Location via proxy:   [ UP ]  
[Report a bug]   [Manage cookies]                
‫احلوز‪ :‬الهوية والرتاب والفاعلون‬ ‫_مؤلف جامعي_‬ ‫تنسيق‪:‬‬ ‫الفارس‬ ‫موالي لحسن‬ ‫ي‬ ‫عبد العزيز عبد الصادق‬ ‫‪2022‬‬ ‫احلوز‪ :‬الهوية والرتاب والفاعلون‬ ‫_مؤلف جامعي_‬ ‫تنسيق‪:‬‬ ‫عبد العزيز عبد الصادق‬ ‫الفارس‬ ‫موالي لحسن‬ ‫ي‬ ‫‪2022‬‬ ‫الحوز‪ :‬الهوية ر‬ ‫والتاب والفاعلون‬ ‫تنسيق‪:‬‬ ‫الفارس موالي لحسن‬ ‫ي‬ ‫عبد العزيز عبد الصادق‬ ‫‪2022‬‬ ‫ردمك‪ISBN : 978 - 9920 - 40- 164 - 7 :‬‬ ‫منشورات مركزتكامل‬ ‫للدراسات والبحاث‬ ‫الناشر‪ :‬دارالعرفان للنشر‬ ‫مطبعة‪ :‬قرطبة‪ ،‬أكادير‬ ‫الهاتف‪05 28 23 88 55 :‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪Lib.kortoba@gmail.com :‬‬ ‫© مجيع احلقوق حمفوظة‬ ‫اللجنة العلمية‬ ‫حسن املباركي‬ ‫علي بولرباح‬ ‫عبد الرحيم العالم‬ ‫صديق عبد النور‬ ‫حسن كميل‬ ‫الفارس ي موالي لحسن‬ ‫محمد املامي محمد عبد هللا‬ ‫السعيد الحاجي‬ ‫إدريس بنعبد املالك‬ ‫املصطفى احمامو‬ ‫طارق افالح‬ ‫هشام صدوا‬ ‫عبد العزيزالعربي‬ ‫احمد بوحامد‬ ‫عبد العزيزعبد الصادق‬ ‫القاض عياض‪ ،‬مراكش‬ ‫جامعة‬ ‫ي‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬تطوان‬ ‫القاض عياض‪ ،‬مراكش‬ ‫جامعة‬ ‫ي‬ ‫جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‬ ‫القاض عياض‪ ،‬مراكش‬ ‫جامعة‬ ‫ي‬ ‫الدكال‪ ،‬الجديدة‬ ‫جامعة شعيب‬ ‫ي‬ ‫المدرسة العليا للتعليم‪ ،‬نواكشوط‬ ‫جامعة سيدي محمد ابن عبد هللا‪ ،‬فاس‬ ‫جامعة ابن زهر‪ ،‬اكادير‬ ‫الدكال‪ ،‬الجديدة‬ ‫جامعة شعيب‬ ‫ي‬ ‫القاض عياض‪ ،‬مراكش‬ ‫جامعة‬ ‫ي‬ ‫القاض عياض‪ ،‬مراكش‬ ‫جامعة‬ ‫ي‬ ‫جامعة ابن طفيل‪ ،‬القنيطرة‬ ‫بن مالل‬ ‫جامعة السلطان موالي سليمان‪ ،‬ي‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬تطوان‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألحباث‬ ‫الفهرس‬ ‫تقدي ــم‪8.......................................................................................................................................................‬‬ ‫ر‬ ‫مكانة الرحلة يف التوثيق‬ ‫التاسافن‬ ‫التاريخ للحوز وهوامشه‪ :‬نموذج "رحلة الوافد لعبد هللا بن إبراهيم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ورحلة إل المغرب ‪ 1910‬ـ ‪ 1911‬لرينولد الدريت دو ال شار ريت" ‪10.............................................................‬‬ ‫عبد هللا ايت وكريم‬ ‫افة ‪21..............................................................................‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغر ي‬ ‫أمزايل إسماعيل‪ ،‬دة‪ .‬موفق فتيحة‬ ‫الغرب‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج‬ ‫الكبت‬ ‫خطر التعرية المائية عىل السفوح بدير األطلس ر‬ ‫ي‬ ‫‪37........................................................................................................................................................ EPM‬‬ ‫ـال أوب ـ ــال‪ ،‬د‪.‬حس ـ ــن مزي ـ ــن‪ ،‬د‪.‬عبد اللطيف ارويحا‬ ‫عبد الع ـ ي‬ ‫تدبت االخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية المستدامة بعالية حوض غيغاية بإقليم الحوز ‪56..................‬‬ ‫ر‬ ‫رضوان الحداوي‬ ‫الماب وتمثالت الندرة ربي وادي غدات وتساوت ‪77........................................................................‬‬ ‫المشهد‬ ‫ي‬ ‫دة‪.‬وديان منعم‬ ‫انعكاسات التمدين عىل قدرة الفالحة يف التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت‬ ‫والسويــهلة وتمصلوحت ‪92..........................................................................................................................‬‬ ‫الفارس‬ ‫زعيم‪ ،‬د‪ .‬موالي لحسن‬ ‫دة‪ .‬سناء‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بضواح مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويــهلة واألوداية‬ ‫الدينامية المجالية ورهان التنمية المستدامة‬ ‫ي‬ ‫‪115..............................................................................................................................................................‬‬ ‫دة‪.‬لالنجاة المهداوي‬ ‫الكبت ربي السلطة القايدية والدينامية الجمعوية‪ :‬حالة تزارت كالوة ‪136.....‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس ر‬ ‫د‪.‬رضوان ايت اعزى‬ ‫الريف يف التنمية المحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا ‪152..........‬‬ ‫دور أدوات التخطيط‬ ‫ي‬ ‫د‪.‬عبد العزيز عبد الصادق‪ ،‬د‪.‬عل ــي بــول ــرب ــاح‬ ‫التاب بالمناطق الجبلية ف تحقيق التنمية المستدامة؟ حالة الجماعات ر‬ ‫أي دور للفاعل ر‬ ‫التابية بحوض‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أوريكة ‪170....................................................................................................................................................‬‬ ‫أبودرار مصطف‬ ‫‪La recomposition et l’émergence des territoires de labellisation : Quelle gouvernance‬‬ ‫‪territoriale ? Cas de la commune d’Asni- Province d’Al Haouz .................................................. 193‬‬ ‫‪Wafaa BENHSAIN et Salima SALHI‬‬ ‫‪Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives‬‬ ‫‪............................................................................................................................................................. 202‬‬ ‫‪Abderrahim Ait Ben Aalla et Lahoucine Amzil‬‬ ‫‪La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial: cas des‬‬ ‫‪coopératives de la commune de Tahannaout .............................................................................. 218‬‬ ‫‪BENICHOU Hiba et SHIMI Ayoub‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪6‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪7‬‬ ‫تقديم‬ ‫تقديـــم‬ ‫ُ ُّ‬ ‫والثقاف والحضاري‪ ،‬وبتعدد موارده (الطبيعية‬ ‫التاريخ‬ ‫ممتا بغن موروثه‬ ‫ي َعد إقليم الحوز ترابا ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الن شكلت؛ وال تزال؛ أهم عوامل االستقرار واالستثمار ومحور رهانات ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫استاتيجيات‬ ‫والتابية والتاثية) ي‬ ‫التدبت والتدخالت التنموية باإلقليم‪.‬‬ ‫ر‬ ‫إن الموقع المتمت إلقليم الحوز ضمن ر‬ ‫والوطن‪ ،‬جاء بحكم موضعه الممتد من وادي‬ ‫التاب الجهوي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫تساوت ف ر‬ ‫الكبت‬ ‫الشق إل "وادي أسيف المال" يف الغرب عىل امتداد مهم من سفوح األطلس‬ ‫الغرب‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وغت بعيد يف موقعه من مراكش الحاضة التاريخية والقطب‬ ‫كبت جدا من سهل الحوز األوسط‪ ،‬ر‬ ‫وعىل جزء ر‬ ‫الدول‪.‬‬ ‫والسياح‬ ‫الجهوي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لقد أتاح موقع وموضع الحوز‪ ،‬بحدوده اإلدارية أو الجغرافية‪ ،‬ظروفا مالئمة الستقرار ر‬ ‫بشي قديم‬ ‫يرجع يف أجزاء منه إل ما قبل التاري ــخ‪ ،‬كما مكن من احتالله مكانة تاريخية مركزية بادية‪ ،‬من خالل ما تواتر‬ ‫من تشكيالت ر‬ ‫بشية وترابية متنوعة كانت محورية يف الحضارة المتوسطية ككل‪ .‬فالمجال نسج عالقات‬ ‫اقتصادية وانفتح عىل أعرق حضارات العرص القديم (الحضارتان المتوسطيتان االغريقية والرومانية)‪ .‬كما‬ ‫شكل الحوز بحدوده اإلدارية أو الجغرافية محط تنافس سواء عىل المستوى القطري أو ما ربي وحدات‬ ‫ترابية أصغر متشابكة األهداف (القبائل والزعامات)‪.‬‬ ‫ساهمت مختلف التطورات التاريخية يف رسم معالم مجتمع ارتكزت معيشته عىل اقتصاد رعوي‬ ‫ولتدبت‬ ‫اع غابوي‪ ،‬أطرته تنظيمات اجتماعية وضعت أعرافا لتوجيه استغالل مختلف الموارد المتاحة‬ ‫ر‬ ‫زر ي‬ ‫ر‬ ‫يتماس مع المحددات االيكولوجية‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن ما‬ ‫الندرة والوفرة‪ ،‬ووضع قواعد لتنظيم المجال بشكل‬ ‫ر‬ ‫يتضمنه اإلقليم من أنماط استغالل وتشكيالت ر‬ ‫بشية وممارسات تعد إسقاطا مجاليا لتاكمات تاريخية‬ ‫ولتنظيمات اجتماعية ولمعطيات اقتصادية متعددة‪.‬‬ ‫ال شك أن ما رمت إقليم الحوز من نظم تراثية اجتماعية واقتصادية وثقافية اختفت أو عىل وشك ذلك‬ ‫األختة‪ .‬فلقد تم‬ ‫كثت من المناطق‪ ،‬فقد لحقت هذا المجال تحوالت رسيعة خاصة خالل العقود الثالثة‬ ‫ر‬ ‫يف ر‬ ‫ُ‬ ‫السياح وما رافقه من نفوذ‬ ‫تدعيم وتحديث القطاعات المسقية وتنامت الفالحة‪ ،‬ومنحت أهمية للنشاط‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫النشيطي‪ ،‬ونوعت المداخيل وولدت دينامية‬ ‫الن امتصت فئة مهمة من‬ ‫ر‬ ‫ألنشطة واقتصادات أخرى موازية ي‬ ‫متالحقة أفرزت تحوالت عميقة مع تباينات ربي الجبل والدير والسهل‪ ،‬وكذا ضمن الوحدة الواحدة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الن يعرفها‬ ‫يعتت تزايد التمدين كذلك من أبرز تجليات الدينامية المجالية واالقتصادية واالجتماعية ي‬ ‫اإلقليم‪ ،‬حيث تزايد عدد الساكنة الحرصية وتوسعت معها دائرة المجاالت الحرصية وشبه الحرصية‬ ‫أسن‪ ،‬سيدي عبد هللا‬ ‫(تحناوت‪،‬‬ ‫ر‬ ‫أمزمت‪ ،‬أيت أورير؛ كمراكز حرصية ذات نفوذ إداري واقتصادي‪ ،‬وأوريكا‪ ،‬ي‬ ‫واالجتماع)‪ ،‬حيث تعرف هذه المراكز‬ ‫غيات‪ ،‬والشويطر؛ كمراكز قوية صاعدة ذات االستقطاب االقتصادي‬ ‫ي‬ ‫دينامية رسيعة متعددة األبعاد جعلت إقليم الحوز يحتل مركزا مهما ضمن الشبكة الحرصية الجهوية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫والن‬ ‫ارتبطت هذه التحوالت بداية بتدخالت الدولة كفاعل‬ ‫أساس ومحوري يف عمليات التنمية ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫االستاتيجية الزراعية‪ ،‬فاستفاد إقليم الحوز من عدة مشاري ــع يف هذا‬ ‫ارتكزت منذ االستقالل عىل اختيار‬ ‫ر‬ ‫الوطن للري ‪( PNI‬قطاع ‪ H2‬بسيدي غيات و‪ Z1‬بسيدي داوود)‪ ،‬ومن إحداث العديد‬ ‫كالمشوع‬ ‫اإلطار‬ ‫ي‬ ‫من المدارات السقوية الصغرى خاصة باألجزاء الجبلية من اإلقليم‪ .‬كما وازت هذه المشاري ــع أخرى هدفت‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪8‬‬ ‫تقديم‬ ‫لتحسي الخدمات األساسية‬ ‫إل تنمية الموارد الطبيعية (المائية والغابوية عىل الخصوص)‪ ،‬واعتماد برامج‬ ‫ر‬ ‫(الكهربة‪ ،‬التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬الطرق والمسالك‪.)...‬‬ ‫ر‬ ‫اب والتنموي‪ ،‬فعىل سبيل المثال يعد الحوز من ربي األقاليم‬ ‫لم تعد الدولة الفاعل المحتكر للفعل الت ي‬ ‫المدب بحضور وازن للعديد من الجمعيات‬ ‫الوطن الذي يشهد تعبئة مهمة للمجتمع‬ ‫عىل المستوى‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والتعاونيات النشيطة ف ر‬ ‫شن المجاالت ولبعضها إشعاع يتعدى المستوى الجهوي‪ .‬ينضاف لذلك فاعلون‬ ‫ي‬ ‫لتوطي استثماراتهم المرتبطة أحيانا برؤوس أموال‬ ‫خواص‪ .‬حيث شكل اإلقليم ترابا جاذبا لمشاريعهم ومكان‬ ‫ر‬ ‫دولية ضخمة‪.‬‬ ‫المحليي‪ ،‬وهو‬ ‫الفاعلي‬ ‫يعتت إقليم الحوز تراب مشاري ــع بامتياز‪ ،‬بفضل انخراط وتعبئة مختلف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تراب محبوك بعدة ر‬ ‫استاتيجيات ورهانات وتدخالت متناسقة األهداف تارة ومتشابكة تارة أخرى‪ ،‬وقد‬ ‫تكون انتقائية عىل المستوى المجال تغيب فيها بعض األحيان النظرة المتساوية لكل أجزاء اإلقليم‪.‬‬ ‫الفارس موالي لحسن‬ ‫ي‬ ‫عبد العزيز عبد الصادق‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪9‬‬ ‫ر‬ ‫التاسافن ورحلة إل المغرب‬ ‫ نموذج "رحلة الوافد لعبد هللا بن إبراهيم‬:‫التاريخ للحوز وهوامشه‬ ‫مكانة الرحلة يف التوثيق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ "‫ لرينولد الدريت دو ال شار ريت‬1911 ‫ ـ‬1910 ‫ نموذج "رحلة الوافد لعبد هللا بن‬:‫مكانة الرحلة في التوثيق التاريخي للحوز وهوامشه‬ "‫ لرينولد الدريت دو ال شاريير‬1911 ‫ ـ‬1910 ‫إبراهيم التاسافتي ورحلة إلى المغرب‬ ‫عبد هللا ايت وكريم‬ ‫باحث في سلك الدكتوراه‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫ أكادير‬-‫جامعة ابن زهر‬ :‫ملخص‬ ،‫الرحىل يف ترسيخ الهوية‬ ‫المدونتي أعاله ومقارنة بعض مضامينهما للوقوف عىل أثر العمل‬ ‫تروم الورقة محاولة استكشاف وتثوير‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫وكتابة تاري ــخ للذات الفاعلة يف تشكيل العمران‬ ‫ست إنسان "من" و"إل" إل كونها وثيقة تاريخية‬ ‫ والرحالت تتجاوز كونها مجرد ر‬.‫الجمع‬ ‫ي‬ ‫واجتماع‬ ‫نفس‬ ‫ وتتجىل أهمية الرحلة يف كتابة التاري ــخ يف كونها تفصح عما هو‬،‫ال بد من االهتمام بها من أجل كتابة تاري ــخ شامل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ّ ‫ ألن‬،‫ وتتصل بفعل ووجدان الجماعة وتعكسهما‬...‫واقتصادي وثقاف‬ ‫الرحالة عندما يضع صوب عينيه طبيعة الزمكانية ر‬ ‫ينبع أن‬ ‫الن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ .‫الدقيقي‬ ‫ف‬ ‫يبدع‬ ‫لوصف‬ ‫وا‬ ‫التسجيل‬ ‫تؤطر عمله فإنه‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ،‫ واستخالفه فيها‬،‫الن تقوم عليها حياة اإلنسان يف إعماره األرض‬ ‫تفتض هذه الورقة أن الرحلة ـ أي رحلة ـ تعد إحدى أهم الركائز ي‬ ‫سفت الفكر‬ ‫يمت الرحالت الوصفية التوثيقية علمية العمل‬ ‫ فالرحالة ر‬،‫الرحىل واستشعارها خصوصية هذا العمل‬ ‫ينبع أن ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫غت أن مما ي‬ ‫ر‬ ‫ وينسج بخيوطها جسور التعارف ربي الشعوب‬،‫ويختق بها آفاق العقل والوجدان‬ ،‫ يعت بها حدود الزمان والمكان‬،‫والعرف والتقاليد‬ ‫ وتجد هذه الورقة المسندة بهذا اإلطار جدواها ومصداقيتها من واقع الحوز وهوامشه الذي لوال بعض‬.‫ ونبذ التناكر والتفرق‬،‫والبلدان‬ ‫ر‬ ‫ الرحلة األول "تتحدث لنا عن عالم ليست‬.‫تعاب النسيان والتهميش ـ لكان نسيا منسيا‬ ‫الن ال تزال ي‬ ‫هذه الرحالت ـ خصوصا الهوامش ي‬ ‫عىل‬ ‫ ي‬،‫فيه للتاري ــخ وال للذين يصنعونه أية صفة خارقة للعادة؛ أناس يصنعون التاري ــخ ألنهم يمارسون الحياة" [مقدمة محقق رحلة الوافد‬ ‫َ ر‬ ،‫نس" [رحلة إل المغرب‬ ‫العجوز المنغلق بدأ يتوارى أمام حماية المحرص الفر ي‬/‫تحك أننا "ونحس أن مغربنا القديم‬ ‫] والثانية ي‬9 :‫ ص‬،‫أزايكو‬ .]268 :‫ ص‬،‫الشار ريت‬ ‫ الهامش‬،‫ الحوز‬،‫الهوية‬، ‫ الرحلة‬:‫الكلمات المفاتيح‬ Abstract The Significance of the Trip in the Historical Documentation in Al-Haouz and its Outskirts : “the Case of Al-Wafid Trip by Ibrahim Al-Tasafti and the Trip to Morocco 1910,1911 by Reynold Ladreit De La Charriere.” This paper is an endeavor to explore and revolutionize the above two accounts and compare between their contents in order to examine the impact of travel narrative in strengthening identity and writing a history of the active self in shaping the collective urbanization. The trips trespass being a mere walk of a human from a place to another to being a historical document that must be taken care of to write a comprehensive history. Its importance in writing the history lies in its role in displaying the psychological, social, economic and cultural aspects. It relates to and reflects the action and the conscience of the community. As when the traveler emphasizes the space-time nature that should frame his work, he invents in the subtle description and documentation. This paper assumes that the trip is one of the important pillars on which humans depend to live, succeed in the earth and reconstruct it. However, what distinguishes the descriptive and documentary trips is their knowledge and awareness of the privacy of the work. And the traveler is the envoy of thought, custom and traditions through which he crosses the borders of time and space, penetrates the horizons of the mind and conscience, binds the bridges of acquaintance between peoples and countries and rejects denial and division. This paper stems its significance and credibility from the reality of Al-Houz and its outskirts that, without these trips, would be prone to negligence and marginalization. The first trip “discusses a world in which neither history nor those who make it have any supernatural quality: people who make history because they practice their daily activities” ( Introduction of the Examiner of Al-Wafid Trip). The second trip states that “we feel that our old and close-minded Morocco starts to disappear thanks to the protectorate of the civilizing French” ( Trip to Morocco, La Charierre, p. 268 ). 10 ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫ر‬ ‫التاسافن ورحلة إل المغرب‬ ‫التاريخ للحوز وهوامشه‪ :‬نموذج "رحلة الوافد لعبد هللا بن إبراهيم‬ ‫مكانة الرحلة يف التوثيق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 1910‬ـ ‪ 1911‬لرينولد الدريت دو ال شار ريت"‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫تكمن ف إقليم مراكش وأحوازه كثت من المؤهالت الخصبة ر ر‬ ‫وتغن‬ ‫يخ له‪،‬‬ ‫ر‬ ‫الن تتي المشهد التار ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المكتبة الرحلية والتاريخية‪ ،‬مؤهالت تحتاج إل مزيد من االعتناء واالهتمام لتبوح بش مكنوز يف رفوف‬ ‫وف تضاريس المعرفة الشفهية للمنطقة‪.‬‬ ‫المعرفة العامة والخاصة‪ ،‬ي‬ ‫حي الحديث عن الرحلة أي رحلة فإننا نتحدث عن التاري ــخ والعكس صحيح؛ ألن التاري ــخ يف الجزء‬ ‫و ر‬ ‫األكت منه تصنعه الرحلة وتكتبه بقلمها السيال‪ ،‬وتصف أحداثه ومشاهده بأدواتها‪ ،‬وتبدي محاسن‬ ‫ر‬ ‫الن تجلو‬ ‫البالد والعباد ومساوئهما‪ ،‬وإذا كان علم التاري ــخ يعكس وجه العمران‬ ‫ه ي‬ ‫الجمع فإن الرحلة ي‬ ‫ي‬ ‫دقيقي‪.‬‬ ‫هذه المرآة وتكسو وجه التاري ــخ وصفا وتشخيصا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اثنتي؛ واحدة بعيون مغربية "رحلة‬ ‫حلتي ر‬ ‫واختنا لهذه المقالة البحثية حول الحوز وهوامشه ر ر‬ ‫الوافد لحظات من تاري ــخ أدرار ن ـ درن (أطلس مراكش ) وسوس يف القرن ‪ 12‬الهجري ‪ 18 /‬الميالدي"‬ ‫ر‬ ‫التاسافن‪ .‬وأخرى بعيون أجنبية‪ ،‬عنوانها "رحلة إل المغرب ‪ 1910‬ـ ‪1911‬خالل‬ ‫لعبد هللا بن إبراهيم‬ ‫ي‬ ‫شاريت‪.‬‬ ‫مسالك‪ :‬الشاوية وسوس والحوز وفاس" لرينولد الدريت دو ال‬ ‫ر‬ ‫العملي‪:‬‬ ‫ومن األسباب الموضوعية الدافعة الختيار هذين‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫االشتاك يف موضوع الدراسة‪ :‬الرحلة األول‪ ،‬وجزء من الرحلة الثانية وهو الحوز وهوامشه؛‬ ‫ـ‬ ‫الزمن‪ :‬القرن ‪20 / 18‬؛‬ ‫ـ تقاربــهما‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫شخصيتي‬ ‫الجامع بهما من‬ ‫األكاديم‬ ‫ـ االعتناء‬ ‫صدف أزايكو‬ ‫عىل‬ ‫علميتي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بارزتي؛ الدكتور‪ :‬ي‬ ‫ي‬ ‫ناح بن عمر‪ ،‬وكالهما له اهتمام بالتاري ــخ‬ ‫المغرب والثقافة المغربية الرسمية‬ ‫ي‬ ‫والدكتور‪ :‬محمد ي‬ ‫والهامشية؛‬ ‫يتبي ذلك من الخريطة التالية(‪:)1‬‬ ‫ـ التكامل ربي‬ ‫الرحلتي من حيث طپونومية مراكش وأحوازه كما ر‬ ‫ر‬ ‫‪ -1‬من موقع الخرائط (ڭوڭل) مع تصرف كبير‪ ،‬وإدخال تعديالت كثيرة بغية التقريب لمكان التقاء "رحلة الوافد" وجزء من "رحلة إلى‬ ‫المغرب"‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪11‬‬ ‫ر‬ ‫التاسافن ورحلة إل المغرب‬ ‫التاريخ للحوز وهوامشه‪ :‬نموذج "رحلة الوافد لعبد هللا بن إبراهيم‬ ‫مكانة الرحلة يف التوثيق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 1910‬ـ ‪ 1911‬لرينولد الدريت دو ال شار ريت"‬ ‫للرحلتي"رحلة الوافد" وجزء من "رحلة إل المغرب" وبيان التكامل الحاصل بينهما‬ ‫اف‬ ‫ر‬ ‫خريطة تقريبية للمجال الجغر ي‬ ‫مراكش‬ ‫إغيل‪/‬أوڭدمت‬ ‫تيفنوت‬ ‫أغبار‬ ‫أوناين‬ ‫تالكجونت‬ ‫مفتاح الرسم‬ ‫منطلقرحلة الوافد‪/‬موطن املؤلف‬ ‫منطلق كتابرحلة إلى املغرب‬ ‫طريق تيزي نتاست‬ ‫بعض األماكن التي تتالقى فيها الرحلتان‬ ‫حدود القبائل‪/‬الجماعات‬ ‫الرحلتي‬ ‫‪ .1‬نظرة أولية عىل‬ ‫ر‬ ‫الرحلة األول عبارة عن رحلة قام بها المؤلف يف جبال واد نفيس أو كما سماها لحظات من تاري ــخ أدرار‬ ‫ن درن أطلس سوس ومراكش‪ ،‬يقول المؤلف بشأنها‪...":‬وبعد فهذه ورقات مشتملة عىل نبذة قليلة مما‬ ‫تمس إليه الحاجة"(‪ ،)2‬ونجد فيها حديثا عن المهدي بن تومرت ومعقل دعوته تينمل كأنك ترحل يف جبال‬ ‫واد نفيس مع مؤلفه‪.‬‬ ‫فه يف الواقع تتكون حسب مؤلفتها من‬ ‫اثنتي‪ ،‬تقول المؤلفة‪" :‬عتنا المغرب‬ ‫رحلتي ر‬ ‫ر‬ ‫أما الرحلة الثانية ي‬ ‫مر رتي سنة ‪ 1910‬ـ ‪ ،1911‬فكانت الرحلة األول استكشافا للمناطق الموجودة شمال األطلس‪ ،‬بدءا من‬ ‫الكبت‪ ...‬قادتنا رحلتنا الثانية بحماس إل‬ ‫الشاوية " المحتلة" يف اتجاه مراكش‪ ،‬إل حدود مشارف األطلس ر‬ ‫‪-2‬عبد هللا بن إبراهيم التاسافتي (رحلة الوافد لحظات من تاريخ أدرار ن درن (أطلس مراكش) وسوس في القرن ‪ 12‬الهجري ‪18 /‬‬ ‫الميالدي)‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي صدقي أزايكو‪ ،1993 ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة ابن طفيل ـ القنيطرة‪ ،‬سلسلة نصوص ووثائق‪،‬‬ ‫رقم ‪ ،1‬ص ‪.43‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪12‬‬ ‫ر‬ ‫التاسافن ورحلة إل المغرب‬ ‫التاريخ للحوز وهوامشه‪ :‬نموذج "رحلة الوافد لعبد هللا بن إبراهيم‬ ‫مكانة الرحلة يف التوثيق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 1910‬ـ ‪ 1911‬لرينولد الدريت دو ال شار ريت"‬ ‫المناطق البكر انطالقا من سوس‪ ،‬وانتهاء بفاس"(‪ .)3‬عالوة عىل اشتمالها عىل أربعة فصول يف القسم‬ ‫الثاب‪.‬‬ ‫األول‪ ،‬وستة فصول يف القسم ي‬ ‫حلتي‬ ‫‪ 1.1‬الدافع إل كتابة الر ر‬ ‫إن كل عمل إال وتحته أسباب تقف وراء ظهوره‪ ،‬وتختلف هذه األسباب باختالف الخلفيات والمنطلقات‬ ‫ر‬ ‫الرحالتي؛ إذ كان صاحب‬ ‫الن حركت كال من‬ ‫وكذا األهداف والغايات‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والعملي أعاله تتباين المحركات ي‬ ‫معي لرحلته سوى أنه أعجله السفر‪،‬‬ ‫"رحلة الوافد" رحالة بدون سابق علم بأدوات الرحلة‪ ،‬وال له هدف ر‬ ‫فكما يقول‪... " :‬وبعد فهذه ورقات مشتملة عىل نبذة قليلة مما تمس إليه الحاجة من أخبار ما جرى عىل‬ ‫والدنا رحمه هللا تعال من أول مبدأ سبب هجرته والخروج عن وطنه إل وفاته بها"(‪ .)4‬ولم يكن مستعدا‬ ‫العلم للكلمة كما يقول ‪Kloziih Rinih‬‬ ‫استعدادا وافيا‪ ،‬وليس هناك ارتسام لخريطة طريقة الرحلة بالمعن‬ ‫ي‬ ‫رينيه كلوزييه‪" :‬لم تعد الجغرافيا عبارة عن تصنيف وحذلقة علمية يف خدمة التاري ــخ‪ ،‬مثلما لم تعد مجموعة‬ ‫من معارف عملية وتعدادا مرتبا نوعا ما ألسماء جبال وأنهار أو مدن حسب أسلوب عفا عنه الزمن‪ ،‬هذا كما‬ ‫لم تعد خليطا من أسماء وأرقام شأن التاري ــخ الذي هو عبارة عن تجميع لتواري ــخ‪ .‬فبعد أن اشتد عودها‬ ‫المستكشفي‪ ،‬وتشجعت بتقدم علم الجيولوجيا‪ ،‬بدأت‬ ‫بالتماس مع العلوم الطبيعية‪ ،‬وانتعشت بقصص‬ ‫ر‬ ‫ترم إل المحاكمة‬ ‫تحتل مكانها ربي البحوث العلمية‪ ،‬ولم تعد تقنع بالوصف والجرد فحسب‪ ،‬بل أصبحت ي‬ ‫ر‬ ‫أفريف تحتاج ترتيبا خاصا يليق بالموضوع المقصود‪،‬‬ ‫وإل‬ ‫التفست"‪.5‬فالرحلة خصوصا يف بلد أو إل بلد‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ينبع أن يلف عناية خاصة‪ ،‬ليس يف‬ ‫يقول ‪ kamm josephin‬ج ر‬ ‫وزفي كام‪" :‬أنا مقتنع بأن السفر إل إفريقيا ي‬ ‫ّ‬ ‫ونؤمن أنفسنا ضد أي‬ ‫ينبع أن نتحسس طريقنا‪،‬‬ ‫محاولة تحقيق الشعة‪ ،‬ولكن‬ ‫ينبع التقدم ببطء‪ ،‬كما ي‬ ‫ي‬ ‫مفاجأة ‪ ،surprise‬فعلينا أن نقلل ونحدد مناطق استكشافنا يك نسجل المسائل بصدق كلما أمكن ذلك‪،‬‬ ‫ر‬ ‫السء‪ ،‬وهناك البعض اآلخر‪.)6("...‬‬ ‫ويمكن أن ننجز السفر يف إفريقيا بنجاح لو تم خطوة خطوة ‪ ،‬فهنا بعض ي‬ ‫فهذه التدقيقات والتحريات يحتاجها الرحالة قبل ر‬ ‫مبارسة عمله‪.‬‬ ‫أما الرحلة الثانية فقد أبانت مؤلفتها عن سبب رحلتها‪ ،‬وعن ترتيباتها السابقة والالحقة لها‪ ،‬فقد ضحت‬ ‫ه وزوجها تقول‪" :‬ها نحن من جديد مقبلون عىل الحياة الجميلة‪ ،‬ومدعوون للتحليق يف‬ ‫بكونها مبعوثة ي‬ ‫زوح‪ ...‬مدعوما هذه المرة من وزارة‬ ‫سماء البالد‪ ،‬فقد قررت اللجنة المغربية أن تجدد من جديد بعثة‬ ‫ي‬ ‫العرب " قسم الجغرافيا"‪.7‬‬ ‫التعليم‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫العملي "رحلة إل المغرب" و"رحلة‬ ‫الن تكمن ربي‬ ‫ر‬ ‫هاتي الفقر رتي ر‬ ‫من خالل ر‬ ‫نتبي الفروق الجوهرية ي‬ ‫الوافد"‪ ،‬فرغم اإلطاللة عىل تكوين صاحب رحلة الوافد الذي غالبا ما يكون تكوينا عتيقا؛ أي يتم يف مدارس‬ ‫ر‬ ‫الن ذاع صيتها آنذاك مثل ابن يوسف بمراكش والمدرسة الناضية بتمڭروت‬ ‫التعليم العتيق خصوصا ي‬ ‫وغتهما حسب نظرتنا يف استشهادات صاحب الرحلة عىل نص الرحلة بالقرآن والسنة والشعر‬ ‫العرب‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فه تقول بالحرف‪" :‬فقد‬ ‫واستنتاجات محقق الرحلة‪ ،‬إال أنه يب ِاين تكوين صاحبة "رحلة إل المغرب" ي‬ ‫‪-3‬رينولد الدريت دو ال شاريير (رحلة إلى المغرب ‪ 1910‬ـ ‪ ،)1911‬ترجمة محمد ناجي بن عمر‪ ،2016 ،‬ط‪ ،1‬كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة ابن زهر ـ أكادير‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪-4‬رحلة الوافد‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪-5‬رينيه كلوزييه‪ ،‬تطور الفكر الجغرافي‪ ،‬تعريب عبد الرحمن حميدة‪ ،1982 ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر‪ ،‬دمشق ـ سوريا‪ ،‬ص‪.115‬‬ ‫‪-6‬جوزفين كام‪ ،‬المستكشفون في أفريقيا‪ ،‬ترجمة يوسف نصر‪ ،1983 ،‬دار المعارف ـ القاهرة‪ ،‬ص ‪.176‬‬ ‫‪-7‬رحلة إلى المغرب‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪13‬‬ ‫ر‬ ‫التاسافن ورحلة إل المغرب‬ ‫التاريخ للحوز وهوامشه‪ :‬نموذج "رحلة الوافد لعبد هللا بن إبراهيم‬ ‫مكانة الرحلة يف التوثيق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 1910‬ـ ‪ 1911‬لرينولد الدريت دو ال شار ريت"‬ ‫العرب (قسم‬ ‫زوح‪ ،...‬مدعوما هذه المرة من وزارة التعليم‬ ‫قررت اللجنة المغربية أن تجدد من جديد بعثة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الجغرافيا)"‪ .8‬فهذه الجمل تحدد مدى علمية رحلة إل المغرب نوعا ما‪ ،‬باإلضافة إل عمل تقاسم المهام‬ ‫ر‬ ‫الن ستتبعها الرحلة‪ ،‬يقول زوج المؤلفة‪" :‬قسمنا المهام بداية‪ ،‬فبينما كنت‬ ‫ربي األفراد‪ ،‬ومعرفة الخريطة ي‬ ‫ر‬ ‫زوجن تتول تدوين كل ما تراه"‪ .9‬وعىل هذا‬ ‫أدرس المسار الذي ستتبعه الرحلة وجمع كل المعلومات كانت‬ ‫ي‬ ‫المسار تخطو الرحلة يف إيرادها للمعلومات الرحلية مسارات متعددة‪ ،‬وتتوجه بتوجيهات المنطلقات‬ ‫المتحكمة يف أدواتها‪.‬‬ ‫الرحلتي يف تاري ــخ الحوز‬ ‫‪ 2.1‬مكانة‬ ‫ر‬ ‫ََ‬ ‫الباحثي‬ ‫لكثت من‬ ‫لكثت من الزائرين‪ ،‬ومحط اهتمام وته ُّمم ر‬ ‫كانت مراكش وهوامشها وال تزال مثار إعجاب ر‬ ‫ر‬ ‫سواء يف المجال‬ ‫البين أو‬ ‫األدب أو‬ ‫الباحثي أمثال صاحب‬ ‫غت واحد من‬ ‫السياح بفروعها كلها‪ ،‬كما ذكر ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كتاب "الرحالت من المغرب وإليه عت التاري ــخ"‪ ،‬وتنوعت المقاربات بتنوع المقاصد والغايات‪ ،‬فكان للتاري ــخ‬ ‫كبتة يف األطاري ــح والبحوث العلمية حول مراكش والحوز‪ ،‬انتى كل قلم لمجاله‪ ،‬وعم مداده‬ ‫والرحلة نسبة ر‬ ‫كل ورقات موضوعه فكانت هاتان الرحلتان جزءا من هذا الزخم الهائل حول مراكش والحوز وهوامشهما‪،‬‬ ‫وواسطة عقد تربط ربي الشمال ‪ /‬مراكش والجنوب‪ /‬سوس‪ ،‬فإذا كانت الكتب التاريخية تعن بالعالقة ربي‬ ‫التكت عىل المركز‪ ،‬منشأ السلطة وموقع القرار‪ ،‬حيث ر‬ ‫السالطي وبي شعوب المنطقة من خالل ر‬ ‫يكت‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن قاموا بها هناك مع إخالء‬ ‫المؤرخون واإلخباريون من ذكر الدول المتعاقبة عىل المغرب‪ ،‬وذكر البطوالت ي‬ ‫ر‬ ‫والمكوني لهوية المغرب قديما وحديثا‪ ،‬ونادرا ما تعن‬ ‫بمتلف القرارات‬ ‫الفضاء‬ ‫الفاعلي فيه‬ ‫التاريخ من‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫متمتا؛ ألنها تختلف إل حد‬ ‫يعن رحلة الوافد) مصدرا ر‬ ‫عىل أزايكو‪" :‬تعتت الرحلة ( ي‬ ‫واألوامر المخزنية‪ ،‬يقول ي‬ ‫فتتمت عنه بصفة خاصة عىل مستوى الموضوع والمضمون‬ ‫كبت عن أدب التاري ــخ التقليدي يف المغرب‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الرحلتي خصوصا رحلة‬ ‫الن يرويــها‪ ،‬وتجاه صانعيها"(‪)10‬وهذا ما يجعل‬ ‫ر‬ ‫وموقع مؤلفها تجاه األحداث ي‬ ‫ر‬ ‫الن عنيت بهذه النقطة من جبال درن الرابطة ربي مراكش وتارودانت عت فج رتتي نتاست تعتت‬ ‫الوافد ي‬ ‫ََ ً‬ ‫وغته من كتبه ا ر‬ ‫معسوله‬ ‫‪11‬‬ ‫(‬ ‫قا‬ ‫عل‬ ‫لن أعىل بها هيبة‬ ‫ف‬ ‫السوس‬ ‫المختار‬ ‫العالمة‬ ‫به‬ ‫قام‬ ‫ما‬ ‫توازي‬ ‫نفيسا‬ ‫)‬ ‫ر‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫منطقة السوس‪ ،‬وأحيا ذكر العلم والعلماء‪ ،‬وجعل السوس تنازع فاسا لقب العلم‪ ،‬فصارت عندنا بإزاء‬ ‫ر‬ ‫كثت من المجاالت‬ ‫العاصمة العلمية فاس سوس العالمة‪،‬‬ ‫والتاسافن رحمه هللا قام بعمل جبار يحسب له يف ر‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫وتفصل‬ ‫تنخ عنه رسبال اإلجمال‬ ‫إلقليم الحوز‪ ،‬ونص الرحلة يحتاج نهضة علمية وبحثية وقراءات مختلفة ي‬ ‫عليه زي التفصيل‪ .‬أما الرحلة الثانية فلخصت المؤلفة مكانتها يف التأري ــخ للحوز بقولها‪" :‬ونحس أن مغربنا‬ ‫َ ر‬ ‫منس يحتاج إل تحديث‬ ‫نس"‪ 12‬مغرب‬ ‫ي‬ ‫القديم‪/‬العجوز المنغلق بدأ يتوارى أمام حماية المحرص الفر ي‬ ‫وتشبيب وانفتاح‪.‬‬ ‫‪-8‬نفسه‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫‪ -9‬نفسه‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪-10‬علي أزايكو‪( ،‬تاريخ المغرب أو التأويالت الممكنة)‪ ،2002 ،‬ط‪ ،1‬مركز طارق بن زياد الرباط‪ ،‬ص ‪.255‬‬ ‫‪ -11‬قال في القاموس‪" :‬والع ِْلق بالكسر‪ :‬النفيس من كل شيء‪ ،‬جمع‪ :‬أعالق وعلوق‪ ،‬والجراب‪ ،‬ويفتح فيهما" أي ال َعلَق" القاموس‬ ‫المحيط‪ ،‬مادة العلق‪.‬‬ ‫‪- 12‬رحلة إلى المغرب‪ ،‬ص‪.268 :‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪14‬‬ ‫ر‬ ‫التاسافن ورحلة إل المغرب‬ ‫التاريخ للحوز وهوامشه‪ :‬نموذج "رحلة الوافد لعبد هللا بن إبراهيم‬ ‫مكانة الرحلة يف التوثيق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 1910‬ـ ‪ 1911‬لرينولد الدريت دو ال شار ريت"‬ ‫رحلتي يف التوثيق للحوز وهوامشه‬ ‫‪ 2‬مكانة ال‬ ‫ر‬ ‫الرحلتي‪ ،‬األول‪" :‬وعىل هذا ترادفت الرسل إلينا من عند‬ ‫عميقي من‬ ‫باقتباسي‬ ‫نستهل هذه النقطة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ليقض هللا أمرا كان مفعوال‪ ،)13(‬ويظهر يف الغيب ما كان مجهوال‪ ،‬حسدا منه ومكرا‪،‬‬ ‫األمت المؤيد باهلل ‪‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫حي قص الدهر أجنحة عزمنا وقرصت عن القدوم لبساط الملك أقدامنا‪ ،‬ولذلك اشتعل نار أفواه غوغاء‬ ‫ر‬ ‫)‬ ‫‪14‬‬ ‫(‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الثاب‪:‬‬ ‫الن تدع الديار بالقع"‬ ‫العدو‪ ،‬حن ساق من بهذه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫النواح للردى‪ ،‬ونعوذ باهلل من دعوة السلطان ي‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫نس"(‪.)15‬‬ ‫"ونحس أن مغربنا القديم‪/‬العجوز المنغلق بدأ يتوارى أمام حماية المحرص الفر ي‬ ‫َّ‬ ‫الة خصوصا يف عهد الحماية وما بعد االستقالل‪،‬‬ ‫كانت مراكش والحوز وهوامشهما مسارا محبذا للرح ِ‬ ‫ر‬ ‫الن تؤثث فضاء إقليم الحوز وجهة للتهة وقضاء أوقات ممتعة ربي جبالها‬ ‫وإل يومنا هذا‪ ،‬وتشكل األماكن ي‬ ‫ر‬ ‫اف‪،‬‬ ‫الشاهقة‪ ،‬وأوديتها المتينة بأنواع الشجر المختلف الثمار‪ ،‬وتعد كذلك مكانا آمنا من حيث الموقع الجغر ي‬ ‫واإلخباريي‪ ،‬وكل ما كتب حول‬ ‫المؤرخي‬ ‫غت واحد من‬ ‫ولذلك اختارها الموحدون مركزا لدولتهم كما عت ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫غتهما‪،‬‬ ‫هذه المنطقة لن يعوض هاذين األثرين عىل بساطة أسلوبــهما‪ ،‬لغناهما بمعلومات يندر وجودها يف ر‬ ‫نعط نظرة جد موجزة عن أهمية الرحلة‬ ‫عىل أزايكو‪" :‬حاولنا أن‬ ‫كما عت محققا‬ ‫ر‬ ‫الرحلتي عن ذلك‪ ،‬يقول ي‬ ‫ي‬ ‫األصىل‪ ،‬إذا كان المرء يريد أن يلمس‬ ‫يغن بحال من األحوال عن القراءة المتأنية للنص‬ ‫ي‬ ‫ومضمونها‪ ،‬وهذا ال ي‬ ‫من خالل نص بسيط وكثيف واقعا متحركا مليئا بالحياة‪ ،‬وجوانب جذابة‪ ،‬يندر العثور عليها يف أماكن‬ ‫أخرى"‪ .16‬ويقول محمد ناح بن عمر‪..." :‬كما أن المؤرخ سيجد ف هذا ر‬ ‫المي‬ ‫الرحىل وصفا عاما ألجواء‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫مغرب ما قبل الحماية‪ ،‬وبعض التجمات لشخصيات أغفلتها كتب تاريخية متخصصة‪ ،‬كما سيجد فيها‬ ‫وغتها"‪.17‬‬ ‫المهتم شهادات مادية‪ ،‬ومعلومات عن الحياة االجتماعية والسياسية والدينية ر‬ ‫الرحىل يف التوثيق لمنطقة‬ ‫يهمنا من تصدير هذه النقطة‬ ‫باالقتباسي المذكورين التدليل عىل أثر العمل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫مراكش وأحوازها؛ إذ يصور النص األول مغرب ما قبل الحماية‪ ،‬والتباعد الكائن ربي المركز ( مكناس)‬ ‫والهامش ( أحواز مراكش) يقول الناضي‪ ..." :‬وكان أخوه المول إسماعيل بمكناسة الزيتون خليفة عىل‬ ‫بالد الغرب فبلغه خت موته فاجتمع الناس عليه وبايعوه واتفقت كلمتهم عليه ثم قدم عليه أعيان فاس‬ ‫وأعالمها ر‬ ‫وأرسافها ببيعتهم‪ ،‬وقدم عليه أهل بالد الغرب من الحواض والبوادي كذلك بهداياهم وبيعاتهم‬ ‫إال مراكش وأعمالها فإنه لم يأت منها أحد"(‪ .)18‬وهو قول مؤلف الرحلة نفسه‪" :‬ألن أهل جبل درن لم تجر‬ ‫والسالطي كلهم من مدة اإلمام المهدي فيما أخذناه عن الثقات"‪ ،19‬ثم ما كانت عليه‬ ‫عليهم أحكام األمراء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تصورها عبارة الرحالة بقوله‪" :‬حن‬ ‫المناطق البعيدة من المركز من اطمئنان‬ ‫نسن يف مجاالت عدة‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫(‪)20‬‬ ‫ر‬ ‫الن تتخبط فيها المدن‪ ،‬وتنن كذلك‬ ‫ساق من بهذه‬ ‫ي‬ ‫النواح للردى" ‪ .‬فالمنطقة بمعزل عن الرصاعات ي‬ ‫ر‬ ‫الن تجعل السكان‬ ‫عن االستقاللية فيما يتعلق بلوازم الحياة خصوصا الزراعة‬ ‫والرع ر‬ ‫وغتهما من المقومات ي‬ ‫ي‬ ‫‪-13‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية ‪.45‬‬ ‫‪-14‬رحلة الوافد‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫‪15‬ـ‪-‬رحلة إلى المغرب‪ ،‬ص ‪.268‬‬ ‫‪-16‬رحلة الوافد‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫‪-17‬رحلة إلى المغرب‪ ،‬ص‪.9‬‬ ‫‪-18‬أحمد بن ناصر‪( ،‬االستقصا ألخبار دول المغرب األقصى)‪ ،2010 ،‬ط ‪ ،2‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ج‪ ،3/‬ص ‪.32‬‬ ‫‪-19‬رحلة الوافد‪ ،‬ص ‪.59‬‬ ‫‪-20‬نفسه‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪15‬‬ ‫ر‬ ‫التاسافن ورحلة إل المغرب‬ ‫التاريخ للحوز وهوامشه‪ :‬نموذج "رحلة الوافد لعبد هللا بن إبراهيم‬ ‫مكانة الرحلة يف التوثيق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 1910‬ـ ‪ 1911‬لرينولد الدريت دو ال شار ريت"‬ ‫تتغت ضدهم بفعل الوشاة الذين ينقلون األخبار‪ ،‬ويكيدون‬ ‫يعيشون حياة آمنة‪ ،‬مما جعل السياسة المخزنية ر‬ ‫ر‬ ‫الن ال يقدرون عىل مجاراتها حسب قول المؤلف‬ ‫لهم المكايد لإليقاع بهم وجرهم إل مناجزة السلطة ي‬ ‫"وقرصت عن القدوم لبساط الملك أقدامنا‪ ،‬ولذلك اشتعل نار أفواه غوغاء العدو"(‪.)21‬‬ ‫ً‬ ‫بمنأى عن الظهور والشهرة‪ ،‬بل‬ ‫الثاب من "رحلة إل المغرب" رفت يك أن المنطقة كانت‬ ‫أما االقتباس‬ ‫ي‬ ‫صتتها صاحبة الرحلة مغربا قديما عجوزا منغلقا بقولها‪" :‬ونحس أن مغربنا القديم‪/‬العجوز المنغلق بدأ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫(‪)22‬‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫نس" ‪.‬وهذا الحكم ختمت به الرحالة رحلتها حول جميع المناطق ي‬ ‫يتوارى أمام حماية المحرص الفر ي‬ ‫زارتها‪.‬‬ ‫الرحلتي ف التوثيق نجد أنهما تتباينان ف ر‬ ‫وبالعودة إل النقطة المركزية لهذا البحث يف مكانة‬ ‫الشح‬ ‫ر ي‬ ‫ي‬ ‫والوصف‪ ،‬وذلك راجع إل السبب الذي استصدرنا به يف التأليف‪ ،‬ويظهر ذلك جليا من خالل تصوير‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تؤسس للهوية الشخصية‬ ‫المشاهد‪ ،‬حيث نجد يف رحلة الوافد عدم االكتاث بالتفاصيل الجزئية ي‬ ‫والجمعية الفاعلة يف تأثيث فضاء النص‬ ‫الرحىل‪ ،‬ولما كان المحرك للرحلة هو الخوف‪ ،‬ال غرو أن نجد الرحالة‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن ترد من كل حدب وصوب اتقاء‬ ‫ينرصف إل تدوين ما له عالقة بشيخ الزاوية ( أبيه) واالعتناء باألخبار ي‬ ‫ر‬ ‫الحك‬ ‫ستهم‪ ،‬لذلك انساب‬ ‫ررس الوقوع ربي يدي السلطة المخزنية‪ ،‬ومحاولة إيجاد مخرج لكل عقبة تعتض ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تربط‬ ‫الن تحتضنه كلما مر بها نتيجة العالقة الروحية ي‬ ‫انسياب الرحالة ربي الجبال والوديان والقبائل ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تعتت من مخلفات الفكر‬ ‫وه عالقة يطبعها الود واالحتام والتقدير ي‬ ‫الناس بشيوخ الزوايا والعلم‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫ي‬ ‫الصوف حيث "ارتبط تصوف النصف األول من القرن العارس للهجرة باألوضاع السياسية واالقتصادية ي‬ ‫عاشتها البالد المراكشية؛ فقد دفع غياب األمن بالسكان إل االلتفاف حول رجال اعتقدوا فيهم الصالح‪،‬‬ ‫توفت‬ ‫بدافع البحث عن الحماية‪ ،‬كما تسبب انهيار االقتصاد وعدم قدرة فئات عريضة من المجتمع عىل ر‬ ‫قوتها‪ ،‬ف انتشار ظاهرة إطعام الطعام"‪ .23‬فالخوف أثر سلبا عىل أحداث النص‪ ،‬ما قربه ر‬ ‫أكت من التأري ــخ‬ ‫ي‬ ‫ألحداث وقعت يف منطقة الحوز وهوامشه إل مشارف داخلة يف نفوذ مدينة تارودانت‪ ،‬ويرجح كون الرحلة‬ ‫مكونا أساسيا من مكونات التاري ــخ والعكس صحيح‪.‬‬ ‫المىلء‬ ‫ولما كان دافع مؤلفة "رحلة إل المغرب" اكتشاف المجهول وست أغوار مغرب ما قبل الحماية‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫الن جعلت الرحالة تقف بثبات يف‬ ‫بالتحديات‪ ،‬وكون طريق الرحلة مؤمنة ومحاطة بهالة من الوسائل ي‬ ‫ُ‬ ‫تسجيل وتقييد أي جزئية رتتاءى لها وفقا لما خطط له من ِق َبل فريق الرحلة‪ ،‬يقول زوج الرحالة‪ " :‬قسمنا‬ ‫ر‬ ‫زوجن تتول‬ ‫المهام بداية‪ ،‬فبينما كنت أدرس المسار الذي ستتبعه الرحلة وجمع كل المعلومات كانت‬ ‫ي‬ ‫(‪)24‬‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫تدوين كل ما تراه" ‪ .‬فكل "المعلومات" وكل "ما يرى" عالمة فارقة يف توصيف وتشخيص الحالة ي‬ ‫وغتها‪ ،‬بل ر‬ ‫حن يف تصوير الحياة‬ ‫كان عليها المجتمع يف جميع‬ ‫مناح الحياة االقتصادية والثقافية والدينية ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن كان‬ ‫الن تظهر من ر‬ ‫حي آلخر يف أحداث الرحلة‪ ،‬وبذلك يمكننا بيان بعض المجاالت ي‬ ‫التية للحيوانات ي‬ ‫‪-21‬نفسه‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫‪-22‬رحلة إلى المغرب‪ ،‬ص ‪.268‬‬ ‫‪-23‬عبد الخالق كالب‪( ،‬مراكش وأحوازها من القرن ‪ 7‬هـ ‪13 /‬م إلى القرن ‪ 10‬هـ ‪16 /‬م التاريخ المنسي)‪ ،‬تقديم زوليخة بنرمضان‪،‬‬ ‫‪ ،2017‬ط‪ ،1‬المطبعة والوراقة الوطنية ـ مراكش‪ ،‬ص ‪.294‬‬ ‫‪-24‬رحلة إلى المغرب‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪16‬‬ ‫ر‬ ‫التاسافن ورحلة إل المغرب‬ ‫التاريخ للحوز وهوامشه‪ :‬نموذج "رحلة الوافد لعبد هللا بن إبراهيم‬ ‫مكانة الرحلة يف التوثيق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 1910‬ـ ‪ 1911‬لرينولد الدريت دو ال شار ريت"‬ ‫للرحلتي دور بارز وفعال ف إبرازها للوجود وإبقائها حية ف نصوص المؤرخي َّ َّ‬ ‫الة‪ ،‬ولي حييت مراكش‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والرح ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بتاريخها وجغرافيتها فإن أحوازها ال تزال تعيش نسيانا وتهميشا‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫‪ 1.2‬المجال‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تنبض‬ ‫الدين أهمية كتى وشهود قوي يف‬ ‫كان للعامل‬ ‫ر‬ ‫الرحلتي خصوصا رحلة الوافد ي‬ ‫ي‬ ‫الدين الذي يعد المهدي بن تومرت الرجل‬ ‫بمصطلحات دينية‪ ،‬وأثث تراجمها أعالم بارزون يف المجال‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫التاسافن" شيخ زاويتها يف‬ ‫لكثت من علماء المنطقة‪ ،‬ومنهم أبو المؤلف " إبراهيم‬ ‫األول والملهم‬ ‫الروح ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫الن تسامت من جهة القبلة قليال مسجد تينمل‪ ،‬وكانت المنطقة مذ وفاة المهدي تهتم بالعلوم‬ ‫جبل درن ي‬ ‫ر‬ ‫وف مقدمتها حفظ القرآن الكريم‪ ،‬يقول المؤرخ أحمد التوفيق‪ " :‬كرس التابر أعمارهم‬ ‫الشعية اعتناء ر‬ ‫كبتا‪ ،‬ي‬ ‫لحفظ القرآن وإتقان قراءته كجزء أصيل من ثقافتهم‪ ،‬وشطر من زمنهم‪ ،‬ومقوم من انتسابهم لإلسالم‬ ‫ر‬ ‫بمعاب ألفاظ يف لغتهم ‪...‬لك أن تتصور يف مسجد‬ ‫تلتف‬ ‫ي‬ ‫وللكون من خالله‪ ،‬لكلمات القرآن جرس خاص قد ي‬ ‫متوسط‬ ‫واحد عددا من أوالد القرية من الصبيان والشبان والكهول وقد طرأ عليهم طلبة من الشبان ومن‬ ‫ي‬ ‫قادمي من مختلف القبائل‪ ،‬وبعضهم خلف وراءه زوجة وأوالدا‪ ،‬والكل تحت سطوة معلم مقصود‬ ‫األعمار‪،‬‬ ‫ر‬ ‫مشهور بمعرفة القراءات‪ ،‬ومشيخته يف كل ما يرتبط بالقرآن من اإلمداد المعتت يف هذا االنتساب"‪.25‬وقد‬ ‫كانت المنطقة تعيش عىل نفس المنوال من االعتناء بالعلوم ر‬ ‫الشعية خصوصا تحفيظ القرآن الكريم‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن أسهمت يف‬ ‫وقليل من يتجاوزه إل ر‬ ‫وه من األسباب ي‬ ‫غته من العلوم خصوصا بعد فتة الموحدين‪ ،‬ي‬ ‫كثتا من أسماء رجاالت الدين بالمنطقة‪،‬‬ ‫تهميش المنطقة خصوصا من الناحية الثقافية‪ .‬ودونت الرحلة ر‬ ‫ر‬ ‫الن ال‬ ‫وكذا دور العبادة كالمدارس العلمية مثل ابن يوسف وتمڭروت وكذلك الزوايا ومنها زاوية تاسافت ي‬ ‫تزال تحتفل بموسمها المعروف "بموسم تاسافت" قرب سوق أربعاء ثالث نيعقوب‪.‬‬ ‫واقتفت رحلة إل المغرب أثر رحلة الوافد‪ ،‬إذ لم تخف المؤلفة اهتمامها برسم صورة لما تراه من‬ ‫الن تهم هذا الجانب ر‬ ‫ر‬ ‫حن‬ ‫الحياة الدينية والطقوس التعبدية بالمنطقة‪ ،‬بل سجلت ر‬ ‫كثتا من المالحظات ي‬ ‫ر‬ ‫افقي الذين يرافقونها يف ترحالها‪ ،‬وهذا بعض منها‪" :‬بينما رسع مرافقونا يف أداء صالتهم‪ ،‬كنا نتناول‬ ‫مع المر ر‬ ‫‪26‬‬ ‫وجبة الغداء بعيدا عنهم" ‪ .‬ومنها اهتمامها باألماكن والمواسم مثل "زاوية موالي إبراهيم" و"زاوية بحلول"‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن قلنا إنها كانت سببا يف تهميش‬ ‫وعيد المولد النبوي الشيف"‪ ،‬بل لم تخف سخريتها من ْ بعض المواقف ي‬ ‫كثتة منها الفصل‬ ‫حي وصفت بعض رجال الدين "الفقيه‪/‬الطالب"‪ 28‬الذين تناط بهم مهمات ر‬ ‫المنطقة‪ 27‬ر‬ ‫ف التاعات‪ ،‬وقسمة ر‬ ‫التكات‪ ،‬ومعرفة األوقات‪ ،‬وكتابة الرسائل وقراءتها للناس‪ ،‬تقول الرحالة‪" :‬وتكلف‬ ‫ي ْ‬ ‫ّّْ ْ‬ ‫‪29‬‬ ‫الطالب بأن يقرأ الرسالة بتفي‪ ،‬ولم يستطع مضيفنا أن يكبح ضحكه" ‪ .‬وغالبا ما يكون الفقهاء‪/‬الطلبة‬ ‫المخزب لدى القياد وشيوخ القبائل‪.‬‬ ‫بمثابة من يتولون الديوان‬ ‫ي‬ ‫‪- 25‬أحمد التوفيق‪ ،‬والد وما ولد طفولة في سفح الظل‪ ،2011 ،‬ط‪ ،2‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء ـ المغرب‪ ،‬ص ‪ 129‬ـ ‪.130‬‬ ‫‪- 26‬رحلة إلى المغرب‪ ،‬ص ‪.57‬‬ ‫‪ -27‬هذا الوصف ليس على إطالقه كما قد يفهم‪ ،‬وإنما الغرض أن الناس في الحق األزمان تكتفي بحفظ القرآن الكريم‪ ،‬وال تتعداه إلى‬ ‫غيره من العلوم التي تساعد على فهمه‪ ،‬وتكوين شخصية قادرة على التأريخ لألحداث واالنتصار للذات ضد الجهل والحرمان‪.‬‬ ‫‪ -28‬كان لهذا المصطلح وزن ثقيل‪ ،‬وألصحابه مكانة اجتماعية هامة‪ ،‬قبل أن تزاحمه األلقاب األخرى ليصير مثار سخرية واستهزاء‪،‬‬ ‫كما نلحظ من هذا الموقف الذي حكته المؤلفة‪.‬‬ ‫‪-29‬رحلة إلى المغرب‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪17‬‬ ‫ر‬ ‫التاسافن ورحلة إل المغرب‬ ‫التاريخ للحوز وهوامشه‪ :‬نموذج "رحلة الوافد لعبد هللا بن إبراهيم‬ ‫مكانة الرحلة يف التوثيق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 1910‬ـ ‪ 1911‬لرينولد الدريت دو ال شار ريت"‬ ‫اف‬ ‫‪ 2.2‬المجال‬ ‫البين‪/‬الجغر ي‬ ‫ي‬ ‫رسمت الرحلتان بتصويرهما خريطة دقيقة من مراكش ر‬ ‫حن عاصمة سوس تارودانت‪ ،‬واعتنتا بذكر‬ ‫كثت من المؤهالت البيئية للمنطقة‪ ،‬فمن حيث البدء المكاب كما رأينا ف الخريطة ُ‬ ‫قبل‪ ،‬رسمت "رحلة إل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن مرت منها‪ ،‬بحيث بدأت بمراكش بقولها‪" :‬وكنا‬ ‫المغرب" طريقها نحو تارودانت بعناية تامة لألماكن ي‬ ‫البين لمراكش‬ ‫مضطرين لنطلب منهم أن ينقصوا من روعهم‪ ،‬فمراكش يف عيونهم الجنة"‪ ،30‬فالمجال‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫‪ 31‬ر‬ ‫الن صارت مراكش تحمل‬ ‫شكلته أشجار النخيل "المدينة ال تكاد ترى لكثافة أشجار النخيل الملقمة" ‪ .‬ي‬ ‫اسمها (مدينة النخيل)‪ ،‬الحمراء بألوانها ولهيب حرها‪ ،‬المنيعة بأسوارها‪ ،‬والمحصنة بمدارسها وعلمائها‪،‬‬ ‫ر‬ ‫الن تعرض بهلوانيتها وثقافتها المتنوعة‪ ،‬وتأرس لب الزائرين لها "يا له من إحساس‬ ‫والفاتنة بساحتها الجذابة ي‬ ‫ر‬ ‫جميل عندما رأيت‬ ‫الن رتتقق‬ ‫قلن متسارعة‪ ،‬وتقاسيم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وجه تنقبض ألكف الدموع ي‬ ‫حلم يتحقق‪ ،‬نبضات ي‬ ‫ين فرحا"‪.32‬‬ ‫يف ع ي‬ ‫ر‬ ‫الن تؤثر سلبا أو إيجابا عىل البيئة‪ ،‬والتفريق ربي‬ ‫كانت الرحالة ذكية وعالمة بالعوامل الجغرافية ي‬ ‫كثتة الحض انغرست‬ ‫تقاليد الشعوب‪ ،‬مثل قولها‪" :‬ألننا اآلن يف بالد الشلوح‪ ،‬وتمتد أمامنا منطقة جرداء ر‬ ‫بغلن ف ر‬ ‫التاب‪ ،‬واضطررت للمرور من فوق‪ ،‬وكان هذا ر‬ ‫أرجل ر‬ ‫مؤرسا جيدا عىل دخولنا أرضا جديدة"‪.33‬‬ ‫ي ي‬ ‫ر‬ ‫يتمت به كل قطر‬ ‫واستمرت الرحالة تصف الغطاء‬ ‫النباب لكل مكان تحل به‪ ،‬وكذلك جاء وصف الجو وما ر‬ ‫ي‬ ‫غته‪،‬‬ ‫وتتمت الرحلة بكونها تأخذ صورا پانورامية لكل منطقة عىل حدة وتكون قبل الدخول أو بعد‬ ‫ر‬ ‫عن ر‬ ‫الخروج منها كأنما تصورها من عل‪ُ.‬‬ ‫وجاءت رحلة الوافد راسمة المسار ذاته‪ ،‬وأتمت الطريق من حيث انعرجت "رحلة إل المغرب" من‬ ‫ر‬ ‫الن لم تمر‬ ‫غت أن صاحب "رحلة الوافد" توسعت رحلته لتشمل ر‬ ‫جبل درن وويشدان‪ ،‬ر‬ ‫كثتا من المناطق ي‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ر‬ ‫حي ي ِعن له أمر بعيد عن مكان ترحاله‪ ،‬وتبف شاهدة‬ ‫منها الرحلة لما يقتضيه مقام االستشهاد عند المؤلف ر‬ ‫وغتها‪ ،‬إذ ال تجد يف الكتب‬ ‫صادقة عن األماكن المذكورة فيها خصوصا الجبال مثل أوڴدمت وأغبار وأوناين ر‬ ‫لكثت من رجاالت العلم والصالح‪ ،‬وكذا بعض ما يتعلق بها بهذه الصورة‪،‬‬ ‫التاريخية ذكرا لهذه المناطق وال ر‬ ‫وقد أبىل المحقق بالء حسنا يف تحقيقه وإخراجه للوجود(‪ ،)34‬وقد حظيت البيئة الجغرافية للمنطقة بشد‬ ‫الن ستشكل نقطة االنطالق لمن يروم إتمام ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫التاسافن‪ ،‬وكان عند المنطقة‬ ‫مشوع‬ ‫ي‬ ‫أهم المالمح عىل األقل ي‬ ‫ر‬ ‫البين وما توفره المنطقة من‬ ‫كثت من مجاالت الحياة باالعتماد عىل العامل‬ ‫ذاب يف ر‬ ‫إل عهد قريب اكتفاء ي‬ ‫ي‬ ‫‪-30‬نفسه‪ ،‬ص ‪.49‬‬ ‫‪-31‬رحلة إلى المغرب‪ ،‬ص ‪.49‬‬ ‫‪-32‬نفسه‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫‪-33‬نفسه‪ ،‬ص ‪.64‬‬ ‫‪ -34‬ونتمنى إسدال الستار عن المخطوطة التي أشار إليها التاسافتي في نهاية الرحلة بقوله‪" :‬أردت بحول هللا أن أذيله بخاتمة أسرد فيها‬ ‫ما أمكن من الفوائد العجيبة ونكت جليلة غريبة" علق عليه المحقق قائال‪ " :‬هنا تنتهي الرحلة ويبدأ ذيل تناول فيه المؤلف مواضيع‬ ‫أخرى ارتأينا عدم إدماجها في الكتاب‪ ،‬وسيكون موضوع دراسة أخرى مستقبال" رحلة الوافد‪ ،‬ص ‪ .244‬وال ندري ما إن كان المحقق‬ ‫قد قام بهذا فعال‪ ،‬وهناك رحالت قامت بها فرق خصوصا من فرنسا في هذه الجبال كل جمعة من األسبوع ويربطون منطقة تينمل‬ ‫بأڴدمت مرورا بأغبار ونزوال بتيزي نتاست‪ ،‬ولم تعد هذه الرحالت اليوم منذ ‪ 2008‬إلى اآلن‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪18‬‬ ‫ر‬ ‫التاسافن ورحلة إل المغرب‬ ‫التاريخ للحوز وهوامشه‪ :‬نموذج "رحلة الوافد لعبد هللا بن إبراهيم‬ ‫مكانة الرحلة يف التوثيق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 1910‬ـ ‪ 1911‬لرينولد الدريت دو ال شار ريت"‬ ‫الجبىل‪ ،‬وتوفر الغطاء الغابوي بشكل‬ ‫للرع‬ ‫كثتة منها وفرة المياه‪ ،‬وتنوع الزراعات‪ ،‬ووجود أماكن‬ ‫إمكانات ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كبت خصوصا شجر البلوط الذي ال يزال شاهدا إل يومنا هذا‪.‬‬ ‫ر‬ ‫االجتماع‪:‬‬ ‫‪ 3.2‬المجال‬ ‫ي‬ ‫تمتت الرحلتان بغزارة المادة ف المجال االجتماع الذي ّ‬ ‫يكون ترجمة عن الهوية الشخصية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن أثرت فيها‪ ،‬وإل‬ ‫والمجتمعية لسكان المنطقة‪ ،‬وكانت رحلة الوافد منرصفة أكت إل األحداث السياسية ي‬ ‫الفاعلي يف هذه األحداث وبخاصة رجال الدين بحيث ترجمتهم ترجمة موجزة‬ ‫تكتف بذكر‬ ‫األشخاص‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن يتدارسها الناس آنذاك‪ ،‬أما المكان ـ مشح األحداث‬ ‫األسماء واأللقاب‪ ،‬وكذا العلوم المنتشة يف المنطقة ي‬ ‫والسياس أثرهما الفعال؛ إذ يتجسد األول يف شيخ‬ ‫الدين‬ ‫ـ فيوازي ذكر األشخاص فيها‪ ،‬وقد كان للعامل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والثاب يف مطاردة األحداث ومحاضتها دون السماح لها بالسيالن واالنسياب‪ ،‬ما‬ ‫الزاوية وابنه ومعارفهما‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫السلوك‬ ‫يزك البعد‬ ‫ي‬ ‫حجر عىل المؤلف عدم االهتمام أكت بتقاليد المنطقة وعاداتها االجتماعية‪ ،‬اللهم ما ي‬ ‫للمجتمع المحافظ والذي يعد صاحب الرحلة جزءا منه‪ ،‬وكأن المسألة كلها جد ال هزل فيها وال مرح وال‬ ‫لدارس تاري ــخ مراكش‬ ‫تسلية نظرا للخطر المحذق بهم‪ ،‬وتعد الرسائل والوثائق المذكورة يف الرحلة أثرا هاما‬ ‫ي‬ ‫والحوز عامة يف القديم والحديث‪.‬‬ ‫االجتماع نسبة مهمة منها‪ ،‬وذلك راجع إل ما‬ ‫أما الرحلة الثانية فقد غطت األحداث ذات البعد‬ ‫ي‬ ‫ذكرناه سابقا عن صاحبتها؛ إذ احتفلت بكل ما َّ‬ ‫عن لها عن هذا اإلنسان يف ِخلقته ولباسه وعاداته وأكله‬ ‫ر‬ ‫ورسبه ر‬ ‫والڴنداف والعديد من عامة الشعب‪ ،‬ما أعطاها‬ ‫كثتا من الناس بدقة متناهية كالڴالوي‬ ‫حن وصفت ر‬ ‫ي‬ ‫كثتة تمثلت يف الفرق ربي لباس أهل الجبل وأهل الحرص‪ ،‬والحرائر واإلماء‪ ،‬واألسياد والعبيد‪،‬‬ ‫تصنيفات ر‬ ‫الطن‪.‬‬ ‫التعليم لألشخاص‪ ،‬وكذا الجانب‬ ‫الوع بأهمية العمل‬ ‫الطن لديهم‪ ،‬ومستوى‬ ‫ومالحظتها للمستوى‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫خاتمة‬ ‫نخلص يف خاتمة هذه األسطر إل أن األثرين اللذين حاولنا تقريبهما بمقارنة بعض مضامينهما يشكالن‬ ‫قاعدة متجذرة يف تاريخنا العميق‪ ،‬وتكمل إحداهما األخرى‪ ،‬وهذا شأن العلوم والمعرفة عامة‪ ،‬فإذا كانت‬ ‫"رحلة الوافد" قد كتبها مؤلفها يف لحظات حرجة؛ لحظات متسمة بقلق الذات الساردة والفاعلة يف مشهد‬ ‫الرحلة‪" ،‬فالرحلة إل المغرب" عكسها؛ إذ خال لها الجو من كل ما شأنه أن يعكر صفوها ويكدر مزاجها‪،‬‬ ‫لتلتئما معا ف صناعة صورة ر‬ ‫مشقة وناصعة يف معرض المكتبة الرحلية والتاريخية بالمغرب عامة‪ ،‬ومراكش‬ ‫ي‬ ‫وأحوازه بصفة خاصة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تلتف فيها الرحلتان‪ ،‬سواء من حيث دياكرونيتهما أم من‬ ‫وقد حاولت الورقة ّ إبراز بعض المعالم ي‬ ‫الن ي‬ ‫حيث ساكرونيتهما‪ ،‬ما مكن من ربط عالقة تبدو عالقة تقارب وتجاور خدمة لتاري ــخ المنطقة‪ ،‬وإرساء‬ ‫غته؛ إذ تعتت الرحلتان كما رأينا مرجعا خصبا يف إعادة تشكيل وصوغ‬ ‫ألسس وقواعد البحث‪ ،‬تاريخيا كان أو ر‬ ‫ر‬ ‫الن من شأنها أن تستثمر يف هذا العمل قصد إبراز ما همشته ضوف الزمان‬ ‫قاعدة المعلومات الغزيرة ي‬ ‫وه دعوة جريئة إل إعادة استكشاف المنطقة (‬ ‫المختلفة‪ ،‬وتجاوز النمط التقليدي الذي هيمن طويال‪ ،‬ي‬ ‫مراكش وأحوازها) من وجهات نظرية جديدة ومتنوعة‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪19‬‬ ‫ر‬ ‫التاسافن ورحلة إل المغرب‬ ‫التاريخ للحوز وهوامشه‪ :‬نموذج "رحلة الوافد لعبد هللا بن إبراهيم‬ ‫مكانة الرحلة يف التوثيق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 1910‬ـ ‪ 1911‬لرينولد الدريت دو ال شار ريت"‬ ‫قائمة المراجع‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫عىل‪ ،2002 ،‬تاري ــخ المغرب أو التأويالت الممكنة‪ ،‬ط ‪ ،1‬مركز طارق بن زياد الرباط‪.‬‬ ‫أزايكو ي‬ ‫العرب‪ ،‬الدار‬ ‫الثقاف‬ ‫التوفيق أحمد‪ :‬والد وما ولد طفولة يف سفح الظل‪ ،2011 ،‬ط‪ ،2‬المركز‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫البيضاء ـ المغرب‪.‬‬ ‫ر‬ ‫التاسافن عبد هللا‪ ،1993 ،‬رحلة الوافد لحظات من تاري ــخ أدرار ن درن (أطلس مراكش‬ ‫بن إبراهيم‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫صدف أزايكو‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬ ‫عىل‬ ‫ي‬ ‫وسوس يف القرن ‪ 12‬الهجري ‪ 18 /‬الميالدي)‪ ،‬تحقيق ي‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة ابن طفيل‪-‬القنيطرة‪ ،‬سلسلة نصوص ووثائق‪ ،‬رقم ‪.1‬‬ ‫بن ناض أحمد‪ 2010 ،‬االستقصا ألخبار دول المغرب األقض‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ربتوت‪،‬‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫جوزفي كام‪ ،1983 ،‬المستكشفون يف إفريقيا‪ ،‬ترجمة‪ :‬يوسف نرص‪ ،‬دار المعارف ـ القاهرة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ناح بن‬ ‫رينولد الدريت دو ال‬ ‫ر‬ ‫شاريت‪ ،2016 ،‬رحلة إل المغرب ‪ 1910‬ـ ‪ ،1911‬ترجمة‪ :‬محمد ي‬ ‫عمر‪ ،‬ط‪ ،1‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة ابن زهر ـ أكادير‪.‬‬ ‫اف‪ ،‬تعريب‪ :‬عبد الرحمن حميدة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪،‬‬ ‫رينيه كلوزييه‪ ،1982 ،‬تطور الفكر الجغر ي‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫كالب عبد الخالق‪ ،2017 ،‬مراكش وأحوازها من ق ‪ 7‬ه ‪13 /‬م إل ق ‪ 10‬ه ‪16 /‬م التاري ــخ‬ ‫المنس‪ ،‬تقديم‪ :‬زوليخة بتمضان‪ ، ،‬ط ‪ ،1‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪.‬‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪20‬‬ ‫ مقاربة كرطوغرافية‬:‫الدينامية الحالية لحوض غدات‬ ‫ مقاربة كرطوغرافية‬:‫الدينامية الحالية لحوض غدات‬ ‫أمزايل إسماعيل‬ ‫ موفق فتيحة‬.‫دة‬ ‫كلية االداب والعلوم االنسانية‬ ‫مراكش‬-‫جامعة القاضي عياض‬ :‫ملخص‬ ‫تبي أن‬ ‫ ر‬Programme d’Activité Prioritaire/Centre d’Activités Régionales (PAP/CAR) ‫بعد تطبيق نموذج‬ ‫ إذ نجد غلبة التعرية القوية والقوية جدا بفعل هشاشة ر‬،‫حوض غدات يعاب من تدهور أوساطه الطبيعية‬ ،‫التكيبة الصخارية‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الهيدرولوح لهذا‬ ‫ فالسلوك‬،‫كبت يف حماية السطح من التعرية‬ ‫الن تساهم بشكل ر‬ ‫ي‬ ‫باإلضافة إل ضعف التغطية النباتية ي‬ ‫كتة األساسية لالستقرار ر‬ ‫ر‬ ‫ مما يدفع به إل‬،‫البشي‬ ‫الن تعد الر ر‬ ‫الحوض يعرض المجال إل فقدان كميات هائلة من األتربة ي‬ .‫الضغط المستمر عىل الموارد الطبيعية لتلبية حاجياته المعيشية‬ ‫ الموارد الطبيعية‬، ‫ التعرية‬، ‫ الحوض‬،)PAP/CAR( :‫الكلمات المفاتيح‬ Abstract After applying the Priority Action Program/Regional Activity Centre model (PAP and RAC), the analysis shows that, the Ghaddat Basin i affected by deterioration of its natural environment. Erosion is predominant in this environment because of its Rock composition fragility, as well as its vegetative cover shortage, which would lead to protecting the surface from deterioration. The hydrological behavior of this basin contributes to the loss of huge amounts of its soil, which is the backbone of human stability. As a result, people are pushed to put constant pressure on natural resources to meet their living needs. Keywords: (PAP and RAC), Basin, Erosion, natural resources 21 ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫مقدمة‬ ‫ر‬ ‫الباحثي‪،‬‬ ‫كبتا من طرف‬ ‫الن لقيت اهتماما ر‬ ‫ر‬ ‫تعد دراسة األحواض النهرية من ربي الدراسات األساسية ي‬ ‫ر‬ ‫الهيدرولوح‪ ،‬الذي ساهم‬ ‫الن تحدد سلوكها‬ ‫ي‬ ‫باعتبارها مجاالت حيوية تتداخل فيها مجموعة من العناض ي‬ ‫ر‬ ‫تغتات‬ ‫الن تعرف ر‬ ‫بشكل ر‬ ‫كبت يف تشكيل هذه األوساط الطبيعية‪ ،‬فحوض غدات هو جزء من هذه األوساط ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن عملت‬ ‫الن خلقت أشكاال مختلفة نتيجة تداخل مجموعة من المؤثرات ي‬ ‫مهمة بفعل التعرية المائية ي‬ ‫عىل خلق مجال هش‪ ،‬وترتكز هذه الدراسة عىل تحديد أهم العوامل المتحكمة يف التعرية المائية‪ ،‬وكذا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تعرف استقرارا مهما‪.‬‬ ‫الن تعرف تدهورا ر‬ ‫كبتا مع المناطق ي‬ ‫المناطق ي‬ ‫‪ .1‬اإلشكالية‬ ‫ر‬ ‫كبت يف‬ ‫الن تساهم بشكل ر‬ ‫ يشهد حوض غدات تطورات مهمة نتيجة ترابط مجموعة من العناض ي‬‫الرع الجائر واالجتثاث مما يجعل‬ ‫غت عقالنية لإلنسان عن طريق‬ ‫تدهور المجال‪ ،‬من خالل التدخالت ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫اض‬ ‫الن تعمل عىل التقطيع والتخديد خاصة فوق األر ي‬ ‫المجال عرضة لعنف التساقطات المطرية وفجائيتها ي‬ ‫العارية‪ ،‬ثم ضعف ر‬ ‫التكيبة الصخارية ر ر‬ ‫السطخ‪ ،‬باإلضافة إل‬ ‫ه األخرى ضعيفة أمام الجريان‬ ‫ي‬ ‫الن تبف ي‬ ‫ي‬ ‫الن تلعب دورا مهما ف حماية ر‬ ‫ر‬ ‫التبة‪ .‬وانطالقا من هذا كله يدفعنا إل طرح‬ ‫ي‬ ‫ضعف التغطية النباتية ي‬ ‫التساؤالت التالية‪:‬‬ ‫ر‬ ‫ ما مدى مساهمة العوامل الطبيعية‬‫والبشية يف التعرية المائية بحوض غدات؟‬ ‫النوع للتعرية المائية بحوض غدات؟‬ ‫ ما مدى نجاعة نموذج ‪ PAP / CAR‬يف التقييم‬‫ي‬ ‫‪ .2‬تقديم مجال الدراسة‬ ‫يعتت حوض غدات من ربي األحواض المغربية وهو جزء من حوض تنسيفت‪ ،‬يحده ررسقا حوض الغ‬ ‫وينتم بنيويا إل أطلس‬ ‫إمين‪،‬‬ ‫وغربا حوض الزات وأما من الناحية الشمالية سهل الحوز وجنوبا حوض‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫آسف خاصة إقليم الحوز وبالضبط جماعة‬ ‫ينتم إل جهة مراكش‬ ‫مراكش‪ ،‬وأما من الناحية اإلدارية فهو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تزارت‪ -‬التوامة وزرقطن‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪22‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫الخريطة ‪ :1‬تقديم مجال الدراسة‬ ‫المصدر‪ :‬المؤلفون ‪2021‬‬ ‫‪ .3‬منهجية البحث‬ ‫األختة‪ ،‬مما أتاح الفرصة البتكار‬ ‫شهدت نظم المعلومات الجغرافية تطورا مهما خاصة يف اآلونة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المبارسة لدراسة التعرية المائية‪ ،‬ولعىل أبرزها نموذج ‪ PAP/CAR‬الذي أستحدث‬ ‫غت‬ ‫مجموعة من المناهج ر‬ ‫مقاربتي‪:‬‬ ‫من طرف منظمة التغدية والزراعة ‪ ،FAO‬والذي سيتم من خالله تطبيق‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تعتمد عىل تحديد وتقييم وإدماج العناض األساسية والمتحكمة يف التعرية‬ ‫المقاربة التنبؤية‪ :‬ي‬ ‫ر‬ ‫كاالنحدار والصخارة ر‬ ‫النباب‪ ،‬لتحديد فرضيات أولية والمتعلقة بخطر التعرية المحتملة‪.‬‬ ‫والتبة والغطاء‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫النوع ألساليب التعرية الحالية وتصنيف‬ ‫الن تعتمد عىل الوصف والتقييم‬ ‫ي‬ ‫المقاربة الوصفية‪ :‬ي‬ ‫المجال المدروس‪ ،‬كما تسمح هذه المقاربة بعد االدماج بإنجاز خريطة تركيبية لوضعيات التعرية وديناميتها‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الن أدرجنها يف خطاطة رقم (‪.)1‬‬ ‫(جمال شعوان ‪ .)2015‬ولبسط هذا كله تم االعتماد عىل منهجية ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪23‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫خطاطة ‪ :1‬منهجية نموذج ‪PAP / CAR‬‬ ‫النموذج الرقمي لآلراض ي‬ ‫‪MNT‬‬ ‫خريطة جيولوجية لدمنات‬ ‫تلوات ‪200000/1‬‬ ‫خريطة اإلنحدارات‬ ‫خريطة الصخور‬ ‫صور األقمار اإلصطناعية لسنة‬ ‫‪2020‬‬ ‫خريطة استعماالت التربة‬ ‫خريطة قابلية السطح للتعرية‬ ‫خريطة كثافة الغطاء النباتي‬ ‫خريطة درجة حماية السطح‬ ‫خريطة التعرية املحتملة‬ ‫‪ -‬نبذة عن نموذج ‪PAP / CAR‬‬ ‫المصدر‪ :‬المؤلفون ‪2021‬‬ ‫ابتدأ العمل بتطبيق هذا النموذج منذ سنة ‪ 1994‬بالمجاالت الساحلية للبحر األبيض المتوسط‪،‬‬ ‫العرب لدراسة المجاالت الجافة (‪ )ACSAD‬بجزء‬ ‫وتكلفت كل من منظمة التغذية والزراعة (‪ )FAO‬والمركز‬ ‫ي‬ ‫المشوع‪ ،‬وبعد تقسيم هذا ر‬ ‫من هذا ر‬ ‫ائط‪ ،‬وقسم خاص بالقياسات الميدانية‪.‬‬ ‫المشوع إل‬ ‫ر‬ ‫قسمي‪ :‬قسم خر ي‬ ‫إال أن التوجهات العامة لهذه المقاربة الخرائطية لتقييم التعرية المائية اعتمدت نتائج خرائطية‬ ‫وقياس التعرية يف المجاالت المتوسطية الساحلية‪( ،‬جمال شعوان ‪ )2015‬فرغم أن هذا النموذج أخرج‬ ‫يعط فكرة أساسية حول التعرية المائية المحتملة يف المناطق‬ ‫خصيصا للمناطق السهلية والمنبسطة إال أنه‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تعرف استقرارا‬ ‫الن تعرف حساسية مهمة للتعرية والمناطق ي‬ ‫الجبلية‪ ،‬وذلك من خالل تحديد المناطق ي‬ ‫لتعط نتائج قريبة للواقع‪.‬‬ ‫يستدع استخدام بيانات مضبوطة‬ ‫مهما‪ ،‬لكن هذا النموذج‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ المرئيات الفضائية‬‫ر‬ ‫الن سنعتمد عليها‬ ‫تم االعتماد عىل المرئيات الفضائية من أجل استخراج مجموعة من المعامالت ي‬ ‫ف تطبيق نموذج ‪( PAP/CAR‬خريطة استعماالت ر‬ ‫التبة خريطة كثافة الغطاء النبا ر يب)‪ ،‬وتم تتيل هذه‬ ‫ي‬ ‫الموال ‪.‬‬ ‫المرئيات من موقع هيئة المساحة الجيولوجية األمريكية (‪)USGS‬كما يوضح الجدول‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪24‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫السنة‬ ‫القمر‬ ‫المستشعر‬ ‫‪2020‬‬ ‫النسات ‪8‬‬ ‫الصناع‬ ‫القمر‬ ‫ي‬ ‫‪ Landsat 8:‬مصور‬ ‫التشغيىل‬ ‫األرض‬ ‫ي‬ ‫وجهاز األشعة تحت‬ ‫الحمراء والحرارية‬ ‫(‪)OLI/TIRS‬‬ ‫النطاقات‬ ‫النطاق ‪2‬‬ ‫الدقة‬ ‫‪ 30‬ر‬ ‫مت‬ ‫النطاق ‪4‬‬ ‫‪ 30‬ر‬ ‫مت‬ ‫النطاق ‪5‬‬ ‫‪ 30‬ر‬ ‫مت‬ ‫النطاق ‪6‬‬ ‫‪ 30‬ر‬ ‫مت‬ ‫النطاق‬ ‫‪10‬‬ ‫النطاق‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ 100‬ر‬ ‫مت‬ ‫تاري ــخ االلتقاط‬ ‫‪2020/25/08‬‬ ‫‪ 100‬ر‬ ‫مت‬ ‫المصدر‪ :‬جالل أكرض ‪2020‬‬ ‫‪ .4‬تطبيق المعادلة ومناقشة نتائجها‬ ‫‪ 1.4‬المرحلة األول‪ :‬انجاز خريطة االنحدارات‬ ‫تلعب االنحدارات دورا مهما يف دينامية ونشاط التعرية المائية بحيث كلما كان انحدار مهما كلما كانت‬ ‫ر‬ ‫الن تعمل عىل نقل هذه المواد‪ ،‬كما تقوم بعملية‬ ‫حركية المواد قوية ورسيعة‪ ،‬وذلك من خالل الطاقة المائية ي‬ ‫التقطيع والتخديد‪ ،‬ولتصنيف هذه االنحدارات تم االعتماد عىل نموذج ‪ PAP / CAR‬كما يوضحه الجدول‬ ‫رقم (‪.)1‬‬ ‫الجدول ‪ :1‬تصنيف االنحدارات حسب نموذج ‪PAP / CAR‬‬ ‫الرتبة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الفئة‬ ‫‪%3–0‬‬ ‫‪% 12 – 3‬‬ ‫‪% 20 – 12‬‬ ‫‪% 35 – 20‬‬ ‫< ‪% 35‬‬ ‫المصدر‪Directive PAP/CAR :‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫النوع‬ ‫ضعيف جدا‬ ‫ضعيف‬ ‫متوسط‬ ‫قوي‬ ‫قوي جدا‬ ‫‪25‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫الخريطة ‪ :2‬تصنيف االنحدارات حسب نموذج ‪PAP/CAR‬‬ ‫اض ‪2021 ،)30 M(MNT de ASTER‬‬ ‫المصدر‪ :‬المؤلفون باالعتماد عىل النموذج‬ ‫ي‬ ‫الرقم لألر ي‬ ‫يتبي انطالقا من الخريطة رقم (‪ )2‬أن حوض غدات يعرف تباينا من حيث توزي ــع فئات االنحدار إذ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تشغل نسبة مهمة بنسبة ‪ %44‬من مساحة الحوض وتنتش‬ ‫ه ي‬ ‫نجد الفئة المتاوحة ربي ‪ % 35 – 21‬ي‬ ‫ر‬ ‫الن تسمح بخلق انحدار مهم‪ ،‬ثم‬ ‫بشكل‬ ‫أساس يف عالية الحوض كما أنها تتوافق مع االرتفاعات المهمة ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫فه تابعة للفئة األول عىل‬ ‫تأب بعدها الفئة المتاوحة ربي ‪ %13 – 20‬بنسبة ‪ %25‬من مساحة الحوض ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫مابي‬ ‫مستوى االنتشار يف الحوض وتتوافق بشكل ر‬ ‫الط جبلية‪ ،‬وأما الفئة المتاوحة ر‬ ‫كبت مع المنخفضات ي‬ ‫ه األخرى مع المنخفضات خصوصا بداية‬ ‫‪ 12% – 4‬التشغل سوى ‪ %15‬من مساحة الحوض وتتوافق ي‬ ‫ر‬ ‫كبت مع‬ ‫السهل‪ ،‬وأما الفئة المتاوحة ما ربي ‪ % 65 – 36‬تشغل ‪ %11‬من مساحة الحوض وتتوافق بشكل ر‬ ‫المناطق ذات سفوح شديدة االنحدار‪ ،‬بينما الفئة األقل من ‪ %4‬ر‬ ‫تنتش يف سافلة الحوض خصوصا المنطقة‬ ‫ر‬ ‫الن يغطيها السهل ال تتجاوز نسبتها ‪ % 5‬من مساحة الحوض‪.‬‬ ‫ي‬ ‫‪ 2.4‬المرحلة الثانية‪ :‬انجاز خريطة تصنيف الصخور من حيث المقاومة‬ ‫ر‬ ‫الن تساعد عىل نشاط التعرية المائية وذلك من خالل‬ ‫تعتت الصخارة من ربي العوامل األساسية ي‬ ‫طبيعة ر‬ ‫التكيبة الصخارية للمجال‪ ،‬والنجاز خريطة الصخور تم االعتماد عىل الخريطة الجيولوجية لدمنات‬ ‫ر‬ ‫معايت نموذج ‪PAP / CAR‬‬ ‫والن من خاللها تم تصنيف الصخور حسب‬ ‫ر‬ ‫تلوات ذات المقياس ‪ 1/200000‬ي‬ ‫كما يوضحه الجدول رقم (‪.)2‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪26‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫الجدول ‪ :2‬تصنيف الصخور حسب نموذج ‪PAP / CAR‬‬ ‫الرمز‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫النوع‬ ‫صخور صلبة شديدة المقاومة‬ ‫صخور ذات مقاومة متوسطة‬ ‫صخور ضعيفة المقاومة‬ ‫راوسب خشنة وتربات صلصالية‬ ‫رواسب رملية ناعمة وتربات ال مقاومة‬ ‫لها‬ ‫المصدر‪Directive PAP/CAR :‬‬ ‫الخريطة ‪ :3‬تصنيف الصخور حسب نموذج ‪PAP / CAR‬‬ ‫المصدر‪ :‬المؤلفون باالعتماد عىل خريطة جيولوجية لدمنات تلوات ‪2021 .1/20000‬‬ ‫يتضح من خالل الخريطة أن تصنيف الصخور حسب نموذج ‪ PAP / CAR‬يعرف تباينا مهما‪ ،‬إذ‬ ‫نجد صخور ضعيفة المقاومة تستحوذ عىل ‪ %50‬من مساحة الحوض وتتوافق بشكل أساس مع ر‬ ‫التكيبة‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫أساس يف الضفة‬ ‫وتنتش بشكل‬ ‫كلس وأطيان حمراء باإلضافة إل الصلصال‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الصخارية الهشة من صلصال ي‬ ‫ر‬ ‫ال رشقية للحوض‪ ،‬بينما الصخور المتوسطة تشغل نسبة مهمة تصل إل ‪ %31‬من مساحة الحوض وتنتش‬ ‫بشكل أساس ف الجنوب الغرب كما أنها تتوافق تركيبة صخارية متفاوتة المقاومة الشست والشست ر‬ ‫الحن‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫فه تنتش يف الحوض عىل شكل أقواس خصوصا يف سافلة‬ ‫وف ما يخص الصخور الشديدة المقاومة ي‬ ‫ي‬ ‫أساس مع تركيبة صخارية صلبة من البازلت الدولوريتك والريوليت مما‬ ‫بشكل‬ ‫تتوافق‬ ‫إذ‬ ‫الحوض‬ ‫ووسط‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫والن تشغل نسبة ضعيفة‬ ‫يجعل هذه المنطقة مقاومة ألشكال التعرية‪ ،‬ر‬ ‫وأختا الصخور الضعيفة المقاومة ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪27‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫ر‬ ‫أساس يف سافلة الحوض وتتوافق مع توضعات رباعية‬ ‫وتنتش بشكل‬ ‫التتجاوز ‪ % 8‬من مساحة الحوض‬ ‫ي‬ ‫هشة مما يسمح للتعرية المائية بالتقطيع والتخديد‪.