Location via proxy:   [ UP ]  
[Report a bug]   [Manage cookies]                
SlideShare a Scribd company logo
‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬

‫زنا المحارم‬
‫أسباب تفشي هذه الظاهرة‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل نبي بعده‬
‫وبعد فمن خلل اطلعي لم يظهر لي أن هذا المر متفش‬
‫وظاهر بل هو قليل جدا ولكن نظرا لبشاعة الجريمة وكثرة‬
‫الحديث عنها قد يظنها البعض ظاهرة , أما أسباب زنا‬
‫المحارم في جملتها فهي أسباب الزنا بشكل عام مع‬
‫اقترانها بفساد الفطرة وانتكاسها فزنا المحارم مما يمجه‬
‫العقلء من مسلمين وغيرهم فل يقع فيه إل فاسد الطبع‬
‫منتكس الفطرة ولعل من السباب :‬
‫أول : المجاهرة بالذنوب من مرتكبيها مما يشجع الغافلين‬
‫عليها والمجاهرة محرمة واقترانها بالذنب تزيده حرمة‬
‫وإثما ؛ لقوله – صلى ا عليه وسلم-:" كل أمتي معافى إل‬
‫المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عم ل ً‬
‫ثم يصبح وقد ستره ا فيقول يا فلن عملت البارحة كذا‬
‫وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر ا عنه" رواه‬
‫البخاري ) 1275( من حديث أبي هريرة – رضي ا عنه-‬
‫ثانيا : الفضائيات‬
‫فق ل أن تجد شخصا وقع في مثل هذه القاذورات إل وفي‬
‫ّ‬
‫بيته تلك القنوات الهابطة والتي تدعو إلى الرذيلة وتحارب‬
‫الفضيلة ليل ونهارا وبشتى الصور من أغان راقصة مثيرة‬
‫جدا بحيث ت ب رز فيها المفاتن وكذا بث المسلسلت والفلم‬
‫ُْ َ‬
‫الماجنة الساقطة والتي تدعو إلى الفاحشة وتعلم الناشئة‬
‫طرق الوصول إليها وكيفية فعلها وتس هل عليهم العواقب‬
‫ّ‬
‫الناتجة عنها .‬
‫ثالثا : المجلت المثيرة‬
‫والتي ل تكاد تدخل مكتبة أو تموينات إل وتجدها بارزة‬
‫ظاهرة وقد ظهر على غلفها صورة مراهقة أو فاتنة من‬
‫بنات المسلمين أو غيرهم ممن ماتت غيرتهم وق لت ديانتهم‬
‫ّ‬
‫وتسبب ذلك في ابتلء كثير من الناس بعشق الصور وهذه‬
‫المجلت مع السف تطبع وتباع في بلد المسلمين من غير‬
‫حسيب ول رقيب وترخيص مثل هذه المجلت أسهل مئات‬
‫المرات من فسح مجلة نافعة .‬
‫1‬
‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬

‫رابعا : أغاني الغزل والحب والهيام‬
‫فالغناء كما قيل بريد الزنا وهذه الغاني والتي انتشرت‬
‫انتشار النار في الهشيم فل أعرف إذاعة أو قناة مرئية إل ما‬
‫رحم ربي وقليل هي إل وتبث تلك الغاني بأصوات مثيرة‬
‫خاصة أصوات النساء وسهلوا للناس استماعها فكان الواحد‬
‫ل يستمع لها إل في البيت أو السيارة أما الن فأصبح في‬
‫جيب كل واحد أغان ل تعد ول تحصى في جواله فتجد كثيرا‬
‫من المشاة قد جعلوا سماعات في آذانهم يستمعون لها‬
‫وكأنهم سيفقدن شيئا ثمينا لو فاتهم استماعها بل وجعل‬
‫كثير من أبناء المسلمين تلك الغاني نغمة لجوالتهم‬
‫فأشغلوا المصلين وآذوا المسلمين وتحريم مثل هذه‬
‫الغاني الساقطة محل اتفاق بين العلماء حتى من أباح‬
‫َ‬
‫ْ َ‬
‫الغناء منهم . قال تعالى ) و م ن ال نا س م ن ي شْ ت ري لَ ه و‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ‬
‫َ ِ َ ّ‬
‫ُ َِ َ‬
‫ا ل ح دي ث ل ي ض ل ع ن س بي ل ال ل ه ب غ ي ر ع ل م و ي ت خ ذ ها ه زوا أو ل ئ ك‬
‫ْ َ ِ ِ ُِ ِ ّ َ ْ َِ ِ ّ ِ ِ َْ ِ ِْ ٍ ََّ ِ َ َ ُ ُ‬
‫ل ه م ع ذا ب م هي ن ( ) لقمان:6( عن أبي الصهباء البكري أنه‬
‫َ ُ ْ َ َ ٌ ُ ِ ٌ‬
‫سمع عبد ا بن مسعود رضي ا عنه وهو يسأل عن هذه‬
‫ِ َ ْ َ َْ ِ َ ْ َ ْ َ ِ ِ ُ ِ ّ َ ْ َِ ِ‬
‫الية )و م ن ال نا س م ن ي ش ت ري ل ه و ا ل ح دي ث لِ ي ض ل ع ن س بي ل‬
‫َ ِ َ ّ‬
‫ال ل ه ( فقال عبد ا بن مسعود: الغناء وا الذي ل إله إل‬
‫ّ ِ‬
‫هو، يرددها ثلث مرات . رواه ابن جرير 15/41 وكذا قال‬
‫ابن عباس وجابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد‬
‫ومكحول وعمرو بن شعيب وعلي بن بذيمة والحسن‬
‫البصري وغيرهم . انظر تفسير ابن كثير 592/6‬
‫خامسا : البلوتوث‬
‫فهذه التقنية الحديثة مع السف أساء كثير من الناس‬
‫استخدامها فأصبحت وسيلة لنشر الرذيلة ومقاطع الزنا‬
‫واللواط والفاحشة بأنواعها فما أن تجلس مع شاب من‬
‫الشباب إل ويخبرك بما تشيب له الولدان مما تحتويه تلك‬
‫المقاطع من أمور منكرة وأصبح الناس يتبادلون تلك‬
‫المقاطع بكل يسر وسهولة فما أن تجلس مجلسا إل‬
‫ويبدءون بتشغيل البلوتوث ويتبادلون تلك المحرمات‬
‫فأشاعوا الفاحشة ونشروها ناسين أو متناسين قوله تعالى‬
‫ِ َ َُ َ ُ ْ‬
‫) إ ِ ن ا ل ذي ن ي ح بو ن أ َ ن ت شي ع ا ل فا ح ش ة في ا لّ ذي ن آ م نوا ل ه م‬
‫ّ ّ ِ َ ُ ِّ َ ْ َ ِ َ ْ َ ِ َ ُ ِ‬
‫2‬
‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬

