الغانج، وبعده ساد الاختلاف، واستمر حكم الغزنويين حتى عام 555ه. - محمود شاكر، التاريخ الإسلامي، ص16،17. وقد أشار إليه عبد المنعم النمر بالتفصيل - عبد المنعم النمر، تاريخ الإسلام في الهند، ص111،132. . أبرز الحكام الغزنويين في الهند وفترات عهودهم: محمود الغزنوي (998م -1030م). محمد الغزنوي (1030م -1031م). مسعود بن محمود الغزنوي (1031م -1041م). مودود الغزنوي (1041م -1049م). عبدالرشيد بن محمود (1050م -1052م). فرروح زاد (1052م -1059م). إبراهيم بن مسعود (1059م -1099م). مسعود بن إبراهيم الغزنوي (1099م -1115م). بهرام شاه الغزنوي (1117م -1157م). ثانيا الدولة الغورية (1171م-1181م)، أسسها شهاب الدين محمد الغوري : خلفت الغزنوية، ووصلت إلى البنغال، ولم يحكم من ملوكها سوى شهاب الدين محمد الغوري، ودخل مملوكه قطب الدين أيبك، مدينة دهلي، وجعلها مقر حكمه، وعين نائبا له على ما وراء نهر الغانج محمد بن بختيار خلجي، فأخذ بيهار، واتخذ مدينة (رانغبور) قاعدة له، ثم استولى على البنغال. أعتق شهاب الدين محمد الغوري مملوكه قطب الدين أيبك، ومات الغوري عام 602ه، فورثه قطب الدين أيبك إذ لم يكن للغوري وريث. - محمود شاكر، التاريخ الإسلامي، ص17. ثالثا الدولة المملوكية (656ه-923ه)، أسسها قطب الدين أيبك: دولة قطب الدين أيبك اتخذ أيبك مدينة (لاهور) قاعدة لمملكته، ولم يلبث أن توفي عام 607ه فخلفه ابنه (آرام شاه)، غير أن ولاته قد استقلوا بما تحت أيديهم - عبد الحي بن فخر الدين الحسيني، الهند في العهد الإسلامي، ط:د، (مجمع الإمام أحمد بن عرفان الشهيد، 2001م)، ص164-166. . دولة إيلتمش كان شمس الدين إيلتمش مملوكا لقطب الدين أيبك، فلما تولى حكم (لاهور) آرام بن قطب الدين أيبك استقل إيلتمش في مدينة دهلي، وأسس أسرة حاكمة استمرت في حكمها في مدينة دهلي ختى عام 664ه، وكان الخلجيون قد استقلوا في البنغال، ولكن إيلتمش انتزعها منهم. وكان العهد المملوكي بدأت سنة 656ه، وانتهى سنة 923ه حينما دخل العثمانيون مصر، وأخذوا الخلافة لأنفسهم، من الخليفة العباسي الذي لم يكن له سوى الاسم - عبد الحي بن فخر الدين الحسيني، الهند في العهد الإسلامي، ص166. . لقد قامت في الهند في هذا العهد دول ضعيفة، ومماليك متعددة في أرجاء الهند ومنها: 1- في دهلي حكمت: أسرة بلبن (664-689ه). الخلجيون (689-720ه). آل تغلق (720-815ه). آل خضر (815-855ه). اللوديون (855-932ه). 3- في السند توالت بالحكم أربع أسر حتى منتصف القرن الثالث الهجري، وهي: أسرة (سومرة)، ثم أسرة (سمة)، ثم أسرة (ستمكان)، ثم أسرة (شاه بيك القندهاري). 4- في الملتان استمر الحكم إلى عام 847ه حين دخل بابر شاه التيموري الهند فضم الملتان إلى بلاد السند. 7- في البنغال حكم الخلجيون البنغال من عام 599ه إلى 624ه. ثم توالى عليها الحكام، وأخيرا تجزأت، وحكمها حسين بن أشرف الحسيني وأبناؤه من بعده حتى عام 945ه، ثم شيرياه السوري. 8- في الدكن كان عدة مماليك: ملوك خانديس إلى 1009ه. ملوك مالوه إلى 921ه. ملوك بيجابور إلى 1097ه. ملوك أحمد نكر إلى 1042ه. ملوك كلكندة وحيدر أباد إلى 1096ه. ملوك برار إلى نهاية القرن العاشر. - محمود شاكر، التاريخ الإسلامي، ص17-23. رابعا الدولة التيمورية (المغولية) (1526م-1707م)، أسسها ظهير الدين محمد بابر: كان أحد أحفاد تيمورلنك وهو محمد بابر شاه يحكم غزنة في بلاد الأفغان، بينما كانت الأسرة اللودية تحكم دهلي، وكان أفراد منها بعضهم على خلاف مع بعض، وتمكن أحدهم وهو إبراهيم أن ينتصر على منافسيه، فأظهروا له الطاعة، واتصلوا مع محمد بابر شاه (ظهير الدين)، وطلبوا منه السير إلى الهند، فلبى الطلب، ودخل لاهور عام 930ه، واشتبك مع قوات إبراهيم اللودي التي يقودها بنفسه في معركة طاحنة (عرفت بمعركة بانيبت) قتل إبراهيم فيها، وتقدم ظهير الدين، وجعل مقر حكمه مدينة (أغره) وذلك عام 932ه. وقف في وجه ظهير الدين محمد بابر شاه الراجبوت وأمراء اللوديين، وأعلن محمود خان أخو إبراهيم نفسه سلطانا، وشكلوا حلفا ضد ظهير الدين، فأعلن الجهاد ضد الكفرة من براهميين وغيرهم ومن يتعاون معهم، وبدأ بنفسه فأعلن التوبة من المعاصي، فأطاعه الناس، وحارب خصومه وانتصر عليهم، وبعدها أعلن التسامح الديني كي يتمكن من فرض السيطرة، وتوالى أبناؤه في الحكم من بعده، وأخذ حفيده محمود جلال الدين (أكبر شاه) السلطة وحاول أن يوجد دينا جديدا مزيجا من الإسلام والبراهمة والبوذية والزراداشتية ليتمكن من حكم الهند، ورأى أن يكون الدين كاللغة التي انتشرت أيام المغول، وهي لغة الأردو، التي هي مزيج من التركية، والفارسية، والعربية، وبعض الكلمات الأجنبية، وذلك عام 986ه. ولما تولى السلطة (محيي الدين محمد أورنكزيب عالمكير) عام 1069ه، عمل على تدوين الفقه، وأبطل ما ابتدعه (أكبر شاه)، ووسع ملكه، وكان صالحا، غير أن ابنه من بعده (قطب الدين محمد معظم بهادور شاه) قد اتخذ الشيعة مذهبا له، وعظمت قوة السيخ والهندوك في عهده، وأخذت الدولة تميل نحو الضعف، ثم أخذت تستقل المقاطعات، إذ استقلت الدكن، وسيطر السيخ على البنجاب، وغلب المهراتا على كوجرات، واستقت (أوده) بين