Books by Massimo Khairallah ماسيمو خيرالله
"المؤلف والنسخة الأصلية
تحتل شخصية الإمبراطور فريدريك الثاني من سلالة هوهنشتاوفن (١١٩٤م -١٢٥٠م) ... more "المؤلف والنسخة الأصلية
تحتل شخصية الإمبراطور فريدريك الثاني من سلالة هوهنشتاوفن (١١٩٤م -١٢٥٠م) مكانا متميزا وخاصا في تاريخ العصور الوسطى الأوروبية، وحتى أيامنا هذه، لما تمثله من نموذج فريد للملك الحكيم المتنور الصانع للتجديد والتحديث، حتى أن هناك من المؤرخين من يعتبره - رغم اعتراضات بعض الباحثين - فاتح الطريق للنهضة الأوروبية، التي ستبدأ بعد وفاته بحوالي قرن من الزمن، حيث تميزت فترة ملكه بحركة ثقافية وتقنية تجديدية ونشاط تشريعي إصلاحي كثيف.
ولا تقتصر ثراء شخصيته وسيرته على خصال الحكم ومماراسته المبتكرة والمبتدعة له، فقد كان موهوبا في الآداب والعلوم حتى بات معروفا لكل ما سبق بلقب "أعجوبة العالم". وكان يتقن تسع لغات يقال منها العربية، وله فضل كبير في دعم المعرفة حيث جلب إلى بلاطه في صقليا العلماء والفنانين والشعراء وأكرمهم، فأصبح بذلك مركزا لالتقاء الثقافات الإغريقية واللاتينية والعربية واليهودية. وتمثلت قمة هذا الانشغال بالمعرفة والانكباب لها في تأسيس عام ١٢٢٤م لجامعة تحمل الآن اسمه بمدينة نابولي، وهي تعتبر الأولى التي أسست بمرسوم من الدولة في إيطاليا، والتابعة بالفعل لها لكونها خارجة عن نفوذ الكنيسة وليست تعبيرا عن تجمع لعصبة طلابية أو نخبة معينة.
ولد فريدريك الثاني في مدينة يزي وسط إيطاليا وترعرع في بالرمو عاصمة مملكة صقليا آنذاك، التي كانت مدينة متعددة الأقوام من مسيحيين ومسلمين ويهود قادمين من كل حوض البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة للألمان آل الإمبراطور؛ وكانت لهذه البيئة الكوزموبوليتانية الأثر الأكبر في تشكيل شخصيته الفذة المنفتحة نحو العالم.
و من المعروف أن مربي فريدريك الصغير كانوا عربا، يلقونه قصص كليلة ودمنة، وأنه تثقف سياسيا على تأليف ابن ظافر الصقلي "سلوان المتع”. هذا النوع من التواصل منذ الصغر مع العالم الإسلامي وحضارته أكسب فريدريك الثاني تلك الخلفية التي ستجعله حساسا ليس نحو "الإسلام-الدين" في حد ذاته بل بالأحرى نحو "الإسلام-الفكر"، بكنوزه الخلابة الذي كان منهجه التحقيق ولب روحه التجربة، متفوقا بذلك كثيرا على أوروبا المسيحية آنذاك.
ومن هذا المنطلق استطاع أن يكوّن علاقات وطيدة مع ذلك العالم سواء سياسيا أو معرفيا. فعلى الصعيد السياسي استطاع بفضل علاقته مع السلطان الأيوبي الملك الكامل أن يحقق معاهدة صلح معه لمدة عشر سنوات أثناء الحملة الصليبية السادسة، وأن يبرم بعد ذلك اتفاقات تجارية مع مصر. هذا النوع من الوئام مع الضفة الجنوبية للبحر المتوسط لم يعني بالضرورة حبا مفرطا للمسلمين، ولم يمنعه من أن يمارس في مملكته صقليا أشد القمع ضد حصون عربية مسلمة بقيت بعد خروج العرب من الجزيرة، وكانت تتمرد على سلطته، فقاد حملة تأديبية انتهت بمجزرة، ثم هجّر الناجين إلى إقليم بوليا ووطّنهم هناك حيث أصبحوا بعد ذلك موالين له حتى أنه أخذ منهم خدمة له ولحاشيته و جنّد حوالي ستة آلاف مقاتل ما بين فرسان ونبّالة.
أما من الناحية الثقافية فقد كان الإمبراطور عديد الاهتمامات واسع الاطلاعات سخيا مع الأدباء داعما للفنون والعلم سواء، فقد أمر علماءَه بنقل الكثير من كتب الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء من العربية إلى اللاتينية؛ وكان يحب أن ينظم في قصره مسابقات في مسائل الرياضيات وغيرها، وأحيانا كانت المنافسة تتخذ مجرا على مستوى دولي: فمثلا تم إرسال خمسة مسائل معرفية كونية إلى إفريقيا ومصر والشام واليمن وآسيا الصغرى، وجاء الرد من الخليفة الموحد عبدالواحد الرشيد على لسان الفيلسوف المتصوف محمد بن سبعين في كتابه المعروف بـ "المسائل الصقلية" الذي لم يخلُ من تهكم مبطن تجاه الإمبراطور نظرا لعيوب شكلية في تقديم المسائل.