‫ع ذا ب أ َ لي م في ال د ن يا وا ل خ ر ة وال ل ه ي ع ل م و أ َ ن ت م ل ت ع ل مو ن(‬
‫َّْ َ ْ ِ َ ِ َ ّ ُ َ َْ ُ َ ُْ ْ َ َْ ُ َ‬
‫َ َ ٌ ِ ٌ ِ‬
‫) النور:91( .‬
‫سادسا : الشبكة العنكبوتية‬
‫فمع ما فيها من خير كثير إل أن أنظار كثير من المستخدمين‬
‫تتجه للمواقع الباحية بل قد أنشئت جملة من المواقع‬
‫العربية والتي أنشأها عدد من الشباب متخصصة في تبادل‬
‫تلك المقاطع بحيث تسهل على الباحث فتكون مجموعة له‬
‫في مكان واحد وكل يدلي بدلوه مع تشجيع المشتركين له‬
‫على الزيادة وطلب المزيد متناسين أن كل مطلع على تلك‬
‫الصور فعليهم من الثام والوزار مثل أوزارهم فكم من‬
‫مشاهد وكم من مطلع عليها فويل لمن كان هلكه بذنوب‬
‫غيره فقد قال النبي – صلى ا عليه وسلم- : ) و من دعا إلى‬
‫َ‬
‫ضللة كان عليه من الثم مثل آثام من تبعه ل ينقص ذلك‬
‫َ‬
‫من آثامهم شيئا ( رواه مسلم ) 4762( من حديث أبي هريرة‬
‫ِ‬
‫– رضي ا عنه- ومع الجهود الجبارة التي تبذلها مدينة‬
‫الملك عبد العزيز وغيرها من محاولة حجب هذه المواقع إل‬
‫أن الختراقات وتجاوز البروكسي موجود ويتبادل الشباب‬
‫البروكسيات لتجاوز المدينة وأنا هنا أشيد بمدينة الملك عبد‬
‫العزيز على الجهود الكبيرة التي تبذلها في حجب تلك‬
‫المواقع وأدعوها للمزيد من بذل الجهد وأدعو الجميع‬
‫للتعاون معها وذلك بتزويدها بكل موقع يدعو للرذيلة مع‬
‫عدم اللتفات لتلك الصوات الداعية لعدم الحجب بدعوى‬
‫وعي الناس وعدم الوصاية عليهم .‬
‫سابعا : التساهل في عدم التفريق بين الولد أثناء النوم‬
‫امتثال لقوله صلى ا عليه وسلم ) مروا أبناءكم بالصلة‬
‫لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنين وفرقوا بينهم في‬
‫المضاجع ( رواه أحمد ) 7376( وأبو داود )594( وحسنه‬
‫النووي في الرياض /27‬
‫ثامنا : الثقة العمياء ببعض القارب مع عدم صلحهم مما‬
‫يج ريء من ل خلق له منهم على الوقوع بمثل هذه‬
‫ُ ّ‬
‫الموبقات .‬
‫تاسعا : إدمان المخدرات والمسكرات‬
‫3‬
‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬

‫فبتناولها يفقد المرء عقله ومن فقد عقله فعل كل ما يخطر‬
‫على باله من معروف ومنكر فتجد بعضا من متعاطي‬
‫المخدرات قد ل يجد وسيلة لقضاء وطره سوى محارمه‬
‫بسبب قربهم منه وسهولة الوصول إليهم مع استبعادهم أن‬
‫يقدم على ذلك .‬
‫ُ‬
‫عاشرا : جلساء السوء‬
‫فمن جالس من يواقع مثل هذه المور فإنه سيتأثر بذلك‬
‫مما قد يه ونه عليه صاحبه مدعيا أن المر طبيعي عن أبي‬
‫ّ‬
‫موسى رضي ا عنه عن النب ي صلى ا عليه وسلم قال:‬
‫ّ‬
‫)م ث ل ال جليس الصالح وال سو ء كحام ل المس ك ونافخ ال كير،‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ّ ِ‬
‫َ‬
‫ََ ُ‬
‫فحام ل ال مس ك إ ما أن يح ذيك، و إ ِ ما أن تبتا ع من ه، وإ ما أن‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ُ ِ‬
‫ِ ّ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ت ج د منه ريحا ط يب ة. وناف خ ال كير إ ما أن يح ر ق ثيابك، وإ ما‬
‫ّ‬
‫َ ِ ُ‬
‫ّ‬
‫ُ ِ‬
‫ّ ً‬
‫ِ َ‬
‫أن ت ج د ريحا خبيث ة ( رواه البخاري ) 7045( ومسلم ) 4466(.‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ِ َ‬
‫الحادي عشر : تبادل القصص المقروءة والمتضمنة لزنا‬
‫المحارم‬
‫وهي مع السف منتشرة وخاصة على الشبكة العنكبوتية‬
‫وبعض المفسدين يقوم بتأليفها وترويجها في المنتديات‬
‫بأسلوب جذاب وطريقة خبيثة لنشر هذا المنكر وإرسالها‬
‫لكبر قدر من مشتركي البريد اللكتروني في أي موقع .‬
‫الثاني عشر : تهاون بعض النساء بلباسهن أمام محارمهن‬
‫وكذا تهاون بعض المهات بلبس أولدهن ذكورا وإناثا‬
‫فتجد البعض يلبس القصير جدا بحيث قد يظهر الفخذ أو‬
‫لبس الشفاف أو المفتوح والضيق مما قد يغري بعض‬
‫ضعاف النفوس بالعتداء عليهم .‬
‫الثالث عشر : ضعف اليمان‬
‫فضعيف اليمان قريب وقد ل يتورع من الوقوع في براثن‬
‫تلك المحرمات عن أبي هريرة رض ي ا عنهما عن النب يّ‬
‫َ‬
‫صلى ا عليه وسلم قال : )ل يزني الزاني حي ن يزني وهو‬
‫َ‬
‫َ‬
‫مؤمن، ول يسر ق حي ن يسر ق وهو مؤمن ( رواه البخاري )‬
‫ُ‬
‫َ َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫2666( ومسلم )561( لذا الواجب على المسلم أن يجاهد‬
‫نفسه على زيادة إيمانه ليتحصن به من الوقوع في تلك‬
‫المنكرات .‬