بيهار وقنوج، وانفصلت البنغال - عبد المنعم النمر، تاريخ الإسلام في الهند، ص234-400. . وكان آخر ملوك الأسرة التيمورية (بهادور شاه) ويكنى أبا ظفر، وفي أيامه حدثت الثورة عام 1273ه. - محمود شاكر، التاريخ الإسلامي، ص25،26. أبرز الحكام المغوليين في الهند ومدة عهودهم: ظهير الدين محمد بابر من 30 أبريل 1526م إلى 26 ديسمبر 1530م. ناصر الدين محمد همايون بن بابر من 26 ديسمبر 1530م إلى 27 يناير 1556م. أبو الفتح جلال الدين محمد أكبر بن همايون من 27 يناير 1556م إلى 27 أكتوبر 1605م. أبو المظفر نور الدين محمد جهانكير بن محمد أكبر من 15 أكتوبر 1605م إلى 8 نوفمبر 1627م. شهاب الدين شاه جهان خسرو بن جهانكير من 30 ديسمبر 1627م إلى 8 مارس 1658م. أبو المظفر محمد أورنكزيب عالمكير بن محمد شاه جهان من 31 يوليو 1658م إلى 3 مارس 1707م - قائمة سلاطين مغول الهند، https://ar.wikipedia.org/wiki/قائمة_سلاطين_مغول_الهند، 2/1/2018م.. الفصل الثاني: معالم حضارة المسلمين في الهند المبحث الأول: معالم حضارة المسلمين في العلوم المبحث الثاني: معالم حضارة المسلمين في الفنون المبحث الثالث: معالم حضارة المسلمين في الهندسة والمعمارية المبحث الأول: معالم حضارة المسلمين في العلوم إن المسلمين هم أكثر الشعوب حرصا على العلم، حيث أنهم لم يلبثوا بلدا إلا جعلوه مملوءا بالثقافات والحضارات خاصة في مجال العلم، ومن أشهر البلاد التي زينوها بجمال العلم والمعرفة، بلاد الهند. وهم تركوا في الهند مؤلفات ومكتوبات لا تحصى في جميع مجالات العلم والمعرفة. ولم يتركوا علما إلا كتبوا فيه كتبا لا يمكن أن تعد ولا تحصى. وقد وضعت إلمامات مختصرة لجهودهم في الثقافة والعلم في التالي. أولا العلوم الشرعية الدينية: وهي تشمل التفسير وعلومه، والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، وعلم الفرائض وغيرها. 1- في التفسير وأول من فسر القرآن باللغة العربية من علماء الهند هو نظام الدين حسن بن محمد بن حسين الشافعي، وكتابه "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" وقد تمت كتابته في "الدولت آباد" الدكن، ومن أشهر التفاسير: تبصير الرحمن وتيسير المنان المعروف بالتفسير الرحماني: ألف هذا الكتاب علاء الدين علي بن أحمد بن إبراهيم المهانمي المتوفى 835ه/1431م. يعد هذا التفسير من أشهر التفاسير القرآنية في الهند - عبد الجليل، مساهمة الهنود في العلوم الإسلامية (لمحة سريعة)، http://www.nidaulhind.com/2016/05/blog-post_90.html، 27/12/2017م.. سواطع الإلهام: مؤلفه أبو الفيض فيضي بن مبارك الناكوري، وهو من أكبر عباقرة الهند وأشهرها، في الأدب والفن، وتفسيره هذا يدل دلالة واضحة على نبوغه في العلوم وقدرته على الأخذ بناصية اللغة العربية. فتح الخبير بما لا بد في حفظه في علم التفسير: وهو من تأليفات أحمد بن عبد الرحيم المعروف بشاه ولي الله الدهلوي - عبد الجليل، مساهمة الهنود في العلوم الإسلامية (لمحة سريعة)، http://www.nidaulhind.com/2016/05/blog-post_90.html، 27/12/2017م.. البحر المواج، للقاضي شهاب الدين الدولة آبادي. نور النبي تفسير القرآن، للشيخ حسين بن خالد الناغوري. تفسير القرآن، للشيخ محمد بن يوسف الحسيني. كاشف الحقائق وقاموس الدقائق تفسير القرآن الكريم، للشيخ أحمد بن محمد التهانيسري الكجراتي - عبد الحي الحسني، الثقافة الإسلامية في الهند، الطبعة الثانية، (دمشق: مطبوعات مجمع اللغة العربية، 1983م)، ص164. . 2- في الحديث ومن أبرز المؤلفات في الحديث: لمعات التنقيح على مشكاة المصابيح: ألفه عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي، وهو من الشخصيات البارزة التي قامت بنشر الحديث وعلومه في شبه القارة الهندية. ويتحدث الدهلوي في هذا الكتاب عن الدقائق النحوية والشروح اللغوية والمشاكل الفقهية، وسلسلة الروايات لحديث الواحد، وأصول مأخذه والتلفظ الصحيح لأسماء وألقاب الرواة وما إلى ذلك. حاشية على صحيح البخاري: وهو لأبي الحسن السندي، الذي أدى خدمة بالغة للحديث في الهند شرحا وتأليف تدريسا - عبد الجليل، مساهمة الهنود في العلوم الإسلامية (لمحة سريعة)، http://www.nidaulhind.com/2016/05/blog-post_90.html، 27/12/2017م.. مشارق الأنوار، للشيخ الإمام حسن بن محمد بن الحيدر الصغاني اللاهوري. مصباح الدجى في حديث المصطفى، للشيخ المذكور. الشمس المنيرة، لليشخ المذكور. عين العلم والسبعين، للشيخ علي بن الشهاب الهمداني. كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، للشيخ علاء الدين علي بن حسام الدين الهندي - عبد الحي الحسني، الثقافة الإسلامية في الهند، ص142. . 3- في الفقه إن أكثر الناس تأليفا في الفقه وأصوله هم المسلمون الهنود، ومن مؤلفاتهم في الفقه وأصوله: الإنصاف في بيان سبب الاختلاف: هذا الكتاب للشاه ولي الله الدهلوي، يستعرض فيه الاختلافات الفقهية المتبعة لدى الفرق الإسلامية المختلفة. الفتاوى الهندية: (الفتاوى العالمغيرية): جمع هذه الفتاوى أربعة وعشرون رجلا من كبار علماء الهند، ومنهم القاضي محمد حسين الجونفوري. وهذا الكتاب من أشهر الكتب التي أنتجها العلماء الهنود في موضوع الفقه - عبد الجليل، مساهمة الهنود في العلوم الإسلامية (لمحة سريعة)، http://www.nidaulhind.com/2016/05/blog-post_90.html، 27/12/2017م.. حاشية الهداية، للشيخ الهداد الجونبوري. حاشية، للمولوي محمد حسن النبهلي. شرح مختصر الوقاية، للشيخ عبد الشكور الجونبوري. شرح كنز الدقائق، للمولوي محمد شكور - عبد الحي الحسني، الثقافة الإسلامية في الهند، ص105. . 