من هذا الإطار العام سندخل عبر باب التراجم- التي سواء كانت متوفرة لدى فريدريك الثاني أو أمر بنقلها- إلى نشأة كتابه "فن الصيد بالطيور" النابع عن ولعه بالصيد خاصة الصيد بالصقور الذي كان في رأيه أنبل أنواعه على الإطلاق. لكن قبل ذلك لا بد من إعطاء نبذة قصيرة عن تاريخ الصيد في العصور الوسطى وتطوره غربا وشرقا حتى يمكننا فهم السياق الذي كان يعيشه الإمبراطور فيما يخص الصيد والذي جعله يتكلف بمهمة كتابة هذا العمل الضخم."
"قدمة المترجم
نبذة عن المؤلف
ولد رينزو مانزوني عام ١٨٥٢م في عائلة مرموقة، فقد كان حفيداً للكا... more "قدمة المترجم
نبذة عن المؤلف
ولد رينزو مانزوني عام ١٨٥٢م في عائلة مرموقة، فقد كان حفيداً للكاتب الكبير اليسداندرو مانزوني الذي يعتبر من عظماء الأدب الإيطالي على مر العصور. وبالرغم من كون رينزو ترعرع في بيئة كانت شهرة الجد تطغي فيها على كل شيء، فقد أظهر منذ يفاعته على امتلاك شخصية قوية وعن إرادة للخروج عن تقاليد العائلة، فقرر الشروع في نشاط السفر والاستكشاف لبلاد وشعوب بعيدة، بعد أن نمى فيه عزم السفر من خلال قراءة الكتب في مكتبة العائلة. فسافر أول مرة إلى المغرب مع بعثة إيطالية رسمية باقياً هناك لمدة سنة كاملة، ولدت خلالها فكرة السفر وحده إلى اليمن، موضوع كتابه الذي بين يدينا.
كان رينزو مازوني خبيراً في عدة ميادين، مثل الجغرافيا والعلوم النباتية وعلوم الشعوب؛ وأتقن اللغة العربية وفن الرسم والتصوير ورسم الخرائط، وكل هذا يظهر جلياً في محتوايات كتاب قام بنشره عام ١٨٨٤م بعنوان «اليمن. ثلاث سنوات في العربية السعيدة». القدر أراد أن يكون هذا كتابه الوحيد، فبعد تجربته في اليمن لم يتحرك أبداً من إيطاليا، ولا نعرف عما إذا كان هذا بسبب مرض أو نقص في المال والموارد أو ماذا؛ على كل حال يبقى أول إيطالي دوّن أخباراً دقيقة عن اليمن كاشفاً للجمهور الإيطالي عن عالم جديد ومنغلق الفهم على العقلية الغربية. فقام هكذا بسد فراغ كبير في الثقافة الإيطالية عامة وأدب الرحلات خاصة. ولمذكراته أهمية تاريخية إلى أيامنا هذه: فإن لم يكن يتذكره أو يعرفه أحدٌ في إيطاليا فهو مذكور في بعض الدلائل السياحية في صنعاء التي تحمل إيضاً خريطته للمدينة.
خلال تجواله عبر اليمن، يتخذ رينزو مانزوني لنفسه دور المؤرخ المدون، ويتفادى بقدر إمكانه أن يحكم على الوضع المعقد للبلد، إلا في تلك الحالات التي كان فيها شاهداً مباشراً للأحداث. فنظرته نظرة غير أيدولوجية؛ إنه يتعامل بنفس الموضوعية سواء مع الأشخاص المحترمين أو اللصوص، مع المتعلمين أو الجهلة، مع الملتمزمين بالتعاليم الدينية أو الأتراك الأغنياء المبيحين. وهدفه تسجيل الواقع الذي كما يراه ووصف البلد ومكوناتها بشكل نزيه.
يروي كتاب مازوني الأصلي ثلاث رحلات في اليمن: الأولى وهي المأخوذة لهذه الترجمة تنطلق من عدن وتمر عبر الحردبة والجليل وقعطبة وسدة وذمار وأخيراً الوصول إلى صنعاء؛ وتدوم حوالي ثمانية أشهر من سبتمبر ١٨٧٧ إلى أبريل ١٨٧٨م، وهي الأغنى بالمعلومات بنسبة لقراء اليوم. الرحلة الثانية تنطلق أيضاً من عدن لكنها تحاذي ساحل البحر الأحمر عبر مخأ والحديدة ومناخة لتصل إلى صنعاء، وهي الأطول حيث تستمر من أبريل ١٨٧٨ إلى يناير ١٨٧٩. أما الثالثة فلم تتعدى الثلاثة شهور واقتصرت على المنطق حول عدن. ويتزامن انتهاء سفر مازوني الذي استمر ما يقارب ثلاثة أعوام مع إقالة الحاكم العام لليمن مصطفى عاصم باشا.