‫العلج‬
‫4‬
‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬

‫أول : وجوب الزواج على كل من يخشى على نفسه الوقوع‬
‫في المنكرات ليعف ويحفظ نفسه من الوقوع فيها والزواج‬
‫من أسهل الطرق وأيسرها لتحصين الفرج قال عليه الصلة‬
‫والسلم ) يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة‬
‫فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ( رواه‬
‫البخاري ) 8774( ومسلم ) 0041( من حديث عبد ا بن‬
‫مسعود رضي ا عنه .‬
‫ثانيا : عدم الخلوة بالجنبيات أو بذات محرم ممن ل يأمن‬
‫الفتنة بها والفتاة الصغيرة التي تشتهى وهذا محل اتفاق‬
‫ُ‬
‫ولو كان الغرض حسنا لن درء المفاسد مقدم على جلب‬
‫المصالح قال صلى ا عليه وسلم )ل يخلون أحدكم بامرأة‬
‫فإن الشيطان ثالثهما( رواه أحمد 81/1 وأبو يعلى )141(‬
‫من حديث عمر رضي ا عنه وصححه ابن حبان 634/01‬
‫ثالثا : منع بث تلك القنوات الهابطة وعدم شراء المجلت‬
‫المماثلة وبيان خطورة ذلك للولد وغيرهم من الناشئة‬
‫ليقتنع بمنعه منها فكل واحد منا قادر على منع دخولها أو‬
‫حجبها عن بيته عن ابن عم ر رضي ا عنهما عن النبي صلى‬
‫َ‬
‫ا عليه وسلم قال: » ك لكم را ع وك لكم مسؤو ل عن رع يته،‬
‫َ ّ‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫والمي ر را ع، والرج ل را ع على أه ل بيت ه، والمرأ ة راعي ة على‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫بي ت زو جها و و ل د ه، فك لكم را ع وكلكم مسؤو ل عن رع يته (‬
‫ّ‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫َ َِ ِ ِ‬
‫ِ َ ِ‬
‫رواه البخاري ) 9705( ومسلم ) 0864(.‬
‫رابعا : متابعة الولد والبنات صغارا وكبارا وعدم تركهم‬
‫يذهبون ويخرجون كيفما أرادوا خاصة عند الخوف من مثل‬
‫هذه المور .‬
‫خامسا : ما ذكره العلمة ابن القيم رحمه ا تعالى بقوله‬
‫" وعشق الصور إنما يبتلى به القلوب الفارغة من محبة ا‬
‫تعالى والمعرضة عنه المتعوضة بغيره عنه فإذا امتل القلب‬
‫من محبة ا والشوق إلى لقائه دفع ذلك عنه مرض عشق‬
‫َ َِ َ َِ ْ ِ َ‬
‫الصور ولهذا قال ا تعالى في حق يوسف )ك ذ ل ك ل ن ص ر ف‬
‫ع ن ه ال سو ء وا ل ف ح شا ء إ ِ ن ه م ن ع با د نا ا ل م خ ل صي ن () يوسف:‬
‫ّ َ َ ْ َ ْ َ َ ّ ُ ِ ْ َِ َِ ْ ُ َْ ِ َ‬
‫َْ ُ‬
‫42( فدل على أن الخلص سبب لدفع العشق وما يترتب‬
‫عليه من السوء والفحشاء التي هي ثمرته ونتيجته فصرف‬
‫5‬
‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬

‫المسبب صرف لسببه " ا. هـ زاد المعاد 562/4 وقال –‬
‫رحمه ا تعالى - : " والناظر يرمي من نظره بسهام‬
‫َ‬
‫غرضها قلبه وهو ل يشعر فهو إنما يرمي قلبه ولي من أبيات‬
‫:‬
‫يا راميا بسهام اللحظ مجتهد ا*** أنتالقتيل بما ترمي فل‬
‫تصب‬
‫وباعث الطرف يرتاد الشفاء له *** توقهإنه يأتيــك بالعطب‬
‫"‬
‫روضة المحبين /79‬
‫وقال – رحمه ا تعالى - : " وإنما شرف النفس وزكاتها‬
‫وطهارتها وعلوها بأن تنفي عنها كل خطرة ل حقيقة لها ول‬
‫ترضى أن يخطرها بباله ويأنف لنفسه منها ثم الخطرات بعد‬
‫أقسام تدور على أربعة أصول : خطرات يستجلب بها العبد‬
‫منافع دنياه , وخطرات يستدفع بها مضار دنياه , وخطرات‬
‫يستجلب بها مصالح آخرته , وخطرات يستدفع بها مضار‬
‫آخرته فليحصر العبد خطراته وأفكاره وهمومه في هذه‬
‫القسام الربعة " ا. هـ الجواب الكافي / 801‬
‫وفي الجملة تكون المعالجة بمنع السباب التي ذكرتها‬
‫أعله فالوقاية خير من العلج .‬
‫وهنا أشير إلى أن الزنا ل يثبت عند جمهور العلماء إل بأحد‬
‫أمرين :‬
‫ّ‬
‫الول : إقرار الزاني أو الزانية بالزنا وأن يكون المق ر‬
‫مختارا صحيح العقل بالغا وأن يقيم على إقراره إلى أن‬
‫يقام عليه الحد .‬
‫الثاني : أن يشهد عليه بالزنا أربعة رجال مسلمين عدول‬
‫أحرار وأن ل يرجع أحد منهم عن شهادته حتى إقامة الحد .‬

‫العقوبة‬

‫الجريمة أحيانا قد يقترن بها ما يستوجب زيادة العقوبة في‬
‫الدنيا أو الخرة عن ابن مسعود رضي ا عنه قال : قال‬
‫6‬
‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬

‫ُ َ‬
‫رج ل: يارسول ا أ ي الذن ب أكبر عن د ا ؟ قال:) أن تد ع و‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫ٌ‬
‫لله ن دا وهو خلقك ( قال: ث م أ ي؟ قال:) ث م أن تقت ل ول دك‬
‫َ َ َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ّ ّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫خشي ة أن يطع م معك(. قال: ثم أ ي؟ قال: ) ث م أن تزاني‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫حليل ة جارك ( فأنز ل ا ع ز وجل تصديقها ) والذي ن ل ي دعو نَ‬
‫َ َ ْ‬
‫ّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫مع ا إلها آخ ر، ول يقتلو ن ال ن ف س التي ح رم ا إل بالح ق‬
‫ّ‬
‫َ ّ ْ َ‬
‫َ‬
‫ول ي زنو ن. و من يفع ل ذلك ي ل ق أثاما( ) الفرقا ن: 86( رواه‬
‫َْ َ‬
‫ْ‬
‫َ َ‬
‫َ‬
‫َ ْ‬
‫البخاري ) 8076( ومسلم )712( وعقوبة الزاني معلومة‬
‫بنص الكتاب والسنة فعقوبة الزاني البكر جلد مئة وتغريب‬
‫عام، قال تعالى:" ال زا ن ي ة وال زا ني فا جْ ل دوا ك ل وا ح د مِ ن ه ما‬
‫ُ ّ َ ِ ٍ ْ ُ َ‬
‫َ ِ ُ‬
‫ّ َِ ُ َ ّ ِ‬
‫ما ئ ة ج ل د ة ول ت أ خ ذ ك م ب ه ما ر أ ف ة في دي ن ال ل ه إ ِ ن ك ن ت م‬
‫ِ ِ ّ ِ ْ ُُْ ْ‬
‫ِ َ َ َْ َ ٍ َ َْ ُ ْ ُ ْ ِ ِ َ َْ َ ٌ ِ‬
‫ِ ِ ََْ ْ َ ْ َ َ َ ُ َ َ ِ ٌ ِ َ‬
‫ت ؤ م نو ن بال ل ه وا ل ي و م ال خ ر و ل ي ش ه د ع ذا ب ه ما طا ئ فَ ة م ن‬
‫ُ ْ ُِ َ ِ ّ ِ َ َْ ْ ِ‬
‫ا ل م ؤ م ني ن" ] النور:2[ ، وجاء التغريب في جملة أحاديث‬
‫ْ ُ ْ ِِ َ‬
‫رواها البخاري ) 9452( ومسلم ) 7961( ، أما الزاني الثيب‬
‫فحده الرجم حتى الموت؛ كما صحت بذلك الخبار عنه –‬
‫صلى ا عليه وسلم- ؛ فقد رجم ماعزا والغامدية – رضي ا‬
‫عنهما- رواه البخاري ) 8346( ومسلم ) 2961( هذا في‬
‫الجملة ولكن نظرا لبشاعة هذه الجريمة فقد جاء الشرع‬
‫الحكيم بقتل مرتكبها عن البراء رضي ا عنه قال: لقيت‬
‫خالي ومعه الراية، فقلت: أين تريد؟ قال: بعثني رسول ا‬
‫صلى ا عليه وسلم إلى رجل تز وج امرأة أبيه من بعده :‬
‫ّ‬
‫أن أضرب عنقه، أو أقتله وآخذ ماله . رواه أحمد ) 80281(‬
‫والترمذي ) 0631( والنسائي)3333( وابن ماجه ) 7762(‬
‫وحسنه الترمذي وقال " والعم ل على هذا عند أصحا بِ نا،‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫قالوا :م ن أ تى ذا ت م ح ر م وهو يعل م ف ع لي ه ا لْ ق ت ل. وقال‬
‫ُ َ َْ ِ َْ ُ‬
‫َ َ َ ْ َ ٍ‬
‫َ ْ َ‬
‫َ ِ‬
‫أحم دُ :م ن ت ز و ج أ ُ م ه ق ت ل. وقال إسحا ق :م ن و ق ع ع لى ذا ت‬
‫ُ َ ْ َ َ َ ََ‬
‫َ ْ َ َ ّ َ ّ ُ ُِ َ‬
‫م حْ ر م ق ت ل." ا. ه ـ . وتنفيذ هذه العقوبة منوط بولي المر‬
‫َ َ ٍ ُِ َ‬
‫فليس لكل فرد أن يقيمها قال ابن قدامة رحمه ا تعالى "‬
‫إن الصل تفويض الحد إلى المام لنه حق لله تعالى‬
‫فيفوض إلى نائبه " ا. هـ المغني 15/9 وقال رحمه ا‬
‫تعالى ل يجوز لحد إقامة الحد إل المام أو نائبه لنه حق‬
‫"‬
‫ا تعالى ويفتقر إلى الجتهاد ول يؤمن في استيفائه الحيف‬
‫فوجب تفويضه إلى نائب ا تعالى في خلقه ولن النبي‬
‫صلى ا عليه وسلم كان يقيم الحد في حياته ثم خلفاؤه‬
‫7‬
‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬

‫بعده " ا. هـ الكافي 432/4 ، ولكون هذا المر يتطلب‬
‫التحقق من ثبوت الزنا وانتفاء الموانع والشبهات التي تدرأ‬
‫بها الحدود .‬
‫أما التحرش بل مواقعة فعقوبته التعزيز الرادع وهو يختلف‬
‫باختلف الشخاص والدواعي وانتشار الجريمة من عدمها‬
‫فبعض الناس من أرباب السوابق فلبد من التشديد عليه‬
‫بالعقوبة وآخر زلت به القدم فيعاقب عقوبة تمنعه من‬
‫العودة لذلك مرة ثانية .‬
‫وهل المتح رش به كالفاعل هنا يختلف الحال فإن كان‬
‫ّ‬
‫المتح رش به بالغا عاقل راضيا فهو مثله أما إن كان مكرها‬
‫ّ‬
‫أو قاصرا فل شيء عليه البتة .‬

‫التوبة‬

‫ومع عظم هذا الذنب الكبير إل أن باب التوبة مفتوح‬
‫للتائبين والحمد لله قال تعالى )وا ل ذي ن ل ي د عو ن م ع ال ل هِ‬
‫َ ّ ِ َ َ ْ ُ َ َ َ ّ‬
‫إ ِ لها آ خ ر ول ي ق ت لو ن ال ن ف س ا ل تي ح ر مَ ال ل ه إ ِ ل با لْ ح ق ول‬
‫ّ ُ ّ ِ َ ّ َ‬
‫َ ّ‬
‫َ َ َ َ ُُْ َ ّ ْ َ ِّ‬
‫َ‬
‫ي ز نو ن و م ن ي ف ع ل ذ ل ك ي ل ق أ َ ثاما )86 ( ي ضا ع ف ل ه ا لْ ع ذا بُ‬
‫َ َ‬
‫ُ َ َ ْ َ ُ‬
‫َ ُْ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َِ َ َْ َ َ‬
‫ي و م ا ل ق يا م ة و ي خ ل د في ه م هانا )96 ( إ ِ ل م ن تا ب وآ م ن و ع م لَ‬
‫ّ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬
‫َ ْ َ ْ َِ َ ِ ََ ُْ ْ ِ ِ ُ َ‬
‫َ َ َ ّ ُ‬
‫ع م ل ً صا لحا ف أو ل ئ ك ي ب د ل ال ل ه س ي ئا ت ه م حَ س نا تٍ و كا ن ال ل ه‬
‫ََ‬
‫َُ َِ َ َُ ّ ُ ّ ُ ََّ ِ ِ ْ‬
‫َ ِ‬
‫َ َ‬
‫غ فورا ر حيما( ) الفرقا ن:07( .‬
‫َ ِ‬
‫َ ُ‬
‫وعن عمران بن حصين رضي ا عنه أن امرأة من جهينة‬
‫أتت نبي ا صلى ا عليه وسلم وهي حبلى من الزنى‬
‫فقالت : يا نبي ا أصبت حدا فأقمه علي. فدعا نبي ا‬
‫صلى ا عليه وسلم وليها فقال) أحسن إليها فإذا وضعت‬
‫فائتني بها( ففعل فأمر بها نبي ا صلى ا عليه وسلم‬
‫فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال‬
‫له عمر تصلي عليها يا نبي ا وقد زنت فقال) لقد تابت توبة‬
‫لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل‬
‫وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى( رواه‬
‫مسلم ) 6961( ومن هذا الحديث نستفيد أن للجنين حقا‬
‫في الحياة ولو كان ابن زنا فلو كان ل حرمة له لمر النبي‬
‫صلى ا عليه وسلم برجمها قبل أن تضع حملها .‬