4- في علم أصول الفقه وأشهر المؤلفات في علم أصول الفقه للمسلمين الهنود: النهاية والفائق، كلاهما للشيخ صفي الدين محمد بن عبد الرحيم الأرموي. شرح البزدوي، للقاضي شهاب الدين أحمد بن عمر الدولة آبادي. شرح الحسامي، للشيخ سعد الدين. إفاضة الأنوار في إضاءة أصول المنار للشيخ سعد الدين الدهلوي. توجيه الكلام شرح المنار للشيخ يوسف بن الجمال الملتاني - عبد الحي الحسني، الثقافة الإسلامية في الهند، ص124. . 5- في علم الفرائض وأبرز المؤلفات في علم الفرائض: منظومة في الفرائض، للسيد عبد الأول بن علي بن العلاء الحسني. الوجيز، للسيد أحمد بن مسعود الهرغامي. زبدة الفرائض، للشيخ عبد الباسط بن رستم علي بن علي أصغر القنوجي. الفرائض الارتضائية، للقاضي ارتضاء علي خان. الفرائض البرهانية، للفقيه برهان الدين الدبوي - نفس المرجع، ص129،130. . ثانيا علوم اللغة والأدب والتاريخ: وتشمل علم النحو، وعلم الصرف، وعلم البلاغة، علم اللغة، والأدب العربي وغيرها من العلوم. 1- في علم النحو وللمسلمين في الهند كتب كثيرة في علم النحو من أهمها: الإرشاد، للقاضي شهاب الدين أحمد بن عمر الدولة آبادي ثم الجونبوري، وله شروح منها: شرح الخطيب الكاذورني. ومن المؤلفات في النحو أيضا: هداية النحو، للشيخ سراج الدين بن عثمان الأودي. خلاصة النحو، للشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري. نادر البيان، للسيد أحمد بن مسعود الحسيني الهركامي. توضيح المرام في تحقيق الجملة والكلام لليشخ إلآهي بخشي الفيض آبادي. زبدة النحو، للمولوي محمد حسين المشلي شهري - محيي الدين الألوائي، الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، ط:1، (دمشق: دار القلم، 1986م)، ص415. . 2- في الصرف أشهر المصنفات في الصرف، نص صاحب تعداد العلوم على حسب الفهوم، أنه من مصنفات سراج الدين عثمان الأودي، وهو كتاب مقبول متداول منذ قرون متطاولة، وله شروح كثيرة لأهل الهند، كالتبيان شرح الميزان، للشيخ عبد الحي بن عبد الحليم الكهنوي، وشرح الميزان للمولوي وارث علي الدهلوي. ومن المصنفات في الصرف أيضا: ميزان الصرف، لوجيه الدين عثمان أمين حسين. كتاب التصريف، للشيخ حسين بن محمد يوسف الحسيني الدهلوي. أساس العلوم للشيخ يعقوب أبي يوسف البياني. هداية الصرف، للعلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي. فيض الصرف، للسيد حفاظه حسين الهندي - محيي الدين الألوائي، الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، ص417. . 3- علم اللغة فأول من صنف فيها على ما وقفت عليه الشيخ الإمام رضي الدين الحسن بن محمد بن الحيدر الصغاني، وله تأليفات فيها، كأسماء الفأر، وأسما الذئب، وأسماء الأسد، والنوادر، ومجمع البحرين في اثني عشر مجلدا، والعباب الزاخر في عشرين مجلدا. ومن المصنفات أيضا: العباب الزاخر (في عشرين مجلدا) للشيخ الإمام رضي الدين الحسن بن محمد الحيدر الصفاني. مجمع البحرين (في اثني عشر مجلدا) لنفس المؤلف. كتاب النوادرلنفس المؤلف. كتاب مجمع البحار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار (في أربع مجلدات) للشيخ محمد بن طاهر علي الكجراتي. كتاب منتخب اللغات، للشيخ عبد الرحيم الحسيني المدني - محيي الدين الألوائي، الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، ص418. . 4- علم البلاغة فأهل الهند قبل زمان الإسلام، فإنهم دونوا هذا العلم في لسانهم، واستخرجوا من الكلام أنواعا من البديع، ومنها مشتركة بين العرب وبينهم، كالتورية، وحسن التعليل، وتجاهل العارف، والمراجعة، والاستعارة، والتشبيه، والجناس، والسجع وغيرها. ولأهل الهند مصنفات كثيرة في المعاني والبيان والبلاغة، منها: ميزان البلاغة، للشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي. غصن البان بمحسنات البيان، للسيد صديق حسن خان القنوجي. ملخص البلاغة، للسيد محمد حكم بن محمد علم الله البريلوي. كتاب البلاغة، للشيخ شمس الدين الحيدر آبادي. المقال الطريف، للمولوي عبد الغنى بن محمد مير الفروخ آبادي - نفس المرجع، ص419. . 