الترجمة
كُتب هذا الكتاب في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بلغة إيطالية فصيحة التي بالطبع كانت لها آنذاك أسلوباً مميزاً وطابعاً خاصاً ووقعاً يتسم بالعتاقة والطنانة والبديع مقارنةً بالأسلوب المعاصر، فحاولنا قدر الإمكان في هذه الترجمة أن نبقي على نفس الميزات والأطباع مع مراعاة مقتضيات اللغة العربية.
خضعت مسودة الترجمة لتنقيح وتدقيق لغوي وإصطلاحي خاصة فيما يتعلق الأعلام والأشخاص والنبتات حيث أن النص الأصلي الإيطالي يحتوي على كثير من الكلمات العربية مكتوبة بالحروف اللاتينية لكنها منقولة كما كان يسمعها المانزوني بحيث أن معظمها محرفة، ولم يكن بالإمكان التعرف عليها إلا باستعانة خبير محلي يمني ملم بتاريخ اليمن ومعجم مصطلاحته المحلية.
أبقينا إذن على الكلمات العربية التي أدخلها مانزوني في نصه وميزناها للقارئ العربي بعلمات التنصيص " "، أما فيما بين القوسين فأبقينا على التعليقات الأصلية كما هي، ووضعنا من عندنا بين الأقواس المربعة [] ما رأيناه موضحاً ومبيناً للقارئ العربي.
وحاولنا قدر الإمكان على أن تتسم الترجمة العربية بنفس الخصائص للنص الأصلي من حيث الأسلوب العتيق والرفيع وأن يطابق تمماماً النص الأصلي حتى في علامات الترقيم؛ فنأمل أن نكون قد وفقنا في ترجمة هذا العمل بإذن الله، وأي خطأ فيها لا يتحمل مسؤوليته سوى المترجم.
نود أن نشكر جزيل الشكر رنا الخوند لمساهمتها في تحرير مسودة هذه الترجمة والزميل والصديق الأستاذ ياسر عودة لمراجعته بعض أجزائها.
ماسيمو خيرالله، أستاذ متعاقد للغة العربية في جامعة البندقية - إيطاليا."
La definizione giuridico-legale (sharī`a) del Corano è la seguente: “ Il Corano è la parola incre... more La definizione giuridico-legale (sharī`a) del Corano è la seguente: “ Il Corano è la parola increata di Dio [Gloria a Lui, l’Altissimo], discesa sul profeta Muĥammad [su di lui il saluto e la benedizione di Dio] in lingua araba inimitabile (miracolosa) e a sua conferma (di Muĥammad), sfida per gli Arabi (a imitarla), la cui lettura è un atto di adorazione, (parola) trasmessa a noi attraverso la ripetizione per catene e scritta su volumi”.
Talks by Massimo Khairallah ماسيمو خيرالله
Papers by Massimo Khairallah ماسيمو خيرالله
Uploads
Books by Massimo Khairallah ماسيمو خيرالله
تحتل شخصية الإمبراطور فريدريك الثاني من سلالة هوهنشتاوفن (١١٩٤م -١٢٥٠م) مكانا متميزا وخاصا في تاريخ العصور الوسطى الأوروبية، وحتى أيامنا هذه، لما تمثله من نموذج فريد للملك الحكيم المتنور الصانع للتجديد والتحديث، حتى أن هناك من المؤرخين من يعتبره - رغم اعتراضات بعض الباحثين - فاتح الطريق للنهضة الأوروبية، التي ستبدأ بعد وفاته بحوالي قرن من الزمن، حيث تميزت فترة ملكه بحركة ثقافية وتقنية تجديدية ونشاط تشريعي إصلاحي كثيف.
ولا تقتصر ثراء شخصيته وسيرته على خصال الحكم ومماراسته المبتكرة والمبتدعة له، فقد كان موهوبا في الآداب والعلوم حتى بات معروفا لكل ما سبق بلقب "أعجوبة العالم". وكان يتقن تسع لغات يقال منها العربية، وله فضل كبير في دعم المعرفة حيث جلب إلى بلاطه في صقليا العلماء والفنانين والشعراء وأكرمهم، فأصبح بذلك مركزا لالتقاء الثقافات الإغريقية واللاتينية والعربية واليهودية. وتمثلت قمة هذا الانشغال بالمعرفة والانكباب لها في تأسيس عام ١٢٢٤م لجامعة تحمل الآن اسمه بمدينة نابولي، وهي تعتبر الأولى التي أسست بمرسوم من الدولة في إيطاليا، والتابعة بالفعل لها لكونها خارجة عن نفوذ الكنيسة وليست تعبيرا عن تجمع لعصبة طلابية أو نخبة معينة.