‫8‬
‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬

‫والحمد لله رب العالمين وصلى ا وسلم على نبينا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين حرر في 7241/6/21هـ كتبه د. نايف بن أحمد الحمد‬

‫9‬

More Related Content

زنا المحارم

  • 1. ‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬ ‫زنا المحارم‬ ‫أسباب تفشي هذه الظاهرة‬ ‫الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل نبي بعده‬ ‫وبعد فمن خلل اطلعي لم يظهر لي أن هذا المر متفش‬ ‫وظاهر بل هو قليل جدا ولكن نظرا لبشاعة الجريمة وكثرة‬ ‫الحديث عنها قد يظنها البعض ظاهرة , أما أسباب زنا‬ ‫المحارم في جملتها فهي أسباب الزنا بشكل عام مع‬ ‫اقترانها بفساد الفطرة وانتكاسها فزنا المحارم مما يمجه‬ ‫العقلء من مسلمين وغيرهم فل يقع فيه إل فاسد الطبع‬ ‫منتكس الفطرة ولعل من السباب :‬ ‫أول : المجاهرة بالذنوب من مرتكبيها مما يشجع الغافلين‬ ‫عليها والمجاهرة محرمة واقترانها بالذنب تزيده حرمة‬ ‫وإثما ؛ لقوله – صلى ا عليه وسلم-:" كل أمتي معافى إل‬ ‫المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عم ل ً‬ ‫ثم يصبح وقد ستره ا فيقول يا فلن عملت البارحة كذا‬ ‫وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر ا عنه" رواه‬ ‫البخاري ) 1275( من حديث أبي هريرة – رضي ا عنه-‬ ‫ثانيا : الفضائيات‬ ‫فق ل أن تجد شخصا وقع في مثل هذه القاذورات إل وفي‬ ‫ّ‬ ‫بيته تلك القنوات الهابطة والتي تدعو إلى الرذيلة وتحارب‬ ‫الفضيلة ليل ونهارا وبشتى الصور من أغان راقصة مثيرة‬ ‫جدا بحيث ت ب رز فيها المفاتن وكذا بث المسلسلت والفلم‬ ‫ُْ َ‬ ‫الماجنة الساقطة والتي تدعو إلى الفاحشة وتعلم الناشئة‬ ‫طرق الوصول إليها وكيفية فعلها وتس هل عليهم العواقب‬ ‫ّ‬ ‫الناتجة عنها .‬ ‫ثالثا : المجلت المثيرة‬ ‫والتي ل تكاد تدخل مكتبة أو تموينات إل وتجدها بارزة‬ ‫ظاهرة وقد ظهر على غلفها صورة مراهقة أو فاتنة من‬ ‫بنات المسلمين أو غيرهم ممن ماتت غيرتهم وق لت ديانتهم‬ ‫ّ‬ ‫وتسبب ذلك في ابتلء كثير من الناس بعشق الصور وهذه‬ ‫المجلت مع السف تطبع وتباع في بلد المسلمين من غير‬ ‫حسيب ول رقيب وترخيص مثل هذه المجلت أسهل مئات‬ ‫المرات من فسح مجلة نافعة .‬ ‫1‬
  • 2. ‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬ ‫رابعا : أغاني الغزل والحب والهيام‬ ‫فالغناء كما قيل بريد الزنا وهذه الغاني والتي انتشرت‬ ‫انتشار النار في الهشيم فل أعرف إذاعة أو قناة مرئية إل ما‬ ‫رحم ربي وقليل هي إل وتبث تلك الغاني بأصوات مثيرة‬ ‫خاصة أصوات النساء وسهلوا للناس استماعها فكان الواحد‬ ‫ل يستمع لها إل في البيت أو السيارة أما الن فأصبح في‬ ‫جيب كل واحد أغان ل تعد ول تحصى في جواله فتجد كثيرا‬ ‫من المشاة قد جعلوا سماعات في آذانهم يستمعون لها‬ ‫وكأنهم سيفقدن شيئا ثمينا لو فاتهم استماعها بل وجعل‬ ‫كثير من أبناء المسلمين تلك الغاني نغمة لجوالتهم‬ ‫فأشغلوا المصلين وآذوا المسلمين وتحريم مثل هذه‬ ‫الغاني الساقطة محل اتفاق بين العلماء حتى من أباح‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫الغناء منهم . قال تعالى ) و م ن ال نا س م ن ي شْ ت ري لَ ه و‬ ‫ِ َ ْ َ َ ِ‬ ‫َ ِ َ ّ‬ ‫ُ َِ َ‬ ‫ا ل ح دي ث ل ي ض ل ع ن س بي ل ال ل ه ب غ ي ر ع ل م و ي ت خ ذ ها ه زوا أو ل ئ ك‬ ‫ْ َ ِ ِ ُِ ِ ّ َ ْ َِ ِ ّ ِ ِ َْ ِ ِْ ٍ ََّ ِ َ َ ُ ُ‬ ‫ل ه م ع ذا ب م هي ن ( ) لقمان:6( عن أبي الصهباء البكري أنه‬ ‫َ ُ ْ َ َ ٌ ُ ِ ٌ‬ ‫سمع عبد ا بن مسعود رضي ا عنه وهو يسأل عن هذه‬ ‫ِ َ ْ َ َْ ِ َ ْ َ ْ َ ِ ِ ُ ِ ّ َ ْ َِ ِ‬ ‫الية )و م ن ال نا س م ن ي ش ت ري ل ه و ا ل ح دي ث لِ ي ض ل ع ن س بي ل‬ ‫َ ِ َ ّ‬ ‫ال ل ه ( فقال عبد ا بن مسعود: الغناء وا الذي ل إله إل‬ ‫ّ ِ‬ ‫هو، يرددها ثلث مرات . رواه ابن جرير 15/41 وكذا قال‬ ‫ابن عباس وجابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد‬ ‫ومكحول وعمرو بن شعيب وعلي بن بذيمة والحسن‬ ‫البصري وغيرهم . انظر تفسير ابن كثير 592/6‬ ‫خامسا : البلوتوث‬ ‫فهذه التقنية الحديثة مع السف أساء كثير من الناس‬ ‫استخدامها فأصبحت وسيلة لنشر الرذيلة ومقاطع الزنا‬ ‫واللواط والفاحشة بأنواعها فما أن تجلس مع شاب من‬ ‫الشباب إل ويخبرك بما تشيب له الولدان مما تحتويه تلك‬ ‫المقاطع من أمور منكرة وأصبح الناس يتبادلون تلك‬ ‫المقاطع بكل يسر وسهولة فما أن تجلس مجلسا إل‬ ‫ويبدءون بتشغيل البلوتوث ويتبادلون تلك المحرمات‬ ‫فأشاعوا الفاحشة ونشروها ناسين أو متناسين قوله تعالى‬ ‫ِ َ َُ َ ُ ْ‬ ‫) إ ِ ن ا ل ذي ن ي ح بو ن أ َ ن ت شي ع ا ل فا ح ش ة في ا لّ ذي ن آ م نوا ل ه م‬ ‫ّ ّ ِ َ ُ ِّ َ ْ َ ِ َ ْ َ ِ َ ُ ِ‬ ‫2‬