‬‬ ‫‪ 3.4‬المرحلة الثالثة‪ :‬انجاز خريطة قابلية ر‬ ‫التبة للتعرية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تعرف‬ ‫الن‬ ‫تعط صورة واضحة عىل المناطق ي‬ ‫تعتت خريطة قابلية التبة للتعرية من ربي العوامل ي‬ ‫ي‬ ‫قابلية مهمة ر‬ ‫والن تعرف قابلية ضعيفة ويتم الحصول عىل هذه الخريطة من خالل تنضيد خريطة‬ ‫ي‬ ‫االنحدارات وخريطة قابلية الصخور للتعرية وفق نموذج ‪ PAP / CAR‬كما يوضحه الجدول رقم (‪.)3‬‬ ‫الجدول ‪ :3‬قيم قابلية ر‬ ‫التبة للتعرية حسب نموذج ‪PAP/CAR‬‬ ‫فئات‬ ‫االنحدار‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أنواع ر‬ ‫التبة الصخارة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المصدر‪Directive PAP/CAR :‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الخريطة ‪ :4‬قيم قابلية ر‬ ‫التبة للتعرية حسب نموذج ‪PAP/CAR‬‬ ‫المصدر‪ :‬المؤلفون اعتمادا عىل الخريطة الجيولوجية دمنات تلوات ‪ 1/20000‬واالرتفاعات الرقمية‪2021 ،)30 M( MNT d’ASTER ،‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪28‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫انطالقا من الخريطة رقم (‪ )4‬يتي جليا أن معامل قابلية ر‬ ‫التبة للتعرية يعرف تباينا مهما داخل‬ ‫ر‬ ‫الن تشغل نسبة مهمة ر‬ ‫ر‬ ‫وتنتش‬ ‫والن وصلت ‪ %36‬من مساحة الحوض‬ ‫ي‬ ‫ه ي‬ ‫الحوض‪ ،‬إذ نجد قابيلية قوية ي‬ ‫ر‬ ‫الن تسمح‬ ‫بشكل‬ ‫رئيس يف عالية الحوض كما أنها تتوافق أساسا مع انحدارات مهمة وتركيبة صخارية هشة ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تأب بعدها قابلية متوسطة بنسبة ‪ %24‬من مساحة الحوض‬ ‫بنشاط التعرية يف هذا المجال بشكل ر‬ ‫كبت‪ ،‬ثم ي‬ ‫وه تتوافق مع صخارة هشة وانحدارات البأس بها‪ ،‬وأما‬ ‫حيث مجاليا تهم جل الحوض ماعدا السافلة ي‬ ‫ر‬ ‫أساس يف سافلته‬ ‫فه تشغل نسبة تصل إل ‪ %16‬من مساحة الحوض وتتكز بشكل‬ ‫القابلية الضعيفة ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفئتي القوية‬ ‫غت قادرة عىل مقاومة أشكال التعرية‪ ،‬وفيما يخص‬ ‫الن تبف ر‬ ‫وتتوافق مع ر ر‬ ‫ر‬ ‫كتة صخرية هشة ي‬ ‫والضعيفة فه تشغل نفس النسبة ‪ %12‬من مساحة الحوض لكل واحدة منهما‪ ،‬فالقابلية القوية ر‬ ‫تنتش يف‬ ‫ي‬ ‫عالية الحوض وتتوافق مع انحدارات مهمة وتركيبة صخارية هشة مما يساعد عىل تحريك المواد ونشاط‬ ‫كبت وخلق أساحيل‪ ،‬وأما القابلية الضعيفة ر‬ ‫تنتش يف كل الحوض كما تتوافق مع‬ ‫عامل التعرية بشكل ر‬ ‫الط جبلية‪.‬‬ ‫المنخفضات ي‬ ‫‪ 4.4‬المرحلة الرابعة‪ :‬انجاز خريطة استعماالت ر‬ ‫التبة‬ ‫يتم استخراج خريطة استعماالت ر‬ ‫التبة انطالقا من تحليل صور األقمار االصطناعية ومن خالل‬ ‫الزيارات المتكررة للميدان وفق تطبيق نموذج ‪ PAP / CAR‬كما يوضحه الجدول رقم (‪.)4‬‬ ‫الجدول ‪ :4‬استعماالت ر‬ ‫التبة حسب نموذج ‪PAP / CAR‬‬ ‫الرمز‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫نوع االستعماالت‬ ‫اع‬ ‫مر ي‬ ‫مغروسات‬ ‫زرعات سقوية‬ ‫غابة‬ ‫أشجار مثمرة‬ ‫المصدر‪Directive PAP/CAR :‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪29‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫الخريطة ‪ :5‬استعماالت ر‬ ‫التبة حسب نموذج ‪PAP/CAR‬‬ ‫الميداب‪2021 .‬‬ ‫المصدر‪ :‬المؤلفون باالعتماد عىل صور األقمار االصطناعية ‪ LANDSAT OTI 8‬باإلضافة إل العمل‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تشغل‬ ‫ه ي‬ ‫اض البورية ي‬ ‫يعرف حوض غدات توزيعا متباينا من حيث استعمال التبة إذ نجد األر ي‬ ‫ر‬ ‫نسبة ‪ %29‬من مساحة الحوض ر‬ ‫تأب بعدها المغروسات‬ ‫تنتش بشكل‬ ‫أساس يف سافلة وعالية الحوض‪ ،‬ثم ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫وتنتش يف سافلة الحوض بينما الغابة المفتوحة تشغل مساحة تقدر ب‬ ‫بنسبة ‪ %25‬من مساحة الحوض‬ ‫ر‬ ‫فه األخرى تشغل نسبة‬ ‫اض العارية ي‬ ‫‪ 18%‬من مساحة الحوض وتتكز مجاليا يف وسط الحوض‪ ،‬وأما األر ي‬ ‫ر‬ ‫أساس يف عاليته‪.‬‬ ‫وتنتش بشكل‬ ‫‪ 17%‬من مساحة الحوض‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫النباب‬ ‫‪ 5.4‬المرحلة الخامسة‪ :‬انجاز خريطة كثافة الغطاء‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫النباب دور مهم ف حماية ر‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫التبة من العنف‬ ‫للغطاء‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المناح سواء التساقطات المطرية الجارفة ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كبت ف تفتيت التبة‪ ،‬لذا فكلما كان ر‬ ‫ر‬ ‫مؤرس‬ ‫الن تساهم بشكل ر ي‬ ‫تعمل عىل التقطيع واقتالع التبات‪ ،‬أو الحرارة ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كبت يف تثبيت السفوح‬ ‫الن تساهم بشكل ر‬ ‫حماية التبة قويا كلما كان السطح محميا بفعل جذور األشجار ي‬ ‫وتسمح بنفاذية مهمة‪ ،‬ولحساب هذا المعامل تم االعتماد عىل نموذج ‪ PAP / CAR‬كما يوضحه الجدول‬ ‫رقم (‪.)5‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪30‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫ر‬ ‫النباب حسب نموذج ‪PAP / CAR‬‬ ‫الجدول ‪ :5‬توزيـ ـع كثافة الغطاء‬ ‫ي‬ ‫الرمز‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الكثافة‬ ‫<‪% 25‬‬ ‫‪% 50 -25‬‬ ‫‪% 75 – 50‬‬ ‫>‪% 75‬‬ ‫المصدر‪Directive PAP/CAR :‬‬ ‫ر‬ ‫النباب حسب نموذج ‪PAP / CAR‬‬ ‫الخريطة ‪ :6‬توزي ــع كثافة الغطاء‬ ‫ي‬ ‫المصدر‪ :‬المؤلفون ‪ 2021‬باالعتماد عىل صور األقمار االصطناعية ‪2021 LANDSAT OTI 8‬‬ ‫ر‬ ‫مابي‬ ‫يتبي من خالل الخريطة أن كثافة الغطاء‬ ‫النباب يعرف تباينا مهما داخل الحوض إذ نجد الفئة ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫كبت مع‬ ‫الن تشغل نسبة مهمة وتقدر ب ‪ %42‬من مساحة الحوض‪،‬وتتوافق بشكل ر‬ ‫ه ي‬ ‫‪ 50% – 25‬ي‬ ‫ر‬ ‫والن تتوافق بشكل‬ ‫اض البورية بينما الفئة األقل من ‪ %25‬ي‬ ‫فه ال تتجاوز ‪ %29‬من مساحة الحوض ي‬ ‫األر ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫فه‬ ‫وف ما يخص الفئة المتاوحة ربي ‪ %75 – 50‬ي‬ ‫اض العارية وتنتش يف عالية الحوض‪ ،‬ي‬ ‫أساس مع األر ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫‪%‬‬ ‫‪75‬‬ ‫من‬ ‫األكت‬ ‫الفئة‬ ‫ا‬ ‫وأخت‬ ‫المفتوحة‪،‬‬ ‫الغابة‬ ‫مع‬ ‫وتتوافق‬ ‫الحوض‬ ‫مساحة‬ ‫من‬ ‫‪%‬‬ ‫‪18‬‬ ‫نسبة‬ ‫تشغل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫والن تتوافق مع الغابة الكثيفة‪.‬‬ ‫تشغل نسبة ‪ %11‬من مساحة الحوض ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪31‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫‪ 6.4‬المرحلة السادسة‪ :‬انجاز خريطة حماية ر‬ ‫التبة‬ ‫ر‬ ‫النباب واستعماالت ر‬ ‫التبة‬ ‫يتم انجاز هذه المرحلة من خالل تنضيد كل من معامالت كثافة الغطاء‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تعط صورة واضحة عىل مدى حماية السطح من كل عوامل التعرية وذلك من خالل تطبيق نموذج‬ ‫والن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ PAP / CAR‬كما يوضحه الجدول رقم (‪.)6‬‬ ‫ر‬ ‫النباب واستعماالت ر‬ ‫الجدول ‪ :6‬قيم معامالت حماية ر‬ ‫التبة‬ ‫التبة حسب كثافة الغطاء‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫النباب‬ ‫كثافة الغطاء‬ ‫ي‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫استعماالت‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ر‬ ‫التبة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المصدر‪Directive PAP/CAR :‬‬ ‫ر‬ ‫النباب واستعماالت ر‬ ‫الخريطة ‪ :7‬قيم معامالت حماية ر‬ ‫التبة‬ ‫التبة حسب كثافة الغطاء‬ ‫ي‬ ‫الميداب‪2021 .‬‬ ‫المصدر‪ :‬المؤلفون باالعتماد عىل صور األقمار االصطناعية ‪ LANDSAT OTI 8‬باإلضافة إل العمل‬ ‫ي‬ ‫يمثل معامل حماية ر‬ ‫التبة من ربي المعامالت األساسية يف نموذج ‪ PAP/CAR‬والذي يعرف بدوره‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والن تقدر ب ‪% 40‬‬ ‫الن تشغل نسبة مهمة ي‬ ‫ه ي‬ ‫تباينا يف التوزي ــع داخل الحوض‪ ،‬فالحماية الضعيفة جدا ي‬ ‫ر‬ ‫أساس يف عاليته وسافلته‪ ،‬ثم نجد الحماية الضعيفة تشغل نسبة ‪%26‬‬ ‫وتنتش بشكل‬ ‫من مساحة الحوض‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫من مساحة الحوض‪ ،‬وتتكز بشكل‬ ‫أساس يف وسط الحوض وتتوافق مع مجاالت المغروسات‪ ،‬بينما‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪32‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫ر‬ ‫والن ال تتجاوز ‪ % 4‬من‬ ‫الحماية القوية ال تتجاوز ‪ % 10‬من مساحة الحوض‬ ‫ر‬ ‫وأختا الحماية القوية جدا ي‬ ‫مساحة الحوض‪ ،‬يتعلق األمر هنا بالمجاالت الغابوية‪.‬‬ ‫‪ 7.4‬المرحلة السابعة‪ :‬انجاز معامل التعرية المحتملة‬ ‫ر‬ ‫الن يتم خاللها تنضيد معامالت قابلية الصخور‬ ‫تعد هذه المرحلة بمثابة نتيجة المقاربة التنبؤية ي‬ ‫للتعرية مع معامالت حماية ر‬ ‫التبة تبعا لنموذج ‪ PAP / CAR‬كما يوضحه الجدول رقم (‪.)7‬‬ ‫الجدول ‪ :7‬قيم معامل التعرية المحتملة من خالل تنضيد معامىل حماية ر‬ ‫التبة وقابلية السطح للتعرية‬ ‫ي‬ ‫قابلية السطح للتعرية‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫حماية‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ر‬ ‫التبة‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المصدر‪Directive PAP/CAR :‬‬ ‫الخريطة ‪ :8‬قيم معامل التعرية المحتملة من خالل تنضيد معامىل حماية ر‬ ‫التبة وقابلية السطح للتعرية‬ ‫ي‬ ‫المصدر‪ :‬المؤلفون باالعتماد عىل مراحل نموذج ‪2021 .PAP / CAR‬‬ ‫جىل أن معامل التعرية المحتملة يعرف تباينا مهما من‬ ‫انطالقا من الخريطة رقم (‪ )8‬يتبي بشكل ي‬ ‫حيث التوزي ــع‪ ،‬إذ نجد التعرية القوية جدا تشغل نسبة مهمة وتقدر بأزيد من ثلث مساحة الحوض(‪)%35‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪33‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫كبت مع تركيبة صخارية هشة‬ ‫ينشط هذا الصنف التعروي‬ ‫أساس يف عالية الحوض كما أنها يتوافق بشكل ر‬ ‫ي‬ ‫فه األخرى تشغل مساحة تقدر ب ‪ %34‬من مساحة الحوض‬ ‫مع انحدارات مهمة‪ ،‬بينما الفئة القوية ي‬ ‫وتمس فعاليته وسافلته وتتوافق بشكل أساس مع تركيبة صخارية جد هشة ر‬ ‫والن تتكون أساسا من‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫توضعات رباعية ثم أطيان حمرا وصلصال‪ ،‬بينما التعرية المتوسطة تشغل نسبة تصل إل ‪ %16‬من مساحة‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫وتنتش بشكل‬ ‫الحوض‬ ‫أساس يف الوسط والذي تغطيه مجاالت المغروسات‪ ،‬بينما التعرية الضعيفة ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تلعب دورا مهما يف حماية السطح من آليات‬ ‫األخرى تهم وسط الحوض وتتوافق مع الغابة المفتوحة ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والن تتوافق مع المجال‬ ‫مناخية‪ ،‬ر‬ ‫والن التتجاوز نسبة ‪ %5‬من مساحة الحوض ي‬ ‫وأختا التعرية الضعيفة جدا ي‬ ‫الذي تغطيه الغابة حيث أهمية استقرار المجال نتيجة التغطية النباتية المهمة ر‬ ‫والن تعمل عىل تثبيت‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫كبت‪.‬‬ ‫التبة بشكل ر‬ ‫‪ .5‬تصنيف األوساط‬ ‫النوع للتعرية المائية بواسطة نموذج ‪ PAP/CAR‬قمنا بتصنيف المجاالت‬ ‫بعد دراسة التكميم‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫والن تتطلب التدخل للتخفيف من التعرية ومحاولة تثبيت هذه المجاالت وأتربتها من جهة‬ ‫الحساسة ي‬ ‫ر‬ ‫تبي الخريطة رقم (‪.)9‬‬ ‫الن يجب أن يول لها اإلهتمام قصد استدامتها كما ر‬ ‫ومعرفة المجاالت المستقرة ي‬ ‫الخريطة ‪ :9‬تصنيف األوساط حسب درجة حساسية التعرية‬ ‫الميداب‬ ‫المصدر‪ :‬المؤلفون ‪ 2021‬باالعتماد عىل صور األقمار االصطناعية والعمل‬ ‫ي‬ ‫النطاق األول الجد المستقر‪ :‬هذا المجال ال يتجاوز ‪ %2‬من مساحة الحوض وتصل فيه االرتفاعات‬ ‫‪2281‬م‪ ،‬كما توازيه انحدارات قوية وصلت إل ر‬ ‫أكت من ‪ ،22°‬و يتوافق مع بنية صخارية هشة صلصال‬ ‫ر‬ ‫الن من شأنها تشي ــع نشاط التعرية يف هذا النطاق إال‬ ‫أحمر‪ ،‬حث ثم‬ ‫ر‬ ‫الكونكلومتا‪ ،‬رغم كل هذه العوامل ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪34‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تشكل ذرعا واقيا من دينامية السيل ونشاط‬ ‫أن مؤرس التغطية النباتية قوي‪ ،‬يتمثل باألساس يف الغابة ي‬ ‫التعرية‪ ،‬إذ تغيب فيه تدخالت الساكنة باعتبارها محروسة‪.‬‬ ‫الثاب المستقر‪ :‬فهذا المجال هو اآلخر اليتجاوز ‪ %12‬من مساحة الحوض‪ ،‬كما أنه قريب من‬ ‫النطاق ي‬ ‫وبالتال فهذا المجال يكون مؤهال‬ ‫النطاق األول طبوغرافيا وصخاريا‪ .‬بينما االنحدارات التتجاوز فيه ‪20%‬‬ ‫ي‬ ‫بفعل تضافر مجموعة من العوامل بوجود التعرية إال أنه ر‬ ‫يبف مقاوما رغم تدخالت الساكنة سواء عىل‬ ‫الرع أو توسيع المشارات الزراعية بغرس شجر الزيتون الذي يعتت مفيدا لساكنة الحوض‪ ،‬عىل‬ ‫مستوى‬ ‫ي‬ ‫غت المثمرة‪.‬‬ ‫عكس األشجار األخرى ر‬ ‫حوال ربــع مساحة الحوض ‪ ،%24‬فهو يتوافق بشكل‬ ‫النطاق الثالث الحساس‪ :‬هذا المجال يشغل‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن نجد فيها المغروسات عىل شكل مدرجات‪ ،‬حيث تلجأ الساكنة إل هذه‬ ‫أساس مع المجاري المائية ي‬ ‫ي‬ ‫فه تتوافق باألساس مع انحدار متوسط ال يصل إل ‪ %10‬وبنية‬ ‫إضافية‪،‬‬ ‫مساحة‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫تر‬ ‫ك‬ ‫التقنيات‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫طي أحمر صلصال ثم حث‪ ،‬ويرجع سبب هشاشة المجال لضعف التغطية‬ ‫صخارية جد هشة عبارة عن ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تقف أمام‬ ‫الن تلعب دورا أساسيا يف تثبيت التبة‪ .‬كما تغيب المتاريس والحواجز الصخرية ي‬ ‫النباتية ي‬ ‫حمالت الواد أثناء الفيض‪.‬‬ ‫كبتة وصلت ‪ %39‬يتوافق من الناحية‬ ‫النطاق الرابع جد حساس‪ :‬يشغل هذا النطاق مساحة ر‬ ‫طي أحمر‪ ،‬باإلضافة إل توضعات رباعية‪ ،‬مع غياب ر‬ ‫مؤرس‬ ‫الصخارية مع الطبقات الهشة صلصال أحمر ر‬ ‫لتعط لنا مجاال عطوبا ومتدهور نسبيا‪ ،‬حيث يتوافق‬ ‫التغطية النباتية‪ .‬كل هذه العوامل تضافرت فيما بينها‬ ‫ي‬ ‫الن تكون موسمية وبالتال ر‬ ‫ر‬ ‫يبف السطح عاريا ومؤهال لعملية حركية المواد‪.‬‬ ‫ي‬ ‫مع زراعات بورية ي‬ ‫النطاق الخامس عطوب‪ :‬يشغل هذا المجال ‪ %23‬من مساحة الحوض ويتوافق صخاريا مع طبقات‬ ‫الن تعتت الدرع ر‬ ‫ر‬ ‫الواف بالنسبة للسطح‬ ‫هشة عبارة عن ر‬ ‫ي‬ ‫طي أحمر وصلصال‪ ،‬كما نجد غياب التغطية النباتية ي‬ ‫ر‬ ‫‪ ،‬أمام عدوانية التساقطات ودينامية السيل‪ ،‬وأمام كل هذه العوامل يبف المجال ضعيفا من حيث المقاومة‬ ‫مما نتج عنه تدهور مهم‪ ،‬حيث نجد الساكنة لم تبذل ولو مجهود يف هذا المجال بل رسعت يف تدهورها‬ ‫وذلك لما يعرفه المجال من الضغط ر‬ ‫التشجت‬ ‫المتايد عىل الموارد الطبيعية‪ ،‬كما أنها ال تنخرط يف عملية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن من شأنها أن تكون عامال مخففا من نشاط التعرية‪.‬‬ ‫وكذا بناء الحواجز ي‬ ‫خاتمة‬ ‫النوع للتعرية المائية بواسطة نموذج ‪ PAP / CAR‬أن هذا‬ ‫عموما نستنتج من خالل دراسة التقييم‬ ‫ي‬ ‫تبي أن خطورة التعرية‬ ‫المجال قابل للتدهور بشعة ر‬ ‫كبتة نتيجة تضافر مجموعة من العوامل‪ ،‬وقد ر‬ ‫ر‬ ‫نوع فالمواد المقتلعة‬ ‫كم فقط أي يف كمية االنجرافات السنوية بل حن ما هو ي‬ ‫بالمنطقة ال تنحرص فيما هو ي‬ ‫تفقتا حقيقيا لهذه المجاالت مما‬ ‫اض وأخصب ما يتوفر عليه السطح‪ ،‬وعليه فقدانها يمثل ر‬ ‫تمثل أجود األر ي‬ ‫ر‬ ‫يدفع السكان إل الضغط عىل الموارد الطبيعية أكت‪ ،‬وللتخفيف من خطر التعرية البد من وضع صورة‬ ‫مندمجة لتهيئة المجال قصد استدامته‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪35‬‬ ‫الدينامية الحالية لحوض غدات‪ :‬مقاربة كرطوغرافية‬ ‫قائمة المراجع المراجع‬ ‫• أبهرور محمد‪ ،)2009( ،‬إسهام ف التقييم الكم للتعرية المائية بمقدمة الريف ر‬ ‫الش ر يف )نموذج حوض‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫واد الثالثاء)‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه الجغرافية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬ ‫اإلنسانية سايس فاس‪.‬‬ ‫اف غدات "حالة‬ ‫• أمزايل إسماعيل‪ ،)2018( ،‬التقييم الكرطوغر ي‬ ‫اض بالحوض الهيدروغر ي‬ ‫اف لتدهور األر ي‬ ‫ر‬ ‫وتدبت الموارد الطبيعية بالمغرب‪ ،‬كلية األداب والعلوم‬ ‫ماست متخصص دينامية األوساط‬ ‫حوض التوامة"‪،‬‬ ‫ر‬ ‫اإلنسانية مراكش‪ ،‬المغرب‪.‬‬ ‫حال كمال‪" ،)2019( ،‬دراسة التعرية‬ ‫• أمزايل إسماعيل‪ ،‬موفق فتيحة‪،‬‬ ‫بنعىل عبد الرحيم‪ ،‬عزيوي سعيد‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫المائية بدير أطلس مراكش األوسط‪ ،‬باستعمال نظم المعلومات الجغرافية حالة "حوض التوامة"‪ ،‬المجلة‬ ‫العالمية للبيئة والمياه‪ ،‬العدد الثامن تحث رقم ‪.205210-3408‬‬ ‫• شعوان جمال‪ "،)2014( ،‬توظيف االستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية يف دراسة التعرية‬ ‫المائية بالريف األوسط حوض أمزاز أنموذجا"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه يف الجغرافية ‪.‬جامعة سيدي محمد‬ ‫بن عبد هللا‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية فاس‪.‬‬ ‫• فالح عىل‪" ،)2010( ،‬التقييم النوع والكم النجراف ر‬ ‫التبة بالريف األوسط حوض أكنول نموذجا" ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫منشورات جمعية تطوان أ ير‪ ،‬ص‪: 183‬‬ ‫‪• PAP/CAR (1998), Directives pour la cartographie et la mesure des processu d’érosion hydrique‬‬ ‫‪dans les zones côtières méditerranéennes, [Section du livre], [s.l], PAP 8/PP/GL.1, Split,‬‬ ‫‪Centre d’activités régionales pour le Programme d'actions prioritaires (PAM/PNUE), en‬‬ ‫‪collaboration avec FAO ,1998.‬‬ ‫‪• CHEGGOUR AOUATIF 2008 : Mesures de l’érosion hydrique à différentes échelles spatiales‬‬ ‫‪dans un bassin versant montagneux semi-aride et spatialisation par des S.I.G, Application au‬‬ ‫‪bassin versant de la Rhéraya, Haut Atlas, Maroc. Université Cadi Ayyad Faculté Des Sciences‬‬ ‫‪Semlalia – Marrakech.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪36‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫خطر التعرية المائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‬ ‫دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫عبد العـــالي أوبــــــل‬ ‫د‪.‬حســــــن مزيــــــن‬ ‫د‪.‬عبد اللطيف ارويحا‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫جامعة شعيب الدكالي‪ -‬الجديدة‬ ‫ملخص‪:‬‬ ‫تعـددت منـاهج وطرق تقييم التعريـة المـائيـة‪ ،‬ويعـد نموذج جـافريلوفيـك ‪(EPM) Erosion Potentiel Méthode‬‬ ‫والكم للتعري ــة‪ .‬وق ــد مكنن ــا تطبيق ه ــذا النموذج من التوص ـ ـ ـ ـ ـ ــل إل إنج ــاز‬ ‫النوع‬ ‫من المن ــاهج الخرائطي ــة المعتم ــدة للتقييم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫خريطة معامل التعرية المحتملة ‪ Z‬بحوض التوامة عت تنضـ ـ ــيد الخرائط الخاصـ ـ ــة بكل معامل‪ ،‬إذ تراوحت القيمة ربي ‪0,02‬‬ ‫حوال ‪ 6192‬هكتارا أي ‪ % 71‬من مس ـ ـ ـ ــاحة الحوض تقع ض ـ ـ ـ ــمن نطاقات التعرية المحتملة‬ ‫و‪ .3,05‬ويتض ـ ـ ـ ــح من خالله أن‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تتجاوز قيمها ‪ ، 1‬وتوافق هذه النطاقات مجاالت االنحدارات القوية والمتوس ـ ـ ــطة والمتس ـ ـ ــمة كذلك‬ ‫القوية والقوية جدا ي‬ ‫ر‬ ‫حوال‬ ‫النباب وسـ ـ ــيادة الصـ ـ ــخور الطينية الهشـ ـ ــة‪ .‬أما نطاقات التعرية الضـ ـ ــعيفة فتشـ ـ ــغل مسـ ـ ــاحة أقل وتبلغ‬ ‫بتدهور الغطاء‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 1120‬هكتارا بنسبة ‪ ،% 12,89‬ويوافق امتدادها السفوح الضعيفة االنحدار وذات الصخور المقاومة كالبازلت والكلس‪.‬‬ ‫النوع للتعرية‪.‬‬ ‫الكلمات المفاتيح‪ :‬التعرية المائية ‪-‬حوض واد التوامة ‪ -‬نموذج ‪- EPM‬التقييم‬ ‫ي‬ ‫‪Abstract‬‬ ‫‪There are many approaches and methods for evaluating water erosion, and the Erosion Potentiel‬‬ ‫‪Méthode (EPM) model is considered one of the cartographic methods adopted for qualitative and‬‬ ‫‪quantitative evaluation of erosion. The application of this model enabled us to map the potential erosion‬‬ ‫‪coefficient Z in the "Touama" basin by typesetting the maps for each coefficient, as the value ranged‬‬ ‫‪between 0.02 and 3.05. It is clear from it that about 6192 hectares, or 71% of the basin area, falls within the‬‬ ‫‪range of strong and very strong potential erosion whose values exceed 1, and these ranges correspond to‬‬ ‫‪the areas of strong and medium slopes, which are also characterized by the deterioration of vegetation cover‬‬ ‫‪and the omnipresence of brittle clay rocks.‬‬ ‫‪As for the areas of weak erosion, they occupy a lesser area and amount to about 1120 hectares, or‬‬ ‫‪12.89%, and their extension corresponds to the slopes of weak declination and with resistant rocks such as‬‬ ‫‪basalt, and lime.‬‬ ‫‪Keywords: Water erosion, Touama Basin, EPM model‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪37‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫مقدمة‬ ‫تعتت التعرية ظاهرة طبيعية يرتبط نشاطها بعوامل متعددة‪ ،‬كالمناخ والصخارة والتضاريس‬ ‫ر‬ ‫اف عىل الموارد‬ ‫والبيوجغرافية‪ .‬كما أنها تتطور مع تعدد وتنوع األنشطة البشية وتزايد الضغط الديمغر ي‬ ‫الطبيعية‪ .‬ر‬ ‫تنتش هذه الظاهرة بأشكل وأحجام مختلفة يف كل بقاع العالم‪ ،‬إال أن المناطق الجافة وشبه‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫األكت‬ ‫ه‬ ‫اض عىل سطح الكرة األرضية ي‬ ‫الن تشكل ‪ % 41‬من المساحات الكلية لألر ي‬ ‫الجافة وشبه الرطبة‪ ،‬ي‬ ‫‪1‬‬ ‫تأثرا بالتعرية‬ ‫كما تش ـ ـ ـ ـ ــكل التعرية أهم العوامل المس ـ ـ ـ ـ ــاهمة ف تدهور ر‬ ‫التبة بالمغرب وفقدان ‪ 20000‬هكتار من‬ ‫ي‬ ‫‪2‬‬ ‫اض يف األحواض المنحدرة فوق‬ ‫األر ي‬ ‫اض س ـ ـ ـ ــنويا لخص ـ ـ ـ ــوبتها ‪ .‬إذ أن ما يزيد عن ‪ 11‬مليون هكتار من األر ي‬ ‫ر‬ ‫الوطن ‪ .)2002‬وتس ـ ــاهم يف توحل‬ ‫الس ـ ــدود معرض ـ ــة بش ـ ــكل أكت ألخطار االنجراف (مديرية إعداد التاب‬ ‫ي‬ ‫الس ـ ــدود بواس ـ ــط الرواس ـ ــب وتراجع حقينتها بحوال ‪ 75‬مليون ر‬ ‫مت مكعب‪/‬الس ـ ــنة‪ ،‬حيث فقدت الس ـ ــدود‬ ‫ي‬ ‫المغربية مليار ر‬ ‫مت مكعب من حقينتها أي ما يعادل الطاقة االس ـ ـ ـ ــتيعابية لخمس ـ ـ ـ ــة س ـ ـ ـ ــدود قائمة‪ ،‬والكمية‬ ‫المائية الرصـ ـ ـ ـورية لسـ ـ ـ ـ ر يـف ‪ 5000‬إل ‪ 6000‬هكتار‪/‬السـ ـ ـ ــنة‪ .3‬وتشـ ـ ـ ــكل التعرية خطرا طبيعيا متعدد األبعاد‬ ‫وتحديا بيئيا أمام المنظومة البيئية‪ ،‬كما تندرج التعرية ضـ ـ ــمن االنشـ ـ ــغاالت المطروحة أمام إعداد األحواض‬ ‫النهريــة لكونهــا جــد معقــدة ومرتبطــة بعــدة عوامــل من الصـ ـ ـ ـ ـ ـعــب الس ـ ـ ـ ـ ــيطرة عليهــا زمنيــا ومجــاليــا‪ .‬وتكلف‬ ‫الوطن ‪ 10‬مليـار من الـدراهم س ـ ـ ـ ـ ــنويـا‪ .4‬وبحكم كون هـذه الظـاهرة عـالميـة فقـد ابتكر البـاحثون‬ ‫االقتص ـ ـ ـ ـ ــاد‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫العـديـد من النمـاذج الريـاضـ ـ ـ ـ ـ ـيـة لتقـدير كميـة فقـدان التبـة‪ ،‬خـاص ـ ـ ـ ـ ــة المعـادلـة العـالميـة لفقـدان التبـة ‪USLE‬‬ ‫ونموذج جافريلوفك المعروف اختص ـ ــارا ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ‪ (EPM)5‬الذي س ـ ــنعتمده يف هذه الدراس ـ ــة خاص ـ ــة يف ش ـ ــقه‬ ‫النوع‬ ‫غته من النم ــاذج األخرى ب ــالجمع ربي التقييم‬ ‫المتعلق ب ــالتقييم‬ ‫يتمت عن ر‬ ‫النوع للتعري ــة‪ ،‬لكون ــه ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والكم للتعرية‪ ،‬وقابلية استخدامه يف المناطق الجبلية المترصسة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أ‪-‬اإلشكالية‬ ‫يعاب الوس ـ ـ ـ ــط‬ ‫الجبىل بالمغرب من عدة إكراهات تس ـ ـ ـ ــاهم يف تدهور أراض ـ ـ ـ ــيه وتهدد توازناته البيئية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫واسـتدامتها‪ ،‬وترفع من الكلفة السـنوية المخصـصـة السـتصـالح البيئية ولهذا تشـكل التعرية المائية وما ينتج‬ ‫ر‬ ‫الن يص ـ ــعب معالجتها عىل المدي القريب‪ .‬فجل الدراس ـ ــات‬ ‫عنها من مظاهر وأضار بيئية أهم االكراهات ي‬ ‫الن اهتمت بمشكلة التعرية وانجراف ر‬ ‫ر‬ ‫التبة تؤكد استفحال هاته الظاهرة بعموم الجبال المغربية باختالف‬ ‫ي‬ ‫امتدادها وموقعها‪ ،‬فتالل مقدمة الريف أخذت فيها الظاهرة أبعادا كارثية بفعل تدهور ر‬ ‫التبة وهش ـ ـ ـ ـ ــاش ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫الغرب‬ ‫الكبت‬ ‫اض وارتفاع نســبة الحمولة الصــلبة وحجم الرواســب‪ .6‬وباألطلس ر‬ ‫الر ر‬ ‫ي‬ ‫كتة الصــخرية وهجر األر ي‬ ‫ر‬ ‫الن قامت بها الباحثة عواطف شـ ـ ـ ـ ــكور سـ ـ ـ ـ ــنة ‪ 2008‬لتقييم التعرية بحوض غيغاية‪ ،‬عن‬ ‫بينت الدراسـ ـ ـ ـ ــة ي‬ ‫‪-1‬ســـعيد عارف وآخرون ‪ :2018‬التقييم النوعي للتعرية المائية بمنخفض أيت عتاب باألطلس الكبير األوســـط‪ ،‬مجلة العلوم الطبيعية‬ ‫والحياتية والتطبيقية‪ ،‬المجلد الثاني ‪-‬العدد الثالث‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫‪-2‬جمال شـعوان ‪ :2015‬توظيف االسـتشـعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في دراسـة التعرية المائية بالريف األوسـط ‪-‬حوض‬ ‫أمزاز أنموذجا‪-‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الجغرافية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية فاس – سايس ص ‪.15‬‬ ‫‪3-ALI Faleh )2020(, Cartographie des Zones vulnérables à L’érosion hydrique en amont du barrage Allal El Fassi‬‬ ‫‪(Moyen Atlas), Edition Universitaires Européennes, P 11.‬‬ ‫‪-4‬بوعزة سـالك ‪ : 2018‬أسـاليب وأشـكال التعرية المائية‪ ،‬توزيعها المجالي باألطلس الكبير األوسـط حالة منخفض أيت عتاب‪ ،‬المطبعة‬ ‫والوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مراكش‪ ،‬ص ‪.9‬‬ ‫‪-Erosion Potentiel Méthode.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-6‬محمد رزقي ‪ :2018‬خطر للتعرية المائية على الســـفوا باألطلس الكبير األوســـط (المغرب)‪ :‬دراســـة حالة حوض تاكلفت‪ ،‬مجلة‬ ‫العلوم الطبيعية والحياتية والتطبيقية‪ ،‬المجلد الرابع ‪-‬العدد الثالث‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪38‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫الكبت وخطورتها‪ ،‬حيث تراوح حجم المواد المنقولة ما ربي ‪ 2,1‬و‪ 6,5‬طن ‪ /‬الهكتار ‪ /‬السـ ــنة فقط‬ ‫تقدمها ر‬ ‫‪7‬‬ ‫ما ربي ‪ 2004‬و‪. 2005‬‬ ‫اف لحوض واد التوامة‬ ‫ب‪-‬‬ ‫ر‬ ‫التوطي الجغر ي‬ ‫الكبت‬ ‫الغرب‪ ،‬وهيدرولوجيا إل حوض تانسـ ـ ـ ــيفت‪ .‬أما‬ ‫ينتم مجال الدراسـ ـ ـ ــة بنيويا إل دير األطلس ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ابيتي التوامة وتمكرت‪.‬‬ ‫إداريا فيقع هذا المجال بتاب جهة مراكش ‪ -‬آسـ ـ ـ ـ ـ يـف ضـ ـ ـ ـ ــمن حدود‬ ‫الجماعتي الت ر‬ ‫ر‬ ‫يحده شماال سهل الحوز وغربا حوض الزات ر‬ ‫حوض الزات وغدات كما توضح‬ ‫ورسقا حوض غدات وجنوبا‬ ‫ي‬ ‫الخريطة (‪.)1‬‬ ‫يص ـ ــنف حوض وادي التوامة ض ـ ــمن األحواض الص ـ ــغرى بحوض تانس ـ ــيفت‪ ،‬تبلغ مس ـ ــاحته ‪ 87‬كلم‬ ‫ر‬ ‫(مؤرس تراصـه ‪ )1,87‬يسـاهم يف نشـاط مختلف اآلليات المورفوتشـكالية‪ .‬يحتضـن‬ ‫مربــع‪ ،‬يتخذ شـكال طوليا‬ ‫الحوض ش ـ ــبكة مائية مهمة تش ـ ــكل روافد متعددة للواد الرئيس التوامة‪ .‬ويض ـ ــم هذا الحوض مجموعة من‬ ‫الـدواوير منهـا مـا ينتم للجمـاعـة القرويـة تمكرت‪ ،‬ومنهـا مـا يـدخـل ض ـ ـ ـ ـ ــمن تراب الجمـاعـة ر‬ ‫التابيـة التوامـة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫س ـ ـ إض ـ ــافة إل االعتماد‬ ‫أغلب س ـ ــاكنتها تعتمد عىل الزراعة البورية وتربية الماش ـ ــية كنش ـ ــاط اقتص ـ ــادي رئي ي‬ ‫بشكل محدود عىل الزراعة المسقية‪.‬‬ ‫الخريطة ‪:1‬‬ ‫اف لحوض وادي التوامة‬ ‫ر‬ ‫التوطي الجغر ي‬ ‫المصدر‪ :‬عمل الباحث‬ ‫‪-Aouatif CHEGGOUR 2008: Mesure de l’érosion hydrique à différentes échelles spatiales dans un bassin versant‬‬ ‫‪montagneux semi-aride et spatialisation par des S.I.G, Application au bassin versant de la Rheraya, Haut Atlas,‬‬ ‫‪Maroc. Thèse pour obtenir le grade de Docteur en géologie, faculté des sciences Semlalia. Marrakech, Maroc, P‬‬ ‫‪8.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪39‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫يرتبط تنش ــيط التعرية المائية بش ــكل ر‬ ‫مبارس بالخص ــائص الطبيعية الس ــائدة بالمنطقة‪ ،‬وتنتج دينامية‬ ‫ر‬ ‫النباب والتساقطات‪.‬‬ ‫كتة الصخرية وطبيعة لغطاء‬ ‫السفوح مجموعة من األشكال تبعا لنوعية الر ر‬ ‫ي‬ ‫‪-1‬العوامل الطبيعية ودورها يف نشأة ظاهرة التعرية‬ ‫رتتاوح االرتفــاعــات المطلقــة بهــذا الحوض مــا بي ‪ 2290‬ر‬ ‫مت بــأدرار إفراون و‪ 2126‬م بــأورير‪ ،‬وتخف‬ ‫ر‬ ‫تـدريجيـا يف اتجـاه الس ـ ـ ـ ـ ــافلـة‪ ،‬إذ تبلغ يف شـ ـ ـ ـ ـ ـمـال الحوض ‪ 653‬م‪.‬‬ ‫ويتمت الحوض بـالتقطع الش ـ ـ ـ ـ ــديـد بفعـل‬ ‫ر‬ ‫الش ـ ـ ـ ـ ــبكة المائية إل مجموعة من المتون والتالل‪ .‬تتس ـ ـ ـ ـ ــم س ـ ـ ـ ـ ــفوح الحوض بانحدارات قوية تتعدي ‪45°‬‬ ‫كبتا يف تنش ـ ـ ـ ــيط التعرية المائية خاص ـ ـ ـ ــة‬ ‫بإفراون وإغريس ن تافياللت وواعمو‪ ،‬وتلعب هذه‬ ‫الممتات دورا ر‬ ‫ر‬ ‫مع وجود الركتة الصلصالية ر‬ ‫التياسية الهشة‪( .‬الشكل ‪)1‬‬ ‫ر‬ ‫اف لحوض واد التوامة األوسط‬ ‫الشكل ‪ :1‬مقطع طبوغر ي‬ ‫اض باالعتماد عىل برنامج ‪Global Mapper‬‬ ‫المصدر‪ :‬النموذج‬ ‫ي‬ ‫الرقم لألر ي‬ ‫تنتم‬ ‫من الناحية الجيولوجية‪ ،‬يتسـ ـ ـ ـ ــم الحوض بتنوع صـ ـ ـ ـ ــخاري يتمثل يف عدة تكوينات صـ ـ ـ ـ ــخارية‬ ‫ي‬ ‫لحق ــب جيولوجي ــة مختلف ــة أهمه ــا ر‬ ‫والطي األحمر‪ ،8‬ويشـ ـ ـ ـ ـ ـغ ــل ‪ 1232‬هكت ــار‬ ‫التي ــاس المتكون من الح ــث‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الطي والحــث األحمر‬ ‫بنسـ ـ ـ ـ ـ ـبــة ‪ % 14,06‬من مسـ ـ ـ ـ ـ ــاحــة الحوض ويتكز بــالعــاليــة‪ ،‬ثم الليــاس المتكون من ر‬ ‫ومس ـ ـ ـ ــاحته تقريبا ‪ 797‬هكتار بنس ـ ـ ـ ــبة ‪ ،% 9‬كما تنت رشـ ـ ـ ـ بس ـ ـ ـ ــافلة الحوض س ـ ـ ـ ــحنات ترجع إل اإليوس ـ ـ ـ ـ رـي‬ ‫والميوس ـ رـي وتتش ــكل من الكلس ر‬ ‫الحن والص ــلص ــال الفوس ــفا ي والرص ــيص‪ .‬أما الزمن الرابع رفتتبط بمخرج‬ ‫ي‬ ‫الواد عنــد السـ ـ ـ ـ ـ ــافلــة ويتكون من الغرين القــديم والحــديــث‪ .‬ممــا يــدل عىل أن الحوض تغلــب عليــه سـ ـ ـ ـ ـ ـمــة‬ ‫الهشاشة وتتوفر فيه الظروف المالئمة لدينامية التعرية المائية‪.‬‬ ‫يحتض ـ ـ ـ ــن المجال المدروس ش ـ ـ ـ ــبكة مائية كثيفة ومتنوعة مع س ـ ـ ـ ــيادة المجاري المائية الموس ـ ـ ـ ــمية‬ ‫ر‬ ‫الن يشكل واد التوامة مجراها الرئيس‪.‬‬ ‫المتمثلة يف مجموعة من الشعاب والمسيالت‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫النباب بهذا المجال فهو متنوع‪ ،‬ويتكون من البلوط األخرصـ ـ والعصـ ــفية بغابة توفليحت‪،9‬‬ ‫أما الغطاء‬ ‫ي‬ ‫الحلن بمحمية كروكة‪ ،‬ثم الماطورال مع تس ــجيل انتش ــار مهم لنبات الس ــدر‪ ،‬مع اإلش ــارة إل أن‬ ‫والص ــنوبر‬ ‫ي‬ ‫والرع الجائر واالجتثاث أو بس ـ ــبب بعض األمراض‬ ‫ه تدهور هذا الغطاء بس ـ ــبب الجفاف‬ ‫ي‬ ‫الس ـ ــمة الغالبة ي‬ ‫ر‬ ‫اإليكولوح اس ـ ـ ـ ـ ــتفاد الحوض من مخطط‬ ‫الن قض ـ ـ ـ ـ ــت عىل نبات الص ـ ـ ـ ـ ــبار‪ .‬وللحفاظ عىل هذا الموروث‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تشجت مئات الهكتارات باألشجار المثمرة كالزيتون والخروب‪.‬‬ ‫المغرب األخرص حيث تم‬ ‫ر‬ ‫‪-8‬الخريطة الجيولوجية دمنات تلوات ‪200000 /1‬‬ ‫‪-9‬منوغرافية جماعة التوامة‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪40‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫ـأثتهـا عىل دينـاميـة التعريـة‪ ،‬اعتمـدنـا عىل تحليـل‬ ‫لـدراسـ ـ ـ ـ ـ ــة خصـ ـ ـ ـ ـ ــائص منـاخ حوض وادي التوامـة وت ر‬ ‫ر‬ ‫الفالح التوام ــة‪ .‬وق ــد امت ــدت الفتة المرجعي ــة من‬ ‫معطي ــات التسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاقط ــات الخ ــاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة بمحط ــة المركز‬ ‫ي‬ ‫‪ 1991/1990‬إل ‪.2020/2019‬‬ ‫انطالقا من تحليل معطيات التس ـ ـ ــاقطات الس ـ ـ ــنوية للمحطة المدروس ـ ـ ــة‪ ،‬ظهر أن التوزي ــع الس ـ ـ ــنوي‬ ‫توال س ــنوات جافة وأخرى رطبة (الش ــكل ‪.)2‬‬ ‫للتس ــاقطات المطرية يعرف تباينا ر‬ ‫كبتا من س ــنة ألخرى‪ ،‬مع ي‬ ‫ر‬ ‫الفالح التوامة خالل الفتة الممتدة ربي ‪ 1990‬و‪( 2020‬المبيان رقم ‪ )1‬أعىل‬ ‫وقد سـ ــجلت محطة المركز‬ ‫ي‬ ‫كميات التس ـ ـ ــاقط ب ‪ 818,5‬ملم خالل موس ـ ـ ــم ‪ 1996/1995‬وأدناها ‪ 178,5‬يف موس ـ ـ ــم ‪.2016/2015‬‬ ‫(الشكل ‪.)2‬‬ ‫الفالح التوامة ‪2020- 1990‬‬ ‫الشكل ‪ :2‬التوزي ــع السنوي للتساقطات المطرية بمحطة المركز‬ ‫ي‬ ‫الفالح التوامة ‪2020- 1990‬‬ ‫الشكل ‪ :3‬االنحراف عن المعدل بمحطة المركز‬ ‫ي‬ ‫الفالح التوامة ‪2021‬‬ ‫المصدر‪ :‬المركز‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪41‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫الفالح التوامــة‪ ،‬يعرف تــذبــذبــا‬ ‫يبي الشـ ـ ـ ـ ـ ـكــل (‪ )3‬أن معــامــل االنحراف عن المعــدل بمحطــة المركز‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫مرحلتي‪:‬‬ ‫واضحا‪ ،‬يمكن تقسيمه إل‬ ‫ر‬ ‫مرحلة من ‪ 1990‬إل ‪ :2005‬س ــجلت هيمنة واض ــحة للس ــنوات الرطبة‪ ،‬إذ تم تس ــجيل ‪ 7‬س ــنوات رطبة‪،‬‬‫أكت قيمـة لالنحراف عن المعـدل سـ ـ ـ ـ ـ ـنـة ‪ 1996‬بلغـت ‪ ،%112‬يف المقـابـل بلغـت أدب قيمـة ‪ %41‬سـ ـ ـ ـ ـ ـنـة‬ ‫‪.1993‬‬ ‫مرحلة ما بعد ‪ :2005‬عرفت ترددا مهما للس ــنوات الجافة‪ ،‬إذ تم تس ــجيل ‪ 11‬س ــنة جافة‪ ،‬وش ــهدت س ـنة‬‫‪ 2009‬أكت قيمة لالنحراف عن المعدل ب ‪ ،% 58‬وأدناها ب ‪ %-54‬سنة ‪.2016‬‬ ‫عموما‪ ،‬تعمل التس ـ ـ ـ ــاقطات عىل تفعيل آليات التعرية المائية‪ ،‬حيث أن المنطقة تعرف تس ـ ـ ـ ــاقطات مهمة‬ ‫ـطخ قوي يعمل عىل اقتالع ونقل الرواس ـ ـ ـ ـ ــب وتكوين مختلف أش ـ ـ ـ ـ ــكال‬ ‫ومركزة أحيانا‪ ،‬يرافقها جريان س ـ ـ ـ ـ ـ ي‬ ‫التعرية‪.‬‬ ‫‪-2‬العوامل ر‬ ‫البشية ودورها يف دينامية التعرية‪:‬‬ ‫ر‬ ‫اف ملحوظ شهدته‬ ‫عرف حوض التوامة استقرارا بشيا قديما من طرف قبيلة تكانة‪ ،‬واكبه نمو ديمغر ي‬ ‫التابيتي المنتميتي للحوض‪ .‬كما رافقه كذلك ضـ ـ ـ ــغط قوي واسـ ـ ـ ــتغالل مكثف ر‬ ‫الجماعتي ر‬ ‫للتبة والغطاء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والرع عىل السفوح والمساهمة يف دينامية وتدهورها‪.‬‬ ‫النباب‪ ،‬وممارسة الزراعة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫اف لساكنة حوض وادي التوامة ما ربي ‪1994‬و‪2014‬‬ ‫الجدول ‪ :1‬التطور الديموغر ي‬ ‫الجماعة‬ ‫ر‬ ‫التابية ‪1994‬‬ ‫معدل النمو‬ ‫السكان‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪1994/2004‬‬ ‫‪2004/2014‬‬ ‫المساحة الكثافة ن‬ ‫ب كم ‪ / ²‬كلم‪²‬‬ ‫تمكرت‬ ‫‪10347‬‬ ‫‪10325‬‬ ‫‪10540‬‬ ‫‪0,0%‬‬ ‫‪0,2%‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪100‬‬ ‫التوامة‬ ‫‪11057‬‬ ‫‪11458‬‬ ‫‪11243‬‬ ‫‪0,4%‬‬ ‫‪-0,2%‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪92‬‬ ‫شخض اعتمادا عىل اإلحصاء العام للسكان والسكن لسنوات ‪1994‬و ‪ 2004‬و‪2014‬‬ ‫المصدر‪ :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫يبـدو من خالل معطيـات الجـدول (‪ )1‬أن سـ ـ ـ ـ ـ ــاكنـة حوض التوامـة تزايـدت بشـ ـ ـ ـ ـ ـكـل ملحوظ‪ ،‬وتطور‬ ‫ر‬ ‫الن س ـ ــجلت ‪ 0,2%‬ما ربي ‪ 2004‬و‪ ،2014‬بفعل الزيادة الطبيعية‪.‬‬ ‫معدل النمو‪ ،‬خاص ـ ــة بجماعة تمكرت ي‬ ‫بالمقابل سجلت جماعة التوامة نموا سالبا بسبب تراجع الزيادة الطبيعية وتطور ظاهرة الهجرة‪.‬‬ ‫الفالح من أهم القطاعات االقتص ـ ــادية بالمنطقة‪ ،‬إال أن حدة المناخ المتمثل يف قلة‬ ‫القطاع‬ ‫يعتت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الفالحي رغم ما‬ ‫رصر بعائدات‬ ‫ـلن يف تراجع اإلنتاج وإلحاق ال ـ‬ ‫ر‬ ‫األمطار وندرة مياه السـ يـف ســاهمت بشــكل سـ ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ش ـ ـ ـ ـ ـوع التنميـة القرويـة‬ ‫ـواف يف إطـار م ـ‬ ‫عرفتـه عـدة مجـاالت س ـ ـ ـ ـ ــقويـة بـالمنطقـة من إص ـ ـ ـ ـ ــالح وترميم للس ـ ـ ـ ـ ـ ي‬ ‫المندمجة المركزة عىل قطاع ر‬ ‫الدول‪.‬‬ ‫السف الممول من طرف البنك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪42‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫ر‬ ‫بجماعن تمكرت والتوامة‬ ‫اض‬ ‫ي‬ ‫الجدول ‪ :2‬توزي ــع استعماالت األر ي‬ ‫جماعة تمكرت‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫المساحة‬ ‫(ه)‬ ‫اض‬ ‫نوع األر ي‬ ‫اض بورية‬ ‫أر ي‬ ‫اض مسقية‬ ‫أر ي‬ ‫األشجار المثمرة والفواكه‬ ‫مساحة الغابات‬ ‫اع‬ ‫المر ي‬ ‫غت الصالحة للزراعة‬ ‫اض ر‬ ‫أر ي‬ ‫المجموع‬ ‫‪4355‬‬ ‫‪409‬‬ ‫‪508‬‬ ‫‪372‬‬ ‫‪716‬‬ ‫‪2348‬‬ ‫‪8708‬‬ ‫جماعة التوامة‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫المساحة (ه)‬ ‫‪50.01‬‬ ‫‪4.70‬‬ ‫‪5.83‬‬ ‫‪4.27‬‬ ‫‪8.22‬‬ ‫‪26.96‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪3849‬‬ ‫‪274‬‬ ‫‪256‬‬ ‫‪1488‬‬ ‫‪1671‬‬ ‫‪3918‬‬ ‫‪11456‬‬ ‫‪33.60‬‬ ‫‪2.39‬‬ ‫‪2.23‬‬ ‫‪12.99‬‬ ‫‪14.59‬‬ ‫‪34.20‬‬ ‫‪100‬‬ ‫الجماعتي ر‬ ‫المصدر‪ :‬منوغرافية‬ ‫ابيتي تمكرت والتوامة‬ ‫ر‬ ‫الت ر‬ ‫ر‬ ‫وه ذات‬ ‫ر‬ ‫الن تحت ــل المرتب ــة األول ب ‪ 8204‬هكت ــارا‪ ،‬ي‬ ‫اض البوري ــة ي‬ ‫يبي الج ــدول (‪ )2‬أهمي ــة األر ي‬ ‫غت الصـ ــالحة‬ ‫مردودية ضـ ــعيفة بسـ ــبب عتاقة األدوات المسـ ــتعملة‬ ‫اض ر‬ ‫ي‬ ‫وتوال سـ ــنوات الجفاف‪ .‬تليها األر ي‬ ‫اض المس ـ ـ ـ ــقية ‪ 683‬هكتارا‪ ،‬مما يؤدي‬ ‫للزراعة والبائرة ب ‪ 6266‬هكتارا‪ ،‬بالمقابل ال تتعدى مس ـ ـ ـ ــاحة األر ي‬ ‫ر‬ ‫خطت عندما تتك السـ ـ ــفوح‬ ‫اض‪ .‬هذا الوضـ ـ ــع له وقع‬ ‫إل ضـ ـ ــعف المردودية ومداخيل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفالحي وهجر األر ي‬ ‫بدون تهيئة ف مواجهة ر‬ ‫مبارسة لمختلف آليات التعرية المائية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫النوع للتعرية المائية بحوض واد التوامة باستخدام نموذج ‪EPM‬‬ ‫‪-3‬التقييم‬ ‫ي‬ ‫‪ 1-3‬المنهجية واألدوات‬ ‫‪ 1-1-3‬نبذة عن نموذج ‪EPM‬‬ ‫ـاض من طرف جــافريلوفيــك‪ ،‬بــاألحواض‬ ‫تم تطوير هــذا النموذج خالل الخمس ـ ـ ـ ـ ــينــات من القرن المـ ي‬ ‫برص ـ ـ ـ ــبيـا‪ ،‬وطبق بنجـاح بـاألحواض األلبيـة بـإيطـاليـا‪ .‬ويتجىل الهـدف من هـذا النموذج يف‬ ‫ـ‬ ‫النهريـة لواد مورافـا‬ ‫‪10‬‬ ‫يمته كذلك أنه يقدر مختلف أنواع‬ ‫تكميم أخطار التعرية المائية من أجل التقليل من ض ـ ــياع األتربة ‪ .‬وما ر‬ ‫ر‬ ‫التعرية من التعرية الس ــيلية إل االنزالقات األرض ــية‪ ،‬مما يجعله مختلفا عن المعادلة العالمية لفقدان التبة‬ ‫ر‬ ‫الن تقترص فقط عىل تقدير التعرية الغشائية‪.‬‬ ‫‪ USLE‬ي‬ ‫الن ت ــأخ ــذ بعي االعتب ــار ر‬ ‫ر‬ ‫ـاض مجموع ــة من‬ ‫(التكي ــب‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المتغتات ي‬ ‫يعتم ــد يف تطبيق ه ــذا النموذج الري ـ ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫النباب والتبة والتسـ ـ ــاقطات وكذلك متوسـ ـ ــطات الحرارة)‪ .‬وقد اختتت‬ ‫الصـ ـ ــخري واالنحدار وحالة الغطاء‬ ‫ي‬ ‫كبت ربي‬ ‫وتبي وجود توافق ر‬ ‫مصـ ـ ــداقية نتائجه يف عدد من الدراسـ ـ ــات وقورنت بنتائج القياسـ ـ ــات الميدانية ر‬ ‫نتائج هذا النموذج ونتائج القياسات الميدانية عىل مستوى المشارات التجريبية‪.11‬‬ ‫‪-Jamal AL KARKOURI et Aman Allah Zahnoun, Estimation & Cartography the Water Erosion by Integration of the‬‬ ‫‪Gavrilovic ¨Epm¨ Model using a Gis in the Mediterranean Watershed: Oued Tleta, European Journal of Scientific‬‬ ‫‪Research, P 26.‬‬ ‫‪-11‬جمال شــعوان وآخرون (‪ ،)2013‬توظيف االســتشــعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في التقييم الكمي للتعرية المائية بحوض‬ ‫واد أمزاز من خالل نموذج جـافريلوفيـك‪ ،‬مجلـة جغرافيـة المغرب‪ ،‬المجلـد ‪ 28‬العـد ‪ ،2-1‬الجمعيـة الوطنيـة للجغرافيين المغـاربـة ص‬ ‫‪.75‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪43‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫‪ 2-1-3‬منهجية تطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫والنوع للتعرية المائية‬ ‫الكم‬ ‫الشكل ‪ :4‬منهجية تطبيق نموذج ‪ EPM‬للتقييم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يتطلــب تطبيق هــذا النموذج عــددا مهمــا من البيــانــات تتعلق بطبيعــة الص ـ ـ ـ ـ ــخور واألتربــة‪ ،‬االنحــدار‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن يمكن الحص ـ ـ ـ ــول عليها من الميدان‪،‬‬ ‫التس ـ ـ ـ ــاقطات‪ ،‬الحرارة‪ ،‬الغطاء‬ ‫ي‬ ‫النباب‪ ،‬باإلض ـ ـ ـ ــافة إل المعلومات ي‬ ‫واالعتمـاد كـذلـك عىل االس ـ ـ ـ ـ ــتشـ ـ ـ ـ ـ ـعـار عن بعـد ونظم المعلومـات الجغرافيـة يف إنجـاز خرائط موض ـ ـ ـ ـ ــوعـاتيـة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تبي نطـاقـات‬ ‫الن ر‬ ‫لمختلف العوامـل ومؤرسات المعـادلـة‪ ،‬ثم تنضـ ـ ـ ـ ـ ـيـدهـا للحص ـ ـ ـ ـ ــول عىل الخريطـة النهـائيـة ي‬ ‫التعرية بمجال الدراسة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الن تمثل معامل ‪Z‬‬ ‫رص ـ خالل هذه الدراسـ ــة عىل التقييم‬ ‫سـ ــنقت ـ‬ ‫النوع للتعرية المائية وفق المعادلة التالية ي‬ ‫ي‬ ‫أي ر‬ ‫مؤرس التعرية المحتملة‪:‬‬ ‫)𝑎𝐽√ ‪Z = Y ∗ Xa ∗ (φ +‬‬ ‫حيث‪ Z :‬معامل التعرية المحتملة‬ ‫‪ Y‬قابلية ر‬ ‫التبة ‪ /‬الصخور للتعرية‬ ‫‪ Xa‬معامل حماية ر‬ ‫التبة‬ ‫‪ ‬معامل تطور التعرية الحالية‬ ‫‪ Ja‬معامل االنحدار بالنسبة المئوية‬ ‫بالنسبة لقيم ‪ Y‬و‪ Xa‬و ‪ ‬فإنها تستخرج اعتمادا عىل جداول طورت بواسطة جافريلوفيك سنة ‪ ،1954‬ثم‬ ‫الباحثي‪.12‬‬ ‫عدلت فيما بعد من طرف مجموعة من‬ ‫ر‬ ‫‪-12‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.76‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪44‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫ر‬ ‫المؤرسات المعتمدة يف نموذج ‪EPM‬‬ ‫‪2-3‬‬ ‫مؤرس قابلية ر‬ ‫‪ 1-2-3‬ر‬ ‫التبة للتعرية ‪Y‬‬ ‫ر‬ ‫تم االعتمــاد يف اس ـ ـ ـ ـ ــتخراج قيم هــذا‬ ‫المؤرس عىل الخريطــة الجيولوجيــة دمنــات ‪-‬تلوات بمقيــاس ‪/1‬‬ ‫ر‬ ‫‪ 200000‬بغية الحصـ ــول عىل معامل قابلية التبة‪ /‬الصـ ــخور للتعرية اعتمادا عىل درجة صـ ــالبة الصـ ــخور‪.‬‬ ‫وإلنجاز هذا المعامل حاولنا مالءمة طبيعة الص ـ ـ ـ ـ ــخور والتكوينات المتواجدة بحوض واد التوامة مع القيم‬ ‫الوصف لجافريلوفيك‪.‬‬ ‫المحددة يف الجدول‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الجدول ‪ :3‬مؤرس قابلية التبة أو الصخور للتعرية وفق أنموذج جافريلوفيك‬ ‫‪Y‬‬ ‫متوسط القيمة‬ ‫فئات المقاومة‬ ‫صخور صلبة شديدة المقاومة‬ ‫‪0,3 - 0,1‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫صخور ذات مقاومة متوسطة‬ ‫‪0,5 - 0,3‬‬ ‫‪0,4‬‬ ‫صخور ذات مقاومة ضعيفة‬ ‫‪0,6 - 0,5‬‬ ‫‪0,55‬‬ ‫ركام صخري ورواسب خشنة وترب صلصالية‬ ‫‪0,8 - 0,6‬‬ ‫‪0,7‬‬ ‫رواسب رملية ناعمة وترب ال مقاومة لها‬ ‫‪1,0 - 0,9‬‬ ‫‪0,95‬‬ ‫الهيدروجيومرفولوح ألحوض شمال ررسق كالر وأثره يف التنمية المستدامة‪،‬‬ ‫الزهتي‪ ،‬التقييم‬ ‫المصدر‪ :‬نجاح صالح هادي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ديال‪ ،‬كلية التبية للعلوم اإلنسانية ‪ ،2020‬العراق ص ‪181‬‬ ‫أطروحة لنيل الدكتوراه‪ ،‬جامعة ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪45‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫الخريطة ‪ :2‬ر‬ ‫مؤرس قابلية الصخور للتعرية ‪ Y‬وفق أنموذج جافريلوفيك‬ ‫اض ‪MNT‬‬ ‫العال أوبال باالعتماد عىل النموذج‬ ‫المصدر‪ :‬عبد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الرقم لألر ي‬ ‫ر‬ ‫المؤرس ‪ Y‬بحوض واد التوامــة رتتاوح ربي ‪ 0,1‬و‪ ،0,86‬ممــا يــدل‬ ‫توض ـ ـ ـ ـ ــح الخريطــة رقم (‪ )2‬أن قيم‬ ‫كالطي األحمر والغرين‬ ‫عىل أن الحوض يتكون من صـ ـ ــخور مختلفة المقاومة‪ .‬إذ تشـ ـ ــكل الصـ ـ ــخور الهشـ ـ ــة‬ ‫ر‬ ‫والطم تقريب ــا ‪ % 35,6‬من مس ـ ـ ـ ـ ـ ــاح ــة الحوض‪ ،‬وتمث ــل الص ـ ـ ـ ـ ــخور المق ــاوم ــة الب ــازل ــت والكلس ‪،% 22,6‬‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫والمقابل تمتد الص ـ ـ ـ ــخور متوس ـ ـ ـ ــطة المقاومة عىل ‪ % 41,8‬من مس ـ ـ ـ ــاحة الحوض ومنه‪ ،‬يمكن القول أن‬ ‫اختالف مقاومة الصـ ـ ـ ــخور للتعرية بهذا الحوض ينتج عنه تنوع ف أشـ ـ ـ ــكال التعرية واختالف ف كمية ر‬ ‫التبة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المفقودة من نطاق آلخر داخل حوض واد التوامة‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪46‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫‪ 2-2-3‬ر‬ ‫مؤرس االنحدار (‪)Ja‬‬ ‫ـطخ‪ ،‬أو التقليل منها‪ ،‬إذ أن ارتفاع جريان‬ ‫يلعب االنحدار دورا مهما يف الرفع من رسعة الجريان السـ ـ ـ ي‬ ‫ر‬ ‫المياه المتسـ ــاقطة تتناسـ ــب مع االنحدارات القوية وتزداد باتجاه السـ ــافالت ما يسـ ــمح باقتالع ونقل التبة‪،‬‬ ‫والعكس ص ـ ـ ـ ـ ــحيح‪ ،‬كمــا أن قوة االنحــدار تزيــد من حــدة التعريــة ألن طــاقــة الجريــان تتجــاوز طــاقــة قطرات‬ ‫المطر‪.13‬‬ ‫الجدول ‪ :4‬فئات االنحدارات (‪ )Ja‬ومساحتها‬ ‫فئات االنحدار‬ ‫طبيعة‬ ‫االنحدارات‬ ‫المساحة ب‬ ‫(ه)‬ ‫النسبة (‪)%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ضعيفة جدا‬ ‫‪2147.53‬‬ ‫‪24.58%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ضعيفة‬ ‫‪2769.98‬‬ ‫‪31.71%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫متوسطة‬ ‫‪1797.92‬‬ ‫‪20.58%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫قوية‬ ‫‪1106‬‬ ‫‪12.66%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫قوية جدا‬ ‫‪914.78‬‬ ‫‪10.47%‬‬ ‫اض ‪MNT‬‬ ‫العال أوبال باالعتماد عىل النموذج‬ ‫المصدر‪ :‬عبد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الرقم لألر ي‬ ‫ـال لالنحـدارات بحوض واد التوامـة‪ ،‬إذ أن االنحـدارات‬ ‫يتز الجـدول (‪ )4‬والخريطـة (‪ )3‬التوزي ــع المج ي‬ ‫ر‬ ‫وتنتشـ ـان بوسـ ـ ــط‬ ‫ـ‬ ‫الضـ ـ ــعيفة جدا والضـ ـ ــعيفة تبلغ نسـ ـ ــبتهما ‪ % 56,29‬من المسـ ـ ــاحة اإلجمالية للحوض‪،‬‬ ‫الحوض وبس ـ ـ ـ ـ ــافلتـه وبمقعر نتـافياللـت‪ .‬أمـا االنحـدارات القويـة والقويـة جـدا فنس ـ ـ ـ ـ ــبتهمـا تقريبـا ‪،% 23,13‬‬ ‫ر‬ ‫وتتكزان بجنوب الحوض وبسفوح واعمو وبجبل السور‪.‬‬ ‫‪-Jamal AL KARKOURI et Aman Allah Zahnoun, Estimation & Cartography the Water Erosion by Integration of‬‬ ‫‪the Gavrilovic ¨Epm¨ Model using a Gis in the Mediterranean Watershed: Oued Tleta, European Journal of‬‬ ‫‪Scientific Research, P269.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪47‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫الخريطة ‪ :3‬ر‬ ‫مؤرس االنحدار (‪ )Ja‬ب ‪ %‬وفق أنموذج جافريلوفيك‬ ‫اض ‪MNT‬‬ ‫المصدر‪ :‬عمل الباحث باالعتماد عىل النموذج‬ ‫ي‬ ‫الرقم لألر ي‬ ‫مؤرس حماية ر‬ ‫‪ 3-2-3‬ر‬ ‫التبة (‪)Xa‬‬ ‫الن تس ـ ـ ــاعد ف تثبيت ر‬ ‫ر‬ ‫التبة والعمل عىل تقليل رسعة‬ ‫ي‬ ‫يقص ـ ـ ــد به مس ـ ـ ــتويات كثافة التغطية النباتية ي‬ ‫ر‬ ‫المؤرس أيضا بنوع الغطاء‬ ‫السطخ وزيادة نفاذية المياه بداخلها والتقليل من انجرافها‪ .‬ويرتبط هذا‬ ‫الجريان‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـجتات وأعش ـ ـ ــاب‪ )....‬وعلوه وكثافته‪ .‬كما يختلف حس ـ ـ ــب حالة الس ـ ـ ــطح والفص ـ ـ ــول‪،‬‬ ‫النباب (أش ـ ـ ــجار‪ ،‬ش ـ ـ ـ ر‬ ‫ي‬ ‫اض محروثة‪ ،‬غراسة‪.)....‬‬ ‫اض من طرف السكان (أر ي‬ ‫وحسب أنماط استعماالت األر ي‬ ‫ر‬ ‫المؤرس عن طريق معامل التغطية النباتية ‪ NDVI‬من مرئيات الند سـ ـ ــات‪ ،‬ثم‬ ‫وقد تم اسـ ـ ــتخالص هذا‬ ‫الن حددها مطوري نموذج جافريلوفيـك‪ ،‬وبعـد ذلك تمكنـا من حس ـ ـ ـ ـ ــاب ر‬ ‫مواءمة نتـائجـه مع المع ر ر‬ ‫مؤرس‬ ‫ـايت ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪48‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫‪ ،Xa‬الـذي تراوحـت قيمـه ربي ‪ 0,16‬بـالنسـ ـ ـ ـ ـ ـبـة للمجـاالت ذات الكثـافـة النبـاتيـة المرتفعـة و‪ 0,79‬بـالنسـ ـ ـ ـ ـ ـبـة‬ ‫لمجال األساحل‪.‬‬ ‫مؤرس حماية ر‬ ‫الجدول ‪ :5‬ر‬ ‫التبة (‪)Xa‬‬ ‫استعماالت ر‬ ‫التبة‬ ‫درجة الحماية‬ ‫(‪)Xa‬‬ ‫المساحة ب‬ ‫(ه)‬ ‫النسبة (‪)%‬‬ ‫ماطورال كثيف وغابات‬ ‫مختلطة‬ ‫‪0,2 - 0‬‬ ‫‪373.14‬‬ ‫‪4.27%‬‬ ‫‪0,4 - 0,2‬‬ ‫‪775.97‬‬ ‫‪8.89%‬‬ ‫غابات صنوبرية وبقايا نباتية‬ ‫‪0,6 - 0,4‬‬ ‫‪3678.5‬‬ ‫‪42.13%‬‬ ‫اع وغابات أو ماطورال‬ ‫مر ي‬ ‫متدهور‬ ‫‪0,8 - 0,6‬‬ ‫‪3899.21‬‬ ‫‪44.66%‬‬ ‫مناطق جرداء أو أساحل‬ ‫المصدر‪ :‬عمل الباحث باالعتماد عىل مرئيات الند سات ‪8‬‬ ‫مؤرس حماية ر‬ ‫يوضـ ـ ـ ـ ــح الجدول (‪ )5‬والخريطة (‪ )4‬وضـ ـ ـ ـ ــعية ر‬ ‫التبة ‪ Xa‬بحوض واد التوامة‪ ،‬إذ تهيمن‬ ‫القيم ر‬ ‫المتاوحة ربي ‪ 0,8- 0,4‬ب ‪ 7577,71‬هكتار أي بنسـبة ‪ % 86,79‬من مجال الدراسـة‪ ،‬وتوافق هذه‬ ‫الفئــة المنــاطق الجرداء العــاريــة من كــل حمــايــة نبــاتيــة لكنهــا تحتفظ بتغطيــة بــالتكونــات الس ـ ـ ـ ـ ــطحيــة فوق‬ ‫ر‬ ‫لن تتعمق داخل الصـخور الهشـة‪،‬‬ ‫الصـخور والصـخور العارية‪ ،‬واألسـاحل أي مجال انتشـار التعرية المركزة ا ي‬ ‫شـي أو االس ــتص ــالح‪ .‬والمقابل تمتد قيم ‪ Xa‬ر‬ ‫المتاوحة ربي ‪ 0,1‬و‪0,4‬‬ ‫مما يعيق أية إمكانية لالس ــتعمال الب ر ـ‬ ‫عىل ‪ 1149‬هكتار‪ ،‬وتبلغ نس ـ ـ ــبة حض ـ ـ ــورها بالحوض ‪ ، %13,16‬وتش ـ ـ ــمل الغابات المختلطة والماطورال‬ ‫الكثيف‪ ،‬ر‬ ‫وتتكز بالمرتفعات الجبلية بعالية الحوض وببعض البقع بغربه ووسطة‪.‬‬ ‫مؤرس حماية ر‬ ‫وانطالقا من توزي ــع ر‬ ‫التبة ‪ ،Xa‬يظهر أن معظم الحوض يتشـكل من أراض عارية وأسـاحل‪ ،‬مما‬ ‫يوفر الظروف المالئمة لنشاط التعرية ودينامية السفوح‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪49‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫مؤرس حماية ر‬ ‫الخريطة ‪ :4‬ر‬ ‫التبة (‪ )Xa‬وفق أنموذج جافريلوفيك‬ ‫المصدر‪ :‬عمل الباحث باالعتماد عىل مرئيات الند سات ‪8‬‬ ‫‪ 4-2-3‬ر‬ ‫مؤرس تطور التعرية الحالية (‪)‬‬ ‫يتطلب اس ــتخراج وحس ــاب هذا المعامل عمال ميدانيا مكثفا وش ــامال لمجال الدراس ــة‪ ،‬باإلض ــافة إل‬ ‫االس ـ ـ ـ ـ ــتعانة بالص ـ ـ ـ ـ ــور الجوية وص ـ ـ ـ ـ ــور األقمار الص ـ ـ ـ ـ ــناعية بدرجة وض ـ ـ ـ ـ ــوح عالية (‪ 1‬ر‬ ‫مت)‪ .‬هذا وتوفر نظم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫بيع‬ ‫المعلومات الجغرافية إمكانية حس ــاب هذا المؤرس انطالقا من ص ــور الالندس ــات عت قس ــمة الجذر الت ي‬ ‫للنطـاق الثـالـث (‪ )TM3‬عىل القيمـة القص ـ ـ ـ ـ ــوى لإلشـ ـ ـ ـ ـ ـعـاع (‪ )Qmax‬بنـاء عىل نتـائج المعـادلـة‪ ،‬فـإنـه رتتجم‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪50‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫النتائج وفقا لنس ـ ـ ــبة اإلش ـ ـ ــعاع‪ ،‬حيث تزداد النس ـ ـ ــبة بش ـ ـ ــكل مض ـ ـ ــطرد مع حدة التعرية‪ .14‬أي أن أعىل القيم‬ ‫تسجل بالمجاالت ذات التعرية القوية والعكس صحيح‪.‬‬ ‫‪𝑇𝑀3‬‬ ‫𝑥𝑎𝑚𝑄‬ ‫√=‪‬‬ ‫الخريطة ‪ :5‬ر‬ ‫مؤرس تطور التعرية الحالية (‪ )‬وفق أنموذج جافريلوفيك‬ ‫المصدر‪ :‬عمل الباحث باالعتماد عىل مرئيات الند سات ‪8‬‬ ‫‪-14‬جمال شـعوان ‪ : 2015‬توظيف االسـتشـعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في دراسـة التعرية المائية بالريف األوسـط ‪-‬حوض‬ ‫أمزاز أنموذجا‪-‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الجغرافية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية فاس –سايس‪ ،‬ص ‪.311‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪51‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫حس ـ ــب نتائج المعادلة الخاص ـ ــة باس ـ ــتخالص قيم معامل تطور التعرية من ص ـ ــور األقمار الص ـ ــناعية‬ ‫وه توافق‬ ‫اض ذات التعري ــة ال رجعي ــة ‪ )0,59(Badlands‬ي‬ ‫بطرق آلي ــة‪ ،‬فق ــد س ـ ـ ـ ـ ــجل ــت أعىل القيم ب ــاألر ي‬ ‫المجــاالت حيــث تطور التعريــة قوي أي المجــاالت ذات التغطيــة النبــاتيــة الض ـ ـ ـ ـ ــعيفــة واالنحــدارات القويــة‬ ‫ه (‪ )0,2‬بمجاالت ذات تطور ضــعيف‪ ،‬إذ تتواجد بها انحدارات‬ ‫والصــخور الهشــة‪ .‬يف ر‬ ‫حي أن أدب القيم ي‬ ‫ر‬ ‫المعايت الوص ـ ـ ــفية‬ ‫كبت ربي‬ ‫ر‬ ‫نباب كثيف وص ـ ـ ــخارة مقاومة للتعرية‪ .‬ويدل هذا عىل توافق ر‬ ‫ض ـ ـ ــعيفة وغطاء ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تعتمد عىل صـور‬ ‫ي‬ ‫الن حددها ‪ Gavrilovic‬يف الجداول الوصـفية للطريقة الكالسـيكية والطريقة التلقائية ي‬ ‫األقمار الصناعية‪.‬‬ ‫‪-4‬التعرية المحتملة من خالل معامل ‪Z‬‬ ‫كما هو محدد يف معادلة ‪ EPM‬يتم الحص ـ ـ ـ ـ ــول عىل هذا المعامل من خالل دمج خرائط المعامالت‬ ‫السابقة يف نظم المعلومات الجغرافية‪ ،‬أي دمج خريطة معامل قابلية الصخور للتعرية (‪ )Y‬ومعامل حماية‬ ‫ر‬ ‫وأختا معـامـل تطور التعريـة (‪ ،)‬وبـالتـال فه انعكـاس مب ر‬ ‫ـارس لمختلف‬ ‫التبـة (‪ )Xa‬ومعـامـل االنحـدار (‪ )Ja‬ر‬ ‫ي ي‬ ‫األكت اســتقرارا وتوازنا والمجاالت ر‬ ‫العوامل المتحكمة ف هذه الظاهرة‪ ،‬وعته يمكن معرفة المجاالت ر‬ ‫األكت‬ ‫ي‬ ‫دينامية ونش ـ ـ ــاطا‪.‬‬ ‫الماب ويمكن عته تتبع مس ـ ـ ــتويات‬ ‫الحوض‬ ‫ف‬ ‫المحتملة‬ ‫التعرية‬ ‫عن‬ ‫المعامل‬ ‫هذا‬ ‫ويعت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التعرية عت الزمن‪ ،‬وقد ص ـ ـ ـ ـ ــنفت مس ـ ـ ـ ـ ــتويات التعرية المحتملة (‪ )Z‬حس ـ ـ ـ ـ ــب نموذج جافريلوفيك إل عدة‬ ‫فئات‪:‬‬ ‫الجدول ‪ :6‬قيم مستويات التعرية المحتملة (‪ )Z‬حسب أنموذج جافريلوفيك‬ ‫مستويات التعرية المحتملة‬ ‫قيمة ‪Z‬‬ ‫تعرية قوية جدا‬ ‫أكت من ‪1‬‬ ‫تعرية قوية‬ ‫‪0,81 – 1,0‬‬ ‫تعرية متوسطة‬ ‫‪0,41 – 0,80‬‬ ‫تعرية ضعيفة‬ ‫‪0,20 – 0,40‬‬ ‫تعرية ضعيفة جدا‬ ‫‪0,19 – 0,01‬‬ ‫المصدر‪ :‬جمال شعوان ‪ 2014‬عن ‪Zorn M et Komac B ,2008‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪52‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫الخريطة ‪ :6‬ر‬ ‫مؤرس التعرية المحتملة (‪ )Z‬وفق أنموذج جافريلوفيك‬ ‫المصدر‪ :‬تنضيد ر‬ ‫مؤرسات ‪EPM‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪53‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫الشكل ‪ :5‬مستويات التعرية المحتملة (‪ )Z‬بحوض واد التوامة‬ ‫المصدر‪ :‬تنضيد ر‬ ‫مؤرسات ‪EPM‬‬ ‫ر‬ ‫يأب‪:‬‬ ‫تم تقسيم مجال الدراسة إل فئات وفق الخريطة (‪ )6‬والجدول (‪ )6‬كما ي‬ ‫الفئة األول‪ :‬تعرية ض ـ ـ ـ ــعيفة جدا‪ ،‬تبلغ مس ـ ـ ـ ــاحتها ‪ 1120‬هكتار‪ ،‬ونس ـ ـ ـ ــبتها ‪ ،% 12,9‬وتس ـ ـ ـ ــود بالمناطق‬ ‫ر‬ ‫النباب الكثيف والصخور المقاومة للتعرية خاصة البازلت؛‬ ‫الضعيفة االنحدار وذات الغطاء‬ ‫ي‬ ‫شـ ـ ـ‬ ‫تتمت بتعرية ضـ ـ ـ ــعيفة‪ ،‬وتمتد عىل مسـ ـ ـ ــاحة تقدر ب ‪ 883‬هكتار بنسـ ـ ـ ــبة ‪ ،% 10,2‬وتنت ر ـ‬ ‫الفئة الثانية‪ :‬ر‬ ‫ر‬ ‫كتة الص ـ ـ ـ ــخرية الص ـ ـ ـ ــلبة كالبازلت‬ ‫بوس ـ ـ ـ ــط الحوض حيث االنحدارات ض ـ ـ ـ ــعيفة‪ .‬وأهمية الغطاء‬ ‫النباب والر ر‬ ‫ي‬ ‫الرمىل؛‬ ‫والحجر‬ ‫ي‬ ‫الفئـة الثـالثـة‪ :‬تتكون من التعريـة القويـة والقويـة جـدا‪ ،‬وتبلغ مس ـ ـ ـ ـ ــاحتهـا تقريبـا ‪ 6192,53‬هكتـارا ونس ـ ـ ـ ـ ــبتهـا‬ ‫ر‬ ‫ـاب‬ ‫‪ ،% 71,3‬ويوافق امتـدادهـا الس ـ ـ ـ ـ ــفوح الشـ ـ ـ ـ ـ ــديـدة االنحـدار وبطون األوديـة‪ ،‬ومنـاطق تـدهور الغطـاء النب ي‬ ‫والمتكونة كذلك من الصخور ر‬ ‫والطم‪.‬‬ ‫كالطي األحمر والتكوينات الرباعية الغرينية‬ ‫التياسية الهشة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫خاتمة‬ ‫من خالل تش ـ ــخيص خص ـ ــائص حوض واد التوامة‪ ،‬اتض ـ ــح أنه وس ـ ــط ذو هش ـ ــاش ـ ــة طبيعية مرتفعة‪،‬‬ ‫جعلتــه عرض ـ ـ ـ ـ ـ ــة لمختلف ميكــانزمــات التعريــة المــائيــة‪ ،‬عت توفر الظروف المالئمــة لــذلــك من قبيــل عنف‬ ‫غت المقاومة وقوة االنحدارات‪ .‬باإلض ـ ـ ــافة إل مس ـ ـ ــاهمة‬ ‫التس ـ ـ ــاقطات المطرية‪ ،‬وهيمنة الص ـ ـ ــخور الهش ـ ـ ــة ر‬ ‫وتتة التدهور بفعل االجتثاث‬ ‫شـي يف ت ـ‬ ‫والرع الجائر وطرق الحرث واالسـ ــتغالل القوي‬ ‫التدخل الب ر ـ‬ ‫شـي ــع ر‬ ‫ي‬ ‫اض الهشة والسفوح‪.‬‬ ‫لألر ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مكن تنض ــيد مختلف مؤرسات (قابلية الص ــخور للتعرية‪ ،‬مؤرس االنحدار‪ ،‬مؤرس حماية التبة ومؤرس‬ ‫تطور التعريـة الحـاليـة) نموذج جـافريلوفيـك ‪ EPM‬بواسـ ـ ـ ـ ـ ـطـة برامج نظم المعلومـات الجغرافيـة من التقييم‬ ‫النوع للتعرية المائية‪ ،‬والحصـ ـ ـ ــول عىل خريطة التعرية المحتملة بحوض واد التوامة‪ .‬إذ تم تصـ ـ ـ ــنيف هذا‬ ‫ي‬ ‫حوال‬ ‫جدا‬ ‫والقوية‬ ‫القوية‬ ‫التعرية‬ ‫فيها‬ ‫ـكل‬ ‫ش‬ ‫ت‬ ‫فئات‪،‬‬ ‫عدة‬ ‫إل‬ ‫‪Z‬‬ ‫لمعامل‬ ‫طبقا‬ ‫التعرية‬ ‫ـتويات‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫إل‬ ‫ـط‬ ‫الوس‬ ‫ي‬ ‫‪ % 71,3‬من مساحة الحوض‪ ،‬بالمقابل تحرص التعرية الضعيفة جدا والضعيفة والمتوسطة ب ‪.% 28,7‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪54‬‬ ‫خطر التعرية املائية على السفوح بدير األطلس الكبير الغربي‪ :‬دراسة حالة حوض التوامة بتطبيق نموذج ‪EPM‬‬ ‫قائمة المراجع‬ ‫النوع‬ ‫• ديداي محمد ‪ :2021‬توظيف نظم المعلومات الجغرافية واالس ـ ـ ـ ـ ــتش ـ ـ ـ ـ ــعار عن بعد يف التقييم‬ ‫ي‬ ‫والكم للتعريـ ــة المـ ــائيـ ــة بحوض واد الحـ ــاج من خالل نموذج جـ ــافريلوفيـ ــك ‪ ،EPM‬مجلـ ــة المجـ ــال‬ ‫ي‬ ‫المغرب‪ ،‬العدد ‪.51‬‬ ‫اف والمجتمع‬ ‫ي‬ ‫الجغر ي‬ ‫ر‬ ‫•‬ ‫الكبت األوس ـ ـ ــط (المغرب)‪ :‬دراس ـ ـ ــة‬ ‫رزف محمد ‪ ،2018‬خطر للتعرية المائية عىل الس ـ ـ ــفوح باألطلس ر‬ ‫ي‬ ‫حالة حوض تاكلفت‪ ،‬مجلة العلوم الطبيعية والحياتية والتطبيقية‪ ،‬المجلد الرابع ‪-‬العدد الثالث‪.‬‬ ‫الكبت األوســط حالة‬ ‫• ســالك بوعزة ‪ :2018‬أســاليب وأشــكال التعرية المائية‪ ،‬توزيعها‬ ‫المجال باألطلس ر‬ ‫ي‬ ‫منخفض أيت عتاب‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة األول‪ ،‬مراكش‪ 207‬ص‪.‬‬ ‫• شـ ــعوان جمال (‪ :)2015‬توظيف االسـ ــتشـ ــعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية يف دراسـ ــة التعرية‬ ‫المــائيــة بــالريف األوس ـ ـ ـ ـ ــط ‪-‬حوض أمزاز أنموذجــا‪-‬أطروحــة لنيــل الــدكتوراه يف الجغرافيــة‪ ،‬كليــة اآلداب‬ ‫والعلوم اإلنسانية فاس – سايس‪.‬‬ ‫• شــعوان جمال وآخرون (‪ ،)2013‬توظيف االســتشــعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية يف التقييم‬ ‫الكم للتعريـ ــة المـ ــائيـ ــة بحوض واد أمزاز من خالل نموذج جـ ــافريلوفيـ ــك‪ ،‬مجلـ ــة جغرافيـ ــة المغرب‪،‬‬ ‫ي‬ ‫افيي المغاربة‪.‬‬ ‫المجلد ‪ 28‬العد ‪ ،2-1‬الجمعية الوطنية للجغر ر‬ ‫الكبت‬ ‫• عارف س ـ ـ ــعيد وآخرون (‪ :)2018‬التقييم‬ ‫النوع للتعرية المائية بمنخفض أيت عتاب باألطلس ر‬ ‫ي‬ ‫الثاب‪.‬‬ ‫األوسط‪ ،‬مجلة العلوم الطبيعية والحياتية والتطبيقية‪ ،‬العدد الثالث – المجلد ي‬ ‫الهيدروجيومرفولوح ألحواض ش ـ ــمال ررسق كالر وأثره‬ ‫• نجاح ص ـ ــالح هادي‬ ‫الزهتي (‪ ،)2020‬التقييم‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ديال‪ ،‬كلية التبية للعلوم اإلنس ـ ـ ـ ــانية العراق‪،‬‬ ‫يف التنمية المس ـ ـ ـ ــتدامة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه‪ ،‬جامعة ي‬ ‫‪ 322‬ص‪.‬‬ ‫• منوغرافية الجماعة ر‬ ‫التابية التوامة‬ ‫• منوغرافية الجماعة ر‬ ‫التابية تمكرت‬ ‫• الخريطة الجيولوجية دمنات – تلوات ‪200000/1‬‬ ‫‪• Aouatif CHEGGOUR 2008 : Mesure de l’érosion hydrique à différentes échelles spatiales dans‬‬ ‫‪un bassin versant montagneux semi-aride et spatialisation par des S.I.G : Application au bassin‬‬ ‫‪versant de la Rheraya, Haut Atlas, Maroc. Thèse pour obtenir le grade de Docteur en géologie,‬‬ ‫‪faculté des sciences Semlalia. Marrakech, Maroc, 231 P.‬‬ ‫‪• ALI Faleh (2020), Cartographie des Zones vulnérables à L’érosion hydrique en amont du‬‬ ‫‪barrage Allal El FASSI (Moyen Atlas), Éditions Universitaires Européennes, 118P.‬‬ ‫‪• Jamal AL KARKOURI et Aman Allah Zahnoun, Estimation & Cartography the Water Erosion‬‬ ‫‪by Integration of the Gavrilovic ¨Epm¨ Model using a Gis in the Mediterranean Watershed :‬‬ ‫‪Oued Tleta, European Journal of Scientific Research.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪55‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫تدبير االخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية المستدامة بعالية حوض غيغاية بإقليم‬ ‫الحوز‬ ‫رضوان الحداوي‬ ‫كلية االداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫مراكش‬-‫جامعة القاضي عياض‬ :‫ملخص‬ ،‫ لما لها من انعكاسـات سـلبية عىل السـاكنة والبن التحتية التنموية‬،‫تعد االخطار الهيدرولوجية إحدى أهم اإلشـكاالت البيئية‬ .‫ومن هذه االخطار نجذ الفيضانات‬ ‫ وانعكاساتها التنموية ف احدى المجاالت المغربية ر‬،‫هذا المقال يهدف ال دراسة االخطار المرتبطة بالفيضانات‬ ‫األكت عرضة‬ ‫ي‬ ‫التدبتية ر‬ ‫الن تس ـ ـ ــتهدف الحد من‬ ‫والعمليات‬ ‫ والوقوف كذلك عىل مختلف التدخالت‬،"‫للفيض ـ ـ ــانات "عالية حوض غيغاية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ الـذي يجمع مـا هو‬.‫اف بشـ ـ ـ ـ ـ ـكـل عـام من جهـة‬ ‫ وذلـك بـاالعتمـاد عىل المقـاربـة النس ـ ـ ـ ـ ــقيـة والمنهج الجغر ي‬.‫أخطـارهـا بهـذا المجـال‬ ‫ الذي يتجىل يف دراس ـ ـ ـ ــة الس ـ ـ ـ ـ رـتورة التاريخية للفيض ـ ـ ـ ــانات بحوض‬،‫يخ‬ ‫طبيع بما هو ب ر ـ‬ ‫ ومن جهة أخرى المنهج التار ي‬،‫ش ـ ـ ـي‬ ‫ي‬ .‫غيغاية‬ ‫ر‬ ‫ تتعرض‬،‫نباب متدهور‬ ‫ المتس ـ ــمة بانحدارات قوية وص ـ ــخور هش ـ ــة وغطاء ي‬،‫لقد افرزت هذه الدراس ـ ــة أن عالية حوض غيغاية‬ ‫ لكنها ر‬،‫ تبذل الجهات المس ـ ــؤولة مجهودات للحد والتخفيف منها‬،‫ش ـية فادحة‬ ‫تبف‬ ‫لفيض ـ ــانات ينتج عنها خس ـ ــائر مادية وب ر ـ‬ ‫ وكذا لضـ ـ ــمان اسـ ـ ــتدامة التنمية وربــح‬،‫تدبتية محكمة وفعالة لمواجهتها‬ ‫تبن اسـ ـ ـ رـتاتيجيات ر‬ ‫ وهو االمر الذي يحتم ي‬.‫محدودة‬ .‫رهاناتها بالمجال المدروس‬ ‫ التنمية المستدامة‬- ‫تدبت االخطار‬ – ‫ االخطار الهيدرولوجية – عالية حوض غيغاية‬:‫الكلمات المفاتيح‬ ‫ر‬ Abstract Hydrological hazards are one of the most serious environmental issues because of their detrimental effects on the population and developmental infrastructure, and one of these hazards is the issue of floods. This article aims to investigate the risks caused by floods, and their developmental implications in one of the Moroccan areas most susceptible to floods, the “High Ghighaya Basin”. It is also the study’s prime goal to identify the various interventions and management processes aimed at reducing its risks in this area by adopting a systemic approach and the Geographic Approach which combines what is natural with what is human. On the other hand, the historical method is also adopted as it aids in the study of the historical process of floods in the “High Ghighaya Basin”. This study revealed that the height of the “High Ghighaya Basin”, which is characterized by strong slopes, fragile rocks and deteriorating vegetation cover, is exposed to floods that result in serious material and human losses. The authorities are making efforts to diminish and mitigate them, but their efforts remain insufficient. This has made it compulsory to adopt solid and effective management strategies to confront the issue of floods, as well as to ensure the sustainability of development and the profitability of its stakes in the field studied. Keywords: Hydrological Hazards - High Ghighaya Basin - Risk Management - Sustainable Development 56 ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫مقدمة‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫منذ ظهور اإلنسان عىل األرض يسع أن يعيش حياته يف أمن‪ ،‬وأن‬ ‫يحم نفسه من الطبيعة ي‬ ‫ي‬ ‫وغت معقلن‪،‬‬ ‫يستغلها لصالحه‪ .‬واآلن يحاول أن‬ ‫يحم الطبيعة من جتوته‪ ،‬نظرا الستغاللها بشكل مفرط ر‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫البين واستتاف الموارد الطبيعية وفقدان التنوع‬ ‫التوازن‬ ‫اختالل‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫نجم‬ ‫عليها‪،‬‬ ‫ضغطا‬ ‫مما يحدث‬ ‫ي‬ ‫البيولوح‪...‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تهدد مختلف المجاالت سواء الريفية أو‬ ‫تعتت ظاهرة الفيضانات من المخاطر الطبيعية ي‬ ‫الدول للصليب األحمر أن خسائر الفيضانات تبلغ ‪ 60‬بالمئة‪،‬‬ ‫الحرصية‪ ،‬وتؤكد التقارير الصادرة عن االتحاد‬ ‫ي‬ ‫من مجموع الخسائر االقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية ما ربي ‪ 1990‬و‪ ،1999‬كما أشارت تقديرات‬ ‫معهد المراقبة العالمية أنه خالل األشهر االحد ر‬ ‫عش من سنة ‪ 1998‬تسببت الفيضانات يف خسائر اقتصادية‬ ‫تقدر ب ‪ 89‬مليار دوالر مقابل ‪ 55‬مليار دوالر خالل الثمانينيات‪ ،‬وأسفرت عن مرصع ‪ 32000‬شخص‪،‬‬ ‫ر‬ ‫وتشيد ‪ 300‬مليون آخرين‪ .