ولد فريدريك الثاني في مدينة يزي وسط إيطاليا وترعرع في بالرمو عاصمة مملكة صقليا آنذاك، التي كانت مدينة متعددة الأقوام من مسيحيين ومسلمين ويهود قادمين من كل حوض البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة للألمان آل الإمبراطور؛ وكانت لهذه البيئة الكوزموبوليتانية الأثر الأكبر في تشكيل شخصيته الفذة المنفتحة نحو العالم.
و من المعروف أن مربي فريدريك الصغير كانوا عربا، يلقونه قصص كليلة ودمنة، وأنه تثقف سياسيا على تأليف ابن ظافر الصقلي "سلوان المتع”. هذا النوع من التواصل منذ الصغر مع العالم الإسلامي وحضارته أكسب فريدريك الثاني تلك الخلفية التي ستجعله حساسا ليس نحو "الإسلام-الدين" في حد ذاته بل بالأحرى نحو "الإسلام-الفكر"، بكنوزه الخلابة الذي كان منهجه التحقيق ولب روحه التجربة، متفوقا بذلك كثيرا على أوروبا المسيحية آنذاك.
ومن هذا المنطلق استطاع أن يكوّن علاقات وطيدة مع ذلك العالم سواء سياسيا أو معرفيا. فعلى الصعيد السياسي استطاع بفضل علاقته مع السلطان الأيوبي الملك الكامل أن يحقق معاهدة صلح معه لمدة عشر سنوات أثناء الحملة الصليبية السادسة، وأن يبرم بعد ذلك اتفاقات تجارية مع مصر. هذا النوع من الوئام مع الضفة الجنوبية للبحر المتوسط لم يعني بالضرورة حبا مفرطا للمسلمين، ولم يمنعه من أن يمارس في مملكته صقليا أشد القمع ضد حصون عربية مسلمة بقيت بعد خروج العرب من الجزيرة، وكانت تتمرد على سلطته، فقاد حملة تأديبية انتهت بمجزرة، ثم هجّر الناجين إلى إقليم بوليا ووطّنهم هناك حيث أصبحوا بعد ذلك موالين له حتى أنه أخذ منهم خدمة له ولحاشيته و جنّد حوالي ستة آلاف مقاتل ما بين فرسان ونبّالة.
أما من الناحية الثقافية فقد كان الإمبراطور عديد الاهتمامات واسع الاطلاعات سخيا مع الأدباء داعما للفنون والعلم سواء، فقد أمر علماءَه بنقل الكثير من كتب الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء من العربية إلى اللاتينية؛ وكان يحب أن ينظم في قصره مسابقات في مسائل الرياضيات وغيرها، وأحيانا كانت المنافسة تتخذ مجرا على مستوى دولي: فمثلا تم إرسال خمسة مسائل معرفية كونية إلى إفريقيا ومصر والشام واليمن وآسيا الصغرى، وجاء الرد من الخليفة الموحد عبدالواحد الرشيد على لسان الفيلسوف المتصوف محمد بن سبعين في كتابه المعروف بـ "المسائل الصقلية" الذي لم يخلُ من تهكم مبطن تجاه الإمبراطور نظرا لعيوب شكلية في تقديم المسائل.
من هذا الإطار العام سندخل عبر باب التراجم- التي سواء كانت متوفرة لدى فريدريك الثاني أو أمر بنقلها- إلى نشأة كتابه "فن الصيد بالطيور" النابع عن ولعه بالصيد خاصة الصيد بالصقور الذي كان في رأيه أنبل أنواعه على الإطلاق. لكن قبل ذلك لا بد من إعطاء نبذة قصيرة عن تاريخ الصيد في العصور الوسطى وتطوره غربا وشرقا حتى يمكننا فهم السياق الذي كان يعيشه الإمبراطور فيما يخص الصيد والذي جعله يتكلف بمهمة كتابة هذا العمل الضخم."
نبذة عن المؤلف
ولد رينزو مانزوني عام ١٨٥٢م في عائلة مرموقة، فقد كان حفيداً للكاتب الكبير اليسداندرو مانزوني الذي يعتبر من عظماء الأدب الإيطالي على مر العصور. وبالرغم من كون رينزو ترعرع في بيئة كانت شهرة الجد تطغي فيها على كل شيء، فقد أظهر منذ يفاعته على امتلاك شخصية قوية وعن إرادة للخروج عن تقاليد العائلة، فقرر الشروع في نشاط السفر والاستكشاف لبلاد وشعوب بعيدة، بعد أن نمى فيه عزم السفر من خلال قراءة الكتب في مكتبة العائلة. فسافر أول مرة إلى المغرب مع بعثة إيطالية رسمية باقياً هناك لمدة سنة كاملة، ولدت خلالها فكرة السفر وحده إلى اليمن، موضوع كتابه الذي بين يدينا.