  • 3. ‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬ ‫ع ذا ب أ َ لي م في ال د ن يا وا ل خ ر ة وال ل ه ي ع ل م و أ َ ن ت م ل ت ع ل مو ن(‬ ‫َّْ َ ْ ِ َ ِ َ ّ ُ َ َْ ُ َ ُْ ْ َ َْ ُ َ‬ ‫َ َ ٌ ِ ٌ ِ‬ ‫) النور:91( .‬ ‫سادسا : الشبكة العنكبوتية‬ ‫فمع ما فيها من خير كثير إل أن أنظار كثير من المستخدمين‬ ‫تتجه للمواقع الباحية بل قد أنشئت جملة من المواقع‬ ‫العربية والتي أنشأها عدد من الشباب متخصصة في تبادل‬ ‫تلك المقاطع بحيث تسهل على الباحث فتكون مجموعة له‬ ‫في مكان واحد وكل يدلي بدلوه مع تشجيع المشتركين له‬ ‫على الزيادة وطلب المزيد متناسين أن كل مطلع على تلك‬ ‫الصور فعليهم من الثام والوزار مثل أوزارهم فكم من‬ ‫مشاهد وكم من مطلع عليها فويل لمن كان هلكه بذنوب‬ ‫غيره فقد قال النبي – صلى ا عليه وسلم- : ) و من دعا إلى‬ ‫َ‬ ‫ضللة كان عليه من الثم مثل آثام من تبعه ل ينقص ذلك‬ ‫َ‬ ‫من آثامهم شيئا ( رواه مسلم ) 4762( من حديث أبي هريرة‬ ‫ِ‬ ‫– رضي ا عنه- ومع الجهود الجبارة التي تبذلها مدينة‬ ‫الملك عبد العزيز وغيرها من محاولة حجب هذه المواقع إل‬ ‫أن الختراقات وتجاوز البروكسي موجود ويتبادل الشباب‬ ‫البروكسيات لتجاوز المدينة وأنا هنا أشيد بمدينة الملك عبد‬ ‫العزيز على الجهود الكبيرة التي تبذلها في حجب تلك‬ ‫المواقع وأدعوها للمزيد من بذل الجهد وأدعو الجميع‬ ‫للتعاون معها وذلك بتزويدها بكل موقع يدعو للرذيلة مع‬ ‫عدم اللتفات لتلك الصوات الداعية لعدم الحجب بدعوى‬ ‫وعي الناس وعدم الوصاية عليهم .‬ ‫سابعا : التساهل في عدم التفريق بين الولد أثناء النوم‬ ‫امتثال لقوله صلى ا عليه وسلم ) مروا أبناءكم بالصلة‬ ‫لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنين وفرقوا بينهم في‬ ‫المضاجع ( رواه أحمد ) 7376( وأبو داود )594( وحسنه‬ ‫النووي في الرياض /27‬ ‫ثامنا : الثقة العمياء ببعض القارب مع عدم صلحهم مما‬ ‫يج ريء من ل خلق له منهم على الوقوع بمثل هذه‬ ‫ُ ّ‬ ‫الموبقات .‬ ‫تاسعا : إدمان المخدرات والمسكرات‬ ‫3‬
  • 4. ‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬ ‫فبتناولها يفقد المرء عقله ومن فقد عقله فعل كل ما يخطر‬ ‫على باله من معروف ومنكر فتجد بعضا من متعاطي‬ ‫المخدرات قد ل يجد وسيلة لقضاء وطره سوى محارمه‬ ‫بسبب قربهم منه وسهولة الوصول إليهم مع استبعادهم أن‬ ‫يقدم على ذلك .‬ ‫ُ‬ ‫عاشرا : جلساء السوء‬ ‫فمن جالس من يواقع مثل هذه المور فإنه سيتأثر بذلك‬ ‫مما قد يه ونه عليه صاحبه مدعيا أن المر طبيعي عن أبي‬ ‫ّ‬ ‫موسى رضي ا عنه عن النب ي صلى ا عليه وسلم قال:‬ ‫ّ‬ ‫)م ث ل ال جليس الصالح وال سو ء كحام ل المس ك ونافخ ال كير،‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫فحام ل ال مس ك إ ما أن يح ذيك، و إ ِ ما أن تبتا ع من ه، وإ ما أن‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ت ج د منه ريحا ط يب ة. وناف خ ال كير إ ما أن يح ر ق ثيابك، وإ ما‬ ‫ّ‬ ‫َ ِ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ّ ً‬ ‫ِ َ‬ ‫أن ت ج د ريحا خبيث ة ( رواه البخاري ) 7045( ومسلم ) 4466(.‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫الحادي عشر : تبادل القصص المقروءة والمتضمنة لزنا‬ ‫المحارم‬ ‫وهي مع السف منتشرة وخاصة على الشبكة العنكبوتية‬ ‫وبعض المفسدين يقوم بتأليفها وترويجها في المنتديات‬ ‫بأسلوب جذاب وطريقة خبيثة لنشر هذا المنكر وإرسالها‬ ‫لكبر قدر من مشتركي البريد اللكتروني في أي موقع .‬ ‫الثاني عشر : تهاون بعض النساء بلباسهن أمام محارمهن‬ ‫وكذا تهاون بعض المهات بلبس أولدهن ذكورا وإناثا‬ ‫فتجد البعض يلبس القصير جدا بحيث قد يظهر الفخذ أو‬ ‫لبس الشفاف أو المفتوح والضيق مما قد يغري بعض‬ ‫ضعاف النفوس بالعتداء عليهم .‬ ‫الثالث عشر : ضعف اليمان‬ ‫فضعيف اليمان قريب وقد ل يتورع من الوقوع في براثن‬ ‫تلك المحرمات عن أبي هريرة رض ي ا عنهما عن النب يّ‬ ‫َ‬ ‫صلى ا عليه وسلم قال : )ل يزني الزاني حي ن يزني وهو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مؤمن، ول يسر ق حي ن يسر ق وهو مؤمن ( رواه البخاري )‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫2666( ومسلم )561( لذا الواجب على المسلم أن يجاهد‬ ‫نفسه على زيادة إيمانه ليتحصن به من الوقوع في تلك‬ ‫المنكرات .‬ ‫العلج‬ ‫4‬