5- في الأدب العربي فمن أدباء الهند، الشيخ سعد بن مسعود بن سلمان اللاهوري، وهو أول من برع في العلوم العربية من أهل الهند، وأكثر في الشعر، وجمع ديوانا له ولكنه طارت به العنقاء. ومنهم الأمير خسرو بن سيف الدهلوي، فإنه مع مراعاته في لغة الفرس كان ماهرا بالعلوم العربية. ومن المؤلفات في هذا الباب لأهل الهند: ديوان الشعر العربي، للشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي. ديوان الشعر، للشيخ فضل الحق بن فضل إمام الخير آبادي. مفتاح اللسان في المحاورات العربية للشيخ أوحد الدين البلجرامي. بهجة المجالس، للشيخ بناه عطاء بن كريم عطا السلواني. الخطب المنبرية، للسيد صديق حسن خان القنوجي - محيي الدين الألوائي، الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، ص420. . ثالثا علم المعاجم: قال الدكتور محمد عبد الحفيظ العريان: "فقد أصبحنا اليوم نسمع في كل ساعة عن ابتكار جديد اكتشفه العلماء هنا وهناك ومن ثم كان لا بد للإنسان من شيء يرجع إليه إذا ما وقف أمامه لفظ لا يعرف كنهه أو جاش بخاطره معنى لا يعرف لهقالبا لغويا يعبر به عنه وهذا الشيء المقصود هو ما نسميه بالمعجم أو القاموس ومن ثم كانت الحاجة ماسة إلى وجود هذا النوع من التأليف اللغوي" - د. محمد عبد الحفيظ العريان، المعاجم العربية المجنسة في ضوء علم اللغة الحديث، الطبعة الثانية، (القاهرة: دار الطباعة المحمدية، 1989م)، ص4،5.. أول من صنف من أهل الهند في هذا الباب رضي الدين الحسين بن محمد الصغاني وله فيه مؤلفات عدة كأسماء الفأر وأسماء الأسد وأسماء الذئب والعباب الزاخر واللباب الفاخر. ومن مؤلفات أدباء شبه القارة في هذا المجال أيضا تاج اللغات للمفتي إسماعيل بن وجيه الدين في ثلاثة مجلدات والقول المأنوس في صفات القاموس للمفتي سعد الدين بن نظام الدين المراد آبادي وتاج العروس شرح القاموس لمرتضى الزبيدي البلكرامي كتاب مشهور بين أمصار العرب - أحمد إدريس، الأدب العربي في شبه القارة الهندية حتى أواخر القرن العشرين، الطبعة الأولى، (مصر: عبن للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، 1998م)، ص115،116.. رابعا التاريخ والسير والطبقات: أما أهل الهند من المسلمين، فإنهم شديدو الرغبة في التاريخ والطبقات والسير، لهم مصنفات كثيرة فيها، وغالبها في تاريخ الملوك والمشايخ الصوفية والشعراء، ولهم مصنفات كثيرة في التاريخ والسير والطبقات، قد ذكرت بعضا منها مرتبة حسب الأجزاء من التاريخ. 1- تاريخ الهند الخاص ومن أهم المؤلفات في هذا المجال: تاج المآثر، للشيخ صدر الدين محمد بن حسن النظامي. تاريخ السند أو (التاريخ القاسمي) للشيخ علي بن حامد الكوفي السندي. التاريخ الكبير، للشيخ كبير الدين العراقي. تاج الفتوحات، للأمير خسرو في غزوات جلال الدين الخلجي. تاريخ الهند، للمولوي مسيح الدين الكاكوروي - محيي الدين الألوائي، الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، ص422. . 2- التاريخ العام وأبرز المصنفات في التاريخ العام: تذكرة الكرام في تاريخ خلفاء العرب والإسلام، للسيد محمد كبير محمد الدانابوري. جامع التوارخ، للقاضي فقير محمد الغريدبوري. روضة الأدباء في تاريخ شعراء العرب، للمولوي محمد دسن البنجابي. تاريخ العرب، للسيد شاه محمد أكبر. تاريخ الإسلام، للسيد أمير علي - نفس المرجع، ص424. . 3- المغازي والفتوحات الإسلامية ومن أشهر المؤلفات في هذا الباب: كتاب المغازي، للمولوي أحمد علي بن محمد علي الحسيني الطوقي. فتوح مصر، للسيد مهدي حسين بن محمد حسين السيد بنوري. نور الأبصار، للسيد إبراهيم بن محمد تقي الشيعي اللكهنوي. صمصام الإسلام في فتوح الشام، للسيد عبد الرزاق بن محمد سعيد الحسيني. فتوح العجم، للمولوي بشارة علي بن علي مردان اللكهنوي - محيي الدين الألوائي، الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، ص426. . 4- في السيرة النبوية وأبرز المؤلفات في السيرة النبوية: الحدائق الخضرة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه العشرة، للسيد عبد القادر بن الشيخ الحضرمي الكجراتي. كتاب الشمائل، للسيد عبد الأول بن علي بن العلاء الحسيني الدهلوي. مطلع الأنوار البهية في الحلية النبوية، للشيخ المحدث عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي. كشف الأسرار في خصائص سيد الأبرار، للمولوي ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي. أمير السير في حال خير البشر، للمولوي بهادر خان الدهلوي - نفس المرجع، ص427. . 5- سير الصحابة وأئمة المسلمين ومن أهم المؤلفات عن سير الصحابة وأئمة المسلمين: الصديق في سيرة سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، للحافظ عبد الرحمن الأمرتسري. المرتضى في سيرة سيدنا علي المرتضى كرم الله وجهه، لنفس المؤلف. سيرة الفاروق، للسيد مرزا حيرت الدهلوي. سيرة خالد بن الوليد رضي الله عنه، للسيد إبراهيم الحيدر آبادي. سيرة عمر بن عبد العزيز، للمولوي عبد القادر بن عبد الله الموي - نفس المرجع، ص28،29. . خامسا المنطق والمناظرة: أما مصنفات أهل الهند في آداب البحث والمناظرة، فأشهرها الرشيدية، للشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري المتوفى سنة 1083م، وهو شرح الشريفية مقبول متداول في أيدي الناس تعليقا وتدريسا، ومن المصنفات المشهورة أيضا: سلم العلوم، للقاضي محب الدين بن عبد الشكور البيهاري. غاية العلوم ومعارف الفهوم، للشيخ حسين بن علام مصطفى الأنصاري اللكهنوي. المرقاة، للشيخ فصل إمام بن محمد أرشد الحير آبادي. رسالة المنطق، للشيخ حبيب الله القنوجي. وصول المنطق، للسيد أبي صالح الكانبوري - محيي الدين الألوائي، الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، ص433. . سادسا