يعد الاطفال الضحية الاولي للصراعات المسلحة والحروب ، واذا كان الأطفال في مناطق النزاع يعانون من الاثار الجسدية والنفسية الا ان الاطفال خارج مناطق الصراع يعانون بشكل أكبر نفسيا بحكم ما يسمعونه من ذويهم وعبر وسائل الاعلام وما يرتسم... more
يعد الاطفال الضحية الاولي للصراعات المسلحة والحروب ، واذا كان الأطفال في مناطق النزاع يعانون من الاثار الجسدية والنفسية الا ان الاطفال خارج مناطق الصراع يعانون بشكل أكبر نفسيا بحكم ما يسمعونه من ذويهم وعبر وسائل الاعلام وما يرتسم بأذهانهم من صورة مخيفة عنوانها الفزع والالم والخوف ، "وهذا هو انتهاك للمادة 19 التي تقول انه يجب اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الطفل من كافة أشكال العنف النفسي والإصابات، بما في ذلك الإساءة الجنسية ." "ولا يمكن ان ننظر لأثر النزاعات على الاطفال بمعزل عن تأثيرها على النساء سواء كانت الام او الاخت او العمة او الخالة ، فالنساء ضحايا للنزاعات المسلحة والحروب بشكل مزدوج سواء لذواتهن او لذويهن من الاطفال وخاصة ان ما تتعرض له النساء من انتهاكات جنسية يشكل امتهانا خاصا لنفسيتها." " فالحرب تحول الضحايا الى لاجئين خارج مجتمعهم يعانون الخوف والقلق والحزن والتوتر ، ولاجئين داخل المجتمع محرومون من الخدمات الاساسية ويتهددهم الموت في كل لحظة." ، وتحول المدارس الى ثكنات عسكرية وسكن الجنود مكان الطلاب واصبحت اسطح المدارس مركزا للقناصة ، وتحولت محازن الكتب لمخازن للأسلحة واقيمت القواعد الخرسانية في فناء المدرسة ، وصارت اسوار المدارس وابواب الفصول مثقوبة برصاص الحروب ." ”فتعرّض الانسان لخطر مفاجئ او رؤية مشهد مفزع أو سماع خبر مفجع، يتسبب في حدوث صدمة نفسية للمتلقي، ومفردة «الصدمة» تستخدم عادة للتعبير عن التأثر النفسي الشديد، وتعريف هذه الحالة المعروفة بـ «TRAUMA» بشكل مبسط: هي حالة من الضغط النفسي تتجاوز قدرة الانسان على التحمل والعودة الى حالة التوازن الدائم بعدها، دون آثار مترسبة. وقد قام المختصون بتعريف الصدمات النفسية بأشكال مختلفة يعتمد كل منها على التجربة الفردية الخاصة نحو الحدث الذي ادى الى الصدمة، ويعتبر اكثرها اثراً هو ذلك النوع من الصدمات التي تهدد الحياة، او حدوث الاصابات الجسدية والمفاجآت الخارقة للعادة، فتجعل الانسان في مواجهة الخوف من الموت او الابادة او الايذاء بشتى اشكاله ، ويؤكد علماء النفس ان هذه الصدمات قد تتصاحب بحالات من الفوبيا المزمنة من الاحداث او الاشخاص او الاشياء التي رافقت وقوع الحدث، مثل الجنود، صفارات الانذار الاصوات المرتفعة، الطائرات، وفي بعض الاحيان يعبّر الطفل عن هذه الحالات بالبكاء او العنف او الغضب والصراخ او الانزواء في حالات من الاكتئاب الشديد، الى جانب الاعراض المرضية مثل: الصداع، المغص، صعوبة في التنفس، تقيؤ، تبول لا ارادي، انعدام الشهية للطعام، قلة النوم، الكوابيس، آلام وهمية في حال مشاهدته لأشخاص يتألمون او يتعرضون للتعذيب، وفي حال مشاهدة الطفل لحالات وفاة مروعة لأشخاص مقربين منه او جثث مشوهة، او حالة عجز لدى مصادر القوة عند الطفل «الاب والام على سبيل المثال»، يصاب عندها الطفل بصدمة عصبية قد تؤثر على قدراته العقلية". وقد أدت الصراعات والحروب والازمات التي تشهدها المنطقة العربية الى احداث العديد من الاثار السلبية سواء المباشرة كالقتل والتدمير والتخريب والتشريد والسبي والاغتصاب او غير المباشرة كإهدار الكرامة الانسانية والمعاناة المعيشية والنفسية والاجتماعية ، وتحملت النساء والاطفال بشكل أساسي الثمن الفادح لتلك