  • 5. ‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬ ‫أول : وجوب الزواج على كل من يخشى على نفسه الوقوع‬ ‫في المنكرات ليعف ويحفظ نفسه من الوقوع فيها والزواج‬ ‫من أسهل الطرق وأيسرها لتحصين الفرج قال عليه الصلة‬ ‫والسلم ) يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة‬ ‫فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ( رواه‬ ‫البخاري ) 8774( ومسلم ) 0041( من حديث عبد ا بن‬ ‫مسعود رضي ا عنه .‬ ‫ثانيا : عدم الخلوة بالجنبيات أو بذات محرم ممن ل يأمن‬ ‫الفتنة بها والفتاة الصغيرة التي تشتهى وهذا محل اتفاق‬ ‫ُ‬ ‫ولو كان الغرض حسنا لن درء المفاسد مقدم على جلب‬ ‫المصالح قال صلى ا عليه وسلم )ل يخلون أحدكم بامرأة‬ ‫فإن الشيطان ثالثهما( رواه أحمد 81/1 وأبو يعلى )141(‬ ‫من حديث عمر رضي ا عنه وصححه ابن حبان 634/01‬ ‫ثالثا : منع بث تلك القنوات الهابطة وعدم شراء المجلت‬ ‫المماثلة وبيان خطورة ذلك للولد وغيرهم من الناشئة‬ ‫ليقتنع بمنعه منها فكل واحد منا قادر على منع دخولها أو‬ ‫حجبها عن بيته عن ابن عم ر رضي ا عنهما عن النبي صلى‬ ‫َ‬ ‫ا عليه وسلم قال: » ك لكم را ع وك لكم مسؤو ل عن رع يته،‬ ‫َ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫والمي ر را ع، والرج ل را ع على أه ل بيت ه، والمرأ ة راعي ة على‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫بي ت زو جها و و ل د ه، فك لكم را ع وكلكم مسؤو ل عن رع يته (‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫َ َِ ِ ِ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫رواه البخاري ) 9705( ومسلم ) 0864(.‬ ‫رابعا : متابعة الولد والبنات صغارا وكبارا وعدم تركهم‬ ‫يذهبون ويخرجون كيفما أرادوا خاصة عند الخوف من مثل‬ ‫هذه المور .‬ ‫خامسا : ما ذكره العلمة ابن القيم رحمه ا تعالى بقوله‬ ‫" وعشق الصور إنما يبتلى به القلوب الفارغة من محبة ا‬ ‫تعالى والمعرضة عنه المتعوضة بغيره عنه فإذا امتل القلب‬ ‫من محبة ا والشوق إلى لقائه دفع ذلك عنه مرض عشق‬ ‫َ َِ َ َِ ْ ِ َ‬ ‫الصور ولهذا قال ا تعالى في حق يوسف )ك ذ ل ك ل ن ص ر ف‬ ‫ع ن ه ال سو ء وا ل ف ح شا ء إ ِ ن ه م ن ع با د نا ا ل م خ ل صي ن () يوسف:‬ ‫ّ َ َ ْ َ ْ َ َ ّ ُ ِ ْ َِ َِ ْ ُ َْ ِ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫42( فدل على أن الخلص سبب لدفع العشق وما يترتب‬ ‫عليه من السوء والفحشاء التي هي ثمرته ونتيجته فصرف‬ ‫5‬
  • 6. ‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬ ‫المسبب صرف لسببه " ا. هـ زاد المعاد 562/4 وقال –‬ ‫رحمه ا تعالى - : " والناظر يرمي من نظره بسهام‬ ‫َ‬ ‫غرضها قلبه وهو ل يشعر فهو إنما يرمي قلبه ولي من أبيات‬ ‫:‬ ‫يا راميا بسهام اللحظ مجتهد ا*** أنتالقتيل بما ترمي فل‬ ‫تصب‬ ‫وباعث الطرف يرتاد الشفاء له *** توقهإنه يأتيــك بالعطب‬ ‫"‬ ‫روضة المحبين /79‬ ‫وقال – رحمه ا تعالى - : " وإنما شرف النفس وزكاتها‬ ‫وطهارتها وعلوها بأن تنفي عنها كل خطرة ل حقيقة لها ول‬ ‫ترضى أن يخطرها بباله ويأنف لنفسه منها ثم الخطرات بعد‬ ‫أقسام تدور على أربعة أصول : خطرات يستجلب بها العبد‬ ‫منافع دنياه , وخطرات يستدفع بها مضار دنياه , وخطرات‬ ‫يستجلب بها مصالح آخرته , وخطرات يستدفع بها مضار‬ ‫آخرته فليحصر العبد خطراته وأفكاره وهمومه في هذه‬ ‫القسام الربعة " ا. هـ الجواب الكافي / 801‬ ‫وفي الجملة تكون المعالجة بمنع السباب التي ذكرتها‬ ‫أعله فالوقاية خير من العلج .‬ ‫وهنا أشير إلى أن الزنا ل يثبت عند جمهور العلماء إل بأحد‬ ‫أمرين :‬ ‫ّ‬ ‫الول : إقرار الزاني أو الزانية بالزنا وأن يكون المق ر‬ ‫مختارا صحيح العقل بالغا وأن يقيم على إقراره إلى أن‬ ‫يقام عليه الحد .‬ ‫الثاني : أن يشهد عليه بالزنا أربعة رجال مسلمين عدول‬ ‫أحرار وأن ل يرجع أحد منهم عن شهادته حتى إقامة الحد .‬ ‫العقوبة‬ ‫الجريمة أحيانا قد يقترن بها ما يستوجب زيادة العقوبة في‬ ‫الدنيا أو الخرة عن ابن مسعود رضي ا عنه قال : قال‬ ‫6‬
  • 7. ‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬ ‫ُ َ‬ ‫رج ل: يارسول ا أ ي الذن ب أكبر عن د ا ؟ قال:) أن تد ع و‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫لله ن دا وهو خلقك ( قال: ث م أ ي؟ قال:) ث م أن تقت ل ول دك‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫خشي ة أن يطع م معك(. قال: ثم أ ي؟ قال: ) ث م أن تزاني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حليل ة جارك ( فأنز ل ا ع ز وجل تصديقها ) والذي ن ل ي دعو نَ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫مع ا إلها آخ ر، ول يقتلو ن ال ن ف س التي ح رم ا إل بالح ق‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ول ي زنو ن. و من يفع ل ذلك ي ل ق أثاما( ) الفرقا ن: 86( رواه‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫البخاري ) 8076( ومسلم )712( وعقوبة الزاني معلومة‬ ‫بنص الكتاب والسنة فعقوبة الزاني البكر جلد مئة وتغريب‬ ‫عام، قال تعالى:" ال زا ن ي ة وال زا ني فا جْ ل دوا ك ل وا ح د مِ ن ه ما‬ ‫ُ ّ َ ِ ٍ ْ ُ َ‬ ‫َ ِ ُ‬ ‫ّ َِ ُ َ ّ ِ‬ ‫ما ئ ة ج ل د ة ول ت أ خ ذ ك م ب ه ما ر أ ف ة في دي ن ال ل ه إ ِ ن ك ن ت م‬ ‫ِ ِ ّ ِ ْ ُُْ ْ‬ ‫ِ َ َ َْ َ ٍ َ َْ ُ ْ ُ ْ ِ ِ َ َْ َ ٌ ِ‬ ‫ِ ِ ََْ ْ َ ْ َ َ َ ُ َ َ ِ ٌ ِ َ‬ ‫ت ؤ م نو ن بال ل ه وا ل ي و م ال خ ر و ل ي ش ه د ع ذا ب ه ما طا ئ فَ ة م ن‬ ‫ُ ْ ُِ َ ِ ّ ِ َ َْ ْ ِ‬ ‫ا ل م ؤ م ني ن" ] النور:2[ ، وجاء التغريب في جملة أحاديث‬ ‫ْ ُ ْ ِِ َ‬ ‫رواها البخاري ) 9452( ومسلم ) 7961( ، أما الزاني الثيب‬ ‫فحده الرجم حتى الموت؛ كما صحت بذلك الخبار عنه –‬ ‫صلى ا عليه وسلم- ؛ فقد رجم ماعزا والغامدية – رضي ا‬ ‫عنهما- رواه البخاري ) 8346( ومسلم ) 2961( هذا في‬ ‫الجملة ولكن نظرا لبشاعة هذه الجريمة فقد جاء الشرع‬ ‫الحكيم بقتل مرتكبها عن البراء رضي ا عنه قال: لقيت‬ ‫خالي ومعه الراية، فقلت: أين تريد؟ قال: بعثني رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم إلى رجل تز وج امرأة أبيه من بعده :‬ ‫ّ‬ ‫أن أضرب عنقه، أو أقتله وآخذ ماله . رواه أحمد ) 80281(‬ ‫والترمذي ) 0631( والنسائي)3333( وابن ماجه ) 7762(‬ ‫وحسنه الترمذي وقال " والعم ل على هذا عند أصحا بِ نا،‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قالوا :م ن أ تى ذا ت م ح ر م وهو يعل م ف ع لي ه ا لْ ق ت ل. وقال‬ ‫ُ َ َْ ِ َْ ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ ٍ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ِ‬ ‫أحم دُ :م ن ت ز و ج أ ُ م ه ق ت ل. وقال إسحا ق :م ن و ق ع ع لى ذا ت‬ ‫ُ َ ْ َ َ َ ََ‬ ‫َ ْ َ َ ّ َ ّ ُ ُِ َ‬ ‫م حْ ر م ق ت ل." ا. ه ـ . وتنفيذ هذه العقوبة منوط بولي المر‬ ‫َ َ ٍ ُِ َ‬ ‫فليس لكل فرد أن يقيمها قال ابن قدامة رحمه ا تعالى "‬ ‫إن الصل تفويض الحد إلى المام لنه حق لله تعالى‬ ‫فيفوض إلى نائبه " ا. هـ المغني 15/9 وقال رحمه ا‬ ‫تعالى ل يجوز لحد إقامة الحد إل المام أو نائبه لنه حق‬ ‫"‬ ‫ا تعالى ويفتقر إلى الجتهاد ول يؤمن في استيفائه الحيف‬ ‫فوجب تفويضه إلى نائب ا تعالى في خلقه ولن النبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم كان يقيم الحد في حياته ثم خلفاؤه‬ ‫7‬
  • 8. ‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬ ‫بعده " ا. هـ الكافي 432/4 ، ولكون هذا المر يتطلب‬ ‫التحقق من ثبوت الزنا وانتفاء الموانع والشبهات التي تدرأ‬ ‫بها الحدود .‬ ‫أما التحرش بل مواقعة فعقوبته التعزيز الرادع وهو يختلف‬ ‫باختلف الشخاص والدواعي وانتشار الجريمة من عدمها‬ ‫فبعض الناس من أرباب السوابق فلبد من التشديد عليه‬ ‫بالعقوبة وآخر زلت به القدم فيعاقب عقوبة تمنعه من‬ ‫العودة لذلك مرة ثانية .‬ ‫وهل المتح رش به كالفاعل هنا يختلف الحال فإن كان‬ ‫ّ‬ ‫المتح رش به بالغا عاقل راضيا فهو مثله أما إن كان مكرها‬ ‫ّ‬ ‫أو قاصرا فل شيء عليه البتة .‬ ‫التوبة‬ ‫ومع عظم هذا الذنب الكبير إل أن باب التوبة مفتوح‬ ‫للتائبين والحمد لله قال تعالى )وا ل ذي ن ل ي د عو ن م ع ال ل هِ‬ ‫َ ّ ِ َ َ ْ ُ َ َ َ ّ‬ ‫إ ِ لها آ خ ر ول ي ق ت لو ن ال ن ف س ا ل تي ح ر مَ ال ل ه إ ِ ل با لْ ح ق ول‬ ‫ّ ُ ّ ِ َ ّ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ َ َ َ ُُْ َ ّ ْ َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ي ز نو ن و م ن ي ف ع ل ذ ل ك ي ل ق أ َ ثاما )86 ( ي ضا ع ف ل ه ا لْ ع ذا بُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ َ ْ َ ُ‬ ‫َ ُْ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َِ َ َْ َ َ‬ ‫ي و م ا ل ق يا م ة و ي خ ل د في ه م هانا )96 ( إ ِ ل م ن تا ب وآ م ن و ع م لَ‬ ‫ّ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ِ‬ ‫َ ْ َ ْ َِ َ ِ ََ ُْ ْ ِ ِ ُ َ‬ ‫َ َ َ ّ ُ‬ ‫ع م ل ً صا لحا ف أو ل ئ ك ي ب د ل ال ل ه س ي ئا ت ه م حَ س نا تٍ و كا ن ال ل ه‬ ‫ََ‬ ‫َُ َِ َ َُ ّ ُ ّ ُ ََّ ِ ِ ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫غ فورا ر حيما( ) الفرقا ن:07( .‬ ‫َ ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫وعن عمران بن حصين رضي ا عنه أن امرأة من جهينة‬ ‫أتت نبي ا صلى ا عليه وسلم وهي حبلى من الزنى‬ ‫فقالت : يا نبي ا أصبت حدا فأقمه علي. فدعا نبي ا‬ ‫صلى ا عليه وسلم وليها فقال) أحسن إليها فإذا وضعت‬ ‫فائتني بها( ففعل فأمر بها نبي ا صلى ا عليه وسلم‬ ‫فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال‬ ‫له عمر تصلي عليها يا نبي ا وقد زنت فقال) لقد تابت توبة‬ ‫لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل‬ ‫وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى( رواه‬ ‫مسلم ) 6961( ومن هذا الحديث نستفيد أن للجنين حقا‬ ‫في الحياة ولو كان ابن زنا فلو كان ل حرمة له لمر النبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم برجمها قبل أن تضع حملها .‬ ‫8‬
  • 9. ‫زنا المحارم د. نايف بن أحمد الحمد‬ ‫والحمد لله رب العالمين وصلى ا وسلم على نبينا محمد وعلى آله‬ ‫وصحبه أجمعين حرر في 7241/6/21هـ كتبه د. نايف بن أحمد الحمد‬ ‫9‬