الهندسة: فعلماء الهند خاضوا في هذا الفن وأتوا بالدرر الغرر، أما القدماء منهم فلم يصل إلينا أخبارهم، وأما المتأخرون فقد وصل إلينا شرذمة قليلة، منهم عبد الباقي التستوي، كان له يد بيضاء في الهندسة، اخترع الأشكال الهندسية. ومن المصنفات في الهندسة لأهل الهند: شمس الهندسة، للسيد فخر الدين خان الحيدر آبادي. منتخب التحرير في الهندسة، لمولانا حسن علي الجونبوري. المخروطات الهندسية، للمفتي علي كبير بن علي محمد الجونبوري. نور الأنظار في علم الأبصار، للقاضي عناية الرسول بن علي أكبر الشياكوتي. زبدة الحساب، للقاضي محمد بن محمد المدراسي - نفس المرجع، ص435. . سابعا العلوم الفلكية: وقد خاض علماء الهند في هذا الفن وأتوا بمؤلفات قيمة في فروعه، وكانت دلهي وأجرا وبيجابور وأحمد أباد، من المراكز العلمية والنظرية للفنون الفلكية. ومن المصنفات المشهورة في هذا الفن: تشريح الأفلاك، للشيخ عصمة الله السهارنبوري. حاشية المجسطي، للسيد ميرزا خير الله المهندس الدهلوي. رسالة الهيئة، للقاضي محمد بن محمد المدراسي. مواقع النجوم، للمفتي عناية أحمد الكاكوروي. رسالة في تحقيق الشهور، للشيخ محمد سليم الجونبوري - محيي الدين الألوائي، الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، ص436. . ثامنا الطب: لما فتح المسلمون الهند وتسلطوا على معظم بلاده، وبسطوا أيديهم للبذل والعطاء، وفد عليهم الأطباء عهدا بعد عهد من نواحي الأرض، وسكنوا في بلاد الهند، ودرسوا وأفادوا، وأحذ عنهم أهل الهند إلى عهد عالمغير بن شهجهان التيموري، ثم تتابع الناس فيه، وكثر الأطباء من أهل الهند. ومن المصنفات لهم في هذا الفن: معدن الشفاء، للحكيم بهوه بن خواص خان. الطب الهندي، للحكيم محمد أكبر بن محمد الأرزاتي الدهلوي. المفردات الهندية، للحكيم محمد شريف خان الدهلوي. مصباح الأدوية، للسيد محمد حسن. الرسالة في أمزجة الأدوية، للحكيم شفاء الدولة، فضل علي بن أكبر علي الفيض آبادي - نفس المرجع، ص438،439. . المبحث الثاني: معالم حضارة المسلمين في الفنون ومن ميزات الحضارة الإسلامية في الهند، ورزانتها وحب الحق، وموقفها الحازم، وجهة نظرها المعتدلة إزاء الفنون الجميلة، وتقديرها للصفاء والجودة، والنظافة والجمال، غير أن هذه الحضارة تخرم بعض ما تسميه أوروبا من الفنون الجميلة (Fine arts) مثلا الرقص، ورسم صور الحيوانات ونحت التماثيل - أبو الحسن علي الحسني الندوي، المسلمون في الهند، الطبعة الأولى، (بيروت: دار ابن كثير، 1999م)، ص94. . وفي التالي يعض الإلمامات للفنون الإسلامية التي قدمها المسلمون في الهند أثناء عهدهم الحكمي: واصل المرسم الملكي لأباطرة المغول بالهند إنتاج المخطوطات والتصوير بعد وفاة جلال الدين أكبر مؤسس المرسم وعلى الرغم من تراجع دوره قليلا في عهد جهانكير، فإن هذا الإمبراطور كان له مرسمه الخاص منذ كان وليا للعهد ويعرف باسمه كأمير أي مرسم سليم وثمة صور تحتفظ بها مكتبة رضا في رامبور بالهند يعتقد أنها من عمل هذا المرسم في حوالي العام 1600م ومنها صورة لصراع بين الفيلة. وقد اهتم جهانكير بعمل صور دقيقة للحيوانات والطيور النادرة التي كانت تصل لبلاطه كهدايا أو بالشراء ولذلك توجد عدة ألبومات وصور مفردة لتلك الثروة من الكائنات الحية، بل إن المصورين في عهده عنوا أيضا بتسجيل الزهور والورود التي كانت تزدان بها بساتين قصور الإمبراطور، ومن أشهر هذه الصور صورتان لماعز جبلي أبيض حمل إلى جهانكير من جبال أفغانستان واحدة منها يحتفظ بها متحف فيكتوريا وألبرت بلندن. وقد ترك لنا جهانكير مخطوطا رائعا عن سيرته يضم صورا ذات طابع توثيقي لكل الأحداث المهمة والاحتفالات الكبيرة التي حدثت في عهده ومنها صورة للاحتفال برش ماء الزهر وهو عيد هندي يعرف باسم آب باشي أب ويبدو من التصميم العام للصورة استمرار التأثيرات الإيرانية، خاصة من زاوية التصميم الدائري، حيث يتوسط جهانكير الجالس على عرشه تحت المظلة مركز التصويرة، بينما وزعت الحاشية حوله على شكل دائري مألوف في مدارس التصوير الإسلامي في إيران وهراة فضلا عن اتباع منظور عين الطائر حتى ليبدو المنظر الذي تدور وقائعه في حديقة القصر وكأنه صور من أعلى ليبدو السور الداخلي بزخارفه الرخامية، وتتميز الصورة بطابع توثيقي واضح لا سيما من جهة الحرص على توثيق ملابس وحلي السلطان أثناء الاحتفالات وبيان تعدد الأعراق في البلاط ثم الطقوس الخاصة برش ماء الزهر كما كان يجري الاحتفال بذلك سنويا - د. أحمد الصاوي، التصوير المغولي يلتزم بقواعد رسم «المنمنمات» الإسلامية، http://www.alittihad.ae/details.php?id=61881&y=2014&article=full، 26/12/2017م.. تأثر الأوروبية بفنون الهند وقد شهدت الفترة الأخيرة من حكم جهانكير بداية ظهور التأثيرات الأوروبية على التصوير الإسلامي وخاصة من ناحية مراعاة قواعد المنظور والتعبير عن العمق أو البعد الثالث والعناية بتمثيل الظل والنور، وذلك تحت تأثير النشاط الاستعماري الذي تمددت أنشطته بعد اكتشاف الأميركيتين لتصل إلى قلب العالم الإسلامي، وقد تركت الصور الأوروبية أثرا كبيرا على ذوق الملوك في الشرق خاصة مع وصول بعض