‬وتختلف هذه األرقام من سنة إل أخرى‪ ،‬إال أنها تدور حول متوسط عام يبلغ‬ ‫ربــع مليون وفاة سنويا‪ ،‬يصل نصيب العالم الثالث منه إل ‪ 95‬بالمئة بسبب عدم توفر البنيات التحتية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المبارسة‬ ‫تمت هذه الدول باإلضافة إل هذه النتائج‬ ‫األساسية‬ ‫الن ر‬ ‫ر‬ ‫والتجهتات الرصورية‪ .‬وكذلك الهشاشة ي‬ ‫‪1.‬‬ ‫من الخسائر ر‬ ‫وتدمت المشاري ــع الكتى للتنمية‬ ‫البشية فإنها تزيد من فقر الفقراء والتهميش‬ ‫ر‬ ‫الدول حيث جعل من هذا الموضوع محور اجتماع‬ ‫ولقد لفت تكرار هذه الكوارث أنظار المنتظم‬ ‫ي‬ ‫له بمقر األمم المتحدة بتاري ــخ ‪ 1989-12-22‬فأعلن يوم ‪ 12‬أكتوبر يوما عالميا للوقاية من الكوارث‬ ‫األخت من القرن الماض ر‬ ‫عشية دولية لنفس الغاية‪ ،‬وذلك من أجل دعم الجهود‬ ‫الطبيعية‪ ،‬ثم جعل العقد‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫وف هذا‬ ‫الرامية إل ر‬ ‫الن بحاجة إل ذلك يف جميع بقاع العالم‪ .‬ي‬ ‫توفت الحماية من تلك الكوارث يف المناطق ي‬ ‫دول حول موضوع الوقاية من الكوارث الطبيعية بمدينة "يوكوهاما" سنة ‪،1994‬‬ ‫السياق انعقد أول مؤتمر ي‬ ‫"كوب" بنفس الدولة اليابان سنة ‪ 2،2006‬وقد شارك المغرب فيهما معا‪ ،‬وقدم‬ ‫ثاب بمدينة‬ ‫ثم تاله مؤتمر ي‬ ‫ي‬ ‫خاللهما التوجهات العامة لسياسة البالد يف هذا الموضوع‪ ،‬وكذلك تقريرا أوليا يف إطار االتفاقية مع األمم‬ ‫المتحدة يف أكتوبر ‪ ،2001‬ولعل أهم ما جاء فيه أن المغرب شهد خالل العقود الثالثة األواخر من القرن‬ ‫ر‬ ‫غت معتادة وتقلص مدة التساقطات‬ ‫الماض بوادر التحوالت المناخية؛ كتدد الجفاف وفيضانات كارثية ر‬ ‫ي‬ ‫والزماب للتساقطات المطرية‪.‬‬ ‫المجال‬ ‫وتغتات يف التوزي ــع‬ ‫الثلجية‪ ،‬ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫طبيع لألخطار‬ ‫المتوسط‪ ،‬وتضاريسه المتنوعة من البلدان المعرضة بشكل‬ ‫يعد المغرب بمناخه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وح واالشارات التاريخية‪ .‬بالرغم من تردد رفتات الجفاف‬ ‫الهيدرولوجية‪ ،‬وذلك ما يؤكده اإلرث المرفل ي‬ ‫بالمغرب خاصة ما ربي ‪ 1990‬و‪ ،2006‬فقد عرفت مجموعة من المناطق كوارث هيدرولوجية‪ ،‬خلفت‬ ‫حوال ‪ 500‬قتيل وخسائر مادية فادحة‪ ،‬وتفاقم األضار المتمثلة ف انجراف ر‬ ‫التبة وتوحل السدود‪ .‬وحاليا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التغتات المناخية‪ ،‬وكذا‬ ‫وثتة الفيضانات والخسائر المرتبطة بها يف تزيد مستمر‪ ،‬ويرجع ذلك إل‬ ‫ر‬ ‫تبدو ر‬ ‫الطبيع‪.‬‬ ‫مسؤولية اإلنسان الذي يساهم يف تنشيط النظم الهيدرولوجية من خالل أشكال تدخله يف الوسط‬ ‫ي‬ ‫‪-1‬تقرير منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة‪ ،‬لجنة الزراعة بروما ‪ ،2001‬الحد من تعرض الزراعة للكوارث ذات الصلة‬ ‫بالعواصف‪.‬‬ ‫‪-2‬نفسه‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪57‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫ر‬ ‫الن تواجه المجاالت الجبلية‪ ،‬واألحواض‬ ‫وتشكل األخطار الطبيعية من أهم المشاكل والتحديات ي‬ ‫المناح بفعل األنشطة‬ ‫التغت‬ ‫النهرية نموذج عالية حوض غيغاية يف السنوات‬ ‫األختة‪ ،‬بسبب تزايد حدة ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المحلي‪،‬‬ ‫الفاعلي‬ ‫تدبت هذه األخطار يشكل رهان‬ ‫البشية‪ ،‬وهذا ما يعيق تحقيق التنمية المستدامة‪ .‬كما أن ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وهذا ما يقودنا إل طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬ ‫بشية مختلفة‪ ،‬وطاقات ر‬ ‫عالية حوض غيغاية مجال ذو موارد طبيعية متنوعة وأنشطة ر‬ ‫بشية مهمة‪.‬‬ ‫الفاعلي‬ ‫يتعرض باستمرار لفيضانات تؤثر عىل األنشطة والموارد وتهدد حياة السكان‪ ،‬مما يفرض عىل‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫المحلي التدخل للحد من هذه األخطار‪ .‬لكن رغم المجهودات المبذولة ر‬ ‫تبف عالية حوض غيغاية مجاال‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫هشا‪ ،‬مازال يتعرض لفيضانات متواترة‪ ،‬تحول دون تحقيق التنمية المستدامة المنشودة‪ .‬ومن هنا يمكن‬ ‫طرح األسئلة التالية‪:‬‬ ‫✓ ما المقصود باألخطار الطبيعية؟‬ ‫✓ ما الخصائص الطبيعية لعالية حوض غيغاية؟‬ ‫✓ هل األخطار الهيدرولوجية تعيق تحقيق التنمية المستدامة بعالية حوض غيغاية؟‬ ‫ه الحلول الممكنة للحد من االخطار الهيدرولوجية؟‬ ‫✓ وما ي‬ ‫‪.1‬مفهوم األخطار الطبيعية‪:‬‬ ‫ الخطر‪ :‬هو الحادث المحتمل وقوعه‪ ،‬أو الذي قد يقع فعال‪ ،‬والذي قد يكون طارئا يف لحظة ال‬‫يمكن ترقبها‪ ،‬أو قد يقع ويستمر لمدة قد تقرص أو تطول‪ ،‬فهو ال يمكن اعتباره كذلك‪ ،‬إال إذا مس مجتمعا‬ ‫ر‬ ‫بشيا ومنشآته بأضار تتباين حدتها‪.3‬‬ ‫خطتة تحدث بسبب مواد أو‬ ‫ تعريف الخطر حسب منظمة األمم المتحدة‪ :‬هو ظاهرة طبيعية‬‫ر‬ ‫أنشطة ر‬ ‫وتأثتات أخرى عىل الصحة واضطرابات سوسيواقتصادية‬ ‫بشية يمكن أن تسبب خسائر يف األرواح ر‬ ‫تأثت عل البيئة‪.‬‬ ‫أو ر‬ ‫اإلنجلتية (‪ ،)Risk‬ال يوجد تعريف ثابت أو مفهوم محدد لمصطلح الخطر‪ ،‬ولكن من الممكن‬ ‫وباللغة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫سء ما يهدده‪ ،‬وقد يحدث له عند سماعه‪ ،‬أو‬ ‫تعريفه بأنه شعور‪ ،‬أو حالة تصيب الشخص عندما يواجه ي‬ ‫رؤيته‪ ،‬أو شمه‪ ،‬وترتبط فكرة الخطر‪ ،‬مع العديد من المفاهيم األخرى‪ ،‬ومن أهمها‪ :‬الخوف‪ ،‬والشك‪ ،‬وعدم‬ ‫تأثت الخطر حسب طبيعته‪ ،‬وكيفية تعامل الشخص معه‪،‬‬ ‫وغتها‪ ،‬وتختلف درجة ر‬ ‫القدرة عىل التأكد ر‬ ‫ر‬ ‫الن أدت إليه‪.‬‬ ‫واألسباب ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ ّ‬ ‫غت متوقع مسبقا‪ ،‬وتكون خارجة عن سيطرة‬ ‫تصنف المخاطر عموما بأنها أحداث مفاجئة‪ ،‬أغلبها ر‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والن‬ ‫الن تتصل بحادث ثابت‪ ،‬أو مؤقت‪ ،‬بعكس بعض المخاطر األخرى‪ ،‬ي‬ ‫األفراد‪ ،‬وخصوصا أنواع الخطر ي‬ ‫من الممكن التخطيط لها‪ ،‬أو تدارك وقوعها‪ ،‬مثل‪ :‬الخطر االقتصادي‪ ،‬والذي ُيعالج عن طريق اللجوء إل‬ ‫‪ -3‬حسن المباركي‪ ،‬االتجاه السلوكي في الجغرافيا ودوره في فهم المخاطر الطبيعية وفي إعداد المجال الريفي‪ ،‬حالة المسألة المائية‬ ‫بسهل الحوز‪ ،‬دراسات مجالية‪ ،‬جهة مراكش تانسيفت الحوز‪ ،‬ماي ‪ ،2007‬ص ‪.9‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪58‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫ر‬ ‫تأثته‬ ‫السلن عىل الفرد‪ ،‬أو األفراد الذين يتعرضون‬ ‫الن تساعد يف الحد من ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫التفكت السليم‪ ،‬ووضع الحلول ي‬ ‫له‪.4‬‬ ‫أسباب الخطر‪:‬‬ ‫•‬ ‫اكي‪ ،‬والعواصف‪.‬‬ ‫أسباب طبيعية‪ ،‬مثل‪ :‬الفيضانات‪ ،‬الزالزل‪ ،‬الت ر‬ ‫•‬ ‫أسباب ر ّ‬ ‫بشية‪ ،‬مثل‪ :‬الجرائم‪ ،‬والعنف‪.‬‬ ‫•‬ ‫أسباب ّ‬ ‫مادية‪ ،‬مثل‪ :‬سقوط عمارة سكنية‪ ،‬أو انفجار يف محرك السيارة‪.‬‬ ‫•‬ ‫ّ‬ ‫مال‪.‬‬ ‫أسباب مالية‪ ،‬مثل‪ :‬الخسارة المالية يف االستثمارات‪ ،‬أو فقدان مبلغ ي‬ ‫أنواع الخطر‪:‬‬ ‫الخطر العام‪ :‬هو الخطر الذي يؤثر عىل مجموعة من األشخاص‪ ،‬مثل‪ :‬خطر حدوث حريق يف عمارة سكنية‪،‬‬ ‫الكهرباب‪ ،‬وعودة الكهرباء بشكل مفاح‪ ،‬نتيجة لوجود عطل يف أسالك التوصيل‪،‬‬ ‫عند تعطل مولد التيار‬ ‫ي‬ ‫السكن‪.‬‬ ‫الخ‬ ‫أو حدوث هزة أرضية قوية تؤثر عىل ي‬ ‫ي‬ ‫الخطر الخاص‪ :‬هو الخطر الذي يؤثر عىل شخص واحد بشكل فردي‪ ،‬أو عىل مجموعة أفراد بشكل خاص‪،‬‬ ‫مثل‪ :‬التعرض للتهديد بالرصب‪ ،‬أو لهجوم عنيف‪ ،‬أو لحادث مروري‪ ،‬أثناء قيادة السيارة‪ ،‬أو الركوب يف‬ ‫وسيلة مواصالت عامة‪.5‬‬ ‫‪ .2‬الخصائص الطبيعية لعالية حوض غيغاية‪:‬‬ ‫‪ 1.2‬مجال موقع مجال الدراسة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الطبيع‬ ‫عالية حوض غيغاية مجاال لممارسة مجموعة من األنشطة االقتصادية‪ ،‬نظرا لتنوعه‬ ‫ي‬ ‫الغرب وسهل الحوز‪ ،‬وهو من األحواض الصغرى‬ ‫الكبت‬ ‫من حيث الموارد‪،‬‬ ‫ينتم طبيعيا إل جبال األطلس ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لحوض تانسيفت‪ .‬وتحده منطقة تفنوت جنوبا ثم حوض أوريكا ررسقا وحوض نفيس غربا‪ ،‬هذا التنوع‬ ‫التضاريس انعكس عىل النشاط االقتصادي‪ ،‬حيث نجد المزروعات الشجرية والحولية بالمنخفضات‬ ‫ي‬ ‫الرع عىل هوامش‬ ‫ف‬ ‫فتستغل‬ ‫السفوح‬ ‫عىل‬ ‫أما‬ ‫العليا‬ ‫النهرية‬ ‫بالدرجات‬ ‫الشعت‬ ‫اعة‬ ‫ر‬ ‫وز‬ ‫وإمليل)‪،‬‬ ‫(أسن‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تغط جل المرتفعات بعالية حوض غيغاية‪ .‬والخريطة التالية توضح موقع عالية حوض غيغاية‬ ‫الن‬ ‫الغابة ي‬ ‫ي‬ ‫ضمن حوض تانسيفت‪.‬‬ ‫‪- 4‬رضوان الحداوي ‪ ،2019‬تدبير األخطار الطبيعية بحوض غيغاية ورهانات التنمية المستدامة "نموذج األخطار الهيدرولوجية"‪ ،‬بحث‬ ‫ماستر متخصص‪ ،‬دينامية األوساط والتدبير المندمج للموارد الطبيعية بالمغرب‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪) http://mawdoo3.com-5‬اطلع عليه يوم ‪ 20/08/2021‬على الساعة ‪(10 :00‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪59‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫خريطة رقم ‪:1‬‬ ‫توطي المجال المدروس‬ ‫ر‬ ‫اض ‪ MNT‬باستعمال برنامج ‪ARCGIS‬‬ ‫شخض باالعتماد عىل النموذج‬ ‫المصدر‪ :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫الرقم لألر ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 2.2‬الخصائص الطبوغرافية‬ ‫الجبىل‬ ‫أ‪-‬تضاريس صعبة يغلب عليها الطابع‬ ‫ي‬ ‫يغلب عىل عالية حوض غيغاية الطابع الجبىل‪ ،‬إن لم نقل أنها جبلية بأكملها‪ ،‬إذ تغط الجبـال ر‬ ‫أكت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫من ‪ %95‬من تراب الحوض‪ .‬ويتمركز بها جبال ذات ارتفاعات مهمة ومنها جبل توبقال ‪ 4167‬مت (أعىل‬ ‫العرب)‪.‬‬ ‫وبالتال يعرف حوض غيغاية تساقطات ثلجية مهمة خالل فصل‬ ‫قمة بشمال إفريقيا والعالم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الشتاء مما ينعكس ايجابيا عىل جريان العيون واألنهار يف فصل الصيف‪.6‬‬ ‫‪-6‬رضوان الحداوي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪60‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫ب‪-‬البنية الجيولوجية‬ ‫تلعب الجيولوجية دورا مهما ف العمل الجيومورفولوح داخل األحواض النهرية‪ ،‬ر‬ ‫العيداب‬ ‫فالتكيب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تتغت بفعل عوامل مناخية من‬ ‫‪،‬‬ ‫الن‬ ‫السطح‬ ‫مظاهر‬ ‫مختلف‬ ‫تشكيل‬ ‫للصخر ونظام بنائه من أساسيات‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫خالل رفتات زمنية طويلة‪.‬‬ ‫بتأثتها القوي‪ ،‬بسلسلة من الدورات التكتونية النشيطة‬ ‫تتمت جيولوجية المنطقة المدروسة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الباحثي‬ ‫كبت عىل جيومورفولوجية المنطقة‪ .‬حسب مجموعة من‬ ‫والمختلفة‪،‬‬ ‫والن أثرت بشكل ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الجيومورفولوجيي‪ ،‬مثل ‪ )1941( J. Dresch‬و‪ )1973( P.roust‬اللذان رمتا ربي سلسلة طولية لهذه‬ ‫ر‬ ‫وه المنطقة الشبه أطلسية والمنطقة المحورية لغيغاية‪.7‬‬ ‫المجاالت من الشمال نحو الجنوب‪ ،‬ي‬ ‫تتمت بنوع من التعقيد والتنوع‪ .‬إذ تتشكل من صخور‬ ‫إذن فالبنية الجيولوجية لعالية حوض غيغاية ر‬ ‫وغت نافذة ب ‪ .%859‬كالكلس والشيست‪ ،‬لهذا ستظل من العوامل المساعدة يف‬ ‫شبه نافذة بنسبة ‪ 15%‬ر‬ ‫ر‬ ‫الن تلحق بالصبيب‪.‬‬ ‫تغيت نظام الجريان واتجاهه وكذلك مدة االستجابة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والتغتات ي‬ ‫‪ 3.2‬مناخ متنوع‬ ‫الفالح‪ ،‬وبحكم موقع‬ ‫تلعب عناض المناخ من حرارة وتساقطات ورياح دورا أساسيا يف النشاط‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫المنطقة ربي المرتفعات الجبلية‪ ،‬فإن مناخها يتسم بالتودة شتاء واالعتدال صيفا‪ .‬وقد صنفه (أومت ي‬ ‫البيومناح الشبه جاف إل الشبه رطب شتاء‪ ،‬انطالقا من محطة أوكايمدن وأرمد‬ ‫‪ )Emberger‬ضمن النطاق‬ ‫ي‬ ‫التال ذلك‪:‬‬ ‫وآسن‪ ،‬كما يوضح المبيان ي‬ ‫ي‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-Cheggour A (2008): Mesures de l’érosion hydrique à différentes échelles spatiales dans un bassin versant‬‬ ‫‪montagneux semi-aride et spatialisation par des S.I.G, Application au bassin versant de la Rhéraya, Haut Atlas,‬‬ ‫‪Maroc, thèse de doctorat, Faculté des Sciences Semlalia, université Cadi Ayyad Marrakech, P38.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪- Abourida F (2007): Approche hydrogéologique de la nappe du Haouz (Maroc) par télédétection, isotopie, SIG‬‬ ‫‪et modélisation, thèse de doctorat, Faculté des Sciences Semlalia, université Caddi Ayyad Marrakech, P 38.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪61‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫ألسن وأوكيمدن وأرمد (عالية حوض غيغاية)‬ ‫المناح‬ ‫مبيان رقم ‪ :1‬الموقع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المناح ل ـ ‪Emberger‬‬ ‫داخل الرسم‬ ‫ي‬ ‫المصدر‪CHEGGOUR.A 2008:‬‬ ‫أ‪-‬تساقطات متباينة ومهمة حسب االرتفاع‬ ‫األساس للموارد المائية المستعملة يف النشاط‬ ‫تعتت التساقطات بنوعيها المطرية والثلجية‪ ،‬المصدر‬ ‫ي‬ ‫الفالح‪ ،‬حيث تعد مصدرا أساسيا للمياه المغذية للفرشات الباطنية والسطحية‪ .‬وبحكم موقع حوض‬ ‫ي‬ ‫غيغاية‪ ،‬فإن التساقطات تسجل تذبذبا متدرجا ربي المناطق المنخفضة والمناطق الجبلية؛ إذ يتفاوت‬ ‫معدلها من سنة إل أخرى‪ .‬وسنحاول من هذا المنطلق دراسة النظام المطري للمنطقة‪.‬‬ ‫ب‪-‬التساقطات المطرية السنوية بعالية حوض غيغاية‬ ‫المبيان رقم ‪ :2‬التساقطات السنوية بمحطة أرمد‪ -‬إمليل‬ ‫التساقطات ب ملم‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1998/99‬‬ ‫‪1999/00‬‬ ‫‪2000/01‬‬ ‫‪2001/02‬‬ ‫‪2002/03‬‬ ‫‪2003/04‬‬ ‫‪2004/05‬‬ ‫‪2005/06‬‬ ‫‪2006/07‬‬ ‫‪2007/08‬‬ ‫‪2008/09‬‬ ‫‪2009/10‬‬ ‫‪2010/11‬‬ ‫‪2011/12‬‬ ‫‪2012/13‬‬ ‫‪2013/14‬‬ ‫‪2014/15‬‬ ‫‪2015/16‬‬ ‫‪2016/17‬‬ ‫‪2017/18‬‬ ‫الماب لتانسيفت ‪ 2018‬بترصف‬ ‫المصدر‪ :‬إحصائيات مناخية‪ ،‬وكالة الحوض‬ ‫ي‬ ‫يتضح من خالل المبيان أعاله أن التساقطات ترتفع كمياتها بشكل عام كلما زاد االرتفاع‪ ،‬ذلك أن‬ ‫أكت من ‪ 500‬ملم‪/‬سنة‪ ،‬وتتجاوز هذا المعدل بكثت ف العلو ر‬ ‫الجبال العليا تستقبل ر‬ ‫األكت من ‪ 4000‬ر‬ ‫مت‬ ‫ر ي‬ ‫حي تنخفض إل ‪ 250‬ملم‪/‬سنة ف المناطق ر‬ ‫المشفة عىل الدير‪.‬‬ ‫حيث تصل إل‬ ‫حوال ‪ 1000‬ملم‪/‬سنة‪ ،‬يف ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪62‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫كما تتخذ التساقطات شكل ثلوج (ما يقارب ‪ %20‬إل ‪ % 80‬من مجموع التساقطات)‪ ،‬وتطول مدة الثلوج‬ ‫من شهرين إل خمسة أشهر‪ ،‬بداية من نونت إل دجنت (نموذج سنة ‪ ،)2018‬أو قد تدوم إل غاية شهر أبريل‬ ‫الكىل للثلوج‪ .‬وتساهم التساقطات الثلجية بنصيب وافر من صبيب وادي غيغاية قد يصل‬ ‫وقت الذوبان ي‬ ‫إل ‪.% 48.6‬‬ ‫ج‪-‬التساقطات الشهرية‬ ‫بالنسبة للتساقطات الشهرية فإنها ترتفع يف شهر أكتوبر ونونت ودجنت‪ ،‬ومنخفضة يف شهر يوليوز‬ ‫وشتنت بصفة عامة‪ .‬لكن نجد أن شهر أكتوبر وأبريل ه ر‬ ‫المطتة خاصة بمحطة تحناوت‬ ‫أكت األشهر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫يتمت بالجفاف‬ ‫الن يشكل بها أكتوبر وفتاير األشهر‬ ‫المطتة‪ ،‬حيث أن شهر يوليوز ر‬ ‫ر‬ ‫بخالف محطة أرمد ي‬ ‫الموال‪:‬‬ ‫بمحطة تحناوت‪ ،‬وشهر غشت ويوليوز وماي بالنسبة لمحطة أرمد كما يجسده المبيان‬ ‫ي‬ ‫مبيان رقم ‪ :3‬التوزي ــع الشهري لمتوسط التساقطات بحوض غيغاية من ‪ 1969‬إل ‪.2018‬‬ ‫تحناوت‬ ‫ملم‬ ‫أرمد‬ ‫‪70,0‬‬ ‫‪60,0‬‬ ‫‪50,0‬‬ ‫‪40,0‬‬ ‫‪30,0‬‬ ‫‪20,0‬‬ ‫‪10,0‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫الماب لتانسيفت ‪.2017‬‬ ‫المصدر‪ :‬وكالة الحوض‬ ‫ي‬ ‫كبت‬ ‫باإلضافة إل عدم انتظام التساقطات وتباين نوعها بحوض غيغاية‪ ،‬هناك كذلك اختالف‬ ‫مجال ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫النباب‪.‬‬ ‫الكبت وكذا ارتباطها بالغطاء‬ ‫لتوزيعها مرتبط عموما باالرتفاع واالنحدار‪ ،‬وتموضعها يف جبال األطلس ر‬ ‫ي‬ ‫‪.3‬الخصائص الهيدرولوجية لحوض غيغاية‬ ‫‪ 1.3‬شبكة تصرﯾف الحوض النهري لواد غﯾغاﯾة‬ ‫يتمت حوض واد غيغاية بشبكة هيدروغرافية كثيفة ومعقدة‪ ،‬حيث يدخل واد غيغاية بدوره ضمن‬ ‫ر‬ ‫األحواض الثانوية لحوض تانسيفت‪ .‬ينبع من جبال توبقال حيث تغذيه باألساس روافد ) ايت رمتان‪ ،‬إمنان‪،‬‬ ‫إرسدان‪ ،‬إسكوان)‪ 9‬وغالبا ما تكون موسمية وجافة ف الصيف‪ ،‬وعنيفة خالل ر‬ ‫المطتة‪ .‬ويجتمع‬ ‫الفتات‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫‪.‬‬ ‫أسن عىل واد غيغاية فاألول يقع رسقا ويتصف بعمق‬ ‫الرافدان ايت رمتان وإمنان قبل أن يقطع منخفض ي‬ ‫‪-9‬موالي لحسن الفارسي ‪ ،2016‬الدينامية المجالية ألطلس مراكش حالة حوضي غيغاية وأوريكة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في‬ ‫الجغرافيا‪ ،‬كلية الىداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش ص ‪.51‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪63‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫الطول‬ ‫العرض‪ ،‬أما بالنسبة التجاهه‬ ‫مجراه من جهة لكنه ضيق المصب من جهة ثانية خاصة يف اتجاهه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تبي الخريطة التالية‪:‬‬ ‫فهو يتسم باالستطالة كما ر‬ ‫خريطة رقم ‪ :2‬الشبكة المائية لعالية حوض غيغاية‬ ‫شخض باستعمال برنامج ‪ArcGIS‬‬ ‫المصدر‪MNT :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪64‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫تغتات الصبيب السنوي السائل‬ ‫‪ -2.3‬ر‬ ‫المبيان رقم ‪ :4‬متوسط الصبيب السنوي لواد غيغاية بمحطة تحناوت (‪)2018 /2017 -1962/1961‬‬ ‫الصبيب م‪/3‬ث‬ ‫‪5,00‬‬ ‫‪4,50‬‬ ‫‪4,00‬‬ ‫‪3,50‬‬ ‫‪3,00‬‬ ‫‪2,50‬‬ ‫‪2,00‬‬ ‫‪1,50‬‬ ‫‪1,00‬‬ ‫‪0,50‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪1961/62‬‬ ‫‪1963/64‬‬ ‫‪1965/66‬‬ ‫‪1967/68‬‬ ‫‪1969/70‬‬ ‫‪1971/72‬‬ ‫‪1973/74‬‬ ‫‪1975/76‬‬ ‫‪1977/78‬‬ ‫‪1979/80‬‬ ‫‪1981/82‬‬ ‫‪1983/84‬‬ ‫‪1985/86‬‬ ‫‪1987/88‬‬ ‫‪1989/90‬‬ ‫‪1991/92‬‬ ‫‪1993/94‬‬ ‫‪1995/96‬‬ ‫‪1997/98‬‬ ‫‪1999/00‬‬ ‫‪2001/02‬‬ ‫‪2003/04‬‬ ‫‪2005/06‬‬ ‫‪2007/08‬‬ ‫‪2009/10‬‬ ‫‪2011/12‬‬ ‫‪2013/14‬‬ ‫‪2015/16‬‬ ‫‪2017/18‬‬ ‫الماب لتانسيفت بترصف‬ ‫المصدر‪ :‬وكالة الحوض‬ ‫ي‬ ‫تغتات وتذبذبات رتتاوح‬ ‫نالحظ من خالل المبيان أعاله أن الصبيب السنوي لواد غيغاية يعرف ر‬ ‫ما ربي ‪ 0.1‬م‪/ᶟ‬ث يف موسم ‪ 2001-2000‬بصبيب ضعيف‪ ،‬و‪ 3.8‬م‪/ᶟ‬ث يف موسم ‪ 1991-1990‬بصبيب‬ ‫وف موسم ‪ 2015-2014‬سجل صبيب مهم بمتوسط ‪ 3‬م‪/ᶟ‬ث حيث عرف هذا الموسم تساقطات‬ ‫مرتفع‪ .‬ي‬ ‫المناح‬ ‫والتغت‬ ‫التغتات مرتبطة بالمناخ الشبه الجاف‬ ‫ر‬ ‫مرتفعة مما أدى إل فيضان واد غيغاية‪ .‬وكل هذه ر‬ ‫ي‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫‪-3.3‬الخصائص المورفومترﯾة لحوض واد غﯾغاﯾة‬ ‫ر‬ ‫كيلومت‪ ،‬أما طول واد غيغاية‬ ‫حوال ‪78‬‬ ‫تصل مساحة حوض غيغاية إل ‪ 225‬كلم‪ ،2‬ويبلغ محيطه‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫حوال ‪ 16.5‬كلم‪ .‬يلعب اتساع الحوض دورا‬ ‫كيلومت‪ .‬وفيما يخص العرض فهو ذو عرض يبلغ‬ ‫يصل ال ‪32‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تعرفها االحواض النهرية‪ ،‬اذ يساهم االتساع عىل جميع كميات مهمة من‬ ‫أساسيا يف عمليات الفيض ي‬ ‫كبت من الكميات‬ ‫التساقطات‪ ،‬حيث كلما اتسع الحوض ويميل نحو الشكل الدائري إال واستفاد بشكل ر‬ ‫وخطتة‪.‬‬ ‫المطرية المتساقطة‪ .‬وبذلك ينتتج عنه قمة فيضان عالية‬ ‫ر‬ ‫‪ -4‬الخصائص الشكلية لعالية حوض واد غيغاية‬ ‫‪ 1.4‬معامل التماسك‬ ‫ويقصد به أيضا "نسبة االستدارة"‪ ،‬ويعت عن مدى اتخاذ االحواض المائية للشكل الدائري وعن مدى‬ ‫انتظام خط تقسيم المياه‪ .‬فكلما ر‬ ‫اقتبت هذه النسبة من ‪ 1‬إال واتخذ الحوض الشكل الشبه الدائري‪،‬‬ ‫قصتة وتمتد‬ ‫والعكس صحيح اثناء ابتعاد النسبة من ذلك‪ ،‬حيث يميل ال االستطالة‬ ‫وبالتال تكون روافده ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن رتتاوح ربي (‪ )1-0‬امتداد مساحة الحوض‬ ‫عىل مسافات مستطيلة ر‬ ‫وغت منتظمة‪ .‬تصف نسبة االستطالة ي‬ ‫ر‬ ‫وتشت القيم المنخفضة لهذا المعامل عىل اقتاب الحوض من المستطيل‪.‬‬ ‫مقارنة مع الشكل المستطيل‪.‬‬ ‫ر‬ ‫مؤرس ر‬ ‫وسنقوم بحساب معامل التماسك لحوض واد غيغاية باالعتماد عىل ر‬ ‫التاص‪:‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪65‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫ؤرس ر‬ ‫‪ :KG‬م ر‬ ‫التاص‬ ‫‪ : P‬محيط الحوض بالكلم‬ ‫‪ : A‬مساحة الحوض بالكلم‪2‬‬ ‫‪KG=1.45‬‬ ‫ومن خالل هذا المعامل وجدنا أن القيمة تساوي ‪ 1.45‬لحوض غيغاية‪ ،‬مما يدل عىل أن الحوض‬ ‫ر‬ ‫السء الذي ينعكس عىل نظام الترصيف الذي يبلغ الذروة ر‬ ‫ر‬ ‫مبارسة‬ ‫يتخذ شكل‬ ‫ي‬ ‫طول يقتب من االستطالة‪ .‬ي‬ ‫قصتة‪.‬‬ ‫مع سقوط األمطار‪ ،‬كما أن المدة الزمنية الالزمة لوصول موجة الفيضان ر‬ ‫‪2.4‬شكل عالية حوض غيغاية‬ ‫يشبه هذا الحوض الرصف النهري الشجري‪ ،‬ينشأ هذا النوع من الرصف تحت خصائص طبيعية‬ ‫معينة‪ ،‬من أهمها الطبقة السائدة يف الصخور الرسوبية وتجانس الطبيعة الصخرية وزيادة مسامية ونفاذية‬ ‫ر‬ ‫الن بزيادتها يزداد تفرع الشبكة النهرية‪.‬‬ ‫الصخر‪ .‬كما يتأثر يف طبيعة المناخ‪ ،‬السيما كمية األمطار الساقطة ي‬ ‫ويتأثر أيضا بالمرحلة التطورية لحوض الرصف النهري كلها عوامل ساعدت يف تطور هذا النوع من األحواض‪.‬‬ ‫‪-5‬األخطار الهيدرولوجية بحوض غيغاية‬ ‫يعتت حوض غيغاية من ر‬ ‫أكت االحواض النهرية عرضة ألخطار الفيض‬ ‫الفجاب والشي ــع وتنتج‬ ‫ي‬ ‫فيضاناته المدمرة عن االمطار الكثيفة المعروفة ربتكزها يف المكان‪ ،‬اضافة ال قدرة الوادي يف العالية عىل‬ ‫النحت والتعرية وحمولته الصلبة المرتفعة دائما‪.‬‬ ‫الستورة التاريخية لمسار الفيضانات بحوض غيغاية‬ ‫‪ -1.5‬ر‬ ‫الماض تردد مجموعة من الفيضانات‪ ،‬خلفت خسائر‬ ‫شهد حوض غيغاية منذ الستنيات من القرن‬ ‫ي‬ ‫فادحة ر‬ ‫بشية واقتصادية واجتماعية‪:‬‬ ‫فيضان ‪ :1995‬سجل يوم ‪ 17‬غشت ‪ 1995‬أعىل صبيب بـ ‪ 680‬م‪/ᶟ‬ث وخلف عدة خسائر بمنطقة الرح‬ ‫جماعة موالي إبراهيم‪ ،‬منها ر‬ ‫البشية وفاة ‪ 5‬أشخاص و‪ 7‬جرح وعىل المستوى األنشطة إتالف مجموعة‬ ‫وف منطقة إمليل ترصر األنشطة السياحية‬ ‫تتمت‬ ‫ر‬ ‫وتدمت ‪ 40‬سيارة بحكم أن المنطقة ر‬ ‫اض الزراعية‪ ،‬ي‬ ‫من األر ي‬ ‫سكن داخل الحوض‬ ‫أسن الذي يضم أكت مركز وأهم تجمع‬ ‫بالسياحية‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫وف سافلة الحوض نجد منخفض ي‬ ‫وبالقرب من المحطة الهيدرلوجية المرجعية‪.‬‬ ‫فيضان ‪ :1999‬تدفق الصبيب وصل ‪ 500‬م‪/ᶟ‬ث وحدث الفيض بواد إمليل من ‪ 11‬إل ‪ 15‬أكتوبر وكذلك‬ ‫تدمت مجموعة من الطرق منها الطريق‬ ‫يوم ‪ 28‬أكتوبر‪ ،‬وبواد غيغاية ‪ 28‬أكتوبر وتسبب هذا الفيضان يف ر‬ ‫اإلقليم ‪.203‬‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪66‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫أسن بعد عاصفة ‪2006/04/25‬‬ ‫صورة رقم ‪:1‬‬ ‫ر‬ ‫تدمت الطريق ربي محطة تحناوت وجماعة ي‬ ‫الماب تانسيفت مراكش‬ ‫المصدر‪ :‬وكالة الحوض‬ ‫ي‬ ‫فيضان ‪ :2006‬تسبب هذا الفيض الذي وصل إرتفاعه إل ‪ 1.5‬ر‬ ‫مت يف قطع الطريق ربي جماعة موالي‬ ‫اإلقليم بالقرب من مجرى واد غيغاية‪.‬‬ ‫أسن‪ ،‬نظرا لكون الطريق‬ ‫ي‬ ‫إبراهيم وجماعة ي‬ ‫اض الفالحية‬ ‫فيضان ‪ :2014‬يف يوم ‪ 2014/11/11‬فيضان واد غيغاية يجتاح مساحات شاسعة من األر ي‬‫ر‬ ‫الست ببعض‬ ‫المغروسة‪ ،‬إضافة إل تدفق السيول من بعض الشعاب‪ ،‬بما يتتب عنها من توقف حراكة ر‬ ‫الطرق‪.‬‬ ‫أسن‪ ،‬وذلك‬ ‫طي ووفاة‬ ‫ر‬ ‫فيضان ‪ :2015‬أدى هذا الفيضان إل إنهيار مت رلي من ر‬‫شخصي يف دوار العرب ي‬ ‫ر‬ ‫الن عرفها حوض غيغاية‪.‬‬ ‫بسبب التساقطات المهمة ي‬ ‫فيضان ‪ :2018‬يوم ‪ 7‬مارس ‪ 2018‬عرفت منطقة إمليل تساقطات غزيرة نتج عنها حموالت مهمة لألودية‬‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تعتمد‬ ‫كبتة عىل المستوى‬ ‫الن‬ ‫تنتم لحوض غيغاية‪ ،‬وخلفت أضار ر‬ ‫الطبيع واألنشطة االقتصادية ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫اض الزراعية‪ .‬والصورة التالية‬ ‫عليها ساكنة الحوض‪ ،‬وأتلفت العديد من المنشآت والبنيات التحتية واألر ي‬ ‫توضح اسفله‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪67‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫الصور رقم ‪ :2‬انهيار طريق إمليل بسبب الفيضانات وإنجراف ر‬ ‫التبة والجالميد يوم ‪ 7‬مارس ‪2018‬‬ ‫المصدر‪ :‬رضوان الحداوي ‪ ،2019‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬ ‫ماب لألودية‪ ،‬خاصة مع‬ ‫يوم ‪ 4‬و‪ 11‬غشت ‪ 2018‬أدت التساقطات الرعدية الفجائية إل جريان ي‬ ‫امتداد حموالت مهمة ر‬ ‫لفتة زمنية مهمة ساعات‪ ،‬لكن دون تسجيل أي خسائر‪ .‬أما يوم الخميس ‪ 13‬شتنت‬ ‫شهد إقليم الحوز تساقطات مطرية غزيرة‪ ،‬خلفت فيضانات يف مجموعة من روافد واد غيغاية خاصة‬ ‫بمنطقة إمليل‪ ،‬نتج عن ذلك خسائر مهمة تتجىل يف إتالف بعض الحقول والضيعات الفالحية وجرف‬ ‫ر‬ ‫الن عاشت يف‬ ‫الماشية واألشجار‪ ،‬وإنقطاع مجموعة من الطرق ربي إمليل‬ ‫وأسن ومجموعة من الدواوير ي‬ ‫ي‬ ‫عزلة تامة لمدة أسبوع‪ ،‬ونخص بالذكر األحواض الثانوية المكونة لحوض غيغاية (حوض إمليل‪ ،‬حوض‬ ‫وف هذا السياق استنفرت السلطات األقليمية جميع األجهزة‬ ‫سيدي فارس‪ ،‬حوض إمنان‪ ،‬وحوض ارستك)‪ ،‬ي‬ ‫المكونة للجنة اليقظة بإقليم الحوز‪ ،‬من أجل رفع حالة تأهبها بهدف ضمان مرور األمطار الرعدية دون‬ ‫خسائر مادية أو ر‬ ‫بشية‪.‬‬ ‫الصورة رقم ‪ :3‬قنطرة واد إمليل‬ ‫المصدر‪ :‬عدسة شخصية ‪ 30‬يوليوز ‪2018‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪68‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫المدب لتنقية القناطر‬ ‫توضح الصورة أعاله عدم تدخل الجهات المسؤولة وال جمعيات المجتمع‬ ‫ي‬ ‫والن ر‬ ‫ر‬ ‫تبف حاجزا أمام مرور مياه واد إمليل أثناء الفيض‪ ،‬حيث من ربي‬ ‫من األوحال والنفايات العالقة بها‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫صالحي لترصيف المياه (باللون األخرص يف‬ ‫عش ممرات (باللون األحمر يف الصورة) نالحظ ممرين فقط‬ ‫ر‬ ‫تبي الصورة التالية‪:‬‬ ‫الصورة)‪ .‬وهذا ما يؤدي إل فيضان الواد عىل الضفاف كما ر‬ ‫الصورة رقم ‪ :4‬انقطاع الطريق عىل مستوى قنطرة واد إمليل الخميس ‪ 13‬شتنت ‪2018‬‬ ‫المصدر‪ :‬رضوان الحداوي ‪ ،2019‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬ ‫أسن وإمليل‪،‬‬ ‫وإجماال فإن ارتفاع شدة األمطار وغياب شبكة الرصف‬ ‫ي‬ ‫الصخ خاصة يف مركز ي‬ ‫وكذلك غياب شبكة لترصيف مياه األمطار وتدخل اإلنسان‪ ،‬عالوة عىل بنية السليل خصوصا الضفاف‪،‬‬ ‫غت نافذة من أهم أسباب الفيضانات بحوض غيغاية‪.‬‬ ‫إضافة إل وجود تربة ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫إذن من خالل الدراسة الميدانية والصور أعاله ر‬ ‫تبي لنا ما مدى ارتفاع الخسائر المادية والبشية ي‬ ‫ر‬ ‫الن تتعرض‬ ‫تخلفها فيضانات عالية حوض غيغاية باستمرار‪ ،‬ومن هنا توصلنا إل خريطة تحدد المناطق ي‬ ‫الميداب وخريطة االرتفاعات‬ ‫لألخطار الهيدرولوجية بعالية حوض غيغاية‪ .‬باالعتماد عىل العمل‬ ‫ي‬ ‫واالنحدارات وتاري ــخ الفيضانات بالمنطقة‪:‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪69‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫خريطة رقم ‪ :3‬الفيضانات بعالية حوض غيغاية‬ ‫شخض باستعمال برنامج ‪2018 ArcGIS‬‬ ‫المصدر‪ MNT :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫ه األحواض‬ ‫نالحظ من خالل الخريطة أعاله أن المناطق المعرضة للفيضانات بدرجة قوية ي‬ ‫الصغرى المشكلة لعالية حوض غيغاية؛ كل من حوض إمليل وإمنان وارستك وسيدي فارس ومنطقة‬ ‫تشديرة‪ ،‬وذلك بسبب ضيق هذه األحواض وقوة االنحدارات واالرتفاعات المطلقة وتلقيها تساقطات‬ ‫ر‬ ‫أسن‪ ،‬لكون واد غيغاية‬ ‫ه منخفض ي‬ ‫الن تتعرض للفيضانات بدرجة متوسطة ي‬ ‫رعدية قوية‪ .‬أما المناطق ي‬ ‫نوعي‪:‬‬ ‫متسع يف السافلة‪ .‬وتنقسم الفيضانات إل ر‬ ‫ه فيضانات تأخذ وقت طويل من بضع ساعات إل بضع أيام‪.‬‬ ‫• الفيضانات البطيئة‪ :‬ي‬ ‫• الفيضانات الشيعة‪ :‬شدة األمطار (مرتبطة بالعواصف)‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪70‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫‪ -2.5‬أثـر الفيضانات عىل الحـوض‬ ‫التأثتات عىل عدة مستويات بالحوض النهري غيغاية‪،‬‬ ‫تساهم الفيضانات يف إحداث مجموعة من‬ ‫ر‬ ‫يىل‪:‬‬ ‫يمكن إجمالها فيما ي‬ ‫البين‪:‬‬ ‫المستوى‬ ‫ي‬ ‫ انهيار جوانب الواد وإغراقه بحموالت طينية نازلة من السفوح؛‬‫تغيت اتجاه الواد؛‬ ‫ إلحاق خسائر مهمة للمدرجات الزراعية بعد ر‬‫ انهيار الجسور خصوصا بالمناطق الهشة مما يؤدي إل عدم استقرار الضفاف‪ ،‬وتآكلها‬‫وبالتال الزيادة من مخاطر فيضانات أخرى‪.‬‬ ‫بفعل التعرية‬ ‫ي‬ ‫صورة رقم ‪ :5‬انجراف ر‬ ‫شتنبت ‪2018‬‬ ‫التبة والصخور عىل طريق إمليل الخميس ‪13‬‬ ‫ر‬ ‫المصدر‪ :‬رضوان الحداوي ‪ ،2019‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬ ‫البشي‪ :‬تسجيل ر‬ ‫المستوى ر‬ ‫عشات الحاالت من المفقودين والقتىل يف صفوف الساكنة المحلية ومن نزالء‬ ‫الفنادق؛‬ ‫المستوى االقتصادي‪ :‬ترصر الساكنة المحلية من جراء العزلة أيام الفيضانات؛‬ ‫المستوى المادي‪ :‬ترصر البنيات التحتية والمنشآت الخاصة والعمومية كالفنادق واألعمدة الكهربائية‬ ‫والمقاه‪،...‬‬ ‫والمدارس‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪71‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫شتنبت ‪2018‬‬ ‫صور رقم ‪ : 6‬انهيار بعض المنازل الطينية الهشة والمختلطة الخميس ‪13‬‬ ‫ر‬ ‫المصدر‪ :‬رضوان الحداوي ‪ ،2019‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬ ‫أما من خالل االستمارة الميدانية فالمبيان أسفله يوضح أن التأثت يكون ر‬ ‫أكت عىل إتالف المحاصيل‬ ‫ر‬ ‫تدمت البنيات التحتية وانهيار المنازل بـ ‪ 19‬بالمئة‪ ،‬ثم‬ ‫الزراعية يف المرتبة األول بنسبة ‪ 22‬بالمئة‪ ،‬تليها ر‬ ‫وأخت خسائر يف األرواح بـ ‪10‬‬ ‫تدمت الضيعات الفالحية بـ ‪ 16‬بالمئة‪ ،‬وفقدان الماشية بنسبة ‪ 14‬بالمئة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫بالمئة‪.‬‬ ‫تأثت فيضانات حوض غيغاية عىل األنشطة والسكان‬ ‫مبيان رقم ‪ : 5‬ر‬ ‫‪19%‬‬ ‫تدمير البنيات التحتية‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪19%‬‬ ‫إتالف المحاصيل الزراعية‬ ‫تدمير الضيعات الفالحية‬ ‫‪22%‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫فقدان الماشية‬ ‫إنهيار المنازل‬ ‫‪16%‬‬ ‫خسائر في األرواح‬ ‫المصدر‪ :‬االستمارة الميدانية ‪2018‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪72‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫الستورة‬ ‫يتمت بشبكة هيدروغرافية كثيفة وعنيفة ومعقدة‪ .‬كما أن ر‬ ‫صفوة القول أن حوض غيغاية ر‬ ‫تبي لنا أنه مجال تتعاقب عليه الفيضانات بشكل مستمر‬ ‫التاريخية لألخطار الهيدرلوجية بحوض غيغاية ر‬ ‫بسبب عدة عوامل طبيعية ر‬ ‫ر‬ ‫المغرب‪ .‬كل هذه‬ ‫الن يعرفها المجال‬ ‫وبشية إل جانب‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫التغتات المناخية ي‬ ‫العوامل والخصائص تجعلنا امام مجال هش يف ظل احتمال تعرضه لخطر الفيضان مما يعيق التنمية‬ ‫المستدامة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫المقتحة للحد من الفيضانات‬ ‫‪-3.5‬الحلول‬ ‫إن كانت الفيضانات ظاهرة طبيعية ال يمكن التحكم فيها فإن التخفيف من آثارها ممكن من خالل‬ ‫نوعي من‬ ‫التميت ربي‬ ‫اتباع مجموعة من األساليب الوقائية للحماية والتخفيف من أضارها‪ ،‬حيث يمكن‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫يىل‪:‬‬ ‫األساليب الوقائية حسب الكتابة العامة المكلفة بالماء والبيئة كما ي‬ ‫ر‬ ‫المبارسة‬ ‫• األساليب‬ ‫ تنظيف الواد والقناطر من كل ما يعيق تدفق المياه يف التيار نموذج (قنطرة واد امليل)؛‬‫ توسيع قعر المجرى للزيادة يف القدرة عىل استيعابه يف حالة ازدياد الصبيب خاصة يف المناطق الضيقة؛‬‫ تعزيز المنشآت المائية المقامة عىل جنبات األودية وتقويتها؛‬‫ تثبيت ضفاف األودية من خالل إنشاء حواجز؛‬‫أسن ومنطقة الرح بجماعة موالي إبراهيم (انظر الصورة‬ ‫ تعلية سفوح وضفاف واد غيغاية عند مركز ي‬‫رقم ‪)7‬؛‬ ‫ بناء الحواجز والمصدات‪ ،‬هيئة األحواض المائية‪.‬‬‫صورة رقم ‪ :7‬حاجز لحماية الطريق من فيضانات واد غيغاية‬ ‫المصدر‪ :‬عدسة شخصية شتنت ‪2021‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪73‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫ر‬ ‫المبارسة‪:‬‬ ‫غت‬ ‫• األساليب ر‬ ‫وتشمل كل التدخالت خارج المناطق المهددة بالفيضانات من خالل إنجاز وإقامة عدة وسائل عىل‬ ‫يىل‪:‬‬ ‫المجاري المائية المسؤولة عن الفيضانات كما ي‬ ‫ إنشاء قنوات لترصيف جزء من مياه الواد خارج مجراها‪.‬‬‫ إطالة المجاري المائية من خالل عمل حواجز تحويلية للمياه‪ ،‬لتخفيف من رسعة جريان المياه؛‬‫ تشي ــع تشيد سد غيغاية عىل واد غيغاية الذي بدأت فيه الدراسة سنة ‪2021‬؛‬‫ تهيئة وإعداد الحوض النهري ضد مخاطر التعرية؛‬‫‪ -‬تجويد البيئة من خالل إقامة المساحات الخرصاء‪.‬‬ ‫‪-6‬رهانات التنمية المستدامة‬ ‫إن اإلنسان ليس فقط غاية وهدف للتنمية‪ ،‬وإنما أيضا رأسمالها‪ ،‬الذي ال بدا منه لحصولها‪ ،‬ألنه‬ ‫ر‬ ‫الن من بينها التنمية‬ ‫يصبح المخطط والمنتج والمستهلك وهذا يتطلب بدوره اإليمان بكل مرتكزات التنمية ي‬ ‫المستدامة‪ 10،‬ر‬ ‫الن تشكل يف المغرب إحدى ركائز السياسات الحكومية والمناقشات العامة‪ ،‬وتحمل يف‬ ‫ي‬ ‫طياتها رهانات عدة عىل المستويات البيئية واالقتصادية والثقافية والمؤسساتية‪.‬‬ ‫قام المغرب ربتجمة ر‬ ‫التاماته الدولية عىل أرض الواقع يف إطار قمة ريو ‪ 1992‬وقمة جوهانسبورغ‬ ‫‪ 2002‬وقمة كوب ‪ 22‬بمراكش سنة ‪ 2016‬واالتفاقيات الدولية ذات الصلة‪ ،‬ومن هذا المنطلق وتنفيذا‬ ‫للتوجيهات الملكية السامية‪ .‬تم إدماج البيئة ف السياسات التنموية والمناهج ر‬ ‫التبوية عت اعتماد ميثاق‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫وطن شامل للبيئة والتنمية المستدامة وفق مبادئ المشاركة وااللتام والتعاقد والتشاور‪ ،‬وكذا إصدار‬ ‫ي‬ ‫القواني البيئية تهم عىل الخصوص االقتصاد األخرص‪ ،‬وترشيد المياه والطاقة والنفايات‬ ‫ترسانة من‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والمحميات الطبيعية‪ .‬وقد توجت هذه االختيارات الوطنية بالتام دستوري واضح من خالل دستور المملكة‬ ‫المغربية لسنة ‪ 2011‬الذي نص عىل مسؤولية الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات ر‬ ‫التابية يف تعبئة‬ ‫لتيست أسباب العيش يف بيئة سليمة‪ ،‬وتحقيق تنمية مستدامة تعزز العدالة االجتماعية‬ ‫كل الوسائل المتاحة‬ ‫ر‬ ‫والثقاف‪.‬‬ ‫الطبيع‬ ‫والحكامة وتحافظ عىل الموروث‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المقتحة السالفة‬ ‫لتحقيق التنمية المستدامة عىل أرض الواقع يجب تفعيل التوصيات والحلول‬ ‫الذكر ألن ذلك سيؤدي إل‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫الحفاظ عىل ر‬ ‫التبة من التعرية واالنجراف وكذلك النقص من توحل السدود عن طريق إعادة‬ ‫التشجت من طرف الجماعة ر‬ ‫التابية والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر؛‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كت عىل استعمال الطاقات المتجددة خاصة الشمسية للحماية الغابة من القطع؛‬ ‫الت ر‬ ‫التخطيط الجيد لبناء التجمعات السكانية ومنع البناء عىل ضفاف واد غيغاية وروافده؛‬ ‫اعتماد الدراسات الهيدرولوجية قبل البدء يف إجراءات اعتماد المخططات السكنية يف المراكز‬ ‫القروية والشبه حرصية‪ ،‬مع مراعاة المحافظة عىل المسارات الطبيعية لألودية؛‬ ‫‪ - 10‬رضوان الحداوي‪ ، 2017 ،‬دور الكتاب في التنمية والثقافة "جامعة القاضي عياض مراكش أنموذجا"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص‪.7 :‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪74‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫الماب؛‬ ‫العموم‬ ‫منع السكان من احتالل الملك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫اع؛‬ ‫السف‬ ‫التدبت الجيد للموارد المائية‪ ،‬باالعتماد عىل‬ ‫باإلضافة إل‬ ‫ر‬ ‫الموضع يف النشاط الزر ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أسن ألنه يهدد صحة وسالمة‬ ‫منع التلوث والتشي ــع يف إيجاد حل للمطرح‬ ‫ي‬ ‫العشواب بمنخفض ي‬ ‫السكان والموارد المائية؛‬ ‫االصطناع للفرشة المائية‬ ‫القيام بدراسة هيدروجيولوجية للتمكن من تحديد مناطق التطعيم‬ ‫ي‬ ‫الباطنية‪ ،‬وتحديد موقع بناء السدود التلية للحد من الفيض؛‬ ‫وف نفس الوقت تساهم يف‬ ‫إنشاء ر‬ ‫بحتة اصطناعية يف بعض المناطق لتجميع مياه األمطار ي‬ ‫السياحة؛‬ ‫الجماع‪،‬‬ ‫القواني خاصة قانون ‪( 36-15‬سليل كل مجرى أو شعبة يدخل ضمن المجال‬ ‫تفعيل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫يمنع استعماله)‪.‬‬ ‫خاتمة‬ ‫وصفوة القول نخلص إل أن الخصائص الطبيعية للحوض (الموقع‪ ،‬التضاريس‪ ،‬المناخ‪ ،)...‬عوامل‬ ‫مسؤولة عن األخطار الهيدرولوجية ر‬ ‫طبيع مرتبط بخصائص الحوض‪.‬‬ ‫المتددة عىل حوض غيغاية‪ ،‬ومعط‬ ‫ي‬ ‫كما تعاب الموارد الطبيعية من التدهور بفعل الضغط ر‬ ‫الغت المعقلن‪ ،‬وهذا يساهم يف قوة األخطار‬ ‫البشي ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ه المسؤولة عن هذه األخطار الهيدرولوجية من خالل تزايد السكان‬ ‫الطبيعية‪ .‬كما أن التدخالت البشية ي‬ ‫الماب عن طريق الزراعة‪.‬‬ ‫العموم‬ ‫بالملك‬ ‫والتوسع عىل ضفاف األودية واحتالل السليل أو ما يسم ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أما تدخالت الفاعلي المحلي ر‬ ‫وغت فعالة هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة‬ ‫غت عقالنية ر‬ ‫تبف محدودة‪ ،‬ألنها ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المحلي‪ ،‬مما يستوجب تدخل الدولة‪ .‬باإلضافة‬ ‫والفاعلي‬ ‫أخرى فالتحديات تفوق طاقات الجماعة التابية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫التدبت المندمج بحيث لم‬ ‫المناح‪ .‬وغياب‬ ‫التغت‬ ‫إل عدم‬ ‫ر‬ ‫الوع بشدة األخطار الطبيعية مع تفاقم حدة ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫دبت عىل الموارد المائية فقط‪.‬‬ ‫تستوعب فلسفته يف بعدها‬ ‫الشمول‪ ،‬فاقترص الت ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تعد محرك‬ ‫الن تعرقل المشاري ــع التنموية‪ ،‬كالسياحة ي‬ ‫يعتت خطر الفيضان إحدى اإلكراهات األساسية ي‬ ‫الفاعلي تفعيل الحلول المدرجة‬ ‫أساس لألنشطة االقتصادية‪ ،‬إل جانب الزراعة بحوض غيغاية‪ .‬لذلك عىل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫لتدبت األخطار الهيدرولوجية يف إطار تصور‬ ‫يف هذا المقال‪،‬‬ ‫والتدبت‬ ‫شمول عىل مستوى المؤسسات‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الن تعد ر‬ ‫ر‬ ‫استاتيجية وطنية للبالد‪.‬‬ ‫المندمج لتحقيق التنمية المستدامة ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪75‬‬ ‫تدبير األخطار الهيدرولوجية ورهانات التنمية املستدامة بعالية حوض غيغاية إقليم الحوز‬ ‫قائمة المراجع‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫وف إعداد المجال‬ ‫المبارك حسن (‪" ،)2007‬االتجاه‬ ‫السلوك يف الجغرافيا ودوره يف فهم المخاطر الطبيعية ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الريف‪ ،‬حالة المسألة المائية بسهل الحوز"‪ ،‬دراسات مجالية‪ ،‬جهة مراكش تانسيفت الحوز‪.‬‬ ‫ي‬ ‫حوض غيغاية وأوريكة"‪،‬‬ ‫الفارس موالي لحسن (‪" ،)2016‬الدينامية المجالية ألطلس مراكش حالة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف الجغرافيا‪.‬‬ ‫القاض عياض مراكش أنموذجا"‪،‬‬ ‫الحداوي رضوان (‪" ،)2017‬دور الكتاب يف التنمية والثقافة‪ ،‬جامعة‬ ‫ي‬ ‫الطبعة األول‪.‬‬ ‫"تدبت األخطار الطبيعية بحوض غيغاية ورهانات التنمية المستدامة‪ ،‬نموذج‬ ‫الحداوي رضوان (‪،)2019‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والتدبت المندمج للموارد الطبيعية‬ ‫ماست متخصص‪ ،‬دينامية األوساط‬ ‫األخطار الهيدرولوجية"‪ ،‬بحث‬ ‫ر‬ ‫بالمغرب‪.‬‬ ‫‪Cheggour A (2008): Mesures de l’érosion hydrique à différentes échelles spatiales dans un bassin‬‬ ‫‪versant montagneux semi-aride et spatialisation par des S.I.G, Application au bassin versant de‬‬ ‫‪la Rhéraya, Haut Atlas, Maroc, thèse de doctorat, Faculté des Sciences Semlalia, université Cadi‬‬ ‫‪Ayyad Marrakech.‬‬ ‫‪Abourida F (200: Approche hydrogéologique de la nappe du Haouz (Maroc) par télédétection,‬‬ ‫‪isotopie, SIG et modélisation, thèse de doctorat, Faculté des Sciences Semlalia, université Caddi‬‬ ‫‪Ayyad Marrakech.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫‪76‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫المشهد المائي وتمثالت الندرة بين وادي غدات وتساوت‬ ‫دة‪.‬وديان منعم‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫جامعة شعيب الدكالي‪-‬الجديدة‬ ‫ملخص‪:‬‬ ‫الماب ترابط جميع العناض الطبيعية كالمناخ‪ ،‬والطبوغرافية الجيولوجية ‪ ....‬المساعدة يف تكوين‬ ‫يقصد بالمشهد‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تتز الخصوصية المائية‬ ‫الن تطبع المجال‪ ،‬يف تناسق يبلور الصورة المتكاملة للمياه السطحية والجوفية ي‬ ‫المصادر المائية ي‬ ‫للمجال المحصور ربي واد غدات وتساوت‪ .‬من أجل إبراز أماكن الوفرة المائية وأماكن الندرة بأشكال عدة إما مطلقة (أي‬ ‫المالئمتي يف‬ ‫مهددة للحياة)‪ .‬أو موسمية‪ ،‬أو مؤقتة‪ ،‬أو دورية‪ ،‬وتحدث ندرة المياه عندما ال تتوفر المياه بالكمية والجودة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن ترتفع فيها معدالت االستهالك من ندرة مؤقتة‬ ‫المكان والزمان‬ ‫ر‬ ‫المناسبي وبتكلفة معقولة‪ .‬وقد ي‬ ‫تعاب المجتمعات السكانية ي‬ ‫ر‬ ‫أكت مما تعانيه المجتمعات األخرى المعتادة عىل استخدام كميات أقل من المياه‪ ،‬ومن تم قد يكون من األفضل تعريف ندرة‬ ‫المياه بأنها نقطة اختالل التوازن ربي العرض والطلب عىل المياه مما يؤدي إل أزمة مائية‪ ،‬ويتضح من ذلك أن الندرة قضية‬ ‫كيفية ر‬ ‫أكت منها كمية‪ ،‬ألن نقطة حدوثها قد تتباين من وضع آلخر‪ ..‬دون إغفال العنرص ر‬ ‫البشي يف ذلك‪ ،‬عىل اعتباره صورة‬ ‫حية متكاملة ترسمها الخصوصيات المجالية‪ .‬فدور المقاربة المشهدية تكوين صورة لهذا العنرص الحيوي عت تشخيص عناض‬ ‫ر‬ ‫والن تساهم يف تشكيله من خالل العمل‬ ‫ديناميته ورصد مختلف المصادر المائية من عيون ووديان وآبار وأثقاب وسدود‪ ،‬ي‬ ‫عىل مرجعية جغرافية تقوم بتشخيص وتحليل المشهد وجرد عوامل ديناميته ووحداته المشهدية وتمثل وممارسة الساكنة‬ ‫اتجاه "الماء"‪.‬‬ ‫الكلمات المفاتيح‪ :‬المشهد‬ ‫وادب غدات وتساوت‬ ‫ي‬ ‫الماب‪ ،‬تمثالت الندرة‪ ،‬ي ي‬ ‫‪Abstract :‬‬ ‫‪Water system, for this purpose, means all-natural factors involved in water cycle, such as weather,‬‬ ‫‪topography, geology… that lead to the formation of both surface and underground water which‬‬ ‫‪characterises water particularities in the area between Tghat and Tassout rivers. This is to determine‬‬ ‫‪the degree of water availability and its quality, both in space and time, as well as its cost‬‬‫‪effectiveness. Communities that are used to a higher level of water consumption may suffer from‬‬ ‫‪periods of short drought more than communities which are used to reduced levels of water‬‬ ‫‪consumptions. For this, it may be better to define water shortage as an imbalance between water‬‬ ‫‪demand and offer which leads to water crises which may lead to conclude that the matter of water‬‬ ‫‪shortage is relative and it is management related not quantity. It is important to draw a full picture‬‬ ‫‪of water system to evaluate its dynamics and pinpoint all water resources including springs, wells,‬‬ ‫‪dams, rivers… to determine water system characteristics, including water use and its consumption‬‬ ‫‪by communities.‬‬ ‫‪Keywords: Water system; drought; Ghdat & Tssaout rivers‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪77‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫انبنت دراسة المشهد‬ ‫اف‬ ‫ي‬ ‫الماب ربي وادي غدات وتساوت‪ ،‬عىل خلفية إبستيمولوجية للبحث الجغر ي‬ ‫يف مفهوم المشهد‪ ،‬استنادا عىل منظور الجغرافية الثقافية؛ وفق المقاربة المشهدية‪ .‬فجاءت االهتمامات‬ ‫المعاضة بموضوع المشهد يف سياق أهمية المفهوم يف أسس الجغرافية الثقافية‪ ،‬الذي تطور منذ سنوات‬ ‫الثمانينيات‪ ،‬من القرن ر‬ ‫لتأطت اإلشكالية‪.‬‬ ‫العشين‪ ،‬فإن تتير موضوع المشهد‬ ‫الماب استلزم إيجاد إطار نظري‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الثقاف إطارا مالئما لذلك‪ ،‬وعليه سنعتمد عىل‬ ‫وتعد نماذج نظرية المشهد يف الجغرافيا – وخاصة النموذج‬ ‫ي‬ ‫النماذج النظرية للمشهد بصفة عامة ر‬ ‫حن تمكننا من إبراز وتوضيح المشهد‬ ‫الماب‪ ،‬واستخالص األهداف‬ ‫ي‬ ‫المعرفية والمنهجية والمفاهيم اإلجرائية إلدراك أهمية هذه اإلشكالية‪.‬‬ ‫‪ .1‬مجال الدراسة‬ ‫ر‬ ‫والن حددها ربي الجبيالت ودير االطلس‬ ‫يعتت ‪ JEAN DRECH‬أول من وضع حدودا لسهل الحوز‪ ،‬ي‬ ‫الكبت‪ ،‬وقسمه ال الحوز ر‬ ‫وف منخ هذا‬ ‫الش ر يف والحوز‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الغرب والحوز األوسط (‪ .)PASCON .1983‬ي‬ ‫الكبت والجبيالت‪ .‬وهو عبارة عن حوض‬ ‫ينتم مجالنا لسهل الحوز الذي يتموضع ربي األطلس‬ ‫التقسيم‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫البحتة‬ ‫سهىل‬ ‫كبتين‪ :‬األول يف العالية‪ ،‬يسم تساوت العليا‪ ،‬واآلخر يف السافلة شمال الجبيالت ربي‬ ‫قطاعي ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫يسم تساوت السفىل‪ .‬أما مجالنا فيمتد من واد غدات إل حدود الضفة اليشى لواد تساوت‪ ،‬بوحدة‬ ‫وتادلة‬ ‫ي‬ ‫جبليتي ذات منطقة دير واسعة‪.‬‬ ‫سلسلتي‬ ‫سهلية منبسطة ربي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪78‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫الخريطة ‪:1‬‬ ‫توطي مجال الدراسة‬ ‫ر‬ ‫شخض‬ ‫المصدر‪ :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫‪ .2‬منهجية وأدوات‬ ‫قمنا يف هذا البحث أيضا باستحضار المقاربة المشهدية يف دراسة اإلمكانيات المائية بالجبل والسهل‪،‬‬ ‫عت المصادر السطحية والجوفية منها مع تحديد ر‬ ‫الفالح واالستهالك المت يل‪ ،‬ثم‬ ‫أكتها توظيفا يف القطاع‬ ‫ي‬ ‫قمنا بدراسة ميدانية لمجمل مراحل ر‬ ‫التود بالماء الصالح ر‬ ‫للشب انطلقت بداية يف البحث عىل مصادر‬ ‫االنتاج (اآلبار والثقوب)‪ ،‬باالعتماد عىل تطبيق ‪ OfflineMaps‬يف تحديد إحداثياتها‪ ،‬مرورا بالتوزي ــع ثم‬ ‫االستهالك‪ ،‬مقرونة بدراسة مختية لمعرفة مدى صالحية المياه المستهلكة؛ وإدراج نظم المعلومات‬ ‫ائط‪.‬‬ ‫الجغرافية (‪ )SIG‬باستعمال برنامج ( ‪ )ArcGis‬يف التمثيل الخر ي‬ ‫كما ارتكزت الدراسة عىل المقاربة الكيفية‪ ،‬باالعتماد عىل المالحظة بالمشاركة لبناء تصور عام حول‬ ‫بثالثي مقابلة الفردية والجماعية لرصد أراء السكان حول ذلك‪ ،‬ودعمها بمعطيات‬ ‫هذا االستعمال والقيام‬ ‫ر‬ ‫إدارية وتحليلها بأدوات‬ ‫اف‪ :‬صور وخرائط ذهنية همة فئة شباب المنطقة وجداول لتبيان تصور‬ ‫ر‬ ‫التعبت الجغر ي‬ ‫وتمثل السكان حول الماء‪.‬‬ ‫‪.3‬نتائج ومناقشة‬ ‫الماب‬ ‫• مفهوم المشهد‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ظهر مفهوم المشهد‬ ‫الصي خالل فتة الممالك الثالث ما ربي (‪ )220-589‬بعد‬ ‫الماب بجنوب‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫عهد أرسة هان وتطور مع هاو حيث كتب الرسام والكاتب تسونغ سينع سنة (‪ )375-443‬أول مقال عن‬ ‫المشهد (المقدمة يف رسم المشهد) ليتصور المشهد يف الشكل المادي الذي يميل نحو الروح‪ .‬فرسم المناظر‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪79‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫ر‬ ‫األدب التصويري ‪ shashui‬كما حدد‬ ‫الن تكلم عنها يف مقاله ولخصها يف مصطلح يتز فيه المشهد‬ ‫ي‬ ‫الطبيعية ي‬ ‫أنواعها ورسمها مع إرفاقها بالخط والنقوش الصينية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الن تجد فيها الفئات االجتماعية‬ ‫الجماع للمواقع‬ ‫فثقافة ‪ shashui‬تتيح فرصة االستمتاع‬ ‫ر‬ ‫الشهتة ي‬ ‫ي‬ ‫الطبيع‪ ،‬لكن هذه المتعة ال تتوقف عىل ما هو برصي للمشهد‬ ‫جماع والتمتع بالمشهد‬ ‫نفسها بشكل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن ترتكز يف مضمونها‬ ‫الطبيع البسيط بل تتطلب عدم الخلط ربي الميدان والحدائق ‪ tianya‬مع ‪ shnshui‬ي‬ ‫ي‬ ‫عىل "الجبال والمياه " كمكونات أساسية للمشهد‪ ،‬باعتبار البحار و األنهار و الجبال أماكن مقدسة ‪ .‬فللجبال‬ ‫قيمة مضافة كونها تجسد موطن اآللهة والقرب من السماء كالجبل األسطوري لها مثل الجبل األسطوري‬ ‫ر‬ ‫الصي‬ ‫الن لها أرسار الخلود‪ .‬يف‬ ‫ر‬ ‫"كونلون" الذي يجسد رمز الخلود وتحيط بها المياه كالجزر واألنهار ي‬ ‫المعاضة ظهرت فكرة جديدة تجسد المشهد‬ ‫الماب يف الماء والريـ ـح "‪ sengshui‬و ‪ "sengging‬حيث يتوافق‬ ‫ي‬ ‫هذا المفهوم مع‬ ‫الغربيي يف‬ ‫وف ألمانيا مع كلمة ‪landschaft‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تفستهم للمشهد وبالخصوص يف أوربا الشمالية ي‬ ‫يف نهاية القرن الثامن الستحضار خصوصيات البلد أو الجهة يف أوربا الجنوبية إلبراز التمثيل التصويري‪.‬‬ ‫فيقصد بالمشهد‬ ‫الماب هو ترابط جميع العناض الطبيعية كالمناخ‪ ،‬والطبوغرافية الجيولوجية‪،...‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تطبع المجال‪ ،‬يف تناسق يبلور الصورة المتكاملة للمياه السطحية‬ ‫المساعدة يف تكوين المصادر المائية ي‬ ‫ر‬ ‫الن تتز الخصوصية المائية للمجال‪ .‬وإلبراز أماكن الوفرة المائية وأماكن القلة‪ .‬دون إغفال العنرص‬ ‫والجوفية ي‬ ‫ر‬ ‫البشي يف ذلك‪ ،‬عىل اعتباره صورة حية متكاملة ترسمها الخصوصيات المجالية‪ .‬فدور المقاربة المشهدية‬ ‫تكوين صورة لهذا العنرص الحيوي عت تشخيص عناض ديناميته ورصد مختلف المصادر المائية من عيون‬ ‫ووديان وآبار وأثقاب وسدود‪ ،‬ر‬ ‫والن تساهم يف تشكيله من خالل العمل عىل مرجعية جغرافية تقوم‬ ‫ي‬ ‫بتشخيص وتحليل المشهد وجرد عوامل ديناميته ووحداته المشهدية وتمثل وممارسة الساكنة اتجاه‬ ‫"الماء"‪.‬‬ ‫• التمثالت المائية‬ ‫المهتمي بهذا المفهوم ودوره‬ ‫بعد التوضيح الدقيق لمفهوم التمثالت لغويا واصطالحيا ورصد كل‬ ‫ر‬ ‫لتبيي الوضعية‬ ‫المهم يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ .‬لذلك ارتأيت توظيفه يف دراسة اإلشكاليات المائية ر‬ ‫الحالية ورصد االرهاصات المستقبلية لهذه المادة الحيوية باعتبار الماء من أساسيات الحياة إن لم يكن‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن ربطت اإلنسان‬ ‫الحياة بعينها‪ ،‬بحيث أن مجمل تاري ــخ البشية يمكن أن يكتب عىل أساس العالقة ي‬ ‫بالحاجة إل الماء‪ .‬خاصة بمجال الدراسة‪.‬‬ ‫حيث واجهت ساكنة هذا المجال أزمة يف امدادات المياه‪ ،‬كما أن حدتها سوف تزداد يف المستقبل‬ ‫تغت نمط العيش‪ .‬وهذا يتطلب مزيدا من استهالك الموارد المائية العذبة‪ ،‬حيث دلت دراسات‬ ‫القريب نتيجة ر‬ ‫نس "‬ ‫األختة‪ .‬لذلك كان‬ ‫عدة بأن االحتياجات المائية لهذه المناطق يف تناقص شديد يف اآلونة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫السياس الفر ي‬ ‫ر‬ ‫سيأب زمن ال يجد الناس مفرا من ررسب ماء البحر‪.‬‬ ‫فيون" ‪ ،1978‬محقا بنظريته التشاؤمية عندما ضح بأنه‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫مهمتي‪:‬‬ ‫حقيقتي‬ ‫الن تتجىل يف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫لتبيي تراجع الموارد المائية ي‬ ‫الحال؛‬ ‫محدودية الموارد المائية بسبب ظروف المناخ‬‫ي‬ ‫التدريخ بسبب‬ ‫تطور المعيشة سيفرز ضغطا عىل الموارد المائية‪ ،‬واستتافها وتقلص مخزونها ونفاذها‬‫ي‬ ‫صعوبة تعويضها ف ظل ر‬ ‫الشوط أو األحوال المناخية القاسية السائدة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫فه المطالب الصامت بالمياه المتوفرة لدينا اليوم‪ ،‬فإن من‬ ‫إن األجيال القادمة تشتبك معنا يف نزاع حاد‪ ،‬ي‬ ‫الحال يدخلون يف تنافس معها يف ظل الندرة الحالية‪.‬‬ ‫يستخدمون المياه يف الوقت‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪80‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫• مفهوم الندرة‬ ‫ر‬ ‫سء ما بكمية أقل مما يرغب الناس الحصول عليه منه‬ ‫الندرة يف قاموس‬ ‫ي‬ ‫المعاب ي‬ ‫عرب ي‬ ‫عرب‪ :‬وجود ي‬ ‫وه مبدأ اقتصادي‬ ‫تعن‬ ‫ر‬ ‫باإلنجلتية‪ scarcity :‬ي‬ ‫بتجاوز الطلب عىل سلعة أو خدمة للعرض باألسعار الجارية‪ .‬ي‬ ‫ر‬ ‫غت كافية لكل الناس‪ .‬فهناك دوما حالة ندرة أي أن كمية البضائع والسلع المتوفرة دوما‬ ‫يفتض أن الموارد ر‬ ‫أقل من طلب المستهلك لها‪.‬‬ ‫فه إما مطلقة (أي مهددة للحياة)‪ ،‬أو موسمية‪ ،‬أو مؤقتة‪ ،‬أو دورية‪،‬‬ ‫تتز ندرة المياه بأشكال عدة‪ :‬ي‬ ‫المناسبي وبتكلفة‬ ‫المالئمتي يف المكان والزمان‬ ‫وتحدث ندرة المياه عندما ال تتوفر المياه بالكمية والجودة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن ترتفع فيها معدالت االستهالك من ندرة مؤقتة أكت مما تعانيه‬ ‫معقولة وقد ي‬ ‫تعاب المجتمعات السكانية ي‬ ‫المجتمعات األخرى المعتادة عىل استخدام كميات أقل من المياه‪ ،‬ومن تم قد يكون من األفضل تعريف‬ ‫ندرة المياه بأنها نقطة اختالل التوازن ربي العرض والطلب عىل المياه مما يؤدي إل أزمة مائية‪ ،‬ويتضح من‬ ‫ذلك أن الندرة قضية كيفية ر‬ ‫أكت منها كمية‪ ،‬ألن نقطة حدوثها قد تتباين من وضع آلخر‪.‬‬ ‫الدول إلدارة‬ ‫وسياسي تحت رإرساف المعهد‬ ‫الباحثي‬ ‫وتعرف األمم المتحدة يف دراسة أجرها عدد من‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المستخدمي من إمدادات المياه أو‬ ‫الكىل لجميع‬ ‫الن ينقص عندها‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫التأثت ي‬ ‫المياه ندرة المياه بأنها‪" :‬النقطة ي‬ ‫نوعيتها ف ظل ر‬ ‫التتيبات المؤسسية السائدة‪ .‬إل الحد الذي ال يمكن فيه التلبية التامة لطلب جميع‬ ‫ي‬ ‫القطاعات"‪ .‬بينما تطرح المفوضية األوربية تعريفا ر‬ ‫أكت بساطة هو "عجز المياه المتاحة عن إشباع االحتياجات‬ ‫األساسية"‪ ،‬وتنتج الندرة عن أسباب عدة تتجىل يف‪:‬‬ ‫ر‬ ‫تدمت معظم مصادر المياه العذبة حول العالم‪،‬‬ ‫وه إحدى المشاكل‬ ‫الن تسبب ر‬ ‫ر‬ ‫الخطتة ي‬ ‫ تلوث المياه‪ :‬ي‬‫وذلك بسب تلوثها بالمواد الكيماوية سواء الناتجة عن التصنيع أو االستهالك ر‬ ‫البشي؛‬ ‫ر‬ ‫اض أم عىل مصادر المياه‪ ،‬فإنها تؤدي إل‬ ‫ الرصاعات البشية‪ :‬سواء أكانت هذه الرصاعات عىل األر ي‬‫اض من الوصول إل مصادر المياه الموجودة فيها؛‬ ‫عدم قدرة الناس يف المناطق المجاورة لهذه األر ي‬ ‫تعاب من عدم وجود مصادر قريبة للمياه‪،‬‬ ‫ الجفاف وقلة مصادر المياه‪ :‬فبعض المناطق حول العالم ي‬‫أو عدم وجود أمطار كافية فيها‪ ،‬وتوجد هذه المشكلة بشكل خاص يف المناطق الصحراوية أو المعرضة‬ ‫للتصحر‪.‬‬ ‫‪ 1.3‬دور المقاربة المشهدية يف دراسة المصادر المائية‬ ‫ر‬ ‫الن تمنح اإلنسان الصيغة الحقيقية للمشهد بشكل‬ ‫ه ي‬ ‫إذا كانت العالقة ربي شكل المشهد ومضمونه ي‬ ‫عام‪ ،‬فإن معرفة وإدراك هذه الحقيقة المشهدية تطلب الرجوع إل إدراك بنية المشهد (الشكل) لفهم‬ ‫وظيفته (المحتوى)‪ .‬فقادنا األمر إل دراسة المشهد‬ ‫الماب كنظام يعكس طبيعة ونظام الماء داخل المجال‬ ‫ي‬ ‫وفق الممارسات واالستغالالت‪ ،‬وعىل هذا األساس‪ ،‬فإننا نتوح يف هذه المرحلة إبراز أشكال المشهد‬ ‫الماب‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن يعتمد عليها يف تلبية الحاجيات اليومية‪ ،‬الوديان والعيون‬ ‫ربي غدات وتساوت؛ أي المصادر المائية ي‬ ‫واألثقاب واآلبار‪ ...‬وإبراز كل شكل عىل حدة ومدى أهميته ضمن النظام‬ ‫الماب العام‪ ،‬لذى أوجب توظيف‬ ‫ي‬ ‫دراسة مشهدية بكل أبعادها‪ ،‬ر‬ ‫حن يتسن لنا تحديد وضعية المشهد‬ ‫الماب و أشكال الممارسة وسبل‬ ‫ي‬ ‫االستغالل (الشكل ‪.)1‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪81‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫الماب وغاياتها‬ ‫الشكل ‪ :1‬النماذج المعتمدة يف دراسة المشهد‬ ‫ي‬ ‫شخض‪2019‬‬ ‫المصدر‪ :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫باالعتماد عىل النماذج السابقة يف دراسة المشهد‬ ‫الماب‪ ،‬نخلص عىل أن التجسيد‬ ‫المرب له يرتكز‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عىل العالقة ر‬ ‫التابطية والتفاعلية لرؤية اإلنسان للموارد المائية‪ ،‬والذي يعكس أفاق رؤيته وتمثالته يف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المحىل‪.‬‬ ‫الحقيف للمورد‬ ‫والن ترسم المعن‬ ‫الماب‬ ‫ي‬ ‫أبعادها الطبيعية واالجتماعية ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الماب ر يف بنياته االيكولوجية‬ ‫‪ .2.3‬المشهد‬ ‫ي‬ ‫يحتوي مجالنا عىل ثروات مائية سطحية وجوفية‪ ،‬تتجىل األول يف واد غدات‪ ،‬واد الغ وواد تساوت‪،‬‬ ‫الكبت األوسط‪ ،‬إضافة إل أهمية الفرشة‬ ‫وأماسي النابعة من أطلس‬ ‫ماسي‬ ‫وأودية أخرى موسمية مثل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تغذي العيون‪ ،‬تساهم يف تزود المنازل بالماء‪ ،‬وتحديد أشكال استعمال األرض‪ ،‬إضافة‬ ‫المائية الباطنية ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المواس وتزود بالماء ر‬ ‫ر‬ ‫والسف‪.‬‬ ‫الشوب‬ ‫الن يعتمد عليها يف ارتواء‬ ‫إل الثقوب واآلبار الفردية والجماعية ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وإلعطاء كل شكل حقه البد من معرفة الوسط الحاضن له‪ ،‬دير أم سهل‪ ،‬فكليهما يحتويان عىل مصادر‬ ‫الوحدتي‪.‬‬ ‫مائية متقاربة لكن متمايزة ربي‬ ‫ر‬ ‫بحوض تانسيفت وأم الربيع بوحدة الدير‬ ‫‪1.2.3‬مشهد المجاري المائية المرتبطة‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تختق مجال الدراسة شبكة من المجاري المائية الرئيسية والثانوية‪ ،‬مشكلة أودية متعمقة بالدير‬ ‫غت أنها عند خروجها إل السهل تكاد تكون سطحية‪.‬‬ ‫العلوي‪ ،‬ر‬ ‫‪ 1.1.2.3‬المجاري الرئيسية لحوض تانسيفت‬ ‫• واد غدات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ينبع من قلب السلسلة األطلسية‪ ،‬وبالضبط من أقض الطرف الش يف لكتلة أطلس مراكش المكونة‬ ‫يمته هو محافظته عىل‬ ‫أساسا من صخور بركانية‪ .‬ويتخذ هذا الواد تخطيطا موازيا لواد زات‪ .‬ولعل أهم ما ر‬ ‫هذا الخط العام المستقيم تقريبا عند دخوله إل مجال دراستنا حيث يقطع االعراف بكيفية متعامدة راسما‬ ‫الصغتة المتوالية‪ .‬لكن هذا ال يمنع من حدوث انحرافات محلية‪ :‬االنعراج‬ ‫مجموعة من الخوانق واألحواض‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ئيس واد‬ ‫األول يظهر عند وصوله إل منخفض‬ ‫ر‬ ‫تاكاتتت المتشكل من ر‬ ‫طي التياس‪ ،‬والتقائه برافده الر ي‬ ‫الغرب‬ ‫يغت اتجاهه نحو الشمال‬ ‫ايماريغن مشكال بذلك أول هذه األحواض وأكتها اتساعا‪ ،‬حيث ر‬ ‫ي‬ ‫(زروال‪.)1987.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪82‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫• واد الغ‬ ‫يعتت واد الغ من أهم الوديان الثانوية‪ .‬ينبع كذلك من الهضاب العليا متخذا اتجاها عاما نحو الشمال‬ ‫ر‬ ‫الغرب مشكال مجرى‬ ‫يغت اتجاهه نحو الشمال‬ ‫حن دخوله منخفض غوجدامة‪ .‬انطالقا من سوق األربعاء ر‬ ‫ي‬ ‫واسعا ف طي ر‬ ‫التياس‪ .‬وعند وصوله إل أحواض تزارت يقطع األعراف بكيفية متعامدة مشكال مجموعة‬ ‫ي ر‬ ‫ر‬ ‫الغرب حن مستوى قاعدة تانسيفت (زروال‪)1987.‬‬ ‫من الخوانق ويحافظ عىل اتجاهه نحو الشمال‬ ‫ي‬ ‫(الصورة ‪.)1.‬‬ ‫الصورة ‪ :1‬عالية وا د غدات‬ ‫المصدر‪ :‬عدسة الباحثة ‪2019/7/6‬‬ ‫‪ 2.1.2.3‬المجاري المائية المرتبطة بحوض أم الربيع‬ ‫يغط منطقتنا جزء بسيط من واد تساوت الذي يعتت من الروافد المهمة ألم الربيع بعد التقائه بوادي‬ ‫ي‬ ‫الكبت األوسط‪ ،‬من جبل مكون‪ .‬وعند‬ ‫األخرص ررسقا‪ .‬بعكس المحاور السابقة فهو ينبع من قلب األطلس‬ ‫ر‬ ‫وصوله إل المنطقة يتخذ اتجاها عاما من الجنوب ر‬ ‫الغرب‪ ،‬وهو اتجاه متعامد تقريبا‬ ‫الش ر يف نحو الشمال‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الصغتة الموالية‬ ‫تمت المجرى‪ ،‬رسمه مجموعة من األحواض‬ ‫ر‬ ‫الن ر‬ ‫مع اتجاه التضاريس‪ .‬لكن الخاصية ي‬ ‫ر‬ ‫والن يعرف فيها اتساعا ملحوظا‪ .‬وتعتت هذه‬ ‫(الصورة ‪ ،)2‬أهمها الحوض الذي تشغله ر‬ ‫بحتة السد حاليا‪ ،‬ي‬ ‫تميت فيها عدة مستويات ارتفاعية‪،‬‬ ‫األحواض سهوال‬ ‫صغتة حقيقية حيث يتدرج االرتفاع قليال‪ ،‬إذ يمكن ر‬ ‫ر‬ ‫تفصل فيما بينها مجموعة من الخوانق حيث يضيق المجرى وتنعدم التدرجات‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪83‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫الصورة ‪ :2‬عالية واد تساوت‬ ‫المصدر‪ :‬عدسة الباحثة ‪2019/9/12‬‬ ‫يغت الواد اتجاهه بكيفية مفاجئة نحو الشمال ر‬ ‫الش ر يف راسما‬ ‫فانطالق من محطة أكادير بوعشيبة‪ ،‬ر‬ ‫يمت الواد هنا عن المحاور الرئيسية السابقة‪ ،‬هو أنه يشكل مجرى مركزا‬ ‫زاوية واضحة جدا‪ ،‬ولعل أهم ما ر‬ ‫ر‬ ‫بحوال ‪ 30‬مت‪ ،‬إال أن هذا التعمق يقل‬ ‫ومستقرا عبارة عن خانق طويل متكون من الرصيص‪ ،‬ويتعمق فيه‬ ‫ي‬ ‫كلما توجه نحو السافلة‪.‬‬ ‫داخىل‬ ‫‪ 3.2.3‬الوديان الثانوية ربي غدات والغ ذات ترصيف‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫والن تسيح نحو مستوى القاعدة تانسيفت‪،‬‬ ‫إذا كانت كل الوديان الثانوية غرب الغ تخرج من الجبل‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫تنته سائحة إل منخفض بويدة‪ .‬ومن أهمها‬ ‫وبي تساوت داخلية الترصيف إذ‬ ‫فإن ر‬ ‫الن توجد بينه ر‬ ‫ي‬ ‫نظتتها ي‬ ‫أماسي وتزارت اللذان ينبعان من الدير العلوي‪ ،‬إال أن خاصية التعامد مع األعراف ملحوظة جدا‪.‬‬ ‫واد‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تطبع شكل الشبكة المائية يف المنطقة كلها تهم جميع الوديان‬ ‫وهكذا نجد أن الخاصية العامة ي‬ ‫السفىل إذ‬ ‫بدون استثناء‪ ،‬وإذا كان التنظيم العام للشبكة المائية متشابها فإنه يصبح متفاوتا بوضوح بالدير‬ ‫ي‬ ‫حي تبدو الثالثة متأرجحة االتجاه فيما ربي‬ ‫تتجه بعض المحاور نحو تانسيفت واألخرى نحو أم الربيع‪ .‬يف ر‬ ‫الحوضي (الغ‪/‬غدات)‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الوحدتي من حيث التوزي ــع وكثافة الشبكة المائية‪ ،‬فبالدير العلوي تتسمم‬ ‫ثم هناك تناقض ربي‬ ‫ر‬ ‫السفىل ضعيف الجريان‪ ،‬إذ بمجرد‬ ‫حي يبدو الدير‬ ‫الشبكة بكثافتها وبأهمية الجريان (جريان دائم)‪ ،‬يف ر‬ ‫ي‬ ‫خروج المحاور الرئيسية تصبح موسمية‪ ،‬ماعدا واد تساوت‪ .‬هذا رغم أن مجال دراستنا يعتت منطقة عبور‬ ‫المياه نحو مستويات القاعدة‪ .‬وهذا التناقض ال يكمن ف التنظيم الجزب‪ ،‬بل يظهر كذلك ر‬ ‫حن يف أهمية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التوزي ــع (زروال‪.)1987.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪84‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫‪3 .3‬مشاهد ا لوديان بالوحدة السهلية‬ ‫يغط جزءا‬ ‫السهىل باتساعه وانبساطه‪ .‬ينحرص ربي مجال نفود قبائل الرحامنة وزمران‪،‬‬ ‫يتمت الجزء‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫من األطراف الجنوبية لسهل الحوز األوسط والش يف‪ .‬تمتاز هذه الوحدة باالنبساط والرتابة واالنحناء‬ ‫التدريخ نحو السافلة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫تتكون من مجموعة من مخارط انصباب المختلفة األهمية والشكل‪ ،‬وه من الغرب نحو ر‬ ‫الشق‪ :‬مروحات‬ ‫ي‬ ‫وه مخاريط انصباب رئيسية تفصل فيما بينها مخاريط ثانوية‪.‬‬ ‫غدات وتساوت‪ ،‬ي‬ ‫• امتداد مروحة غدات عىل ر‬ ‫السهىل غرب واد تساوت‬ ‫الشيط‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تمت المروحة موجودة‪ .‬لعل‬ ‫الن ر‬ ‫ر‬ ‫تتمت هذه المروحة بضيقها ووضوحها‪ ،‬رغم أن كل الخاصيات ي‬ ‫ه أن واد غدات ال يتبع محور المروحة (زروال‪ ،)1987.‬بل بمجرد خروجه من‬ ‫الظاهرة ر‬ ‫غت العادية هنا ي‬ ‫الغرب بكيفية مفاجئة راسما علوقا حقيقيا كأنه أرغم عىل هذا االتجاه‪.‬‬ ‫المنطقة الجبلية ينحرف نحو الشمال‬ ‫ي‬ ‫الغرب‬ ‫يثت االنتباه أن مروحة غدات تالمس مروحة واد الغ الذي ينحرف هو اآلخر نحو الشمال‬ ‫ومما ر‬ ‫ي‬ ‫(الصورة ‪)3‬‬ ‫الغرب‬ ‫الصورة ‪ : 3‬انحراف واد غدات نحو الشمال‬ ‫ي‬ ‫المصدر‪ :‬عدسة الباحثة ‪2019 /5/25‬‬ ‫‪ 4.3‬مياه جوفية متباينة ربي الدير والسهل‬ ‫ر‬ ‫الن تكونت عت أزمنة قديمة‪،‬‬ ‫المياه الجوفية ي‬ ‫ه عبارة عن مياه موجودة يف مسام الصخور الرسوبية‪ ،‬ي‬ ‫فمصدرها غالبا تشب مياه األمطار أو األنهار الدائمة أو الموسمية أو الجليد ا‪ ،‬تسم بعملية التغذية‬ ‫»‪ .«recharge‬عملية التشب ترتبط بنوع ر‬ ‫التبة الموجودة عىل سطح األرض ونوع الصخور ودرجة نفاذيتها‬ ‫فف إيراد المياه‬ ‫وسهولة تخزين المياه المشبة للمساعدة يف تكوين خزانات مائية جيدة مع مرور الزمن‪ .‬ي‬ ‫الجوفية بوحدة الدير تحتوي باألساس عىل العيون واآلبار وبعض الثقوب‪.‬‬ ‫‪ 1.4.3‬محافظة العيون المائية عىل مقوماتها الطبيعية بوحدة الدير وغيابها بالسهل‬ ‫يحتضن الدير مجموعة من العيون المائية‪ ،‬تتعدد حسب استعماالت مياهها وتغايرية صبيبها فصليا‪،‬‬ ‫ر‬ ‫كالسف‬ ‫كون أغلبيتها ينبع يف فصل الشتاء عىل خالف فصل الصيف ‪.‬ظلت هذه الينابيع تقوم بعدة أدوار‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫والتويد بالماء ر‬ ‫الشوب‪ ،‬إال أنها يف اآلونة‬ ‫األختة شاهدت تراجعا يف منسوبــها‬ ‫الماب‪ ،‬نظرا لقلة التساقطات‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪85‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫حي نضب بعضها كليا كعيون القطارة الثالث أو جزئيا خاصة يف فصل الصيف‪،‬‬ ‫واالستغالل المكثف لها‪ ،‬يف ر‬ ‫غت الخاضعة للتهيئة من طرف العنرص‬ ‫عي القطارة وتاكنيت ال زالت تحتفظ بينابيعها الطبيعية ر‬ ‫إال أن ر‬ ‫ر‬ ‫البشي عىل خالف العيون المتواجدة بالمنطقة المحصورة ربي تزارت وأكادير بوعشيبة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫والن ريتاوح صبيبها‬ ‫نستخلص أن الدير يحتضن العديد من العيون المائية منها الدائمة والموسمية‪ ،‬ي‬ ‫ربي ‪ 2‬و‪ 6‬رلت يف الثانية كما أنها تحتفظ بجماليتها الطبيعية‪ ،‬خاصة يف الدير المنحرص ربي سيدي رحال‬ ‫ر‬ ‫الطبيع نظرا‬ ‫الن توجد بالسهل ربي تزارت وأكادير بوعشيبة‪ ،‬أصبحت تفقد جانبها‬ ‫وتزارت‪ .‬إال أن العيون ي‬ ‫ي‬ ‫لخضوعها للتهيئة باألنابيب وبناء السقايات لتسهيل ر‬ ‫التود واالستفادة من الماء‪.