كان رينزو مازوني خبيراً في عدة ميادين، مثل الجغرافيا والعلوم النباتية وعلوم الشعوب؛ وأتقن اللغة العربية وفن الرسم والتصوير ورسم الخرائط، وكل هذا يظهر جلياً في محتوايات كتاب قام بنشره عام ١٨٨٤م بعنوان «اليمن. ثلاث سنوات في العربية السعيدة». القدر أراد أن يكون هذا كتابه الوحيد، فبعد تجربته في اليمن لم يتحرك أبداً من إيطاليا، ولا نعرف عما إذا كان هذا بسبب مرض أو نقص في المال والموارد أو ماذا؛ على كل حال يبقى أول إيطالي دوّن أخباراً دقيقة عن اليمن كاشفاً للجمهور الإيطالي عن عالم جديد ومنغلق الفهم على العقلية الغربية. فقام هكذا بسد فراغ كبير في الثقافة الإيطالية عامة وأدب الرحلات خاصة. ولمذكراته أهمية تاريخية إلى أيامنا هذه: فإن لم يكن يتذكره أو يعرفه أحدٌ في إيطاليا فهو مذكور في بعض الدلائل السياحية في صنعاء التي تحمل إيضاً خريطته للمدينة.
خلال تجواله عبر اليمن، يتخذ رينزو مانزوني لنفسه دور المؤرخ المدون، ويتفادى بقدر إمكانه أن يحكم على الوضع المعقد للبلد، إلا في تلك الحالات التي كان فيها شاهداً مباشراً للأحداث. فنظرته نظرة غير أيدولوجية؛ إنه يتعامل بنفس الموضوعية سواء مع الأشخاص المحترمين أو اللصوص، مع المتعلمين أو الجهلة، مع الملتمزمين بالتعاليم الدينية أو الأتراك الأغنياء المبيحين. وهدفه تسجيل الواقع الذي كما يراه ووصف البلد ومكوناتها بشكل نزيه.
يروي كتاب مازوني الأصلي ثلاث رحلات في اليمن: الأولى وهي المأخوذة لهذه الترجمة تنطلق من عدن وتمر عبر الحردبة والجليل وقعطبة وسدة وذمار وأخيراً الوصول إلى صنعاء؛ وتدوم حوالي ثمانية أشهر من سبتمبر ١٨٧٧ إلى أبريل ١٨٧٨م، وهي الأغنى بالمعلومات بنسبة لقراء اليوم. الرحلة الثانية تنطلق أيضاً من عدن لكنها تحاذي ساحل البحر الأحمر عبر مخأ والحديدة ومناخة لتصل إلى صنعاء، وهي الأطول حيث تستمر من أبريل ١٨٧٨ إلى يناير ١٨٧٩. أما الثالثة فلم تتعدى الثلاثة شهور واقتصرت على المنطق حول عدن. ويتزامن انتهاء سفر مازوني الذي استمر ما يقارب ثلاثة أعوام مع إقالة الحاكم العام لليمن مصطفى عاصم باشا.
الترجمة
كُتب هذا الكتاب في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بلغة إيطالية فصيحة التي بالطبع كانت لها آنذاك أسلوباً مميزاً وطابعاً خاصاً ووقعاً يتسم بالعتاقة والطنانة والبديع مقارنةً بالأسلوب المعاصر، فحاولنا قدر الإمكان في هذه الترجمة أن نبقي على نفس الميزات والأطباع مع مراعاة مقتضيات اللغة العربية.
خضعت مسودة الترجمة لتنقيح وتدقيق لغوي وإصطلاحي خاصة فيما يتعلق الأعلام والأشخاص والنبتات حيث أن النص الأصلي الإيطالي يحتوي على كثير من الكلمات العربية مكتوبة بالحروف اللاتينية لكنها منقولة كما كان يسمعها المانزوني بحيث أن معظمها محرفة، ولم يكن بالإمكان التعرف عليها إلا باستعانة خبير محلي يمني ملم بتاريخ اليمن ومعجم مصطلاحته المحلية.
أبقينا إذن على الكلمات العربية التي أدخلها مانزوني في نصه وميزناها للقارئ العربي بعلمات التنصيص " "، أما فيما بين القوسين فأبقينا على التعليقات الأصلية كما هي، ووضعنا من عندنا بين الأقواس المربعة [] ما رأيناه موضحاً ومبيناً للقارئ العربي.