الرسامين الإيطاليين لبلاد الهند وقيامهم بعمل صور شخصية للأباطرة، والحقيقة أن تأثير التصوير الأوروبي على المدرسة المغولية تجاوز بمراحل قواعد الرسم المحاكي للواقع إلى محاولة تقليد موضوعات الصور الأوروبية بما في ذلك الموضوعات الدينية المسيحية، ومن الملفت للنظر أن صور السيدة العذراء على وجه الخصوص كانت موضع عناية المصورين المسلمين في محاولاتهم لتمثل قواعد التصوير الأوروبي، كما نرى في التصوير الصفوي، وقبل ذلك في التصوير المغولي بالهند، ومن ذلك تصويرة بريشة الفنان الهندي كوسفا داس محفوظة في متحف حيدر آباد بنقلها غلبا من لوحة تمثل السيدة العذراء جالسة في حديقة مع طفلها وتحت قدميها كلب أبيض بينما تعد سيدة لها كأس شراب وتقف أخرى عند شجرة تراقب الموقف، وقد حاول الفنان تمثل قواعد المنظور من ناحية كبر حجم الأشخاص في مقدمة الصورة عن الواقفين في الخلفية، وكذلك التعبير عن العمق فضلاً عن استخدام الألوان المألوفة في الصور الأوروبية إلا أن عمله لا يخلو من لمسة شرقية هندية واضحة تفصح عن نفسها في طريقة رسم الحديقة والتي تشبه رسم الخلفيات في الصور المغولية الهندية ناهيك عن الملامح الهندية الصريحة لكل الأشخاص المرسومين في الصورة - د. أحمد الصاوي، التصوير المغولي يلتزم بقواعد رسم «المنمنمات» الإسلامية، http://www.alittihad.ae/details.php?id=61881&y=2014&article=full، 26/12/2017م.. شاه جهان وبلغ التأثير الأوروبي مداه في عهد شاه جهان الذي بلغ خلاله المرسم الملكي ذروة نضجه الفني خاصة مع العناية الكبيرة التي أولاها الإمبراطور بالصور الشخصية سواء لشخصه الملكي أو لرجال البلاط ومشاهير عصره، وقد جُمع عدد كبير من صور شاه جهان في ألبوم خاص يحمل اسمه وهي صور تمتاز بكبر حجمها ودقة تعبيرها عن الواقع وروعة ألوانها. إحياء التقاليد على الرغم من الموقف المتشدد للإمبراطور أورانكزيب من التصوير إلا أن ثمة صورا رائعة وصلتنا من عهد هذا الملك ومنها صور تبين قيام أورانكزيب بالصيد والقنص اعتمادا على البنادق والأسلحة النارية التي باتت شائعة الاستخدام في البلاط المغولي بالهند. وخلال عهد محمد شاه المعروف باسم محمد رانجيلي حاول المرسم الملكي العودة للشخصية المميزة للتصوير المغولي من ناحية الالتزام بقواعد رسم المنمنمات الإسلامية ونجاحها في تمثيل الحشود والطبيعة الخلابة والعودة لاستخدام الألوان الساطعة، ومن هذه المحاولة الأخيرة لإحياء تقاليد التصوير المغولي لدينا صورة تمثل زيارة أمير مغولي لقرية هندية ورغم التزام المصور بتمثيل قواعد المنظور إلا أن الأرضيات العامرة برسوم النباتات والزهور والأشجار المثمرة والألوان الزاهية للملابس تعكس روحا مغولية خالصة - د. أحمد الصاوي، التصوير المغولي يلتزم بقواعد رسم «المنمنمات» الإسلامية، http://www.alittihad.ae/details.php?id=61881&y=2014&article=full، 26/12/2017م... شبه القارة الهندية عالم حافل بأجناس وعقائد ولغات شتى، ومنذ القدم هذا العالم له شخصيته المستقلة وفلكه العقائدي والفلسفي الخاص، اقتحم الإسكندر الأكبر بلاد الهند غازياً وخلف وراءه تأثرا كبيرا بفنون الإغريق، ولكن دون تبديل كبير في شخصية الهند. وبدءا من عام 92 هـ دخل الإسلام إلى الهند من جهة السند والبنجاب، ولكن نجاحه الأكبر كان في جنوب البلاد عبر التجارة الموسمية لينتشر الإسلام سلمياً بين الطبقات المقهورة والفقيرة هناك، وبدورهم نقل الهنود المسلمون دعوة الإسلام وحضارته إلى ما جاورهم من جزر المحيط الهندي وسواحله الجنوبية. أدرك المسلمون مبكرا أنهم يدخلون عالماً خاصاً فتعاملوا معه برفق يناسب البلد الذي كتب عنه البيروني كتابه الشهير "تحقيق للهند من مقولة في العقل أو مرذولة"، فكان الإنتاج الفني للهند في العمارة والفنون الإسلامية عروة وثقى بين روح الفن الإسلامي وشخصية الهند التليدة، هنا وعلى مدار الشهر الكريم نعرض لأهم ملامح إسهامات الهند في الفن الإسلامي. المبحث الثالث: معالم حضارة المسلمين في الهندسة والعمارة معظم حضارة المسلمين الهندية في ميدان الهندسة والعمارة ظهر في العهد المغولي، حيث اهتموا كثيرا بتعمير المدن وبناء العمارات الضخمة ما زالت يؤثر أنظار الزوار ولا تزال تعجبهم بجمالها وروعتها. ومن أشهر عماراتهم: 1- المسجد الجامع في (دلهي) يرجع تاريخ بناء المسجد الجامع في دلهي إلى العصر المغولي في عام 1054هـ/1644م، وقد استغرق بناؤه 14 عاما، ويعرف بالمسجد الملكي لشاه جهان باد. ويعتبر المسجد الجامع من أكبر مساجد الهند على الإطلاق - حسين مؤنس، المساجد، سلسلة عالم المعرفة، (الكويت: يناير، 1978م)، ص252.، ومنشآته في الهند تعتبر من آيات الفن في تاريخ العمارة الإسلامية فقط بل في تاريخ العمارة العالمية. - أهم خمسة معالم إسلامية في الهند، https://al-ain.com/article/india-islamic-landmarks-taj-mahal، 26/12/2017م. ويذكر التاريخ فيما يتعلق بالمسجد الجامع في دلهي، أنه كان معقلا للثوار المسلمين عام 1274هـ/1857م ضد الإنجليز، وبعد إخماد الثورة بوحشية، منع الإنجليز المسلمين من الصلاة فيه حتى عام 1279ه. 2- المسجد الجامع (أغرا) هو مسجد يقع في مدينة أغرة، يقع في الاتجاه المقابل لقلعة أغرة، ويطل على قلعة أغرة ومحطة سكك الحديد، وهو معروف شعبيا باسم المسجد الجامع ومسجد جامع ومسجد الجمعة، وهو واحد من أكبر المساجد في الهند.  