‬‬ ‫الماب‬ ‫‪ 2.4.3‬البت والثقب عناض من المشهد‬ ‫ي‬ ‫لمعرفة الفرق ربي الثقب‬ ‫الماب والبت وأنواعه المتواجدة بالمجال تطلب األمر التفصيل يف كل عنرص‬ ‫ي‬ ‫عىل حدة تعدد وتنوع اآلبار واألثقاب‪:‬‬ ‫• اآلبار المحفورة أو السطحية‪ :‬وه عادة ما تكون ضحلة وقليلة العمق‪ ،‬إذ ال يتعدى عمقها ر‬ ‫عشة‬ ‫ي‬ ‫أمتار وتبن جدران هذه اآلبار من مواد البناء العادية‪ ،‬ويراع أن يكون جزؤها العلوي مبطنا بمادة عازلة‬ ‫للماء ر‬ ‫حن ال يتشب ماء السطح الملوث إل البت‪ .‬وغالبا ما تكون كمية المياه المستخرجة من هذه‬ ‫الصغتة ‪.‬ومياه‬ ‫تكف إال لالستخدامات المحدودة‪ ،‬لتلبية احتياجات المنازل والمزارع‬ ‫ر‬ ‫اآلبار قليلة وال ي‬ ‫هذه اآلبار تكون عرضة للجفاف إذا قلت األمطار المتساقطة يف المنطقة لعدة مواسم متتالية ‪.‬وتستمد‬ ‫اآلبار المحفورة مياهها يف الغالب من الطبقة النافذة العليا القليلة التشبع كما تنحرص أعماقها ربي ‪10‬‬ ‫و‪ 30‬ر‬ ‫متا‪.‬‬ ‫• األثقاب اليدوية (محفورة بواسطة آلة يدوية)‬ ‫وه من أقدم مصادر اإلمدادات‬ ‫األثقاب اليدوية كانت يف بداية األمر عبارة عن آبار بسيطة العمق‪ ،‬ي‬ ‫المائية‪ ،‬لكن لم تكن محمية من االنهيارات األرضية لعدم وجود وسائل وأليات تساعد عىل مقاومتها‬ ‫مما ساهم يف اختفاء العديد منها‪.‬‬ ‫صغت القطر‪ ،‬يتوغل داخل‬ ‫يتم حفر هذه األثقاب بواسطة أنبوب حديدي مثقوب ذو طرف مذبذب‬ ‫ر‬ ‫األرض بحركات رأسية متتالية‪ .‬وتصلح هذه اآللية لحفر طبقات قليلة السمك (الطبقات الرملية) إال‬ ‫أنه ال يصلح للطبقات ذات المقاومة العالية‪ ،‬ولهذا السبب ال تتجاوز هذه األعماق ‪ 100‬ر‬ ‫مت‪.‬‬ ‫• األثقاب الحديثة والعميقة‬ ‫ر‬ ‫عبارة عن حفر عميقة محفورة بواسطة تقنيات ومعدات خاصة وقوية‪ ،‬تختق الطبقات األرضية ذات‬ ‫اإليقاع بواسطة‬ ‫الميكانيك أو الحفر‬ ‫كبت عىل تقنية الحفر‬ ‫الصالبة والمقاومة العالية‪ .‬تعتمد بشكل ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ثالب القوائم ليساعد‬ ‫المثقاب الحديدي أو ما يسم بالصاندا‪ ،‬الذي يكون مثبتا بر ر‬ ‫افعتي عىل حامل ي‬ ‫متتال عىل األرض لتشكيل الثقب‬ ‫عىل نزول المثقاب الحديدي بشكل‬ ‫الماب بشعة وسهولة وأمان‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫قصتة قد تستغرق ‪ 48‬ساعة فقط وتختلف هذه المدة حسب عمق الصخور وصالبتها‪.‬‬ ‫وف مدة زمنية ر‬ ‫ي‬ ‫كما تجهز الجدران بغطاء يمنع انهيارها وتشب الملوثات داخلها‪.‬‬ ‫الماب‬ ‫‪ 5.3‬مساهمة المنشآت المائية يف تشكيل المشهد‬ ‫ي‬ ‫الماب‬ ‫يعتت السدان اللذان يتواجد خارج المجال من أهم المنشآت المائية المشكلة للمشهد‬ ‫ي‬ ‫بمجالنا‪ ،‬عت قنوات إسمنتية كتى منبثقة منها ومزودة بمياه ر‬ ‫ر ر‬ ‫الن تتمثل يف‪:‬‬ ‫الشب‬ ‫والسف ي‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪86‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫• سد الحسن األول‪:‬‬ ‫بدأ العمل بسد الحسن األول (أيت شواريت) سنة ‪ 1986‬عىل واد األخرص أهم روافد واد تساوت‪،‬‬ ‫وقد تم إنجازه ف إطار ر‬ ‫حوض أم الربيع وتانسيفت نحو الحوز األوسط بحمولة‬ ‫مشوع نقل المياه ربي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫‪.‬‬ ‫مائية تبلغ ‪ 260‬مليون مت مكعب تصل المياه المحولة عت قناة روكاد من هذا السد إل ‪ 2220‬لت يف‬ ‫ثانويتي واحدة بالضفة اليمن واألخرى باليشى‪.‬‬ ‫قناتي‬ ‫ر‬ ‫الثانية تقسم إل ر‬ ‫• سد موالي يوسف‪:‬‬ ‫ر‬ ‫ررسع العمل يف استغالل سد موالي يوسف سنة ‪ ،1960‬عىل مساحة تقدر بـ ‪ 1441‬كيلومت مربــع عىل‬ ‫مت‪ .‬بحقينة مائية قصوى تقدر بـ ‪ 153‬مليون ر‬ ‫واد تساوت‪ ،‬بارتفاع ‪ 100‬ر‬ ‫مت مكعب أما حجمه المنظم‬ ‫ر‬ ‫ه نقطة‬ ‫يف السنة العادية هو ‪ 260‬مليون مت مكعب‪ .‬انطالقا من نقطة التوزي ــع المسماة النقطة "‪ " K‬ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كيلومت وبصبيب ‪11‬‬ ‫قناتي‪ :‬قناة ررسقية ذات طول ‪8.3‬‬ ‫الن توزع عت ر‬ ‫تجميع المياه اآلتية من السد‪ ،‬ي‬ ‫مت وبصبيب ‪ 8‬ر‬ ‫مت مكعب‪ ،‬أما القناة الغربية يصل طولها ‪ 22‬ر‬ ‫ر‬ ‫مت مكعب‪ .‬واللتان تتوزعان عت‬ ‫الماب عت منشآت مائية خارج المجال‪.‬‬ ‫مصاريف ثانوية وثالثية مشخصة للمشهد‬ ‫ي‬ ‫الماب‬ ‫‪ 6.3‬بعض تصورات الساكنة حول المشهد‬ ‫ي‬ ‫يتضح من خالل نتائج بحثنا‬ ‫الميداب‪ ،‬أن اإلدراك الجيد للعناض األساسية للمشهد‬ ‫الماب من طرف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫والتدبت الجيد لموارده‬ ‫الساكنة المحلية ال يطابق االستعمال‬ ‫الماب لدى فمعظم الشائح االجتماعية‪ ،‬إذ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫كثت من األحيان‪ .‬ومن منظورنا يرتبط هذا التناقض‪ ،‬بالتناقضات االجتماعية حول‬ ‫تأب النتائج عكسية يف ر‬ ‫ي‬ ‫وف المقابل نجد االستعمال المفرط دون‬ ‫حجم الكميات المائية المتوفرة وأنها يف تناقص يوما بعد يوم‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫كبت ربي التمثل والواقع‪ ،‬ربي النظري‬ ‫مراعاة التاجع الذي تعرفه المياه‪ ،‬مما يساهم يف حدوث ررسخ ر‬ ‫والتطبيف‪ ،‬أدى إل اختالف السلوكات والممارسات وإفراز الندرة المائية‪ ،‬وللتوضيح ر‬ ‫ر‬ ‫أكت تم االستعانة برسم‬ ‫ي‬ ‫واحد أو ما يسم بالخرائط الذهنية لكل تمثل حول كل معط مطروح‪ ،‬نظرا لتقارب الرسومات وتفاديا‬ ‫لتكرارها‪.‬‬ ‫•‬ ‫الوفرة المائية حمولة ثقافية تعكس االستغالل المفرط للموارد المائية‬ ‫وفت خاصة يف المناطق الريفية يف اعتبار وجود‬ ‫ظلت الحمولة الراسخة يف أذهان الساكنة‪ ،‬أن الماء ر‬ ‫ما يستهلك متليا‪ ،‬أما قلته وتراجعه تتجسد فيما هو‬ ‫فالح‪ ،‬أي عدم كفاية المياه الموجهة يف ري المحاصيل‬ ‫ي‬ ‫وف غالب األحيان يرتبطان بمعط التساقطات وحقينة السدود‪ ،‬لكن يظل المتنفس الوحيد هو‬ ‫الزراعية‪ ،‬ي‬ ‫الفرشة الباطنية رغم تزايد عمقها‪ ،‬حيث يمنحهم نوعا من الطمأنينة واالستقرار‪ ،‬الذي لم يقابله تحسينات‬ ‫ف التدبت بل زاد ف االستهالك بطرق مبذرة للمياه‪ .‬لكن المجال الحرصي تتكاثر الشكوى ف عدم ر‬ ‫التود‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫المت‬ ‫بالماء‬ ‫الوطن للماء والكهرباء وليس‬ ‫المكتب‬ ‫بتحايل‬ ‫غالبا‬ ‫يربطونه‬ ‫الذي‬ ‫االنقطاع‪،‬‬ ‫ار‬ ‫ر‬ ‫تك‬ ‫حالة‬ ‫ف‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ربتاجع مستوى المياه الجوفية‪.‬‬ ‫تضف بنية الخصائص االيكولوجية لألودية عىل مجال زمران وتساوت‪ ،‬حضورا يف إدراك وتمثالت‬ ‫ي‬ ‫المستجوبي أكدوا عىل األهمية القصوى لهذا األودية خاصة واد غدات والغ‬ ‫الساكنة‪ .‬ذلك أن جميع‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كت هذا الطرح‬ ‫الن تحتضنها المنطقة‪ .‬تم تر ر‬ ‫وتساوت‪ ،‬يف رسم صورة مرجعية ر‬ ‫تمت الموارد المائية السطحية ي‬ ‫يف رسم الخرائط الذهنية‪ ،‬حيث ورد رسم هذه األودية يف معظمها إل جانب بعض العناض المشهدية‬ ‫ر‬ ‫النباب‪ ،‬المشارات الزراعية‪ ،‬قنوات ر‬ ‫المرتبطة به بشكل ر‬ ‫مبارس التضاريس‪ ،‬الغطاء‬ ‫السف الصنابر المائية ثم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المساكن‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪87‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫ر‬ ‫المشتك‬ ‫• حمولة الماء‬ ‫ر‬ ‫التدبت‬ ‫المشتك فقدته الساكنة نتيجة تراجع‬ ‫إن معن الماء‬ ‫االجتماع للموارد المائية يف األرياف‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫تدبت مياه الساقية‪ ،‬البت‬ ‫الفعىل لسلطة القبيلة لضبط الماء انطالقا من‬ ‫والعي‪ ،‬وتواري دوره يف الحضور‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫العرف المتفق عليه‪ .‬بالرغم من أن هذا الحضور ريتجم بالحضور الرمزي‪ ،‬عن طريق تسمية السوافر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المتفرعة من األودية ر‬ ‫الن تشكل هوية الذاكرة‬ ‫والن تختق المجال‪ .‬وطمس معالم الطبونيمية المحلية ي‬ ‫ي‬ ‫الجماعية‪ ،‬وكذا تراجع‬ ‫التدبت‬ ‫التدبت الصارم "الجماعة" يف إطار وحدة القبيلة‪ ،‬فضال عن تقاعس مؤسسات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفالح فيما يسم الجمعيات وعدم القيام بالدور المنوط بها‪ ،‬أي‬ ‫المشتك ربي الجماعة ومراكز االستثمار‬ ‫ي‬ ‫والفالح‪.‬‬ ‫تدبت استغالل الماء بشقيه المت يل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المشتك ربي أفراد المجتمع الحرصي‬ ‫وف هذا السياق يضل الماء العنرص‬ ‫والريف‪ ،‬والذي يحمل يف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫كعنرص‬ ‫الماء‬ ‫تمثل‬ ‫األول‬ ‫المعن‬ ‫الماب‬ ‫المشهد‬ ‫"‬ ‫أساس لذات الفردية يف‬ ‫لمفهوم‬ ‫مختلفي‬ ‫معنيي‬ ‫طياته‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الثاب‪ :‬تمثل الماء عىل أنه مورد مشتك لكنه يفهم كمورد "حر"‬ ‫مختلف االستعماالت اليومية‪ .‬أما المعن ي‬ ‫غت مملك‪ ،‬لكنه تحت وصاية سلطة مؤسساتية تهتم بمراقبة ومتابعة وضعية المياه السطحية والجوفية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫لكنه مورد يقع حوله ضاع األفراد‪ ،‬الجماعات والقبائل يف قسمته وتأكيد االنصاف يف استغالله‪.‬‬ ‫لكن ر‬ ‫االجتماع‪.‬‬ ‫تبف المصلحة الفردية الضيقة وسيادة التعة الفردية وفقدان قيم التضامن والتالحم‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المشتك اجتماعيا وثقافيا‪ ،‬سبب تناقصه ونضوبه و تلويثه دون‬ ‫وعدم استيعاب القيمة الحقيقية للماء‬ ‫استحضار أزمة الندرة المقرونة بتلوث الكميات المائية المتبقية‪.‬‬ ‫الماب‬ ‫• ممارسات وسلوكات تولدت عنها تمثالت سلبية اتجاه المشهد‬ ‫ي‬ ‫تتأثر التصورات وتمثالت بشأن وضع الماء بشدة باألفكار المتعلقة بالندرة‪ .‬حيث ينظر لحاالت‬ ‫النقص يف إمدادات المياه باعتبارها الملمح المحدد لمسألة انعدام الماء‪ ،‬وقد تزايدت مؤخرا الصيحات‬ ‫غت أن النظر للقضية من زاوية الندرة فحسب يمثل منظورا مشوها وقاضا‬ ‫المحذرة من نضوب المياه‪ .‬ر‬ ‫وتدبت الماء‪ .‬كما أنه‬ ‫بالنسبة النعدام الماء‪ .‬فهو مشوه ألن الندرة يف األساس نتاج لممارسات سلبية يف إدارة‬ ‫ر‬ ‫الفعىل للمياه ليس إال بعدا واحدا من أبعاد انعدامه‪.‬‬ ‫قاض ألن التوفر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫األكت تشاؤمية حول السيناريوهات المستقبلية‬ ‫هذه الرؤية المروعة نجد يف صداها بعد التقديرات‬ ‫الن تواجه ر‬ ‫ر‬ ‫البشية أنها ستكون‬ ‫للمياه‪ .‬ألن التقديرات الحسابية المندرة بشأن المياه‪ ،‬كإحدى أكت التهديدات ي‬ ‫ر‬ ‫والن‬ ‫الحالة األساسية المؤثرة يف العديد من المناطق وخاصة الجافة والشبه الجافة‪ .‬فالندرة المادية للمياه‪ ،‬ي‬ ‫غت أن الندرة المطلقة تمثل‬ ‫تعرف بعجز الموارد المائية عن تلبية الحاجيات منها‪ .‬تمثل أحد معالم الندرة‪ .‬ر‬ ‫تكف لتلبية الحاجيات المائية (متلية‪ ،‬فالحية‪،‬‬ ‫االستثناء ال القاعدة‪ .‬حيث تمتلك مناطق موارد مائية ي‬ ‫ر‬ ‫صناعية‪ ،)...‬دون انقطاع وخاصة المناطق المجاورة للدير والمنطقة الشقية‪ ،‬لكن غربا ندرة الموارد المائية‬ ‫أصبحت ظاهرة بشكل واضح عىل خالف خليلتها ر‬ ‫الشقية‪.‬‬ ‫لكن المشكل الذي ر‬ ‫وف زمن قريب كان التعامل مع المياه‬ ‫يبف راسخا هو عدم تفعيل ر‬ ‫تدبت أنجع لها‪ .‬ي‬ ‫غت محدود يجري استخدامه بكافة األشكال من تحويل واستتاف وتلويث‪ .‬ويمكن‬ ‫يتم باعتبارها موردا ر‬ ‫ه نتاج للممارسات الخاطئة‬ ‫والغت المسؤولة حول أهمية هذا المورد‪ ،‬والمتبعة يف نموذج‬ ‫ر‬ ‫القول بأن الندرة ي‬ ‫وه المحصلة المتوقعة لطلب ال يتوقف عىل مورد تبخس قيمته‪.‬‬ ‫لنظام‬ ‫مجتمع ر‬ ‫غت مسؤول‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫مما يشي بنا عىل طرح سؤال محوري وجوهري حول هذه الظاهرة‪ ،‬وهو ما مدى ندرة المياه بالمجال‬ ‫المحصور ربي غدات وتساوت؟ لكن ال توجد إجابة بسيطة عىل هذا السؤال‪ .‬فقد تكون الندرة المائية‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪88‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫وتغت المكان‪ .‬إن الندرة يف نهاية‬ ‫طبيعية‪ ،‬مؤسساتية أو سلوكية‪ ،‬كما أن المياه نفسها قد تتذبذب مع الوقت ر‬ ‫غت أن طرفا المعادلة العرض والطلب تتم صياغتهما من خالل الخيارات‬ ‫األمر مسألة عرض وطلب‪ .‬ر‬ ‫السياسية العامة للمغرب حول الموارد المائية‪.‬‬ ‫•‬ ‫الماب والحفاظ عليه‬ ‫للتعبت عن المشهد‬ ‫حركية المجتمع‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫سء جميل‬ ‫اتضح من خالل الدراسة الميدانية أن معن المشهد لدى المجتمع‬ ‫المحىل ر‬ ‫يشت عىل كل ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫يف الطبيعة خاضع للماء‪ .‬لكن تحليل أهم‬ ‫الن ذكرت بهذا الصدد يؤكد أن الجمالية هنا تعت عن‬ ‫ي‬ ‫المعاب ي‬ ‫ر‬ ‫الحاجة إل الماء يف إبراز جمال الطبيعة‪ ،‬أكت مما تجسد ثقافة العناية بالموارد المائية يف المجتمع‪،‬‬ ‫األختة‪ .‬مما شكل حركية المجتمع‬ ‫وتجسيدها عىل أرض الواقع‪ .‬إن هذا االشكال ظل مستمرا يف اآلونة‬ ‫ر‬ ‫المدب للدفاع وحماية الموارد المائية وتثبيت جمالية المشهد‬ ‫الماب ضمن طبيعة المجال يف شكل مجموعة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫من الجمعيات المدنية‪ .‬وبدأت التوعية والتحسيس بمخاطر ضياع الكميات المائية وتلويث مصادرها‪،‬‬ ‫الوع بطرح قضايا المشهد‪ ،‬ولو بطريقة‬ ‫وف مجالنا لوحظ بروز نوع من‬ ‫بين ملحوظ‪ .‬ي‬ ‫ومساهمتها يف تدهور ي‬ ‫ي‬ ‫غت ر‬ ‫االجتماع والندوات‪.‬‬ ‫مبارسة كالحمالت التحسيسية‪ ،‬الرسومات‪ ،‬شبكات التواصل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الماب وتمثل الندرة المائية‬ ‫الخرائط الذهنية ‪ :1‬توضح المشهد‬ ‫ي‬ ‫الميداب‬ ‫المصدر‪ :‬العمل‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪89‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫الشكل ‪ :2‬استخالص تمثالت الساكنة حول الندرة المائية‬ ‫المصدر‪ :‬عمل الباحثة‬ ‫خاتمة‪:‬‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫من خالل محاور هذا الفصل‪ ،‬أوضحنا الركائز الرئيسية لبناء وفهم مكونات المشهد‬ ‫ي‬ ‫الماب ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫الن تحتضنه‪ .‬باالعتماد عىل المقاربة المشهدية ي‬ ‫ساعدتنا من معرفة أشكاله وفق البنيات التضاريسية ي‬ ‫ر‬ ‫الن قمنا بإدراجها لإلحاطة بكل حيثياته‪ ،‬مع تقسيم المجال إل‬ ‫تحمل يف طياتها مجموعة من النماذج ي‬ ‫تضاريسيتي إلعطاء صورة شاملة عنه‪ .‬مع تحديد الموارد المائية السطحية‪ :‬منابعها‪ ،‬مصادرها‪،‬‬ ‫وحدتي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وشكلها وكمية مياهها ثم مصباتها يف كلتا‬ ‫الن تجلت دراستها يف‬ ‫ر‬ ‫الوحدتي‪ .‬ثم االنتقال إل المياه الجوفية ي‬ ‫تحديد نوعها (عيون‪ ،‬آبار وثقوب) مع ذكر االختالف والتباين من حيث المنبع‪ ،‬العمق‪ ،‬الشكل وطريقة‬ ‫ر‬ ‫الن توجد خارج مجالنا‪ ،‬إال أنها تشكل جزء من‬ ‫الحفر‪ .‬مع عدم إغفال المنشآت المائية المتمثلة يف السدود ي‬ ‫المشهد العام عت القنوات المنبثقة منها والمزودة له‪.‬‬ ‫فانطالقا من التصورات السابقة رتتسخ التمثالت المائية لساكنة المجال الشبه الجاف من خالل‬ ‫نقص المياه وعدم كفايتها‪ ،‬حيث جسد مشكل استتاف المياه الجوفية انطالقا من االنقطاعات المتكررة‬ ‫ف الماء ر‬ ‫الشوب‪ ،‬وتراجع االستفادة السنوية من مياه السدود بالنسبة للقطاع‬ ‫الفالح يف ظل المناخ الشبه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أيضا‬ ‫بالتغيت‬ ‫آخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫كبت‬ ‫حد‬ ‫إل‬ ‫والمتقلب‬ ‫الجاف‬ ‫تفض إل‬ ‫مائية‬ ‫أزمة‬ ‫وحصول‬ ‫الجفاف‬ ‫مواسم‬ ‫ار‬ ‫ر‬ ‫تك‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫هشاشة المجال وفقد قدرة األفراد الحفاظ عىل سبل العيش واالستقرار؛ مما يتطلب تدخالت منسقة‬ ‫مسؤول قطاع الماء تفاديا لنشوب ضاعات حوله لضمان األمن‬ ‫لجميع‬ ‫الماب‬ ‫والغذاب والتنمية المستدامة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لهذا المجال‪.‬‬ ‫لكن إدراك اإلنسان بالمجال الرطب يقوم عىل شعوره باالطمئنان‪ ،‬لتوفر الماء طيلة السنة بالعيون‬ ‫واآلبار لمجال رطب تقل فيه درجة الحرارة ورسعة التبخر‪ ،‬لكن رسعان ما تغت هذا التمثل ف تغيت ر‬ ‫التاث‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الماب السائد وإعطائه نمطا عرصيا يسهل الولوج للماء دون تعب؛ ووفرة الماء الدائم أفرز تغييب سبل‬ ‫ي‬ ‫الصخ‪.‬‬ ‫التدبت‬ ‫الماب وتفاقم التلوث لعدم مراعات الربط المت يل بالرصف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪90‬‬ ‫املشهد املائي وتمثالت الندرة بين واديي غدات وتساوت‬ ‫المراجع المعتمدة‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫الهيدروفالح بتساوت السفىل‪ ،‬أطروحة الدكتوراه جامعة سيدي‬ ‫المبارك حسن‪ :2003 ،‬التحديث‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫محمد بن عبد هللا كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ظهر المهراز‪.‬‬ ‫زروال أحمد‪ :1987 ،‬الدراسة الجيومورفلوجية لدير أطلس مراكش ربي وادي زات وتساوت‪ ،‬رسالة‬ ‫لنيل دبلوم الدراسات العليا‪ ،‬الرباط‪.‬‬ ‫ر‬ ‫بن مالل‬ ‫منوار أحمد ‪ :2018‬المشهد الحرصي ورهان التحرص المستدام (بالمغرب)‪ ،‬حالة‬ ‫مدينن ي‬ ‫ي‬ ‫وقصبة تادال دراسة يف الجغرافية الثقافية المعاضة‪ ،‬أطروحة الدكتوراه جامعة السلطان موالي‬ ‫بن مالل‪.‬‬ ‫سليمان‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ي‬ ‫منعم وديان‪ ،‬عدوق نرصالدين‪ ،‬مزين حسن ‪ :2018‬التلوث وتأزم المشهد‬ ‫الماب ربي غدات وتساوت‪،‬‬ ‫ي‬ ‫تدبت الموارد وإعادة تشكيل المجال‪ ،‬أعمال األيام الدراسية الثالثة المنظمة من‬ ‫قضايا جغرافية يف ر‬ ‫طرف الطلبة‬ ‫وتدبت‬ ‫الباحثي بالتكوين يف الدكتوراه‪ :‬المجاالت الهشة الديناميات المجالية البيئة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الدكال كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية الجديدة‪.‬‬ ‫التاب‪ ،‬جامعة شعيب‬ ‫ي‬ ‫الفالح بقبائل زمران‪ ،‬المؤلف‬ ‫منعم وديان‪ ،‬أخرون ‪ :2020‬دور الساقية والبت يف تشكيل المشهد‬ ‫ي‬ ‫الجماع ر‬ ‫التاث‬ ‫الماب المادي والالمادي حضارة وتنمية‪ ،‬مركز دراسة وتنمية المجاالت الواحية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والصحراوية بالجرف‪.‬‬ ‫‪DONADIEU P, PERIGOD M 2007: Le paysage, Armad colin, Paris.‬‬ ‫‪PASCON.P.1977 : Le Haouz de Marrakech, Edition nationales et internationales ; Tanger.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫‪91‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫انعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‬ ‫حالة الجماعات القروية سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫دة‪ .‬سناء زعيمي‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬ ‫جامعة ابن زهر‪ ،‬أكادير‬ ‫د‪ .‬موالي لحسن الفارسي‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬ ‫جامعة ابي شعيب الدكالي‪ ،‬الجديدة‬ ‫ّ‬ ‫ملخص‪:‬‬ ‫المستويي‬ ‫االجتماع واالقتصادي‪،‬‬ ‫ضواح مراكش عىل الفالحة يف‬ ‫يتناول هذا المقال جوانب من انعكاسات تمدين‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫غت‬ ‫الفالح لدى اليد العالمة النشيطة‬ ‫وذلك عت رصد مكانة االستغالل‬ ‫باف األنشطة األخرى ر‬ ‫بنواح الحوز األوسط ضمن ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الفالحية و ر‬ ‫ر‬ ‫والمتايد‪ .‬تحقيقا بذلك‪ ،‬ستتم دراسة وتحليل معالم تقاسيم البنية‬ ‫اإلسمنن الشي ــع‬ ‫المقتن ظهورها بمد الزحف‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي وفروعهم‪ ،‬وسيفصل‬ ‫المستغلي‬ ‫فئن‬ ‫المهنية لليد العاملة المنتمية للحيازات الفالحية والناشئة بها‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫بتعبت أدق؛ ي‬ ‫أساسيي‪.‬‬ ‫ذلك يف محورين‬ ‫ر‬ ‫الفالح‪.‬‬ ‫غت‬ ‫الكلمات المفاتيح‪ :‬الحوز األوسط‪ ،‬الفالحة‪ ،‬التشغيل‪ ،‬الشغل ر‬ ‫ي‬ ‫‪Abstract :‬‬ ‫‪This article deals with aspects of the repercussions of the urbanization of the suburbs of Marrakesh on‬‬ ‫‪agriculture on the social and economic levels. This is done by monitoring the status of agricultural‬‬ ‫‪exploitation in the active scholarly hand in the central districts of the Hawza, among other non-agricultural‬‬ ‫‪activities, whose emergence is associated with the rapid and increasing urban sprawl. to activate it,The‬‬ ‫‪features of the division of the occupational structure of the labor force belonging to the agricultural holdings‬‬ ‫‪and emerging in them will be studied and analyzed. More precisely, the two categories of peasant exploiters‬‬ ‫‪and their children, and this will be separated in two main axes.‬‬ ‫‪Keywords: Middle Haouz, agriculture, Employment, Non-agricultural work.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪92‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫يرّكز هذا المقال عىل انعكاسات التمدين عىل قدرة الفالحة ف التشغيل بالحوز األوسط‪ ،‬وقد ّ‬ ‫خصص‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫الفالحيي أنفسهم ولتبيان مدى تراجع قدرة‬ ‫المستغلي‬ ‫الفالح لدى فئة‬ ‫المحور األول‪ ،‬لمكانة االستغالل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫غت فالحية‪،‬‬ ‫كت أساسا عىل مدى انجذاب هذه الفئة لممارسة أنشطة أخرى ر‬ ‫الفالحة عىل التشغيل‪ ،‬تم الت ر‬ ‫الفالح‪ ،‬وكنوع من التأقلم وتنوع‬ ‫الكىل نحوها ومزاولتها كأنشطة مهنية رديفة لالستغالل‬ ‫ي‬ ‫سواء عت التحول ي‬ ‫ر‬ ‫اع أو تشييد المنازل‪.‬‬ ‫الن عادة ما تستثمر يف تطوير وسائل االنتاج الزر ي‬ ‫مصادر الدخل‪ ،‬ي‬ ‫التأثت‬ ‫غت الفالحية بالحوز األوسط بقوة ر‬ ‫تم أيضا‪ ،‬من خالل هذا المحور‪ ،‬ربط بنية ومكانة األنشطة ر‬ ‫كثتا يف مقرات مزاولة تلك األنشطة‪ ،‬سواء من حيث‬ ‫الحرصي بهذه الحوز األوسط‪ .‬لهذا الغرض‪ ،‬دقق ر‬ ‫مكانة الحوز األوسط كحوض حرصي مستقطب لليد العاملة القاطنة بنواحيه‪ ،‬أو مكانة األنشطة المهنية‬ ‫ر‬ ‫والن ارتهن ظهورها بمد التمدين‪.‬‬ ‫غت "الريفية" الدخيلة عىل هذه‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫النواح‪ ،‬ي‬ ‫أما المحور الثاب فقد ّ‬ ‫الفالحيي‪ ،‬وذلك بهدف إبراز ما إذا‬ ‫المستغلي‬ ‫خصص فقد خصص لفئة أبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفالح بالحوز األوسط‪ ،‬أم أن لهم ميوالت مهنية أخرى تمارس‬ ‫االستغالل‬ ‫اولة‬ ‫ز‬ ‫لم‬ ‫منجذبي‬ ‫كانوا فعال‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫غت الفالحية المشغلة لهم يف ارتباط بمقرات‬ ‫خارج هذه‬ ‫نول أيضا أهمية قصوى لألنشطة ر‬ ‫النواح‪ .‬كما ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫بنواح الحوز‬ ‫الفالحي‬ ‫الن تشغل أبناء‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫مزاولتها‪ ،‬وذلك يف سياق رصد القطاعات االخرى المنافسة للفالحة ي‬ ‫الفالح المنافس للفالحة‬ ‫غت‬ ‫األوسط‪ ،‬وذلك عت ارتقاء هذه‬ ‫األختة إل مستوى القدرة عىل خلق الشغل ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫بفعل مد التمدين من جهة‪ ،‬ومكانة النسيج االقتصادي بالحوز األوسط يف جذب اليد العاملة اليافعة‬ ‫بنواح هذه الحوز األوسط من جهة ثانية‪.‬‬ ‫والناشئة‬ ‫ي‬ ‫الفالحيي بالحوز األوسط‬ ‫للمستغلي‬ ‫‪ .1‬مظاهر تراجع مكانة الفالحة كقطاع مشغل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫يرتبط تراجع قدرة الفالحة عىل التشغيل بالتمدين الشي ــع بالحوز األوسط‪ ،‬وسيوضح ذلك من خالل‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي‪ .‬فقد جرت‬ ‫المستغلي‬ ‫كت عىل فئة‬ ‫قياس قدرتها عىل‬ ‫تحصي اليد العاملة المزاولة لها‪ ،‬وبالت ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫العادة عىل أن يتشبث الفالحون‪ ،‬خاصة باألرياف العميقة‪ ،‬بمزاولة الفالحة رغم ما يعتي ذلك من إكراهات‬ ‫طبيعية واقتصادية‪ ،‬خاصة تلك المرتبطة بالجفاف وتواضع العائد وهشاشته‪ ،‬كما قد يكون مرد هذا‬ ‫كثتا‪ ،‬بالنظر لقرب الحوز األوسط‬ ‫التشبث إل غياب بدائل اقتصادية‪ .‬لكن بالحوز األوسط يختلف األمر ر‬ ‫وارتفاع قيمة األرض الفالحية‪ ،‬ومن ثم االستفادة من الفرص المتاحة لتنوي ــع مصادر الدخل‪.1‬‬ ‫الفالحيي أكت ر‬ ‫مؤرس عىل تراجع قدرة الفالحة عىل‬ ‫المستغلي‬ ‫الفالح لدى فئة‬ ‫غت‬ ‫‪ 1.1‬تزايد الشغل ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫التشغيل بالحوز األوسط‬ ‫ر‬ ‫المتمت بالنسبة بالحوز‬ ‫تبف ممارسة الفالحة بالحوز األوسط ذات طابع خاص‪ ،‬بالنظر لموقعها‬ ‫ر‬ ‫لفالح زوايا اختيار أوسع من حيث‬ ‫األوسط‪ ،‬والرتباطها بنسيجها االقتصادي‪ ،‬ومن ثم يكون أمام المستغل ا‬ ‫ي‬ ‫الفالح‪ .2‬يساعد عىل ذلك تعدد‬ ‫األنشطة المهنية المتوفرة‪ ،‬والممكن مزاولتها كأنشطة موازية لالستغالل‬ ‫ي‬ ‫أحواض التشغيل المتاحة و يف مقدمتها الحوز األوسط‪،‬‬ ‫وبالتال تكون الفالحة أقل قدرة عىل الصمود‬ ‫ي‬ ‫? ‪-Colliot C et Bertrand J-M (2009): comment travailler avec et pour les agriculteurs en contexte périurbaine‬‬ ‫‪Innovations Agronomiques, p 88.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-Soulard C et Thareau B (2009): les exploitations agricoles périurbaines : diversité et logiques de développement,‬‬ ‫‪Innovations Agronomiques, n° 5, p30.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪93‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫ر‬ ‫الفالح‪ ،‬ومن ثم‬ ‫السء الذي قد يعجل بانزياح بعضهم كليا عن االستغالل‬ ‫واالقناع جراء ر‬ ‫ي‬ ‫التأثت الحرصي‪ ،‬ي‬ ‫الفالح الرديف إل نشاط بديل وذي أهمية اقتصادية واجتماعية‪.‬‬ ‫غت‬ ‫ارتقاء النشاط ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫مهن بالحوز األوسط‬ ‫المستغلي‬ ‫‪ 1.1.1‬دالالت مزاولة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي ألكت من نشاط ي‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي عن االرتماء نحو‬ ‫المستغلي‬ ‫تحصي‬ ‫الفالح عىل‬ ‫يبف من المجدي قياس قدرة النشاط‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ممارسة أنشطة أخرى ثانوية بالموازاة مع االستغالل الفالح تعزيزا لعائداته فعادة ما ر‬ ‫يؤرس التعا ي لنشاط‬ ‫ي‬ ‫الفالح يف رفتة انتقالية مهنية‪ ،‬قد يكون من تبعاتها انحدار مكانة ما هو‬ ‫مهن ثانوي إل دخول المستغل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫رئيس إل ما هو ثانوي‪ ،‬خاصة إذا رصد المزاول تباينات عىل صعيد العائدات المحصلة منها‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ضواح المدن الكتى أو األرياف العميقة‬ ‫المستغلي‬ ‫كما قد يتبادر لألذهان اكتفاء‬ ‫الفالحيي سواء يف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫فف سياق رصد األنشطة الثانوية الدالة عىل تراجع كفاءة االستغالل‬ ‫باالستغالل‬ ‫ي‬ ‫الفالح وارتكانهم إليه‪ .‬ي‬ ‫مكملي لبعضهما‪ ،‬فالفالح‬ ‫كنشاطي‬ ‫قطاع الفالحة والتجارة‬ ‫الفالح‪ ،‬تظهر خاصية االرتباط الوثيق ربي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أسمال المؤطر للنشاط‬ ‫هو تاجر بالرصورة‪ ،‬أي أن أسس التنظيم الر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفالح يفرض عىل الفالح التعا ي‬ ‫ر‬ ‫الفالح وبعده‪ ،‬وذلك من خالل اقتناء مستلزماته واإلرساف عىل عمليات تسويق‬ ‫للتجارة قبل االستغالل‬ ‫ي‬ ‫منتجاته‪.‬‬ ‫المستغلي‬ ‫كبتا لمكانة حضور التجارة كنشاط ثانوي لدى‬ ‫نول اعتبارا ر‬ ‫ر‬ ‫وعيا بهذه الخصوصية‪ ،‬لن ي‬ ‫بعي االعتبار مجاالت ممارستها‪ ،‬سعيا لتحديد معالم مزاولة هذه التجارة‪ ،‬هل‬ ‫الفالحيي‪ ،‬بقدر ما سنأخذ ر‬ ‫ر‬ ‫الفالح؟ وقبل‬ ‫الفالح؟ أم تجارة مستقلة منافسة لالستغالل‬ ‫ه مزاولة روتينية لدعم عائد االستغالل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بالنواح الغربية‬ ‫الفالحيي‬ ‫المستغلي‬ ‫االجابة عىل هذه التساؤالت وجب يف مرحلة أول التوقف عند مكانة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫(تأثتها عىل‬ ‫والجنوبية‬ ‫الممارسي ألنشطة ثانوية زائدة عن نشاطهم األساس‪ ،‬وتحديد المكانة االقتصادية ر‬ ‫ر‬ ‫االجتماع االعتباري للفالح) لهذه االنشطة‪.‬‬ ‫(تحسي الوضع‬ ‫دخل الفالح) واالجتماعية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫اولي ألنشطة ثانوية بالحوز األوسط‬ ‫المستغلي‬ ‫‪ 2.1.1‬مكانة‬ ‫الفالحيي المز ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫غت أن توغل أنظمة االنتاج‬ ‫تتمت المجاالت الفالحية بسيادة النشاط‬ ‫الفالح بشكل أساس‪ ،‬ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫وتوال سنوات الجفاف‪ ،‬باإلضافة ال الزحف الحرصي عىل ضواحيها‬ ‫الفالح‬ ‫أسمال‪ ،‬وتراجع االنتاج‬ ‫الر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفالحي بهذه المجاالت البحث عن بدائل اقتصادية مكملة ألنشطتهم الفالحية‪.‬‬ ‫الفالحية‪ ،‬فرض عىل‬ ‫ر‬ ‫الفالح بالحوز األوسط والمتاخم بالحوز األوسط ال يخرج عن هذه القاعدة‪ ،‬حيث يعمل‬ ‫والمجال‬ ‫ي‬ ‫غت فالحية ارتباطا بظروف كل فالح عىل المستوى االقتصادي‬ ‫الفالحون عىل مزاولة أنشطة أخرى ر‬ ‫اولي ألنشطة أخرى بالموازاة مع االستغالل‬ ‫المستغلي‬ ‫واالجتماع‪ .‬يتز الجدول أسفله مكانة‬ ‫الفالحيي المز ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفالح بالحوز األوسط‪:‬‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪94‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫اولي لنشاط ثانوي بالحوز األوسط‬ ‫جدول رقم ‪ :1‬توزي ــع‬ ‫اولي ر‬ ‫وغت المز ر‬ ‫حيي المز ر‬ ‫المستغلي الفال ر‬ ‫ر‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫تردد االجابة‬ ‫الفالحي‬ ‫المستغلي‬ ‫فئات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫‪40‬‬ ‫‪200‬‬ ‫الفالح‬ ‫فئة مزاولة نشاط موازي للنشاط‬ ‫ي‬ ‫فئة ال تزاول أي نشاط موازي للنشاط‬ ‫‪50‬‬ ‫‪250‬‬ ‫الفالح‬ ‫ي‬ ‫‪10‬‬ ‫‪50‬‬ ‫موسم‬ ‫بشكل‬ ‫نشاطا‬ ‫اول‬ ‫ز‬ ‫فئة ت‬ ‫ي‬ ‫‪100‬‬ ‫‪500‬‬ ‫المجموع‬ ‫ميداب صيف ‪2018‬‬ ‫المصدر‪ :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫فالح موازي‪ ،‬حيث إن نسبة ‪%40‬‬ ‫غت‬ ‫يتز الجدول السابق تفاوت اهتمام‬ ‫الفالحي بمزاولة نشاط ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المهن األساس ونشاط آخر ثانوي‪ ،‬حيث يبلغ عددهم ‪ 200‬من‬ ‫من العينة المستجوبة تزاوج ربي نشاطها‬ ‫ي‬ ‫بالنواح الغربية والجنوبية بالحوز األوسط‪ .‬ترتبط هذه االنشطة الموازية‬ ‫الحائزين الستغالليات فالحية‬ ‫ي‬ ‫باألساس بالتجارة كتجارة الرصيف‪ ،‬وامتالك محالت بيع المواد الغذائية بالتقسيط كما هو الحال بجنوب‬ ‫ر‬ ‫الس بالنسبة‬ ‫الحوز األوسط حيث يسود هذا النشاط بسيدي موس التابع لجماعة تسلطانت‪ ،‬ونفس ي‬ ‫ر‬ ‫الن لعب موقعها عىل الطريق‬ ‫لمنطقته الغربية حيث يعد النشاط التجاري ذا أهمية ر‬ ‫كبتة بجماعة لوداية ي‬ ‫الوطنية رقم ‪ 8‬الرابطة ربي مراكش وأكادير عت شيشاوة دورا هاما يف انتشار هذه األنشطة‪ .‬ثم هناك قطاع‬ ‫السياح يف‬ ‫اب بالحوز األوسط‪ ،‬وبالقطاع‬ ‫البناء والصناعة التقليدية اللذين ارتباطا أساسا بالزحف العمر ي‬ ‫ي‬ ‫الناحية الجنوبية حيث ر‬ ‫تنتش مجموعة من الوحدات الفندقية عىل طول الطريق الرابطة ربي مراكش‬ ‫ومنتجع أوريكا عت تسلطانت‪.‬‬ ‫غت‬ ‫فيما نسبة ‪ ،%50‬أي ما مجموعه ‪ 250‬فالح من مجموع‬ ‫المستجوبي‪ ،‬ال يزاولون أي نشاط ر‬ ‫ر‬ ‫ئيس‪ ،‬ويعزى ذلك ال عوامل اقتصادية واجتماعية ضفة؛ فاقتصاديا يقف‬ ‫فال ي‬ ‫ح موازي لنشاطهم الر ي‬ ‫غت فالحية‪ ،‬أما اجتماعيا رفتتبط‬ ‫االفتقار ال الرأسمال عائقا أمام هؤالء‬ ‫الفالحي لالستثمار يف قطاعات ر‬ ‫ر‬ ‫الفالح‪،‬‬ ‫كاف من اليد العاملة يمكن للبعض منهم أن يشتغل خارج النشاط‬ ‫بعدم توفر األرسة عىل عدد ي‬ ‫ي‬ ‫الثاب هو عدم امتالكهم لمؤهالت تمكنهم من مزاولة نشاط يتطلب مهارة مسبقة كالبناء او‬ ‫والعامل‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫موسم‪ ،‬أي أنه يرتبط بفتات معنية‬ ‫الصناعة التقليدية‪ .‬اما نسبة ‪ %10‬رفتاولون نشاطا موازيا بشكل‬ ‫ي‬ ‫كامتهان الجزارة خالل رفتات عيد األضخ‪ ،‬وااللتحاق بأوراش البناء الكتى بالمدن خاصة مراكش والدار‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تقام يف‬ ‫البيضاء بعد فتة الحصاد‪ ،‬ومنهم من يمتهن التجارة المرتبطة بالمهرجانات والمواسم الدينية ي‬ ‫بنواح مدينة الجديدة‪.‬‬ ‫مختلف مناطق المغرب خاصة القريبة‪ ،‬كموسم موالي عبد هللا امغار‬ ‫ي‬ ‫فالح بالحوز األوسط وضورة‬ ‫نسجل إذن‪ ،‬ومن خالل ما سبق‪ ،‬أن هناك صلة وثيقة ربي النشاط ال‬ ‫ي‬ ‫تنوي ــع مصادر الدخل يف سياق استثمار الفرص المتاحة‪ ،‬وتأقلما مع ضغط التمدين الذي تعرفه هذه‬ ‫اض الفالحية‪ ،‬وارتفاع تكاليف العيش بعد ان توغل نمط العيش الحرصي ال‬ ‫المجاالت‪ ،‬فالزحف عىل األر ي‬ ‫كبتا‬ ‫النواح‪ ،‬يفرض عىل الفالح البحث عن مصادر دخل جديدة لدعم الدخل‬ ‫الفالح الذي عرف تراجعا ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يلن الحاجيات االقتصادية واالجتماعية لألرس‪.‬‬ ‫يعد‬ ‫ولم‬ ‫ي‬ ‫لمستغلي‬ ‫المكتفي‬ ‫غت‬ ‫وتجدر االشارة ال الخصوصيات االقتصادية واالجتماعية ل‬ ‫الفالحيي ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫النواح المراكشية‪،‬‬ ‫وبي مختلف‬ ‫بممارسة الفالحة‪ ،‬تتفاوت بشكل ر‬ ‫كبت سواء داخل نفس المجال الضاحوي ر‬ ‫ي‬ ‫هذه التفاوتات ترتبط بطبيعة ر‬ ‫االجتماع للناحية الجنوبية‬ ‫التكيبة االجتماعية لكل ناحية عىل حدة‪ ،‬فالنسيج‬ ‫ي‬ ‫االجتماع للناحية الغربية لوداية‪ ،‬فاألول يغلب عليها الفئات‬ ‫كبت عن النسيج‬ ‫تسلطانت يتفاوت بشكل ر‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪95‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫عىل) مشكلة‬ ‫االجتماعية المهاجرة الوافدة من مناطق مختلفة (الحوز‪ ،‬وحوض درعة‪ ،‬وسيدي يوسف بن ي‬ ‫غت متجانس من فئات اجتماعية متفاوتة اقتصاديا ومتنافرة اجتماعيا وثقافيا‪ ،‬والثانية يتكون‬ ‫مجمعا ر‬ ‫ر‬ ‫الن تشكل نسيجا اجتماعيا متجانسا‬ ‫نسيجها‬ ‫االجتماع أساسا من قبائل لوداية وسيد الزوين والسويــهلة ي‬ ‫ي‬ ‫ثقافيا ولغويا وعىل مستوى العادات والتقاليد‪.‬‬ ‫الفالحيي ومقرات مزاولتها‬ ‫المستغلي‬ ‫غت الفالحية المزاولة من طرف‬ ‫‪ 3.1.1‬طبيعة األنشطة ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫يميل المستغلون الفالحيون إل ممارسة أنشطتهم المهنية الثانوية ر‬ ‫بأكت من مقر تبعا لتحرك الطلب‬ ‫جال بطبيعة النشاط الذي يمارسونه والمجال الذي رتتكز فيه هذه‬ ‫عليها يف المجال‪ ،‬ويرتبط توزيعهم الم ي‬ ‫المجال‪ ،‬يساهم‬ ‫للفالحي وتوزيعها‬ ‫غت الفالحية المزاولة‪ ،‬فدراسة طبيعة ونوعية االنشطة الثانوية‬ ‫األنشطة ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫غت الفالحية عىل‬ ‫الن‬ ‫يف فهم االنعكاسات المجالية النتشار األنشطة ر‬ ‫ي‬ ‫النواح‪ ،‬كما تتز العالقات المجالية ي‬ ‫وبالتال قياس درجة االستقطاب الحرصي الذي‬ ‫النواح فيما بينها‪،‬‬ ‫وبي‬ ‫تربط ربي الحوز األوسط‬ ‫والنواح‪ ،‬ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التال أهم االنشطة‬ ‫تمارسه الحوز األوسط عىل ر‬ ‫ظهتها‪ ،‬وتحديد وظيفة كل ناحية عىل حدة‪ .‬يتز الجدول ي‬ ‫ر‬ ‫الن يزاولها فالحو الحوز األوسط‪.‬‬ ‫الثانوية ي‬ ‫الفالحيي‬ ‫المستغلي‬ ‫جدول رقم ‪ :2‬توزي ــع األنشطة المهنية الثانوية المزاولة من طرف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫نوع النشاط غير الفالحي المزاول التجارة‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫‪35‬‬ ‫النقل‬ ‫البناء‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الحرف الخدمات الحرة‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪9.5‬‬ ‫السياحة‬ ‫‪27‬‬ ‫المصدر‪ :‬عمل ميداني صيف ‪2018‬‬ ‫ّ‬ ‫وه وضعية‬ ‫الفالحي ميدانيا‪ ،‬من تحديد أوضاعهم االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬ ‫مكن تتبع وضعية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تشت‬ ‫الن يزاولونها بموازاة نشاطهم‬ ‫ئيس‪ ،‬و ر‬ ‫ي‬ ‫تنعكس عىل طبيعة األنشطة الثانوية الموازية ي‬ ‫الفالح الر ي‬ ‫مهن ثانوي داخل‬ ‫المعطيات الواردة يف الجدول أعاله إل أن قطاع التجارة يحتل مكانة هامة كنشاط ي‬ ‫الفالحيي‪ ،‬حيث يتبوأ الصدارة بنسبة ‪،%35‬‬ ‫للمستغلي‬ ‫المهن ضمن مجموع األنشطة الثانوية‬ ‫النسيج‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫النواح‪ ،‬ونسجل أن أغلبيتهم يزاولنها‬ ‫فالح جل‬ ‫ويــهم‬ ‫بنواح الحوز األوسط‪ ،‬سواء يف االستغاللية أو يف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ح تبدأ بالتجارة من خالل اقتناء مستلزمات‬ ‫األسواق األسبوعية المحلية والمجاورة‪ ،‬فسلسلة اإلنتاج الفال ي‬ ‫ر‬ ‫الفالحي يف اإلتجار فيها‪،‬‬ ‫االستغالل‬ ‫والن قد يتخصص بعض‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفالح من بذور وأسمدة ومعدات فالحية‪ ،‬ي‬ ‫تنته بها أيضا‪ ،‬من خالل تسويق االنتاج إما جزئيا أو كليا‪.‬‬ ‫ثم‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪96‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫مهن بأحواز مراكش‬ ‫المستغلي‬ ‫مبيان رقم ‪ :1‬توزي ــع‬ ‫الفالحيي ر‬ ‫وغت المز ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اولي لنشاط ي‬ ‫‪42,60%‬‬ ‫‪57,40%‬‬ ‫غير مزاول لنشاط مهني ثانوي‬ ‫مزاول لنشاط مهني ثانوي‬ ‫ميداب صيف ‪2018‬‬ ‫المصدر‪ :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الفالح‪ ،‬إال يف حال‬ ‫صتورة اإلنتاج‬ ‫للمستغلي‬ ‫تبف التجارة إذن نشاطا مهنيا مالزما‬ ‫الفالحيي عت ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ما إذا تم تفويضها ألبنائهم يف سياق تقسيم العمل داخل االستغاللية الفالحية‪ ،‬ومن أبرز األنشطة التجارية‬ ‫المرصودة داخل المجال نذكر تجارة المنتوجات الفالحية‪ ،‬ر‬ ‫ويأب يف مقدمتها البقول والدواجن والبيض‬ ‫ي‬ ‫ومشتقات الحليب والزيتون‪ ،‬ثم تجارة البقالة بالدرجة الثانية ببعض الدواوير‪ .‬أما إذا كانت االستغاللية تقع‬ ‫عىل واجهة طرقية فيتم مزاولتها يف محالت تجارية مختلفة التخصصات‪ ،‬نذكر منها باألساس تجارة‬ ‫الن ر‬ ‫الن ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تنتش بها الوحدات الفندقية‬ ‫تنتش عىل طول الطرق الرئيسية‬ ‫ي‬ ‫بنواح مراكش خاصة ي‬ ‫المشاتل ي‬ ‫كطريق أوريكا ف الناحية الجنوبية‪ ،‬وطريق أيت اورير ف الجهة ر‬ ‫الشقية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التأثت الذي تمارسه عىل مجاالتها الضاحوية‬ ‫ولكون الحوز األوسط مجاال سياحيا بامتياز‪ ،‬وعىل اعتبار ر‬ ‫غت العادة‪ ،‬حيث تصل‬ ‫بالحوز األوسط‪ ،‬فقد بدأت تظهر أنشطة سياحية بهذه المجاالت الضاحوية عىل ر‬ ‫السياح داخل‬ ‫اولي للسياحة واألنشطة المرتبطة بها ‪ ،%27‬هذه النسبة تتز أوال أهمية النشاط‬ ‫نسبة المز ر‬ ‫ي‬ ‫نشت إل تراجع االستغالل الفالح وبداية ر‬ ‫تالس أهميته كأهم‬ ‫الجهة ككل‬ ‫وظهت مراكش بشكل خاص‪ ،‬وثانيا ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفالحيي‪ .‬وتشمل هذه االنشطة السياحية‪ ،‬العمل يف الوحدات السياحية‬ ‫لمستغلي‬ ‫مورد اقتصادي ل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المنتشة عىل طول الطرق‬ ‫الكتى خاصة يف مجال البستنة‪ ،‬باإلضافة ال االشتغال يف المركبات السياحية‬ ‫وف الناحية‬ ‫الرابطة ربي الحوز األوسط ونواحيها‪ ،‬كما هو الحال يف المركبات السياحية بالناحية الجنوبية‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫السياح أصبح‬ ‫الشقية حيث مالعب الغولف بمنطقة الشويطر يف اتجاه أيت اورير‪ .‬نسجل أن النشاط‬ ‫ي‬ ‫خالل ر‬ ‫الفالح ويتز أن الحوز األوسط‬ ‫العشين سنة الماضية ذو أهمية بالغة كنشاط ثانوي مواز للنشاط‬ ‫ي‬ ‫وستا نحو االندماج الكىل ف االقتصاد الحرصي‪ ،‬والذي ر‬ ‫ينتش مجاليا يف‬ ‫يعرف دينامية اقتصادية رسيعة ر‬ ‫ي ي‬ ‫المجال الضاحوي القريب من الحوز األوسط (تسلطانت‪ ،‬شويطر)‪.‬‬ ‫إن الحديث عىل دينامية الحوز األوسط خاصة المجال المتاخم لمدنية مراكش يفرض بالرصورة‬ ‫اب للمدينة وزحفها عىل أحوازها‪ ،‬هذه الوضعية المجالية فرضت بالرصورة تزايد‬ ‫الحديث عن التوسع العمر ي‬ ‫ر‬ ‫أهمية قطاع البناء سواء داخل الحوز األوسط او يف‬ ‫الن تشتغل يف‬ ‫ي‬ ‫النواح‪ ،‬وهو ما تدل عليه نسبة ‪ %18‬ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪97‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫النواح‪ ،‬ومن أهم االنشطة المرتبطة بقطاع البناء نجد صناعة‬ ‫فالح‬ ‫قطاع البناء والمهن المرتبطة به من‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ضواح الحوز األوسط‪ ،‬بما‬ ‫الطوب األحمر‪ ،‬والصباغة والجبس‪ ،...‬وكلها مهن يمارس معظمها داخل نطاق‬ ‫ي‬ ‫فيها المركز الحرصي جماعة تمصلوحت‪ ،‬ثم ف الحوز األوسط حيث ر‬ ‫تنتش أوراش البناء الكتى‪ ،‬فيما‬ ‫ي‬ ‫تستقطب الجماعات األخرى المحاذية‪ ،‬كجماعة لوداية‪ ،‬والحوز األوسط الكوكبية تامنصورت نسبة‬ ‫ضعيفة‪ ،‬يعود ذلك ال تراجع عمليات البناء خاصة المرتبطة بالمشاري ــع الكتى بعد أن أبان هذا ر‬ ‫المشوع‬ ‫عن محدوديته‪.‬‬ ‫الفالحيي المستفيدين من "فجوات الفراغ الزمنية"‪ ،‬خاصة يف‬ ‫وعليه‪ ،‬يستقطب قطاع البناء أولئك‬ ‫ر‬ ‫ظل اتسام هذا القطاع بحركية مجالية حديثة‪ ،‬سيما وأننا نتحدث عن قطاع سهل الولوج لمن أراد مقاومته‪،‬‬ ‫تعمت رسيعة‪ ،‬رتتجمها باألساس دينامية تراخيص البناء الممنوحة‬ ‫ليس فقط لكون هذه‬ ‫النواح تعرف حركة ر‬ ‫ي‬ ‫الحال‪ ،‬بل الرتفاع الطلب عىل هذا القطاع من خالل أشغال حفر اآلبار و‬ ‫داخله خصوصا مع مطلع القرن‬ ‫ي‬ ‫بناء األسوار‪ ،‬كما قد يرجع ذلك للدينامية الشيعة للبناء الشي الذي ر‬ ‫ينتش عادة حول المدن الكتى‬ ‫المغربية‪.3‬‬ ‫تظهر أيضا أهمية الخدمات الحرة كأنشطة ثانوية مزاولة بالحوز األوسط حيث تبلغ نسبة حضورها‬ ‫حوال ‪ ،%9‬وتجسدها مجموعة من األنشطة خاصة تلك المستفيدة من ري ــع الموقع المنفتح ر‬ ‫مبارسة عىل‬ ‫ي‬ ‫الفالحيي‬ ‫المستغلي‬ ‫جنبات المحاور الطرقية‪ ،‬ونخص بالذكر يف هذا الصدد‬ ‫المشتغلي يف خدمات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تحتضنها والموجهة لالستجابة للطلب الحرصي أساسا يف‬ ‫اإلطعام‪ ،‬وما يرتبط بها من خدمات التفيه ي‬ ‫عطل نهاية األسبوع‪ ،‬إضافة إل أصحاب‬ ‫المقاه يف مجموعة من الدواوير‪ ،‬إضافة لخدمة عرص الزيتون يف‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المعاض الحديثة‪ ،‬ر‬ ‫الن تمتاز بها‬ ‫والن تنتش بشكل واسع بالحوز األوسط‪ ،‬تبعا لمكانة زراعة الزيتون ي‬ ‫ي‬ ‫المنطقة‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لمطاحن الحبوب‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الن يمارسها‬ ‫أما األنشطة المرتبطة بالحرف فتشكل نسبة ‪ %5.7‬من مجموع األنشطة ر‬ ‫غت الفالحية ي‬ ‫بالنواح‪ ،‬كما يرتبط‬ ‫اليوم وبنمط العيش السائد‬ ‫وه حرف متنوعة ترتبط أساسا بالمعيش‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفالحون‪ ،‬ي‬ ‫السياح منه‪ ،‬كالحرف المرتبطة بالفخار والخزف والقصب والنجارة‪،‬‬ ‫بعضها باالقتصاد الحرصي خاصة‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الحرفيي وكذا المعاينة‬ ‫الن طالت هؤالء‬ ‫وغتها من المهن ذات الطابع‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الحرف‪ .‬ولإلشارة فاالستجوابات ي‬ ‫ر‬ ‫بحرفيي صغار‪،‬‬ ‫تستعي‬ ‫الميدانية أبانت عىل أن غالبية هذه الفئة ال تزاول هذه المهن بشكل مبارس‪ ،‬بل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تدبت المادة‬ ‫اثني إل ثالثة يف غالب األحيان‪ ،‬فيما يقترص دور المستغل‬ ‫الفالح يف ر‬ ‫يتاوح عددهم ربي ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫األولية‪ ،‬وكذا ر‬ ‫المبارس رفقة‬ ‫اإلرساف عىل مهام المساعدين‪ .‬أما بعضهم فينهمك معظم الوقت يف العمل‬ ‫ر‬ ‫كبت الرتباطها بالديكور‬ ‫الن يرتفع عليها الطلب بشكل ر‬ ‫مساعديه‪ ،‬خاصة يف مهن إنتاج المواد القصبية ي‬ ‫السياح‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ونظرا ألهمية النقل والتنقالت الجماعية سواء البيجماعية أو البيمجالية يف دينايمية المجاالت سواء‬ ‫غت‬ ‫الريفية أو الضاحوية أو الحرصية‪ ،‬فأن نشاط النقل‬ ‫الجماع بالحوز األوسط يعد من أهم األنشطة ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تستقطب يدا عاملة هامة خاصة فئة الشباب إال أن حضورها يبف ضعيفا بالمقارنة مع الحرف‬ ‫الفالحية ي‬ ‫الفالحي الذين يتخذونه كنشاط ثانوي ‪ ،%4.8‬سواء‬ ‫المستغلي‬ ‫والسياحة والبناء‪ ،‬حيث ال تتجاوز نسبة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اإلرساف ر‬ ‫الفالحيي عىل ر‬ ‫مبارسة‬ ‫المستغلي‬ ‫تعلق األمر بنقل البضائع أو األشخاص‪ ،‬فغالبا ما يحرص بعض‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفالح‪ ،‬وكذا جلب متطلبات اإلنتاج وحوائج البيت‪ ،‬اعتمادا عىل وسائل نقل خاصة يتم‬ ‫عىل نقل إنتاجهم‬ ‫ي‬ ‫‪-3‬المختار األكحل (‪ :)2001‬دينامية المجال الفالحي بهضبة بنسليمان‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في جغرافية األرياف‪،‬‬ ‫كلية اآلداب والعلوم االنسانية‪ ،‬وجدة‪ ،‬ص ‪.221‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪98‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫ر‬ ‫تتمت وظيفيا بتعدد أدوارها‪ ،‬فقد تتجاوز تلبية المتطلبات الخاصة باالستغاللية‬ ‫والن ر‬ ‫اقتناؤها لهذا الغرض‪ ،‬ي‬ ‫غت المتوفرين عىل وسيلة نقل خاصة بهم‪ .‬وينشط‬ ‫المستغلي‬ ‫إل تلبية الطلب الذي يقدمه بعض‬ ‫الفالحيي ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كبت خاصة نقل السلع والبضائع خالل أيام األسواق األسبوعية‪ ،‬أو خالل األعياد الدينية‬ ‫هذا القطاع بشكل ر‬ ‫إذا ما قورن بمستويات اإلقبال عليه خالل األيام العادية‪.‬‬ ‫بنواح مراكش بالحوز‬ ‫الفالحيي‬ ‫المستغلي‬ ‫وتجدر اإلشارة إل أن جل المهن الثانوية المزاولة من لدن‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الماضيي بفعل التمدين الشي ــع وانتشار النمط‬ ‫كبتا خالل العقدين‬ ‫وتتتها تزايدا ر‬ ‫األوسط‪ ،‬عرفت ر‬ ‫ر‬ ‫توفت‬ ‫االقتصادي الحرصي بالمراكز القروية لهذه‬ ‫النواح (تمصلحوت‪ ،‬لوداية‪ ،‬تسلطانت)‪ ،‬ما ساهم يف ر‬ ‫ي‬ ‫الفالحيي لمزاولته‪ ،‬كنشاط رديف لالستغالل‬ ‫المستغلي‬ ‫الفالح الذي يستقطب عددا مهما من‬ ‫غت‬ ‫الشغل ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المستغلي لمزاولة هذه األنشطة المزاحمة لالستغالل عىل تراجع قدرة الفالحة‬ ‫الفالح‪ .‬ويدل توجه هؤالء‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫يؤرس عىل جانب من جوانب ر‬ ‫عىل التشغيل مما ر‬ ‫التاجع المادي للفالحة بالحوز األوسط‪.‬‬ ‫يمي الطريق الوطنية رقم ‪)8‬‬ ‫صورة رقم ‪ :1‬خدمة بيع األغراس‪ ،‬وخدمة الطعامة (عىل ر‬ ‫المصدر‪ :‬التقاط شخض ماي ‪ 2018‬ر‬ ‫(بتاب الجماعة القروية سعادة)‪.‬‬ ‫ي‬ ‫(ف اتجاه الصويرة)‬ ‫صورة رقم ‪ 2‬و‪ :3‬أنشطة ترفيهية متكاملة بجانب الطريق الوطنية رقم ‪ 8‬ي‬ ‫شخض ماي ‪( 2018‬صورة ‪ ،)25‬وماي ‪( 2021‬صورة ‪)26‬‬ ‫المصدر‪ :‬التقاط‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪99‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫غت فالحية بالحوز األوسط‬ ‫المستغلي‬ ‫‪ 2.1‬بواعث امتهان‬ ‫الفالحيي ألنشطة ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أساسيي؛ يرتبط‬ ‫عاملي‬ ‫ترتبط مزاولة‬ ‫ر‬ ‫الفالحي ألنشطة ثانوية موازاة مع الفالحة بالحوز األوسط ب ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫التأثت الحرصي‪.‬‬ ‫األول ربتاجع كفاءة االستغالل‬ ‫الثاب رفتتبط ب ر‬ ‫الفالح‪ ،‬أما العامل ي‬ ‫ي‬ ‫الفالح بالحوز األوسط‬ ‫‪ 1.2.1‬تراجع كفاءة االستغالل‬ ‫ي‬ ‫الفالح بالحوز األوسط ومن خالل وضعية الفالح وعالقاته بأنشطة‬ ‫مكننا تتبع دينامية المجال‬ ‫ي‬ ‫المستغلي‬ ‫االقتصاد الحرصي (االنشطة ر‬ ‫ر‬ ‫غت الفالحية) من فهم واستيعاب العوامل المتحكمة يف تعا ي‬ ‫الفالح‪ ،‬وربط هذا السلوك االقتصادي‬ ‫غت فالحية موازية ومكملة للنشاط‬ ‫الفالحي ألنشطة اخرى ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفالح‪ ،‬الذي اعتمدنا يف قياسه عىل معيار حجم االستغالليات الفالحية‬ ‫المستجد بمدى نجاعة االستغالل‬ ‫ي‬ ‫باعتباره ر‬ ‫المستغلي‬ ‫التال توزي ــع‬ ‫الفالح‪ ،‬يوضح الجدول‬ ‫مؤرسا داال عىل مستوى كفاءة االستغالل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مهن ثانوي حسب حجم االستغالليات الفالحية‪.‬‬ ‫الفالحيي المز ر‬ ‫ر‬ ‫اولي لنشاط ي‬ ‫مهن ثانوي حسب حجم االستغالليات الفالحية‬ ‫جدول رقم ‪ :3‬توزي ــع‬ ‫الفالحيي المز ر‬ ‫ر‬ ‫اولي لنشاط ي‬ ‫حجم الحيازات‬ ‫اولي لنشاط الثانوي‬ ‫المستغلي‬ ‫نسبة ‪‬‬ ‫الفالحي المز ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أقل من ‪ 5‬هكتارات‬ ‫‪46.5‬‬ ‫من ‪ 5‬هكتارات ال ‪ 9‬هكتارات‬ ‫ر‬ ‫أكت من ‪ 9‬هكتارات‬ ‫‪39.4‬‬ ‫‪14.1‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪100‬‬ ‫ميداب صيف ‪2018‬‬ ‫المصدر‪ :‬بحث‬ ‫ي‬ ‫إن اعتمادنا لمعيار ر‬ ‫اولي لنشاط‬ ‫المستغلي‬ ‫مؤرس حجم االستغالليات لتوزي ــع وتحديد‬ ‫الفالحي المز ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مهن ثانوي لم يكن بمحو الصدفة‪ ،‬بل جاء العتبارات اجتماعية واقتصادية محضة‪ ،‬حيث ان الوضع‬ ‫ي‬ ‫وبالتال‪ ،‬يحدد حاجته ال مزاولة نشاط ثانوي من‬ ‫االجتماع واالقتصادي يحدد مكانة الفالح‬ ‫االعتباري‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫عدمه‪ .‬ويتز الجدول أن المستغلون الفالحيون الحائزون الستغالليات فالحية أقل من خمسة هكتارات‬ ‫ر‬ ‫مهن‪ ،‬فيما يشكل المستغلون الفالحيون ممن‬ ‫تشكل نسبة ‪%46.5‬‬ ‫المستغلي المز ر‬ ‫ر‬ ‫اولي ألكت من نشاط ي‬ ‫استغاللياتهم ي رتاوح حجمها ربي ‪ 5‬إل ‪ 9‬هكتارات نسبة ‪ ،%39.4‬أما ذوي االستغالليات األكت فيشكلون‬ ‫مزدوح النشاط‬ ‫المهن‪ .‬يفش هذا التفاوت بتمفصل حجم‬ ‫الفالحي‬ ‫المستغلي‬ ‫نسبة ‪ %14.1‬من مجموع‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫إضاف‪ ،‬بالنظر لمحدودية قدرة االستغالليات‬ ‫المستغلي إل امتهان نشاط آخر‬ ‫االستغالليات مع جنوح‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الصغرى عىل تغطية الحاجيات الرصورية لمن يقوم عليها‪ ،‬جراء تواضع عائداتها‪ ،‬ومن ثم ضورة البحث‬ ‫عن مصادر أخرى للدخل‪.‬‬ ‫الفالحي الصغار المعرضة حيازاتهم‬ ‫يف هذا السياق‪ ،‬نؤكد ومن خالل المعاينة الميدانية أن فئة‬ ‫ر‬ ‫غت كافية‪ ،‬فيضطرون يف غالب األحيان‬ ‫للتفكك بسبب التوارث وتعدد الفروع‪ ،‬ما يجعل مداخيلهم الفالحية ر‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪100‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫غت فالحية‪ ،‬أو يهاجرون إل المدن‪.4‬‬ ‫الفالحي الكبار أو‬ ‫اض‬ ‫المتوسطي‪ ،‬أو يمارسون أنشطة ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫للعمل إما يف أر ي‬ ‫القائمي عليها صوب االكتفاء باالستغالل‬ ‫عىل النقيض من ذلك‪ ،‬تظهر قدرة االستغالليات الكتى عىل دفع‬ ‫ر‬ ‫الفالح‪ ،‬استنادا إل أهمية ما ريتتب عنه من عائدات‪ ،‬تجعلهم يف غالب األحيان يف غن عن مزاولة نشاط‬ ‫ي‬ ‫مهن آخر‪.‬‬ ‫ي‬ ‫بنواح الحوز األوسط والمزاولة من طرف فئة‬ ‫حاصل القول‪ ،‬إن مكانة األنشطة المهنية الثانوية‬ ‫ي‬ ‫مجال‬ ‫الفالحيي ترتبط أساسا بمد التمدين‪ ،‬فتكون درجات االستجابة لها ذات تراتب‬ ‫المستغلي‬ ‫هامة من‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفالح وقدرته‬ ‫حسب درجة البعد والقرب من مراكش‪ ،‬كما ترتبط هذه االستجابة بدرجة كفاءة االستغالل‬ ‫ي‬ ‫المستغلي‬ ‫عىل توجيه مستغليه ال ممارسة نشاط آخر مواز‪ ،‬بل قد ينحرف جزء ال يستهان به من‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي عن ممارسة االستغالل الفالح بالكل‪ ،‬ليكون ذلك ر‬ ‫الفالح‬ ‫مؤرسا ضيحا عىل تقهقر قدرة النشاط‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بنواح‬ ‫عىل التشغيل تاركا المجال ألنشطة أخرى ذات طابع حرصي لتفرض تشويشا عىل الخريطة المهنية‬ ‫ي‬ ‫الحوز األوسط‪.‬‬ ‫أسمال يف حدوث تحوالت عىل مستوى األنشطة‬ ‫لقد أسهم التغلغل‬ ‫التدريخ لعالقات اإلنتاج الر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تختف تماما البنيات التقليدية‪ ،‬بل حدثت عملية‬ ‫غت أن‬ ‫المزاولة عىل صعيد الحوز األوسط‪ ،‬لكن من ر‬ ‫ي‬ ‫مزاوجة ربي الهياكل والتباينات القبلية التقليدية والعالقات والتفاوتات الرأسمالية الحديثة‪ .‬وارتباطا بذاك‪،‬‬ ‫مالك األرض‪ ،‬أغلبهم يقطنون المدن‪،‬‬ ‫ظهرت فئات اجتماعية متباينة المستويات والمصالح عىل رأسها كبار‬ ‫ي‬ ‫فالحيي لزراعتها‪ ،‬وبــهذا ال يكون بينهم و ربي‬ ‫وال يقومون بزراعة أراضيهم بأنفسهم‪ ،‬وإنما يستأجرون عماال‬ ‫ر‬ ‫قراهم وفالحيها أية روابط وثيقة أو عالقات شخصية‪.5‬‬ ‫إن ما قد يعت بشكل ر‬ ‫الفالح عند اليد العاملة النشيطة بالحوز‬ ‫أكت ضاحة عن مكانة ومآل االستغالل‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫التشبت به‪ ،‬ومدى اقتناعهم‬ ‫فالحيي عىل‬ ‫المستغلي ال‬ ‫األوسط‪ ،‬هو مدى قدرة هذا النشاط عىل إقناع فروع‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفالح من جهة‪ ،‬وصورة هذا النشاط يف تمثالتهم من حيث أبعاده‬ ‫هم كفئة يافعة بممارسة النشاط‬ ‫ي‬ ‫انتقال يربط الحوز‬ ‫اف‬ ‫ي‬ ‫النفسية واالجتماعية من جهة أخرى‪ ،‬خاصة وأنهم يتموقعون مجاليا يف مجال جغر ي‬ ‫األوسط بالريف العميق‪.‬‬ ‫التأثتات الحرصية عامال أساسيا يف ازدواجية األنشطة االقتصادية‬ ‫‪ 2.2.1‬تعتت ر‬ ‫الفالح الناشط بالحوز األوسط‪ ،‬وذلك من خالل قدرتها‬ ‫تؤثر مراكش عىل البنية المهنية للمجتمع‬ ‫ي‬ ‫المهن المتاح بنواحيها جراء التوسع الحرصي‪ ،‬وكذلك عت ما توفره سوق الشغل‬ ‫عىل توزي ــع العرض‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫التأثت الحرصي‪،‬‬ ‫المستغلي‬ ‫الحرصية‪ .‬ولتوثيق الصلة ربي جنوح‬ ‫وبي قوة ر‬ ‫الفالحيي لمزاولة أكت من نشاط‪ ،‬ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وجب تناول دالالت ذلك من حيث توزيعهم عىل مجاالت الحوز األوسط يف عالقة بالقرب أو البعد من‬ ‫مراكش‪.‬‬ ‫‪-4‬عبد الغني بقاس (‪ :)2007‬األنشطة غير الفالحية والتنمية المحلية بالبادية الحوزية‪ ،‬حالة قيادة لوداية رسالة الدكتوراه في‬ ‫الجغرافيا‪ ،‬جامعة ابن طفيل‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم االنسانية القنيطرة‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫‪-5‬نفسه‪ ،‬ص ‪.64‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪101‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫مهن ثانوي حسب مجاالت الحوز األوسط‬ ‫المستغلي‬ ‫جدول رقم ‪ :4‬توزي ــع‬ ‫الفالحيي المز ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اولي لنشاط ي‬ ‫الحوز األوسط‬ ‫الفالحي من كل ناحية عىل حدة‬ ‫المستغلي‬ ‫النسبة المئوية من‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الناحية الجنوبية‪-‬تسلطانت‬ ‫‪52‬‬ ‫الناحية الغربية‪-‬السعادة‬ ‫‪48‬‬ ‫الناحية الجنوبية الغربية‪-‬تمصلوحت‬ ‫‪45‬‬ ‫جماعة سويــهلة‬ ‫‪28‬‬ ‫ميداب صيف ‪2018‬‬ ‫المصدر‪ :‬بحث‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫األكت احتضانا‬ ‫جماعن تسلطانت وسعادة تعتتان‬ ‫استثمارا لمعطيات الجدول أعاله‪ ،‬يتضح أن‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫مهن‪ ،‬حيث تصل فيهما نسبتهم إل ‪ %52‬و‪ %48‬عىل‬ ‫للمستغلي‬ ‫الفالحيي المز ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اولي ألكت من نشاط ي‬ ‫ر‬ ‫القرويتي المتصلت ري مبارسة بالمدار الحرصي بالحوز األوسط وتشكالن‬ ‫التوال‪ .‬ولإلشارة فهما الجماعت ري‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الكىل يف المجال الحرصي‪.‬‬ ‫الم‬ ‫ها‬ ‫ظهت‬ ‫ونشت هنا‬ ‫واالنصهار‬ ‫االندماج‬ ‫نحو‬ ‫رسيعة‬ ‫ة‬ ‫بوتت‬ ‫يتجه‬ ‫والذي‬ ‫حاذي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫تأثت‬ ‫كبت من جماعة سعادة‬ ‫تنتم للدائرة المسقية النفيس‪ ،‬فلم تسلم من ر‬ ‫أنه‪ ،‬وعىل الرغم من كون جزء ر‬ ‫ي‬ ‫مراكش عىل صعيد وحدة بنيتها المهنية‪ ،‬فعامل القرب من الحوز األوسط الكتى يفرض مظهرين من‬ ‫التال‪:‬‬ ‫التحوالت يف خصوصيات األنشطة المهنية المزاولة‪ ،‬نوردها عىل النحو ي‬ ‫لهاتي‬ ‫األصليي‬ ‫للفالحي‬ ‫أحدثت مراكش تحوال يف البنية المهنية‬ ‫الجماعتي‪ ،‬وذلك يف سياق‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫لتنام الطلب الذي يقدمه حرصيوها‪ ،‬والمرتبط أساس بخدمات التفيه أو اإلطعام‪ ،‬أو بتجارة‬ ‫االستجابة‬ ‫ي‬ ‫بيع المغروسات بالمشاتل وحرف القصب والفخارة‪ ،...‬وهو طلب تغري قيمه المضافة الفالح لالجتهاد يف‬ ‫وبالتال‬ ‫االستجابة له لتنوي ــع مصادر دخله‪ ،‬ليجد نفسه مجتا اقتصاديا عىل مجاراة ضغط الحوز األوسط‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫مهن للرفع من مداخيله‪.‬‬ ‫ممارسة أكت من نشاط ي‬ ‫ّ‬ ‫وما قيل عن تدفق طلب مراكش كمحدد صوب نواحيها بالحوز األوسط‪ ،‬يمكن أن يقال عىل عرضها‬ ‫ّ‬ ‫الفالحيي من ّ‬ ‫جراء عدم القدرة عىل مقاومة العرض‬ ‫للمستغلي‬ ‫كمحدد أيضا‪ ،‬نقصد هنا تأثر البنية المهنية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الذي تقدمه هذه الحوز األوسط من خالل حاجة نسيجها االقتصادي لليد العاملة يف قطاعات مهنية‬ ‫الريف المتاخم لها‪،‬‬ ‫ظهتها‬ ‫مختلفة حسب خصوصيات اإلشعاع االقتصادي الذي تمتاز به‪ ،‬مقارنة مع ر‬ ‫ي‬ ‫خصوصا إذا ما تم استحضار موسمية االستغالل الفالحية‪ ،‬وتذبذب كفاءته ّ‬ ‫جراء ما يتخبط فيه المستغلون‬ ‫الفالحيون من مشاكل‪ ،‬ومن ّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫تمة ينصاع المستغل‬ ‫سء من‬ ‫ي‬ ‫الفالح لعرض مراكش االقتصادي‪ ،‬مفرطا يف ي‬ ‫ر‬ ‫كتتها األساس‪.‬‬ ‫الن تشكل الفالحة ر ر‬ ‫هويته المهنية ي‬ ‫المتدفقي الحرص ريي‬ ‫يساهم استيطان‬ ‫بالجماعتي المذكور رتي يف تعميق تحوالت البنية المهنية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي بها‪ ،‬لكون هذه العناض المتدفقة غالبا ما تتشبث بخصوصياتها المهنية الحرصية‪،‬‬ ‫للمستغلي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الريف‪ .‬والنتيجة إحداث تشويش عىل وحدة ومقومات‬ ‫والن تعتت دخيلة عىل تلك المتأصلة عادة بالمجال‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫الفالح إل‬ ‫غت‬ ‫لظهت الحوز األوسط‬ ‫البنية المهنية‬ ‫الريف‪ ،‬ولعل أبرز تجلياته‪ ،‬إضافة فرص جديدة للشغل ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المهن األصل يف هذه المجاالت‪.‬‬ ‫جانب النشاط‬ ‫ي‬ ‫الفالحيي‬ ‫المستغلي‬ ‫حي أن جماعة تمصلوحت القروية‪ ،‬تحتضن نسبة ال يستهان بها من‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫يف ر‬ ‫ر‬ ‫مهن (‪ ،)%45‬حيث تعتت الجماعة الوحيدة ضمن الجماعات األربعة المتوفرة‬ ‫المز ر‬ ‫اولي ألكت من نشاط ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪102‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫عىل مركز حرصي؛ فالبنية المهنية لهذه الجماعة تتأثر بمركزها الحرصي حديث النشأة‪ ،‬كما أنها تعد من‬ ‫ر‬ ‫األكت تعرضا لالنتشار الحرصي ومد التمدين‪ .‬يساهم يف ذلك عامل القرب من مراكش‪ ،‬من‬ ‫الجماعات‬ ‫الثاب استقطابها ساكنة جديدة وافدة من المجال الحرصي بفعل االنخفاض‬ ‫النسن ألثمنة‬ ‫جهة‪ ،‬والعامل ي‬ ‫ي‬ ‫الفالح كأول‬ ‫بنظتتها داخل مراكش‪ ،‬هذه العوامل ساهمت أوال يف بداية تراجع دور النشاط‬ ‫العقار مقارنة ر‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫اب‪ ،‬وثانيا يف ظهور انشطة‬ ‫اض الزراعية جراء الزحف العمر ي‬ ‫مورد اقتصادي بالجماعة بفعل تراجع األر ي‬ ‫المحىل للجماعة وتستقطب عددا‬ ‫الريف‬ ‫كبت االقتصاد‬ ‫غت فالحية استطاعت ان تقتحم بشكل ر‬ ‫حرصية ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفالحي‪.‬‬ ‫وغت‬ ‫المستغلي‬ ‫كبتا من‬ ‫الفالحي‪ ،‬ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وبخصوص جماعة سويــهلة‪ ،‬فنسجل أن نسبة المستغلي الفالحيي مزدوح النشاط المهن ر‬ ‫تبف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫فه ال تتعدى ‪ ،%28‬يعزى ذلك بالدرجة األول إل‬ ‫ضعيفة‪ ،‬خاصة إذا ما قورنت ر‬ ‫بنظتتها السالفة الذكر‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫الن تشكل حاجز صد أول يمتص‬ ‫عامل بعدها عن الحوز األوسط‪ ،‬حيث تفصل بينهما جماعة سعادة ي‬ ‫ر‬ ‫الن تمتاز بها‪ ،‬مقارنة مع‬ ‫ر‬ ‫تأثتات وضغط الحوز األوسط‪ ،‬هذا باإلضافة إل مقوماتها الفالحية الجيدة ي‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫الن قد تطال البنية المهنية لمستغليها‬ ‫وه مقومات أكسبتها مقاومة ضد التحوالت ي‬ ‫الجماعات األخرى‪ ،‬ي‬ ‫لخت دليل عىل الدور الذي‬ ‫الفالحيي‪ .‬ولعل احداث مدرسة للتكوين يف المهن الفالحية بهذه الجماعة ر‬ ‫ر‬ ‫والسع ال حماية مجالها‬ ‫الفالح الرصف للجماعة‪،‬‬ ‫قامت به الوزارة الوصية بالقطاع للحفاظ عىل الطابع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫اب الشي ــع لمراكش‪.‬‬ ‫الفالح المتوفر عىل تربة خصبة من الزحف العمر ي‬ ‫ي‬ ‫المستغلي‬ ‫الفالح بالحوز األوسط إل عدول جزء من‬ ‫غت‬ ‫‪ 3.1‬الحصيلة ‪ :‬يؤدي تعاظم الشغل ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفالحيي عن ممارسة الفالحة‬ ‫ر‬ ‫رغم كون النشاط الفالح ر‬ ‫الفالحيي‪ ،‬فإن‬ ‫المستغلي‬ ‫يبف النشاط المهيمن عىل البنية المهنية لفئة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي إل تنوي ــع األنشطة‪ ،‬بل قد‬ ‫المستغلي‬ ‫السء الذي يدفع بعض‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أخطار تراجع عائده تبف قائمة‪ ،‬ي‬ ‫تصل تبعات التنوي ــع إل وضع الفالحة يف المرتبة الثانية كنشاط بالتوازي‪ .6‬وعليه نقيم يف هذا العنرص مكانة‬ ‫بالنواح الغربية‬ ‫الفالح‪ ،‬عىل األقل كنشاط رئيس‬ ‫المستغلي الذين تراجعوا فعال عن مزاولة النشاط‬ ‫أولئك‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والجنوبية للحوز األوسط‪.‬‬ ‫الفالح عىل بنية األنشطة‬ ‫تشت المعطيات المستخلصة من االستمارة الميدانية هيمنة النشاط‬ ‫و ر‬ ‫ي‬ ‫المستجوبي يمتهنون الفالحة كنشاط رئيس تتم‬ ‫للمستغلي الفالح ري‪ ،‬فنسبة ‪ %87.4‬من مجموع‬ ‫الرئيسية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫عي المكان‪ ،‬أي داخل استغاللياتهم الفالحية‪ ،‬وتبف هذه الهيمنة منطقية بحكم أننا بصدد‬ ‫ممارسته يف ر‬ ‫كتته األساس‪ .‬فيما نسبة ‪ %12.6‬ال يمارسون النشاط‬ ‫ريف يشكل النشاط‬ ‫الفالح ر ر‬ ‫ي‬ ‫االشتغال عىل مجال ي‬ ‫الفالح نشاطهم الرئيس‪ ،‬وذلك يف إشارة واضحة لكون هذه الفئة‬ ‫الح‪ ،‬أو بشكل أدق ال يعتت النشاط‬ ‫الف ي‬ ‫ي‬ ‫غتوا‬ ‫فالحي أصال‪ ،‬أو لكونهم‬ ‫غت فالحية كنشاط أساس‪ ،‬إما لكونهم ليسوا‬ ‫فالحي ر‬ ‫تمارس أنشطة مهنية ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تتخبط فيها الفالحة‪ ،‬أو لكون أنشطتها‬ ‫نشاطهم‬ ‫المهن من الفالحة إل نشاط آخر‪ ،‬إما بسبب المشاكل ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫زمن الذي يتخلل فتات معنية من السنة الفالحية‪ .‬ومن‬ ‫ذات طابع‬ ‫موسم الناتجة عن فجوات الفراغ ال ي‬ ‫ي‬ ‫مهن آخر أثبت أحقيته بالممارسة كنشاط أساس‪ ،‬بالنظر الرتفاع عائداته‪ ،‬مقارنة‬ ‫تم االنصياع إلغراء نشاط ي‬ ‫الفالح إل مصاف األنشطة‬ ‫الفالح‪ ،‬والنتيجة انحدار أهمية االستغالل‬ ‫بتلك المحصلة من االستغالل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الثانوية‪.‬‬ ‫‪-Soulard C et Thareau B, opt cité, p37.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪103‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫يتمت معظم مالك‬ ‫وف المحصلة فإن هذه الوضعية تحدت مجاال جغرافيا فالحيا ـ الحوز األوسط ـ ر‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫الن لحقته جراء التمدين‬ ‫الفالح بشكل‬ ‫اض الفالحية فيه بمزاولة النشاط‬ ‫أساس‪ ،‬ر‬ ‫ي‬ ‫غت ان التحوالت ي‬ ‫ي‬ ‫األر ي‬ ‫الشي ــع وتأثر االقتصاد الحرصي‪ ،‬جعلتنا أمام مجال ريف فقد ما يفوق ر‬ ‫عش هويته المهنية لفائدة أنشطة‬ ‫ي‬ ‫غت فالحية‪ ،‬ر‬ ‫ليؤرس ذلك بالملموس عىل تراجع قدرته عىل الحفاظ عىل اليد العاملة الممتهنة لها‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي‪ :‬تراجع ورفض لمزاولة الفالحة بالحوز األوسط‬ ‫المستغلي‬ ‫‪ .2‬أبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫يعد تقسيم العمل يف المجتمعات التقليدية عامال أساسيا يف تحديد وضعية ومكانة كل عضو داخل‬ ‫المجموعة سواء أكانت ارسة ام مجتمعا‪ ،‬وكان "دوركايم" اول من صاغ نظرية تقسيم العمل يف كتابه "تقسيم‬ ‫االجتماع"‪ ،‬حيث أبرز من خالل ان تقسيم العمل يف المجتمعات سواء الحرصية العرصية او الريفية‬ ‫العمل‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫فف مجال‬ ‫التقليدية يشكل الحلقة األساسية ي‬ ‫الن تساهم يف استمرارية الجماعة او تراجعها‪ .‬لهذا االعتبار ي‬ ‫غت ان التحوالت االقتصادية‬ ‫الحوز األوسط يتم عادة تقسيم العمل داخل االستغالليات الفالحية‪ ،‬ر‬ ‫الفالحي يعزفون عن ممارسة األنشطة الفالحية‪.‬‬ ‫المستغلي‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬جعلت أبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي بالحوز األوسط‪ ،‬وذلك يف سياق رصد‬ ‫المستغلي‬ ‫لهذا تتوح دراسة البنية المهنية ألبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مكانة الفالحة ضمن أنشطتهم المهنية‪ ،‬وقياس ما إذا كانت فعال تشكل نشاطا أساس يف منظومتهم المهنية‪،‬‬ ‫أم أن التأثت الحرصي قد طال قناعاتهم‪ّ ،‬‬ ‫غت‬ ‫وغت شيئا من قوام أنشطتهم المهنية عت امتهان أنشطة ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فالحية‪ ،‬خاصة يف ظل اإلغراءات المهنية المقدمة من طرف سوق الشغل الحرصية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف ضوء النتائج‬ ‫بنواح الحوز األوسط عىل‬ ‫تصور عام حول قدرة الفالحة‬ ‫المحصلة‪ ،‬يمكن بناء‬ ‫ي‬ ‫تسييج اليد العاملة اليافعة الناشئة بها من جهة أول‪ ،‬ومن جهة ثانية ّ‬ ‫الفالح بهذه‬ ‫بمصت النشاط‬ ‫التنبؤ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫النواح‪ ،‬عىل اعتبار ّأن استمرارية هذا النشاط ر‬ ‫الفالحيي‬ ‫المستغلي‬ ‫يبف رهينا بالرصورة بمدى انحياز أبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫لمزاولته‪.‬‬ ‫بالنواح الغربية والجنوبية بالحوز األوسط‬ ‫الفالحي‬ ‫النشيطي من أبناء‬ ‫‪ 1.2‬يهيمن الذكور عىل فئة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫بالنواح الغربية والجنوبية بالحوز األوسط‬ ‫المستجوبي‬ ‫الفالحي‬ ‫المستغلي‬ ‫يبلغ مجموع عدد أبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫اولي لنشاط‬ ‫‪ 1840‬نسمة‪ .‬وبناء عىل المقاربة المعتمدة ‪ -‬رأرسنا إليها سلفا‪ ،-‬ستكز باألساس عىل األبناء المز ر‬ ‫التال‪.