A passage in a late legal treatise provides the missing piece in the Hudaybiyya puzzle. The basic text of Sarakhsi: وإذا مر عسكر المسلمين بمدينة من مدائن أهل الحرب ولم يكن لهم بهم طاقة فأرادوا أن ينفذوا إلى غيرهم قال لهم أهل... more
A passage in a late legal treatise provides the missing piece in the Hudaybiyya puzzle.
The basic text of Sarakhsi:
وإذا مر عسكر المسلمين بمدينة من مدائن أهل الحرب ولم يكن لهم بهم طاقة فأرادوا أن ينفذوا إلى غيرهم قال لهم أهل المدينة: أعطونا أن لا تمروا في هذا الطريق على أن لا نقتل منكم أحدا ولا نأسره فإن كان ذلك خيرا للمسلمين فلا بأس بأن يعطوهم ذلك ويأخذوا في طريق آخر وإن كان أبعد وأشق لأنهم لا يأمنون أن يتبعوهم فيقتلوا الواحد والاثنين ممن في آخريات العسكر وهذه الموادعة تؤمنهم من ذلك. وقد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموادعة يوم الحديبية من الشرط ما هو أعظم من هذا فإن أهل مكة شرطوا عليه أن يرد عليهم كل من أتى مسلما منهم ووفى لهم بهذا الشرط إلى أن انتسخ لأنه كان فيه نظر للمسلمين لما كان بين أهل مكة وأهل خيبر من المواطأة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توجه إلى أحد الفريقين أغار الفريق الآخر على المدينة فوادع أهل مكة حتى يأمن من جانبهم إذا توجه إلى خيبر.
فعرفنا أن مثل هذا الشرط لا بأس بقبوله إذا كان فيه نظر للمسلمين فإن قبلوه ثم بدا لهم أن يمروا في ذلك الطريق فلينبذوا إليهم ويعلموهم بذلك لأن هذا بمنزلة الموادعة والأمان فيجب الوفاء به والتحرز عن الغدر إلى أن ينبذوا إليهم.
شرح كتاب السير الكبير
Addendum: Sarakhsi touches upon the topic elsewhere:
*وإن جنحوا للسلم فاجنح لها*
ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح أهل مكة عام الحديبية على أن وضع الحرب بينه وبينهم عشر سنين فكان ذلك نظرا للمسلمين لمواطأة كانت بين أهل مكة وأهل خيبر وهي معروفة ولأن الإمام نصب ناظرا ومن النظر حفظ قوة المسلمين أولا فربما يكون ذلك في الموادعة إذا كانت للمشركين شوكة أو احتاج إلى أن يمعن في دار الحرب ليتوصل إلى قوم لهم بأس شديد فلا يجد بدا من أن يوادع من على طريقه وإن لم تكن الموادعة خيرا للمسلمين فلا ينبغي أن يوادعهم لقوله تعالى
*فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون*
ولأن قتال المشركين فرض وترك ما هو الفرض من غير عذر لا يجوز فإن رأى الموادعة خيرا فوادعهم ثم نظر فوجد موادعتهم شرا للمسلمين نبذ إليهم الموادعة وقاتلهم لأنه ظهر في الانتهاء ما لو كان موجودا في الابتداء منعه ذلك من الموادعة فإذا ظهر ذلك في الانتهاء منع ذلك من استدامة الموادعة وهذا لأن نقض الموادعة بالنبذ جائز قال صلى الله عليه وسلم يعقد عليهم أولاهم ويرد عليهم أقصاهم ولكن ينبغي أن ينبذ إليهم على سواء.