تم بناء المسجد على يد الشاه جهان في عام 1648م تلبيه لابنته المدلله جيهان بيجوم، وقد تطلب اتمام بناء المسجد ست سنوات و5،000 عامل، وتم استخدام الحجر الرملي الأحمر والرخام في البناء - المسجد الجامع أغره، https://ar.wikipedia.org/wiki/المسجد_الجامع_أغرة، 27/12/2017م.. 3- لال قلعه أو القلعة الحمراء كانت هذه القلعة المكان الذي يعيش فيه الإمبراطور شاه جاهان المغولي، وتتميز بتصميمها المذهل وأيضا بزخارفها المعقدة. تعتبر هذه القلعة من النصب والحصون بالغة الأهمية والتي تتمتع بمتانتها وقوتها، وقد تم تشييدها من الحجر الرملي، على مساحة تبلغ كيلومترين ونصف. أنشأ القلعة الحمراء السلطان أكبر سنة 964هـ/1556م، واستمر بناؤها حتى سنة 1000هـ/1579م، وهي قلعة ضخمة محاطة بأسوار كبيرة، وفي داخل هذا الحصن الكبير أنشئت مجموعة من المباني مثل مسجد موتي، قصور السلطان أكبر والسلطان شاه جهان. وكانت القلعة الحمراء بمثابة عاصمة المغول حتى نهاية عهد الإمبراطور المغولي، بهادور شاه ظفر، عام 1857م، وتم استخدام القلعة كمعسكر للجيش الإنجليزي حتى استقلال الهند عام 1947م. 4- ضريح همايون يضم ضريح همايون في مدينة دلهي، جثمان الإمبراطور المسلم المغولي نصير الدين همايون. تم تشييد الضريح بأمر من زوجة الإمبراطور، وقد بدأ بناؤه في عام 1562م. ويعد ضريح همايون من أبرز آثار الحضارة الإسلامية المغولية في الهند - مجدي إبراهيم، مجلة الوعي الإسلامي، العدد: 493، (أكتوبر، 2006م)، ص38.، ولهذا تم ضمه إلى قائمة اليونسكو لأهم مواقع التراث الإنساني العالمي في عام 1993م - أهم خمسة معالم إسلامية في الهند، https://al-ain.com/article/india-islamic-landmarks-taj-mahal، 26/12/2017م.. 4- تاج محل تاج محل هو ضريح شيده الملك شاه جهان، من 1630م وحتى 1648م ليضم وفات زوجته الثالثة والتي تعرف باسم ممتاز محل، ويعتبر من أجمل نماذج طراز العمارة الإسلامية، حيث يعرف على نطاق واسع بأنه جوهرة الفن الإسلامي في الهند وإحدى الروائع الخالدة في العالم - حسين مؤنس، المساجد، سلسلة عالم المعرفة، (الكويت: يناير، 1978م)، ص255. . ويعد تاج محل من أرقى الأمثلة على العمارة المغولية، وهو يجمع بين الطراز المعماري الفارسي والتركي والعثماني والهندي. - مجدي إبراهيم، مجلة الوعي الإسلامي، العدد: 493، (أكتوبر، 2006م)، ص39. وفي عام 1983م أصبح تاج محل من مواقع التراث العالمي لليونسكو، وعمل في بنائه آلاف الحرفيين - أهم حمسة معالم إسلامية في الهند، https://al-ain.com/article/india-islamic-landmarks-taj-mahal، 26/12/2017م.. 5- قطب منار هو معلم تاريخي هندي يقع بالقرب من دلهي، تعتبر منارته الأطول من نوعها في الهند وثان أطول المنارات في تاريخ العالم الإسلامي بعد منارة الجيرالدا في أشبيلية. وتعتبر قطب منار من أضخم المآذن في المساجد القديمة، وأطول المنارات المبنية من الطوب في العالم، وهي أطول مئذنة في الهند. بناه السلطان قطب الدين أيبك، وهو تركي الأصل وأول حاكم من سلسلة المماليك الأتراك الذين أسسوا سلطنة دلهي عام 1193م. يضم مجمع قطب منار العديد من المباني الأخرى، على غرار مسجد قوة الإسلام والذي يعد أول مسجد بني في الهند. - أهم حمسة معالم إسلامية في الهند، https://al-ain.com/article/india-islamic-landmarks-taj-mahal، 26/12/2017م... الخاتمة يمكن أن يلخص البحث بالنقاط التالية: الحضارة الإسلامية لا تعتني بالجانب الروحي فقط، وإنما هي تجمع بين الجانب الروحي والجانب المادي، ويجعل ذلك بطريق أجمل. ولم يستطع أن يشاركها في هذا العمل حضارة أخرى في التاريخ. تمتاز الحضارة الإسلامية بمزايا تقوم على خصيصة التوحيد وأساسيته. وهذا الأساس يطهر الناس من الدنس والفوضى والاضطرابات، وذلك بإعطاء حقوق الناس الروحية كما حقها. أن الإسلام دخل الهند عبر ثلاث طرق، إما بطريق التجارة التي تهدف وصول الدعوة الإسلامية في الهند، وإما بطريق الغزو والفتح، وإما بطريق الحكم الإسلامي. توالت مماليك ودول عديدة في الهند عبر التاريخ، بطريق الغزو والفتح، كلها أدارت الهند بشكلها، ومن أشهر تلك المماليك أربع مماليك تجدر بالذكر، وهي: الدولة الغزنوية، والدولة الغورية، والدولة المملوكية. والمسلمون تركوا في الهند مؤلفات ومكتوبات لا تحصى في جميع مجالات العلم والمعرفة. ولم يتركوا علما إلا كتبوا فيه كتبا لا يمكن أن تعد ولا تحصى. وكذلك تميزت الحضارة الإسلامية في الهند بورزانتها وحب الحق، وموقفها الحازم، وجهة نظرها المعتدلة إزاء الفنون الجميلة، وتقديرها للصفاء والجودة، والنظافة والجمال. للحضارة الإسلامية في الهند نكهة خاصة تجعل ‏الزائر يقف طويلا وهو يتأمل سحرها، وتضم معالم إسلامية ضخمة تمثل أفضل ما حققته البدائع المعمارية الفنية في الهند، والتي أصبحت شاهدا على التراث الثقافي الإسلامي فيها وجمال الفن الهندي. قائمة المصادر والمراجع أولا القرآن