‬‬ ‫ر‬ ‫معي‪ ،‬أي نسبة النشاط استنادا لمجموع عدد األبناء كما يوضح الجدول ي‬ ‫بالنواح الغربية للحوز األوسط‬ ‫الفالحي حسب الجنس ونسبة النشاط‬ ‫جدول رقم ‪ :5‬توزي ــع أبناء‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫مجموع عدد األبناء‬ ‫المشتغلي‬ ‫عدد‬ ‫ر‬ ‫عدد الذكور منهم‬ ‫عدد اإلناث منهم‬ ‫نسبة النشاط من مجموع عدد األبناء‬ ‫‪1840‬‬ ‫‪815‬‬ ‫‪799‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪44,29%‬‬ ‫ميداب صيف ‪2018‬‬ ‫المصدر‪ :‬بحث‬ ‫ي‬ ‫بالنواح الغربية والجنوبية بالحوز األوسط زهاء‬ ‫معي‬ ‫اولي‬ ‫مهن ر‬ ‫ر‬ ‫تصل نسبة المز ر‬ ‫ي‬ ‫الفعليي لنشاط ي‬ ‫غت‬ ‫مهن‪،‬‬ ‫بداع أن فئة منها من الصغار ر‬ ‫‪ %40‬جلهم من فئة الذكور‪ ،‬يف ر‬ ‫ي‬ ‫حي أن البقية ال تزاول أي نشاط ي‬ ‫النشيطي‪ ،‬أو فئة‬ ‫حي ال يتعدى عدد اإلناث النشيطات ‪ 16‬من أصل ‪ 815‬من‬ ‫المتمدرسي والطلبة‪ ،‬يف ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪104‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫األبناء‬ ‫المهن يف قطاع الخدمات وتشكل الحوز‬ ‫المشتغلي‪ ،‬تسعة منهن موظفات‪ ،‬والبقية يزاولن نشاطهن‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫األوسط مقرا مزاولة أنشطتهن‪.‬‬ ‫مهن‬ ‫المستغلي‬ ‫يفش ضعف حضور اإلناث ضمن مجموعة من أبناء‬ ‫الفالحي المز ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اولي لنشاط ي‬ ‫أساسي‪:‬‬ ‫املي‬ ‫ر‬ ‫معي بع ر‬ ‫ر‬ ‫• يرتبط العامل األول يف عدم اعتبار األنشطة الفالحية والمزاولة داخل االستغاللية من طرف‬ ‫المرأة نشاطا مهنيا‪ ،‬بل تدخل ضمن المهام االعتيادية المنوطة بها يف إطار تقسيم المهام‬ ‫األرسيي داخل االستغاللية الفالحية الواحدة‪ ،‬ال جانب مهامها المتعلقة‬ ‫الفاعلي‬ ‫ربي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫باألشغال المتلية‪ ،‬وتربية األبناء‪ ،‬بل إن ما تقوم به من أعمال مزدوجة عىل صعيد البيت‬ ‫واالستغاللية جعل وضعها االعتباري ال يعدو أن يكون بموجبه المرأة جزءا من "ملكية‬ ‫‪.7‬‬ ‫الزوج"‬ ‫كبتة من اليافعات غادرن االستغالليات صوب مجاالت‬ ‫الثاب يف كون نسبة ر‬ ‫• يتجىل العامل ي‬ ‫بنواح الحوز األوسط أو خارجها بفعل االلتحاق ببيت الزوجية‪،‬‬ ‫جغرافية أخرى قد تكون‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫السء الذي يفش ضعف حضورهن العددي مقارنة بالذكور‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وجدير بالذكر هو الدور الحيوي الذي تضطلع به نسوة األرياف المحاذية للمدينة يف تحريك اقتصاد‬ ‫تضاه مساهمة الذكور‪ ،‬سواء فيما‬ ‫هذه المجاالت‪ ،‬رغم صعوبة ضبطه‪8‬؛ فمساهمتهن يف القطاع األول‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫غتها من االنشطة‪ ،‬من قبيل الصناعات‬ ‫المواس والدواجن‪ ،‬أو الزراعة والدراس و‬ ‫يتعلق ربتبية‬ ‫الجن و ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التقليدية كإنتاج الزراب والحقائب اليدوية المصنوعة من الدوم‪ ،‬وكذا المنتوجات الخزفية ر‬ ‫والن تسوق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫خالل التجمعات التجارية األسبوعية‪.9‬‬ ‫الفالحيي بالحوز األوسط‬ ‫المستغلي‬ ‫‪ 2.2‬مظاهر تراجع الفالحة عىل تشغيل أبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المستغلي‬ ‫نقف من خالل هذا المحور تسليط الضوء عىل مدى قدرة الفالحة عىل إقناع أبناء‬ ‫ر‬ ‫كتة للتنشئة المهنية بهذه المجاالت‪ .‬ونبحث أيضا يف‬ ‫الفالحيي عىل مزاولتها بالحوز األوسط‪ ،‬باعتبارها ر ر‬ ‫ر‬ ‫بالتأثت الحرصي للمدينة الكتى‪ .‬والوقوف‬ ‫النواح وربطها‬ ‫جوانب توزي ــع هذه المكانة عت مجاالت هذه‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفالحيي يف ارتباط بمجاالت مزاولتها‪،‬‬ ‫المستغلي‬ ‫غت الفالحية المزاولة من طرف أبناء‬ ‫عند طبيعة المهن ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫األكت استقطابا لهذه الفئة ومدى ارتباطها بالحوز األوسط الكتى مراكش‪ .‬يفيد ذلك يف‬ ‫لرصد األنشطة‬ ‫الفالح‪ ،‬واستنباط قدرته عىل الصمود بناحية الحوز األوسط‪.‬‬ ‫بناء تصور عام حول مآل النشاط‬ ‫ي‬ ‫‪-7‬خديجة المسدالي (‪ :)2001‬ماذا تقول نساء قرويات عن فضائهن‪ ،‬فضاءات نسائية‪ ،‬منشوران كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫الرباط‪ ،‬سلسلة رقم ‪ ،97‬ص ‪.12‬‬ ‫‪-8‬نقصد هنا صعوبة التميز بين األنشطة المزاولة من طرف المرأة بالحوز األوسط‪ ،‬فهناك من األنشطة التي تدخل في إطار‬ ‫اقتصاد األسرة من جهة‪ ،‬و بين األنشطة التي تدخل في إطار اقتصادها الخاص‪ ،‬فقد أسفر االحتكاك المباشر بالمستغلين‬ ‫الفالحيين إلى إقرار بعضهم بامتالك نسائهن للماشية والدواجن‪ ،‬وقيامهن بتربيتها واالنتفاع بمنتجاتها وأحيانا بيعها‪.‬‬ ‫‪-9‬لعزيزة بوسالمة (‪ :)2013‬وضعية المرأة بالوسط القروي ورهان التنمية الترابية بإقليم الحوز‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماستر‬ ‫في الجغرافيا‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم االنسانية مراكش‪ ،‬ص ‪.98‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪105‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫الفالحيي‬ ‫المستغلي‬ ‫‪ 1.2.2‬مكانة الفالحة لدى ابناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫موزعي بشكل‬ ‫مهن ‪ 815‬عامال‪،‬‬ ‫المستغلي‬ ‫يبلغ مجموع ابناء‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي المز ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اولي فعليا لنشاط ي‬ ‫الفالح‬ ‫النواح الغربية والجنوبية بالحوز األوسط‪ ،‬غالبيتهم ممن ال يدخل االستغالل‬ ‫متباين عىل صعيد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي حيث يحتضن‬ ‫المستغلي‬ ‫الفالح القطاع األكت استقطابا ألبناء‬ ‫ضمن اهتماماتهم‪ .‬يعتت القطاع‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫عي المكان‬ ‫المستغلي‬ ‫‪ 296‬من فروع‬ ‫الفالحيي‪ ،‬وهو ما يشكل ‪ 36%‬من مجموعهم‪ ،‬مجملهم يزاولونه يف ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تفست‬ ‫بنواح الحوز األوسط‪ .‬ويمكن‬ ‫الغت‬ ‫أي داخل الحيازة الفالحية‪ ،‬أو‬ ‫ر‬ ‫حي باستغالليات ر‬ ‫كمياومي فال ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المهن األم بهذا النوع‬ ‫الفالحيي بكونه النشاط‬ ‫المستغلي‬ ‫الفالح لهذه النسبة من أبناء‬ ‫استقطاب القطاع‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الريف‪.‬‬ ‫المستغلي من خالل‬ ‫وبالتال يشكل أساس التنشئة المهنية لجل أبناء‬ ‫من المجاالت ذات الطابع‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كناشطي‪ ،‬بمن فيهم أولئك الذي نزعوا عن االستمرار يف مزاولته فيما بعد‬ ‫االحتكاك به منذ سنواتهم األول‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫مفض رلي أنشطة مهنية أخرى‪.‬‬ ‫الفالحيي عن‬ ‫المستغلي‬ ‫الثلثي من أبناء‬ ‫ترسم هذه المعطيات صورة واضحة عن عزوف قرابة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ممارسة الفالحة‪ ،‬عىل األقل كنشاط رئيس يعتمد عىل عائداته بشكل دائم ومنتظم‪ ،‬إما لعدم اقتناعهم به‬ ‫ر‬ ‫الن يحيل إليها االنتماء إليه‪ ،‬خاصة يف مجاالت محاذية للمدينة‪ ،‬ومتأثرة بمد‬ ‫ي‬ ‫بداع الدالالت االعتبارية ي‬ ‫غت الفالحية‪ ،‬سواء تلك المتاحة بالحوز األوسط‪ ،‬أو‬ ‫التحرص‪ ،‬أو للعرض المقدم فيما يخص فرص الشغل ر‬ ‫غت أن درجة هذا التأثر تتباين يف توزيعها‬ ‫بنواح الحوز األوسط نفسها نتيجة االنتشار الحرصي لمراكش‪ .‬ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الفالح عىل تشغيل أبناء‬ ‫الن تتحكم يف قدرة االستغالل‬ ‫الجغر ي‬ ‫ي‬ ‫اف بالحوز األوسط‪ ،‬تبعا لعدة اعتبارات ي‬ ‫التعليم لألبناء‪ 10‬أو تراجع‬ ‫الفالحي؛ منها القرب أو البعد من المجال الحرصي‪ ،‬والمستوى‬ ‫المستغلي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫مردود الحيازة العائلية‪.‬‬ ‫‪ 2.2.2‬تتباين قدرة الفالحة عىل تشغيل اليد العاملة الشابة بالحوز األوسط تبعا لقدرة مدينة مراكش عىل‬ ‫التأثت‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي بعامل القرب أو البعد من‬ ‫المستغلي‬ ‫يف ارتباط مع مسألة تأثر الميوالت المهنية ألبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫بنواح الحوز‬ ‫الفالح لدى هذه القوة العاملة‬ ‫مركز الحوز األوسط ‪-‬مراكش‪ -‬نقارن مدى حضور النشاط‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫األوسط‪ ،‬يف سياق قياس قدرة هذه‬ ‫التأثت يف االختيارات المهنية لهؤالء األبناء‪ .‬توضح معطيات‬ ‫األختة عىل ر‬ ‫ر‬ ‫اولي ألنشطة فالحية بالحوز األوسط حسب‬ ‫المستغلي‬ ‫الجدول اسفله يوضح توزي ــع أبناء‬ ‫الفالحي المز ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الجماعات‪.‬‬ ‫‪-10‬فكلما كان المستوى التعليمي مرتفعا‪ ،‬اال وتزايدت معه نسبة العزوف عن مزاولة األنشطة الفالحية‪ ،‬وتزايد االقبال على‬ ‫األنشطة غير الفالحية والحضرية سواء في مركز الحوز األوسط او في المجاالت الحضرية المجاورة لمراكش واسفي‪،‬‬ ‫وبن جرير‪ ،‬والدار البيضاء‪،...‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪106‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫اولي ألنشطة فالحية بالحوز األوسط حسب الجماعات القروية‬ ‫جدول رقم ‪ :6‬توزي ــع أبناء‬ ‫الفالحي المز ر‬ ‫ر‬ ‫الفالحي من كل ناحية عىل حدة‬ ‫المستغلي‬ ‫النسبة المئوية من أبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الحوز األوسط‬ ‫الناحية الجنوبية ‪ -‬تسلطانت‬ ‫‪40‬‬ ‫الناحية الغربية ‪ -‬السعادة‬ ‫‪20‬‬ ‫الناحية الجنوبية الغربية ‪ -‬تمصلوحت‬ ‫‪45‬‬ ‫جماعة سويــهلة‬ ‫‪60‬‬ ‫ميداب صيف ‪2018‬‬ ‫المصدر‪ :‬بحث‬ ‫ي‬ ‫الفالحيي من جماعة إل أخرى‪ ،‬فجماعتنا‬ ‫المستغلي‬ ‫تختلف قدرة الفالحة عىل تشغيل فروع‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفالح‪ ،‬بنسبة ‪ %60‬و‪ %45‬عىل‬ ‫اولي للنشاط‬ ‫سويــهلة وتمصلوحت تعتتان األكت احتضانا لألبناء المز ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫باف الجماعات ما يجعل تأثرهما‬ ‫التوال‪ ،‬يفش هذا الوضع ببعدهما‬ ‫النسن عن المركز الحرصي مقارنة مع ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفالح االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫القطاع‬ ‫أهمية‬ ‫ارية‬ ‫ر‬ ‫استم‬ ‫ثانية‬ ‫جهة‬ ‫ومن‬ ‫جهة‪،‬‬ ‫من‬ ‫اقل‬ ‫ية‬ ‫الحرص‬ ‫باألنشطة‬ ‫ي‬ ‫المتاخمتي ر‬ ‫اولي‬ ‫المستغلي‬ ‫مبارسة بالحوز األوسط هما األقل احتضانا ألبناء‬ ‫الجماعتي‬ ‫اما‬ ‫الفالحيي المز ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫للفالحة‪ ،‬ونقصد هنا بالتحديد كال من جماعة تسلطانت من الدرجة األول وسعادة بالدرجة الثانية‪ ،‬فالقرب‬ ‫فه بمثابة سوق الستقطاب‬ ‫من الحوز األوسط يولد االرتباط بها‪ ،‬وهو ارتباط مفروض بمنطق اقتصادي‪ ،‬ي‬ ‫اليد العاملة‪ ،‬خاصة المهن البسيطة كالحرف والبناء وما شابههما‪ ،‬فضال عىل القرب أن القرب منها يزيد من‬ ‫إمكانيات ر‬ ‫التدد عليها‪.‬‬ ‫النفس لهذه الفئة للمدينة‬ ‫تغتات سلوكية عميقة ناجمة عن االنجذاب‬ ‫يسفر هذا الوضع عن ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫للرف وتحقيق األحالم‪ ،‬وكذا‬ ‫تحسي ظروف العيش‪ .‬ومن مجمل هذه‬ ‫ر‬ ‫وأنشطتها المهنية‪ ،‬باعتبارها مجال ي‬ ‫التغتات مزاولة أنشطة مهنية ذات سمة حرصية وإعالن تجاوز عن الفالحة‪ ،‬فيصبح خيط االنتماء للمجال‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الريف رهيفا‪ ،‬سيما يف جانبه‬ ‫سالفن الذكر و بدرجة أقل‪ ،‬عىل كل‬ ‫الجماعتي‬ ‫الوظيف‪ .‬ينطبق ما قيل عن‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫من‬ ‫تبتي مجاليا يف الهالة الثانية من حيث موقعهما بالنسبة بالحوز‬ ‫جماعن السويــهلة وتمصلوحت والمر ر‬ ‫ي‬ ‫اولي للفالحة‪ ،‬فعامل البعد يعد عامال لصد مؤثرات‬ ‫األوسط‪ ،‬حيث تحتضنان عددا أكت من األبناء المز ر‬ ‫السابقتي هو‬ ‫الجماعتي‬ ‫مركز الحوز األوسط‪ ،‬وعليه فإن نفس منطق التحليل الذي تم تبنيه بخصوص‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تأثت تكلفة التنقل نحو‬ ‫هاتي‬ ‫الجماعتي مع بإضافة عامل ثان‪ ،‬و يتعلق األمر بارتباط ر‬ ‫ر‬ ‫نفسه المسقط عىل ر‬ ‫اليوم‬ ‫غت الفالحة بهذا المجال‪ .‬فتكلفة التنقل‬ ‫مهن آخر ر‬ ‫ي‬ ‫مراكش ومدى توافر وسائله باختيار مزاولة نشاط ي‬ ‫للمدينة تخصم من قيمة العائد اليوم أو األسبوع أو ر‬ ‫حن الشهري لألنشطة الممكن مزاولتها يف الحوز‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفالح‪.‬‬ ‫األوسط‪ ،‬وهو ما يفقد هذه األنشطة القدرة التنافسية عىل دحر ممارسة النشاط‬ ‫ي‬ ‫الفالح؟‬ ‫الفالحيي ضمن أرسهم عىل ميلهم المتهان االستغالل‬ ‫المستغلي‬ ‫‪ 3.2.2‬هل يؤثر ترتيب أبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفالحيي المهنية‪،‬‬ ‫المستغلي‬ ‫الميداب من رصد جوانب أخرى تهم ميوالت أبناء‬ ‫مكنتنا نتائج البحث‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كت فقط عىل األنشطة‬ ‫وما إذا ثمة هناك عالقة تربطها بتبيتهم داخل أرسهم‪ .‬توخينا يف هذا السياق‪ ،‬الت ر‬ ‫الفالح‪ ،‬للتعرف عىل من يقع عىل عاتقه حمل عبء ممارسة الفالحة من األبناء‪.‬‬ ‫المتعلقة باالستغالل‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الفالح‪ ،‬فمن أصل ‪ 296‬ابنا مزاوال‬ ‫واتضح أن األبكار من األبناء هم األكت حمال لعبء ممارسة النشاط‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪107‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫للفالحة بشكل رئيس‪ ،‬يوجد ‪ 172‬بكرا و‪ 87‬ابنا مزاوال الفالحة كابن مرتب بعد البكر‪ ،‬ثم يقل اهتمام اإلخوة‬ ‫الباقي بمزاولة الفالحة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫فاالبن األكت أمل األرسة يف إعالة المستغل األب عىل أعباء أنشطته الفالحية‪ ،‬فتتم تنشئته بشكل‬ ‫يجعله اليد اليمن لألب والمستوعب لخبايا االستغاللية‪ ،‬فيكون صاحب الحظوة داخل منظومة تقسيم‬ ‫الفالح‪ ،‬ويكون انقطاعه عن الدراسة يف سن مبكرة ثمنا لتلك المكانة‪ ،‬فيما يتمرد األشقاء‬ ‫المهام ذات الطابع‬ ‫ي‬ ‫اآلخرون تباعا شيئا فشيئا عن ممارسة االنشطة الفالحة لعدم االقتناع بوضع األخ األكت الفالح "القدوة"‪،‬‬ ‫اس‪ ،‬أو االنفتاح عىل أنشطة مهنية أخرى مستفيدين من الخدمات‬ ‫فينجح بعضهم يف استكمال مساره الدر ي‬ ‫ر‬ ‫عائىل‪.‬‬ ‫فالح‬ ‫الن يقدمها االبن البكر داخل االستغاللية كمساعد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفالحية ي‬ ‫الفالح خاصة يف المجال‬ ‫غت‬ ‫المستغلي‬ ‫‪ 3.2‬يتع أبناء‬ ‫الفالحيي بالحوز األوسط إل مزاولة الشغل ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الحرصي‬ ‫الفالحيي يف تقييم الفالحة‬ ‫المستغلي‬ ‫يفيد التدقيق يف مكانة القطاعات االقتصادية المشغلة ألبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫النواح‬ ‫يف لهذه‬ ‫كحقل‬ ‫مهن مشغل بالحوز األوسط‪ ،‬كما يمكن أن ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يشت ذلك لحجم االرتباط الوظ ي‬ ‫بالمجاالت المشغلة لهذه الفئة‪ ،‬خاصة الحوز األوسط من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية‪ ،‬نوظف الخالصات‬ ‫المستغلي‬ ‫الفالح محليا لفائدة فروع‬ ‫غت‬ ‫المحصلة الستبيان قدرة هذه‬ ‫النواح عىل خلق الشغل ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفالحيي جراء االنتشار الحرصي‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفالحي‪ ،‬إذا‬ ‫المستغلي‬ ‫غت الفالحية المستقطبة ألبناء‬ ‫تعد المهن المرتبطة بقطاع البناء أكت المهن ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تهم ما يناهز ‪ % 24,12‬منهم‪ ،‬وتعتت الحوز األوسط حوضا حرصيا مستقطبا للقسم األهم من هؤالء‪ ،‬فما‬ ‫للضواح الغربية‬ ‫حي أن ‪ %10,0‬ناشطون بالجماعات المؤلفة‬ ‫يمثل ‪ %13,3‬من األبناء ناشطون بها‪ ،‬يف ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الفالحي يف المجال الحرصي؛ حفر اآلبار‬ ‫الن يزاولها بناء‬ ‫ر‬ ‫والجنوبية للمدينة‪ .‬وتشمل المهن المرتبطة بالبناء ي‬ ‫ر‬ ‫والن تزاول إما يف إطار المياومة تبعا لتوزي ــع الطلب عىل المجال‪،‬‬ ‫والرخام والصناعة والصباغة والجبس‪ ،...‬ي‬ ‫تيست‬ ‫يمت هذه المهن من‬ ‫ر‬ ‫أو بشكل مستمر حيث يتم امتهانها ومزاولتها بكيفية منتظمة‪ ،‬خاصة مع ما ر‬ ‫الولوجية ورسعة اتقان "الحرفة" وأهمية العائد‪.‬‬ ‫ما قيل عن مهن قطاع البناء من حيث األهمية وارتباطه بالحوز األوسط‪ ،‬يقال أيضا عن قطاع‬ ‫الحرف‪ ،‬فحوال ‪ %11.51‬من أبناء المستغلي الفالحي يقبلون عىل مزاولتها بشكل كبت ر‬ ‫ومتايد‪ ،‬من قبيل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫‪...‬‬ ‫مهن نجارة الخشب وأللمنيوم والحدادة ‪ ،‬وكلها حرف ترتبط بقطاع البناء الذي يرتبط بدوره بالقطاع‬ ‫كتة االقتصاد الحرصي بالحوز األوسط‪ ،‬وتمارس خاصة يف الحوز األوسط المحتضنة‬ ‫السياح الذي يعد ر ر‬ ‫ي‬ ‫حي أن قلة تزاولها محليا‪ ،‬وال يتعدى ‪ %3.1‬منهم‪ ،‬او يف مجاالت حرصية وشبه حرصية‬ ‫‪ %7.7‬منهم‪ ،‬يف ر‬ ‫اسف‪ ،‬قلعة الشاغنة‪.‬‬ ‫قريبة‪ ،‬بن جرير‪ ،‬اليوسفية‪ ،‬ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪108‬‬ ‫نعكاسات التمدين على قدرة الفالحة في التشغيل بالحوز األوسط‪ :‬حالة جماعات سعادة وتسلطانت والسويهلة وتمصلوحت‬ ‫بالنواح الغربية والجنوبية حسب المهن الرئيسية ومقرات مزاولتها بالحوز األوسط‬ ‫الفالحيي‬ ‫المستغلي‬ ‫جدول رقم ‪ :7‬توزي ــع أبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المهن حسب القطاعات االقتصادية‬ ‫الفالحة‬ ‫الحرف‬ ‫البناء‬ ‫النقل‬ ‫والمواصالت‬ ‫التجارة‬ ‫الخدمات الحرة‬ ‫الوظيفة‬ ‫العمومية‬ ‫الصناعة‬ ‫المجموع‬ ‫مقرات العمل‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫عي المكان‬ ‫ر‬ ‫‪296‬‬ ‫‪32,4‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪10,4‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪3,4‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪5,9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0,4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0,3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪483‬‬ ‫‪53‬‬ ‫مركز الحوز‬ ‫األوسط ـ مراكش‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪13,3 122‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪7,7‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪5,3‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪3,6‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪2,0‬‬ ‫‪390‬‬ ‫‪42,5‬‬ ‫الدار البيضاء‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,11‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0,6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1,6‬‬ ‫مدينة أخرى‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0,5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0,9‬‬ ‫خارج المغرب‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0,5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0,7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0,1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪1,7‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪296‬‬ ‫‪32,5‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪10,3‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪7,6‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪7,1‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪4,5‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪2,4‬‬ ‫‪11,5 105 24,1 220‬‬ ‫ميداب صيف ‪2018‬‬ ‫المصدر‪ :‬بحث‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪100 *912‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫النشيطي ‪ 815‬ابنا‪ ،‬لكن ربطه بمقرات مزاولة‬ ‫الفالحي‬ ‫المستغلي‬ ‫ال يتعدى المجموع العام ألبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المهن يف أكت من مقر‪ ،‬خاصة فئة التجار‪.‬‬ ‫مهنهم جعله يصل إل ‪ ،912‬لكون جزء منهم يزاول نشاطه‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي‪ ،‬أكت من نصفهم (‪)%5,8‬‬ ‫المستغلي‬ ‫فالنشاط التجاري فيستقطب ما يزيد عن ‪ 10.3%‬من فروع‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫بنواح الحوز األوسط‪ ،‬منهم من يتاجر يف حدود استغالليته الفالحية أو الدواوير القريبة‪،‬‬ ‫ينشطون محليا‬ ‫ي‬ ‫لفالح‪ ،‬أو تجار‬ ‫وهم إما تجار فالحيون عىل صعيد استغاللياتهم يقومون عىل ترصيف جزء من اإلنتاج ا‬ ‫ي‬ ‫البقالة‪ ،‬ومنهم أيضا من تشكل األسواق األسبوعية المنعقدة عىل مدار األسبوع مقرات متحركة لمزاولة‬ ‫حي أن هناك قلة من التجار (‪(%3,7‬‬ ‫تجارتهم المتخصصة يف غالب األحيان يف المنتوجات الفالحية‪ .‬يف ر‬ ‫ممن يزاولون نشاطهم بمركز الحوز األوسط‪ ،‬منهم من جهة التجار المهيكلون يف إطار محالت تجارية‬ ‫غت المهيكلة‪.‬‬ ‫بتخصصات جد متنوعة‪ ،‬ومنهم كذلك المزاولون التجارة ر‬ ‫بنواح الحوز األوسط يتسمون‬ ‫اولي للتجارة‬ ‫وتجدر اإلشارة يف هذا السياق إل أن جل األبناء المز ر‬ ‫ي‬ ‫اف واحد‪ ،‬أو‬ ‫بخاصية الحركية فيما يخص مزاولة أنشطتهم التجارية‪ ،‬أي عدم الثبات يف مجال جغر ي‬ ‫ر‬ ‫للتماس مع طابع الموسمية الذي تتصف به المنتوجات المتاجر‬ ‫التخصص يف تجارة معينة‪ ،‬بل ينصاعون‬ ‫ي‬ ‫فيها‪ .‬تتز أيضا مكانة قطاعات حرصية أخرى‪ ،‬كمهن النقل والمواصالت والخدمات‪ ،‬تنضاف إليها الصناعة‬ ‫بالنواح‬ ‫عىل تواضع حضورها‪ ،‬تستقطب هذه القطاعات مجتمعة زهاء ‪ 17%‬من اليد العاملة الشابة‬ ‫ي‬ ‫الغربية والجنوبية‪ ،‬منها ما يفوق ‪ %14‬مزاولة بمركز الحوز األوسط ـ مراكش‪.‬‬ ‫المستغلي‬ ‫حوال الثلث (‪ )%36‬من أبناء‬ ‫الفالح لم يقنع سوى‬ ‫يتضح إذن كيف أن النشاط‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫غت فالحية‪ ،‬ر‬ ‫ليؤرس ذلك بشكل ضي ــح عىل تراجع قدرة هذا‬ ‫الفالحيي‪ ،‬أي أن ما يقارب ثلثيهم يزاولون مهنا ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن باتت‬ ‫القطاع عىل التشغيل‪ ،‬من جهة‪ ،‬ومن جهة يؤرس عىل أهمية التحوالت السوسيو مجالية الشيعة ي‬ ‫وف نظم‬ ‫يعرفها الحوز األوسط‪ ،‬وما يواكب ذلك من ر‬ ‫وف نمط العيش‪ ،‬ي‬ ‫تغيت يف السلوكات الفالحية‪ ،‬ي‬ ‫الفالح‪.‬‬ ‫استغالل المجال‬ ‫ي‬ ‫وف سياق ربط هذا ر‬ ‫التاجع‬ ‫بالتأثت الحرصي‪ ،‬فيظهر أن زهاء ‪ %42,7‬من هؤالء األبناء مرتبطون‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫غت‬ ‫المهنية‬ ‫أنشطتهم‬ ‫فالحيي‬ ‫ال‬ ‫المستغلي‬ ‫أبناء‬ ‫معظم‬ ‫يمارس‬ ‫التجارة‪،‬‬ ‫فباستثناء‬ ‫‪،‬‬ ‫الوظيف‬ ‫بالحت‬ ‫وظيفيا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفالح الذي يزيد من‬ ‫غت‬ ‫الفالحية بمراكش‪ ،‬ومن ثم تظهر مكانة هذه‬ ‫توفت فرص الشغل ر‬ ‫األختة يف ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفالح‪.‬‬ ‫هشاشة التمسك بمزاولة االستغالل‬ ‫ي‬ ‫ونسجل أن استقطاب اليد العاملة بالحوز األوسط لم يعد حكرا عىل مركزه المتمثل يف مراكش‪ ،‬بل‬ ‫أصبح يهم مجاالت أخرى حرصية بعيدة مستقطبة لليد الناشئة بالحوز األوسط‪ ،‬للداللة عىل انحياز أبناء‬ ‫لنظته الريف‪ ،‬ر‬ ‫نواح‬ ‫حن لو تطلب ذلك االنسالل من‬ ‫الفالحيي للعرض‬ ‫المستغلي‬ ‫المهن الحرصي كبديل ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كىل‪ ،‬حيث يبلغ عدد هؤالء ‪ 23‬فردا‪ 15 ،‬منهم ناشطون بمدينة الدار البيضاء‪.‬‬ ‫الحوز األوسط بشكل ي‬ ‫كبت يف القطاعات‬ ‫المستغلي‬ ‫بشكل عام‪ ،‬توضح تقاسيم البنية المهنية ألبناء‬ ‫الفالحيي وجود تنوع ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫المهن‪ ،‬جراء التموقع عىل أعتاب مركز‬ ‫غت الفالحية المستقطبة لهم‪ ،‬بالنظر لتوافر العرض‬ ‫االقتصادية ر‬ ‫ي‬ ‫الفالح بفعل فقدانه للسواعد الشابة الناشئة‬ ‫الحوز األوسط‪ ،‬مما يزيد من تراجع نجاعة االستغالل‬ ‫ي‬ ‫بنواحيه‪ .‬فعادة ما يشكل نفور الشباب وهجرتهم نحو أنشطة أخرى بمراكش وبقاء الشيوخ باألرياف عامال‬ ‫لتنام األعشاب والطفيليات (محمد بلقيه ‪،1978‬‬ ‫يخ للزراعة فاسحة بذلك المجال‬ ‫مؤديا إل تراجع التدر ي‬ ‫ي‬ ‫ص ‪.)109‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪110‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫اجتماع أم حتمية‬ ‫الفالح‪ :‬سلوك‬ ‫المستغلي من مزاولة االستغالل‬ ‫‪ 4.2‬بواعث نفور أبناء‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫اقتصادية؟‬ ‫رأرسنا يف الفقرات السابقة بالدراسة والتحليل إل مسألة تراجع قدرة الفالحة عىل تشغيل أبناء‬ ‫توفت فرص‬ ‫المستغلي‬ ‫تأثت مد التمدين المادي بالحوز األوسط‪ ،‬الذي يساهم يف ر‬ ‫الفالحيي‪ ،‬سواء تحت ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫التأثت الحرصي المستقطب لليد العاملة الناشئة‬ ‫شغل مهمة سواء للعمال الحرص ريي او‬ ‫الضاحويي‪ ،‬أو تحت ر‬ ‫ر‬ ‫بنواح مراكش لالشتغال بها‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الفالحيي لهم دوافع ومتراتهم يف عدم مزاولة‬ ‫المستغلي‬ ‫فقد ابرزت نتائج الدراسة الميدانية انا أبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي‪ .‬بعبارة أخرى‪،‬‬ ‫للمستغلي‬ ‫أساس‪ ،‬خاصة وأنهم يشكلون الجيل المقبل‬ ‫الفالح كنشاط‬ ‫النشاط‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ممتهني له‪ ،‬فإنهم ال محالة يشكلون‬ ‫إنهم عماد استمرارية هذا القطاع االقتصادي‪" ،‬فعندما يكون ثلثاهم‬ ‫ر‬ ‫ممتهني له‪ ،‬فإن ذلك يغدو بحق مبعث‬ ‫غت‬ ‫عماد استمرارية هذا القطاع االقتصادي‪ ،‬وعندما يكون ثلثاهم ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫قلق‪ ،‬إال إذا كانت لهم مخططات للعدول عن اختياراتهم المهنية الحالية بعد هالك أصولهم وتصفية التكة‬ ‫المبارسة لألرض‪ ،‬ومن ثم ر‬ ‫ر‬ ‫الفالح‪.‬‬ ‫مبارسة االستغالل‬ ‫المفضية إل الولوج للملكية‬ ‫ي‬ ‫ح وما يختلج‬ ‫المستغلي‬ ‫ولتسليط الضوء عىل بواعث نفور أبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي من مزاولة النشاط الفال ي‬ ‫غت الفالحية‪،‬‬ ‫نفوسهم‪ ،‬استقينا ما أدل به أصولهم‪/‬أباءهم من دوافع مفشة الختيارات أبنائهم المهنية ر‬ ‫ر‬ ‫التال‪:‬‬ ‫والن نصوغها عىل النحو ي‬ ‫ي‬ ‫غت متحكم فيه‪،‬‬ ‫متغتات ر‬ ‫موسمية األنشطة الفالحية وعدم انتظامها يف الزمان وخضوع حيويتها لعدة ر‬ ‫غت مضمون لمن اختار‬ ‫وعىل رأسها الظروف الطبيعية خاصة الجفاف‪ ،‬مما يجعل من الفالحة قطاعا ر‬ ‫المستغلي‪،‬‬ ‫ممارسته من أبناء‬ ‫ر‬ ‫الن يعانيها هذا القطاع من حيث ظروف اإلنتاج ر‬ ‫ورسوطه‪ ،‬ر‬ ‫ر‬ ‫والن تجعل من المداخيل‬ ‫ي‬ ‫المشاكل ي‬ ‫ر‬ ‫لتوفت حاجيات العيش لمزاوليه‪ ،‬ومن ثم عدم قدرة هذا القطاع عىل استقطاب اليد‬ ‫غت كافية‬ ‫ر‬ ‫المتتبة عنه ر‬ ‫ّ‬ ‫والتواقة "للتحرص"‪،‬‬ ‫لضواح الحوز األوسط‬ ‫العاملة الشابة الناشئة‬ ‫ي‬ ‫غت الفالحية‪ ،‬يف مجاالت‬ ‫التأثر بعامل القرب من مراكش من خالل تقديم عرض‬ ‫سخ من المهن ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫غت المهيكلة منها‪ ،‬وهو عرض يتصف نسبيا بكونه أكت استمرارية‬ ‫البناء والحرف‪ ،‬ثم التجارة‪ ،‬وأساسا ر‬ ‫الفالح‪،‬‬ ‫وعائدا‪ ،‬خاصة إذا ما قورن مع النشاط‬ ‫ي‬ ‫تقسيم األدوار داخل االستغاللية الفالحية ربي المالك وأبنائه‪ ،‬فعادة ما يضطلع بممارسة النشاط‬ ‫غت فالحية‪ ،‬أو‬ ‫حي يتجه اآلخرون لممارسة أنشطة أخرى ر‬ ‫الفالح إل جانب األب أحد األبناء فقط‪ ،‬يف ر‬ ‫ي‬ ‫ذات ارتباط بها‪ ،‬يف مقدمتها التجارة‪،‬‬ ‫بداع التمدين ومحاذاة‬ ‫بنواح الحوز األوسط‬ ‫المستغلي‬ ‫وبشكل عام‪ ،‬تتأثر البنية الفكرية ألبناء‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تغت تمثالتهم حول الفالحة وممارستها‪ ،‬وذلك يف ظل شيوع صورة مراكش الكتى وأنماط‬ ‫مراكش من خالل ر‬ ‫نظتها الريفية‪ ،‬ناهيك عن تغلغل الثقافة الحرصية يف تنشئتهم‬ ‫أنشطتها االقتصادية المتفوقة اعتباريا عىل ر‬ ‫غت مهمة (بول باسكون‪ ،1986 ،‬ص ‪.)65‬‬ ‫االجتماعية يف جوانب أخرى ر‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪111‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫الفالح‬ ‫اولي للنشاط‬ ‫المستغلي‬ ‫‪ 5.2‬ال تنقطع صلة مزاولة الفالحة لدى أبناء‬ ‫الفالحيي ر‬ ‫غت المز ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفالحي المتمردين عن مزاولة الفالحة بالحوز‬ ‫المستغلي‬ ‫للداللة عىل مستوى توثيق الصلة ربي أبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفالح فيها‪ ،‬من جهة‬ ‫األوسط‪ ،‬نوظف ما يستهويــهم من أنشطة مهنية ثانوية من جهة‪ ،‬ومكانة االستغالل‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الكىل لهؤالء األبناء عن ممارسة الفالحة‪ ،‬ربما بإرجاء مزاولتها إل‬ ‫ثانية‪ ،‬ومن ثم قد يؤرس عىل عدم االنقطاع ي‬ ‫حي االمتالك بعد هالك األصول‪.‬‬ ‫ر‬ ‫مهن ثانوي ‪ 198‬ابنا‪ ،‬أي ما يمثل ‪ % 24‬من‬ ‫المستغلي‬ ‫يبلغ عدد أبناء‬ ‫الفالحيي المز ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اولي لنشاط ي‬ ‫المنهمكي‬ ‫حوال ثالثة أرباع مقتنعون تمام االقتناع بأنشطتهم المهنية‬ ‫الناشطي مهنيا‪ ،‬أي أن‬ ‫مجموع األبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫يف مزاولتها‪ ،‬داللة ذلك تفرد هؤالء الفروع فيما يخص مسألة الحسم يف اختيار هويتهم المهنية‪ ،‬عكس‬ ‫الفالح لالعتداد بها زمن تراجع عائد‬ ‫المتشبثي عىل مضض بمزاولة أنشطة رديفة لالستغالل‬ ‫أصولهم‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفالحة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي تتصدر الفالحة‬ ‫المستغلي‬ ‫مهن من أبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫من جانب آخر‪ ،‬فالربــع المزاول ألكت من نشاط ي‬ ‫الفالح غالبا‬ ‫غت النشاط‬ ‫اهتماماته كنشاط رديف بحصة تفوق النصف‪ ،‬فالمزاولون ألنشطة مهنية رئيسية ر‬ ‫ي‬ ‫ما ينفتحون عىل ممارسته سواء بصفة اضطرارية‪ ،‬أي خالل رفتات موسمية معينة تعرف تركزا لألشغال‬ ‫ر‬ ‫والن تستلزم تعبئة جل اليد العاملة األرسية لتقديم السند باالستغاللية الفالحية‪،‬‬ ‫الفالحية يف زمن ر‬ ‫وجت‪ ،‬ي‬ ‫يوم منتظم لكن كنشاط ثانوي‪ ،‬من خالل بعض‬ ‫بإيعاز من المالك األب‪ .‬كما قد تتم ممارسة الفالحة بشكل ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المواس‪ ،‬وما تقتضيه رعايتها من أنشطة‬ ‫الن توكل لالبن يف إطار تقسيم المهام‪ ،‬كتعليف‬ ‫ي‬ ‫المهم الجانبية ي‬ ‫روتينية ككنس الحظائر ربي الفينة واألخرى‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إل أن ممارسة األنشطة الفالحية كنشاط رديف ال ترتبط دائما بالمهام الموكلة لالبن‬ ‫داخل االستغاللية‪ ،‬بل يمكن أن تطال مجمل ما يتم ممارسته من أنشطة فالحية يف إطار المياومة لفائدة‬ ‫وغتها من األنشطة الفالحية‪،‬‬ ‫بنواح الحوز األوسط‪ ،‬سواء خالل مواسم الحرث أو الحصاد‬ ‫الغت‬ ‫والجن ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفالحيي ربي الفينة واألخرى‪.‬‬ ‫المستغلي‬ ‫الن تردد عىل المسارات المهنية ألبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أو خالل فتات العطالة ي‬ ‫الفالحيي إل مستوى ورقة‬ ‫المستغلي‬ ‫الفالح لدى فئة واسعة من أبناء‬ ‫ومن تم رتتاجع مكانة االستغالل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المهن المبتع‪.‬‬ ‫مهنية احتياطية‪ ،‬يستعان بها عىل عبور رفتات العطالة تحينا لتوافر النشاط‬ ‫ي‬ ‫تتمظهر ر‬ ‫المستغلي‬ ‫التكيبة المهنية ألبناء‬ ‫كبت من األبناء ال تستهويــهم مزاولة‬ ‫الفالحيي‪ ،‬يف كون قسم ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫األنشطة الفالحية‪ ،‬حيث يتم التعا لمهن أخرى ال ّ‬ ‫وحن إن ّ‬ ‫تمت للفالحة بصلة‪ ،‬ر‬ ‫تمت مزاولتها فيكون‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ذلك كنشاط ثانوي خالل رفتات وظروف معينة‪ ،‬مما يؤرس بالملموس عىل تراجع قدرة الفالحة عىل‬ ‫المهجني" مهنيا‪ ،‬يصبح مستقبل الفالحة يف هذه‬ ‫التشغيل‪ .‬وإذا كان مستقبل الفالحة رهينا بهؤالء األبناء "‬ ‫ر‬ ‫بنواح الحوز األوسط من خالل فقدانه‬ ‫المجاالت مبعثا للقلق‪ .‬فهذا القطاع أضخ يحترص شيئا فشيئا‬ ‫ي‬ ‫تعاب‪ ،‬إضافة‬ ‫وبالتال يمكن القول إن فالحة‬ ‫لقاعدة واسعة من اليد العاملة النشيطة الناشئة بها‪،‬‬ ‫النواح ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫توح بأننا قد نكون‬ ‫والن ال تصل لحد الجزم بظاهرة شغور التكات‪ ،‬لكنها ي‬ ‫إل ما تعانيه‪ ،‬من أزمة خلف‪ ،‬ي‬ ‫والمتشبثي يف ذات الوقت‬ ‫الفالحي بالحوز األوسط‪ ،‬المتمردين عن امتهان الفالحة‪،‬‬ ‫أمام آخر أجيال‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫بعقاراتهم الفالحية‪ ،‬بالنظر الرتفاع قيمتها‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪112‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫خاتمة‬ ‫يستخلص من خالل هذا المقال اتجاه فئة واسعة من اليد العاملة بالحوز األوسط إل االستقالل‬ ‫الفالحيي لم تعد‬ ‫المستغلي‬ ‫لفالح‪ ،‬أو عىل األقل عدم االكتفاء به‪ ،‬فجزء مهم من‬ ‫عن مزاولة االستغالل ا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تشكل الفالحة نشاطا أساس بالنسبة لهم‪ ،‬لتظهر أنشطة أخرى أكت إغراء بالمزاولة‪ ،‬بالنظر لديمومتها‬ ‫الفالح كنشاط رئيس‪،‬‬ ‫وأهمية ما يعود عن ممارستها من أرباح‪ .‬أما فيما لو تم التشبث بممارسة االستغالل‬ ‫ي‬ ‫تظهر آنذاك الحاجة الملحة لمزاولة نشاط آخر رديف‪ ،‬ليكون مصدر عون يعول عليه لتغطية الفجوات‬ ‫الن تخلفها ر‬ ‫ر‬ ‫الفالح ربي الفينة واألخرى‪.‬‬ ‫"عتات" االستغالل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تعت اهتماما للفالحة كنشاط رئيس‬ ‫المستغلي‬ ‫أما بخصوص أبناء‬ ‫الفالحيي‪ ،‬فنسجل أن غالبيتهم ال ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫جدير باالمتهان‪ ،‬بل يرتبطون وظيفيا بالحوز األوسط الكتى من خالل االندماج يف نسيجها االقتصادي‪،‬‬ ‫بنواح الحوز األوسط يف قطاعات أخرى ذات طبيعة حرصية‪.‬‬ ‫والذي يرهن مجمل اليد العاملة اليافعة‬ ‫ي‬ ‫النواح‬ ‫غت الفالحية المزاولة بالحوز األوسط‪ ،‬نسجل أيضا قدرة هذه‬ ‫ومن تقاسيم األنشطة المهنية ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والن تجمع ربي ما هو‬ ‫عىل خلق الشغل‬ ‫ي‬ ‫الفالح‪ ،‬ليؤرس ذلك عىل ازدواجية بنياتها المجالية واالقتصادية‪ ،‬ي‬ ‫وه ازدواجية نراها وفق مقاربة التمدين مظهرا‬ ‫أصيل بهذه المجاالت ربي قطاعات ذات صبغة حرصية‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫غت المادي لصالح ما ينجم عن مد التمدين من وظائف مجالية جديدة‪.‬‬ ‫لتاجع مكانة الفالحة يف بعدها ر‬ ‫بنواح الحوز األوسط‪ ،‬وباالستناد إل تقاسيم البنية‬ ‫الفالح النشيط‬ ‫فيما يتعلق بمستقبل المجتمع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفالح من‬ ‫الفالحيي‪ ،‬نجزم أن الوضع ال يبعث عىل االرتياح‪ ،‬فارتفاع قيم العقار‬ ‫المستغلي‬ ‫المهنية ألبناء‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫لوب أرسي ضاغط عىل األصول‬ ‫جهة وضآلة ما يعود عليهم من تفليح األرض من جهة ثانية‪ ،‬يحولهم إل ي‬ ‫االجتماع الشي ــع‪ ،‬ومن ثم االلتحاق بنظرائهم من األغنياء الجدد‬ ‫لتفويت األرض‪ ،‬سعيا لتحقيق االرتقاء‬ ‫ي‬ ‫بالحوز األوسط‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪113‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫المراجع‪:‬‬ ‫الفالح بهضبة بنسليمان‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة‬ ‫• المختار األكحل (‪ ،)2001‬دينامية المجال‬ ‫ي‬ ‫يف جغرافية األرياف‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم االنسانية‪ ،‬وجدة‪.‬‬ ‫• بول باسكون (‪ ،)1986‬ما الغاية من علم االجتماع القروي‪ ،‬مجلة بيت الحكمة‪ ،‬عدد ‪.3‬‬ ‫المسدال (‪ ،)2001‬ماذا تقول نساء قرويات عن فضائهن‪ ،‬فضاءات نسائية‪ ،‬منشوران كلية‬ ‫• خديجة‬ ‫ي‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية الرباط‪ ،‬سلسلة رقم ‪.97‬‬ ‫غت الفالحية والتنمية المحلية بالبادية الحوزية‪ ،‬حالة قيادة‬ ‫الغن بقاس (‪ ،)2007‬األنشطة ر‬ ‫• عبد ي‬ ‫لوداية رسالة الدكتوراه يف الجغرافيا‪ ،‬ـ جامعة ابن طفيل‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم االنسانية القنيطرة‪.‬‬ ‫• لعزيزة بوسالمة (‪ ،)2013‬وضعية المرأة بالوسط القروي ورهان التنمية ر‬ ‫التابية بإقليم الحوز‪ ،‬بحث‬ ‫ر‬ ‫القاض عياض‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم االنسانية مراكش‪.‬‬ ‫الماست يف الجغرافيا‪ ،‬جامعة‬ ‫لنيل شهادة‬ ‫ي‬ ‫• محمد بلفقيه (‪ ،)1978‬أوليات يف الجغرافيا الزراعية‪ ،‬منشورات اللجنة الوطنية للجغرافيا‪.‬‬ ‫? ‪Colliot C et Bertrand J-M (2009), comment travailler avec et pour les agriculteurs en contexte périurbaine‬‬ ‫‪Innovations Agronomiques.‬‬ ‫‪Soulard C et Thareau B (2009), les exploitations agricoles périurbaines : diversité et logiques de‬‬ ‫‪développement, Innovations Agronomiques, n° 5.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫‪114‬‬ ‫ حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬:‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‬ ‫ حالة جماعات‬:‫الدينامية المجالية ورهان التنمية المستدامة بضواحي مراكش‬ ‫سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫للنجاة المهداوي‬.‫دة‬ ‫كلية االداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫مراكش‬-‫جامعة القاضي عياض‬ :‫ملخص‬ ‫بضواح مراكش اليوم رهانا قويا أمام كل فاعل نظرا لخصوصياتها اإليكولوجية واالجتماعية‬ ‫تعد الدينامية المجالية للحوز‬ ‫ي‬ ‫ حيث تزخر بمجموعة من المؤهالت‬،‫ وإن تواجد هذه المجاالت يعود إل وضعيتها االنتقالية ربي المجاالت القروية والحرصية‬،‫واالقتصادي‬ ‫والخصائص ذات االرتباط الوثيق ر‬ ‫األختة تعيش عىل وقع مجموعة من‬ ‫بالتاث‬ ‫ إذ غدت هذه المناطق خالل السنوات ر‬،‫الهيدروليك للحوز‬ ‫ي‬ .‫الدينامية السوسيواقتصادية والمجالية‬ ‫ إذ باتت‬،‫متمتة‬ ‫وتكتس‬ ‫تتمت به من خصائص اجتماعية واقتصادية ومجالية ر‬ ‫الضواح المراكشية بالحوز أهمية خاصة نظرا لما ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ،‫ فتجاوزت بذلك الوظيفة الفالحية والتفيهية لتقوم بوظائف اقتصادية أخرى‬،‫مجاال يضطلع بأدوار حيوية داخل منظومة الحوز ككل‬ ‫تأثت الزحف العمر ياب‬ ‫عالوة عىل تعدد وتفاوت مستويات‬ ‫ وتباين مساحات القطع األرضية المشيد عليها بحكم ر‬،‫المباب واختالف وظائفها‬ ‫ي‬ ‫تغيتات الزالت مستمرة يف الزمان ومتباينة يف المجال إل غاية‬ ‫ ناهيك عن ظهور ر‬،‫عىل المشهد الجغر ياف الذي يتصف بالتنافر الشديد‬ ‫ر‬ ‫ر‬ .‫السء الذي أفرز إختالالت ساهمت يف دينامية مجالية يطبعها الالتوازن بالتاب الحوزي‬ ‫الوقت الراهن ي‬ ‫وتتمحور‬ ،‫بضواح مراكش ورهان التنمية المستدامة‬ ‫مضامي هذه الورقة حول تبيان المفاهيم النظرية للدينامية المجالية للحوز‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كت عىل دينامية‬ ‫ وبدائل تحقيق‬،‫الفاعلي‬ ‫ إل جانب الت ر‬،‫الن ساهمت يف إنتاجها بما يف ذلك المحددات الطبيعية والبشية بالحوز‬ ‫ر‬ ‫والعوامل ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ .‫للضواح المراكشية بالحوز‬ ‫الن يراهن عىل تحقيقها يف الواقع الت ياب‬ ‫ وتسليط الضوء عىل التامج ذات البعد التنموي ي‬،‫التنمية المستدامة‬ ‫ي‬ .‫ التنمية المستدامة‬،‫ التنمية‬،‫ الحوز‬،‫ الضاحية‬،‫ الدينامية المجالية‬:‫الكلمات المفاتيح‬ Abstract: Territorial Dynamics in Al Houz in Marrakech region is considered to be an objective that should involve all actors given its ecological and socio-economic characteristics. The existance of such domains is attributed to its transitional situation between rural and urban areas, which are characterized by many potentials and features relating to Al Houshydraulic heritage. In recent years, such areas have been experiencing a wide range of economic and territorial dynamics. Marrakech surroundings in Al Houz are of vital importance due to their social and territorial advantages. Such surroundings have become an area playing active roles within Al Hous dynamics as whole. Instead of being restricted just too agricultural and entertaining functions, Marrakech surroundings nowadays have many other functions, including the economic ones. In addition to that, there is a number of buildings and facilities of various types and functions, built in areas of various sizes because of urban encroachment into geographical landscape marked by heterogeneity.Besides, there have been a number of different constant changes leading to different constant changes leading to many problems which produce a territorial dynamics characteristic of imbalance in Al Houz area. The content of this paper is mainly centered on clarifying the theoretical concepts of spatial dynamicsin outskirts of Marrakech. It points out the objectives and challenges of sustainable development, as well as the factors that have contributed to the production of such dynamics, including the natural and human determinants of the Houz area besides, the paper focuses on the dynamics of the involved actors and possible alternatives to achieve sustainable development. It also highlights the development-oriented programs, whose realization is an objective imposed by the territorial reality of the Marrakech suburbs within the Houz region. Key words: spatial dynamics, suburbia, Al Houz, development, sustainable development. 115 ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫مقدمة‬ ‫الضواح المراكشية بالحوز ذات أهمية خاصة باعتبارها مجاالت متعددة الوظائف‪ ،‬تأخذ يف‬ ‫تعد‬ ‫ي‬ ‫غت أنها تختلف أهميتها ووظائفها ومساحتها حـسب أهـميـة المـدينة‬ ‫االندماج‬ ‫التدريخ يف المحيط الحرصي‪ .‬ر‬ ‫ي‬ ‫والقــطب الحرصي وديـناميته االقتصادية واالجتماعية‪ .‬فكلما كـان الــقطب الحرصي قــويا‪ ،‬كـلما كانـت‬ ‫كبتة‪ ،‬وكـلما كـان اقتصاد حرصي ضعيف‪ ،‬كلما كانت الضاحية انعكاسا لهذه الوضعية‬ ‫الضاحية تـعرف حيوية ر‬ ‫تأثت الدينامية داخلها‪.‬‬ ‫المتواضعة ولمدى ر‬ ‫ويحتل الحوز مكانة هامة يف ظل رهانات قوية ذات بعد تنموي مستدام‪ ،‬وديناميات تؤكد أن الثقل‬ ‫اف الذي تعيشه المجاالت الضاحوية المراكشية‪ ،‬ينعكس بدوره عىل زيادة الطلب والضغط عىل‬ ‫الديموغر ي‬ ‫المرافق العمومية‪.‬‬ ‫بضواح‬ ‫وتتلخص أهداف هذا المقال يف محاولة تبيان المفاهيم النظرية للدينامية المجالية للحوز‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن ساهمت يف إنتاجها بما يف ذلك المحددات‬ ‫مراكش ورهان التنمية المستدامة‪ ،‬وومقاربة العوامل ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي‪ ،‬وبدائل تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬كما نهدف‬ ‫كت عىل دينامية‬ ‫الطبيعية‬ ‫والبشية‪ ،‬إضافة إل الت ر‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫الن يراهن عليها يف تحقيق تنمية مستدامة فعلية يف الواقع‬ ‫تسليط الضوء عىل التامج ذات البعد التنموي ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اكس بالحوز‪.‬‬ ‫الت ي‬ ‫اب الضاحوي المر ي‬ ‫بضواح مراكش ورهان التنمية المستدامة‬ ‫‪1‬ـ المفاهيم النظرية‪ :‬الدينامية المجالية للحوز‬ ‫ي‬ ‫ر ُ‬ ‫الن قدمت يف‬ ‫يعتت مفهوم الدينامية المجالية من المفاهيم الصعبة التعريف إذ نجد أن التعاريف ي‬ ‫للباحثي‪ ،‬وال تعد كونها دراسة حالة معينة‪ ،‬يصعب‬ ‫هذا المجال‪ ،‬كانت دائما تعكس الخلفية التخصصية‬ ‫ر‬ ‫تعميمها‪ ،‬طالما أن لكل مجال خصوصيته الجغرافية والتاريخية‪ .‬ومحاولة منا لتحديد مفهوم ومصطلح‬ ‫الدينامية المجالية والتنمية المستدامة والضاحية‪ ،‬سنقارب هذه المفاهيم‪ ،‬انطالقا من إطارها اللغوي‬ ‫بالضواح المراكشية‪.‬‬ ‫والمتخصص والعام‪ ،‬لمحاولة إسقاطها‪ ،‬عىل حالة الدينامية المجالية‬ ‫ي‬ ‫‪1‬ـ‪ 1‬الدينامية المجالية‪ :‬مقاربة نظرية ومفاهيمية‬ ‫تشت كبادئة إل معن القوة‪ .‬أما‬ ‫ياب‪ ،‬ر‬ ‫يرجع أصل الدينامية من ‪ ،Dynamometer‬أي من المجال ر‬ ‫الفت ي‬ ‫مصطلح ‪ Dynamique,adj‬ر‬ ‫ديناميك‪ ،‬أي ذو عالقة بالقوة والطاقة‬ ‫دينام أو‬ ‫القاموس‬ ‫فتأب بالمعن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تغت مستمر‬ ‫السء‬ ‫المتمت بفعالية مستمرة أو ر‬ ‫ر‬ ‫فه ر‬ ‫الطبيعية‪ ،‬وإذا جاء المصطلح ‪ Dynamique, adj‬ي‬ ‫تشت إل ي‬ ‫األدب‬ ‫فعال‪ .1‬أما يف الحقل‬ ‫فيشت معن الدينامية إل عدة مفردات كاالنسجام‪ ،‬والتناسل‪ ،‬والنمو‪ ،‬والحوار‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫السيكوجتماع‬ ‫والتغيت‪ .‬وأنها يف المجال‬ ‫والتغت‪،‬‬ ‫والصتورة والتحول واالنتقال‪ ،‬القوة‪،‬‬ ‫والرصاع والحركة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تتحكم يف الجماعة وتساعدها عىل التوازن والتطور أو االنكماش‬ ‫تعن مختلف القوى االيجابية والسلبية ي‬ ‫ي‬ ‫والتشتت والتنافر‪. 2‬‬ ‫‪ 1‬موقع قسم الهندسة المعمارية جامعة التكنولوجية بغذاد‪www.iasj./ias ،‬‬ ‫ر‬ ‫‪2‬أحدو عبد الحميد‪ ، (2011) ،‬التنمية المحلية بواحة مزكيطة ربي دينامية‬ ‫الماست‪ ،‬بكلية‬ ‫الفاعلي وانتظارات الساكنة المحلية‪ ،‬بحث‬ ‫ر‬ ‫القاض عياض‪ ،‬الصفحة‪.26 :‬‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية برماكش‪ ،‬جامعة‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪116‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫ر‬ ‫معي‪ ،‬عن طريق‬ ‫وتعرف كذلك الدينامية بأنها مجموع‬ ‫ر‬ ‫الن تحدث بمجال ر‬ ‫التغتات والتحوالت ي‬ ‫تدخل االنسان أو عن طريق تفاعل العناض الطبيعية فيما بينها‪ .‬كما أن مفهوم الدينامية يرتبط ارتباطا وثيقا‬ ‫بمفهوم المجال‪ ،‬بحيث ال يمكن فصلها عن بعضهما البعض‪ ،‬وهذا راجع إل اعتبار أن المجال هو عبارة‬ ‫عن ذاكرة تحتفظ وتسجل مختلف أنواع الديناميات‪ ،‬وكذلك مراحل تطورها‪.‬‬ ‫كما نجد أن الدينامية تعرف بأنها مجاالت البعد عن التوازن‪ ،‬حيث يعد التوازن نادرا يف المنظومات‬ ‫الستورات الدينامية البد من أن تنحرف‬ ‫ولك تبدأ ر‬ ‫الدينامية المعقدة‪ ،‬أو نوعا من مرحلة رجحان مؤقتة‪ ،‬ي‬ ‫المجال‬ ‫التغتات ذات البعد‬ ‫المنظومة عن حالة التوازن‪ ،3‬ويشكل مفهوم الدينامية المجالية مجموع‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫االختة تتفاعل فيما بينها‬ ‫معي يحتوي عىل تفاعالت إيجابية وسلبية لمختلف عناضه‪ ،‬هذه‬ ‫ر‬ ‫بالنسبة لنظام ر‬ ‫وبي عناض أخرى من جهة ثانية‪ .‬فمثال نشأة األنظمة االجتماعية وتطورها‪ ،‬يؤدي إل ظهور‬ ‫من جهة‪ ،‬ر‬ ‫األختة تعت عن وجود االنتقال والتحول‪.‬‬ ‫التغتات‪ ،‬هذه‬ ‫ر‬ ‫أشكال مختلفة من ر‬ ‫ه مرحلة المرور من نظام إل آخر‪ ،‬وترتبط بالمجال ارتباطا‬ ‫خالصة القول أن الدينامية المجالية ي‬ ‫ر‬ ‫وثيقا‪ ،‬هذا التحول يؤدي يف غالب األحيان إل ظهور اختالالت مجالية تتطلب وضع خطة استاتيجية للحد‬ ‫منها أو للقضاء عليها‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن تحديد مفهومها يعتت عملية جد معقدة وهذا راجع إل تعدد وتنوع‬ ‫العناض المكونة لها‪ .‬ويعرف المختار األكحل الدينامية بأنها التحول واالنتقال من حالة إل اخرى يف هيأة‬ ‫خطية‪ ،‬دورية‪ ،‬تصاعدية‪ ،‬أو تراجعية مما‬ ‫يقتض مجاال يتحرك فيه‪ ،‬وزمانا ينجز فيه ذلك التحول واالنتقال‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ومن تم يمكن اعتبار الدينامية ف العلوم االجتماعية كصتورة لها بداية ومراحل تطور‪ ،‬تعتت ر‬ ‫الفتة الراهنة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫اف أيت حمزة بأنها انتقال من طبقة اجتماعية إل‬ ‫إحداها وتؤرس لتوجهات المستقبل‪ .4‬كما يعرفها الجغر ي‬ ‫أخرى سواء تصاعديا أو تنازليا‪ ،‬ذات منخ محمل ببنيات اجتماعية‪ ،‬فهذه الدينامية يمكن أن تكون مهنية‬ ‫ثقافية‪ ،‬كما يمكن أن تكون جغرافية‪ ،‬وأسلوب هذه الدينامية يختلف من مجتمع إل أخر‪.5‬‬ ‫‪1‬ـ ‪ 2‬التنمية المستدامة‪ :‬األسس النظرية للمفهوم‬ ‫إن التنمية المستدامة قد تبدو للوهلة األول واضحة إال أنها قد عرفت وفهمت وطبقت بطرق‬ ‫مختلفة جدا‪ ،‬مما تسبب يف درجة عالية من الغموض حول معن المفهوم الذي يعتت من المفاهيم‬ ‫تفستها وتطبيقها وفقا لمنظورات مختلفة‪ ،‬ومن أهم تلك‬ ‫الصعبة‪ ،6‬لذلك فإن التنمية المستدامة يمكن‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تلن‬ ‫التعريفات وأوسعها انتشارا ذلك الوارد يف تقرير بروندتالند‪ ،‬والذي عرفها عىل أنها التنمية ي‬ ‫الن ي‬ ‫احتياجات الجيل الحاض دون التضحية أو اإلضار بقدرة األجيال القادمة عىل تلبية احتياجاتها‪ ،‬كما ر‬ ‫يفتض‬ ‫فيها تلبية الحاجيات الملحة الحالية دون التفريط يف الحاجيات المستقبلية‪،‬‬ ‫ويفض بنا هذا إل التأكيد‬ ‫ي‬ ‫عىل أنها تتمثل استنادا إل منطق التوزي ــع العادل ر‬ ‫وتحسي الخدمات و تجذير مناخ الحريات‬ ‫للتوات‬ ‫ر‬ ‫والحقوق‪ ،‬وذلك يف توازن تام مع تطوير البنيات‬ ‫والتجهتات دونما إضار بالمعطيات والموارد الطبيعية‬ ‫ر‬ ‫‪-3‬تيازي طاهر أسماء‪ ، (2010) ،‬نظرية الفوضى وتوليد الشكل المعماري‪ ،‬مجلة الهندسة‪ ،‬العدد ‪ ،1‬المجلد ‪ ،16‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.08‬‬ ‫‪-4‬األكحل المختار‪ ، (2004) ،‬دينامية المجال الفالحي ورهانات التنمية المحلية‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة والنشر‪ ،‬ص ‪.73‬‬ ‫‪-5‬نبيل لحسن‪ ، (2000) ،‬الدينامية مفاهيمها‪ ،‬أصنافها‪ ،‬ودورها في البحث العلمي‪ ،‬مجلة اآلداب والعلوم االنسانية تطوان‪ ،‬ص ‪.420‬‬ ‫‪6-Fowke R and Prasad D (1996), Sustainable development, cities and local government. Australian Planner, p 6.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪117‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫بعي االعتبار حاجيات و حقوق‬ ‫والبيئية‪ ،‬إنها بهذه الصيغة تنمية موجهة لفائدة المجتمع‬ ‫المحىل مع األخذ ر‬ ‫ي‬ ‫األجيال القادمة وهذا ما يبصمها بطابع االستدامة‪.7‬‬ ‫كما يمكن تعريف التنمية المستدامة وفقا لكل مجال من المجاالت منفردا‪ ،‬إال أن أهمية المفهوم‬ ‫تكمن تحديدا يف العالقات المتداخلة ربي تلك المجاالت‪ ،‬حيث أن الجدل حول مفهوم التنمية المستدامة‬ ‫قد خلق بالتأكيد مجاال جديدا من النقاشات كما أن معناه الواسع والغامض قد سمح لجماعات مختلفة‬ ‫ينبع أال نغفل المخاطر المرتبطة بها‪.‬‬ ‫للسع لتحقيق مصالحها بطرق جديدة وحجج مختلفة‪ ،‬إال أنه ي‬ ‫ي‬ ‫افيي عىل اختالف اختصاصات فروعهم الجغرافية (طبيعية ر‬ ‫وبشية) التنمية‬ ‫وعرف العديد من الجغر ر‬ ‫السع‬ ‫المستدامة وتصنيفها وفقا للموضوع المراد بحثه‪ ،‬لذا فقد عرف بعضهم التنمية المستدامة عىل أنها‬ ‫ي‬ ‫البين وعدم اإلضار بها‪ .‬كما عرفها‬ ‫الدائم لتطوير نوعية الحياة اإلنسانية مع األخذ باالعتبار قدرات النظام‬ ‫ي‬ ‫غت‬ ‫افيي كذلك‪ ،‬بأنها مدى قدرة المشاري ــع والتامج التنموية يف تحقيق موارد جديدة ر‬ ‫بعض الجغر ر‬ ‫تعن هنا‬ ‫المستنفذة لضمان االستمرارية دون الحاجة إل دعم بموارد جديدة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫وبالتال ًفالتنمية المستديمة ي‬ ‫االهتمام بالمتطلبات اإلنسانية الحالية والمستقبلية اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا‪ ،‬كما أن هناك أيضا تعاريف‬ ‫ر‬ ‫حي‪ ،‬عرف تقرير اللجنة‬ ‫عدة لمفهوم التنمية المستدامة‪ ،‬بعضها موجزة وبعضها اآلخر أكت شمولية‪ .8‬يف ر‬ ‫ر‬ ‫تلن احتياجات الحاض دون أن‬ ‫العالمية للتنمية والبيئة عام ‪1987‬م التنمية المستدامة بأنها التنمية ي‬ ‫الن ي‬ ‫يعرض للخطر قدرة األجيال التالية عىل إشباع احتياجاتها‪.9‬‬ ‫واح المراكشية‬ ‫ومن خالل التطرق إل مختلف المقاربات‪ ،‬ر‬ ‫يتبي عىل أن تحقيق تنمية مستدامة بالض ي‬ ‫بالحوز يتطلب دمج مختلف هذه المقاربات انطالقا من التنمية الجهوية‪ ،‬عىل اعتبار أن مدينة مراكش من‬ ‫أهم المدن الحرصية بالجهة‪ ،‬وبالتال يمكن تأهيلها كقطب ر‬ ‫ميتوبول جهوي قادر عىل ر‬ ‫نش التنمية‬ ‫ي‬ ‫المستدامة بالمناطق الضاحوية المحيطة بها‪ ،‬وال يمكن تحقيق هذا الهدف إال من خالل اعتماد مقاربة‬ ‫التنمية المحلية‪ ،‬أي انطالقا من الخصوصيات المحلية للضواح المراكشية ر‬ ‫الفاعلي‪ ،‬وكذا‬ ‫وارساك مختلف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الساكنة المحلية‪ ،‬وذلك من أجل تحقيق التنمية ر‬ ‫البشية لألجيال الحالية وضمان العيش الكريم دون المس‬ ‫وبالتال تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫بمصالح األجيال القادمة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫‪ 1‬ـ‪ 3‬مفاهيم متعددة للضاحية المراكشية بالحوز‬ ‫ر‬ ‫الن تناولته‪ ،‬فمن خالل اطالعنا عىل‬ ‫تختلف محددات مفهوم الضاحية باختالف المشارب العلمية ي‬ ‫ر‬ ‫الن أسهمت يف توضيح المعن المراد بالضاحية سواء يف خصوصياته أو يف عمومياته‪ ،‬فقد‬ ‫أهم األعمال ي‬ ‫معرف زاخم ينم عن عمق وتأصل هذا المفهوم‪ ،‬حيث نجد التعريف الذي جاء يف‬ ‫وجدنا أنفسنا أمام كم‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫معجم ‪ Les mots de la géographie‬أنه أعط لمفهوم الضاحية تعريفا أكت وضوحا بالقول أنها‪ :‬النطاق‬ ‫المحيط بالمدينة لكنه ليس بالمدينة‪ ،‬وإنما تمارس عليه المدينة نفوذها وهيمنتها‪ ،‬وتكون المدينة‬ ‫والضاحية ما يصطلح عليه بالمجموعة الحرصية‪ .‬بحيث تكون الضاحية مجاال إلنتاج الخرص والفواكه‬ ‫يمتها هو وجود تلك الحركة الهجروية اليومية يف شكل تراقصات نحو‬ ‫واستقرار الصناعات والمساكن‪ ،‬وما ر‬ ‫‪-7‬تقرير بورتالند الذي نشرته اللجنة العالمية للبيئة والتنمية سنة ‪ ،1987‬ص ‪.17‬‬ ‫‪-8‬الفراجي علي جاسم حمود كناص‪ ،2021،‬مفهوم للتنمية المستدامة بمنظور جغرافي‪.https://almerja.net/reading.php?،‬‬ ‫‪-9‬عبدالغفار عبدهللا يوسف‪ ،‬مفهوم التنمية المستدامة‪. https://www.regionalcsr.com ،‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪118‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫المدينة‪ ،‬كما تشكل حته ومتنفسا للعطل األسبوعية ر‬ ‫الضواح ال‬ ‫والتفيهية‪ ،‬ذلك أنه وجب التأكيد عىل أن‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ضواح‪،‬‬ ‫تبف دائما فيعرف الضاحية عىل أنها النطاق المحيط بالمدينة لكنه ليس بمدينة‪ ،‬وإنما تمارس‬ ‫ي‬ ‫وإنما قد تنصهر مع المدينة فتغدو من كيانها‪ .‬وقد أصبح مصطلح ‪ banlieue‬يف طور االندثار لفائدة‬ ‫‪Periurbain‬لتنذمج الحياة الريفية والحرصية معطية ما يدع بالضاحية الجديدة‪. 10‬‬ ‫تعرف الضاحية أيضا بأنها مجال يحيط بالمدينة‪ ،‬ويتكون من مجموعة من الجماعات المستقلة‬ ‫تأثت مدينة مركزية‪ ،‬والضاحية حدث طارئ جاء مزامنا للثورة الصناعية أو الحقا‬ ‫إداريا‪ ،‬لكنها تحرصت بفعل ر‬ ‫عليها‪ ،‬أما تحرص الجماعات الضاحوية فإنه ال يختلق وسطا حرصيا تاما‪ ،‬ألن هذه الجماعات ال تتوفر عىل‬ ‫تجه رتات وخدمات كافية‪ .11‬وإن جاء تعريفه هذا يتأسس عىل الجانب اإلداري‪ ،‬ويعرض الضاحية عىل أنها‬ ‫مجال مستقل تتشاركه مجموعة من الجماعات‪ ،‬فإن الحدود اإلدارية نادرا ما تطابق الحدود الجغرافية‬ ‫خاصة إذا تعلق األمر بمسألة النفوذ والتيارات‪ ،‬كما أن هذا التعريف ال يدقق المقصود من تحرص الجماعات‬ ‫ومظاهر هذا التحرص‪ .‬والذي يفصح عن دينامية هذا النطاق وعالقته بالمدينة‪ ،‬وكذا الوظائف المسندة‬ ‫إليه‪ ،‬وإن كان قد أسس عىل أنواع السكن ومختلف ر‬ ‫الشائح االجتماعية داخله‪.‬‬ ‫تغط جماعات بأكملها‬ ‫وتشمل الضاحية أيضا جزءا من تراب جماعة أو جماعات‪ ،‬كما يمكن أن‬ ‫ي‬ ‫وأجزاء من الجماعات المحاذية لها‪ .‬وعليه‪ ،‬فبالرغم من أهمية الحدود يف الدراسات الجغرافية‪ ،‬بصفة‬ ‫ر‬ ‫كت‬ ‫تثته من خصوصيات ومشاكل بالنسبة‬ ‫لدارس الضاحية بصفة خاصة‪ ،‬فإن التوجه نحو الت ر‬ ‫عامة‪ ،‬وما ر‬ ‫ي‬ ‫عىل أهمية الجماعة المحلية يف تحديد مفهوم الضاحية‪ ،‬يعود باألساس إل خصوصيات التقطيع اإلداري‬ ‫ر‬ ‫نس الذي يعرف تجزيئا شديدا‪.‬‬ ‫للتاب الفر ي‬ ‫يخ‬ ‫أما معجم الجغرافيا (‪ ،)Dictionnaire de la géographie‬فيفصل ربي‬ ‫والثاب‬ ‫ر‬ ‫مدلوليي األول تار ي‬ ‫ي‬ ‫ه‪ :‬المكان المحيط بالمدينة‬ ‫حرصي‪ .‬فالجغرافية التاريخية تنطلق لتأصيل هذا المفهوم من أن الضاحية ي‬ ‫فه األجزاء المحيطة بالمجال‬ ‫عىل بعد فرسخ والذي تمتد عليه سلطة المدينة‪ ،‬أما يف الجغرافية الحرصية‪ :‬ي‬ ‫لصتورة لتحرص المحيط‬ ‫تتمت عن المدينة باستقاللها اإلداري وكيانها‬ ‫وه نتاج ر‬ ‫الحرصي‪ ،‬ر‬ ‫ي‬ ‫المرفلوح‪ ،‬ي‬ ‫ئيس للمدينة‪.‬‬ ‫الر ي‬ ‫ر‬ ‫وف حالة عدم وجود قرى قابلة‬ ‫فه ر‬ ‫فالضاحية من منظوره ال تبف دائما ضاحية ي‬ ‫تتغت باستمرار‪ ،‬ي‬ ‫غت متخصصة‪،‬‬ ‫للتمدين ال تكون هناك ضاحية‪ .‬توجد بالنسبة للمدن األوربية ضواح متخصصة وأخرى ر‬ ‫ر‬ ‫الن تدخل يف نطاق المجال الشبه‬ ‫نمت ربي أجيال متعاقبة من‬ ‫وف المجموعات الحرصية الكتى‪ ،‬ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الضواح ي‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الوظيف للمدينة‬ ‫التخصص‬ ‫أما‬ ‫القريبة‬ ‫لضاحية‬ ‫با‬ ‫يسم‬ ‫ما‬ ‫أو‬ ‫الممدن‬ ‫المجال‬ ‫حدود‬ ‫عند‬ ‫ي‬ ‫حرص‬ ‫ي‬ ‫وضواحيها فهو المسؤول عن حركة السكان داخل المجموعة الحرصية‪.12‬‬ ‫‪10-Brunet‬‬ ‫‪Robert Ferras-Hervé Thery (1993), les mots de la géographie, dictionnaire critique, troisième édition revue et‬‬ ‫‪augmentée, collection dynamique du Territoire, RECLUS, la documentation Française, Paris, page 59.‬‬ ‫‪11-Merlin Pierre et Choay Françoise, (1988), Dictionnaire de l’urbanisme et de l’aménagement, Presse Universitaire de‬‬ ‫‪France, Paris, page 84.‬‬ ‫‪12-George Pierre (1984), dictionnaire de la géographie, 3ème édition, revue et augmentée, Presse universitaire de France‬‬ ‫‪page 85.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪119‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫ومن دون جدال ر‬ ‫الباحثي يف حقل‬ ‫الضواح وأبرز‬ ‫المهتمي بدراسة‬ ‫يبف‪ 13 George Pierre‬من أهم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫تتمت بالدقة يف استعمال المصطلحات الجغرافية وضبط‬ ‫الجغرافيا يف الوقت الراهن‪ ،‬مما يجعل تعريفاته ر‬ ‫يمت ربي الضاحية التاريخية ذات المرجعية اللغوية والضاحية باعتبارها مصطلحا جغرافيا‬ ‫المفاهيم‪ ،‬فهو ر‬ ‫لها مفهوم دقيق‪ ،‬بل ويؤكد عىل انتمائه لحقل الجغرافيا الحرصية بالضبط‪ ،‬مقابل ما جاء به معجم ‪Pierre‬‬ ‫غت‬ ‫اع المحيط بمجموعة حرصية‪ ،‬ر‬ ‫‪ 14 Fenelon‬الذي أعط لضاحية مفهوم تعريفا مغايرا‪ :‬النطاق الزر ي‬ ‫الكثت من الضبابية‪.‬‬ ‫أن هذا التعريف أخذ معن يكتنفه ر‬ ‫وتجاوزا للوقوع ف اللبس ف اصطالح مفهوم الضاحية وتدقيقه جغرافيا‪ ،‬فقد ر‬ ‫اشتط يف هذا التعريف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫باف التعاريف السابقة‪ ،‬حيث يؤكد عىل ضورة وجود قرى قابلة للتمدين كما حدد يف تعريفه‬ ‫رسطا لم تش له ي‬ ‫معايت ر‬ ‫ورسوط يؤكد فيها أن الضاحية ظاهرة ترتبط بالمجموعة الحرصية دون سواها للحسم يف مسألة‬ ‫هذا‬ ‫ر‬ ‫التعميم‪.‬‬ ‫حت‬ ‫مجال يف طور‬ ‫ه ر‬ ‫ي‬ ‫ومما ركز عليه يف تعريفه هذا أن الضاحية ال تندرج ضمن المدينة وإنما ي‬ ‫ر‬ ‫المبارس للمدينة وذلك من خالل مختلف أشكال النفوذ الذي يطرأ عىل الضاحية‬ ‫التأثت‬ ‫التحرص‪ .‬بسبب‬ ‫ر‬ ‫األخت (المدينة) هذا من جهة‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬أكد عىل أن الضاحية ال يمكن‬ ‫كمجال تابع من طرف هذه‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الوظيف فقد أفرد‬ ‫وف حديث عن التخصص‬ ‫اعتبارها مجاال متجانسا‪ ،‬يضبطه شكل من التاتب‬ ‫المجال ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ضواح المدن األوروبية مع إشارته إل أنها مجاالت شديدة التعقيد نظرا لتشابك العناض المكونة لها‪،‬‬ ‫به‬ ‫ي‬ ‫محتا عند اإلقدام عىل ترجمة "‪ "La banlieue‬إل لغة أخرى‪،‬‬ ‫ويشت بذلك بقوله أنه‪" :‬يصبح األمر ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تغاير تحرص المدن األمريكية‪ ،‬ويختلف األمر تماما بالنسبة للدول‬ ‫فالضاحية الفرنسية وتجاوزا لألوربية ي‬ ‫السائرة يف طريق النمو‪.15‬‬ ‫وحـسب قـامـوس الـجـغ ـراف ـيــا الـبـشـرية واالقتــصادية‪ ،16‬أن الضـاحيـة ت ـتـكـون مــن مـجـاالت مـحـيـطة‬ ‫بالـمدينة فـي ملكية جماعات قروية مستقلة إداريا عنها‪ ،‬ولكنها تابعة لها من خالل عدة مظاهر اقتصادية‬ ‫الماض‬ ‫وف تفاعل مـعـها إذ أصبح خصوصا منذ القرن‬ ‫واجتماعية‪ .‬إذن‪ ،‬فـهـو مجال تهيمن عليه المدينة‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫تجهتاتها‬ ‫ويتمت بوجود أنشطة غـيـر متصلة فـيما بينها وبضعف يف‬ ‫مجاال تفرغ فيه المدينة فائض أنشطتها‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫العاملي بالمدينة أحـيـانـا‪ ،‬وأنشطة تجارية وخدماتية وصناعية‬ ‫منها قطاعات فالحية وتجزئات سكنية إلقامة‬ ‫ر‬ ‫متعددة‪ ،‬وهو مجال يعرف توسعـا حـسـب أهـمـيـة الـمـديـنة الـعـمـرانـية واالقـتصادية والسيـاسية ويـطرح إعـداده‬ ‫المجالي الحرصي والري يـف‬ ‫االنتقال ربي‬ ‫حي عـرفـت الـضاحـية بالمجال‬ ‫ر‬ ‫إشـكاال صعبا نظرا لخصوصياته‪ .‬يف ر‬ ‫ي‬ ‫الريف الـذي يخـضع لجـاذبية المدينة والستقطابها‪ ،‬وتـعـرف تـحـوالت عـمـيقة يف وظائفها‪،‬‬ ‫أي المجال‬ ‫ي‬ ‫ومكوناتها االقتصادية واالجتماعية والعمرانية‪.‬‬ ‫ـيع وب رـشي‬ ‫وحاصل القول مما تـقدم من تعاريف حـول الضاحية نستشف أن الضاحية ي‬ ‫ه مجال طـب ي‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫محــيط بالمـدينة يتـأثر بـها بـشـكل مـباشـر مــن خالل توسعها عىل حسابه عمرانيا عـت التجزئات السكنية ي‬ ‫‪13-George‬‬ ‫‪Pierre (1950), Etudes sur la banlieue de Paris, Essai méthodologique, Paris, Collin, page 55.‬‬ ‫‪Pierre (1970), Vocabulaire de géographie agraire, Pub. Fac des Lettres et des Sciences Humaines, Tours, p65.‬‬ ‫‪15-George Pierre )1982(, in la banlieue aujourd’hui, Colloque l’harmattan, Paris, page 18.‬‬ ‫‪14-Fenelon‬‬ ‫‪-16‬كلود كبان‪ ،)1984( ،‬تنسيق قاموس الجغرافية البشرية واالقتصادية‪ ،‬دالوز باريس‪ ،‬الصفحتان ‪.38 – 37‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪120‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫الحت‬ ‫تقوم بها‪ ،‬واقتصاديا من زاوية وجــود وتعايـش أنشطة صناعية وفالحية وثالثية متعددة‪ .17‬كما أنها تعد ر‬ ‫وتتمت عن الريف بجمعها بي ر‬ ‫تأثت دينامية‬ ‫الملن لحاجاتها‬ ‫لتأثتها‬ ‫تلف ر‬ ‫ر‬ ‫اف المحيط بالمدينة الخاضع ر‬ ‫ر‬ ‫الجغر ي‬ ‫ي‬ ‫وه‬ ‫المدينة والتحول‬ ‫ر‬ ‫الكبت للريف‪ .‬ي‬ ‫فه تعت عن العالقات ومستوى عيش وتوزي ــع للشغل وسلوكيات‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫والتجهتات واألنشطة‬ ‫مجال لألشكال‬ ‫ه مجرد تحديد وتوزي ــع‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بالتال ظاهرة اجتماعية واقتصادية أكت مما ي‬ ‫توفت وسائل النقل وأنماط‬ ‫تنبن عىل نوعية األدوار المنوط بها‪ ،‬ومدى سهولة االتصال وكذا ر‬ ‫والسكن ي‬ ‫فه ي‬ ‫البناء ودرجة التمدين والبنايات العقارية وطبيعة االستثمار‪.18‬‬ ‫ر‬ ‫بالضواح المراكشية ورهان‬ ‫والبشية للحوز‬ ‫‪2‬ـ عوامل الدينامية المجالية‪ :‬المحددات الطبيعية‬ ‫ي‬ ‫تحقيق التنمية المستدامة‬ ‫تعتت عوامل الدينامية المجالية من ربي مكونات نظام الضواح المراكشية المعقدة‪ ،‬ر‬ ‫والن تضم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫والبشية تتحكم فيها مجموعة من اآلليات‪.‬‬ ‫مجموعة من العوامل من بينها الطبيعية‬ ‫بالضواح المراكشية‬ ‫‪2‬ـ‪ 1‬العوامل الطبيعية للحوز‬ ‫ي‬ ‫بالضواح المراكشية عىل ظروف طبيعية مالئمة‪ ،‬تتمثل يف طبوغرافية يطبعها ا حيث‬ ‫يتوفر الحوز‬ ‫ي‬ ‫الفالح ألن االنبساط‬ ‫وبالتال فالطبوغرافية ال تشكل أي عائق أمام االستغالل‬ ‫ال يتجاوز االنحدار ‪ 1‬درجة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫جيومورفولوح‬ ‫متة يطبعها‪ ،19‬وله بنية جيولوجية مالئمة‪ ،‬وتشكيل‬ ‫النسن وانعدام الترصس هو أهم ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الممتات الطبيعية بالمنطقة‪.‬‬ ‫نباب يعتت من أهم‬ ‫ر‬ ‫وتربة وغطاء ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن ساهمت يف وفرة هذه‬ ‫الن توفرها المنطقة‪ ،‬بفعل الظروف المناخية ي‬ ‫إل جانب الموارد المائية ي‬ ‫ر‬ ‫المتمتة بمسامية‬ ‫الفتيوكيماوية والهيدرودينامية‬ ‫ر‬ ‫األختة من إمكانيات مائية جوفية‪ .‬تتجمها الخصائص ر‬ ‫ر‬ ‫متوسطة‪ ،‬نتيجة لعدم تجانس التوضعات البليورباعية عموديا وأفقيا‪ ،‬وبموصليات جيدة أحيانا يف بعض‬ ‫األماكن خاصة قرب المجاري المائية‪ ،‬إضافة إل سعة الخزان‬ ‫الماب الجيدة بفضل االنتشار الواسع‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تمتها من‬ ‫للتوضعات البليورباعية يف‬ ‫الن ر‬ ‫الضواح‪ ،‬كما يلعب األطلس ر‬ ‫ي‬ ‫الكبت دورا فعاال يف إعطائها األهمية ي‬ ‫كبت من المياه النابعة منه‪.20‬‬ ‫خالل تزويدها بجزء ر‬ ‫وهكذا وبالنظر إل سلبية المناخ الذي يكرس شح الموارد المائية السطحية‪ .‬أخذت الفرشة المائية‬ ‫ر‬ ‫بالضواح المراكشية‪ ،‬ويتز هذا الدور من‬ ‫اتيخ يف مختلف الجوانب االقتصادية للحوز‬ ‫تقوم بدور است ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن أدت إل وجود مناطق تركز الضخ‪ ،‬عرفت نزوال مهوال‬ ‫خالل انتشار تقنية الضخ بواسطة المحركات ي‬ ‫لمستوى الفرشة بها‪ ،‬كما أن الفرشة أصبحت مهددة ر‬ ‫الصناع والمت يل‬ ‫أكت مما مض بخطر التلوث سواء‬ ‫ي‬ ‫الفالح الناتج عن استعمال األسمدة الكيماوية الذي قد ال ننتبه له‪.‬‬ ‫الذي نعاينه يوميا‪ ،‬أو‬ ‫ي‬ ‫‪-17‬المهداوي لالنجاة‪ ، (2018) ،‬التطورات المجالية والسوسيوإقتصادية بالحوز األوسط حالة الجماعات الضاحوية لغرب مراكش‪:‬‬ ‫سعادة السويهلة األوداية‪ ،‬أطروحة دكتورة في الجغرافيا‪ ،‬الصفحة ‪.19‬‬ ‫‪-18‬المهداوي لالنجاة‪ ، (2018) ،‬التطورات المجالية والسوسيوإقتصادية بالحوز األوسط حالة الجماعات الضاحوية لغرب مراكش‪:‬‬ ‫سعادة السويهلة األوداية‪ ،‬أطروحة دكتورة في الجغرافيا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.23‬‬ ‫– ‪19-Cartographie de taille de sol au 1/50000 de Marrakech – menara et carte de taille de sole au 1/50000 de Marrakech‬‬ ‫‪Gueliz.‬‬ ‫‪-20‬وكالة الحوض المائي بمراكش قسم اإلعالم والتوثيق‪.2021 ،‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪121‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫السلن عىل مخزون المياه الجوفية‪ ،‬هذه الوضعية أدت بشكل‬ ‫أمام هذه المعطيات‪ ،‬نجد االنعكاس‬ ‫ي‬ ‫يخ إل المساس بجودة الموارد المائية بالمنطقة ككل‪ ،‬يف ظل هذه الحيثيات‪ ،‬واعتبارا ألهمية هذا‬ ‫تدر ي‬ ‫ر‬ ‫المورد‪ ،‬وأمام عدم القدرة عىل االستجابة للحاجيات الحالية من المياه‪ ،‬األمر الذي يتطلب الشوع حاال يف‬ ‫تدبت معقلن للموارد المائية المتوفرة وضمان حمايتها من التدهور‪.