وحاولنا قدر الإمكان على أن تتسم الترجمة العربية بنفس الخصائص للنص الأصلي من حيث الأسلوب العتيق والرفيع وأن يطابق تمماماً النص الأصلي حتى في علامات الترقيم؛ فنأمل أن نكون قد وفقنا في ترجمة هذا العمل بإذن الله، وأي خطأ فيها لا يتحمل مسؤوليته سوى المترجم.
نود أن نشكر جزيل الشكر رنا الخوند لمساهمتها في تحرير مسودة هذه الترجمة والزميل والصديق الأستاذ ياسر عودة لمراجعته بعض أجزائها.
ماسيمو خيرالله، أستاذ متعاقد للغة العربية في جامعة البندقية - إيطاليا."
Talks by Massimo Khairallah ماسيمو خيرالله
Il Seminario DAR 2016 “Il video nella classe di lingua araba” si è tenuto all'Università Ca' Foscari di Venezia in data 15 aprile 2016. Per maggiori dettagli si veda il sito del Laboratorio DAR http://virgo.unive.it/dar/index.php/25-seminario-dar-2016 o si scarichino le presentazioni degli esperti al seguente link: http://virgo.unive.it/dar/index.php/risorse/category/3-seminario-dar-2016
ENGLISH
DAR Seminar 2016 “Il video nella classe di lingua araba” was held at Ca' Foscari University of Venice on April 15th 2016. For more details read the complete description on the Laboratorio DAR web site http://virgo.unive.it/dar/index.php/25-seminario-dar-2016 or download the experts' presentations at the following link: http://virgo.unive.it/dar/index.php/risorse/category/3-seminario-dar-2016
Papers by Massimo Khairallah ماسيمو خيرالله
تحتل شخصية الإمبراطور فريدريك الثاني من سلالة هوهنشتاوفن (١١٩٤م -١٢٥٠م) مكانا متميزا وخاصا في تاريخ العصور الوسطى الأوروبية، وحتى أيامنا هذه، لما تمثله من نموذج فريد للملك الحكيم المتنور الصانع للتجديد والتحديث، حتى أن هناك من المؤرخين من يعتبره - رغم اعتراضات بعض الباحثين - فاتح الطريق للنهضة الأوروبية، التي ستبدأ بعد وفاته بحوالي قرن من الزمن، حيث تميزت فترة ملكه بحركة ثقافية وتقنية تجديدية ونشاط تشريعي إصلاحي كثيف.
ولا تقتصر ثراء شخصيته وسيرته على خصال الحكم ومماراسته المبتكرة والمبتدعة له، فقد كان موهوبا في الآداب والعلوم حتى بات معروفا لكل ما سبق بلقب "أعجوبة العالم". وكان يتقن تسع لغات يقال منها العربية، وله فضل كبير في دعم المعرفة حيث جلب إلى بلاطه في صقليا العلماء والفنانين والشعراء وأكرمهم، فأصبح بذلك مركزا لالتقاء الثقافات الإغريقية واللاتينية والعربية واليهودية. وتمثلت قمة هذا الانشغال بالمعرفة والانكباب لها في تأسيس عام ١٢٢٤م لجامعة تحمل الآن اسمه بمدينة نابولي، وهي تعتبر الأولى التي أسست بمرسوم من الدولة في إيطاليا، والتابعة بالفعل لها لكونها خارجة عن نفوذ الكنيسة وليست تعبيرا عن تجمع لعصبة طلابية أو نخبة معينة.
ولد فريدريك الثاني في مدينة يزي وسط إيطاليا وترعرع في بالرمو عاصمة مملكة صقليا آنذاك، التي كانت مدينة متعددة الأقوام من مسيحيين ومسلمين ويهود قادمين من كل حوض البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة للألمان آل الإمبراطور؛ وكانت لهذه البيئة الكوزموبوليتانية الأثر الأكبر في تشكيل شخصيته الفذة المنفتحة نحو العالم.
و من المعروف أن مربي فريدريك الصغير كانوا عربا، يلقونه قصص كليلة ودمنة، وأنه تثقف سياسيا على تأليف ابن ظافر الصقلي "سلوان المتع”. هذا النوع من التواصل منذ الصغر مع العالم الإسلامي وحضارته أكسب فريدريك الثاني تلك الخلفية التي ستجعله حساسا ليس نحو "الإسلام-الدين" في حد ذاته بل بالأحرى نحو "الإسلام-الفكر"، بكنوزه الخلابة الذي كان منهجه التحقيق ولب روحه التجربة، متفوقا بذلك كثيرا على أوروبا المسيحية آنذاك.