الكريم. ثانيا الكتب الموضوعية: إدريس، أحمد. الأدب العربي في شبه القارة الهندية حتى أواخر القرن العشرين. الطبعة الأولى. مصر: عبن للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، 1998م. البهي، محمد. الإسلام في حياة المسلم. الطبعة الأولى. القاهرة: مكتبة وهبة، 1977م. التويجري، عبد العزيز بن عثمان التويجري. خصائص الحضارة الإسلامية وآفاق المستقبل. الطبعة الثانية. إيسيسكو: منشورات المنظمة الإسلامية، 2015م. الحسيني، عبد الحي بن فخر الدين. الهند في العهد الإسلامي. الهند: دار عرفات، 2001م. الحوراني، يوسف. الإنسان والحضارة. بيروت: المكتبة العصرية، د ت. الخطيب، سليمان. أسس مفهوم الحضارة في الإسلام. الطبعة الأولى. القاهرة: الزهراء للإعلام العربي، 1986م. الشرقاوي، عفت الشرقاوي. في فلسفة الحضارة الإسلامية. الطبعة الأولى. بيروت: دار النهضة العربية، د ت. العريان، محمد عبد الحفيظ. المعاجم العربية المجنسة في ضوء علم اللغة الحديث. الطبعة الثانية. القاهرة: دار الطباعة المحمدية، 1989م. المقري، أحمد بن محمد بن علي. المصباح المنير في غريب الشرح الكبير. الطبعة الثانية. القاهرة: دار المعارف، د ت. المودودي، أبو الأعلى. الحضارة الإسلامية. الطبعة الثامنة. الطباعة العربية، د ت. الماوردي، أبو الحسين علي بن محمد بن حبيب. أدب الدنيا والدين. الطبعة الأولى. بيروت: دار اقرأ، 1981م. النجار، مصلح بن عبد الحي النجار. الوافي في الثقافة الإسلامية. دمشق: دار الثقافة، د ت. الندوي، أبو الحسن علي الحسني. المسلمون في الهند. الطبعة الأولى. بيروت: دار ابن كثير، 1999م. الندوي، محمد إسماعيل. الهند القديمة حضاراتها ودياناتها. القاهرة: دار الشعب، 1970م. النمر، عبد المنعم النمر. تاريخ الإسلام في الهند. الطبعة الأولى. بيروت: المؤسسة الجامعية، 1981م. الواعي، توفيق يوسف. الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارة الغربية. الطبعة الأولى. دار الوفاء، 1988م. بدوي، عمار توفيق أحمد. مقومات الحضارة وعوامل أفولها من منظور القرآن الكريم (بحث ماجستير). جامعة النجاح الوطنية، 2004م. حسين، عبد الله. المسألة الهندية. القاهرة: شركة كلمات عربية للترجمة والنشر، د ت. حسين، محمد محمد. الإسلام والحضارة الغربية. عمان: دار الفرقان، د ت. حنبكة، عبد الرحمن حسن. أسس الحضارة الإسلامية ووسائلها. بيروت: دار القلم، د ت. سيد قطب. المستقبل لهذا الدين. الطبعة الرابعة عشرة. القاهرة: دار الشروق، 1993م. شلبي، أحمد. أديان الهند الكبرى. الطبعة الحادية عشر. القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 2000م. شاكر، محمود شاكر. التاريخ الإسلامي. الطبعة الثانية. بيروت: المكتب الإسلامي، 1997م. عوض، أحمد عبده. الإٍسلام والبعث الحضاري. القاهرة: مركز الكتاب للنشر، 2010م. كامل، عبد العزيز. الإسلام والعروبة في عالم متغير. سلسلة (كتاب العربي) رقم 22 يناير 1989م. الكويت: 1989م. ص 129. مالك بن نبي. شروط النهضة. دمشق: دار الفكر، د ت. مؤنس، حسين. الحضارة. الكويت:عالم المعرفة، 1978م. ثالثا المواقع الإلكترونية: الهند. https://www.marefa.org/الهند. 26/12/2017م. عبد الجليل. مساهمة الهنود في العلوم الإسلامية (لمحة سريعة). http://www.nidaulhind.com/2016/05/blog-post_90.html. 27/12/2017م. الحسني، عبد الحي. الثقافة الإسلامية في الهند. الطبعة الثانية. دمشق: مطبوعات مجمع اللغة العربية، 1983م. الألوائي، الدكتور محيي الدين. الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية. الطبعة الأولى. دمشق: دار القلم،1986م. د. أحمد الصاوي، التصوير المغولي يلتزم بقواعد رسم «المنمنمات» الإسلامية. http://www.alittihad.ae/details.php?id=61881&y=2014&article=full، 26/12/2017م. أهم حمسة معالم إسلامية في الهند. https://al-ain.com/article/india-islamic-landmarks-taj-mahal، 26/12/2017م. المسجد الجامع أغره. https://ar.wikipedia.org/wiki/المسجد_الجامع_أغرة. 27/12/2017م. أهم حمسة معالم إسلامية في الهند. https://al-ain.com/article/india-islamic-landmarks-taj-mahal. 26/12/2017م. صلاح الدين الحسني. تعريف الحضارة الإسلامية https://towardsalahuldin.wordpress.com/2014/02/06/تعريف-الحضارة-الإسلامية. 12/12/2017م فهرس المحتويات الموضوع رقم الصفحة 1-3 المقدمة 4 الفصل الأول: مفهوم الحضارة الإسلامية 5-9 المبحث الأول: معنى الحضارة الإسلامية 10-16 المبحث الثاني: أقسام الحضارة الإسلامية وخصائصها 17-19 المبحث الثالث: مقومات الحضارة الإسلامية 20 الفصل الثاني: الموجز في تاريخ الإسلام في الهند 21-23 المبحث الأول: تعريف موجز عن بلاد الهند 24-27 المبحث الثاني: دخول الإسلام في الهند 28-32 المبحث الثالث: المماليك الإسلامية في الهند 33 الفصل الثالث: معالم حضارة المسلمين في الهند 34-44 المبحث الأول: معالم حضارة المسلمين في العلوم 45-48 المبحث الثاني: معالم حضارة المسلمين في الفنون 49-54 المبحث الثالث: معالم حضارة المسلمين في الهندسة والمعمارية 55 الخاتمة 56-58 قائمة المصادر والمراجع 9