‬‬ ‫ر‬ ‫بالضواح المراكشية مجموعة من المحطات‬ ‫الهيدروفالح للحوز‬ ‫التجهت‬ ‫وف هذا السياق عرف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والن ابتدأت‬ ‫التاريخية والتطورات التقنية يف ر‬ ‫الن تعد العصب النابض لحياة الساكنة‪ ،‬ي‬ ‫تدبت الموارد المائية ي‬ ‫ر‬ ‫"عىل ابن يوسف ابن‬ ‫ابط‬ ‫اكس يف عهد ر‬ ‫مع المر ر‬ ‫ي‬ ‫األمت المر ي‬ ‫ابطي بإخطاط تقنية الخطارة بالحوز المر ي‬ ‫بوثتة رسيعة‪ ،‬بحيث واكب تأسيس العاصمة تأسيس موازي‬ ‫تاشفي" فظهرت حياة االستقرار وتزايدت ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تفش بأسباب‬ ‫الن توجد بغرب مراكش‪ ،21‬وكان هناك اهتمام باستغالل المياه السطحية ي‬ ‫لضواحيها ي‬ ‫ر‬ ‫يعن أن‬ ‫طبيعية محضة‪ ،‬خصوصا أن الفرشة المائية تتايد بشكل مطرد من الجنوب إإل الشمال‪ ،‬وهو ما ي‬ ‫التجهت واستغالل المياه الباطنية‪.22‬‬ ‫المؤهالت الجيولوجية كانت مناسبة منذ البداية من أجل إحداث‬ ‫ر‬ ‫بالضواح المراكشية‬ ‫بعد توقيع المغرب عىل معاهدة الحماية الفرنسية سنة ‪1912‬م عرف الحوز‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫اض شاسعة تتوفر بها رسوط االستغالل‬ ‫تطورا ملحوظا‪ ،‬حيث إتجهت إليه أنظار المعمرين وإستولوا عىل أر ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن لم يعهدها سكان المنطقة‪ ،‬مستفيدين من التشي ــع‬ ‫الفالح وادخلوا جيال جديدا من تقنيات‬ ‫ي‬ ‫السف ي‬ ‫ي‬ ‫اض السيما شمال الطريق الرابطة‬ ‫ر‬ ‫األ‬ ‫أجود‬ ‫عىل‬ ‫المعمرين‬ ‫حصول‬ ‫تست‬ ‫اتجاه‬ ‫ف‬ ‫يست‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫القانوب‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن كانت تستفيد من المياه عت ساقية اسعادة بيطون أو اسعادة اإلسمنتية‪ ،‬كما تم‬ ‫ربي مراكش والصويرة ي‬ ‫بضواح‬ ‫إدخال زراعات صناعية ساهمت يف تراجع الفالحة األهلية‪ ،‬وظهرت الدواوير الهامشية األول‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫بالضواح‬ ‫الرسم والخاص للحوز‬ ‫اض االستعمار بنوعيه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مراكش‪ ،23‬وبعد االستقالل تم استجاع أر ي‬ ‫المراكشية‪ ،‬بطرق متباينة‪ ،‬ر‬ ‫وارسفت عليها مؤسسات عمومية مختصة ( صويا‪ ،‬سوجيتا) كما تمت مصادرة‬ ‫الفالحي المغاربة‪.‬‬ ‫المحمي والعمالء االستعمار ريي‪ ،‬وعمدت الدولة إل توزيعها عىل‬ ‫اض‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أر ي‬ ‫ر‬ ‫الن استطاعت‬ ‫وبالتال‪ ،‬فالمنطقة مازالت تجسد ذلك التعايش‬ ‫ي‬ ‫الهيدروليك ربي األنظمة التقليدية ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫السف الحديثة‬ ‫وبي أنظمة‬ ‫أن تقاوم موجة التحديث‬ ‫الن تنتش بشكل واسع بالمنطقة ر‬ ‫ي‬ ‫كالسواف التابية ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫كالسف بالتنقيط واألدرع المحورية واآلبار المجهزة بمعدات الضخ‪ .‬الذي مهد أن تكون منطقة الحوز‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المجال والسوسيو‪-‬اقتصادي‪.‬‬ ‫الن تعرف دينامية عىل المستوى‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بالضواح المراكشية من أكت المناطق ي‬ ‫‪2‬ـ‪ 2‬العوامل ر‬ ‫بالضواح المراكشية‪ :‬طبيعتها واآلليات المتحكمة فيها‬ ‫البشية للحوز‬ ‫ي‬ ‫يعرف مجال الحوز بالضواح المراكشية دينامية ر‬ ‫الممتات‬ ‫بشية مهمة‪ ،‬يغلب عليها تنوع يف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫اف‬ ‫الن جاءت نتيجة عامل‬ ‫داخىل والمتمثل يف ارتفاع ر‬ ‫وتتة النمو الديموغر ي‬ ‫ي‬ ‫الديموغرافية‪ ،‬هذه الدينامية ي‬ ‫ر‬ ‫الن نتج عنها توافد السكان من مختلف‬ ‫بمراكش‪ ،‬إل جانب عامل‬ ‫ي‬ ‫خارح المتمثل يف الهجرة الداخلية‪ ،‬ي‬ ‫األماكن‪ ،‬باإلضافة إل انتقال العديد من ساكنة المدينة األم لالستقرار بضواحيها‪ .‬فهذا االختالل أدى إل‬ ‫‪-21‬رابطة الدين محمد (‪ ، )2008‬في سبيل وضع خريطة توطين وتوزيع مواقع مراكز االستقرار خارج محيط مراكش في العصر الوسيط‪ ،‬سلسلة‬ ‫أعمال مجموعة البحث في التدبير الجهوي والتنمية السياحية‪ ،‬دراسات مجالية ‪ ،2‬المجال الضاحوي لمدينة مراكش‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الصفحة ‪.48‬‬ ‫‪22-Elfaiz.Mohamed, (2002) Marrakech patrimoine en péril, actes sud, eddif, page 19.‬‬ ‫‪23-Sarda. Abdelkrim )1983( , la tutelle agricole de Marrakech sur le Haouz central, étude géographique, de doctorat de‬‬ ‫‪3éme cycle, Université d'aix –Marselle II, Tome 1, page 61.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪122‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫ر‬ ‫اكس نسبة نمو مرتفعة‪ ،‬مما‬ ‫االختالف والتفاوت يف التوزي ــع‪ ،‬حيث عرف الحوز بالمجال الضاحوي المر ي‬ ‫غت الالئق‬ ‫تسبب يف مشاكل ر‬ ‫غت المنتظم مع انتشار السكن ر‬ ‫اب ر‬ ‫كثتة سواء منها المتعلقة بالتوسع العمر ي‬ ‫بمجموعة من الدواوير‪ ،‬إل جانب المشاكل البيئية من تلوث وهدر للموارد الطبيعية بالمنطقة‪ ،‬نتيجة‬ ‫غت معقلن كما أدى هذا النمو إل تزايد يف الحاجيات والطلب عىل الخدمات للسكان من‬ ‫استغاللها بشكل ر‬ ‫سكن‪ ،‬وشغل‪ ،‬وتعليم‪ ،‬وصحة‪ ،‬وطرق‪ ،‬ومواصالت‪.‬‬ ‫فهذا االختالف مرده إل انتقال ساكنة مراكش من‪ 676800‬نسمة سنة ‪ 1994‬إل ‪ 843575‬نسمة‬ ‫ر‬ ‫الن عرفتها المدينة بعد‬ ‫سنة ‪ 2004‬وتعرف مراكش اآلن نموا ديمغرافيا رسيعا خاصة بعد الطفرة العقارية ي‬ ‫سنة ‪ 2004‬مما جعلها نواة تستقطب االستثمارات والخدمات واألشخاص سواء من داخل الوطن أو من‬ ‫المبن لمراكش وتضاعف عدد سكانها ليتجاوز ‪ 968000‬نسمة سنة‬ ‫الخارج‪ ،‬وقد أدى إل اتساع المجال‬ ‫ي‬ ‫‪ 2014‬حسب مركز التخطيط واإلحصاء‪ ،‬وهذا االرتفاع المهول يف عدد السكان خلق دينامية متسارعة‬ ‫فاقت كل التوقعات لكن هذه الدينامية المصطنعة رسعان ما تراجعت خاصة بعد األزمة االقتصادية‬ ‫ر‬ ‫المعيس للسكان مما دفع‬ ‫العالمية مما أدى إل ركود القطاعات المنتجة األخرى‪ .‬حيث أثر عىل المستوى‬ ‫ي‬ ‫إل طرد الساكنة المحلية نظرا الرتفاع تكاليف اإلقامة بمدينة مراكش وجعل فئات مهمة من الساكنة خاصة‬ ‫بالضواح المجاورة لمراكش كسعادة والسويــهلة واألوداية‪.‬‬ ‫وبالتال هذا‬ ‫الفئة الشابة تلجأ إل اقتناء مساكن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ما نتج عنه تباين يف البنية العمرية بهذه المجاالت‪.‬‬ ‫تمت بانفتاح ملحوظ للساكنة وهو أمر يعت عن نفس‬ ‫ونستخلص من كل هذا أن عقد الستينات ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن امتازت بظروف مواتية‬ ‫المنحن الديموغر ي‬ ‫اف الذي طبع جميع جماعات الحوز ككل خالل هذه الفتة‪ ،‬ي‬ ‫للنشاط الفالح‪ ،‬وتقلصت نسبة ر‬ ‫التايد السنوي خالل عقد السبعينات‪ ،‬وهو تقلص ملحوظ سواء عىل‬ ‫ي‬ ‫خطت للغاية خالل عقد‬ ‫ضواح مراكش كل من سعادة والسويــهلة واألوداية لتسجيل تقهقر‬ ‫مستوى‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الموال يمثل األسباب الدافعة‬ ‫تفست هذا السلوك‪ ،‬والشكل‬ ‫الثمانينات وقد يكون للهجرة الدور البارز يف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫إل الهجرة‪.‬‬ ‫بالضواح المراكشية‬ ‫الشكل ‪ :1‬دوافع الهجرة لسكان الحوز‬ ‫ي‬ ‫‪9%‬‬ ‫العمل‬ ‫‪10%‬‬ ‫الدراسة‬ ‫‪23%‬‬ ‫االستقرار‬ ‫دوافع أخرى‬ ‫‪58%‬‬ ‫شخض‪ ،‬اعتمادا عىل االستمارة الميدانية‪ ،‬يوليوز ‪2021‬‬ ‫المصدر‪ :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫الن تقف وراء هذه الظاهرة‪ ،‬لكن ر‬ ‫ر‬ ‫تبف المحفزات االقتصادية‬ ‫نالحظ أن هناك العديد من العوامل ي‬ ‫اع وتزايد الحاجيات اليومية‬ ‫اض وانخفاض اإلنتاج الزر ي‬ ‫ه األهم‪ ،‬عالوة عىل األنظمة التقليدية لملكية األر ي‬ ‫ي‬ ‫للسكان وافتقار المنطقة لالستثمارات الصناعية وفرص الشغل وعدم قدرتها عىل تلبية متطلبات السكان‪،‬‬ ‫خاصة الشباب الذين تفوق طموحاتهم اإلمكانيات المتوفرة‪ ،‬فلجأوا إل الهجرة نحو المدن بحثا عن معيشة‬ ‫ر‬ ‫والن زادت من تفاقم هذه‬ ‫سهلة‪ ،‬خاصة بعد ظهور حركة التصنيع خالل السبعينيات بالمدن الكتى‪ ،‬ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪123‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫وجماع أرسي يف نفس الوقت‪،‬‬ ‫الظاهرة‪ .‬وقد بينت العديد من الدراسات أن قرار الهجرة هو قرار فردي‬ ‫ي‬ ‫حيث نجد أن بعض األرس تلتخ ف بعض األحيان إل اتخاذ ر‬ ‫استاتيجيات‪ ،‬هدفها إحداث التوازن وتجديده‬ ‫ي‬ ‫وبي عوامل السوق الخارجية‪.‬‬ ‫االستهالكية‬ ‫وبي احتياجاتها‬ ‫ر‬ ‫ربي موارد األرسة ر‬ ‫ومن المتعارف عليه يف الجانب‬ ‫االجتماع أن العائلة ترتبط ارتباطا منطقيا متكامال مع بقية‬ ‫ي‬ ‫الن يتكون منها البناء االجتماع كالمؤسسات ر‬ ‫ر‬ ‫التبوية والدينية والسياسية‪ ،‬وبــهذا‬ ‫ي‬ ‫المؤسسات االجتماعية ي‬ ‫تغتات متداخلة ومعقدة‬ ‫تغت يف العائلة يؤدي حتما إل ر‬ ‫التأثت فيما بينها متبادال إل حد بعيد‪ ،‬إذ أن أي ر‬ ‫يكون ر‬ ‫ر‬ ‫الن يؤديها‪.‬‬ ‫وبالتال‪ ،‬تتحتم ضورة التعرف عىل أهم التطورات‬ ‫ي‬ ‫عىل مستوى بناء المجتمع ككل وعىل وظائفه ي‬ ‫ر‬ ‫تأثتها عىل العائلة من حيث البناء ومن حيث الوظائف‪ .‬ومن‬ ‫الن طرأت عىل المجتمع قبل التطرق إل ر‬ ‫ي‬ ‫التال لتسليط الضوء عىل توزي ــع األرس النووية والممتدة حسب كل من‬ ‫أجل هذه الغاية أوردنا الشكل‬ ‫ي‬ ‫البياب ي‬ ‫سعادة والسويــهلة واألوداية‪.‬‬ ‫الشكل ‪ :2‬توزي ــع األرس النووية والممتدة حسب كل من سعادة والسويــهلة واألوداية‬ ‫األوادية‬ ‫‪63%‬‬ ‫‪37%‬‬ ‫السويهلة‬ ‫‪44%‬‬ ‫‪56%‬‬ ‫سعادة‬ ‫‪72%‬‬ ‫‪28%‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫النووية‬ ‫الممتدة‬ ‫شخض‪ ،‬اعتمادا عىل االستمارة الميدانية‪ ،‬يوليوز ‪2021‬‬ ‫المصدر‪ :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫تشهد األرسة الممتدة تراجعا جليا وموازاة مع ذلك بروز األرسة النووية وتشعبها داخل المجتمع‬ ‫الحوزي‪ ،‬من خالل تعميم النتيجة المستقاة من واقع الحالة المدروسة لجماعات سعادة والسويــهلة‬ ‫واالوداية‪ ،‬ذلك أن نسبة األرسة النووية أصبحت تمثل نسبة ‪ 60‬بالمئة كمعدل وسيط‪ ،‬مع اإلشارة إل‬ ‫التفاوت الحاصل من جماعة إل أخرى وكذا داخل الجماعة ذاتها‪.‬‬ ‫ر‬ ‫وبالضواح المراكشية خاصة واكبت‬ ‫سء فإنما يدل عىل أن العائلة بالحوز عامة‬ ‫ي‬ ‫وهذا إن دل عىل ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫استشاف مستقبلها‬ ‫الن شملت المجتمع‪ ،‬وبالخصوص المجتمع الضاحوي‪ ،‬يف أفق‬ ‫مختلف التطورات ي‬ ‫ر‬ ‫العالئف ربي األرسة األم ونواتها المتفرعة عنها‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫االجتماع فيما يخص تحديد الجانب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫محاولة االنسجام والتأقلم مع واقع االختالفات القيمية‪ ،‬الناتجة عن التباين الحاصل عىل مستوى‬ ‫لتحسي ظروفهم المعيشية من جهة‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬المزاوجة ربي المرجعية‬ ‫طموحات وانتظارات األفراد‬ ‫ر‬ ‫التقليدية السائرة يف طريق االندثار‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪124‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫‪2‬ـ‪ 3‬االشكاليات الكتى ورهانات تحقيق التنمية المستدامة‬ ‫بضواح مراكش‪ ،‬والمرتبط أساسا بالوضعية‬ ‫المجال للحوز‬ ‫إن استنباط مكامن الخلل عىل المستوى‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بعي‬ ‫التنموية المتواضعة‪ ،‬نتاجا لمجموعة من العوامل المتداخلة‪ ،‬يفرض التعامل معها نهج مقاربة تأخذ ر‬ ‫ر‬ ‫االعتبار معظم مكونات المجال‪ ،‬وذلك يف إطار‬ ‫واقع‬ ‫واستشاف‬ ‫الماض بالحاض‬ ‫تقاطع يمكن من قراءة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫دقيق للمستقبل‪.24‬‬ ‫ويتأسس ذلك عىل التصنيف الدقيق لنتائج المبنية عىل إبراز نسق اشتغال المجال عت دور العوامل‬ ‫ر‬ ‫لتأثتها‬ ‫الطبيعية‬ ‫االيجاب أو‬ ‫السلن‪ ،‬من أجل االحاطة‬ ‫والبشية والتاريخية ثم العوامل الخارجية‪ ،‬وفقا ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التميت ربي الوضعية الحالية للدينامية المجالية‪ ،‬عت‬ ‫بمختلف المشاكل البنيوية‪ ،‬إنها مقاربة قائمة عىل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫استشافها‪ ،‬عت استغالل الفرص‬ ‫الن يمكن‬ ‫تحديد االيجابيات ونقط الضعف‪ ،‬والوضعية المستقبلية ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وتوافف‬ ‫تشارك‬ ‫اعلي يف إطار‬ ‫المتاحة‪ ،‬وتوقع التهديدات المحتملة‪ ،‬وهذا لن يتأب إال بتجنيد مختلف الف ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫اكس‪.‬‬ ‫بغية تحقيق تدخالت مندمجة يكون هدفها تحقيق التنمية دون اإلضار بالمحيط الضاحوي المر ي‬ ‫بضواح مراكش إل صياغة وإعادة إدراج‬ ‫وتؤدي بنا االشكاليات الناتجة عن الدينامية المجالية للحوز‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن كانت نتاج نظام ينتج حركية تتابط فيه‬ ‫الالتوازنات المجالية يف إطار إشكالية الدينامية المجالية ي‬ ‫تغيتا مستمرا‪ ،‬ليصبح إكراها أساسيا أمام كل تنمية‪ ،‬هذا االشكال تتجاوز‬ ‫االسباب بالنتائج‪ ،‬وينتج عنه ر‬ ‫وتأثتاته الحدود المحلية‪ ،‬ليصل إل مجمل الحوز ككل ليعم عىل مستوى أكت فأكت‪ ،‬فهو عمليا‬ ‫عوامله ر‬ ‫ر‬ ‫الن كانت‬ ‫مماثل لغالبية‬ ‫ي‬ ‫الضواح الواقعة بجميع الجهات المراكشية‪ ،‬ويتعلق األمر باالختالالت المجالية ي‬ ‫ر‬ ‫وف هذا اإلطار يمكن حرص هذه‬ ‫نتاج لتداخل مجموعة من المؤثرات الطبيعية والبشية‪ ،‬داخلية وخارجية‪ ،‬ي‬ ‫االختالالت يف تحوالت عمرانية تتسم بالعشوائية‪.‬‬ ‫لقد طورت مراكش منتوجاتها العقارية خاصة الموجهة نحو السكن من حيث العدد والنوع ليستجيب‬ ‫لمجموع رغبات الساكنة‪،‬‬ ‫الضواح المغربية األخرى‪ ،‬كونها تلعب الدور‬ ‫ويتمت منتوجها بسمات خاصة عن‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫التاريخ‬ ‫الطالئع يف عملية إنتاج وتسويق المنتوج العقاري الموجه نحو السكن‪ ،‬وذلك اعتبارا لرصيدها‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الكبت يف هذا المدمار‪ .‬حيث شكلت بكل تأكيد لبنة قوية ودعامة أساسية يف حل أزمة السكن‪ ،‬فمسالة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الضواح المغرببة‪ ،‬وإنما‬ ‫لباف‬ ‫تشكيل أو إعادة ترتيب المجال‬ ‫ي‬ ‫بضواح مراكش ال يخرج عن اإلطار العام ي‬ ‫ي‬ ‫يذهب يف نفس األبعاد والتطلعات‪ ،‬بحيث تحكمه عدة عالقات مرتبط بعنرصين‬ ‫أساسيي‪ :‬المستثمرون‬ ‫ر‬ ‫خواص كانوا أو عموميون‪ ،‬والمضاربون‪ .‬وبــهذا الخصوص تبسط الخطاطة التالية طبيعة المنتوج العقاري‬ ‫كالتال‪:‬‬ ‫بالضواح المراكشية يف عالقته بمختلف هذه العناض المتدخلة يف إنتاجه‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪-24‬أيت حسو محمد )‪ ، (2012‬الدينامية المجالية واستراتيجية التنمية المندمجة‪ :‬حوض اسيف إمكون نموذجا‪ ،‬منشورات كلية اآلداب والعلوم االنسانية‬ ‫مراكش‪ ،‬مجلة الماء ورهان التنمية‪ ،‬العدد‪ ،6‬الصفحة ‪.30‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪125‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫خطاطة ‪ :1‬طبيعة المنتوج العقاري عىل ضوء العالقة‪ :‬مستثمرون ومضاربون‪ ،‬منتوج‪ ،‬زبون‬ ‫المصدر‪ :‬المهداوي لالنجاة‪ ، (2018) ،‬التطورات المجالية والسوسيوإقتصادية بالحوز األوسط حالة الجماعات الضاحوية لغرب مراكش‪ :‬سعادة‬ ‫القاض عياض‪ ،‬ص ‪.165‬‬ ‫السويــهلة األوداية‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف الجغرافيا‪ ،‬بكلية اآلداب والعلوم االنسانية بمراكش‪ ،‬جامعة‬ ‫ي‬ ‫من خالل ما رأيناه ف الخطاطة فالمستثمر والمضارب العقاري ر‬ ‫يتلف المنتوج ليوجهه للتسويق‬ ‫ي‬ ‫معايت العقار وتوجه منهجية‬ ‫(عملية البيع)‪ ،‬هذه العالقة التقنية ربي هذان العنرصان تنطلق بناء عىل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫معايت العقار (سكن‪ ،‬سكن تجاري‪ ،‬تجاري محض)‪،‬‬ ‫والن تشمل العناض التالية‪ :‬تحديد‬ ‫ر‬ ‫وطريقة اإلنتاج‪ .‬ي‬ ‫بعي االعتبار العناض التالية‪ :‬عنرص القدرة‬ ‫ولخلق هذا المنتوج يستوجب برمجة خدمات مختلفة واألخذ ر‬ ‫ر‬ ‫بعي االعتبار هامش الربــح وكذا أثمنة السوق‪ ،‬دون‬ ‫الشائية‪ ،‬المسافة‪ ،‬أهداف وأغراض الزبون واألخذ ر‬ ‫إغفال تقنية التسويق‪( :‬إشهار‪ ،‬ضمانات البيع‪ ،‬تسهيالت األداء‪ ،‬تخفيضات)‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الن تنطوي عليها التنمية يف بعدها المستدام‪ ،‬وذلك اعتمادا عىل بعض‬ ‫ومن ربي أهم الرهانات ي‬ ‫ر‬ ‫يىل‪ :‬الرهان األول‬ ‫الحلول المقتحة من طرف الساكنة المحلية‪ ،‬وترتيبها يف أربــع رهانات حسب األولوية كما ي‬ ‫تأهيل العنرص ر‬ ‫الفاعلي ربتاب كل من جماعات سعادة والسويــهلة واألوداية عن طريق‬ ‫البشي وتفعيل أدوار‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي سيوحد الرؤيا لمعرفة مكامن القوة والضعف الذي يساهم يف تنمية‬ ‫االنسجام والتوافق ربي مختلف‬ ‫ر‬ ‫هذه الجماعات‪ ،‬واعتماد حكامة ترابية وتوظيف أطر ذوي الختة والمسؤولية واعتماد نظام المحاسبة يف‬ ‫مواطني‪ ،‬مجتمع‬ ‫الفاعلي من‬ ‫يستدع ضورة فتح جسور التواصل ربي مختلف‬ ‫تدبت المشاري ــع‪ ،‬وهذا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫إداريي ومؤسسات خارجية‪ .‬وكذلك تشجيع المرأة عت محاربة األمية والزيادة يف التمدرس‪.‬‬ ‫مدب‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫تحسي الولوج إل الخدمات األساسية عن طريق محاربة األمية والحد من الهدر‬ ‫الثاب‬ ‫الرهان‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المدرس عت انشاء المزيد من المؤسسات التعليمية‪ ،‬وتطوير قطاع النقل عت زيادة عدد سيارات االجرة‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫اب واعتماد‬ ‫ر‬ ‫العم‬ ‫التوسيع‬ ‫وضبط‬ ‫القانوب‬ ‫غت‬ ‫النقل‬ ‫من‬ ‫والحد‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫السيا‬ ‫داخل‬ ‫االزدحام‬ ‫من‬ ‫للتخفيف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تقطيع مجال ر‬ ‫واحتام الممرات والطرق‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الفالح‬ ‫المحىل وتنوي ــع بنية االنتاج عن طريق تأهيل القطاع‬ ‫الرهان الثالث حول تأهيل االقتصاد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫األسبوع‬ ‫تثمي المنتوجات الفالحية‪ ،‬وتهيئة واجهة السوق‬ ‫عت خلق وحدات صناعية تحويلية قصد ر‬ ‫ي‬ ‫ضواح مراكش‪.‬‬ ‫بالسويــهلة إلعادة هيكلته ليشكل وحدة اقتصادية داخل‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪126‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫واألخت والخاص بحماية البيئة والحفاظ عىل الوسط الضاحوي عن طريق الربط‬ ‫أما الرهان الرابع‬ ‫ر‬ ‫وتدبت النفايات عت‬ ‫والبيولوح‪،‬‬ ‫الكمياب‬ ‫الصخ لحماية المياه الجوفية من خطر التلوث‬ ‫بشبكة الرصف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫توفت وسائل النقل الخاصة بجمع األزبال‪ ،‬وإعداد مطرح بغية حماية المياه والتبة ثم المحيط من خطر‬ ‫ر‬ ‫التلوث‪ ،‬وحماية المجاالت المهددة بالفيضانات وتطبيق رقابة صارمة عىل المجاالت الصعبة والمجال‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫استشاف تراب متوازن وتحديد آليات وأساليب‬ ‫اب قصد‬ ‫الضاحوي‪ .‬ووضع تشخيص دقيق للواقع الت ي‬ ‫التغتات المناخية‪.‬‬ ‫التكيف مع ر‬ ‫ر‬ ‫والن يلزم‬ ‫إن تحقيق تنمية مستدامة عىل مستوى‬ ‫ي‬ ‫ضواح مراكش يعكس اليوم رهانات متعددة‪ ،‬ي‬ ‫وتثمي قدرات العنرص ر‬ ‫البشي ربتاب‬ ‫تحقيقها المرور من عدة مراحل مختلفة ومتنوعة تبدأ بتقوية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والبشية‪ ،‬ر‬ ‫تحسي بنيات الولوج إل‬ ‫والن تستوجب‬ ‫التدبت األمثل للموارد الطبيعية‬ ‫الضاحوي‪ ،‬بغية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫التجهتات األساسية وتحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي وبدائل تحقيق التنمية المستدامة وبرامج البعد التنموي المراهن عليها يف‬ ‫‪3‬ـ دينامية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اكس‬ ‫الواقع الضاحوي المر ي‬ ‫الفاعلي بالمجاالت الضاحوية المراكشية عملية مركبة‪ ،‬باعتبارها تتم بها إعادة انتشار‬ ‫تعتت دينامية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫واالداريي‪ ،‬كمرحلة حاسمة لتحديد مدى توافق‬ ‫المحليي‬ ‫ابيي‪،‬‬ ‫وتوزي ــع األدوار ربي مختلف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي الت ر‬ ‫ر‬ ‫رهاناتهم مع تصحيح االختالالت المجالية المطروحة بالواقع الضاحوي‪ ،‬و معرفة مدى مالئمة تدخالتهم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن‪ ،‬ستمكن من وضع البدائل المناسبة لتحقيق‬ ‫مع انتظارات الواقع الت ي‬ ‫اب‪ ،‬وتحديد مكامن ضعفها وقوتها ي‬ ‫التنمية وإلعادة التوازن وضمان االستدامة المراهن عليها عن طريق وضع برامج تنموية دقيقة لها دور‬ ‫ر‬ ‫المتدخلي‬ ‫الن يسع إليها مختلف‬ ‫ر‬ ‫أساس يف الحد من االختالالت المجالية المناسبة لتحقيق األهداف ي‬ ‫ي‬ ‫بالواقع ر‬ ‫بالضواح المراكشية‪.‬‬ ‫اب‬ ‫الت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفاعلي والتوازنات التنموية المطروحة‬ ‫‪3‬ـ‪ 1‬دينامية‬ ‫ر‬ ‫إن الحديث عن التنمية ال يستقيم دون إرفاقها بدور الفاعل الذي هو كل فرد أو مجموعة أو منظمة‬ ‫غت ر‬ ‫تقوم بعمل ما‪ ،‬ويكون لهذا العمل آثار ر‬ ‫مبارسة عىل محيطه أو بيئته‪ 25‬وتتحدد نوعية الفاعل‬ ‫مبارسة أو ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي اعتمادا عىل أدوارهم ووضعياتهم‪ ،‬كما يعد‬ ‫والن تمكن من تحديد نوعية‬ ‫بعالقة هذا ر‬ ‫ر‬ ‫األخت بالتاب ي‬ ‫ر‬ ‫اب‪ ،‬إذ أصبح تداوله عىل نطاق واسع بعدما كان فيما مض محدودا يف حقول‬ ‫العنرص المركزي يف البناء الت ي‬ ‫تغتات تنموية به‪ ،‬إذ ال يمكن‬ ‫اب ما إلحداث ر‬ ‫معرفية دون أخرى‪ ،‬وأنه يطلق عىل كل فرد متدخل بمجال تر ي‬ ‫ف أي حال من األحوال أن نطلق هذه التسمية إال عىل الفاعلي المرئيي والمتواجدين عىل معظم ر‬ ‫التاب‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫اب متعدد التدخالت‪ ،‬فتحركه تارة رغباته ومصالحه وقدراته العقلية والمعرفية‪،‬‬ ‫ويمكن القول أن الفاعل الت ي‬ ‫ر‬ ‫يغت من مهامه وأدواره حسب‬ ‫الن يعيش فيها‪ ،‬ويمكن له أن ر‬ ‫وتارة أخرى حاجيات ومصالح الجماعة ي‬ ‫ر‬ ‫تأب كرد فعل من مبادرات أخرى‪.26‬‬ ‫السياقات الزمانية والمكانية‪،‬‬ ‫وبالتال فإن مبادرة أي فاعل ي‬ ‫ي‬ ‫‪Michel, (2001), Anne compagnon, Dominique joye, Veronique Sten, Peter Guller, vivre et créer l’espace‬‬ ‫‪public PPUR presses polytechniques, page 17.‬‬ ‫‪-26‬المهداوي لالنجاة‪ ، (2020) ،‬استراتيجيات تدخل الفاعلين في خلق التنمية الترابية نموذج جنوب مدينة مراكش‪ ،‬مجلة المجال والتنمية " الفاعل‬ ‫المحلي والتنمية الترابية"‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬ص ‪.56‬‬ ‫‪25-Bassand‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪127‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫ر‬ ‫ابيي‪ ،‬يف إطار‬ ‫الضواح المراكشية تدخالت من طرف مجموعة من‬ ‫لقد عرف تراب‬ ‫الفاعلي الت ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫وتحسي الظروف المعيشية‪ ،‬مما يعت عن االرادة الراسخة لتحقيق‬ ‫التجهت‬ ‫برامج تتجه نحو تنميتها‪ ،‬عت‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫االجتماع خصوصا التعليم‪ ،‬توسيع‬ ‫التوازنات التنموية‪ ،‬إذ أعطيت األولوية لبعض القطاعات ذات الطابع‬ ‫ي‬ ‫شبكة الماء الصالح ر‬ ‫حي نجد الضعف عىل مستوى المشاري ــع االقتصادية‪ ،‬والبيئية‬ ‫للشب والكهرباء‪ ،‬يف ر‬ ‫ر‬ ‫رهي السياسات القطاعية‪.‬‬ ‫وبالرغم من أهمية المشاري ــع المنجزة إال أن بلورة وتنفيذ هذه المشاري ــع يبف ر‬ ‫ر‬ ‫بالضواح المراكشية‬ ‫التشارك له دور يف خلق التوازنات التنموية‬ ‫اتيخ‬ ‫كما أن منظور التخطيط االست ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫استاتيجية يمكن تقسيمها إل ثالثة محاور ر‬ ‫من خالل رؤية ر‬ ‫استاتيجية للتنمية عىل المستوى االقتصادية‪،‬‬ ‫والبين كما يت ربي ذلك من خالل الخطاطة التالية‪:‬‬ ‫السوسيوثقاف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الضواح المراكشية‬ ‫االستاتيجية لتنمية‬ ‫الخطاطة ‪ :2‬الرؤية والمحاور‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫اكس ‪2021‬‬ ‫شخض‪ ،‬اعتمادا عىل التشخيص‬ ‫المصدر‪ :‬تصور‬ ‫ي‬ ‫الميداب للمجال الضاحوي المر ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ينبن عىل ضورة رإرساك‬ ‫االستاتيجية‬ ‫إن العمل عىل تحقيق الرؤية‬ ‫ي‬ ‫بالضواح المراكشية‪ ،‬يجب أن ي‬ ‫ر‬ ‫غت أن ضعف‬ ‫الن تبدأ بالتشخيص‬ ‫السكان وبقية‬ ‫وتنته بالتخطيط‪ ،‬ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفاعلي يف جل مراحل االعداد ي‬ ‫استيعاب المقاربة التشاركية حالت دون رإرساك السكان‪ ،‬وقد عت ما نسبته ‪ %76,38‬من السكان أنهم‬ ‫يجهلون ما يصطلح عليه بالمخطط الجماع للتنمية‪ ،‬ر‬ ‫ويبف ما نسبته ‪ %23,62‬هم من سمعوا بالمخطط‬ ‫ي‬ ‫المستجوبي دون استثناء أنهم لم ينخرطوا يف عملية إعداد‬ ‫وهم بالطبع‬ ‫مثقف المنطقة‪ ،‬فيما أكد جميع‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫يتبي يف‬ ‫الن نجد أغلبها ال تتناسب مع حاجيات السكان كما ر‬ ‫المخطط‪ ،‬وهو ما ينعكس عىل المشاري ــع ي‬ ‫التال‪:‬‬ ‫الشكل ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪128‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫الضواح المراكشية مع حاجيات انتظارات الساكنة المحلية‬ ‫الشكل ‪ :3‬توفق المشاري ــع المنجزة من طرف‬ ‫ي‬ ‫‪3%‬‬ ‫نسبيا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪41%‬‬ ‫‪56%‬‬ ‫شخض‪ ،‬اعتمادا عىل االستمارة الميدانية‪ ،‬يوليوز ‪2021‬‬ ‫المصدر‪ :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫من خالل المبيان أعاله تأكد أن توافق المشاري ــع المنجزة مع انتظارات السكان يختلف حسب تصور‬ ‫ر‬ ‫الن عتت عن قناعتها‬ ‫المجال‬ ‫السكان‪ ،‬وتبعا لالمتداد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫للضواح المراكشية‪ ،‬حيث نجد أن ‪ %3‬من الساكنة ي‬ ‫ر‬ ‫التامة يف المشاري ــع المنجزة تتموقع‬ ‫الن عتت عىل‬ ‫ي‬ ‫بالضواح المراكشية بالحوز‪ ،‬بينما نجد بعض الساكنة ي‬ ‫أن جميع المشاري ــع المنجزة ال توافق انتظاراتها ما دام أن ‪%41‬من الساكنة تعيش يف عزلة تامة‪ ،‬ونجد أن‬ ‫ما نسبته ‪ % 56‬ر‬ ‫أكت عىل نسبة توافق المشاري ــع لحاجياتها‪.‬‬ ‫تفستها بضعف‬ ‫إن غياب التوافق ربي انتظارات الساكنة المحلية‪ ،‬وطبيعة المشاري ــع المنجزة يمكن‬ ‫ر‬ ‫استيعاب وتملك المقاربة التشاركية لدى العنرص ر‬ ‫تدبت وتنفيذ المشاري ــع‪ ،‬وكذا ضعف‬ ‫البشي المسؤول عن ر‬ ‫العالقات مع األطراف األخرى الفاعلة من قبل جمعيات المجتمع‬ ‫المدب والمصالح االدارية الخارجية‪ ،‬ومن‬ ‫ي‬ ‫الفاعلي‪ ،‬وتأهيل‬ ‫يستدع تشجيع بنيات التشاور مع مختلف‬ ‫أجل قيادة هذه المقاربة الجديدة فإن األمر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫العنرص ر‬ ‫البشي‪ ،‬ثم تشجيع التبادالت بيضاحوية كآلية لدعم بلورة وتنفيذ المشاري ــع‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الهامس بالمجاالت الضاحوية المراكشية‬ ‫أن هناك مجهودات مبذولة يف ميدان إعادة هيكلة السكن‬ ‫ي‬ ‫الفاعلي كانت لها انعكاسات مهمة يف تراجع الظاهرة‪ ،‬لكن ومع ذلك مازال السكن‬ ‫من طرف مختلف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الهامس يلتهم مساحات مهمة يف مواقع متعددة‪ ،‬ويرتبط هذا القصور بالمنهجية المتبعة يف معالجة هذا‬ ‫ي‬ ‫السكن وبأشكال التدخالت‪ ،‬بحيث نقف عىل أن تدخالت الدولة سواء يف مجال إعادة الهيكلة أو تأهيل‬ ‫الهامس بضواح مراكش تمت ف غياب ر‬ ‫ر‬ ‫استاتيجية واضحة للحد من الظاهرة‪ ،‬ومن األسباب‬ ‫السكن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المؤدية إليها‪ ،‬مما عرض وباستمرار جل المشاري ــع إل االنزالق عن أهدافها‪ ،‬ودخول فئات جديدة واستفادت‬ ‫فالميكانتمات المتحكمة يف التنفيذ شابتها عدة خروقات ولم تسلم الفئات‬ ‫الدواوير بنسب متفاوتة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ه األخرى من بعض الحيف يف التوزي ــع‪ ،‬بحيث استفادت أرسة واحدة‬ ‫المستفيدة من عمليات التعويض ي‬ ‫حي تم حرمان أخرى من أي تعويض‪.‬‬ ‫يف ر‬ ‫الكثت من األحيان من عدة بقع يف ر‬ ‫تمتت بالتشتت‪ ،‬بحيث هيمنت المقاربة‬ ‫كما نستشف كذلك أن تدخالت‬ ‫الفاعلي يف هذا الميدان ر‬ ‫ر‬ ‫القطاعية عىل مختلف تدخالت هؤالء‪ ،‬وذلك بسبب غياب وضعف التنسيق وبسبب طغيان المصالح‬ ‫االجتماع‪.‬‬ ‫الخاصة عىل الهدف‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪129‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫ولقد ساهمت عملية التأهيل هذه يف ظل غياب دراسات مسبقة للمجتمع القاطن بالدواوير يف‬ ‫ر‬ ‫الن ظل هذا المجتمع محافظا عليها وهذا ما لمسناه من خالل التحوالت‬ ‫خلخلت العديد من التوازنات ي‬ ‫واالنزالقات الخطتة ا رلن مست سمات المجتمع ر‬ ‫والتاب بالمنطقة المدروسة‪ ،‬إال أنه تجدر اإلشارة يف أن‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫هذه التحوالت عرفت اختالف وتفاوت من جماعة إل أخرى‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫اض ي‬ ‫الن رصدت لها واألر ي‬ ‫ولم يتمكن الفاعلون تطبيق سياسة عملية التأهيل رغم كل األموال ي‬ ‫غت الئقة بهذه الدواوير‪ ،‬فالسياسة‬ ‫تعاب من ظروف سكنية ر‬ ‫خضعت لهذه العملية‪ ،‬فهناك أرس ر‬ ‫كثتة ما تزال ي‬ ‫ر‬ ‫والن ال يمكن القضاء عليها إال باستثمار أموال ومجهودات‬ ‫المتبعة لحد الساعة قاضة عن احتواء الظاهرة ي‬ ‫بكثت من السابق‪.‬‬ ‫أكت ر‬ ‫المجال وضمان التنمية المستدامة‬ ‫‪3‬ـ‪ 2‬البدائل التنموية محاور أساسية إلعادة التوازن‬ ‫ي‬ ‫أصبح االهتمام بتأهيل العنرص ر‬ ‫البشي عملية أساسية تساعد عىل تطوير القدرات‪ ،‬ومن ربي‬ ‫ر‬ ‫الن وجبت المراهنة عليها للنهوض باألوضاع السوسيو‪-‬اقتصادية والمجالية رلتاب الحوز عامة‬ ‫األولويات ي‬ ‫وضواح مراكش خاصة‪ ،‬حيث تنصيب تنمية قدرات المؤسسات ر‬ ‫تحسي المهارات‬ ‫التابية عىل عملية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفردية والجماعية ألطر هذه المؤسسات لتفعيل مختلف التدخالت‪ ،‬وبلورة وتنفيذ المشاري ــع التنموية‪،‬‬ ‫باعتبار العنرص ر‬ ‫الفعىل لهذه التدخالت عالقة مهمة يف مواجهة التحديات التنموية‬ ‫البشي المحرك‬ ‫ي‬ ‫المجال‪.‬‬ ‫وتصحيح االختالالت المطروحة عىل المستوى‬ ‫ي‬ ‫وف ظل هذه المفارقة فإن األمر يفرض التكيف مع الديناميات الحالية‪ ،‬وتطبيق ر‬ ‫استاتيجيات تروم‬ ‫ي‬ ‫التوفيق ربي متطلبات التنمية وحماية الموارد المتوفرة‪ ،‬إال أن منهجية هذه المقاربة ال يمكن أن تكون دون‬ ‫مؤهلي‪ ،‬من هنا فإن تأهيل الموارد ر‬ ‫البشية يعد الرهان األكت لربــح‬ ‫ابي‬ ‫وجود أفراد أو فئات‬ ‫ر‬ ‫كفاعلي تر ر‬ ‫ر‬ ‫ضواح‬ ‫التحديات ويعتت منفذا واعدا لتحقيق نجاح أي تدخل وتحقيق تنمية شمولية متوازنة‪ ،‬إذ أن‬ ‫ي‬ ‫وينبع لمجهود‬ ‫الفاعلي من خالل التكوين والتحسيس‪،‬‬ ‫وتحسي مؤهالت مختلف‬ ‫مراكش تحتاج إل تقوية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المتدخلي يف مجال ترابها‪ ،‬وأن يستهدف يف الواقع تنويرهم حول مختلف‬ ‫هذا العمل أن يشمل كافة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وموظف المصالح‬ ‫جماعيي‪،‬‬ ‫منتخبي وأطر‬ ‫عموميي أي‬ ‫كفاعلي‬ ‫االلتامات المرتبطة بوظيفتهم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫جمعويي‪ ،‬وذلك وفق الخصوصيات المحلية وطبيعة كل تدخل كما‬ ‫فاعلي‬ ‫عموميي أي‬ ‫وغت‬ ‫الحكومية‪ ،‬ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المنتخبي وأطر الجماعات التابية باالعتماد عىل‬ ‫يتضح من خالل النقط التالية‪ :‬منها تنظيم دورات لتكوين‬ ‫ر‬ ‫آليات التخطيط‪ ،‬التواصل‪ ،‬اتخاد القرار‪ ،‬بلورة وتنفيذ المشاري ــع‪ .‬وكذلك تنظيم دورات موجهة لتقوية‬ ‫وتحسي قدراتها التقنية وضمان استدامته وذلك‬ ‫الداخىل‪،‬‬ ‫والتدبت‬ ‫المدنيي يف التنظيم‬ ‫الفاعلي‬ ‫قدرات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫والتفكت حول االختالالت‬ ‫لتفعيل عملها من أجل تطوير مهارات محلية‪ .‬وكذا تنظيم أعمال ورشات للنقاش‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي وتوحيد تدخالتهم‪.‬‬ ‫المحىل‪ ،‬بغية تجميع كل‬ ‫التنموية المطروحة عىل المستوى‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫التعليم وتوسيع برامج محو األمية‪ ،‬والدورات‬ ‫إن تأهيل الساكنة المحلية عت الرفع من المستوى‬ ‫ي‬ ‫التكوينية سيمكنها من اكساب ختات وتجارب تحسيسية للعب الدور المنوط بها كفاعل جوهري يعد‬ ‫الثقاف لإلنسان ينعكس يف طريقة تعامله مع الموارد المتوفرة‬ ‫ضورة تفرضها كل تنمية‪ ،‬إذ أن المستوى‬ ‫ي‬ ‫التدبت األمثل‪ ،‬مما سيمكنها من اتخاذ قرارات إيجابية توافق ربي التنمية وحماية الموارد المتاحة‪.‬‬ ‫ومن أجل‬ ‫ر‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪130‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫الفاعلي دعامة لحكامة محلية حيث تشكل الحكامة المحلية نتيجة تقاسم‬ ‫أن التمفصل ربي مختلف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ابيي‪ ،‬وفق منطق أن أقل ما يمكن أن يقدم من طرف الدولة أي كلما‬ ‫وباف‬ ‫الفاعلي الت ر‬ ‫ر‬ ‫األدوار ربي الدولة ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ابيي كلما سادت حكامة جيدة والعكس‬ ‫باف‬ ‫الفاعلي الت ر‬ ‫ر‬ ‫خولت الدولة أكت ما يمكن من الصالحيات لصالح ي‬ ‫ر‬ ‫رهي حكامة ترابية‪ ،‬وترسيخ مقاربة تشاركية وأفقية من خالل العمل‬ ‫صحيح‪ ،‬يبف نجاح المشاري ــع التنموية ر‬ ‫المشتك بي مختلف الفاعلي ومساهمتهم ف وضع ر‬ ‫ر‬ ‫استاتيجية تنموية ترابية‪ ،‬تتمحور عناوينها الكتى‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫حول النجاعة االقتصادية والعدالة االجتماعية والمحافظة عىل المجاالت ر‬ ‫التابية الضاحوية‪.‬‬ ‫إن الحكامة ر‬ ‫التابية ر‬ ‫تبف من أهم الرصوريات إلنجاح المشاري ــع التنموية‪ ،‬إال أن تطبيقها يتطلب توزي ــع‬ ‫الفاعلي وربط المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬وقد شكلت جماعات سعادة والسويــهلة واألوداية‬ ‫األدوار ربي مختلف‬ ‫ر‬ ‫تحسي ظروف عيش السكان وتأهيل محيطهم‪ ،‬لذلك فإن ربــح‬ ‫حتا مجاليا إلرساء حكامة ترابية‪ ،‬لهدف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي بجسامة‬ ‫هذا الرهان يشتط من جماعات سعادة والسويــهلة واألوداية تعبئة الجميع وتحسيس‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تقتض إدماج‬ ‫تعاب منها هذه المجاالت يف جل األصعدة‪ ،‬كما‬ ‫الن ي‬ ‫التحديات التنموية والتفاوتات المجالية ي‬ ‫ي‬ ‫محىل من الساكنة المحلية إل جانب مختلف الفئات االجتماعية يف‬ ‫المدب باعتباره أقرب فاعل‬ ‫المجتمع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كت أكت عىل إدماج القطاع الخاص من خالل‬ ‫العملية التنموية وذلك من خالل المقاربة التشاركية‪ ،‬مع الت ر‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي بحثا عن الفعالية والنجاعة‪ ،‬هذا باإلضافة إل ضورة دمج‬ ‫باف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تحفته للمشاركة غىل جانب ي‬ ‫ر‬ ‫المحليي‪.‬‬ ‫الفاعلي‬ ‫توجهات المصالح الخارجية بشكل مشتك ومتوافق مع توجهات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تعتت التعاون الالمركزي ربي الجماعات الضاحوية سواء النجاز ر‬ ‫تدبت‬ ‫مشوع ذو فائدة مشتكة‪ ،‬أو ر‬ ‫الضواح المراكشية‬ ‫مرفق ذو فائدة عامة‪ ،‬أسلوبا بالغ األهمية‪ ،‬حيث يسمح بتحقيق منجزات ال تستطيع‬ ‫ي‬ ‫الضواح المجاورة‪ ،‬ويعتت‬ ‫داخىل يهدف إل توافق المصالح ربي‬ ‫إنجازها بمفردها‪ ،‬وذلك يف إطار تعاون‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الجماع‪،‬‬ ‫الجماع يف التنمية المحلية‪ ،‬ويعد أداة تعت عن فكرة التضامن‬ ‫هذا التعاون وسيلة مكملة للتدخل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ونظتتها الغنية عىل مستوى نقص بعض‬ ‫الفقتة‬ ‫وذلك بتحقيق نوع من التضامن والتوازن ربي الجماعات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اب يحط برؤية موحدة‪ ،‬خاصة عىل مستوى توزي ــع شبكة‬ ‫ر‬ ‫التجهتات المشتكة‪ ،‬ويتوح منه بناء مجال تر ي‬ ‫الكهرباء والماء الصالح ر‬ ‫تدبت النفايات الصلبة والسائلة‪.‬‬ ‫للشب‪ ،‬والنقل ومد الطرق وتعبيدها‪ ،‬ثم ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اكس‬ ‫‪3‬ـ‪ 3‬برامج البعد التنموي المراهن عىل تحقيقها يف الواقع الت ي‬ ‫اب الضاحوي المر ي‬ ‫ر‬ ‫الن تستمد أهدافها‬ ‫إن المشاري ــع والتامج بمدينة مراكش تعد ترجمة فعلية وعملية للتنمية المجالية ي‬ ‫ومرتكزاتها األساسية من التنمية المستدامة‪ ،‬فه بذلك عبارة عن ر‬ ‫استاتيجية تقوم عىل أساس تصحيح‬ ‫ي‬ ‫الواقع الحال لضمان أهمية ر‬ ‫متايدة يف مجال التنمية المجالية لمراكش وضواحيها ‪ ،27‬من أجل ترسيخ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تستجيب لحاجياتها وتنميتها وإدماجها ضمن دينامية شاملة‬ ‫جيل جديد من التامج والمشاري ــع التنموية ي‬ ‫عىل المستويات المجالية واالجتماعية والثقافية واالقتصادية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫المقتحة من األعىل ر‬ ‫والن نفدت أو المرتقب تنفيذها بالمنطقة ثبت‬ ‫إن أغلب التامج التنموية‬ ‫ي‬ ‫قصورها أو عدم جدواها إن صح القول‪ ،‬ذلك أن تغييب العالقات الحاصلة عىل مستوى التفاعالت ربي ما‬ ‫معي‪ ،‬يسفر عن فشل وخلل يف نتائج التنمية المتوخاة‪ .‬سواء تعلق‬ ‫هو‬ ‫اجتماع واقتصادي داخل مجال ر‬ ‫ي‬ ‫‪-27‬المهداوي لالنجاة )‪ ، (2020‬مكانة اإلعداد والتهيئة المجالية في تنمية المدن المغربية "نموذج مدينة مراكش"‪ ،‬مجلة المجال والتنمية "التراث‬ ‫والسياحة أي دور في التنمية المستدامة"‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬الصفحة ‪.173‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪131‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫األمر بمحاربة الفقر والهشاشة االجتماعية أو المحافظة عىل الموارد الطبيعية والتوازنات البيئية أو التنمية‬ ‫بعي االعتبار جميع المسوغات المتفاعلة‪ ،‬كاالستثمار ف العنرص ر‬ ‫البشي‬ ‫المستدامة‪ ،‬لذا أوجب األخذ ر‬ ‫ي‬ ‫وإدماجه بشكل أنجع يف العالقة القائمة ربي تطور المجال وخلق التنمية بكل أبعادها‪ .‬ومن خالل الخطاطة‬ ‫الموالية نحاول اإلحاطة بجوانب هذا النقاش‪:‬‬ ‫مجال بالمجاالت الضاحوية‬ ‫خطاطة ‪ :3‬عالقات التنمية بالتطور السوسيو‪-‬‬ ‫ي‬ ‫المصدر‪ :‬المهداوي لالنجاة )‪ ، (2018‬التطورات المجالية والسوسيوإقتصادية بالحوز األوسط حالة الجماعات الضاحوية لغرب مراكش‪ :‬سعادة‬ ‫القاض عياض‪ ،‬بكلية اآلداب والعلوم االنسانية بمراكش‪ ،‬ص ‪.166‬‬ ‫السويــهلة األوداية‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف الجغرافيا‪ ،‬جامعة‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫حقيف يحول عقبة أمام التفاعالت الحاصلة‬ ‫تجدر اإلشارة يف هذا المستوى أن هناك وجود إلكراه‬ ‫ي‬ ‫وبي المقومات السوسيو مجالية كوسيلة بالمجال الضاحوي المدروس‪ ،‬وهو كون أن‬ ‫ربي التنمية كغاية ر‬ ‫للوب العقاري بطريقة‬ ‫الدولة تحتفظ لنفسها بدور المراقب‪ ،‬والمؤطر والمحافظ عىل المصالح االقتصادية ي‬ ‫األخت ر‬ ‫والتدبت المعقلن للمجال يف إطار من الحكامة‬ ‫يخس اللجوء إل التخطيط‬ ‫أو بأخرى‪ ،‬سيما وأن هذا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الجيدة‪ ،‬حكامة تجمع ما ربي التنظيم والتخطيط للمجال يف إطار رؤية مندمجة تأخذ يف الحسبان الحفاظ‬ ‫ر‬ ‫الن يعرفها‪.‬‬ ‫عىل العقار من الخروقات ي‬ ‫الن ر‬ ‫ر‬ ‫تقتف يف حق المجال‪،‬‬ ‫وإن ما يتر إرتكان الدولة إل هذا التوجه وغض الطرف عن التجاوزات ي‬ ‫األخت شكل‪ ،‬ويشكل منذ االستقالل رهانا ما ربي مختلف األطراف المتصارعة حول السلطة‬ ‫هو أن هذا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫للمنتخبي‬ ‫فه تعتت "خزان" أصوات‬ ‫ر‬ ‫الن تنشأ وتبن بشكل فوضوي‪ ،‬ي‬ ‫السياسية بالبالد‪ .‬ألن المجاالت ي‬ ‫بالنسبة للبعض‪ .‬ومجال حيوي ر‬ ‫توح‬ ‫لنش سلوكيات وأفكار التطرف بالنسبة للبعض اآلخر‪ .‬ولهذا وجب‬ ‫ي‬ ‫مصلخ‪ ،‬غايته الربــح‬ ‫لوب‬ ‫ي‬ ‫الحذر قبل أن تنفلت الرقابة عىل المجال الضاحوي للمدينة ويصبح ربي يدي ي‬ ‫التعمت‪.‬‬ ‫الشي ــع والعبث واستغالل الثغرات الموجودة ضمن نصوص قانون‬ ‫ر‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪132‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن يمكن أن تجعل منها ذاك الوسيط الذي يتوفر‬ ‫وتبف المراكز الفلكية فارغة من روحها االقتصادية ي‬ ‫عىل مؤهالت اقتصادية واجتماعية كفيلة بالتخفيف عن ر‬ ‫بالتجهتات‬ ‫الميتوبول الجهوي‪ ،‬سواء تعلق األمر‬ ‫ر‬ ‫السوسيوثقافية أو السوسيواقتصادية‪ ،‬وليس مجاال يتم اللجوء إليه الستغالل ثرواته الطبيعية من عقار‬ ‫تعاب من مدينة مراكش ليس إال‪.‬‬ ‫وماء‪ ،‬استجابة للخصاص الذي ي‬ ‫ر‬ ‫الن تكتسيها وسائل تمويل المجاالت‬ ‫كما أن تمويل التامج التنموية يعكس األهمية القصوى ي‬ ‫الضاحوية المراكشية بالحوز للنهوض بمسؤولياتها‪ ،‬وأن التوفر عىل االمكانيات المالية الالزمة يمكن أن‬ ‫ر‬ ‫والبشية‬ ‫المحىل‪ .‬مما يجعلها رافعة للتنمية االقتصادية‬ ‫تجعل منها فاعال اقتصاديا أساسيا لتطوير االقتصاد‬ ‫ي‬ ‫المواطني‪ ،‬والنهوض بدينامية النمو‪،‬‬ ‫المندمجة والمستدامة‪ ،‬بغية الحد من الفوارق‪ ،‬وصيانة كرامة‬ ‫ر‬ ‫وبتوزي ــع منصف لثماره‪.‬‬ ‫للقواني التنظيمية‪،‬‬ ‫يقتض ضورة استكمال المراسيم التطبيقية‬ ‫وبالتال فإن هذا‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن همت المجاالت القانونية والمالية والتقنية للجهات‬ ‫وتعميم الدوريات‬ ‫ر‬ ‫التفستية والدالئل التوجيهية ي‬ ‫والجماعات ر‬ ‫بالضواح المراكشية‪ ،‬وكذا آليات إعداد برامجها التنموية‪ ،‬حيث يتظافر جهود كل‬ ‫التابية‬ ‫ي‬ ‫فاعلي اقتصادين وإعالم كل من مجال تدخلهم‪ ،‬وأـن الرهان عىل البعد التنموي يكمن يف‬ ‫المتدخلي من‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫رفع تحدي التنمية الشاملة وتحديث البنية المؤسساتية عت وضع استاتيجيات وبرامج مالئمة لمعالجة‬ ‫الضواح المراكشية بالحوز لما تتوفر عليه‬ ‫االختالالت والفوارق المجالية واالجتماعية‪ ،‬لتحقيق التنمية يف‬ ‫ي‬ ‫من إمكانيات وثروات يتوجب معرفة خصوصياتها‪.28‬‬ ‫حتم وضورة لرفع كل التحديات‬ ‫وعليه فلم يعد اختيارا يمكن القيام به أو االستغناء عنه بل هو توجه‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تلف عليه‬ ‫الن تواجهها‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الضواح المراكشية يف األلفية الثالثة‪ ،‬حيث أن التامج تحتاج إل مواكبة إعالمية ي‬ ‫ر‬ ‫باحتافية وموضوعية وبدون رهانات ذاتية‪ .‬من خالل برامج التنمية بمراكش وعوائق‬ ‫األضواء الالزمة‬ ‫وإكراهات تفعيل السياسات العمومية ر‬ ‫التابية بالمجاالت الضاحوية‪.‬‬ ‫خاتمة‬ ‫تأسيسا عىل ما سبق‪ ،‬فإن تطرقنا لمفاهيم أساسية متعلقة بموضوع مقالنا يف البداية كمفهوم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫معي‪ ،‬وهذا مرده إل أن المجال‬ ‫والن اعتتناها مجموع ر‬ ‫الن تحدث بمجال ر‬ ‫التغتات ي‬ ‫الدينامية المجالية‪ ،‬ي‬ ‫عبارة عن ذاكرة تحتفظ وتسجل مختلف أنواع الديناميات‪ .‬والجدير بالذكر‪ ،‬أن تتيل المقاربات التنموية‬ ‫بالضواح المراكشية بالحوز قصد بلورة وتنفيذ المشاري ــع‬ ‫يقتض رإرساك الساكنة المحلية‬ ‫يف أحسن الظروف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫تحفت‬ ‫يستدع‬ ‫والتامج المسطرة‪ ،‬مما سيسهم يف تحقيق الرهان المنتظر‪ ،‬هذا من جهة‪ .‬ومن جهة أخرى‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفاعلي بقدرات مؤسساتية‪ ،‬عت مد جسور التشاور وتشجيع بنيات ر‬ ‫الشاكة والتفاعل ربي مختلف‬ ‫مختلف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المشتكة ربي مختلف‬ ‫المتدخلي‪ ،‬إضافة إل تشجيع التعاون البيضاحوي كوسيلة جديدة لتحقيق األهداف‬ ‫ر‬ ‫توسيع هامش التدخل ليشمل‬ ‫الضواح المراكشية‪ ،‬وذلك ألن من شأن هذه المقاربة أن تمكن من‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المحىل‬ ‫الضواح المراكشية يف إطارها‬ ‫مستويات أكت وتجاوز الحدود اإلدارية للمجاالت التابية وذلك بوضع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بغية بلوغ تنمية تنطلق من الخصوصيات المحلية دون المساس بالتوازنات المجالية البيئية‪.‬‬ ‫ومن ربي أهم استنتاجاتنا يف هذا المقال‪ ،‬أن ما عرفه المجال قيد البحث من مسلسل الدينامية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والن‬ ‫السء الذي أفرز بدوره مجموعة من الديناميات‪ ،‬ي‬ ‫المجالية أدى إل تراجع أشكال لالتوازنات المجالية‪ ،‬ي‬ ‫‪-28‬المهداوي لالنجاة )‪ ،) 2018‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.281‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪133‬‬ ‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‪ :‬حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬ ‫ر‬ ‫اكس اليوم‬ ‫جاءت عت ظرف‬ ‫ي‬ ‫كرونولوح تر ي‬ ‫اكم أفرزه تطور دام عدة عقود‪ ،‬إذ أصبح المجال الضاحوي المر ي‬ ‫لك يعيد التوازن إليها‪ ،‬وهذا يفرض العمل عىل‬ ‫تسخت الطاقات المحلية عت‬ ‫ر‬ ‫يف أمس الحاجة إل ساكنته ي‬ ‫ر‬ ‫والن تتعزز‬ ‫القيام بحمالت تحسيسية وتوعية الساكنة بالهشاشة والعطوبة المحدقة‬ ‫ي‬ ‫بالضواح المراكشية‪ .‬ي‬ ‫اع الحفاظ عىل المجاالت‬ ‫من خالل تأهيل االقتصاد‬ ‫المحىل وتنوي ــع بنيات اإلنتاج‪ ،‬وذلك وفق تدخالت تر ي‬ ‫ي‬ ‫بضواح مراكش‪،‬‬ ‫المجال‬ ‫الضاحوية بالحوز من االختالالت والالتوازنات‪ .‬أضف إل هذا المعط أن الواقع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الفاعلي والذي يستوجب االنطالق من مشاكل المجال وانتظاراته ومن تم تحديد‬ ‫يشكل رهانا حقيقيا أمام‬ ‫ر‬ ‫المتدخلي‪.‬‬ ‫طبيعة التدخل‪ ،‬وقد أصبح هذا الواقع يفرض تعبئة كافة‬ ‫ر‬ ‫تغتات جوهرية يف األنظمة االقتصادية‬ ‫عموما يمكن القول بأن تحقيق التنمية المستدامة يحتاج إل ر‬ ‫التغيت ال يمكن أن يتم من خالل السلطات الحاكمة‪ ،‬بل من‬ ‫واالجتماعية عىل الخصوص‪ ،‬لكن مثل هذا‬ ‫ر‬ ‫خالل التنظيمات الشعبية واالجتماعية الذاتية‪ ،‬والتعاون ربي القطاعات االجتماعية واالقتصادية المختلفة‬ ‫وممارسة الديمقراطية االقتصادية‪ ،‬ومن خالل مقاربة تشاورية تشارك فيها كل فئات وقطاعات المجتمع‪،‬‬ ‫من أجل خدمة األجيال الحالية والمحافظة عىل مصالح األجيال القادمة‪.‬‬ ‫قائمة المراجع‬ ‫ر‬ ‫واستاتيجية التنمية المندمجة‪ :‬حوض اسيف إمكون‬ ‫• أيت حسو محمد )‪ ،(2012‬الدينامية المجالية‬ ‫نموذجا‪ ،‬منشورات كلية اآلداب والعلوم االنسانية مراكش‪ ،‬مجلة الماء ورهان التنمية‪ ،‬العدد ‪.6‬‬ ‫الفاعلي وانتظارات الساكنة‬ ‫• أحدو عبد الحميد‪ ، (2011) ،‬التنمية المحلية بواحة مزكيطة ربي دينامية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫القاض عياض‪.‬‬ ‫الماست‪ ،‬بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمراكش‪ ،‬جامعة‬ ‫المحلية‪ ،‬بحث‬ ‫ي‬ ‫• األكحل المختار)‪ ،(2004‬دينامية المجال‬ ‫أب رقراق للطباعة‬ ‫الفالح ورهانات التنمية المحلية‪ ،‬دار ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫والنش‪.‬‬ ‫اف‪ ،‬عىل الرابط‪:‬‬ ‫• الفر ي‬ ‫عىل جاسم حمود كناص‪ ،(2021) ،‬مفهوم للتنمية المستدامة بمنظور جغر ي‬ ‫اح ي‬ ‫?‪https://almerja.net/reading.php‬‬ ‫• المهداوي لالنجاة )‪ ، (2018‬التطورات المجالية والسوسيوإقتصادية بالحوز األوسط حالة الجماعات‬ ‫القاض‬ ‫الضاحوية لغرب مراكش‪ :‬سعادة السويــهلة األوداية‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف الجغرافيا‪ ،‬جامعة‬ ‫ي‬ ‫عياض‪ ،‬بكلية اآلداب والعلوم االنسانية بمراكش‪.‬‬ ‫استاتيجيات تدخل الفاعلي ف خلق التنمية ر‬ ‫• المهداوي لالنجاة )‪ ،(2020‬ر‬ ‫التابية نموذج جنوب مدينة‬ ‫ر ي‬ ‫مراكش‪ ،‬مجلة المجال والتنمية " الفاعل المحىل والتنمية ر‬ ‫التابية"‪ ،‬العدد السادس‪.‬‬ ‫ي‬ ‫• المهداوي لالنجاة )‪ ،(2020‬مكانة اإلعداد والتهيئة المجالية يف تنمية المدن المغربية‪ :‬نموذج مدينة‬ ‫مراكش‪ ،‬مجلة المجال والتنمية ر‬ ‫التاث والسياحة أي دور يف التنمية المستدامة‪ ،‬العدد الخامس‪.‬‬ ‫• تيازي طاهر أسماء )‪ ، (2010‬نظرية الفوض وتوليد الشكل المعماري‪ ،‬مجلة الهندسة‪ ،‬العدد ‪ ،1‬المجلد‬ ‫‪ ،16‬الجزائر‪.‬‬ ‫• تقرير بورتالند الذي ر‬ ‫نشته اللجنة العالمية للبيئة والتنمية سنة ‪،1987‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪134‬‬ ‫ حالة جماعات سعادة والسويهلة واألوداية‬:‫الدينامية املجالية ورهان التنمية املستدامة بضواحي مراكش‬ ‫توطي وتوزي ــع مواقع مراكز االستقرار خارج محيط‬ ‫ يف سبيل وضع خريطة‬،)2008( ‫• رابطة الدين محمد‬ ‫ر‬ ‫ سلسلة أعمال مجموعة البحث يف‬،‫مراكش يف العرص الوسيط‬ ،‫التدبت الجهوي والتنمية السياحية‬ ‫ر‬ .‫ الطبعة األول‬،‫ المجال الضاحوي لمدينة مراكش‬،2 ‫دراسات مجالية‬ .https://www.regionalcsr.com ،‫ مفهوم التنمية المستدامة‬،‫• عبدالغفار عبدهللا يوسف‬ ‫ تنسيق قاموس الجغرافية ر‬،)1984( ‫• كلود كبان‬ .‫ دالوز باريس‬،‫البشية واالقتصادية‬ www.iasj./ias ،‫• موقع قسم الهندسة المعمارية جامعة التكنولوجية بغذاد‬ ‫ مجلة اآلداب والعلوم‬،‫العلم‬ ‫ ودورها يف البحث‬،‫ أصنافها‬،‫ الدينامية مفاهيمها‬،(2000) ‫• نبيل لحسن‬ ‫ي‬ .‫االنسانية تطوان‬ .2021 ،‫الماب بمراكش قسم اإلعالم والتوثيق‬ ‫• وكالة الحوض‬ ‫ي‬ 135 • Bassand Michel (2001), Anne compagnon, Dominique joye, Veronique Sten, Peter Guller, vivre et créer l’espace public PPUR presses polytechniques. • Brunet Robert Ferras-Hervé Thery (1993), les mots de la géographie, dictionnaire critique, troisième édition revue et augmentée, collection dynamique du Territoire, RECLUS, la documentation Française, Paris. • Elfaiz Mohamed (2002), Marrakech patrimoine en péril, actes sud, eddif. • ‫ـ‬Fowke R and Prasad D (1996), Sustainable development, cities and local government. AustralianPlanner. • Fenelon Pierre (1970), Vocabulaire de géographie agraire, Pub. Fac des Lettres et des Sciences Humaines, Tours. • George Pierre (1984), dictionnaire de la géographie, 3ème édition, revue et augmentée, Presse universitaire de France. • George Pierre (1950), Etudes sur la banlieue de Paris, Essai méthodologique, Paris, Collin. • George Pierre )1982(, in la banlieue aujourd’hui, Colloque l’harmattan, Paris. • Merlin Pierre et Choay Françoise (1988), Dictionnaire de l’urbanisme et de l’aménagement, Presse Universitaire de France, Paris. • Sarda Abdelkrim )1983( , la tutelle agricole de Marrakech sur le Haouz central, étude géographique, de doctorat de 3éme cycle, Université d'aix–Marselle II, Tome 1. ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية‪:‬‬ ‫حالة تزارت كالوة‬ ‫د‪.‬رضوان ايت اعزى‬ ‫كلية االداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫جامعة محمد الخامس‪ -‬الرباط‬ ‫ملخص‬ ‫المغرب قد عرف مجموعة من التحوالت مس ـ ـ ـ ـ ــت‬ ‫تنطلق هذه المقالة من أطروحة أس ـ ـ ـ ـ ــاس ـ ـ ـ ـ ــية مفادها أن المجتمع‬ ‫ي‬ ‫المفش ـ ــة لهذه التحوالت ومس ـ ـ ــاراتها وآلياتها تتباين من‬ ‫ـ‬ ‫مختلف أوجه الحياة الس ـ ـ ــوس ـ ـ ــيوثقافية والمجالية‪ ،‬وبما أن العوامل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الكبت تعود إل آل الكالوي‬ ‫ـاس المف ـ‬ ‫ارب لألطلس ر‬ ‫الن عرفها المجال الت ي‬ ‫ش ـ ـ ـ للتحوالت ي‬ ‫منطقة إل أخرى‪ ،‬فإن العامل األسـ ـ ـ ـ ي‬ ‫ر‬ ‫‪.‬‬ ‫تالس التنظيمات التقليدية‬ ‫ماض المنطقة وحاضها وبما أن مظاهر هذا التحول متعددة ومتنوعة فإن أهمها‬ ‫الذين بصموا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المدب‪.‬‬ ‫وبروز جمعيات المجتمع‬ ‫ي‬ ‫وللتحقق من هذه الفكرة‪ ،‬كان ضوريا العودة إل تاري ــخ المجال واإلنسان الستكشافه وإعادة بنائه باستحضار العوامل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اف حديث النشأة‪ .‬وفق مقاربة‬ ‫الن نشأ فيها‬ ‫ر‬ ‫الن لحقته‪ ،‬خصوصا عندما يتعلق األمر بمجال جغر ي‬ ‫والتغتات ي‬ ‫والسياقات ي‬ ‫ر‬ ‫يخ‪.‬‬ ‫أنتوبولوجيا منفتحة عىل‬ ‫ر‬ ‫اف والتار ي‬ ‫الدرسي الجغر ي‬ ‫الكبت‪ ،‬السلطة القايدية‪ ،‬الدينامية الجمعوية‪ ،‬تزارت كالوة‪.‬‬ ‫الكلمات المفاتيح‪ :‬التحوالت االجتماعية‪ ،‬األطلس ر‬ ‫‪Abstract‬‬ ‫‪This article starts from a basic thesis that Moroccan society has known a set transformation that‬‬ ‫‪affected various aspects, namely; social, cultural and spatial aspects. And since these factors‬‬ ‫‪explaining these transformations, their paths and also their mechanisms vary from one region to‬‬ ‫‪another, the main factor explaining these transformations the domain of the High Atlas has known,‬‬ ‫‪It belongs to the family of Al-Glaoui who stamped the region’s past and present. Since the‬‬ ‫‪manifestations of these transformations are many and varied, the most Important of which is the‬‬ ‫‪fading of traditional organizations and emergence of civil society associations.‬‬ ‫‪To verify this idea, it was necessary to go back to this history of the field and man to explore and‬‬ ‫‪rebuild it by recalling the factors and contexts in which it arose and the changes that followed it,‬‬ ‫‪especially when it comes to a newly emerging geographical field. According to anthropological‬‬ ‫‪approach open to the geographical and historical lessons‬‬ ‫)‪Keywords (Social-Transformations, High-Atlas, Associative-Dynamics, Tazarte-Glaoua‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪136‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫مقدمة‬ ‫ال شك أن محاولة اكتشاف اإلنسان والمجال وتحديد األسس الرمزية والمادية رلتارت‪-‬كالوة‪،‬‬ ‫يستوجب بدءا البحث يف تاري ــخ تزارت‪ .‬فقراءة تاري ــخ المجال ليست مجرد ضورة منهجية تفرضها المقاربة‬ ‫ه فعل مؤسس لقراءات أخرى لشكل وجوهر العالقات االجتماعية والبنيات السوسيو‪-‬‬ ‫المونوغرافية‪ ،‬إنما ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن أنتجها االنتماء المشتك لهذا المجال‪ .‬مما يستوجب ضورة الرجوع إل أخبار‬ ‫سياسية والثقافية ي‬ ‫افيي‪.‬‬ ‫المؤرخي والجغر ر‬ ‫ر‬ ‫يرتبط البحث يف التحوالت االجتماعية‪ ،‬بالرصورة‪ ،‬بتاري ــخ القبيلة وعالقاتها مع المخزن والزوايا‬ ‫ر‬ ‫وباف القبائل األخرى؛ وأساسا بعالقاتها بالمجال‪/‬األرض‪ .‬فالمجال المدروس مكتسب حديثا‪ ،‬وهو يؤرخ‬ ‫ي‬ ‫للمرحلة الحديثة من تاري ــخ المغرب (القايدية)‪ .‬كما أنه أحدث ارتدادات ر‬ ‫واهتازات عىل مختلف القبائل‬ ‫المجاورة‪ .‬إنه مجال مبصوم برهانات وضاعات وتنافسات مستمرة ربي السلطة المخزنية والقبائل‬ ‫المجاورة‪ .‬ما تزال تجلياتها وآثارها بادية ومستمرة إل اليوم‪.‬‬ ‫تروم هذه الورقة البحث يف التقاطعات ربي السلطة القايدية والدينامية الجمعوية‪ ،‬عىل مستوى‬ ‫ر‬ ‫الن مست البنيات االجتماعية ومجاالت‬ ‫تزارت‪-‬قبيلة كالوة (إقليم الحوز)‪ ،‬يف أفق فهم‬ ‫ر‬ ‫وتفست التحوالت ي‬ ‫ر‬ ‫تدبت المجال وامتالكه ركنا أساسيا يف إنتاجها واشتغالها‪.‬‬ ‫الن يعد ر‬ ‫اشتغالها‪ ،‬ومنها نشأة الجمعيات المدنية ي‬ ‫ولما كان البحث يف التحوالت االجتماعية رسم لنفسه مجاال محددا‪ ،‬فقد كان لزاما علينا البحث يف‬ ‫ر ر‬ ‫توطي منطقة البحث ورسم معالمها الجغرافية‬ ‫ارب (حوز مراكش)‪ ،‬عت العمل عىل‬ ‫ر‬ ‫جغرافية المجال الت ي‬ ‫ه حدودها الجغرافية؟ ومن أي منظور‬ ‫وحدودها‪ ،‬وهو ما يفرض التساؤل حول ماهية تزارت كالوة؟ أي ما ي‬ ‫يمكن رسم معالمها؟‬ ‫أساس‬ ‫إذا كانت الجمعيات المدنية مظهرا من مظاهر التحديث و"الحداثة"؛ فإنها كذلك مدخل‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫مستقلي‪ -‬من تنظيم‬ ‫موطني وأفرادا‬ ‫لورش التنمية وفضاء عقالنيا يمكن أفراد المجتمع –باعتبارهم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫قانوب تعاقدي‬ ‫وعقالب‪ ،‬قصد بلوغ أهدافهم؛ إن عىل المستوى االقتصادي أو‬ ‫وتأطتها بشكل‬ ‫جهودهم‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫‪1‬‬ ‫والثقاف‪ ...‬وكل‬ ‫مناح الحياة االجتماعية األخرى ‪.‬‬ ‫الحقوف‬ ‫االجتماع أو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والعشتة‬ ‫هذا فضال عن كون ميالد وانتشار الجمعيات المدنية يدعونا إل ضورة استحضار القبيلة‬ ‫ر‬ ‫والعائلة بوصفها بنيات اجتماعية تقليدية‪ .‬بغية فهم واستيعاب التحول أو االنتقال الذي هم البنيات‬ ‫االجتماعية للمجتمع‬ ‫المغرب‪ .‬وكيف استطاع المجتمع التفاعل مع هذا الشكل الجديد من التنظيم؟ وال‬ ‫ي‬ ‫تفست‬ ‫المدب؟ وقبل هذا وذاك‪ ،‬كيف يمكن‬ ‫وتبن ثقافة المجتمع‬ ‫أي حد استطاع القطع مع ثقافة القبيلة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫غت الحكومية‪ ،‬أو الجمعيات المدنية؟ هل لطبيعة‬ ‫االنتقال من التنظيمات التقليدية القبلية نحو المنظمات ر‬ ‫وتيست عملية االنتقال هذ‬ ‫المجتمع وخصوصياته التاريخية أو تركيبته االجتماعية مثال دور يف تشي ــع‬ ‫ر‬ ‫‪-1‬بلغ عدد الجمعيات النشيطة سنة ‪ 2016‬في المغرب ‪ 130‬ألف جمعية‪ ،‬حسب التقرير الحكومي السنوي حول الشراكة بين الدولة وجمعيات‬ ‫ومنظمات المجتمع المدني بالرباط‪ .‬عن موقع البوابة الوطنية ‪ 10( http/www.maroc.ma/ar‬فبراير ‪)2017‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪137‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫‪ .1‬تزارت كالوة من حوز مراكش إل إقليم الحوز‬ ‫إذا كان البحث ف الحدود؛ بتعبت رومان زيمينل‪ ،‬عمال تأسيسيا‪ ،‬ألن رسم الحدود ر‬ ‫يرف إل إعطاء‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫‪1‬‬ ‫منظور‬ ‫تاريخ للمجال‪،‬‬ ‫وبالتال إل ذاكرة المجموعة ليس البحث يف الحدود بالعمل السهل‪ ،‬كما قد يبدو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الماض‬ ‫قبىل‪ /‬إداري‪ ،‬يف‬ ‫من أول وهلة‪ ،‬ذلك أن الباحث يصطدم ‪-‬من جهة‪ -‬بتباين مداخل هذا التحديد‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫ام يف الحاض‪ ،‬ومن جهة أخرى بالتجاذبات والرصاعات التاريخية‪ ...‬وهو ما يفرض عىل الباحث الحرص‬ ‫ر‬ ‫أكت عىل الموضوعية وتنوي ــع مصادر المعرفة‪.‬‬ ‫التوطي اإلداري‬ ‫‪ .1.1‬تزارت كالوة‬ ‫ر‬ ‫سعت الدولة المغربية ُبعيد االستقالل إل اعتماد تقسيم إداري يمكنها من ضبط المجال والسكان‬ ‫إقليم‪ :‬مراكش وإقليم ورززات‪،‬‬ ‫الذين يعيشون فوقه‪ .‬هكذا عملت عىل تقسيم مجال قبيلة "كالوة" ربي‬ ‫ي‬ ‫اللذين ينتميان عىل التوال إل ر‬ ‫أسف وجهة درعة تافياللت‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫جهن‪ :‬مراكش ي‬ ‫ر‬ ‫الخريطة ‪:1‬‬ ‫توطي منطقة البحث جماعة تزارت التابية‬ ‫ر‬ ‫شخض باالعتماد عىل مونوغرافيا تزارت (‪)2018‬‬ ‫المصدر‪ :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫‪Simenel, L’origine est aux frontières, Les Aït Ba’amran, un exil en terre d’arganiers (Sud Maroc) Paris,‬‬ ‫‪Éditions CNRS et Éditions de la Maison des sciences de l’homme, coll, « Chemins de l’ethnologie » 2010 p 22.‬‬ ‫‪1-Romain‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪138‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫تنتم جماعة تزارت‪ 1‬إداريا إل دائرة التوامة إقليم الحوز وتحدها‪:‬‬ ‫وكما توضح الخريطة (‪)1‬‬ ‫ي‬ ‫❖‬ ‫❖‬ ‫❖‬ ‫❖‬ ‫شماال‪ :‬جماعة زمران‪ ،‬إقليم قلعة الشاغنة؛‬ ‫جنوبا‪ :‬جماعة زرقطن؛‬ ‫ررسقا‪ :‬جماعة أبادو؛‬ ‫غربا‪ :‬جماعة التوامة‪ /‬وبلدية سيدي رحال‪.‬‬ ‫ر‬ ‫للتفكت‬ ‫معارس القبائل يف الحاجة إل القبيلة أفقا‬ ‫‪2.1‬‬ ‫ر‬ ‫الباحثي خصوصا‬ ‫الكبت؛ أطلس مراكش كما يسميه بعض‬ ‫تنتم قبيلة كالوة جغرافيا إل األطلس‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫‪2‬‬ ‫نس شارل دو فوكو حيث قال‪:‬‬ ‫الجغر ر‬ ‫افيي منهم‪ ،‬علما أن أول تقسيم لألطلس هو الذي خلفة الرحالة الفر ي‬ ‫"بأن األطلس‬ ‫الصغت جنوب هذا‬ ‫الكبت واألطلس‬ ‫ر‬ ‫وه األطلس ر‬ ‫ي‬ ‫المغرب يتألف من ثالث سالسل متوازية"‪ ،‬ي‬ ‫وه أسماء مستمدة من اللغة الالتينية حسب ‪-‬شارل دوفوك‪ -‬مع العلم‬ ‫ر‬ ‫األخت ثم األطلس المتوسط شماله‪ .‬ي‬ ‫افيي العرب أمثال البكري وابن‬ ‫أن هذا التقسيم ال يختلف عن التقسيم الذي لمسه بعض‬ ‫المؤرخي والجغر ر‬ ‫ر‬ ‫‪3‬‬ ‫سعيد‪ .‬إال لكونه ينبن عىل معيار االرتفاع من جهة وبأنه ال يزال قائما إل اآلن‪ ،‬كما هو معروف ‪.‬‬ ‫الكبت أفضل الظروف ليكون جبل اعتصام سكان مستقرين وما‬ ‫تحققت يف هذا الجزء من األطلس ر‬ ‫وينتم سكانه إل قبائل‬ ‫الفالح يحتل فيه األولويةـ‪ ،‬سواء من حيث التشغيل أو العائدات‪،‬‬ ‫زال النشاط‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تحدد االنتماءات القبلية فنجد قبائل كدميوة يف‬ ‫وه ي‬ ‫مصمودية‪ ،‬وتنتظم حياتهم باألودية وأحواضها‪ ،‬ي‬ ‫‪4.‬‬ ‫وادي أسيف المال وأنكال‪ ،‬وكندافة ب‪ :‬واد نفيس وغيغاية بأوريكا‪ ،‬وكالوة يف حوض اغدات‬ ‫يقول خالد الناضي يف كتابه "االستقصا"‪" :‬اعلم أن أرض إفريقية والمغرب لم تكن للعرب بوطن‬ ‫يف األيام السابقة‪ ،‬ال يف الجاهلية وال يف صدر اإلسالم‪ ،‬وإنما كان المغرب وطنا ألمة التبر خاصة ال يشاركهم‬ ‫غتهم‪. 5‬‬ ‫فيه ر‬ ‫يف السابق كان الحوز ممتدا من تامسنا إل مراكش‪ ،‬أما اليوم فهذا المفهوم يطلق عىل ما ربي النهرين‬ ‫ُّ‬ ‫"أم الربيع وتانسيفت"‪ ،‬فالحوز عرف ف تاريخه دينامية ر‬ ‫بشية ومجالية يف اآلن ذاته‪ .‬فلم تكن حدوده وال‬ ‫ي‬ ‫قبائله متحكمة كليا ف ررسوط االمتالك واالستتاض‪ ،‬بقدر ما تحكمت ا ر‬ ‫لشوط التاريخية يف تحديد حال‬ ‫ي‬ ‫االنتماء ومآله واالشتغال يف المجال‪.6‬‬ ‫توطي القبائل‬ ‫حي إل آخر عىل‬ ‫ر‬ ‫لم يعرف الحوز استقرارا طويال‪ ،‬فالسلطة المركزية كانت تعمل من ر‬ ‫وإجالئها‪ ،‬تبعا لمحددات القوة والضعف‪ .‬لقد كان الحوز يف تاريخه محكوما برهانات الضبط واالحتواء‪.7‬‬ ‫ر‬ ‫اتيخ لقبيلة كالوة ربي شمال المغرب وجنوبه‪ ،‬فقد خضعت يف جغرافيتها للتحوالت‬ ‫وبحكم الموقع االست ي‬ ‫ر‬ ‫الن عاشها المغرب‪.‬‬ ‫السياسية ي‬ ‫‪"-1‬تزارت" نشير باللفظ أحيانا إلى المجال الترابي الخاص بالجماعة الترابية تزارت وأحيانا أخرى نعني به المجال الترابي في الدوار‪،‬‬ ‫وذلك حسب سياق الحديث‪.‬‬ ‫‪ -2‬نذكر هنا على سبيل المثال ال الحصر‪ :‬حسن بوبكراوي وحسن المباركي‪ ،‬تطور الخطاب عن أطلس مراكش‪ ،‬مؤلف جماعي‪:‬‬ ‫"المجاالت الجبلية والتنمية المستدامة نموذج أطلس مراكش"‪ ،‬دراسات مجالية عدد ‪ ،3‬الطبعة‪ ،‬دجنبر ‪.2008‬‬ ‫‪-3‬احمد بالوي‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص‪.495 ،‬‬ ‫‪-4‬أحمد هوزالي‪ ،‬معلمة المغرب‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪( .497‬بتصرف)‬ ‫‪-5‬احمد بن خالد الناصري‪ ،‬األستقصا ألخبار المغرب األقصى‪ ،‬تحقيق وتعليق أحمد الناصري‪ ،‬أشرف على النشر محمد حجي وآخرون‪،‬‬ ‫منشورات وزارة الثقافة واالتصال‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الرباط (الجزء الثالث)‪ ،1998 ،‬ص ‪.123‬‬ ‫‪-6‬عبد الرحيم العطري‪ ،‬الرحامنة‪ :‬القبيلة بين الزاوية والمخزن‪ ،‬منشورات دفاتر العلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،2013 ،‬ص ‪.55‬‬ ‫‪-7‬عبد الرحيم العطري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.56‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪139‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫الخريطة ‪ :2‬الخريطة السياسية لجزء من الحوز سنة ‪1894‬‬ ‫ر‬ ‫اللتي تحداها‬ ‫بالعودة إل الخريطة (‪ )2‬يظهر أن قبيلة كالوة ال جانب‬ ‫قبيلن اغجدامة وتكانة ‪ -‬ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تدخل ضمن‬ ‫عىل‬ ‫ي‬ ‫التوال رسقا وغربا‪ -‬كانت خارج الرصاعات الس ــياسية بينما تحدهم شماال قبيلة زمران ي‬ ‫غت دقيقة‪ ،‬خاصة عندما يتعلق األمر بقبائل متعارضة من ناحية‬ ‫اض المخزن‪ .‬كما أن الحدود ربي القبائل ر‬ ‫أر ي‬ ‫السياس‪.‬‬ ‫االصطفاف‬ ‫ي‬ ‫نس الذي عمل عىل الحد من‬ ‫فالمجال لم يتحدد بصفة نهائية إال بعد دخول المستعمر الفر ي‬ ‫‪8.‬‬ ‫ً‬ ‫القبىل بآخر تر ّ‬ ‫ّ‬ ‫متحكم يف حدوده الجغرافية‬ ‫التحركات القبلية‪ ،‬مستبدال األساس‬ ‫اب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫يعن أن تأسيس حدود المجال ظل‬ ‫لم يحدث االستقرار‬ ‫ي‬ ‫النهاب إال مع بداية القرن العشين وهو ما ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن كانت تطبع عالقة القبيلة بالمخزن أو القبائل والحواض‬ ‫مفتوحا دوما عىل الشوط السوسيو‪-‬سياسية ي‬ ‫المجاورة يف شكل أحالف ومصالح وتبادالت‪ .‬وبذلك يمكن أن نقول إن كالوة بعدما تحالفت مع المخزن‬ ‫ستتمكن من التوسع عىل حساب القبائل المجاورة وخاصة قبيلة زمران‪.‬‬ ‫‪-8‬عبد الرحيم العطري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.59‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪140‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫جدول رقم ‪ :1‬توزي ــع القبائل حسب مناطق الحوز ونواحيه‬ ‫المنطقة‬ ‫مراكش‬ ‫القلعة‬ ‫أمزمت‬ ‫ر‬ ‫ايمينتانوت‬ ‫شيشاوة‬ ‫أيت أورير‬ ‫دمنات‬ ‫القب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائ ـ ـ ـ ــل‬ ‫الكيش‪ -‬أوريكة – غيغاية – سكتانة – الرحامنة‬ ‫ّ‬ ‫الشاغنة ‪ -‬زمران – تامللت‬ ‫كدميوة ‪ -‬أوالد امطاع – وزكيتة – كندافة‬ ‫ّ‬ ‫دمستة – سكساوة‬ ‫متوكة ‪ -‬مزوضة ‪ -‬هنتيفة ‪ -‬دوران –‬ ‫ر‬ ‫بوسبع ‪ -‬شيشاوة – ّ‬ ‫أوالد ّ‬ ‫مجاط – فروكة – العرب‬ ‫ّ‬ ‫مسفيوة ‪ -‬تكانة – غجدامة‪ -‬كالوة‬ ‫ولتانة – فطواكة‬ ‫المصدر‪ :‬العطري عبد الرحيم ‪2013‬‬ ‫تنتم قبيلة‬ ‫يضم الحوز فسيفساء قبليا يشمل ‪ 28‬قبيلة تتوزع اليوم عىل (‪ )7‬سبعة أقاليم ترابية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫نصفي القسم‬ ‫كالوة إل منطقة ايت أورير قبل شطرها إل‬ ‫الجنوب أو ما يسم كالوة الجنوبية التابع إداريا‬ ‫ر‬ ‫يَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الجنوب المسم ب‪ :‬كالوة الشمالية التابعة‪ ،‬إداريا إلقليم الحوز دائرة التوامة‪.‬‬ ‫إلقليم ورززات والقسم‬ ‫ي‬ ‫بياب‪ :‬فرق (عشائر) قبيلة كالوة‬ ‫رسم ي‬ ‫‪9‬‬ ‫قبيلة كالوة الشمالية‬ ‫ايت أوزغار‬ ‫ايت مائة ونص‬ ‫ايت الربع‬ ‫ايت إيغي‬ ‫إن قبيلة كالوة "الشمالية" وفق هذا التوزي ــع تضم أربــع فرق‪ ،‬فإذا كانت فرق ايت مائة ونصف وايت‬ ‫الربــع وايت إيع تستوطن الجبل‪ .‬فإن فرقة ايت أوزغار‪ 10،‬ر‬ ‫الن تضم قرية تزارت‪ ،‬وتتمركز ضمن قدم الجبل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والسهل معا‪.‬‬ ‫يمت قبيلة كالوة وتحديدا فرقة ايت أوزغار هو احتضانها ساكنة متعددة االنتماءات‬ ‫ما‬ ‫إن‬ ‫ر‬ ‫واالنحدارات‪ ،‬بسبب ما عرفته من ترحال واستقرار أفضيا إل نشأة قبيلة مكونة من عشائر مختلفة األصول‪،‬‬ ‫العرب المجاور لمجال القبيلة وبالخصوص زمران‪،‬‬ ‫األمازيع لقبيلة كالوة (إكليوا) يوجد‬ ‫ففضال عن المكون‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ثم اثنيات أخرى قادمة من مختلف قبائل الجنوب ازناكة واغجدامة وتكانة‪" ،...‬فالقبيلة ليست نسقا مغلقا‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مفتوح من خالل التوسع واالنتقال واالندماج والتجميع"‪ ،11‬إن واقع القبيلة يفند تماما فرضية‬ ‫مجال‬ ‫ه‬ ‫بل ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫البيولوح‪ .‬فقد سادت ربي السكان عبارة مشهورة "معارس القبايل" وهو مصطلح‬ ‫الجد المشتك‪ ،‬أو األصل‬ ‫ي‬ ‫ه مزي ــج من اإلثنيات‬ ‫يفيد أن الساكنة ال تنحدر أصولها من القبيلة نفسها أو من الجذر‬ ‫القبىل نفسه‪ ،‬وإنما ي‬ ‫ي‬ ‫‪-9‬ر ضوان أيت عزى‪ ،‬مسارات وآليات التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علم االجتماع‪ ،‬كلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية الرباط‪ -‬أكدال‪.2021 ،‬‬ ‫‪-10‬مصطلح أزغار يعني السهل أو األراضي المنبسطة ويقابله مصطلح أدرار الذي يحيل على الجبل‪ ،‬هكذا نجد السكان يقولون‪ :‬ايت‬ ‫أدرار وايت ازغار لتمييز سكان الجبل وسكان السهول‪.‬‬ ‫‪-11‬عمر إيبوركي‪ ،‬الظاهرة القايدة بالمغرب‪ :‬القايد العيادي نموذجا‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في علم االجتماع‪ ،‬كلية اآلداب الرباط‪ ،2010 ،‬ص‬ ‫‪.111‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪141‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫ومن القبائل‪ .‬إننا إذن بصدد مجتمع متنوع ومتعدد ومزي ــج وهو ما يعط ر‬ ‫المشوعية للتساؤل حول‪ :‬ما‬ ‫ي‬ ‫الذي يفش التعدد اإلثن الذي ّ‬ ‫يمت القبيلة (كالوة)؟‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫إن القبيلة بالمغرب تشكل جمعية سياسية ربي قسمات مبنية عىل ضورات اجتماعية واقتصادية‬ ‫البشية ر‬ ‫وجغرافية‪ ،‬أي عالقات اإلنسان باألرض والطاقة ر‬ ‫والتوة الطبيعية لفضاء ما‪ ،‬هذه الجمعية قد تكون‬ ‫َ َ‬ ‫رع ما أو لعقد اتفاق لحسن الجوار مثال‪ 12‬يعرف رحال بوبريك القبيلة بأنها‪:‬‬ ‫رابطة مؤقتة بهدف استغالل م‬ ‫"مجموعة ر‬ ‫بشية مكونة من قسمات ومجموعات اجتماعية يجمع بينها رابط القرابة الدموية (حقيقيا كان‬ ‫أو وهميا)‪ ،‬وتحتل مجاال ترابيا تمارس عليه سلطتها وتدافع عنه‪ ،‬مع خضوعها لقيم وتمثالت ومبادئ‬ ‫ر‬ ‫‪13‬‬ ‫مشتكة"‬ ‫ر‬ ‫السء‬ ‫إن مجال القبيلة هو ما يمنح أفرادها الوجود واالنتماء‪ ،‬وهو ما يؤسس للبدء واالستمرار؛ ي‬ ‫الذي يجعل تنميته وتحصينه ر‬ ‫استاتيجية فعالة وضورية إلعالن الحضور وتجذيره‪ ،‬خصوصا عندما تبصم‬ ‫‪-12‬مهدان امحمد (‪ ،)2017‬السوسيولوجيا القروية بالمغرب مقاربات وقضايا‪ ،‬طباعة ونشر سوس‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ص ‪.109‬‬ ‫‪ -13‬محمد القادري‪ ،‬مجتمع الصحراء سيرورة وتحوالت‪ ،‬قراءة في كتابات رحال بوبريك‪ ،‬هيسبريس تمودا‪ ،‬العدد ‪ ،2012‬ص ‪.31‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪142‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫الهشاشة عالقات الجوار القبلية‪ ،14‬ذلك هو حال قبيلة كالوة (جالوة أو إكليوا)‪ ،‬فإننا نقصد تلك المجموعة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اب نفسه الذي تمارس عليه‬ ‫الن تجمع ربي فرقها ودواويرها روابط اجتماعية‪ ،‬وتقتسم المجال الت ي‬ ‫البشية ي‬ ‫المتمتة عن القبائل األخرى‪.‬‬ ‫سلطتها وتدافع عنه وتتحصن به يف بناء هويتها‬ ‫ر‬ ‫اف‪ ،‬كما تظهر الخريطة (‪ )3‬يضعها ربي مراكش وجنوب المغرب‪،‬‬ ‫كما أن موقع قبيلة كالوة الجغر ي‬ ‫جعلها ً‬ ‫المغرب‪،‬‬ ‫معتا للقوافل التجارية والمحالت السلطانية القادمة من فاس والمتوجهة إل الجنوب‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫باإلضافة ال كونها محاطة بقبائل‪ :‬زمران‪ ،‬غجدامة‪ ،‬مسفيوة‪ ،‬تكانة‪ ،...‬وعىل الرغم من أن الخريطة‬ ‫ر‬ ‫ه خارج‬ ‫السياسية للحوز سنة ‪( 1894‬خريطة ‪ )2‬تؤكد أن قبيلة كالوة إل جانب‬ ‫قبيلن توكانة واغجدامة ي‬ ‫ي‬ ‫اف‪ ،‬جعلها مكونا أساسا يف معادلة االستقرار‬ ‫الرصاعات السياسية يف هذه المرحلة‪ .‬فأن موقعها الجغر ي‬ ‫والتوازنات السياسية واالقتصادية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تربط‬ ‫تحتل قبيلة كالوة موقعا استاتيجيا يف حوز مراكش‪ ،‬ي‬ ‫فه تراقب طرقا مهمة مثل الطريق ي‬ ‫ّ‬ ‫السياس‬ ‫كبتة إن عىل المستوى‬ ‫المغرب‪ ،‬ويعطيها مكانة‬ ‫مراكش بالجنوب‬ ‫متمتة أهلتها لتلعب أدوارا ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والعسكري أو عىل المستوى السوسيو‪-‬اقتصادي‪.‬‬ ‫ر‬ ‫اب بدقة متناهية‪ ،‬إنه مجال‬ ‫بالرجوع إل تاري ــخ القبيلة‬ ‫االجتماع‪ ،‬يبدو صعبا تحديد مجالها الت ي‬ ‫ي‬ ‫متغت يضيق ويتسع‪ ،‬ترتحل أو ّ‬ ‫ترحل مكوناته‪ ،15‬خصوصا يف ظل األحداث المرتبطة بحكم ال الكالوي‬ ‫ر‬ ‫عش والنصف األول من القرن ر‬ ‫المزواريي خالل القرن التاسع ر‬ ‫العشين‪ .‬مما يطرح األسئلة حول سبل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫االستقرار‬ ‫ارب؟ كما‬ ‫ي‬ ‫ه نتائج هذا االستقرار بالنسبة إل اإلنسان والمجال الكالوي التاز ي‬ ‫النهاب بالحوز؟ وما ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمن هم حكام كالوة؟ أي ّ‬ ‫نتساءل ّ‬ ‫عمن هم المزواريون والكالويون؟ وما عالقتهم بالقبيلة؟‬ ‫‪ .2‬تزارت يف ظل حكم آل الكالوي المزواري‬ ‫الكبت‪ ،‬ف النصف الثاب من القرن التاسع ر‬ ‫عش وبداية‬ ‫شهد الجنوب‬ ‫المغرب وخاصة األطلس‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر ي‬ ‫القرن ر‬ ‫كبتة كان لها نفوذ قوي ر‬ ‫حن مرحلة االستقالل؛ عائالت ربما انطلقت من‬ ‫العشين‪ ،‬تشكل عائالت ر‬ ‫ر‬ ‫الن حكمتها بالحديد والنار وسيطرت‬ ‫الفراغ‪ ،‬بل األغرب من ذلك أنها كانت "مهمشة" وغريبة عن القبائل ي‬ ‫عليها بالعنف واالستعباد‪ ،‬لتصل ف النهاية إل أعىل مراحل السلطة والشهرة ر‬ ‫والتوة والنفوذ‪ ،‬منها عائلة‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن انطلقت من "مزوار‪ "16‬إل "أمغار" ثـ ــم إل قـ ــائد‪.‬‬ ‫المزواري الكالوي ي‬ ‫كما أن البحث يف نسب هذه العائلة ينتابه إبهام والتباس‪ ،‬فقد ذهب بعضهم –حسب بول باسكون‪ -‬إل أن‬ ‫‪17 .‬‬ ‫"تيكم ن إمزوارن" من قبيلة فطواكة يف منطقة تاساوت "‬ ‫الكالويي يرجع إل الفخد‬ ‫أصل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الن ر‬ ‫ر‬ ‫تشتك فيها جميع‬ ‫ه تجمعات مستقرة تعيش يف نوع من القرى ي‬ ‫إن قبيلة كالوة يف األصل ي‬ ‫‪18‬‬ ‫ر‬ ‫البالد "الشلوح" بأطلس مراكش‪ ،‬يقال عنها "عش النحل" يف بداية القرن التاسع عش (‪ )19‬كانت قبيلة‬ ‫كالوة‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة إل قبائل‪ :‬اغجدامة وفطواكة وزمران والشاغنة‪ ،‬تحت سلطة وسيادة قائد‬ ‫‪19‬‬ ‫ر‬ ‫الن تحدها أشجار الجوز‪،‬‬ ‫عرب عادي هو‬ ‫الهاشم الزمر ي‬ ‫ي‬ ‫اب ‪ .‬تهيمن عىل طبقة من مدرجات المحاصيل ي‬ ‫ي‬ ‫‪14‬عبد الرحيم العطري ‪ ،2013‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫‪-15‬عبد الرحيم العطري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.62‬‬ ‫‪-16‬أمزوار باألمازيغية وتحيل إلى الشخص الذي يتقدم اآلخرين أي الذي يأتي في المقدمة‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪-Paul Pascon (1983), le Haouz de Marrakech, Edition Institut Universitaire de la Recherche Scientifique, p 30.‬‬ ‫‪-CELERIER J (1931), Le Maroc, Armand Colin, Paris, p 69.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪-Paul Pascon (1983), le Haouz de Marrakech, Edition: Institut Universitaire de la recherche Scientifique, Tome 1‬‬ ‫‪premiere édition, p305.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪143‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫اض المسقية الضيقة‪ ،‬وتضم أيضا مزارع‬ ‫وتزرع أشجار الفاكهة األخرى (الرمان‪ ،‬والخوخ واللوز) يف األر ي‬ ‫الفول واللفت والبصل‪.20‬‬ ‫اف‪ ،‬لطالما كانت أرض كالوة منطقة عبور‪ ،‬يمر عتها المسافرون والبضائع‪،‬‬ ‫وبالنظر لموقعها الجغر ي‬ ‫حن منتصف القرن التاسع ر‬ ‫ولكن لم يتم استغالل هذه الظاهرة حقا ر‬ ‫عش ألغراض سياسية‪.21‬‬ ‫حاول بول باسكون دراسة النظام القايدي يف الحوز وبشكل خاص عالقات االنتاج والمؤسسات‬ ‫الن سادت بشكل واضح ف أواخر القرن التاسع ر‬ ‫عش وبدايات القرن ر‬ ‫ر‬ ‫التميت ربي‬ ‫العشين‪ ،‬مؤكدا ضورة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المخزب يف معناه الدقيق‪ ،‬فاألول ال يمكن أن يوجد إال يف حضن قبيلة مستقلة عن المخزن‪،‬‬ ‫القايدية والنظام‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫مونطاب‪-‬‬ ‫روبت‬ ‫تعي رؤساء وتختار ممثال عنها من أرسة قوية ليتسلم قيادتها‪- .‬وعىل غرار ر‬ ‫نسن‪ ،‬ر‬ ‫ي‬ ‫وإن بشكل ي‬ ‫ر‬ ‫يؤكد باسكون أن استقالل القبيلة رسط ضوري لظهور األمغار‪ ،‬الذي سيصبح فيما بعد قائدا‪ ،‬عىل الرغم‬ ‫اإلديولوح الذي يقدم األنموذج‬ ‫المخزب‪.22‬‬ ‫من أنه ال يمكن تقويمه خارج المجال‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ظهت‬ ‫علما بأن القائد يف المغرب‪ ،‬بوصفه‪ ،‬وسيطا ربي القبيلة والمخزن‪ ،‬يعينه السلطان بواسطة ر‬ ‫ررسيف‪ ،‬كما يبايعه العلماء من الناحية الشكلية‪ ،‬اللهم إذا حدثت تمردات وطموحات إل السيادة‪ ،‬كما هو‬ ‫الحفيط‪ ،‬خالفا لما كان سائدا يف الفيودالية األوروبية كشكل من األنظمة‬ ‫الشأن خالل العهدين العزيزي ثم‬ ‫ي‬ ‫اإلقطاعية‪ ،‬يستمد فيها السيد قوته من إقطاعيته ومن تضامن رعاياه ُ‬ ‫طيعي يف رئاسة إمارته المستقلة‬ ‫الم ر‬ ‫ذاتيا عن المركز‪ ،‬بدون أية حاجة للحصول عىل أدب دعم من الملك أو الحاكم‪ ،‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن‬ ‫ظاهرة اإلقطاع لم تتطور إال تطورا ضعيفا يف المغرب وكانت شبه غائبة يف القرن التاسع‪.23‬‬ ‫غت أن ممارسة السلطة وتنظيمها الفردي من َ‬ ‫قبل قواد الجبل الكبار‪ ،‬ونمط حياتهم يف القصور‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن فرضت عىل السكان‪ ،‬االقتتال‬ ‫والقالع‪ ،‬وكيفية تعاملهم مع الرعايا‪ ،‬واقتطاع الرصائب واألعمال اإللزامية ي‬ ‫اض وأغناها مردودية‪ ،‬تؤكد ‪-‬بنظر الهادي الهروي‪ -‬أن مرحلة القواد‬ ‫العنيف بينهم حول امتالك أخصب األر ي‬ ‫‪24‬‬ ‫الذهن ‪.‬‬ ‫الكبار تشكل عرص الفيودالية الجهوية‬ ‫ي‬ ‫مونطاب بعد دراسته قبائل جنوب المغرب إل أن كل قبيلة تتكون عموما من‬ ‫روبت‬ ‫لقد توصل ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫اثنن ر‬ ‫ر‬ ‫عشة فرقة‪ ،‬وتملك أرضا محددة واسما خاصا بها وبعض العادات المشتكة ولكنها ال‬ ‫ي‬ ‫حوال ثالث إل ي‬ ‫تملك سوى شعور غامض ومجهول األصل باإلخوة‪ ،‬وال تظهر وحدتها إال يف الحاالت االستثنائية مثل‬ ‫روبت مونطان يؤكد أن‬ ‫كبت بالغزو‪ ،‬حيث يتجمع محاربوها للدفاع عن أرضهم‪ 25‬علما أن ر‬ ‫تعرضها لتهديد ر‬ ‫يصت قائدا مخزنيا‪،‬‬ ‫القائد ينمو يف غياب السلطة المخزنية واألمغار ينمو بعيدا عن المخزن تم يطمح إل أن ر‬ ‫ررسيطة أن ر‬ ‫يعتف (المخزن) بوضعيته‪.26‬‬ ‫المخزب ظاهرة تقوية الرئاسة عىل شكل قايدية‪ ،‬إل جانب الدور المحوري الذي لعبه‬ ‫َع ّم َم النظام‬ ‫ي‬ ‫االستعمار يف تعميق عنف وعملية تأسيس النظام القايدي خاصة‪ ،‬سيما عت إجباره السلطة المخزنية عىل‬ ‫‪20‬‬ ‫‪-MARTIN J (1964), Géographie du Maroc, Hatier, Paris, p 134-139.‬‬ ‫‪-Michael Peyron, Glaoui/Glaoua (Glawi/Igliwwa), Encyclopédie berbère, p3151-3160.‬‬ ‫)‪Cité in: https://doi.org/10.4000/encyclopedieberbere.1736 (le: 12/02/2020 A 23H00‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪ -22‬بول باسكون‪ ،‬الفترات الكبرى للقايدية‪ ،‬تعريب‪ :‬زبيدة برحيل‪ ،‬ثم االطالع عليه على الرابط‪:‬‬ ‫)‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=143908، (10/10/2019‬‬ ‫‪-23‬بول باسكون‪ ،‬نظام فيودلي أم نظام قيدالي‪ ،‬قراءة‪ :‬محمد قجيري‪ ،‬اطلع عليه على الرابط‪:‬‬ ‫‪-24‬الهادي الهروي‪ ،‬المرجع نفسه ص ‪.285‬‬ ‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=235581‬‬ ‫‪25-Robert Montagne (1930), Les Berbères et le Makhzen dans le sud du Maroc, Paris, Félix Alcan, pp 169 - 180.‬‬ ‫‪26-(ibid.), p 141.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪144‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫تقني الظاهرة‬ ‫أن تبدو للقبائل يف صورة ضيبية قاسية اضطهادية وليس سلطة تنظيمية‪ ،‬أضف إل ذلك ر‬ ‫‪.27‬‬ ‫من قبل المستعمر وإضفاء ر‬ ‫المشوعية القانونية عليها‬ ‫أساسي هما‪:‬‬ ‫هدفي‬ ‫قد جعل االستعمار البنيات القايدية آلية لالحتواء من أجل تحقيق‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫❖ الوقوف ضد الحركة الوطنية وضد المخزن المركزي بإضعافه ر‬ ‫حن يخضع لواقع االستعمار كلية‪.‬‬ ‫❖ جعل القواد يغضون الطرف‪ ،‬باعتبارهم قوة فعلية‪ ،‬عن ر‬ ‫انتاع االستعمار للملكيات واقتطاع‬ ‫اض الفالحية لصالح المعمرين‬ ‫األر ي‬ ‫‪.28‬‬ ‫لعشتة‬ ‫يؤكد باسكون )‪ (Pascon‬أنه ال يمكن الحديث عن الحوز دون التعرض للصعود الباهر‬ ‫ر‬ ‫والمتوك‪.‬‬ ‫الكونداف‬ ‫الكالوي‪ .‬باعتبارها‪ ،‬أنموذجا للقايدية‪ ،.‬إل جانب كل من‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التهام الكالوي أبرز الشخصيات العمومية يف مغرب الحماية‪ ،‬وهو ما يفش الكم الهائل‬ ‫ويعتت الباشا‬ ‫ي‬ ‫من الكتابات حول شخصيته‪ ،‬تارة تجد من يمجده ويكتب عن خصاله وأفضاله إل درجة أن القارئ يعتقد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويبخ َسه ومن نسبه ويصفه بأقبح األوصاف‪.29‬‬ ‫أنه شخصية أسطورية‪ ...‬ومن الكتاب من ينتقده‬ ‫يرجع تاري ــخ بروز هذه الشخصية للـ ــوجود‪ ،‬إل بداية القرن ر‬ ‫العشين‪ ،‬وتحديدا بعد مشاركته إل‬ ‫المدب الكالوي يف الحملة العزيزية ضد بوحمارة‪ ،‬فقد أدى فشل تلك الحملة ‪-‬يقول بول‬ ‫جانب أخيه‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫والتهام وخشا فيها أمواال طائلة وتكبدا مشاق صعبة دون فائدة تذكر‬ ‫المدب‬ ‫الن شارك فيها‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫باسكون‪ -‬ي‬ ‫اض الجديدة لفرض الرصائب عليها‪ ،‬إل أن ينفصل‬ ‫سواء من حيت الغنيمة أو من حيث االستيالء عىل األر ي‬ ‫ر‬ ‫الن تحتلها‬ ‫فريق الكالوي عن المول عبد العزيز‪ .‬وقد جعلتهما عودتهما ر‬ ‫غت المظفرة عن طريق الجزائر ي‬ ‫ر‬ ‫الن عمت‬ ‫فرنسا وعن طريق البحر إل أن وصال إل طنجة‪ ،‬يشكان يف قدرة السلطان عىل تجاوز الفوض ي‬ ‫َ‬ ‫الكونداف‪.30‬‬ ‫البالد تدريجيا‪ .‬فعاد األخوين إل بلدهما وحاوال أن يمددا سلطتهما عىل حساب القائد‬ ‫ي‬ ‫نس لمدينة وجدة اجتمع القياد الكبار يف مراكش‪:‬‬ ‫المتوك والعيادي والكالوي‪،...‬‬ ‫ي‬ ‫ومع االحتالل الفر ي‬ ‫ليتشاورا يف دفع موالي حفيظ إل السلطة‪ .‬ومن مخلفات هذا "االنقالب‬ ‫السلطاب" مساندة الكالويون‬ ‫ي‬ ‫لصعود موالي عبد الحفيظ إل العرش (مراكش – غشت ‪ )1907‬ومساهمتهم يف دحر الجيوش العزيزية‬ ‫والتهام الكالوي باشا‬ ‫المدب قائد الجيوش‬ ‫المخزب‪ .‬فصار‬ ‫يف زمران‪ ،‬حيت كان جزاؤهم تعيينهم يف الجهاز‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ع ــىل مراكش يف يوليوز ‪.1909‬‬ ‫ف بداية القرن الثامن ر‬ ‫عش (‪ )18‬كان مجال كالوة يمتد من تمداغت جنوبا إل ايت عبدي‬ ‫ي‬ ‫وإزعالمن‪ 31‬شماال‪ .‬يتضح من خالل الخريطة (‪ )4‬أن تزارت والقرى التابعة لها كانت تدخل ضمن النطاق‬ ‫ر‬ ‫اف سيعرف توسعا ‪ -‬يف عهد‬ ‫الت ي‬ ‫اب لقبيلة زمران‪ .‬وبسبب العالقات مع المخزن فإن مجال قبيلة كالوة الجغر ي‬ ‫اض تزارت وتازمورت ال قبيلة كالوة‪.‬‬ ‫السلطان موالي عبد الرحمان‪ -‬الذي تمكن فيه آل الكالوي من ضم أر ي‬ ‫اض من قبيلة توكانة والقبائل المجاورة‪( .‬انظر الخريطة ‪.)6‬‬ ‫باإلضافة إل اقتطاع بعض األر ي‬ ‫‪-27‬بول باسكون‪ ،‬الفترات الكبرى للقايدية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.72‬‬ ‫‪-28‬الهادي الهروي‪ ،2010 ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.284‬‬ ‫‪-29‬بهذا الخصوص يمكن الرجوع إلى كتاب‪ :‬كوستاف باباي‪ ،‬الباشا الكالوي‪ :‬األسطورة والحقيقة في حياة باشا مراكش ترجمة عبد‬ ‫الرحيم حزل‪ ،‬أفريقيا الشرق‪ ،2007 ،‬هذا الكتاب هو نموذج للكتابات التي تنتقد الباشا الكالوي وتصفه بأقبح األوصاف‪ ،‬وإن كان يشكك‬ ‫في كثير من األحداث الواردة فيه‪.‬‬ ‫‪-Paul pascon, Le Haouz de Marrakech, 1983 P 302.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪-31‬نحيل به إلى دوار إزعالمن الذي يبعد عن تزارت بحوالي أربعة كيلومترات جنوبا يقع في منطقة جبلية‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪145‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫‪ .3‬الكالوي وصناعة مجتمع متنوع‬ ‫ر ر‬ ‫ارب‪-‬الكالوي‪ .‬وانطالقا من العمل عىل استنطاق الذاكرة‬ ‫ر‬ ‫تفكتا يف إشكالية المجال واإلنسان الت ي‬ ‫ر‬ ‫‪32‬‬ ‫اب‬ ‫الجماعية والوثائق التاريخية ‪ ،‬ألجل إعادة بناء معالمهما الجغرافية والتاريخية؛ الحظنا أن التحديد الت ي‬ ‫متغت‪ ،‬يضيق ويتسع حسب الظروف وسياقات المرحلة‪.‬‬ ‫لمجال القبيلة لم يكن باألمر السهل‪ .‬فهو مجال ر‬ ‫ر‬ ‫تبي لنا كذلك‪ ،‬أن عائلة الكالوي كان لها الوقع‬ ‫الن عرفها المجال الكالوي‪ .‬بل إن‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الكبت يف التحوالت ي‬ ‫نشأة تزارت كالوة ترجع إل حكم الكالوي المزواري‪.‬‬ ‫المزواريي‪ ،‬فقد كان البد أن نبحث يف ماهية عائلة المزواري‪،‬‬ ‫ولما كانت تزارت كالوة‪ ،‬صنيعة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والن كانت‬ ‫الن تشكلت خالل النصف ي‬ ‫الثاب من القرن التاسع عش ي‬ ‫باعتبارها من ربي أهم العائالت الكتى ي‬ ‫كبتة امتدت إل حدود مرحلة االستقالل‪.‬‬ ‫لها سلطة ر‬ ‫ر ر‬ ‫وماه أصولهم القبلية‬ ‫وبالتال من هم سكان تزارت‬ ‫ارب‬ ‫إن البحث يف جينيالوجية المجتمع الت ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والدينية؟ كشف أن الكالوي قد عمل عىل إنشاء بلدة تزارت ومجموعة من الدواوير مطلع القرن ر‬ ‫العشين‬ ‫الكبت األوسط‪ .‬عت جلب مجموعة من األرس ذات أصول قبلية متعددة‬ ‫عىل مستوى قدم جبال األطلس‬ ‫ر‬ ‫وغت متجانسة وقام بتوطينها ربتارت منها‪:‬‬ ‫ر‬ ‫اليهود‬ ‫‪ -‬النصارى‬ ‫ كالوة‬‫اطي‬ ‫الحر ر‬ ‫ر‬ ‫المغرب‬ ‫باف مناطق الجنوب‬ ‫إزناكن‬ ‫ي‬ ‫ ي‬‫ر‬ ‫ه فسيفساء أو خليط من المرجعيات القبلية والدينية تستوطن‬ ‫إن المجموعة البشية يف تزارت ي‬ ‫ر ر‬ ‫ارب‪ ،‬فضاء لتعايش مجموعات قبيلة وإثنية ودينية متعددة ومتباينة‪.‬‬ ‫المجال نفسه‪ .‬هكذا جسد المجال الت ي‬ ‫شكلت عائلة المزواري الكالوي األساس الذي رتتكز حوله الساكنة طيلة النصف األول من القرن ر‬ ‫العشين‪.‬‬ ‫‪-32‬رضوان أيت اعزى (‪ ،)2021‬أطروحة الدكتوراه في علم االجتماع‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية الرباط‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪146‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫اض تزارت وتازمورت (جماعة تزارت)‬ ‫الخريطة ‪ :4‬رسم‬ ‫تقرين ألر ي‬ ‫ي‬ ‫المصدر‪ :‬عمل شخض باالعتماد عىل مديرية إعداد ر‬ ‫الوطن‬ ‫التاب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪.4‬‬ ‫أفول الكالوي وبروز الدينامية الجمعوية‬ ‫المغرب ‪-‬طيلة قرون من الزمن‪ -‬يحافظ عىل نمط وأسلوب حياته‪ ،‬مجتمع تقليدي‬ ‫لقد ظل المجتمع‬ ‫ي‬ ‫يتمت بسيادة المؤسسات‪/‬الجمعيات التقليدية؛ فالمغرب هو "بلد التقاليد الجمعوية‪ ،‬وقبل الحماية كانت‬ ‫ر‬ ‫العالقات السوسيو‪ -‬اقتصادية تنظم يف شكل جمعوي‪ .‬يف المدينة كما يف القرية‪ ،‬المجموعات المنظمة‬ ‫ً‬ ‫االجتماع يف مختلف‬ ‫بمرجعية القانون‬ ‫االمازيع‪ ،‬كانت عادة تعتمد رافعة للفعل‬ ‫اإلسالم أو العرف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪147‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫المجاالت‪ ،‬كالفالحة والرع والري والتخزين والحفاظ عىل األغذية ر‬ ‫الدين‪ .33‬وقد تجلت‬ ‫والتبية والتعليم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والن ر‬ ‫ربعي‪ ،...‬ر‬ ‫آيت‬ ‫أو‬ ‫تقبيلت‬ ‫أو‬ ‫اجماعة‬ ‫هذه الجمعيات أساسا يف‬ ‫تشتك مع الجمعيات المدنية يف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫مجموعة من الخصائص كالتضامن والتعاون المتبادل الذي ظهر جليا من خالل "أكادير" و"التويزة" ي‬ ‫وجدت قبل الحماية وما زال بعضها يحافظ عىل استمراره اليوم‪.‬‬ ‫وف عهد الحماية الفرنسية سيصدر ألول مرة يف تاري ــخ المغرب قانون يسمح بتأسيس الجمعيات‬ ‫ي‬ ‫سنة ‪ 1914‬تم تعديله سنة ‪ ،1933‬بفعل تزايد عدد الجمعيات ‪-‬ف ر‬ ‫الفتة ما ربي ‪ 1914‬وسنة ‪ 1938‬بلغ‬ ‫ي‬ ‫ّ ٌ‬ ‫عددها ‪ 195‬جمعية ر‬ ‫ممنوعي من‬ ‫خاصة بالمستعمرين فقط‪ ،‬وكان المغاربة‬ ‫معتف بها قانونيا‪ .34‬لكنها‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن استطاعت ر‬ ‫ر‬ ‫فه‬ ‫االعتاف‬ ‫انتاع‬ ‫القانوب من المستعمر ي‬ ‫ي‬ ‫ممارسة العمل الجمعوي‪ ،‬وبالنسبة للجمعيات ي‬ ‫تتعرض لمختلف أنواع المضايقات وغالبا ما يتم منع أنشطتها‪ .‬لكون العمل الجمعوي أنداك بمثابة ستار‬ ‫تمت بالشية يف معظم األحوال‪.‬‬ ‫للعمل التحرري الذي ر‬ ‫بظهت ررسيف يف‬ ‫وبعد استقالل المغرب وتحديدا سنة ‪ 1958‬سيحق للمغاربة تأسيس الجمعيات‬ ‫ر‬ ‫غت أنه لم يرافقه تزايد‬ ‫‪ 15‬نونت‪ ،‬وهو حق مضمون دستوريا‪ .‬وعىل الرغم من صدور قانون الحريات العامة ر‬ ‫الماض‪ ،‬حيث كان الرصاع‬ ‫تمتت به مرحة الستينات والسبعينات من القرن‬ ‫يف عدد الجمعيات نظرا لما ر‬ ‫ي‬ ‫وبي اليسار والحكم من جهة أخرى‪ .‬والذي‬ ‫السياس عىل أشده ربي اليسار وحزب االستقالل من جهة ر‬ ‫ي‬ ‫ظهت ‪ 10‬أبريل ‪ 1973‬ممثال تراجعا واضحا وتسييجا لحرية التجمعات من خالل ثالثة‬ ‫سيفض إل إصدار ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫‪:‬‬ ‫والمستين‬ ‫المؤسسي‬ ‫القانوب‪ ،‬حل الجمعيات‪ ،‬العقوبات الصادرة بحق‬ ‫مستويات االعتاف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫للجمعية‪ 35.‬عموما تأثرت الحركة الجمعوية خالل هذه المرحلة بارتباطها بالرصاعات السياسية‪.‬‬ ‫الماض بانطالقة لجمعيات المجتمع‬ ‫المدب؛ بفعل‬ ‫اآلختان من القرن‬ ‫تمت العقدان‬ ‫ر‬ ‫هذا وقد ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وتنام الحركة من‬ ‫الماض‬ ‫السياس خالل تسعينيات القرن‬ ‫تضافر مجموعة من العوامل؛ منها االنفتاح‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أجل حقوق االنسان باإلضافة إل ّ‬ ‫تغت موقف الدولة من الحركة الجمعوية؛ حيث عملت عىل تروي ــج‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المدب‪ .‬وجعلتها رسيكا أساسا لتحقيق التنمية المنشودة‪.‬‬ ‫خطاب‬ ‫إيجاب حول أهمية جمعيات المجتمع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫توفت إمكانات للتنمية الرصورية‪.‬‬ ‫نظرا إل عجزها عن ر‬ ‫الدول ومؤسسات‬ ‫الدول وصندوق النقد‬ ‫تبن الدولة لسياسة المؤسسات الدولية‪ -‬البنك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كما أن ي‬ ‫الهيكىل‪ ،‬قاد‬ ‫وتبن برنامج التقويم‬ ‫التجارة العالمية‪ -‬الرامية تقليص نفقات الدولة يف مجال القطاع‬ ‫ي‬ ‫العموم‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫التخىل عن جزء من مسؤولياتها للقطاع الخاص أو للجمعيات‪.‬‬ ‫إل‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن أناطها بها الدستور الجديد لسنة ‪ 2011‬الذي‬ ‫ولقد زادت أهمية الجمعيات المدنية مع األدوار ي‬ ‫متمتة‪ .‬فلم يعد الشأن العام‬ ‫والمحىل حكرا عىل مؤسسات الدولة والمؤسسات السياسية‬ ‫بوأها مكانة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫كبت يف هذا المجال‪ ،‬حيث‬ ‫والمنتخبة‪ ،‬بل أصبح المجتمع‬ ‫المدب بمقتض الدستور الجديد يضطلع بدور ر‬ ‫ي‬ ‫غت الحكومية يف إطار‬ ‫ضمن الدستور مساهمة الجمعيات المهتمة بقضايا الشأن العام والمنظمات ر‬ ‫‪-Ghazali Ahmed (1991), contribution à l’analyse du phénomène associatif au Maroc, in changement politique au‬‬ ‫‪Maghreb, dir Michel Camau, ED CNRS ? Paris, p 243.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪-34‬محمد الغياط (‪ ، )2003‬التنظيم القانوني والمالي للجمعيات واألحزاب السياسية‪ ،‬دراسة تحليلية لحق تأسيس الجمعيات في المغرب‪،‬‬ ‫دار هجر للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪ 27‬الى ص ‪.30‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪-Ghazali Ahmed, Ibid, p 246 à 248.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪148‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫الديمقراطية التشاركية يف إعداد قرارات ومشاري ــع لدى المؤسسات المنتخبة والسلطات العمومية وكذا يف‬ ‫ر ر‬ ‫ارب وكيف تطورت؟‬ ‫تفعيلها وتقويمها‪ .‬لكن ما هو سياق نشأة جمعيات المجتمع‬ ‫المدب بالمجال الت ي‬ ‫ي‬ ‫المواطني وإعادة تربيتهم وتكوينهم وتهيئتهم‬ ‫وع‬ ‫ر‬ ‫تتمثل أهمية النسيج الجمعوي أساسا يف بلورة ي‬ ‫ألداء وظيفة المواطنة بروح بناءة وفعالة‪".‬إنها فضاءات لتطوير الممارسة االجتماعية ولتحمل المسؤوليات‬ ‫ر‬ ‫الن ليست فقط أفضل حماية ضد تعسفات السلطة‪ ،‬وإنما أداة‬ ‫والوع باالرتباطات االجتماعية المتبادلة‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫لتحقيق التنمية‪ 36.‬فاألفراد المنعز رلي ال يستطيعون القيام ر‬ ‫الصناع‪ ،‬إال من‬ ‫المجتمع‬ ‫ظل‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫الكثت‬ ‫ء‬ ‫بالس‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫خالل تظافر الجهود‪ .‬ذلك أن االنتظام يف إطارات جمعوية يجعل الفرد ضمن هذه التنظيمات أكت قوة‬ ‫وأعظم شأنا‪ ،‬مما يكون عليه الفرد المستقل والمعزول‪ 37 .‬إن الجمعيات عىل اختالف أشكالها وألوانها‬ ‫كتها عىل مختلف القضايا االجتماعية‬ ‫هدفها هو تفعيل التنمية المحلية المستدامة‪ ،‬من خالل تر ر‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والبيئية‪ ...‬متخذة اإلنسان وسيلتها وغايتها‪.‬‬ ‫تتوفر الجماعة ر‬ ‫التابية تزارت عىل نسيج جمعوي مهم يتعدى ‪ 82‬جمعية مدنية‪ ،‬بمعدل جمعية‬ ‫الوطن الذي هو جمعية واحدة لكل ‪269‬‬ ‫واحدة لكل ‪ 31‬أرسة‪ ،‬ولكل ‪ 185‬نسمة‪ .‬وهو رقم يتجاوز المعدل‬ ‫ي‬ ‫تفسته بمجموعة من العوامل المتضافرة فيما بينها؛ منها عامل الهجرة؛ حيث إن‬ ‫نسمة‪ .‬وهو ما يمكن‬ ‫ر‬ ‫المهاجرين من أبناء المنطقة عندما يرجعون إل بلدانهم غالبا ما يسعون إل المساهمة يف تنميتها واستثمار‬ ‫تجاربــهم لخدمتها‪ .‬كذلك للشباب الجامع دور كبت ف تفست هذا النمو ر‬ ‫المتايد لعدد الجمعيات إذ يسارع‬ ‫ر‬ ‫ر ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هؤالء الشباب إل مزاحمة ّاجماعة (لجماعت) وإثبات الذات نخبة جديدة من خالل تأسيس جمعيات‬ ‫والتعبت عن قدراتهم‪.‬‬ ‫وتفجت طاقاتهم‬ ‫مدنية يستطيعون من خاللها أن يجدوا لهم مجاال لفرض مواقفهم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫فالجمعية اليوم باتت تشكل مصنعا إلنتاج النخب المحلية‪ .‬ألن الشباب الجمعوي رسعان ما ينحو منخ‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫العمل‬ ‫السياس‪ .‬ومن العوامل المساهمة أيضا يف هذا النمو هو االحتكاك بتجارب الجمعيات المجاورة ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المحىل خصوصا قبيلة اغجدامة (تحديدا الجماعة التابية‬ ‫كبتة يف الفعل التنموي‬ ‫قطعت أشواطا ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الجمعويي بتارت اقتفاء أثره‪.‬‬ ‫الكثت من‬ ‫الن مثلت النتاس الذي يروم ر‬ ‫ر‬ ‫اغجدامة) ي‬ ‫المدب وتطورها‪ ،‬باعتبارها مظهرا تحديثيا هو نتاج لتضافر جملة من‬ ‫إن نشأة جمعيات المجتمع‬ ‫ي‬ ‫العوامل‪ :‬الخارجية والداخلية‪ .‬وإن كان النسيج الجمعوي يتسم بحداثته عىل مستوى المجال التازاربر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الخارح بدور‬ ‫الماض‪ )،‬فقد ارتبط العامل‬ ‫(الن ترجع نشأتها ربتارت إل تسعينيات القرن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والحوز عموما‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫الن شجعت من‬ ‫المنظمات الدولية أساسا‪ ،‬فيما ترجع العوامل الداخلية لنشأة الجمعيات إل‪ :‬إرادة الدولة ي‬ ‫المواطني عىل التنظيم واالنتظام ضمن جمعيات مدنية‪ .‬وخصوصا عت المبادرة الوطنية‬ ‫خالل مؤسساتها‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ارب‪،‬‬ ‫للتنمية البشية؛ فإن العامل األبرز لنشأة هذه الظاهرة وتطورها المتسارع عىل مستوى المجال الت ي‬ ‫ر‬ ‫الكبتة لالنتظام يف تنظيمات‬ ‫يرجع إل طبيعة المجتمع‬ ‫المحىل لتارت الذي يتسم بالالتجانس‪ ،‬وبالقابلية ر‬ ‫ي‬ ‫اب الذي ظل يحكم التنظيمات التقليدية‪ .‬إن هذا‬ ‫اإلثن أو‬ ‫تعاقدية مدنية‪ ،‬بعيدا عن المحدد‬ ‫البيولوح القر ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن يجدون‬ ‫تاريخ جعل السكان ينخرطون بشكل قوي يف تنظيمات المجتمع‬ ‫الوضع السوسيو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المدب‪ ،‬ي‬ ‫لتحصي هذه الهوية الموسومة بالهشاشة‪.‬‬ ‫فيها المالذ إلثبات هويتهم وانتمائهم بل‬ ‫ر‬ ‫والبد من تأكيد أن التنظيمات الجمعوية أخذت تكتسح مجاالت الحياة االجتماعية جميعها وتسع‬ ‫تأطتها‪ .‬كما أنها فاعل رئيس ال يمكن االستغناء عنه اليوم ف أي ر‬ ‫أساس‬ ‫مشوع تنموي‪ .‬إنها ررسيك‬ ‫إل ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫للدولة وأحيانا أخرى يحل محلها يف عملية التنمية‪.‬‬ ‫‪-36‬فوزي بوخريص‪ 60 ،‬سنة من العمل الجمعوي الثابت والمتغير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬ ‫‪-Tocquvelle A, 1981, p. 340. In: https://bit.ly/3ADDhzu‬‬ ‫‪37‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪149‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫خاتمة‬ ‫ر ر‬ ‫وف تحوالته من التقليد إل التحديث‪ ،‬قادنا إل‬ ‫إن مساءلة المجال الت ي‬ ‫ارب (الكالوي) يف تاريخيته ي‬ ‫التاريخ‬ ‫وتبي لنا أن طبيعة الظرف‬ ‫والسياس‪ ،‬الذي‬ ‫البحث يف تحوالته من القبيلة إل المجتمع‬ ‫المدب‪ .‬ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫قدمت أو استقدمت فيه المكونات االجتماعية والقبلية إل تزارت‪ ،‬فرضت عليها التفاعل فيما بينها ومع‬ ‫المزواريي‬ ‫الخارح المستمر‪ .‬وشكل رحيل‬ ‫القبائل المجاورة تكوينا اجتماعيا متضامنا‪ ،‬إزاء التهديد‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫القبىل‪ ،‬خلفية سلبية بالنسبة إل المكونات السوسيولوجية واألقليات اإلثنية‪،‬‬ ‫الكالويي وتهديد المحيط‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مما جعلها تؤطر حدود هويتها‪ ،‬وتدرك ذاتها أكت فأكت‪ ،‬وتكرس كل جهودها لصيانة هويتها ووحدتها‬ ‫وتضامنها‪.‬‬ ‫وتأطت الهوية بدت واضحة ومالزمة لوجود الجماعة المحلية‬ ‫كما أن الحاجة الملحة إل التضامن‬ ‫ر‬ ‫يعن أن إعادة إنتاج الهوية الجماعية كانت تمثل ررسطا‬ ‫والحفاظ عىل تماسكها وعىل ممتلكاتها‪ .‬وهذا ي‬ ‫المدب الفضاء األمثل الذي عملت من‬ ‫ضوريا للتعايش واالستمرارية عت الزمان والمكان‪ .‬وكان المجتمع‬ ‫ي‬ ‫خالله الساكنة المحلية عىل تثبيت هويتها وتحصينها‪ ،‬والدفاع عن مصالحها‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫ولما كانت عوامل ر‬ ‫التغت متعددة ومتنوعة‪ ،‬فالعامل الجوهري الذي ترتد إليه مجمل التحوالت ي‬ ‫ر ر‬ ‫ارب للحوز يرجع أساسا إل عائلة آل المزواري الكالوي الذين بصموا تاري ــخ المغرب عموما‬ ‫عرفها المجال الت ي‬ ‫كبتا فيما يعتمل من تحوالت وعىل مختلف المستويات‬ ‫والمنطقة عىل الخصوص؛ ذلك أن لهم دورا ر‬ ‫ر‬ ‫الن تدين بوجودها لهم‪ ،‬ما جعلها شاهدا عىل أحداث تاريخية سياسية واجتماعية‬ ‫واألصعدة‪ .‬بل إن تزارت ي‬ ‫والدول‪ ،‬بل ما تزال تجلياتها سارية يف الحاض‪.‬‬ ‫الوطن‬ ‫المحىل إل‬ ‫تجاوزت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫قائمة المراجع‬ ‫الكبت‪ ،‬أطروحة لنيل‬ ‫• أيت عزى رضوان (‪ ،)2021‬مسارات وآليات التحوالت االجتماعية باألطلس‬ ‫ر‬ ‫شهادة الدكتوراه يف علم االجتماع‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية الرباط‪ -‬أكدال‪.2021 ،‬‬ ‫•‬ ‫إبورك عمر (‪ ،)2010‬الظاهرة القايدية بالمغرب‪ :‬القايد العيادي نموذجا‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه يف‬ ‫ي‬ ‫علم االجتماع‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم االنسانية الرباط‪.‬‬ ‫• العطري عبد الرحيم (‪ ،)2013‬الرحامنة‪ :‬القبيلة ربي الزاوية والمخزن‪ ،‬منشورات دفاتر العلوم‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪.‬‬ ‫ستورة وتحوالت‪ ،‬قراءة يف كتابات رحال بوبريك‪،‬‬ ‫• القادري محمد (‪ ،)2012‬مجتمع الصحراء ر‬ ‫هيستيس تمودا‪ ،‬العدد‪.‬‬ ‫• الغياط محمد (‪ ،)2003‬التنظيم‬ ‫والمال للجمعيات واألحزاب السياسية‪ ،‬دراسة تحليلية لحق‬ ‫القانوب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫والنش‪ ،‬الرباط‪.‬‬ ‫تأسيس الجمعيات يف المغرب‪ ،‬دار هجر للطباعة‬ ‫• الناضي احمد بن خالد (‪ ،)1998‬كتاب األستقصا ألخبار المغرب األقض‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬أحمد‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫حخ وآخرون‪ .‬الرباط‪ :‬منشورات وزارة الثقافة واالتصال‪ .‬الطبعة‬ ‫الناضي‪ ،‬أرسف عىل النش محمد ي‬ ‫األول‪( .‬الجزء الثالث)‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪150‬‬ ‫التحوالت االجتماعية باألطلس الكبير‪ :‬بين السلطة القايدية والدينامية الجمعوية (تزارت كالوة أنموذجا)‬ ‫المغرب الحديث‬ ‫• الهروي الهادي (‪ ،)2010‬القبيلة‪ ،‬اإلقطاع والمخزن‪ :‬مقاربة سوسيولوجية للمجتمع‬ ‫ي‬ ‫‪ ،1934 -1844‬أفريقيا ر‬ ‫الشق‪.‬‬ ‫• باباي كوستاف (‪ ،)2007‬الباشا الكالوي‪ :‬األسطورة والحقيقة يف حياة باشا مراكش ترجمة عبد الرحيم‬ ‫حزل‪ ،‬أفريقيا ر‬ ‫الشق‪.‬‬ ‫• بالوي احمد (‪ ،)1989‬معلمة المغرب‪ ،‬الجزء الثاب‪ ،‬مدير ر‬ ‫النش‪ :‬محمد‬ ‫حخ‪ ،‬الجمعية المغربية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫للتأليف ر‬ ‫ر‬ ‫والنش‪.‬‬ ‫والتجمة‬ ‫جماع‪:‬‬ ‫المبارك (‪ ،)2008‬تطور الخطاب عن أطلس مراكش‪ ،‬مؤلف‬ ‫• بوبكراوي حسن وحسن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫"المجاالت الجبلية والتنمية المستدامة نموذج أطلس مراكش"‪ ،‬دراسات مجالية عدد ‪ ،3‬الطبعة‪،‬‬ ‫دجنت‪.‬‬ ‫• بوخريص فوزي (‪ ،)2019‬ر‬ ‫والتغت‪ ،‬ضمن‬ ‫أكت من ‪ 60‬سنة من العمل الجمعوي بالمغرب‪ ...‬الثابت‬ ‫ر‬ ‫كتاب جماع‪ :‬المغرب وأسئلة التحوالت المجتمعبة‪ ،‬منشورات‪ :‬جمعية الشعلة ر‬ ‫للتبية والثقافة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫مطبعة ليمورية‪ ،‬مارس‪.‬‬ ‫• هوزال أحمد (‪ ،)1989‬معلمة المغرب‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬مدير ر‬ ‫النش‪ :‬محمد‬ ‫حخ‪ ،‬الجمعية المغربية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫للتأليف والتجمة والنش‪.‬‬ ‫• التقرير الحكوم السنوي حول ر‬ ‫الشاكة ربي الدولة وجمعيات ومنظمات المجتمع‬ ‫المدب بالرباط‪ .‬عن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫موقع البوابة الوطنية (إطلع عليه يوم ‪ 10‬فتاير ‪http/www.maroc.ma/ar )2017‬‬ ‫• بول باسكون‪ ،‬ر‬ ‫الفتات الكتى للقايدية‪ ،‬تعريب‪ :‬زبيدة برحيل‪ ،‬ثم االطالع عليه عىل الرابط‪:‬‬ ‫)‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=143908 (10/10/2019‬‬ ‫قجتي‪ ،‬اطلع عليه عىل الرابط‪:‬‬ ‫فيودل أم نظام‬ ‫• بول باسكون‪ ،‬نظام‬ ‫قيدال‪ ،‬قراءة‪ :‬محمد ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=235581‬‬ ‫‪Celerier J (1931) Le Maroc, Armand Colin, Paris.‬‬ ‫)‪Peyron M, Glaoui/Glaoua (Glawi/Igliwwa), Encyclopédie berbère, (p. 3151-3160‬‬ ‫‪Martin J, Géographie du Maroc, Hatier, Paris, 1964 (p p 134-139).‬‬ ‫‪Pascon P (1983), le Haouz de Marrakech, Edition Institut Universitaire de la Recherche‬‬ ‫‪Scientifique. Tome 2 première édition,‬‬ ‫‪Tocqueville Alexis, de la démocratie en Amérique, Tom 1 et 2, édition gf Flammarion, 1981.‬‬ ‫‪Ghazali Ahmed, contribution à l’analyse du phénomène associatif au Maroc, in changement‬‬ ‫‪politique au Maghreb, dir Michel Camau, ED CNRS ? Paris, 1991.‬‬ ‫‪Pacson P (1983), le Haouz de Marrakech, Edition : Institut Univesitaire de la recherche‬‬ ‫‪Scientifique, Tome 1 première édition.‬‬ ‫‪Bourdieu P, Réflexion, Editions Seuil, Paris,‬‬ ‫‪Montagne R (1930), Les Berbéres et le Makhzen dans le sud du Maroc, Paris, Félix Alcan.‬‬ ‫‪Romain Simenel (2010), L’origine est aux frontières. Les Aït Ba’amran, un exil en terre‬‬ ‫‪d’arganiers (Sud Maroc) Paris, Éditions CNRS et Éditions de la Maison des sciences de‬‬ ‫‪l’homme, coll. « Chemins de l’ethnologi‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫‪151‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية المحلية باألوساط الجبلية‪:‬‬ ‫"حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫د‪.‬عبد العزيز عبد الصادق‬ ‫د‪.‬علــــي بــولـــربــــاح‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي‪ -‬تطوان‬ ‫ملخص‬ ‫تعد المجاالت الجبلية المغربية خزانات طبيعية وطنية للموارد ر‬ ‫كبت يف التنمية االقتصادية واالجتماعية‬ ‫التابية وتساهم بشكل ر‬ ‫كبت عىل‬ ‫كبت يف تدهورها وتعميق هشاشتها مما أثر بشكل ر‬ ‫غت أن االستغالل المفرط لهذه الموارد‪ ،‬ساهم بشكل ر‬ ‫للبالد‪ ،‬ر‬ ‫االجتماع واالقتصادي للساكنة بهذه المجاالت‪.‬‬ ‫الوضع‬ ‫ي‬ ‫الكبت‬ ‫مجال‪ ،‬مرتبط بالوت رتة الشيعة‬ ‫الغرب عموما‪ ،‬وحوض أوريكا عىل وجه الخصوص من تحول‬ ‫يتمت به األطلس ر‬ ‫ونظرا لما ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬ ‫اف‪ ،‬والهجرة البيمجالية ربي األحواض النهرية الخمس المكونة لهذا المجال‬ ‫الن تتاجع بها الموارد التابية‪ ،‬وتزايد النمو الديمغر ي‬ ‫ي‬ ‫األطلس (واد نفيس‪ ،‬غيغاية‪ ،‬وزات وغدات)‪ ،‬فقد كان من الرصوري وضع مخططات للتهيئة الريفية تتالءم والوضع‬ ‫ي‬ ‫واالجتماع لهذه األحواض النهرية بهدف النهوض بها مجاليا‪ ،‬اقتصاديا‪ ،‬اجتماعيا‪ ،...‬مع ضورة تفعيل الحكامة‬ ‫االقتصادي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫التشارك للموارد التابية بغية تحقيق التنمية التابية‪/‬المجالية الشاملة‪.‬‬ ‫والتدبت‬ ‫التابية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اب‪.‬‬ ‫الريف‪ -‬التنمية المحلية‪ -‬المجتمع‬ ‫الكلمات المفتاح‪ :‬حوض أوريكا‪ -‬الموارد التابية‪ -‬التخطيط‬ ‫المدب‪ -‬المشوع الت ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪Summary :‬‬ ‫‪The mountainous areas of Morocco are major national reservoirs. These areas are greatly involved in the‬‬ ‫‪economic and social development of the country and the local population. However, over exploitation of‬‬ ‫‪these resources had a negative impact on the economy of the population that depends heavily on these‬‬ ‫‪resources to survive.‬‬ ‫‪Given the characteristics of the great ATLAS, and in particular the change that has occured in the Ourika‬‬ ‫‪Valley due to the degradation of natural resources, urban development and immigration within this valley,‬‬ ‫‪especially in OUED NEFFIS, GHIGHAYA AND OUAZAT, it is very important to take action .For this‬‬ ‫‪reason, it is very urgent to establish safeguarding plans that take into consideration the economic and social‬‬ ‫‪situation of the local population with a view to developing this valley socially and economically. It is‬‬ ‫‪important to mention that the valley is in need of good governance and good collective management that‬‬ ‫‪seeks the inclusive local territorial development.‬‬ ‫‪Key words : The Ourika Valley -Natural resources -Rural planning -Local development -Local population‬‬‫‪Territorial Project.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪152‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫مقدمة‬ ‫تغط المجاالت الجبلية بالمغرب حوال ‪ %21‬من مساحة البالد‪ ،‬ر‬ ‫وتتكز بها كثافات سكانية مهمة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫وه مناطق غنية من حيث الموارد الطبيعية‪ ،‬باعتبارها خزانات طبيعية للموارد المائية‪ ،‬وموئل مفضل‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫الوطن للطاقة‬ ‫للكائنات الحية تساهم بـ ‪ %30‬من الحاجيات الوطنية من األخشاب‪ ،‬وبـ ‪ %30‬من اإلنتاج‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫وبـ ‪ %17‬من الحاجيات الكلئية‪ .1‬أدى االستغالل المفرط لهذه الموارد‪ ،‬خصوصا خالل الفتة االستعمارية‬ ‫االجتماع واالقتصادي للساكنة بهذه‬ ‫كبت‪ ،‬مما أثر عىل الوضع‬ ‫إل تدهورها وتعميق هشاشتها بشكل ر‬ ‫ي‬ ‫المجاالت‪ .‬وهكذا أصبحت المناطق الجبلية عامة‪ ،‬واألطلس الكب رت‬ ‫الغرب خاصة‪ ،‬مجاالت متأخرة من‬ ‫ي‬ ‫كثتة‪ ،‬مما كرس‬ ‫حيث المستوى التنموي بسبب ضعف نجاعة وسائل اإلعداد والتهيئة أو غيابها يف أحيان ر‬ ‫الهشاشة المجالية واالجتماعية واالقتصادية بالجبل‪ .‬أدت هذه الوضعية إل ضعف نمو هذه المجاالت‪،‬‬ ‫وزادها إهماال عدم اهتمام التدخالت العمومية يف تهيئة وإعداد برامج مندمجة من أجل تنمية هذه المناطق‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫واإلقالع بها إل المستوى الذي يتناسب والدور الذي تلعبه عىل المستوى‬ ‫ي‬ ‫مجال‪،‬‬ ‫الغرب عموما‪ ،‬وحوض أوريكا عىل وجه الخصوص من تحول‬ ‫الكبت‬ ‫يتمت به األطلس ر‬ ‫ونظرا لما ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اف‪ ،‬والهجرة البيمجالية ربي‬ ‫مرتبط بالوت رتة الش‬ ‫الن تتاجع بها الموارد التابية‪ ،‬وتزايد النمو الديمغر ي‬ ‫يعة ي‬ ‫ّ‬ ‫األطلس (واد نفيس‪ ،‬غيغاية‪ ،‬وزات وغدات)‪ ،‬فقد كان من الرصوري‬ ‫األودية الخمسة المشكلة لهذا المجال‬ ‫ي‬ ‫واالجتماع لهذه األحواض النهرية بهدف‬ ‫وضع مخططات للتهيئة الريفية تتالءم والوضع االقتصادي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫التشارك للموارد‬ ‫والتدبت‬ ‫النهوض بها مجاليا‪ ،‬اقتصاديا‪ ،‬اجتماعيا‪ ،...‬مع ضورة تفعيل الحكامة التابية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫التابية بغية تحقيق التنمية ال رتابية‪/‬المجالية الشاملة‪.‬‬ ‫الريف وأدواره التنموية خاصة يف مناطق جبلية هشة‬ ‫وارتباطا باألهمية العلمية لموضوع التخطيط‬ ‫ي‬ ‫المنهخ الواردة تفاصيله أسفله‪:‬‬ ‫كحوض أوريكا فسنحاول معالجة هذا الموضوع بإعمال وإتباع اإلطار‬ ‫ي‬ ‫المنهخ للبحث‬ ‫‪ -1‬اإلطار‬ ‫ي‬ ‫‪ -1-1‬إشكالية البحث‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن وجدت يف هذا المجال أرضا‬ ‫عرف حوض أوريكا استقرارا بشيا قديما لمجموعات بشية رعوية ي‬ ‫خصبة لالستقرار وإلقامة النشاط الزراع بدل ر‬ ‫النشاطي‬ ‫التحال والتنقل‪ ،‬فتمكنت من المزاوجة ربي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫اع‪ ،‬فأبدعت نظاما اقتصاديا معاشيا‪ .‬وقد أسهم هذا االستقرار القديم يف الضغط عىل الموارد‬ ‫الرعوي والزر ي‬ ‫ر‬ ‫الرع‬ ‫الطبيعية خاصة المائية والغابوية والتبة‪ ،...‬بفعل‬ ‫الجماع الكثيف واجتثاث الغابة من اجل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫اع وتزويد القرى المجاورة وحاضة مراكش عىل الخصوص بما تحتاجه من مياه وخشب‬ ‫االستغالل الزر ي‬ ‫ر‬ ‫قواني مجحفة تضبط العالقة ربي السكان‬ ‫وحطب‪ ،...‬زاد الوضع تفاقما خالل الفتة االستعمارية مع إصدار ر‬ ‫والموارد الطبيعية ر‬ ‫التابية‪ ،‬كما استغلت السلطة الموالية لالستعمار من ّ‬ ‫قواد وباشوات الوضعية واستولوا‬ ‫الطبيع‪.‬‬ ‫اض‪ ،‬مما أفض إل ظهور تنافر ربي السكان ووسطهم‬ ‫عىل معظم األر ي‬ ‫ي‬ ‫ولم يكن النشاط ر‬ ‫البشي العامل الوحيد يف هشاشة المجال وتدهوره‪ ،‬بل ساهمت فيه العوامل‬ ‫ر‬ ‫حي إل أخر‪ .‬ومع رفتة االستقالل ظلت المناطق‬ ‫الن تشهدها المنطقة من ر‬ ‫الطبيعية خاصة الفيضانات ي‬ ‫الجبلية عموما‪ ،‬وحوض أوريكا خصوصا‪ ،‬مهمشة يف مخططات التنمية الوطنية إل أن أثار فيضان أوريكا‬ ‫‪-1‬رشيد لبكر (‪ :)2003‬إعداد التراب الوطني ورهان التنمية الجهوية‪ ،‬منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪.194‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪153‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫سنة ‪ 1995‬انتباه السلطات الوطنية والمحلية لالهتمام بهذه المنطقة‪ ،‬وايالئها أهمية عن طريق أدوات‬ ‫للتخطيط من أجل إعداد مشاري ــع تنموية قطاعية ومندمجة‪ ،‬يف إطار برامج وطنية وجهوية تضامنية‪.‬‬ ‫الريف والمشاري ــع‬ ‫التال‪ :‬هل تؤثر أدوات التخطيط‬ ‫يحاول هذا البحث الجواب عىل السؤال‬ ‫اإلشكال ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اب‬ ‫التابية المرتبطة بها يف بلورة التنمية التابية الشاملة والمتوازنة؟ أم أنها مجرد أدوات للتشخيص الت ي‬ ‫تساهم ف وضع مخططات التنمية ر‬ ‫التابية المحلية؟‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫اإلشكال أكت وضوحا ومرونة فقد تم تفريعه إل مجموعة من التساؤالت‪:‬‬ ‫ولجعل هذا السؤال‬ ‫ي‬ ‫الن ّ‬ ‫ر‬ ‫همت مجال حوض أوريكا؟‬ ‫ه أهم أدوات التخطيط‬ ‫الريف ي‬ ‫ ما ي‬‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن أنجزت بحوض أوريكا؟‬ ‫ه أهم المشاري ــع التنموية ي‬ ‫ ما ي‬‫المدب يف المساهمة يف التنمية المحلية؟‬ ‫ ما هو دور تدخالت المجتمع‬‫ي‬ ‫‪ 2.1‬فرضيات البحث‪:‬‬ ‫الجبىل الهش‪ ،‬وعن‬ ‫الريف بهذا المجال‬ ‫انطالقا مما سبق نتساءل عن مدى نجاعة أدوات التخطيط‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن يعرفها حوض أوريكا منذ منتصف‬ ‫الن أدت إل الدينامية االقتصادية واالجتماعية المجالية ي‬ ‫العوامل ي‬ ‫التاليتي‪:‬‬ ‫الفرضيتي‬ ‫الماض إل اليوم‪ ،‬لنفتح بذلك مشاري ــع للدراسة من خالل‬ ‫التسعينات من القرن‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫واالجتماع للساكنة‬ ‫وتتة تدهور المجال وموارده الطبيعية وتحسن المستوى االقتصادي‬ ‫ تراجع ر‬‫ي‬ ‫الريف المنجزة من طرف الدولة يف إطار سياسة‬ ‫المحلية‪ ،‬مرتبط بنجاعة وفعالية أدوات ووسائل التخطيط‬ ‫ي‬ ‫إعداد ر‬ ‫التاب الرامية إل تنمية الجبال والحفاظ عىل التوازنات البيئية يف األوساط الجبلية‪ ،‬وتطوير‬ ‫التجهتات األساسية لفك العزلة عن المنطقة؛‬ ‫ر‬ ‫كبتا يف تتيل أدوات التخطيط والمساهمة يف التنمية المحلية وبناء‬ ‫ لعب المجتمع‬‫المدب دورا ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي داخل التاب‪.‬‬ ‫اب يف تنسيق مع بقية‬ ‫ر‬ ‫المشوع الت ي‬ ‫‪ 3.1‬منهجية البحث‪:‬‬ ‫منهجي‪:‬‬ ‫اعتمدنا يف دراسة وتحليل البحث عىل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫• المنهج‬ ‫الن تضمنت موضوع الدراسة يف‬ ‫التوثيف‪ :‬باستحضار مجموعة من الوثائق والدراسات ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تمت برمجتها يف المناطق الجبلية‬ ‫والن تضمنت المشاري ــع والتامج التنموية ي‬ ‫أبعادها المتعددة ي‬ ‫ومقارنتها بحوض أوريكا موضوع الدراسة‪.‬‬ ‫• المنهج‬ ‫الوصف‪ :‬من خالل تتبع اإلشكالية المدروسة يف الميدان واستخالص مقوماتها المعرفية‬ ‫ي‬ ‫واإلجرائية‪ ،‬وتتبع مدى انجاز المشاري ــع التنموية خاصة المتعلقة بالحد من الفيضانات وتطوير‬ ‫التجهتات األساسية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫كتة المنهجية األساسية لدراسة الموضوع‪ ،‬حيث تم‬ ‫• الدراسة الميدانية‪ :‬شكل البحث‬ ‫الميداب الر ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن يعرفها المجال وتطلعات‬ ‫االعتماد عىل معطيات االستمارة الميدانية يف إبراز طبيعة التدخالت ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪154‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫ر‬ ‫الن تمت مع مجموعة من‬ ‫الساكنة المحلية من المشاري ــع المنجزة‪ ،‬باإلضافة إل المقابالت ي‬ ‫الجمعيات المحلية بهدف رصد وتتبع دورها التنموي داخل الحوض‪.‬‬ ‫المفاهيم المهيكل للدراسة‪:‬‬ ‫‪ 4.1‬الجهاز‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الكبت‬ ‫الغرب‪/‬أطلس مراكش‪،‬‬ ‫الن تتمركز باألطلس ر‬ ‫ي‬ ‫• حوض أوريكا‪ :‬هو أحد األودية الجبلية الخمسة ي‬ ‫الماب لوادي‬ ‫يحده شماال سهل الحوز وجنوبا األحواض المائية العليا لوادي سوس ودرعة وغربا الحوض‬ ‫ي‬ ‫غيغاية‪ ،‬ومن الناحية ر‬ ‫الماب لوادي الزات وتبلغ مساحته اإلجمالية ‪ 503.5‬كلم مرب ـع‪.‬‬ ‫الشقية يحده الحوض‬ ‫ي‬ ‫أسف‪ ،‬إقليم الحوز ويضم ‪/‬أو تتقاسمه مجموعة من الجماعات‬ ‫وينتم الحوض إداريا إل جهة مراكش‪-‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫اثني أوريكا‪.‬‬ ‫ه عىل‬ ‫سن فاضمة‪ ،‬جماعة ر‬ ‫ي‬ ‫التوال من العالية نحو السافلة؛ جماعة أوكايمدن‪ ،‬جماعة ي‬ ‫القروية ي‬ ‫الريف رسم السياسات وإعداد الخطط الالزمة لرصد المبالغ‬ ‫الريف‪ :‬يقصد بالتخطيط‬ ‫• التخطيط‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تقع ضمن مسؤولية الدولة؛ منها التخطيط لبناء القرى‬ ‫المالية الرصورية وتنفيذ المشاري ــع والتامج ي‬ ‫ر‬ ‫المبعتة يف قرى متجمعة عرصية توفر لها مستلزمات الحياة الكريمة وتنفيذ المشاري ــع‬ ‫العرصية وجمع القرى‬ ‫ر‬ ‫اض والموارد الطبيعية‪،‬‬ ‫الن لها عالقة بالتنمية الريفية منها مشاري ــع الري وبناء السدود‪ ،‬حماية وصيانة األر ي‬ ‫ي‬ ‫وإرضاء الطموحات االجتماعية واالقتصادية والثقافية لسكان األرياف‪ ،...‬وتتم كل هذه السياسات والخطط‬ ‫والمشاري ــع عت مجموعة من الوثائق الرسمية منها المخططات الجماعية‪ ،‬والوثائق الخاصة بالتهيئة الريفية‬ ‫كتصاميم التهيئة القروية‪.‬‬ ‫الماض‬ ‫• التنمية المحلية‪ :‬يعود مفهوم التنمية المحلية إل مرحلة الستينيات والسبعينيات من القرن‬ ‫ي‬ ‫وظهر هذا المفهوم بفرنسا كرد فعل عىل الممارسات الفوقية لتهيئة ر‬ ‫الوطن‪ 2‬المرتكزة عىل النظريات‬ ‫التاب‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫كت عىل إحساس السكان وتوعيتهم باالنتماء إل مكان عيشهم مع األخذ‬ ‫القطاعية لكل قطاع‪ ،‬داعية إل الت ر‬ ‫ر‬ ‫الن من شأنها أن تساهم‬ ‫ر‬ ‫بعي االعتبار تطلعاتهم وانتظاراتهم‪ ،‬ودفعهم إل أخد المبادرة يف جميع الميادين ي‬ ‫يف خلق وضمان تنمية اجتماعية واقتصادية متناسقة‪.‬‬ ‫التاب مفهوم واسع يحمل مختلف القطاعات ر‬ ‫ر‬ ‫المشوع ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اب‪:‬‬ ‫التابية ومختلف‬ ‫• المشوع الت ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫اب‪ ،‬ويشمل أيضا المجتمعات‬ ‫المؤسسات المتدخلة والمعنية بتطبيق وانجاز قراراتها داخل المجال الت ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اب للمجتمعات يبن دائما عىل‬ ‫الن يحملها التاب خاصة يف المجاالت الحرصية‪ ،‬لكون المشوع الت ي‬ ‫الفرعية ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اب‪ .‬ويدخل‬ ‫قانوب مرن‪ 3‬ينطلق من‬ ‫أساس‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الن تشكل الرأسمال الت ي‬ ‫اع للموارد التابية المحلية ي‬ ‫التدبت االجتم ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫التدبت‬ ‫اب يف إطار‬ ‫اب خطوة عىل درجة عالية‬ ‫ر‬ ‫المجال عن طريق المشاري ــع‪ .‬أصبح المشوع الت ي‬ ‫المشوع الت ي‬ ‫ي‬ ‫الن يعاب منها الفعل العموم‪ .‬انطالقا من هذا التصور ر‬ ‫ر‬ ‫فالتاب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫من األهمية‪ ،‬من اجل معالجة األمراض ي‬ ‫ليس فقط مجاال ماديا يتوفر عىل ممتلكات موضوعية ولكنه يسع الستثمار القيم الوجدانية الموروثة من‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اب عمل محدد يف الزمان والمجال‪،‬‬ ‫الماض؛ إنه مرتكز المشاري ــع وضامن المستقبل‪ .4‬يعتت المشوع الت ي‬ ‫ي‬ ‫‪2-Teisserenc (2002) Les Politiques De Développement Local, Collection Collectivités Territoriales Dirigée Par Louis‬‬ ‫‪Favoreu, 2eme Edition, Edition Economica.‬‬ ‫‪3-Charles-Éric Lemaignen (2014): Les Projets de Territoire des Communautés, enjeux et pratiques observées, de France,‬‬ ‫‪p10.‬‬ ‫‪4-Michel Casteigts (2003): "Le management territoriale stratégique", gouvernance et conduite de l'action public,‬‬ ‫‪édition l'harmattan, GRET, p297.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪155‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫يتولد من خالل فكرة ف سياق خاص من اجل بلوغ هدف معي‪ ،‬ر‬ ‫ويفتض‬ ‫تحسي الوضعية الحالية ويرتقب‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫تجويد الوضعية المأمولة‪.‬‬ ‫اليوناب حيث أشار إليه أرسطو‬ ‫المدب أول مرة يف الفكر‬ ‫المدب‪ :‬نشأ مفهوم المجتمع‬ ‫• المجتمع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المدب‪ .‬تطـور هـذا‬ ‫يمت ربي الدولة والمجتمع‬ ‫باعتباره "مجموعة سياسية تخضع‬ ‫للقواني"‪ ،‬أي أنه لم يكن ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المفهوم ف القرن الثامن ر‬ ‫عش حيث بدأ‬ ‫التميت ربي الدولة والمجتمـع‪ ،‬وبـدأت حركـة الجمعيـات بالتبلور‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المدب موضوعا يعاد‬ ‫كنسق يملك األحقية للدفاع ضد مخاطر االستبداد‬ ‫السياس‪ 5.‬وأصبح المجتمع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫اكتشافه وتوجيهه ليصبح أداة يف التامج الحكومية والتامج السياسية‪ ،‬بعد أن كان أداة نظرية ومفهوما‬ ‫غت الرسمية بصفتها عناض‬ ‫أساسيا للنظرية االجتماعية النقدية‪ ،6‬والمجتمع‬ ‫المدب هو األفراد والهيئات ر‬ ‫ي‬ ‫فاعلـة فـي معظـم المجـاالت ر‬ ‫وغتها‪.‬‬ ‫التبوية واالقتصادية والعائلية والصحية والثقافية‬ ‫والختية ر‬ ‫ر‬ ‫الطبيع وموارده‬ ‫‪-2‬حوض أوريكا‪ :‬تشخيص الوسط‬ ‫ي‬ ‫الكبت‬ ‫الغرب‪/‬أطلس مراكش‪ ،‬ويحده شماال سهل‬ ‫يقع الحوض‬ ‫الماب لوادي أوريكا يف سلسلة األطلس ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الماب لوادي غيغاية‪ ،‬ومن الناحية‬ ‫الحوز وجنوبا األحواض المائية العليا لوادي سوس ودرعة‪ ،‬وغربا الحوض‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫مائيي‬ ‫حوضي‬ ‫الماب لوادي الزات‪ .‬وتبلغ مساحته اإلجمالية ‪ 503.5‬كلم مرب ـع‪ ،‬ويضم‬ ‫الشقية الحوض‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫صغتين‪.‬‬ ‫أسف‪ ،‬إقليم الحوز ويضم مجموعة ‪/‬أو تتقاسمه مجموعة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ينتم الحوض إداريا إل جهة مراكش‪ -‬ي‬ ‫ر‬ ‫سن فاضمة‪،‬‬ ‫ه عىل‬ ‫ي‬ ‫التوال من العالية نحو السافلة؛ جماعة أوكايمدن‪ ،‬جماعة ي‬ ‫من الجماعات القروية ي‬ ‫ر‬ ‫يتغت اسم الواد‬ ‫إثني أوريكا‪ ،‬وجماعة أغمات‪ .‬هذه‬ ‫الن تعد منطقة مخروط االنصباب حيث ر‬ ‫ر‬ ‫جماعة ر‬ ‫األختة ي‬ ‫إل اسم واد أغمات‪.‬‬ ‫يتمت هذا الحوض بوجود ارتفاعات مهمة رتتاوح ربي ما ربي ‪900‬م يف القدم و‪4001‬م يف قمة جبل‬ ‫ر‬ ‫أملوك وأمتال وأكنس وأيت أوشك‪.‬‬ ‫ويتمت الحوض بانحدارات مهمة‬ ‫إفراون‪ .‬ومن أهم روافده الرئيسية واد‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫يتمت يف قسمه العلوي‬ ‫(‪ 8.19‬بأوريكا و‪ 33‬يف ترزازة) تشكل عامال حاسما يف الدينامية العامة للحوض‪ .‬ر‬ ‫بالتعمق والضيق ليتسع نسبيا ف جزئه األوسط ويكون ر‬ ‫أكت اتساعا يف جزئه السفىل حيث تشكلت‬ ‫ي‬ ‫بمصطبات متعرجة مستغلة من لدن السكان عىل شكل محاطات فالحية‪ ،7‬ويضم ثالث وحدات‬ ‫طبوغرافية متباينة‪ :‬الوحدة الجبلية‪ ،‬الوحدة الهضبية‪ ،‬الوحدة السهلية (الخريطة ‪.)1‬‬ ‫‪-5‬أحمد إبراهيم مالوي (‪ :)2008‬أهمية منظمات المجتمع المدني في التنمية‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،24‬العدد‬ ‫الثاني‪ ،‬ص ‪.258‬‬ ‫‪-6‬عزمي بشارة (‪ :)2012‬المجتمع المدني‪ ،‬دراسة نقدية‪ ،‬ط ‪ ،6‬بيروت‪ ،‬المركز العربي ألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬ص ‪.7‬‬ ‫‪7-Mohamed Saidi (2006): Effet de la morphologie et de l’exposition sur les ressources en eau superficielles de part‬‬ ‫‪et d’autre du Haut Atlas (Maroc): Exemple des bassins versants de l’Ourika et de Maréghen. Laboratoire de‬‬ ‫‪Géosciences et Environnement. Faculté des Sciences et Techniques. Université Cadi Ayyad, bulletin de l’Institut‬‬ ‫‪Scientifique, Rabat, Section Sciences de la Terre, N 28.49 p3.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪156‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫الخريطة رقم ‪ :1‬توزي ــع الوحدات الطبوغرافية بحوض أوريكا‬ ‫شخض اعتمادا عىل الخريطة الطبوغرافية أوكايمدن– توبقال‪1/100000:‬‬ ‫المصدر‪ :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫يساهم هذا التنوع والغن الطبوغر ي‬ ‫اف ووجود شبكة مائية كثيفة وهامة يف تنوع الموارد التابية ي‬ ‫ر‬ ‫اع غابوية‬ ‫يحتضنها الحوض‪ ،‬حيث يوجد غطاء ي‬ ‫نباب متنوع أساسه البلوط األخرص والعرعر‪ ،...‬ويوفر مر ي‬ ‫باإلضافة إل ووجود أتربة صالحة للزراعة رغم محدوديتها وتعرضها للتعرية الدائمة‪.‬‬ ‫تضامن منها؛ وجود فرشة مائية‬ ‫جبىل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫يتمت الحوض بوجود موارد ترابية أخرى تساهم يف بناء اقتصاد ي‬ ‫ذات خصائص جيولوجية تستغل يف استخراج الملح‪ ،‬كما تشكل كل هذه المعطيات الطبيعية مؤهالت‬ ‫تضامن‪.‬‬ ‫سياحية فاعلة تساهم يف بناء اقتصاد‬ ‫ي‬ ‫الجبىل؛ حيث التودة يف الشتاء واالعتدال يف‬ ‫بممتات المناخ‬ ‫ر‬ ‫يتمت مناخ حوض أوريكا بشكل عام ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الصيف مع تساقطات مطرية تتاوح ما ربي ‪ 400‬و‪( 800‬الخريطة رقم ‪ )2‬مليمت سنويا (كمعدل) وتعرف‬ ‫تفاوتات مجالية داخل الحوض (الخريطة رقم ‪ .)2‬كما يعرف تساقطات ثلجية مهمة يف المرتفعات‬ ‫(أوكايمدن) ابتداء من ‪1400‬م‪ .‬هذه األختة تعد احتياطا مائيا خالل ر‬ ‫الفتة الجافة‪ .‬بالنسبة للحرارة العليا‪،‬‬ ‫ر‬ ‫فمعدل الحرارة يصل خالل رفتة الصيف (يوليوز وغشت) إل ‪ 40‬درجة مئوية يف قطاع السافلة‪ ،‬وتنخفض‬ ‫ما ربي شهري ديسمت وفتاير إل معدل ‪ 3‬درجات مئوية ويعرف (المناخ) اختالفات سنوية وبيسنوية‪ ،‬وتؤثر‬ ‫كبتة من المياه خالل األشهر الحارة نتيجة عملية التبخر‪.‬‬ ‫التغتات بشكل عام يف خسارة كمية ر‬ ‫هذه ر‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪157‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫كبتا يف إقامة نظام اقتصادي يعتمد أساسا عىل الموارد المائية‬ ‫هذه‬ ‫الممتات المناخية لعبت دورا ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫فالح يعتمد عىل الزراعة يف‬ ‫الن ساهمت يف االستقرار القديم للسكان ومكنتهم من إقامة نظام‬ ‫ي‬ ‫المتاحة‪ ،‬ي‬ ‫كتة‬ ‫وف قعور االودية الداخلية‪ ،‬باإلضافة إل النشاط الرعوي الذي يعد ر ر‬ ‫السفوح المتوسطة االنحدار ي‬ ‫توفت مؤهالت‬ ‫اع غابوية‪ .‬كما سهمت هذه‬ ‫الممتات المناخية يف ر‬ ‫ر‬ ‫أساسية حيث توفر الموارد المائية مر ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الممتات‬ ‫وف المقابل تلعب ‪ -‬ر‬ ‫سن فاضمة‪ ،‬ومحطة التحلق بأوكايمدن‪ .‬ي‬ ‫سياسية طبيعية‪ ،‬أبرزها شالالت ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن يعرفها المجال‪.‬‬ ‫المناخية‪ -‬دورا ر‬ ‫كبت يف تنشيط عمل التعرية ما يشع عمليات التدهور والتاجع ي‬ ‫الخريطة رقم ‪ :2‬توزي ــع التساقطات داخل حوض أوريكا‬ ‫الماب لتانسيفت‬ ‫المصدر‪ :‬وكالة الحوض‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪158‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫‪ -3‬تشخيص الوسط ر‬ ‫البشي‬ ‫يضم مجال الدراسة ثالث جماعات قروية ه جماعة أوكايمدن‪ ،‬ر‬ ‫تتمت كلها‬ ‫وسن فاضمة‪ ،‬وأوريكا‪ ،‬ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وف قعور‬ ‫اف متوسط‪ ،‬وينتظم السكان عىل شكل تكتالت وتجمعات بشية عىل‬ ‫ضفن الوادي ي‬ ‫بنمو ديمغر ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫اف رسي ــع داخل‬ ‫الن ر‬ ‫تتمت بنمو ديمغر ي‬ ‫األودية الداخلية‪ .‬وتقع هذه الجماعات ربي مجموعة من الجماعات ي‬ ‫يتي‪ ،‬ويوضح الجدول تطور عدد السكان جماعات‬ ‫ه جماعة تحناوت وأيت أورير الحرص ر‬ ‫إقليم الحوز ي‬ ‫حوض أوريكا ما ربي ‪ 1994‬و‪:2014‬‬ ‫الجدول رقم ‪ :1‬تطور عدد سكان حوض أوريكا ما ربي ‪2014-1994‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫الجماعة‬ ‫أوكايمدن‬ ‫ر‬ ‫سن‬ ‫ي‬ ‫فاضمة‬ ‫أوريكا‬ ‫المجموع‬ ‫عدد‬ ‫السكان‬ ‫عدد‬ ‫األرس‬ ‫عدد‬ ‫السكان‬ ‫عدد‬ ‫األرس‬ ‫عدد‬ ‫السكان‬ ‫عدد‬ ‫األرس‬ ‫‪3798‬‬ ‫‪20545‬‬ ‫‪544‬‬ ‫‪4109‬‬ ‫‪4440‬‬ ‫‪22283‬‬ ‫‪655‬‬ ‫‪4457‬‬ ‫‪4861‬‬ ‫‪24129‬‬ ‫‪782‬‬ ‫‪4279‬‬ ‫‪21988‬‬ ‫‪46331‬‬ ‫‪37316‬‬ ‫‪4777‬‬ ‫‪26985‬‬ ‫‪3580‬‬ ‫‪66306‬‬ ‫‪9889‬‬ ‫‪53708‬‬ ‫‪8233‬‬ ‫المصدر‪ :‬المندوبية السامية للتخطيط‬ ‫معدل‬ ‫النمو‬ ‫بـ ‪%‬‬ ‫‪%2.1‬‬ ‫‪7598‬‬ ‫‪12659‬‬ ‫اف رسي ــع يصل إل ‪ %2.1‬سنويا متجاوزا‬ ‫يتضح من خالل الجدول أن حوض أوريكا ر‬ ‫يتمت بنمو ديمغر ي‬ ‫بذلك المعدل الوطن الذي ال يتجاوز ‪ %1.14‬سنويا ما بي ر‬ ‫الفتة الممتدة ربي ‪ 1994‬و‪ ،2014‬حيث انتقل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫عدد السكان من ‪ 46331‬نسمة سنة ‪ 1994‬إل ‪ 66306‬نسمة سنة ‪ ،2014‬منهم ‪ 35‬نسمة من األجانب‬ ‫ر‬ ‫أجنن)‪ .‬فساكنة أوريكا‬ ‫سن فاضمة ‪ 5‬أجانب‪ ،‬أوريكا ‪29‬‬ ‫ي‬ ‫موزعة عىل الجماعات الثالث (أوكايمدن ‪ 4‬أجانب‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن نتجت عنها‬ ‫الن تعرفها المنطقة أهمها كارثة غشت ‪ 1995‬ي‬ ‫عرفت تزايدا رسيعا رغم الكوارث الطبيعية ي‬ ‫التايد الديمغراف الناتج عن ر‬ ‫بشية مهولة؛ هذا ر‬ ‫خسائر ر‬ ‫الطبيع لساكنة المنطقة وال الهجرة العكسية‬ ‫التايد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن باتت تفضل االستقرار‬ ‫الن تزايدت نحو هذا المجال‬ ‫الجبىل‪ ،‬خاصة األرس المراكشية المتوسطة الدخل ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ف أحواز مراكش النخفاض أثمنة العقار وعامل القرب من مدينة مراكش‪ ،‬لهذا نجد ارتفاع ظاهرة ر‬ ‫التاقص‬ ‫ي‬ ‫اليوم ربي هذه الجماعات القروية ومراكش‪.‬‬ ‫ي‬ ‫يتمت حوض أوريكا بتنوع بنياته االقتصادية حيث يعتمد السكان المحليون‬ ‫عىل المستوى االقتصادي ر‬ ‫عىل موارد اقتصادية تجمع ربي الفالحة والخدمات والصناعة التقليدية‪ .‬يعزى هذا التحول إل الدينامية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كتة األساسية‬ ‫الرع قد شكل لفتات طويلة الر ر‬ ‫الن يعرفها حوض أوريكا عىل مستويات عدة‪ .‬وإذا كان ي‬ ‫العامة ي‬ ‫كبتا مما‬ ‫اع جماعية‪ ،‬فإنه عرف خالل العقدين‬ ‫لالقتصاد‬ ‫األخريي تراجعا ر‬ ‫ر‬ ‫المحىل خاصة مع تواجد مر ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫أفسح المجال لتايد أهمية أنشطة اقتصادية بديلة كالغراسة والسياحة والتجارة (المبيان رقم ‪.)1‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪159‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫المبيان رقم ‪ :1‬تنوع األنشطة االقتصادية داخل الحوض‬ ‫الميداب ‪2019‬‬ ‫المصدر‪ :‬العمل‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تشغلها حسب الفئات المستجوبة‪ ،‬حيث‬ ‫يتز الرسم‬ ‫ي‬ ‫البياب توزي ــع األنشطة االقتصادية والنسبة ي‬ ‫تشغل الفالحة نسبة ‪ %33‬من الساكنة تليها التجارة بنسبة ‪ %23‬ثم الصناعة التقليدية والسياحة بنسبة‬ ‫قطاع الصناعة التقليدية والسياحة لهما نفس النسبة‪ ،‬ذلك لكون الصناعة التقليدية‬ ‫‪ .22%‬والمالحظ أن‬ ‫ي‬ ‫تيمالتين‬ ‫المشتغلي يف صناعة الخزف بدواوير أكنسان وتفزا وأنرار‪ ،‬واستخراج الملح بدواري‬ ‫تتضمن‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وتوريرت‪ ،‬يضاف إليها صناعة المصابيح التقليدية المصنوعة من النحاس وبعض المنتوجات النسيجية‬ ‫ر‬ ‫السياح‪.‬‬ ‫الن تصنعها النساء ومهن البناء‪ ،‬ترتبط كل هذا المنتوجات الصناعية بالقطاع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المحىل‪ ،‬حيث عرفت البنية‬ ‫كتة األساسية لالقتصاد‬ ‫يبدو إذن أن النشاط‬ ‫الفالح لم يعد الر ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كبتا‪ ،‬فأصبح السكان المحليون يعمدون إل تنوي ــع نشاطهم االقتصادي بهدف تنوي ــع‬ ‫االقتصادية تحوال ر‬ ‫تحسي ظروف عيشهم‪ ،‬وقد أدت هذه الوضعية الجديدة‬ ‫وبالتال‬ ‫المداخل والرفع من قيمة الدخل الفردي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫إل تعدد مجاالت استغالل المجال داخل الحوض (الخريطة رقم ‪ .)2‬ساهمت يف هذه الدينامية الجديدة‬ ‫اب‪ ،‬ومحاولة السكان استثمار‬ ‫اض الزراعية بفعل االنجراف والتوسع العمر ي‬ ‫عوامل عدة منها؛ تراجع نسبة األر ي‬ ‫ر‬ ‫تأثت ر‬ ‫الن يوفرها المجال‪ ،‬إل جانب عامل الهجرة الذي له ر‬ ‫المؤهالت السياحية ي‬ ‫كبت يف تزايد التعا ي‬ ‫التجهتات األساسية والخدمات االجتماعية إل‬ ‫بتوفت‬ ‫للنشاط التجاري‪ .‬أفض هذا التنوع يف تزايد االهتمام‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن وظفت بالمجال قصد النهوض به عىل المستوى‬ ‫ر‬ ‫ه أهم أدوات التخطيط ي‬ ‫تحسي ظروف العيش‪ ،‬فما ي‬ ‫واالجتماع؟‬ ‫االقتصادي‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪160‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫الخريطة رقم ‪ :3‬أشكال استغالل المجال بحوض أوريكا‬ ‫شخض‪ ،‬المعاينة الميدانية والوثائق والتقارير الرسمية‬ ‫المصدر‪ :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫الريف بحوض أوريكا‬ ‫‪-4‬أدوات التخطيط‬ ‫ي‬ ‫تدبت‬ ‫المهتمي بالشأن‬ ‫الفاعلي‬ ‫يحط تخطيط مجال أوريكا باهتمام كل‬ ‫المحىل‪ ،‬لما له من دور يف ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المجال والمجتمع‪- .‬فالتخطيط سواء أكان حرصيا أو ريفيا‪ ،-‬فإنه يسع إل تنظيم وترشيد استغالل المجال‬ ‫غت أن غياب الديمقراطية المحلية يجعل منه سالحا يخدم مصالح‬ ‫وتحسي جودة خدماته لفائدة السكان‪ ،‬ر‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي عت التحكم يف تنطيق المجال واستغالل األرض (محمد حتاز ‪ .)2016‬سعت الدولة منذ‬ ‫بعض‬ ‫ر‬ ‫رفتة طويلة إل الحد من الفوارق المجالية ربي المجاالت الحرصية والريفية من خالل سن سياسة التخطيط‬ ‫الريف والحرصي‪ ،‬تملت يف إعداد مجموعة من وثائق‬ ‫التعمت‪ ،‬كتصاميم التهيئة والمخططات الجماعية‪،...‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫‪:‬‬ ‫الكبت األوسط‪ ،‬والرؤية االستاتيجية‬ ‫أو المشاري ــع التنموية كمشوع ديرو (‪ ،)DERO‬ومشوع األطلس‬ ‫ر‬ ‫للتنمية القروية )‪ (SDR 2020‬ر‬ ‫ومشوع فدا (‪ )FIDA‬للتنمية للقروية للمناطق الجبلية بإقليم الحوز ومخطط‬ ‫الفالح بالمناطق البورية )‪،...(PMVB‬‬ ‫المغرب األخرص (‪ )PMV‬وبرنامج االستثمار‬ ‫ي‬ ‫جبىل ذو طبوغرافية مركبة وموارد ترابية متنوعة وكوارث طبيعية‬ ‫عرف حوض واد أوريكا كمجال‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫متتالية‪ ،‬تتيل وانجاز مجموعة من المشاري ــع التنموية الهادفة إل الحد من تدهور الموارد التابية والرفع من‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪161‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫الريف الذي يهدف‬ ‫مستوى التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،....‬تدخل هذه المشاري ــع يف إطار التخطيط‬ ‫ي‬ ‫الريف بهذا الحوض بثالث مراحل‬ ‫إل تهيئة وتأهيل المجاالت الريفية خاصة الهشة منها‪ .