ومن هذا المنطلق استطاع أن يكوّن علاقات وطيدة مع ذلك العالم سواء سياسيا أو معرفيا. فعلى الصعيد السياسي استطاع بفضل علاقته مع السلطان الأيوبي الملك الكامل أن يحقق معاهدة صلح معه لمدة عشر سنوات أثناء الحملة الصليبية السادسة، وأن يبرم بعد ذلك اتفاقات تجارية مع مصر. هذا النوع من الوئام مع الضفة الجنوبية للبحر المتوسط لم يعني بالضرورة حبا مفرطا للمسلمين، ولم يمنعه من أن يمارس في مملكته صقليا أشد القمع ضد حصون عربية مسلمة بقيت بعد خروج العرب من الجزيرة، وكانت تتمرد على سلطته، فقاد حملة تأديبية انتهت بمجزرة، ثم هجّر الناجين إلى إقليم بوليا ووطّنهم هناك حيث أصبحوا بعد ذلك موالين له حتى أنه أخذ منهم خدمة له ولحاشيته و جنّد حوالي ستة آلاف مقاتل ما بين فرسان ونبّالة.
أما من الناحية الثقافية فقد كان الإمبراطور عديد الاهتمامات واسع الاطلاعات سخيا مع الأدباء داعما للفنون والعلم سواء، فقد أمر علماءَه بنقل الكثير من كتب الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء من العربية إلى اللاتينية؛ وكان يحب أن ينظم في قصره مسابقات في مسائل الرياضيات وغيرها، وأحيانا كانت المنافسة تتخذ مجرا على مستوى دولي: فمثلا تم إرسال خمسة مسائل معرفية كونية إلى إفريقيا ومصر والشام واليمن وآسيا الصغرى، وجاء الرد من الخليفة الموحد عبدالواحد الرشيد على لسان الفيلسوف المتصوف محمد بن سبعين في كتابه المعروف بـ "المسائل الصقلية" الذي لم يخلُ من تهكم مبطن تجاه الإمبراطور نظرا لعيوب شكلية في تقديم المسائل.
من هذا الإطار العام سندخل عبر باب التراجم- التي سواء كانت متوفرة لدى فريدريك الثاني أو أمر بنقلها- إلى نشأة كتابه "فن الصيد بالطيور" النابع عن ولعه بالصيد خاصة الصيد بالصقور الذي كان في رأيه أنبل أنواعه على الإطلاق. لكن قبل ذلك لا بد من إعطاء نبذة قصيرة عن تاريخ الصيد في العصور الوسطى وتطوره غربا وشرقا حتى يمكننا فهم السياق الذي كان يعيشه الإمبراطور فيما يخص الصيد والذي جعله يتكلف بمهمة كتابة هذا العمل الضخم."
نبذة عن المؤلف
ولد رينزو مانزوني عام ١٨٥٢م في عائلة مرموقة، فقد كان حفيداً للكاتب الكبير اليسداندرو مانزوني الذي يعتبر من عظماء الأدب الإيطالي على مر العصور. وبالرغم من كون رينزو ترعرع في بيئة كانت شهرة الجد تطغي فيها على كل شيء، فقد أظهر منذ يفاعته على امتلاك شخصية قوية وعن إرادة للخروج عن تقاليد العائلة، فقرر الشروع في نشاط السفر والاستكشاف لبلاد وشعوب بعيدة، بعد أن نمى فيه عزم السفر من خلال قراءة الكتب في مكتبة العائلة. فسافر أول مرة إلى المغرب مع بعثة إيطالية رسمية باقياً هناك لمدة سنة كاملة، ولدت خلالها فكرة السفر وحده إلى اليمن، موضوع كتابه الذي بين يدينا.
كان رينزو مازوني خبيراً في عدة ميادين، مثل الجغرافيا والعلوم النباتية وعلوم الشعوب؛ وأتقن اللغة العربية وفن الرسم والتصوير ورسم الخرائط، وكل هذا يظهر جلياً في محتوايات كتاب قام بنشره عام ١٨٨٤م بعنوان «اليمن. ثلاث سنوات في العربية السعيدة». القدر أراد أن يكون هذا كتابه الوحيد، فبعد تجربته في اليمن لم يتحرك أبداً من إيطاليا، ولا نعرف عما إذا كان هذا بسبب مرض أو نقص في المال والموارد أو ماذا؛ على كل حال يبقى أول إيطالي دوّن أخباراً دقيقة عن اليمن كاشفاً للجمهور الإيطالي عن عالم جديد ومنغلق الفهم على العقلية الغربية. فقام هكذا بسد فراغ كبير في الثقافة الإيطالية عامة وأدب الرحلات خاصة. ولمذكراته أهمية تاريخية إلى أيامنا هذه: فإن لم يكن يتذكره أو يعرفه أحدٌ في إيطاليا فهو مذكور في بعض الدلائل السياحية في صنعاء التي تحمل إيضاً خريطته للمدينة.