الصراعات سواء كانوا في مناطق الحروب والصراعات او بالقرب منها او حتى خارجها نتيجة لما خلفته تلك الصراعات من صور مأساوية للعنف والدماء والتخريب والتدمير والتشريد والاجلاء والنزوح القسري مما ادى الة خلق العديد من الاثار الاجتماعية والنفسية السلبية لأجيال كاملة رسمت تلك المشاهد امامها صورة قاتمة لمستقبل قلق ومضطرب فأصابهم بالتوتر والخوف والاحباط والاكتئاب حزنا على ضياع اسرهم او اقربائهم او حتى اوطانهم وتضاؤل العمل في وجود حلول سلمية لتلك الصراعات وسط صمت عالمي وتواطؤ دولي. "فقد تحولت نشرات الاخبار اليومية إلى استعراض لا ينتهي لسلسلة من اخبار الحروب والصراعات، تتخللها مشاهد دامية تؤثر في الكبار والصغار على السواء، أصبح الاعلام يواجه اتهاماً جديداً يرى ان التلفزيون بات عدواً يتربص بأعصاب المشاهدين، ومصدراً للألم والمرض، بعد ان كان مصدراً للترفيه والتسلية. ويبدو أن الاحداث التي يمر بها الوطن العربي في الفترة الحالية قد تركت اثرها في كل ما يتعلق بحياة الانسان اليومية، ولم تستثنِ صحته ومرضه، فخرج العديد من الدراسات التي تحذر من تأثير الافراط في متابعة ما تبثه «الفضائيات» من اخبار ومتابعات وايضاً برامج حوارية، بعد ان اصبح العنف هو السمة الغالبة على هذه المواد الاخبارية، وصارت النشرات تحوي صوراً دموية صادمة للكبار والصغار، حتى انه لم يعد مستغرباً ان يمتنع البعض عن متابعة نشرات الاخبار بأمر الطبيب، خوفاً من اصابته بأمراض مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم أو نوبات خطرة." فمع زيادة وتيرة أخبار الحروب والصراعات "أصبح المشاهدون غير مهيئين نفسيا لمشاهدة مشاهد القتل والدمار والجثث المتفحمة والدماء البشرية التي تسيل وكأن لا حرمة لها. حيث اصبح الجمهور فريسة للاكتئاب والقلق والتشاؤم بسبب مشاهدته اليومية لنشرات الأخبار، وكم من أم سقطت مغشيا عليها وانفطر قلبها لمشاهدة صور مؤلمة لأطفال أبرياء وصورا تظهر وجوههم الملائكية وأجسادهم الطاهرة مضرجة بالدماء. كما أن الأطفال بمختلف مستوياتهم العمرية أصبحوا أيضا ضحايا لمثل هذه المشاهدات والصور المؤلمة، وقد عبر احد الاطفال في سلطنة عمان لابه قائلا ” بابا أنا خائف. لا أريد الذهاب لسوريا. هل سوريا قريبة منا؟ والسبب أنه تابع معه، ودون أن يستشعر بوجوده، نشرة اخبارية تتحدث عن الأوضاع المأساوية في سوريا، وظل تأثير هذه المشاهد على نفسيته لفترة طويلة، فبعد أشهر سمع صوت ألعاب ناريه وبدلا من أن تبهجه بكى وسأل ببراءة ” بابا سوريا هنا؟ فسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وبرامج الهواتف الذكية تنشر صورا لقتلى وجثث وحوادث مريعة دون مراعاة أن لهؤلاء القتلى أقارب وأصدقاء ومحبين، وكيف سيكون وقع هذه الصور عليهم، بحيث تُنقل بعض هذه الحوادث ويتم تداولها خلال ثواني وتصل هذه الصور لذوي القتلى فتنزل عليهم كالصاعقة، في حين أنه يفترض أن تصلهم هذه الحوادث من خلال القنوات الاجتماعية التي تراعي نفسياتهم وتتفهمها". وفي ضوء أن غياب الأمن والامان الاعلامي سببا رئيسيا لعدم الامان النفسي والاجتماعي ، تتحدد مشكلة الدراسة في الاجابة على السؤال البحثي التالي : ما أثر الصور الإعلامية للحروب والنزاعات في المنطقة العربية على إدراك الأمن النفسي والاجتماعي للطفل والمرأة العربية؟ وما المتغيرات الوسيطة المؤثرة في ذلك؟؟
تبحث الدراسة في مفهوم المنطقة الآمنة، وفي ملابسات اعتزام تركيا إنشاء منطقة آمنة شمال سوريا لتحييد الأكراد في نهايات 2019، ومواقف الأطراف منها، ومستقبل العمليات العسكرية والتحالفات تجاهها