خلال تجواله عبر اليمن، يتخذ رينزو مانزوني لنفسه دور المؤرخ المدون، ويتفادى بقدر إمكانه أن يحكم على الوضع المعقد للبلد، إلا في تلك الحالات التي كان فيها شاهداً مباشراً للأحداث. فنظرته نظرة غير أيدولوجية؛ إنه يتعامل بنفس الموضوعية سواء مع الأشخاص المحترمين أو اللصوص، مع المتعلمين أو الجهلة، مع الملتمزمين بالتعاليم الدينية أو الأتراك الأغنياء المبيحين. وهدفه تسجيل الواقع الذي كما يراه ووصف البلد ومكوناتها بشكل نزيه.
يروي كتاب مازوني الأصلي ثلاث رحلات في اليمن: الأولى وهي المأخوذة لهذه الترجمة تنطلق من عدن وتمر عبر الحردبة والجليل وقعطبة وسدة وذمار وأخيراً الوصول إلى صنعاء؛ وتدوم حوالي ثمانية أشهر من سبتمبر ١٨٧٧ إلى أبريل ١٨٧٨م، وهي الأغنى بالمعلومات بنسبة لقراء اليوم. الرحلة الثانية تنطلق أيضاً من عدن لكنها تحاذي ساحل البحر الأحمر عبر مخأ والحديدة ومناخة لتصل إلى صنعاء، وهي الأطول حيث تستمر من أبريل ١٨٧٨ إلى يناير ١٨٧٩. أما الثالثة فلم تتعدى الثلاثة شهور واقتصرت على المنطق حول عدن. ويتزامن انتهاء سفر مازوني الذي استمر ما يقارب ثلاثة أعوام مع إقالة الحاكم العام لليمن مصطفى عاصم باشا.
الترجمة
كُتب هذا الكتاب في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بلغة إيطالية فصيحة التي بالطبع كانت لها آنذاك أسلوباً مميزاً وطابعاً خاصاً ووقعاً يتسم بالعتاقة والطنانة والبديع مقارنةً بالأسلوب المعاصر، فحاولنا قدر الإمكان في هذه الترجمة أن نبقي على نفس الميزات والأطباع مع مراعاة مقتضيات اللغة العربية.
خضعت مسودة الترجمة لتنقيح وتدقيق لغوي وإصطلاحي خاصة فيما يتعلق الأعلام والأشخاص والنبتات حيث أن النص الأصلي الإيطالي يحتوي على كثير من الكلمات العربية مكتوبة بالحروف اللاتينية لكنها منقولة كما كان يسمعها المانزوني بحيث أن معظمها محرفة، ولم يكن بالإمكان التعرف عليها إلا باستعانة خبير محلي يمني ملم بتاريخ اليمن ومعجم مصطلاحته المحلية.
أبقينا إذن على الكلمات العربية التي أدخلها مانزوني في نصه وميزناها للقارئ العربي بعلمات التنصيص " "، أما فيما بين القوسين فأبقينا على التعليقات الأصلية كما هي، ووضعنا من عندنا بين الأقواس المربعة [] ما رأيناه موضحاً ومبيناً للقارئ العربي.
وحاولنا قدر الإمكان على أن تتسم الترجمة العربية بنفس الخصائص للنص الأصلي من حيث الأسلوب العتيق والرفيع وأن يطابق تمماماً النص الأصلي حتى في علامات الترقيم؛ فنأمل أن نكون قد وفقنا في ترجمة هذا العمل بإذن الله، وأي خطأ فيها لا يتحمل مسؤوليته سوى المترجم.
نود أن نشكر جزيل الشكر رنا الخوند لمساهمتها في تحرير مسودة هذه الترجمة والزميل والصديق الأستاذ ياسر عودة لمراجعته بعض أجزائها.
ماسيمو خيرالله، أستاذ متعاقد للغة العربية في جامعة البندقية - إيطاليا."
Il Seminario DAR 2016 “Il video nella classe di lingua araba” si è tenuto all'Università Ca' Foscari di Venezia in data 15 aprile 2016. Per maggiori dettagli si veda il sito del Laboratorio DAR http://virgo.unive.it/dar/index.php/25-seminario-dar-2016 o si scarichino le presentazioni degli esperti al seguente link: http://virgo.unive.it/dar/index.php/risorse/category/3-seminario-dar-2016
ENGLISH
DAR Seminar 2016 “Il video nella classe di lingua araba” was held at Ca' Foscari University of Venice on April 15th 2016. For more details read the complete description on the Laboratorio DAR web site http://virgo.unive.it/dar/index.php/25-seminario-dar-2016 or download the experts' presentations at the following link: http://virgo.unive.it/dar/index.php/risorse/category/3-seminario-dar-2016