‬وقد مر التخطيط‬ ‫ي‬ ‫وبي العرصي والتقليدي‬ ‫رسم‪/‬عرصي‪ ،‬وتخطيط‬ ‫شكلي؛ تخطيط‬ ‫أساسية ويتخذ‬ ‫اجتماع‪/‬تقليدي‪ ،‬ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كبتا يف تتيل المشاري ــع التنموية المنجزة الهادفة إل تنمية المجال‪.‬‬ ‫يلعب المجتمع‬ ‫المدب دورا ر‬ ‫ي‬ ‫الريف بحوض أوريكا‪:‬‬ ‫أ‪-‬مراحل التخطيط‬ ‫ي‬ ‫•‬ ‫مرحلة ما قبل إحداث المجالس الجماعية‪:‬‬ ‫امتدت من بداية االستقرار بالمجال إل حدود ‪ ،1959‬تمتت هذه ر‬ ‫الفتة بتكفل مؤسسة "الجماعة"‬ ‫ر‬ ‫بتهيئة وإعداد المجال وفق اإلمكانيات المتوفرة بهدف االستجابة لتلبية حاجيات القبلية أو مجموعة من‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الطبيع‪.‬‬ ‫الن تتقاسم المجال وموارده‪ ،‬وذلك من خالل محاولة التكيف مع الوسط‬ ‫الوحدات البشية ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫باف قبائل المغرب منذ القدم مؤسسة اجتماعية تسم‬ ‫لقد أبدع سكان قبيلة أوريكا عىل غرار ي‬ ‫وتدبت مجالهم لما يتوفر عليه من موارد ترابية مهمة‪ .‬و"لجماعت" مجلس يتألف‬ ‫لتسيت‬ ‫"لجماعت" وذلك‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كثت‬ ‫الن تتول يف ر‬ ‫من أعيان القبيلة وأرباب العائالت األصيلة ي‬ ‫وه ي‬ ‫الن يتعاون أفرادها عىل القيام بعمل ما‪ ،‬ي‬ ‫العرب مزين يف دراسة حول تافياللت بأنها‬ ‫من مناطق المغرب أمر توزي ــع المياه‪ .8‬فقد اعتتها األستاذ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تملك صناعة القرار داخل كل قبيلة أو قرص‪ .9‬ويعتتها‬ ‫وه ي‬ ‫المؤسسة المؤلفة من أعراق العائالت ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫روب رت‬ ‫األكت حيوية واألكت نشاطا ألنها تملك السلطة اإلدارية والتشيعية‬ ‫ياس‬ ‫ي‬ ‫مونتاب التنظيم الس ي‬ ‫والتنفيذية‪ ،‬كما أنها تسهر عىل مصالح المجموعة والدفاع عن حدودها إضافة إل أنها تعمل عىل ضمان‬ ‫ر‬ ‫كثت من األحيان‬ ‫المكلفي بشؤون القسمة‪ ،‬وتقرر يف األمور‬ ‫الن تختار يف ر‬ ‫ر‬ ‫وه ي‬ ‫الحياة االجتماعية بها‪ ،10‬ي‬ ‫المتعلقة بالموارد المائية‪ ،‬حيث يجتمع أعضائها لدراسة القضايا الهامة مثل تحديد النوبات ورعاية‬ ‫ر‬ ‫السواف‪ .11...‬واعتمد ف تنفيذ هذه األشغال الجماعية بالدرجة األول عىل القوة المتاحة آنذاك ر‬ ‫بشية‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وحيوانية‪ ،‬وعىل الوسائل التقنية المتاحة‪.‬‬ ‫لعبت هذه المؤسسة االجتماعية دورا رئيسا يف تسي رت الشؤون المحلية للقبيلة يف جميع أمورها‪،‬‬ ‫المدب لم يشكل عائقا أمام صالحية هذه المؤسسة أو‬ ‫وتجدر اإلشارة إل أن ظهور جمعيات المجتمع‬ ‫ي‬ ‫االنتقاص منها بل عىل العكس من ذلك فإن "لجماعت" تنشط يف إطار التشارك والتعاون مع الجمعيات‬ ‫تمتت رفتة الحماية الفرنسية بإنجاز مجموعة من‬ ‫تدبت الشأن‬ ‫المحىل للساكنة‪ .12‬كما ر‬ ‫المحلية من اجل ر‬ ‫ي‬ ‫التامج والمشاري ــع بالمنطقة بدافع استغالل الموارد الطبيعية للمجال خاصة الموارد المائية والغابوية‪،‬‬ ‫وسخرت لذلك ما كان يطلق عليه وزارة األشغال العمومية‪.‬‬ ‫‪-8‬حافظي العلوي (‪ : )2002‬مصادر الماء ووسائل جلبه وصرفه بالمدينة المغربية في العصر الوسيط ندوة الماء بتانسيفت‪ ،‬منشورات كلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية مراكش‪ ،‬ص ‪.129‬‬ ‫‪9-Mezzine Laarbi (1987): le Tafilalt, contribution a’ l’histoire du Maroc aux XVII et XVIII siècles imprimerie Najah el‬‬ ‫‪Jadida; Casablanca, pp346-354.‬‬ ‫‪10-Montagne Rebert (1930) les Berbères et le Makhzen dans le Sud Maroc Paris, P152.‬‬ ‫‪ -11‬أفا عمر (‪ :)2006‬التجارة المغربية في القرن التاسع عشر‪ ،‬البنيات والتحوالت ‪ ،1912-1830‬الطبعة األولى دار األمان الرباط‪ ،‬ص ‪.142‬‬ ‫‪-12‬من أهم هذه النماذج؛ جمعية تمونت للتنمية بدوار الحاجب التي تأسست عام ‪ 2002‬قصد توفير المياه الصالحة للشرب للدوار فكانت الجماعة‬ ‫هي عصب نشاطها وتنفيذ أهدافها حيث اجتمع الكل واتفق على موعد حفر مسالك الشبكة المائية على صعيد الدوار وأنفق الجميع على دفع مبلغ‬ ‫‪ 50‬درهم لكل أسرة تعذر عليها الحضور‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪162‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫•‬ ‫مرحلة التقطيع ر‬ ‫التا يب للحوض وإحداث الجماعات المحلية‪:‬‬ ‫تمتت هذه‬ ‫بدأت هذه المرحلة سنة ‪ 1959‬وهو تاري ــخ إحداث جماعة أوريكا إل حدود سنة ‪ .1995‬ر‬ ‫ر‬ ‫سن فاضمة سنة ‪ 1968‬وجماعة أوكايمدن سنة ‪ .1992‬تتفاوت هذه الجماعات‬ ‫المرحلة بإحداث جماعة ي‬ ‫من حيث الساكنة والمساحة وأهميتها االقتصادية داخل الحوض (الجدول رقم ‪ .)2‬تلعب الجماعات‬ ‫المحلية دورا أساسيا ف التنمية المحلية والتدبت ر‬ ‫التاب المحىل للموارد ر‬ ‫التابية‪ ،‬من خالل تقريب اإلدارة من‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫للمواطني وخلق رساكات‬ ‫تدبت المرافق االجتماعية‪ ،‬وتقديم الخدمات األساسية‬ ‫المواطني والمساهمة يف ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫واالجتماعيي‪ ،‬والعمل عىل إنشاء مرافق اقتصادية واجتماعية نافعة‬ ‫االقتصاديي‬ ‫علي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫متينة وفعالة مع الفا ر‬ ‫المتدخلي عىل صعيد الجماعة وتشجيع االستثمار والمبادرات‬ ‫لفائدة السكان‪ ،‬والتنسيق ربي مختلف‬ ‫ر‬ ‫ئيس يف تنمية الجماعة‪.‬‬ ‫الخاصة وتحسيس وتوعية السكان بدورهم الر ي‬ ‫ر‬ ‫تنتم إل حوض أوريكا‬ ‫الن‬ ‫ي‬ ‫الجدول رقم ‪ :2‬الجماعات المحلية ي‬ ‫تاري ــخ التأسيس‬ ‫عدد الدواوير‬ ‫المساحة‬ ‫الجماعة‬ ‫‪1959‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪ 156‬كلم‪2‬‬ ‫أوريكا‬ ‫ر‬ ‫‪1968‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪ 300‬كلم‪2‬‬ ‫سن فاضمة‬ ‫ي‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ 105‬كلم‪2‬‬ ‫أوكايمدن‬ ‫المصدر‪ :‬منوغرافيات الجماعات القروية لحوض أوريكا‬ ‫تتكفل حاليا‪ ،‬كل جماعة من الجماعات الثالثة بالتدبت والتسيت المستقل لمواردها ر‬ ‫التابية‪ .‬وقد نص‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تسيت شؤونها‪ ،‬وخلق التنمية‬ ‫الحال يف مسألة االختصاصات الممنوحة للوحدات التابية‪ ،‬يف‬ ‫الدستور‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المحلية باستثمار مواردها المحلية‪ ،‬عىل التنسيق مع المصالح العمومية المتدخلة يف المجال؛ كالمندوبية‬ ‫الماب لتانسيفت‪ ،...‬فبتعاون مع هذه المصالح‬ ‫السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر ووكالة الحوض‬ ‫ي‬ ‫تم خلق مشاري ــع وانجاز مخططات تروم الرفع من مستوى التنمية االقتصادية واالجتماعية وتحقيق‬ ‫استدامة الموارد ر‬ ‫التابية‪.‬‬ ‫التابية ف التدخل والتدبت والتخطيط لحدودها ر‬ ‫وقد تزايد دور الجماعات ر‬ ‫التابية بعد تراجع دور‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الدولة عن أدوارها التقليدية المتمثلة يف المراقبة والضبط‪ ،‬إل أدوار المشاركة والتحكيم‪ .‬وهكذا تم تفويض‬ ‫يعن‬ ‫صالحيات عديدة للمؤسسات المحلية يف إطار توسيع الحقل الديمقرا ي ومجال الالمركزية‪ ،‬مما ي‬ ‫لتدبت مجاالت ترابية جديدة وذلك من اجل تدعيم‬ ‫محليي جدد إل جانب آخرين قدماء‬ ‫فاعلي‬ ‫ظهور‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن اعتمدتها‬ ‫أسس التشاركية والتعاقد يف مشاري ــع التنمية واإلعداد‪ .13‬وسنذكر الحقا أهم وثائق التخطيط ي‬ ‫هذه المجالس المحلية يف انجاز المشاري ــع التنموية‪.‬‬ ‫•‬ ‫مرحلة ما بعد فيضان غشت ‪:1995‬‬ ‫لعب االستقرار ر‬ ‫كبتا يف استغالل سفوح أودية الروافد‪ ،‬وسفوح‬ ‫البشي القديم بحوض أوريكا دورا ر‬ ‫وضفاف المجرى الرئيس ف مختلف األنشطة ر‬ ‫البشية‪ ،‬مما أدى إل إحداث تحركات كتلية عىل السفوح‪،‬‬ ‫ي ي‬ ‫ر‬ ‫اض زراعية مما كان له‬ ‫خاصة بعد تعرض الغطاء‬ ‫ي‬ ‫النباب لالجتثاث ألغراض متعددة أهمها الحصول عىل أر ي‬ ‫الماب‬ ‫كبت يف غمر المجرى بمختلف الرواسب واألوحال مما ظل يشكل عائقا أمام الجريان‬ ‫سلن ر‬ ‫ي‬ ‫انعكاس ي‬ ‫ر‬ ‫ئيس لهذه الكوارث‬ ‫تسبب يف حدوث فيضانات كارثية بالحوض‪ .‬ولم يكن هذا المعط البشي المسبب الر ي‬ ‫‪-13‬حسن الكتمور‪ ،‬حافظ الشرك‪ ،‬عبد العزيز أيت بو (‪ :)2015‬المقاربة الترابية مدخل إلعداد وتنمية األرياف الجبلية بالمغرب‪ ،‬المشروع‬ ‫الترابي‪ ،‬أداة استراتيجية للتنمية المحلية‪ ،‬حالة جماعة إغزران الجبلية‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪163‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫ر‬ ‫حي ألخر ما يتسبب يف‬ ‫الن ر‬ ‫تمت مناخ المنطقة‪ ،‬حيث التساقطات المطرية الفجائية من ر‬ ‫بل أيضا التقلبات ي‬ ‫ارتفاع الصبيب فينتج عنه فيضان مهول يؤدي إل خسائر ر‬ ‫كبتة‪.‬‬ ‫بشية ومادية ر‬ ‫الطبيع يف ضورة تعجيل تأهيل الحوض وإعادة هيكلته وفق ررسوط تتالءم‬ ‫ساهم هذا المعط‬ ‫ي‬ ‫والفاعلي بالمجال‪ ،‬من خالل الرفع من‬ ‫ووضعية المجال جراء الفيضانات‪ ،‬وتستجيب لتطلعات الساكنة‬ ‫ر‬ ‫مستوى التنمية االقتصادية واالجتماعية‬ ‫وتحسي البنية التحتية؛ خاصة وأن المنطقة تستقطب أعدادا‬ ‫ر‬ ‫وف هذا إطار تعمل المصالح العمومية المعنية بالمناطق الجبلية‬ ‫ر‬ ‫كبتة من السياح المغاربة واألجانب‪ .‬ي‬ ‫والمصالح الالمركزية يف انجاز مجموعة من المشاري ــع التنموية كل حسب مجال اختصاصاته‪ :‬المندوبية‬ ‫الماب عن طريق الدراسات‬ ‫التشجت‪ ،‬ووكالة الحوض‬ ‫السامية للمياه والغابات‪ ،‬عن طريق عمليات‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الهيدرولوجية للحوض بهدف وضع الخطط الناجعة للحد من أثار الفيضانات‪،...‬‬ ‫وقد أنجزت المجالس الجماعية يف إطار من التشارك والتشاور والتنسيق مع مختلف المصالح‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫عقالب‬ ‫تدبتها بشكل‬ ‫تثمي الموارد التابية وحسن ر‬ ‫الن تهدف إل ر‬ ‫ي‬ ‫العمومية مجموعة من المشاري ــع ي‬ ‫كتوفت بعض الخدمات االجتماعية الرصورية والتدخل أثناء الفيضانات الفجائية‬ ‫يستجيب لمبدأ االستدامة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫ه أهم هذه الوثائق والتامج والمخططات ي‬ ‫وشق المسالك الجبلية لفك العزلة عن الدواوير‪ ،...‬فما ي‬ ‫أنجزت بالمنطقة؟‬ ‫الريف بحوض أوريكا‬ ‫ب‪-‬أهم أدوات ومشاري ــع التخطيط‬ ‫ي‬ ‫• المخططات الجماعية للتنمية‪:‬‬ ‫ر‬ ‫الن أولتها الدولة بعد االستقالل لسياسة الالمركزية‪ ،‬من‬ ‫تدخل هذه المخططات ضمن األهمية ي‬ ‫المحىل‬ ‫اجل تأسيس إدارة محلية تعن بالشأن العام‬ ‫للمواطني عن قرب‪،‬‬ ‫وتلن الحاجيات األساسية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تصاحب‬ ‫واعتبارها وسيلة وإطارا لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وتعزز هذا التوجه بالفعالية ي‬ ‫المحىل‪ ،‬والحاجة إل ترسيخ الديمقراطية وتوسيع آفاق مشاركة السكان يف اتخاذ‬ ‫التدبت عن قرب للشأن‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫القرار‪.‬‬ ‫انطالقا من هذه األرضية‪ ،‬وبناء عىل االعتبارات المرتبطة بمحدودية الموارد ر‬ ‫البشية والمالية عىل‬ ‫الفاعلي وتداخل مجاالت اختصاصاتهم‪ ،‬يفرض التخطيط نفسه بإلحاح عىل‬ ‫المحىل وتعدد‬ ‫المستوى‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫تدبته مطالب‬ ‫السلطات العمومية والجماعات المحلية عىل حد سواء‪ ،‬من منطلق أن من ال يملك وسائل ر‬ ‫بتدبت وسائله بشكل ر‬ ‫المتدخلي‪ ،‬السيما بعد أن‬ ‫أكت إحكاما وتجسيدا للتكامل واالندماج ربي مختلف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أصبحت مفاهيم الشاكة والتعاون والتعاقد عناوين بارزة للحكامة المحلية الجيدة‪ ،‬وهو مسع يجد تتيره‬ ‫ر‬ ‫يف حاجة الجماعات إل تقوية قدراتها التفاوضية لجلب‬ ‫الن يتعذر عليها بمفردها‬ ‫ر‬ ‫ممولي للمشاري ــع التنموية ي‬ ‫التكفل بإنجازها‪.‬‬ ‫ر‬ ‫التعبت عنها عىل مستوى اإلقليم سواء من طرف السلطات أو الجماعات‬ ‫الن تم‬ ‫ر‬ ‫واستجابة لإلرادة ي‬ ‫المحلية وتجسيدا لطموح وزارة الداخلية لتعميم المخططات المحلية للتنمية عىل صعيد كل جماعات‬ ‫المملكة‪ ،‬تم إبرام اتفاقية ثالثية ربي عمالة إقليم الحوز وصندوق األمم المتحدة للسكان والمندوبية السامية‬ ‫للتخطيط يف إطار برنامج "دعم التخطيط ونظم المعلومات لتتبع أهداف األلفية عىل الصعيد الالمركزي"‪،‬‬ ‫اع فيها المقاربة‬ ‫هدفت هذه االتفاقية إل دعم إعداد مخطط‬ ‫إقليم مندمج ومخططات جماعية للتنمية تر ي‬ ‫ي‬ ‫المحليي بما يف ذلك السكان‬ ‫الفاعلي‬ ‫االجتماع وعرف هذا العمل انخراط مختلف‬ ‫التشاركية ومقاربة النوع‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المدب‪.‬‬ ‫ومنظمات المجتمع‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪164‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫قامت المندوبية السامية للتخطيط من منطلق دورها واختصاصاتها‪ ،‬بمواكبة إعداد المخطط‬ ‫ر‬ ‫لتقن‬ ‫الن اعتمدها‬ ‫ي‬ ‫والمنهخ الالزم‪ ،‬وفق المنهجية والبنيات ي‬ ‫ي‬ ‫الجماع للتنمية من خالل تقديم الدعم ا ي‬ ‫الجماع للتنمية" الذي أصدرته المديرية العامة للجماعات المحلية‪ .‬وقد تم يف هذا‬ ‫"دليل إعداد المخطط‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫جماع خاص بكل جماعة ترابية‪ 14‬بناء عىل إمكانياتها ومواردها التابية‪ ،‬يتضمن كل‬ ‫اإلطار وضع مخطط‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫بالتدبت والتتبع والتقييم‪ ،‬ويتم انجاز كل‬ ‫وتنته‬ ‫اب‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫مخطط مجموعة من المحاور تبدأ بالتشخيص الت ي‬ ‫مخطط وفق برنامج عمل يحدد الكلفة المالية والمدة الزمنية والفئات المستهدفة والمجاالت المعينة‪.‬‬ ‫• ر‬ ‫مشوع مخطط التنمية المستدامة‪:‬‬ ‫ر‬ ‫أسف والذي‬ ‫يندرج هذه المشوع ضمن برنامج دعم انجاز "مذكرة‪ 21‬المحلية" بمدن جهة مراكش‪ -‬ي‬ ‫رأرسفت عليه وزارة اإلسكان والتعمت والتنمية المجالية‪ ،‬بدعم من وزارة إعداد ر‬ ‫الوطن والماء والبيئة‪،‬‬ ‫التاب‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اإلنماب (‪ )PNUD‬وبرنامج األمم المتحدة للمستوطنات البشية‪ .‬أنجز هذا المشوع‬ ‫وبرنامج األمم المتحدة‬ ‫ي‬ ‫اب شاسع داخل إقليم الحوز تبلغ مساحته ‪ 1409‬كلم مربــع أي نسبة ‪%22.6‬‬ ‫سنة ‪ ،2007‬ويشمل مجال تر ي‬ ‫من المساحة اإلجمالية للحوز والبالغة ‪ 6212‬كلم مربــع‪ ،‬ويستهدف بلدية تحناوت وجماعة موالي إبراهيم‪،‬‬ ‫وتامصلوحت وأوريكا ر‬ ‫وسن فاضمة وأوكايمدن‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ئيس وأهداف‬ ‫يتكون المشوع من مجموعة من المحاور الرئيسية يهدف كل محور إل تحقيق هدف ر ي‬ ‫ونتائج ثانوية‪ ،‬وفق مجموعة من اإلجراءات القابلة للتنفيذ واالنجاز‪ ،‬وكل إجراء عبارة عن ر‬ ‫مشوع تتكفل‬ ‫بإنجازه إحدى المصالح العمومية المتدخلة يف المجال (المديرية اإلقليمية للفالحة‪ ،‬مكتب االستثمار‬ ‫اع‪،‬‬ ‫الفالح‪ ،‬وكالة الحوض‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الماب‪ ،‬الوكالة الحرصية‪ ،‬الجماعات المحلية المعنية‪ ،‬معهد البحث الزر ي‬ ‫ر‬ ‫المفتشية الجهوية لإلعداد التاب‪.)...‬‬ ‫• مخطط تنمية الدوائر السقوية الصغرى بحوض أوريكا‪:‬‬ ‫ر‬ ‫تشف المديرية اإلقليمية للفالحة عىل مجموعة من المشاري ــع التنموية يف المناطق الفالحية البورية‬ ‫وه مشاري ــع ذات طبيعية فالحية تنموية بالدرجة األول‪ ،‬وينحرص تدخل المديرية بحوض أوريكا‬ ‫والجبلية ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الجبىل للحوض‪ ،‬هذا المجال الذي يعتمد اقتصاده‬ ‫الواقعتي يف الجزء‬ ‫سن فاضمة أوكايمدن‬ ‫عىل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫جماعن ي‬ ‫ي‬ ‫والرع والزراعة يف قعور األودية‪.‬‬ ‫السياح‬ ‫المحىل عىل القطاع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وقد عملت المديرية اإلقليمية الفالحية بمراكش عىل انجاز ر‬ ‫مشوع يهدف إل تحقيق التنمية‬ ‫الجماعتي‪ ،‬أطلق عىل ر‬ ‫المشوع "مخطط تنمية الدوائر السقوية الصغرى‬ ‫االقتصادية واالجتماعية بدواوير‬ ‫ر‬ ‫لسن فاضمة وأوكايمدن" وهو ر‬ ‫جماعن أوكايمدن ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وسن فاضمة استهدف‬ ‫مشوع يهدف إل تنمية محيط‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مجموعة من الدواوير الواقعة بمجالهما ر‬ ‫المشوع سنة ‪ ،2007‬وقسم كل ر‬ ‫التاب‪ .‬أنجز هذا ر‬ ‫مشوع إل‬ ‫ي‬ ‫شطرين‪.‬‬ ‫هدف هذا ر‬ ‫المشوع إل المساهمة يف التنمية االقتصادية واالجتماعية للدواوير المستهدفة‪ ،‬لهذا سع‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن يوفرها المجال خاصة الفالحية منها لكون الساكنة المحلية تعتمد‬ ‫إل االعتماد عىل الموارد التابية ي‬ ‫ر‬ ‫السواف وصيانة المترصرة منها‪ ،‬باإلضافة إل شق الطرق والمسالك‬ ‫والرع‪ ،‬وركز عىل مد‬ ‫أساسا عىل الزراعة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بهدف فك العزلة عن بعض الدواوير‪ ،‬وربطها بشبكة الماء ر‬ ‫توفت أبار وبناء صهاري ــج‬ ‫الشوب من خالل ر‬ ‫‪-14‬المخطط الجماعي لجماعة أوكايمدن تم انجازه سنة ‪ ،2011‬أوريكا سنة ‪ ،2010‬وستي فاضمة سنة ‪.2010‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪165‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫وتجهتها‪ .‬كما يهدف ر‬ ‫المدرس حيث تم تشيد مجموعة من المدارس‬ ‫المشوع أيضا إل الحد من الهدر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫وتجهتها بالمعدات والماء الشوب والكهرباء‪.‬‬ ‫ر‬ ‫• ر‬ ‫مشوع تنمية الحوض النهري لوادي أوريكا‪:‬‬ ‫يندرج ر‬ ‫الوطن لتهيئة األحواض النهرية" الذي‬ ‫مشوع تنمية الحوض النهري أوريكا ضمن "المخطط‬ ‫ي‬ ‫أنجز ما بي سنة ‪1990‬و‪ 1996‬والذي يهدف إل المحافظة عىل ر‬ ‫التبة والتخفيف من حدة تدهور األوساط‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫األساس لتمجة‬ ‫الن تعرفها المناطق الجبلية (غابات‪ ،‬تربة‪ )...‬الدافع‬ ‫ي‬ ‫الطبيعية‪ ،‬وشكلت عوامل التدهور ي‬ ‫الن شهدها الحوض خالل هذه ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفتة‪.‬‬ ‫هذا المشوع وتزامن بشكل أساس مع الفيضانات ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تعرف‬ ‫يرتكز مشوع تنمية الحوض النهري لوادي أوريكا بالدرجة األول‪ ،‬عىل معالجة المناطق ي‬ ‫كبتا‪ ،‬حيث مخاطر التعرية قوية جدا‪ .‬وتطلبت المعالجة البيئة لهذه المناطق غالفا ماليا يناهز ‪100‬‬ ‫تدهورا ر‬ ‫المشوع ربي ما هو طبيع ر‬ ‫الن أدت إل انجاز هذا ر‬ ‫ر‬ ‫وبشي‪ ،‬حيث تنشط‬ ‫مليون درهم‪ .15‬وتعددت األسباب ي‬ ‫ي‬ ‫عمليات التعرية (انجرافات وانزالقات وتهدالت‪ )،...‬مما جعل الحوض يعرف نوعا من عدم االستقرار‬ ‫البين‪ ،‬فقد بينت المعاينات الميدانية أن نسبة ‪ %95‬من مساحة المجال تتعرض باستمرار لالنجراف ر‬ ‫التبة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫تتفاوت درجتها من قطاع إل أخر حسب طبيعة وقوة االنحدار‪ ،‬باإلضافة إل أن المجال الغابوي للحوض‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تعمل‬ ‫كبتا جراء‬ ‫يعرف تراجعا ر‬ ‫الرع الجائر واالجتثاث الناتج عن االستغالل البشي وعن الفيضانات ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫النباب‪ .‬كل هذه العوامل دفعت المصالح العمومية لتتدخل من أجل الحد من التدهور‬ ‫عىل جرف الغطاء‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫والتاجع الذي يعرفه المجال والحفاظ عىل سالمة الساكنة المحلية‪ ،‬وتشجيع السكان عىل االستقرار‬ ‫اض الزراعية‪.‬‬ ‫وحماية البنيات التحتية واألر ي‬ ‫• ‪-‬برنامج تحدي األلفية‪:‬‬ ‫يندرج ضمن التامج الهادفة إل تنمية المجاالت الريفية خاصة الجبلية‪ .‬ويــهدف إل انجاز أشغال‬ ‫ر‬ ‫السواف‪ .‬استفادت من‬ ‫الهيدروفالح بالدرجة األول من خالل إصالح وفتح مجموعة من‬ ‫متعلقة باإلعداد‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫سن فاضمة وأوكايمدن‪ ،‬لكون مجال السافلة يسمح‬ ‫هذا التنامج جماعة أوريكا فقط عىل خالف‬ ‫جماعن ي‬ ‫ي‬ ‫الفالح‪ ،‬ويلخص الجدول‬ ‫وصغتة ويدخل ضمن مجال تدخل مكتب الحوز لالستثمار‬ ‫بمد قنوات متوسطة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تم فتحها وإصالحها‪:‬‬ ‫ي‬ ‫التال أهم القنوات ي‬ ‫ر ر‬ ‫الجدول رقم ‪:3‬‬ ‫الن تم فتحها وصيانتها‬ ‫ي‬ ‫السواف ي‬ ‫الطول بالمتر‬ ‫اسم الساقية‬ ‫الحوض‬ ‫أوريكا‬ ‫تغريت‬ ‫تلغومت‬ ‫تمسكليت‬ ‫تيليت‬ ‫توريكت‬ ‫المجموع‬ ‫‪4545‬‬ ‫‪2365‬‬ ‫‪4775‬‬ ‫‪4792‬‬ ‫‪7136‬‬ ‫‪23613‬‬ ‫الفالح للحوز‬ ‫المصدر‪ :‬مكتب االستثمار‬ ‫ي‬ ‫‪-15‬المديرية الجهوية والغابات ‪ ،2006‬المخطط النهري لوادي أوريكا‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪166‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫ر‬ ‫اض الفالحية المسقية يف الدوائر السقوية الصغرى‬ ‫ساهمت هذه‬ ‫ي‬ ‫السواف يف توسيع مساحة األر ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫السواف‪ ،‬مما ساهم من جهة يف‬ ‫الن تمر بقربــها هذه‬ ‫ي‬ ‫اض ي‬ ‫الثالث الواقعة بتاب جماعة أوريكا‪ ،‬خاصة األر ي‬ ‫الفالح‬ ‫الفالحي ومن جهة ثانية ساهم يف تنوي ــع المنتوجات الفالحية والرفع من اإلنتاج‬ ‫تزايد حصص ماء‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫خاصة بعض الخرص والفواكه الموسمية‪ .‬كما ساهم أيضا يف الرفع من عدد الضيعات المخصصة للزيتون‬ ‫غت أن ر‬ ‫ر‬ ‫المشوع بالرغم من أهميته االقتصادية واالجتماعية إال أنه‬ ‫بوتبتة واكنسان‬ ‫بكل من‬ ‫والسبين‪ .16‬ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫اض الزراعية‬ ‫لم يستطع الحد من استتاف الوعاء العقاري‬ ‫ي‬ ‫الفالح‪ ،‬حيث تحولت مساحات مهمة من األر ي‬ ‫ر‬ ‫يف هذه المناطق إل تجمعات سكنية مساهمة بذلك يف استتاف الموارد التابية‪.‬‬ ‫تبي أن جلها لم ينجز منه سوى ‪ %45‬من مجموع األشغال‬ ‫خالل تتبعنا ألهم هذه التامج ميدانيا ر‬ ‫ر‬ ‫سن فاضمة‪ ،‬إال أنها ساهمت يف الحد من عزلة بعض الدواوير‬ ‫وهذا ما أكدته المصالح التقنية بجماعة ي‬ ‫المدرس بتوسع قاعدة انتشار‬ ‫وتحسي البنية التحية والحد من الهدر‬ ‫خاصة الواقعة يف األودية الداخلية‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫كبت من االنقطاع عن‬ ‫المدارس االبتدائية وإحداث مسالك التعليم اإلعدادي والثانوي مما قلص بشكل ر‬ ‫الدراسة‪ .‬كما ساهمت هذه المشاري ــع يف تنوي ــع البنية االقتصادية للمجال والرفع من مردوديته من خالل‬ ‫الهيدروفالح يف الدوائر السقوية‪ ،‬كما تم تشجيع إنشاء التعاونيات‪،‬‬ ‫الفالحي وانجاز مشاري ــع لإلعداد‬ ‫دعم‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫توفت فرص للشغل‪ ،‬والرفع من مداخيل األرس‪ .‬كما ساهمت‬ ‫وتشجيع االقتصاد‬ ‫السياح الذي ساهم يف ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫التشجت يف السفوح وإقامة‬ ‫هذه المشاري ــع يف الحد من تدهور الموارد التابية من خالل تكثيف عمليات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والرع الجائر‪ ،‬إذا‬ ‫تحم السفوح من انجراف تربتها‪ ،‬والحد من اجتثاث الغابة‬ ‫الن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الحواجز الميكانيكية ي‬ ‫المدب يف المساهمة يف التنمية المحلية؟‬ ‫كانت لهذه المشاري ــع أهمية كتى‪ ،‬فأي دور يقوم به المجتمع‬ ‫ي‬ ‫المدب يف تنمية وتهيئة المجال‬ ‫‪ .5‬دور جمعيات المجتمع‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كبتا يف دينامية المجتمع‬ ‫باف مناطق إقليم‬ ‫اب لحوض أوريكا تطورا ر‬ ‫ي‬ ‫شهد المجال الت ي‬ ‫المدب عىل غرار ي‬ ‫الحوز‪ ،‬حيث ظهرت يف العقد‬ ‫األخت جمعيات متعددة‪ .‬يعود تاري ــخ تأسيس أول جمعية بالمنطقة سنة‬ ‫ر‬ ‫‪1995‬غداة فيضان غشت ‪ ،1995‬ويصل اليوم عدد الجمعيات المتواجدة ربتاب الحوض إل أزيد من ‪125‬‬ ‫جمعية‪ 17‬موزعة عىل الجماعات الثالث‪ ،‬بمعدل جمعية لكل دوار‪ .‬وتساهم هذه الجمعيات يف التنمية‬ ‫التكت عىل محاور تنموية متعددة ر‬ ‫المحلية من خالل ر‬ ‫كالتود بالماء الصالح ر‬ ‫للشب‪ ،‬ومحاربة األمية‪،‬‬ ‫ر‬ ‫التأطت)‬ ‫المدرس‪ ،‬والمشاري ــع المدرة للدخل‪ .‬ويساهم الدعم خاصة المعنوي (التكوين‪،‬‬ ‫والتكوين والدعم‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫اإلقليم يف دعم مجموعة من‬ ‫اإلقليم بتحناوت‪ ،‬ومساهمة المجلس‬ ‫الذي يقدمه الفضاء الجمعوي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التذكت‪.18‬‬ ‫المشاري ــع التنموية المرتبطة بالمحاور السالفة‬ ‫ر‬ ‫كبت يف‬ ‫إن حضور الجمعيات المحلية يف المشهد االقتصادي‬ ‫واالجتماع بالحوض ساهم بشكل ر‬ ‫ي‬ ‫تتيل المشاري ــع التنموية وتطبيقها عىل أرض الواقع‪ ،‬إال أن النسيج الجمعوي يرتبط بمجموعة من‬ ‫ر‬ ‫السء الذي يحد من فعاليته ونجاعته‪ ،‬ويكرس هيمنة‬ ‫االعتبارات السياسية والقبلية والمصالح الشخصية ي‬ ‫ر‬ ‫الن تحرص فيها الرصاعات السياسية الحزبية والقبلية أو‬ ‫فئات اجتماعية عىل أخرى‪ ،‬خاصة يف الدواوير ي‬ ‫ر‬ ‫يبف عىل استمرارية القرارات المركزية‪ ،‬وعدم ر‬ ‫المدب يف‬ ‫الفعىل للمجتمع‬ ‫اإلرساك‬ ‫العائلية بشكل ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫كبت‪ ،‬مما ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫بتدبته الجمعيات المحلية تحت إرساف‬ ‫تتيل المشاري ــع‪ .‬ويشكل قطاع الماء الشوب‪ ،‬الذي تتكفل‬ ‫ر‬ ‫‪-16‬العمل الميداني‪ ،‬زيارة ميدانية للوقوف على مدى مساهمة هذا المشروع في الرفع من الساحة المسقية بتاريخ ‪ 10‬ماي و‪ 14‬يونيه ‪.2016‬‬ ‫‪-17‬قسم العمل االجتماعي بعمالة الحوز‬ ‫‪-18‬العمل الميداني ماي ‪2016‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪167‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫ر‬ ‫بعي االعتبار‬ ‫المجالس الجماعية استثناء يف المنطقة‪ .‬وللنهوض بجمعيات المجتمع‬ ‫المدب نقتح األخذ ر‬ ‫ي‬ ‫الفاعلي‪ ،‬يف إطار المقاربة التشاركية‪.‬‬ ‫المحليي وبقية‬ ‫المتدخلي‬ ‫وبي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫خلق ررساكات بينها ر‬ ‫خاتمة‬ ‫الريف (المشاري ــع التنموية والوثائق المرتبط به) أداة ناجعة يف تحقيق التنمية‬ ‫شكل التخطيط‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تبي من خالل دراسة وتتبع‬ ‫الن انطلقنا منها ر‬ ‫االقتصادية واالجتماعية بحوض أوريكا‪ .‬وإجابة عن الفرضيات ي‬ ‫وتتة تدهور المجال وموارد الطبيعية‪ ،‬حيث‬ ‫أهم المشاري ــع المنجزة بالمنطقة أنها ساهمت فعليا يف تراجع ر‬ ‫قلصت من اآلثار الناجمة عن الفيضانات خاصة ف المناطق ر‬ ‫األكت ترصرا ربي منطقة والماس واغبالو الواقعة‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المدب يف تتيل أدوات‬ ‫سن فاضمة‪ .‬أما فيما يخض الفرضية الثانية المتعلقة بدور المجتمع‬ ‫ي‬ ‫بتاب جماعة ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كبت يف‬ ‫تبي أن للنسيج الجمعوي دور ر‬ ‫اب‪ ،‬فقد ر‬ ‫التخطيط ومساهمته يف التنمية المحلية وبناء المشوع الت ي‬ ‫التنمية المحلية‪ ،‬إال أنه يواجه اكراهات تحد من فاعليته وأهميته يف حقل التنمية‪ ،‬من جملة هذه االكراهات‬ ‫ارتباطه يف مجمله بالمصالح القبلية‪/‬العائلية والحزبية إل جانب ضعف الدعم والتمويل المادي‪.‬‬ ‫الجبىل؛ هو تنوعها وقطاعيتها ثم أنها ذات طابع‬ ‫الريف بحوض أوريكا‬ ‫مت أدوات التخطيط‬ ‫إن ما ي ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن يشهد فيها المجال كوارث طبيعية تخلف خسائر بشية‬ ‫ي‬ ‫استعجال‪ ،‬حيث إن انجازها يرتبط بالظرفية ي‬ ‫‪.‬‬ ‫المجال من خالل فك عزلة‬ ‫أو مادية استطاعت هذه المشاري ــع أن تحقق بعض النتائج عىل المستوى‬ ‫ي‬ ‫بعض الدواوير‪ ،‬انجاز بنية تحتية‪ ،...‬إال أنها لم تحقيق بعد األهداف المرجوة خاصة عىل مستوى التنمية‬ ‫االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬ويعزى ذلك إل تعدد المصالح المتدخلة يف تتيل هذه األدوات وتقاطع‬ ‫اختصاصاتها‪ ،‬ثم غياب التنسيق بينها يف مسألة التخطيط للمشاري ــع وتطبيقها عىل ارض الواقع‪ .‬وما يعيق‬ ‫هذه المشاري ــع هو عدم استشارة ر‬ ‫وإرساك الساكنة المحلية يف تخطيط وانجاز وتتبع وتقييم المشاري ــع‪.‬‬ ‫عموما‪ ،‬فإن المنهجية المتبعة منذ االستقالل يف ميدان التنمية الفالحية والتخطيط لتنمية المجاالت‬ ‫ر‬ ‫اع الخصوصيات‬ ‫الن ال تر ي‬ ‫الريفية هيمن عليها المنظور المركزي واإلداري‪ ،‬وطغيان المقاربة النمطية ي‬ ‫المحىل بكل أبعاده‪ ،‬واإلصغاء للساكنة المحلية‬ ‫العلم الدقيق للواقع‬ ‫المحلية‪ ،‬وتفتقر إل التشخيص‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفعىل يف جميع مراحل بناء وانجاز أي مشوع‪ ،‬فضال عن االنطالقة من النظرة المتساوية القيمة‬ ‫وإرساكها‬ ‫ي‬ ‫المحىل والبحث عن الفعالية االقتصادية‬ ‫لكل المجاالت الريفية‪ ،‬واعتماد التوجه القائم عىل االنتقاء‬ ‫ي‬ ‫القطاعية‪ ،‬دون ر‬ ‫االكتاث بالفعالية االجتماعية وبالتوازنات الجغرافية‪.19‬‬ ‫‪-19‬المختار األكحل (‪ : )2016‬تهيئة وتنمية المجاالت الفالحية بالمغرب بين مخلفات الماضي ورهانات المستقبل‪ ،‬تنظيم وتهيئة المجال الريفي بالمغرب‪:‬‬ ‫أبحاث وتدخالت‪ ،‬مجموعة البحث حول األرياف‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪.30‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪168‬‬ ‫دور أدوات التخطيط الريفي في التنمية املحلية باألوساط الجبلية‪ :‬حالة الحوض النهري ألوريكا"‬ ‫المراجع المعتمدة‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫أفا عمر (‪ :)2006‬التجارة المغربية ف القرن التاسع ر‬ ‫عش‪ ،‬البنيات والتحوالت ‪ ،1912-1830‬الطبعة‬ ‫ي‬ ‫األول دار األمان الرباط‪.‬‬ ‫لبكر رشيد (‪ :)2003‬إعداد ر‬ ‫الوطن ورهان التنمية الجهوية‪ ،‬منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط‪،‬‬ ‫التاب‬ ‫ي‬ ‫الماض ورهانات‬ ‫األكحل المختار (‪ :)2016‬تهيئة وتنمية المجاالت الفالحية بالمغرب ربي مخلفات‬ ‫ي‬ ‫الريف بالمغرب‪ :‬أبحاث وتدخالت‪ ،‬مجموعة البحث حول األرياف‪،‬‬ ‫المستقبل‪ ،‬تنظيم وتهيئة المجال‬ ‫ي‬ ‫الرباط‪.‬‬ ‫حافط (‪ :)2002‬مصادر الماء ووسائل جلبه وضفه بالمدينة المغربية يف العرص الوسيط ندوة‬ ‫العلوي‬ ‫ي‬ ‫الماء بتانسيفت‪ ،‬منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية مراكش‪.‬‬ ‫الشك‪ ،‬عبد العزيز أيت بو (‪ :)2015‬المقاربة ر‬ ‫الكتمور حسن‪ ،‬حافظ ر‬ ‫التابية مدخل إلعداد وتنمية األرياف‬ ‫المشوع ر‬ ‫التاب‪ ،‬أداة ر‬ ‫الجبلية بالمغرب‪ ،‬ر‬ ‫استاتيجية للتنمية المحلية‪ ،‬حالة جماعة إغزران الجبلية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫بشارة‬ ‫العرب ألبحاث ودراسة‬ ‫المدب‪ ،‬دراسة نقدية‪ ،‬ط ‪ ،6‬ربتوت‪ ،‬المركز‬ ‫عزم (‪ :)2012‬المجتمع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫السياسات‪.‬‬ ‫المدب يف التنمية‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم‬ ‫مالوي أحمد إبراهيم (‪ :)2008‬أهمية منظمات المجتمع‬ ‫ي‬ ‫الثاب‪.‬‬ ‫االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ 24‬العدد ي‬ ‫منوغرافيات الجماعات ر‬ ‫التابية‪.‬‬ ‫خطط النهري لوادي أوريكا‪ ،‬المديرية الجهوية والغابات ‪.2006‬‬ ‫الفالح للحوز‪.‬‬ ‫مكتب االستثمار‬ ‫ي‬ ‫المندوبية السامية للتخطيط‬ ‫المخططات الجماعية لجماعة أوكايمدن (‪ ،)2010‬أوريكا سنة (‪ )2010‬ر‬ ‫وسن فاضمة سنة (‪.)2010‬‬ ‫ي‬ ‫الخريطة الطبوغرافية أوكايمدن‪-‬توبقال‪1/100000 :‬‬ ‫االجتماع بعمالة الحوز‪.‬‬ ‫قسم العمل‬ ‫ي‬ ‫الماب لتانسيفت‪.‬‬ ‫وكالة الحوض‬ ‫ي‬ ‫‪Mezzine Laarbi (1987): le Tafilalt :contribution a’ l’histoire du Maroc aux XVII et XVIII siècles‬‬ ‫‪imprimerie Najah el Jadida ; Casablanca.‬‬ ‫‪Montagne Rebert (1930): les Berbères et le Makhzen dans le Sud Maroc Paris.‬‬ ‫‪Mohamed Saidi, M. AGOUSSINE, L. DAOUDI (2006): Effet de la morphologie et de‬‬ ‫‪l’exposition sur ressources en eau superficielle de part et d’autre du HAUT Atlas (Maroc),‬‬ ‫‪Exemple des bassines versants de l’Ourika et de Maréghen, Laboratoire de Géosciences et‬‬ ‫‪Environnement. Faculté des Sciences et Techniques Université Cadi Ayyad, bulletin de l’Institut‬‬ ‫‪Scientifique; Rabat ; Section Sciences de la Terre. N 28.‬‬ ‫‪Teisserenc (2002): Les Politiques De Développement Local, Collection Collectivités‬‬ ‫‪Territoriales Dirigée Par Louis Favoreu, 2eme Edition, Edition Economica.‬‬ ‫‪Charles-Éric Lemaignen (2014): Les Projets de Territoire des Communautés, enjeux et pratiques‬‬ ‫‪observées de France.‬‬ ‫‪Michel Casteigts (2003):"Le management territoriale stratégique", gouvernance et conduite de‬‬ ‫‪l'action public, édition l'harmattan, GRET.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫‪169‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫أي دور للفاعل الترابي بالمناطق الجبلية في تحقيق التنمية المستدامة؟‬ ‫"حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة"‬ ‫أبودرار مصطفى‬ ‫طالب باحث في سلك الدكتوراه‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬ ‫جامعة القاضي عياض‪ -‬مراكش‬ ‫ملخص‬ ‫التاب بالجماعات ر‬ ‫يهدف هذا المقال إل معالجة إشكالية الفاعل ر‬ ‫التابية لحوض أوريكة‪ ،‬يف عالقته مع خلق تراب جديد‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫قادر عىل التكيف مع الديناميات السوسيو‪-‬اقتصادية‬ ‫العالم‬ ‫الن يعرفها النظام‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫والتغتات البيئية والثقافية المتسارعة ي‬ ‫الجديد‪ .‬أسهمت الرهانات المركبة الكامنة وراء الحاجة إل بناء تراب جديد يف ضورة وجود‬ ‫فاعلي أكفاء قادرين عىل إعادة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تشكيل االقتصاد‬ ‫كت‬ ‫المحىل لمواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية‪ ،‬انطالقا من البحث عن‬ ‫التمت من خالل الت ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫لسع نحو بناء تراب يعتمد عىل الجاذبية والكفاءة واألداء‬ ‫عىل ر‬ ‫تثمي الخصوصية المحلية للجماعات التابية‪ ،‬إضافة إل ا ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي‬ ‫التدبت التقليدي للتاب من طرف‬ ‫والتضامن والمنافسة من أجل تحقيق التنمية التابية المستدامة‪ .‬إن أشكال‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫بجماعات حوض أوريكة أصبحت متجاوزة‪ ،‬ما يستدع اعتماد ر‬ ‫استاتيجيات جديدة قادرة عىل خلق التكامل ب ري األطراف‬ ‫ي‬ ‫الفاعلي‪ ،‬مع تغليب المصلحة العامة بهدف إقامة مشاري ــع ترابية تستوعب‬ ‫الفاعلة وتجاوز الرصاعات وتضارب المصالح ربي‬ ‫ر‬ ‫الجميع‪.‬‬ ‫التاب‪ ،‬الفاعل ر‬ ‫التاب‪ ،‬التنمية ر‬ ‫الكلمات المفتاح‪ :‬ر‬ ‫التابية‪ ،‬الحكامة‬ ‫ي‬ ‫‪Abstract‬‬ ‫‪This article aims to manipulate the territorial actor problematic of Ourika Basin collectivities in relation‬‬ ‫‪with the creation of new territory capable of adapting to the socioeconomic dynamics and accelerated‬‬ ‫‪environmental and cultural changes within the New World Order. The complex bets behind the need to‬‬ ‫‪build new territory have contributed to the need for competent actors capable of reconfiguration the local‬‬ ‫‪economy to meet various internal and external challenges; Looking for excellence by focusing‬‬ ‫‪on Valorization the local specificity of territorial collectivities, addition to working towards building a‬‬ ‫‪territory based on attractiveness, efficiency, performance, solidarity and competition for sustainable‬‬ ‫‪territorial development. Traditional forms of territory management by Ourika Basin collectivities actors‬‬ ‫‪have become outlier. New strategies have to be adopted that can create complementarity among actors and‬‬ ‫‪overcome conflicts and conflicts of interest between actors. Efforts must be made to promote the public‬‬ ‫‪interest with a view to establishing territorials projects that accommodate all.‬‬ ‫‪Keywords :Territory, territorial actor, territorial development, governance.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪170‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫مقدمة‬ ‫متمتة ف تاري ــخ المغرب ولعبت دائما دورا محوريا ف ر‬ ‫شن المجاالت سياسيا؛‬ ‫احتلت الجبال مكانة‬ ‫ي‬ ‫ر ي‬ ‫كمنطلق األرس الحاكمة‪ ،...‬اقتصاديا؛ كممر إجباري للقوافل التجارية ربي الصحراء والبحر المتوسط‪،...‬‬ ‫تمتت كذلك‬ ‫الرع واستغالل الغابة والزراعة وتربية الماشية‪ ،‬كما ر‬ ‫اجتماعيا؛ كإطار ر‬ ‫متمت للعيش يجمع ربي ي‬ ‫بإشعاع دين وثقاف هام‪ .‬هذا الدور المتمت للجبال المغربية بدأ ف ر‬ ‫التاجع مع تدهور التجارة الصحراوية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ووقوع البالد تحت نفوذ السلطات االستعمارية‪.‬‬ ‫تشكل الجبال المغربية حوال ‪ %21‬من مجموع مساحة ر‬ ‫الوطن‪ 1‬وتأوي عددا مهما من الساكنة‬ ‫التاب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫اض الزراعية الخصبة عىل طول األودية‪ ،‬وتعتت أيضا خزان المغرب من المياه‬ ‫وتتوفر عىل مجموعة من األر ي‬ ‫ر‬ ‫باحتضانها جل الموارد المائية السطحية والفرشات الباطنية‪ .‬وتعد الجبال كذلك مجمعا للتوات المعدنية‬ ‫والموارد الطاقية‪ .‬كما يعتت المجال الجبىل إطارا لتدبت ر‬ ‫الجماع‪ ،‬وتراكم المعارف والمهارات‬ ‫الطبيع‬ ‫التاث‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫متمتا للفنون الشعبية وثقافات محلية متنوعة وغنية تعزز مكانة الرصيد‬ ‫المحلية‪ ،‬إضافة إل كونه موطنا ر‬ ‫الوطن من الحضارة اإلنسانية‪.‬‬ ‫الثقاف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التابية موحدة وشاملة ر‬ ‫عىل الرغم من كون اإلصالحات ر‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫الوطن‪ ،‬فإن تداعياتها‬ ‫للتاب‬ ‫ر‬ ‫والتغيتات ي‬ ‫ي‬ ‫تم إحداثها بعيدة عن التأثت بشكل متكاف عىل األجزاء المختلفة من مكونات ر‬ ‫المغرب‪ ،‬فالجبال تشكل‬ ‫التاب‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫طن عىل مستوى الموارد والوظيفة والبعد‬ ‫عنرصا أساسيا من خالل احتاللها موقعا ر‬ ‫متمتا يف المجال الو ي‬ ‫الثقاف‬ ‫الكاف من التامج التنموية؛ ألن أغلب الجهود‬ ‫ي‬ ‫واالجتماع واالقتصادي‪ ،‬ومع ذلك فإنها لم تنل قدرها ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المال (الساحل‬ ‫الن توفر رسوط االستثمار المربــح والتاكم‬ ‫ي‬ ‫بعد االستقالل تركزت يف القطاعات والمناطق ي‬ ‫ر‬ ‫باف المناطق ومن ضمنها الجبال عىل الهامش رغم‬ ‫األطلس األوسط‪ ،‬المدارات المسقية‪ )...‬بينما ظلت ي‬ ‫ي‬ ‫‪2‬‬ ‫بعض التدخالت المحدودة ‪ .‬هذه المقاربة بنيت عىل منطق اقتصادي أدى يف نهاية األمر إل تقسيم‬ ‫المغرب لمناطق منتجة نافعة وقابلة ألن تدمج يف االقتصاد العرصي‪ ،‬ومناطق هامشية ال تتوفر فيها‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن انعكست بشكل‬ ‫السء الذي جعل الجبال عبارة عن مناطق‬ ‫ي‬ ‫تعاب العزلة ي‬ ‫الشوط المناسبة لذلك‪ ،‬ي‬ ‫اف بسبب الهجرة‪.‬‬ ‫خاص عىل ضعف خدماتها السوسيو‪-‬اقتصادية وتراجع وزنها الديموغر ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تؤدي إل تحطيم الهويات الثقافية‬ ‫ه السبيل لمواجهة اإلكراهات والتهديدات ي‬ ‫إن التنمية التابية ي‬ ‫الن يعاب منها ر‬ ‫ر‬ ‫الجبىل‬ ‫التاب‬ ‫المغرب بشكل عام‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المحلية‪ ،‬وتعميق الفوارق االجتماعية والمجالية ي‬ ‫ي‬ ‫التابية لحوض أوريكة بشكل خاص‪ .‬أصبحت مسألة تحقيق التنمية ر‬ ‫والجماعات ر‬ ‫التابية اليوم تستلزم وجود‬ ‫فاعلي قادرين عىل الست ر‬ ‫األوريك نحو األفضل وذلك عن طريق مشاري ــع حكيمة ومسايرة لمتطلبات‬ ‫بالتاب‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫األساس يف تنمية ترابه‪.‬‬ ‫المحىل اليوم هو العنرص‬ ‫الواقع المعاش‪ ،‬ألن الفاعل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ .1‬إشكالية الدراسة‬ ‫يعتت المجال الجبىل لحوض أوريكة من بي ر‬ ‫أكت المناطق تأثرا بالديناميات االقتصادية المتسارعة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن عرفها العالم‪ ،‬إضافة إل االستغالل المفرط للموارد والتعرض للكوارث الطبيعية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫والتغتات المناخية ي‬ ‫ر‬ ‫الن واجهها حوض أوريكة يف معاناة سكانه من مشاكل الفقر والهشاشة البيئية‬ ‫تسببت اإلكراهات ي‬ ‫‪1‬ـ مديرية إعداد التراب الوطني (‪ :)2000‬الحوار الوطني حول إعداد التراب الوطني‪ ،‬خالصة تركيبية‪ ،‬ص‪.51‬‬ ‫‪2‬ـ محمد الناصري (‪ :)2003‬الجبال المغربية‪" ،‬مركزيتها ـ هامشيتها ـ تنميتها"‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة المغربية الرباط‪ ،‬ص ‪.207‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪171‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫والسوسيو‪-‬اقتصادية‪ ،‬رغم توفرها عىل مؤهالت متعددة ستمكنها من تجاوز الوضعية الراهنة إل وضعية‬ ‫ر‬ ‫تدبتها وعدم القدرة عىل االندماج يف نظام سوسيو ‪-‬‬ ‫أفضل‪ .‬لكن ضعف استغالل موارد هذا التاب وسوء ر‬ ‫ر‬ ‫األوريك دينامية‬ ‫الجبىل‬ ‫المعيس للسكان‪ .‬كما يعرف المجال‬ ‫اقتصادي جديد‪ ،‬أدى إل ضعف المستوى‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫مجالية متسارعة‪ ،‬ر‬ ‫بعي االعتبار وتدب رت كل أجزاء‬ ‫السء الذي حتم عىل‬ ‫الفاعلي أخذ هذه الديناميات ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الحوض بشكل مندمج‪ ،‬لكون أجزاء الحوض تعرف ديناميات متفاوتة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫التال‪ :‬ما‬ ‫يأب عىل الشكل‬ ‫من خالل ما سبق فإن السؤال‬ ‫ئيس الذي يتناوله هذا المقال ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫اإلشكال الر ي‬ ‫ر‬ ‫وتتة االستغالل‬ ‫ابيي يف تنمية المجال‬ ‫مدى مساهمة‬ ‫وف الرفع من ر‬ ‫الفاعلي الت ر‬ ‫ر‬ ‫الجبىل لحوض أوريكة ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫وتحسي ظروف عيش السكان‬ ‫األمثل للموارد المتوفرة به وجعلها أداة لتحقيق التنمية التابية المستدامة‬ ‫ر‬ ‫ربتاب جماعات حوض أوريكة؟ ولمعالجة هذه اإلشكالية سنجيب عىل األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬ ‫التاب المحىل والمساهمون ف تحقيق التنمية ر‬ ‫✓ من هم الفاعلون المتدخلون ف تدبت ر‬ ‫التابية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المستدامة؟‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن وضعها هؤالء الفاعلون يف إطار برامج عملهم؟‬ ‫ه أهم االستاتيجيات واآلليات والمشاري ــع ي‬ ‫✓ ما ي‬ ‫ر‬ ‫الجبىل ألوريكة القيام بأدوارهم مع مراعاة الخصوصية‬ ‫الفاعلي بالتاب‬ ‫✓ هل استطاع مختلف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المحلية؟‬ ‫‪ .2‬فرضيات الدراسة‬ ‫انطلقنا لإلجابة عىل اإلشكالية المطروحة من ثالث فرضيات أساسية‪:‬‬ ‫تدبته؛‬ ‫الفاعلي‬ ‫الجبىل ألوريكة أدى إل تعدد تشكيلة‬ ‫✓ تعدد حاجيات المجال‬ ‫المتدخلي يف ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي مجموعة من االختالالت‪ ،‬وتكون‬ ‫االستاتيجيات والمشاري ــع المتخذة من طرف‬ ‫✓ تواجه‬ ‫ر‬ ‫وغت متكاملة وال تستجيب النتظارات الساكنة؛‬ ‫غت منسجمة ر‬ ‫كثت من األحيان ر‬ ‫تدخالتهم يف ر‬ ‫الفاعلي إل عرقلة ابتكار وتتيل المشاري ــع التنموية المناسبة‬ ‫✓ أدت الرصاعات وتضارب المصالح ربي‬ ‫ر‬ ‫للخصوصية المحلية‪.‬‬ ‫‪ .3‬منهجية معالجة وتحليل المعطيات‬ ‫منهجي هما‪:‬‬ ‫اعتمدنا يف دراسة هذا الموضوع عىل‬ ‫ر‬ ‫الوصف‪ :‬اعتمدناه من خالل تتبع ووصف وتفكيك اإلشكالية المدروسة يف الميدان‪،‬‬ ‫• المنهج‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ابيي ودراسة العالقة ربي‬ ‫والوقوف عىل عناضها‪ ،‬وتتبع أساليب وأشكال اشتغال‬ ‫الفاعلي الت ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن ساهمت يف معالجة اإلشكالية‪.‬‬ ‫مختلف‬ ‫ر‬ ‫المتغتات‪ ،‬ي‬ ‫التحليىل‪ :‬من خالله تم تحديد االشكالية محل البحث‪ ،‬وجمع البيانات والمعلومات‬ ‫الكم‬ ‫• المنهج‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫وف ضوء ذلك تم وضع تساؤالت وفرضيات تمثل تخمينات لحلول اإلشكالية‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫عنها‪ ،‬ي‬ ‫تم تقديم ر‬ ‫الشوح‪ ،‬وإجراء التحليالت‪ ،‬واستخالص النتائج والقرائن‪ ،‬واختبار الفرضيات؛ للتأكد من‬ ‫مدى االعتماد عليها من عدمه‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪172‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫المفاهيم‬ ‫‪ .4‬الجهاز‬ ‫ي‬ ‫ ر‬‫التاب‪ :‬ر‬ ‫ثقاف يتم الحفاظ عليه وتجديده عت التاري ــخ‪ .‬تم إنشاؤه من طرف‬ ‫التاب عبارة عن بناء‬ ‫اجتماع ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اب‪.3‬‬ ‫الجهات الفاعلة‪ ،‬عىل حساب مجاالت مشتكة يف ديناميات المشوع الت ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اف محدد‪ ،‬والذي يشكل‬ ‫الن تربط‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي بمجال جغر ي‬ ‫وبصيغة أخرى التاب ناتج عن العالقات ي‬ ‫مساحة من سطح األرض‪ ،‬تكون ف ملكية مجموعة ر‬ ‫بشية معينة تستغله من أجل تلبية حاجياتها وضمان‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تتمت بوجود حدود‬ ‫الن ر‬ ‫استمرارها‪ ،‬وتؤخذ فيه ر‬ ‫بعي االعتبار السياسات االقتصادية واالجتماعية والثقافية؛ ي‬ ‫ر‬ ‫كالحدود السياسية لإلقليم‪ .‬فالتاب ليس فقط تلك المساحة المحدودة مجاليا‪ ،‬بل هو كذلك مجال‬ ‫الفاعلي "من خالل مبدأ التنظيم والعمل يف ظروف مختلفة سواء عىل‬ ‫للتنسيق والتفاعل ربي مختلف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫األساس الذي يعتمد‬ ‫وبالتال فإن التاب تمارس عليه سلطة ما‪ ،‬حيث أن المبدأ‬ ‫القصت أو البعيد"‪،‬‬ ‫المدى‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫باف المجاالت األخرى‪ .‬إذن يمكن الحديث عن ثالثة معايت محددة ر‬ ‫ر‬ ‫للتاب‪:‬‬ ‫الن ر‬ ‫ر‬ ‫تمته عن ي‬ ‫عليه هو هويته ي‬ ‫• ـ أوال‪ :‬معيار الهوية واالنتساب‪ ،‬ر‬ ‫فالتاب عبارة عن مجال يحمل اسما وله حدود ويتوفر عىل تاري ــخ‪،‬‬ ‫ثقافة وتراث يستعمله المنتسب إليه كمرجعية للكشف عن هويته أو تحديد انتمائه‪ ،‬ر‬ ‫فالتاب هو‬ ‫مجال يحمل بصمات لمتمثالت وممارسات الساكنة القاطنة به أو المنتمية له‪.‬‬ ‫التجهتية المكتسبة عن طريق‬ ‫• ـ ثانيا‪ :‬المعيار المادي‪ ،‬ويشكل كل المؤهالت الطبيعية والبنيات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫معي‪.‬‬ ‫الن يمكنها أن تساهم يف خلق دينامية تنموية بتاب ر‬ ‫التهيئة ي‬ ‫ر‬ ‫الن تحكم وتنظم‬ ‫• ـ ثالثا‪ :‬المعيار‬ ‫التنظيم‪ ،‬يتشكل من تلك الهياكل اإلدارية والقانونية والمؤسساتية ي‬ ‫ي‬ ‫المجال‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اب‪ :‬اقتبس مفهوم الفاعل (‪ )Acteur‬من قاموس المشح‪ ،‬إذ يمكن القول إن التاب هو خشبة‬ ‫الفاعل الت ي‬‫ر‬ ‫اب هو متقمص الدور عليها‪ .‬والفاعل هو "من يقرر ويقوم بفعل أو عمل‪،‬‬ ‫المشحية أو أرضيته‪ ،‬والفاعل الت ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن يهدف من خاللها‬ ‫ه األخرى بتمثالت الفاعل ومصالحه‪ ،‬ي‬ ‫والن ترتبط ي‬ ‫باستعمال وسائل واستاتيجيات‪ ،‬ي‬ ‫تأثته‪ ،‬ر‬ ‫حن يكون قادرا عىل مراقبة المحيط الذي يعيش فيه"‪.4‬‬ ‫سد حاجياته وتقوية ر‬ ‫ر‬ ‫اب مسألة حظيت بالدراسة لتحديد المستوى المناسب للفعل‬ ‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إل أن حجم الفاعل الت ي‬ ‫ر‬ ‫التاب داخل ر‬ ‫التاب باعتباره تشكيلة سوسيو‪-‬مجالية‪ ،‬إذ تأكد أن الفاعل كفرد‪ ،‬ال يدخل يف سياق مفهومه‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫بل يعتمد باألساس عىل الكائن‬ ‫اب بقيمة مرجعية مناسبة‪ ،‬تظهر بوضوح‬ ‫االجتماع المستوطن للمجال الت ي‬ ‫ي‬ ‫للمجموعات االجتماعية (مدبرون مؤسساتیون۔ مقاولون۔ جمعويون‪ .‬مقررون۔ ‪ ،)...‬وقادرة نسبيا عىل‬ ‫استيعاب البنيات االقتصادية والثقافية واللغوية والعقدية والفكرية‪.5‬‬ ‫التابية‪ :‬حسب أرمون فريمون‪ ،‬رتتجم التنمية ر‬ ‫ التنمية ر‬‫وللفاعلي‬ ‫التابية أساسا‪ ،‬نظرة إدماجية للمجاالت‬ ‫ر‬ ‫االجتماعيي ولسياسات التدخل العمومية ‪ ....‬وهكذا‪ ،‬فإن الهدف الرئيس للتنمية ر‬ ‫التابية‪ ،‬هو خلق‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫االلتحام‬ ‫اب‪ ،‬كعنرص لتجانس مسلسالت التخطيط والتهيئة والتنمية المتبعة من األعىل ومن‬ ‫االجتماع والت ي‬ ‫ي‬ ‫‪Anthony Tchékémian, (2004): Entre démarches de qualité et diversification, une ressource territoriale à l’épreuve‬ـ‪3‬‬ ‫‪des faitsm CERMOSEM – La notion de ressource territoriale.‬‬ ‫‪-4‬بوجروف سعيد (‪" :)2012‬الجهة والجهوية‪ ،‬أي مشروع ألي تراب؟" المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراکش‪ ،‬ص ‪.45‬‬ ‫‪5-GUY DI Méo (1998): «Géographie sociale et territoire», Ed Nathan, Paris, p197.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪173‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫األسفل‪ .6‬تفرض التنمية ر‬ ‫التابية إذن‪ ،‬ثورة فكرية بضم عناض اجتماعية وسياسية للتحليل االقتصادي‪.7‬‬ ‫فالتنمية ر‬ ‫الوظيف يف تنظيم الحياة‬ ‫حسن‪ ،‬تفرض القطع مع المنطق‬ ‫التابية‪ ،‬كما يرى ذلك الباحث مصطف‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وتقتح العودة للمنظور ر‬ ‫االقتصادية‪ ،‬ر‬ ‫التاب‪ .‬فف اإلطار المحىل‪ ،‬وبتثمي الموارد ر‬ ‫التابية المحلية‪ ،‬وضمان‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المحليي‪ ،‬يمكن للتنمية أن تجيب عن انتظارات الساكنة‪.‬‬ ‫انخراط ومشاركة السكان‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫بتحسي قدراتهم عىل‬ ‫للفاعلي‬ ‫ه "األسلوب الذي يسمح‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وإذا كان البعض‪ ،‬يرى بأن التنمية التابية ي‬ ‫ر‬ ‫الن تهمهم‪ ،8".‬فإن البعض اآلخر يؤكد عىل ضورة التفاعل والتخطيط‪ ،‬حيث يرى‬ ‫السيطرة عىل التطورات ي‬ ‫ر‬ ‫ه نتيجة للتفاعل ربي الديناميات المحلية والديناميات المؤسساتية‪ ،‬وإرادة معينة يف‬ ‫أن "التنمية التابية ي‬ ‫التدبت والتخطيط الجماع ر‬ ‫للتاب‪ ،‬من خالل مختلف صيغ الحكامة"‪.9‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ه دعوة ضيحة إل تجاوز حالة الالتوازن‪ ،‬الناتج عن أحادية صنع القرار‪ ،‬دون مراعاة‬ ‫ الحكامة‪ :‬الحكامة ي‬‫المنطق العلم المؤسس عىل عناض المشاركة ف مختلف مراحل إعداد ر‬ ‫المشوع‪ ،‬من التشخيص إل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ستورة تمتاز بالشفافية وحسن األداء‪.‬‬ ‫التمجة والتنفيذ‪ ،‬ثم التقييم والمحاسبة‪ ،‬يف إطار ر‬ ‫ويرتبط مفهوم الحكامة ر‬ ‫المحليي‪،‬‬ ‫الفاعلي‬ ‫التابية أوال‪ ،‬بخطاب التنمية المحلية‪ ،‬حيث يركز عىل انخراط‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والجمعويي يف ديناميات التنمية‪ ،‬من خالل تعبئة طاقاتهم ومواردهم‪ ،‬وتحمل‬ ‫والعموميي‬ ‫الخواص منهم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مصتهم‪ ،‬والعمل عىل الخلق والتجديد والتنظيم والتنسيق ربي أعمالهم‪.‬‬ ‫مسؤوليات ر‬ ‫ر‬ ‫والسياسيي‬ ‫المؤسساتيي‬ ‫للفاعلي‬ ‫ه ربط العالقة ربي الشبكات المختلفة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الحكامة التابية ي‬ ‫واالجتماعيي‪ ،‬ف إطار رؤية ر‬ ‫ومشوع‬ ‫فاعىل‬ ‫مستقبىل للتنمية المستدامة‪ .‬ويفهم وضع شبكة‬ ‫واالقتصاديي‬ ‫ر‬ ‫ر ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الن يتوفر عليها كل ر‬ ‫ر‬ ‫الشكاء مع األبناء‪ ،‬مع اإلشارة إل أن لكل‬ ‫التنمية المحلية‪ ،‬بتقاسم المعارف والختات ي‬ ‫ر‬ ‫االستاتيجية‪.10‬‬ ‫كبتة يف تحديد وحسم االختيارات‬ ‫واحد من هؤالء‪ ،‬استقاللية ر‬ ‫‪.5‬تقديم منطقة الدراسة‬ ‫إن اختيارنا للجماعات ر‬ ‫ر‬ ‫التابية أوريكة ر‬ ‫تنتم إداريا إل إقليم الحوز كمجال‬ ‫الن‬ ‫ي‬ ‫وسن فاضمة وأوكايمدن ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تعرفها هذه المجاالت‪ .‬تقع الجماعات ر‬ ‫ر‬ ‫التابية ألوريكة ضمن‬ ‫للدراسة‪ ،‬أب بناء عىل الدينامية المهمة ي‬ ‫الكبت‬ ‫حوض أوريكة الذي يعتت أحد أهم األحواض الجبلية الواقعة يف الجهة الشمالية لألطلس‬ ‫الغرب‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ويبتدئ هذا الحوض من جهة الشمال ر‬ ‫مبارسة من الحدود مع جماعة اغمات ليشكل امتدادا سهليا عىل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫يأب القسم األكت من الحوض‬ ‫مسافة ‪ 5‬كيلومتات نحو الجنوب لندخل يف الدير عند قدم الجبل‪ .‬ثم بعدها ي‬ ‫وتتمت بارتفاعات تصل فيه أعىل قمة ر‬ ‫مشفة عىل الحوض‬ ‫الجبىل (جبال درن)‬ ‫الذي يطع عليه الطابع‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫األساس لمجاري المياه نظرا لكمية‬ ‫‪ 4001‬م رت عن سطح البحر بجبل إفراون‪ ،‬وتعتت هذه الجبال المصدر‬ ‫ي‬ ‫الثلوج المتساقطة عليها‪ .‬رتتاوح االرتفاعات عموما بهذا المجال ما بي ‪ 700‬و‪ 4001‬ر‬ ‫مت عن سطح البحر‪.‬‬ ‫ر‬ ‫‪ -6‬المصطفى حسني (‪" :) 2009‬إشكالية التنمية الترابية بالمغرب‪ ،‬نموذج جهة دكالة عبدة"‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراة الدولة في اآلداب‬ ‫جغرافيا‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية مراكش‪.‬‬ ‫‪ AYDALOT Philippe, (1982): «Economie régionale et urbaine», Paris, Economica.‬ـ‪7‬‬ ‫‪ DE FONTAINE Jean-Pierre, et autres, (2001): «Itinéraires et développement», INRA.‬ـ‪8‬‬ ‫‪ GIRAUT Frédéric, VANIER Martin, «Plaidoyer pour la complexité territoriale, in Utopie pour le territoire,‬ـ‪9‬‬ ‫‪L'Aube, Paris.‬‬ ‫‪10- CARLES Joseph, «Gouvernance territoriale», http://fr.wikipedia.org/wiki/gouvernance_territoriale.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪174‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫لينته امتداد الحوض جنوبا بالحدود مع جماعة توبقال وتيديىل؛ ر‬ ‫ورسقا جماعة تيغدوين واكرفروان؛ وغربا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫حوض الزات‬ ‫وأسن‪ .‬وفيما يتعلق بالحدود الهيدرولوجية فإن الحوض يتوسط كل من‬ ‫جماعة أغواطيم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ررسقا وغيغاية غربا‪.‬‬ ‫ر‬ ‫سن فاضمة‪ ،‬أوكايمدن) بعدد‬ ‫عىل المستوى اإلداري يضم الحوض ثالث جماعات ترابية (أوريكة‪ ،‬ي‬ ‫تنتم إل دائرة تحناوت التابعة إلقليم الحوز‪ ،‬جهة‬ ‫اجمال من السكان بلغ ‪ 66271‬نسمة‪ .‬هذه الجماعات‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪2‬‬ ‫آسف بمساحة ‪ 564‬كلم ـ يحد اإلقليم من الشمال عمالة مراكش وإقليم قلعة الشاغنة‪ ،‬ومن‬ ‫مراكش‬ ‫ي‬ ‫الجنوب إقليم تارودانت وورزازات‪ ،‬ر‬ ‫ورسقا إقليم أزيالل‪ ،‬وغربا إقليم شيشاوة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الخريطة ‪ :1‬توطي مجال الدراسة ضمن ر‬ ‫والوطن‬ ‫اإلقليم والجهوي‬ ‫التاب‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫شخض ‪2021‬‬ ‫المصدر‪ :‬عمل‬ ‫ي‬ ‫‪.6‬دينامية سوسيو‪-‬اقتصادية رسيعة وانفتاح اقتصاد الجبل عىل اقتصاد السوق‬ ‫أصبحت المجاالت الريفية والجبلية عىل الخصوص تعرف عدة تحوالت تنعت بصفات مختلفة؛‬ ‫يطلق عليها إما تراجع األريفة أو نهايتها (‪ ،)Déruralisation‬أو ريف جديد بوظائف جديدة‪ .‬وأضحت هذه‬ ‫الريف‪ ،‬وذلك راجع لعدة عوامل اقتصادية واجتماعية‪.‬‬ ‫األختة تعرف تراجع الطابع‬ ‫المجاالت خالل العقود ر‬ ‫ي‬ ‫يكتس تحول أريفة هذا المجال عدة أشكال؛ منها انفتاحه عىل اقتصاد جديد وتعدد األنشطة لدى األرس‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪175‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫الريفية عىل حساب استغالل األرض وتعبئة األرياف للمدن‪ ،‬إل جانب انتشار أنماط العيش "الحرصي"‬ ‫بالبوادي‪ .‬إذا تأملنا يف التحول‬ ‫االجتماع الذي يجتازه حوض أوريكة‪ ،‬من المؤكد أننا ندرك مدى التطور‬ ‫ي‬ ‫‪11‬‬ ‫الذي طرأ عىل المجتمع‪ ،‬فمظاهر العيش مسها التطور يف أساليب اإلنتاج واالستهالك ‪.‬‬ ‫‪6‬ـ‪1‬ـ الجماعات ر‬ ‫وتنام ظاهرة الهجرة البيجماعاتية‬ ‫التابية بحوض أوريكة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن يعتمد عليها يف دراسة طبيعة عيش اإلنسان وتفاعله‬ ‫يعتت الجانب الديموغر ي‬ ‫اف من أهم الجوانب ي‬ ‫مع مجاله الطبيع‪ ،‬ومن المعروف بأن منطقة أوريكة شهدت استقرارا ر‬ ‫الجبىل‬ ‫بشيا قديما خاصة يف قسمها‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ختات‪ ،‬لكن هل استطاع الجبل الحفاظ عىل تلك المكانة؟ أم أن وظيفته السكنية‬ ‫نظرا لما كان يوفره من ر‬ ‫ر‬ ‫الن عرفتها المجاالت الجبلية المغربية بشكل‬ ‫تراجعت لصالح مجاالت أخرى؟ يف ظل التحوالت المجالية ي‬ ‫عام وأطلس مراكش بوجه خاص‪ ،‬فإنها تعرضت لتحوالت ديموغرافية رسيعة‪ ،‬ناتجة عن االستقرار وتراجع‬ ‫ر‬ ‫اف‬ ‫اف للساكنة الجبلية‪ .‬وإلبراز هذا التحول الديموغر ي‬ ‫التحال من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬النمو الديموغر ي‬ ‫السكاب الذي عرفه‪ ،‬ويتز الجدول (رقم‪ )1:‬تطور‬ ‫بحوض أوريكة مجال دراستنا‪ ،‬سنتوقف عند التطور‬ ‫ي‬ ‫السكان بحوض أوريكة وتوزيعهم بي الجماعات ر‬ ‫التابية‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الجدول ‪ :1‬تطور عدد السكان بجماعات حوض أوريكة ما ربي ‪ 2004‬و‪2014‬‬ ‫عدد السكان‬ ‫الكثافة‬ ‫عدد األرس‬ ‫أوريكة‬ ‫المجموع‬ ‫اإلناث‬ ‫الذكور‬ ‫‪2‬‬ ‫‪172‬ن‪/‬كلم‬ ‫‪4777‬‬ ‫‪26985‬‬ ‫‪13276‬‬ ‫‪13709‬‬ ‫إحصاء ‪2004‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 239‬ن‪/‬كلم‬ ‫‪7598‬‬ ‫‪37290‬‬ ‫‪18129‬‬ ‫‪19187‬‬ ‫إحصاء ‪2014‬‬ ‫عدد السكان‬ ‫ر‬ ‫الكثافة‬ ‫عدد األرس‬ ‫سن فاضمة‬ ‫ي‬ ‫المجموع‬ ‫اإلناث‬ ‫الذكور‬ ‫إحصاء‬ ‫‪2‬‬ ‫‪/74.27‬كلم‬ ‫‪4457‬‬ ‫‪22283‬‬ ‫‪11046‬‬ ‫‪11237‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫إحصاء‬ ‫‪2‬‬ ‫‪/71.50‬كلم‬ ‫‪4279‬‬ ‫‪24120‬‬ ‫‪11806‬‬ ‫‪12314‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫عدد السكان‬ ‫الكثافة‬ ‫عدد األرس‬ ‫أوكايمدن‬ ‫المجموع‬ ‫اإلناث‬ ‫الذكور‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 24‬ن‪/‬كلم‬ ‫‪655‬‬ ‫‪4440‬‬ ‫‪2271‬‬ ‫‪2169‬‬ ‫إحصاء ‪2004‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 91.20‬ن‪/‬كلم‬ ‫‪782‬‬ ‫‪4795‬‬ ‫‪2348‬‬ ‫‪2447‬‬ ‫إحصاء ‪2014‬‬ ‫المصدر‪ :‬الجماعات ر‬ ‫إحصاب‪ 2004 :‬و‪2014‬‬ ‫التابية بأوريكة عن المندوبية السامية للتخطيط‪،‬‬ ‫ي‬ ‫كبت يف‬ ‫من خالل مقارنة الخصائص الديمغرافية لجماعات هذا الحوض‪ ،‬لوحظ بأن هناك تفاوت ر‬ ‫ر‬ ‫كبتة بمنطقة‬ ‫يثت االنتباه أن الكثافة السكانية ر‬ ‫أعداد السكان ربي الجماعات التابية الثالث المكونة له‪ ،‬ومما ر‬ ‫‪ -11‬موالي الحسن الفارسي (‪ :)2008‬تحوالت السكن وتنظيم المجال الجبلي بواد أوريكة‪ ،‬دراسات مجالية العدد ‪ ،5‬سلسلة ندوات‬ ‫ومناظرات‪ ،‬مجموعة البحث حول التدبير الجهوي والتنمية الترابية‪ ،‬منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية جامعة القاضي عياض‪،‬‬ ‫مراكش‪ ،‬ص ‪84‬ـ‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪176‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫سهل قدم الجبل عكس ما كان متعارفا عليه لقرون مضت‪ ،‬حيث كان السكان يفضلون االستقرار بالمناطق‬ ‫المرتفعة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تأب بعدها‬ ‫تمثل جماعة أوريكة لوحدها ‪ %56‬من مجموع سكان الحوض أي أكت من النصف‪ ،‬ثم ي‬ ‫سن فاضمة بنسبة ‪ ،%36‬وف األخت جماعة أوكايمدن ب ‪ .%8‬انطالقا من ر‬ ‫ر‬ ‫الفتة الممتدة ما ربي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫جماعة ي‬ ‫‪ 2004‬و‪ 2014‬تزايد عدد سكان الجماعة األول ر‬ ‫األخريي‬ ‫الجماعتي‬ ‫بأكت من ‪ 10 000‬نسمة‪ ،‬بينما بقيت‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫محافظتي تقريبا عىل نفس معدلهما األول‪ ،‬حيث ال تتجاوز نسبة الزيادة خالل هذه ر‬ ‫الفتة ‪ 1000‬نسمة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫يرجع هذا االختالف يف أعداد السكان إل عدة عوامل أهما التأثر بتيار العولمة‪ ،‬إذ أصبح أغلب سكان‬ ‫الجبال يفضلون العيش بجماعة أوريكة نظرا لقربــها من مدينة مراكش‪ ،‬ومالئمتها النسبية لظروف العيش‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫سن فاضمة أوكايمدن‪ ،‬وهذا‬ ‫وتوفتها وعاء عقاري مناسب لخلق تجمعات سكنية منظمة بخالف‬ ‫ر‬ ‫جماعن ي‬ ‫ي‬ ‫ما زاد من إشكالية الهجرة البيجماعاتية من الجبل ر‬ ‫(سن فاضمة وأوكايمدن) نحو قدم الجبل (جماعة‬ ‫ي‬ ‫أوريكة)‪ ،‬إضافة إل عامل الهجرة العكسية من مدينة مراكش نحو أوريكة‪ ،‬هذا ما أدى إل تفاقم اإلكراهات‬ ‫ر‬ ‫التعمت‪ ،‬فلحد الساعة ال يوجد حل جذري (تصميم‬ ‫الن تواجه هذه الجماعة خاصة فيما يتعلق بعملية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫العشواب عىل المساحات الخرصاء وزيادة تفاقم‬ ‫التهيئة) لتجاوز هذه اإلشكالية ومنه استمرار زحف البناء‬ ‫ي‬ ‫األوضاع نحو األسوأ‪.‬‬ ‫‪6‬ـ‪2‬ـ تراجع أهمية األنشطة الفالحية بحوض أوريكة‬ ‫الفالح هو المحدد العام لتنظيم المجال‪ ،‬فإنه يف ظل ما يعرفه الحوض من‬ ‫يف وقت كان فيه النشاط‬ ‫ي‬ ‫تحوالت؛ أحدثت العديد من األساليب الجديدة يف عملية اإلنتاج واالستهالك‪ ،‬نجد الفالحة لم تعد تشكل‬ ‫غت الفالحية‬ ‫المورد الوحيد للمداخيل وال االنشغال األول للساكنة بوادي أوريكة‪ .‬فقد تعددت األنشطة ر‬ ‫الممارسة ر‬ ‫ر‬ ‫الن يعرفها هذا المجال‪ .‬هذه‬ ‫كإستاتيجيه للتكيف مع ديناميات التحول‬ ‫االجتماع واالقتصادي ي‬ ‫ي‬ ‫ودواع‪ ،‬كما يمكن‬ ‫النواح‪ ،‬فتعدد األنشطة له عدة أبعاد وعدة أهداف‬ ‫األنشطة صعب اإللمام بها من كل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫أن نجد فردا واحدا ينتقل ربي عدة أنشطة تبعا لمتطلبات سوق الشغل يف كل فتة‪ ،‬أو لفهم خاص للقيم‬ ‫االجتماعية واالقتصادية لكل نشاط‪.12‬‬ ‫رئيس لدى أغلب أرباب األرس بحوض أوريكة‪ ،‬يفش محدودية الموارد‬ ‫إن تراجع الفالحة كنشاط‬ ‫ي‬ ‫المكتسبة من هذا النشاط االقتصادي‪ ،‬أو يف بعض األحيان يعتت تعدد األنشطة وسيلة لمراكمة الرأسمال‬ ‫ومضاعفة الموارد التكميلية‪.13‬‬ ‫وبــهدف تلبية الحاجيات الجديدة أصبحت الساكنة مجتة عىل أن تستهلك ما ال تنتج تأثرا منها بنمط‬ ‫وتوفت موارد استهالكية أخرى عن طريق‬ ‫الحياة الحرصية‪ ،14‬مما دفعها إل تنوي ــع أنشطتها اإلنتاجية‬ ‫ر‬ ‫‪-12‬موالي الحسن الفارسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬ ‫;‪13- Guitouni Abdelkader; (2005): La déruralisation des compagnes du Rif trait majeur des mutations de la région‬‬ ‫‪études spatiales n°2 " mutation des espaces rurales dans les montagnes du Rif marocain", publication de Groupe‬‬ ‫‪de Recherche Géographique sur les montagnes de Rif, FLSH de Tétouan, p 232.‬‬ ‫‪14- Bellaoui Ahmed; (2006): Tourisme et système économique des zones de montagne au Maroc, Etat actuel et‬‬ ‫‪perspectives d'avenir: Le cas du Haut Atlas de Marrakech; Le tourisme de montagne réalités et perspectives,‬‬ ‫‪publication EDIT, LERMA, ERCPT, FLSH Université Cadi Ayyad, Impression El Watanya, Marrakech, p 109 .‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪177‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫رباب والرصاص ‪ ...‬وعىل طول‬ ‫ر‬ ‫االستتاد‪ .‬نظرا لتطور السكن وعرصنته فقد ظهرت مهن جديدة كالبناء والكه ي‬ ‫ر‬ ‫(مقاه‪ ،‬محالت تجارية‪ ،‬النجارة وحرف أخرى‬ ‫واد أوريكة‪ ،‬نجد الساكنة ال تتدد يف ولوج أنشطة جديدة‬ ‫ي‬ ‫وه فئة تحولت من منتج إل‬ ‫متعددة ‪ ،)...‬تنضاف إليها فئة أخرى تحولت من خماس أو فالح إل عامل؛ ي‬ ‫"بتك ‪ "berque‬حصل لديها هذا التحول بسبب‪:15‬‬ ‫مستهلك يف نفس الوقت‪ .‬هذه الفئة‪ ،‬حسب وجهة نظر ر‬ ‫الروتين الذي كان يعتت شيئا طبيعيا؛‬ ‫الفالح‬ ‫ زعزعة ثقتها يف العمل‬‫ي‬ ‫ي‬ ‫ إذكاء حسها النقدي عن طريق عمليات التحديث؛‬‫ تحقق تقدم عىل مستوى التقنيات المادية وكذلك عىل مستوى أنماط العيش‪.‬‬‫‪6‬ـ‪3‬ـ السياحة أداة تحول مجالية مهمة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كبت‪ ،‬ر‬ ‫كت يحدث‬ ‫تنتش وتتكز بمجاالت محددة‪ ،‬هذا الت ر‬ ‫من دون شك أن السياحة الجبلية تنمو بشكل ر‬ ‫تغت من وظيفة ومن تنظيم المجال الذي‬ ‫فه ظاهرة جغرافية ر‬ ‫ر‬ ‫تغتات مهمة عىل المجال وعىل اإلنسان‪ .‬ي‬ ‫يمارس به النشاط‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الن يوفرها‬ ‫ووادي أوريكة ال يخرج قط من هذا اإلطار‪ ،‬فهو يستفيد بشكل ر‬ ‫كبت من الخصائص الطبيعية ي‬ ‫للسائح وكذلك من قربه من أهم المدن السياحية بالمغرب (مراكش)‪ ،‬إضافة إل استفادته كذلك من‬ ‫الخصوصيات المعمارية والثقافية واالجتماعية المشكلة لهوية المنطقة‪.‬‬ ‫األساس الذي‬ ‫المجال بحوض أوريكة مؤثرة عىل الدور‬ ‫لقد أصبحت السياحة عامال مهما يف التنظيم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫التأثت يمكن القول إنه تجاوز درجة المنافسة إل‬ ‫الفالح خالل عقود مضت‪ .‬هذا‬ ‫ظل يلعبه االقتصاد‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫مستوى أصبحت فيه السياحة النشاط المستحوذ والمحدد العام لتنظيم المجال‪ .‬هذه الحالة تتجىل عىل‬ ‫ر‬ ‫سن فاضمة‪ ،‬إضافة إل المحطة الثلجية‬ ‫طول وادي أوريكة وباألخص يف محطات أغبالو‪ ،‬ولماس‪ ،‬ي‬ ‫أوكايمدن‪.‬‬ ‫فمن جهة أول‪ ،‬نجد العديد من المدرجات كانت تستغل إلنتاج محاصيل زراعية‪ ،‬يداوم الفالح بوسائله‬ ‫التقليدية عىل تهيئتها باستمرار إزاء االنجراف بكل من أغبالو‪ ،‬ولماس ر‬ ‫وسن فاضمة‪ ،‬أضحت اآلن عىل شكل‬ ‫ي‬ ‫بتوفت مشاهد طبيعية مغرية للسائح‪ .‬أصبح‬ ‫محطات لالستجمام مهيأة بوسائل حديثة وبشكل يسمح‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫للرف بمستوى الخدمات المقدمة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫التنافس ربي الفنادق والمطاعم الموجودة بهذا المجال معيارا ي‬ ‫إل االعتماد عىل المشهد الذي يقدمه الموقع‪ ،‬مما يعن تبعا لهذا المبدأ‪ ،‬ومبدأ منطق الربــح؛ البحث ر‬ ‫أكت‬ ‫ي‬ ‫ممتة ومغرية للتمكن من استقطاب أكت للسياح ومضاعفة األرباح‪ .‬من جهة أخرى؛ فإن ذروة‬ ‫عن مواقع ر‬ ‫ر‬ ‫النشاط السياح رتتامن مع ر‬ ‫الفالح (الصيف والربيع)‪ ،‬مما ينعكس‬ ‫األكت ضعفا من حيت العمل‬ ‫الفتات‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪16‬‬ ‫بشكل ر‬ ‫مبارس من حيث تحول العمل من االشتغال يف الفالحة إل العمل يف السياحة ‪.‬‬ ‫‪15- Berque J (1945): Vers la modernisation rurale, B.I.M, n° spécial, Octobre, p 9.‬‬ ‫‪ -16‬السعيد بوجروف (‪ :)2007‬الجبال المغربية أية تهيئة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في اآلداب تخصص جغرافية التهيئة‪ ،‬كلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية مراكش‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.385‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪178‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫التابية بحوض أوريكة أي رؤية لتحقيق التنمية ر‬ ‫‪.7‬جماعات ر‬ ‫التابية المستدامة؟‬ ‫برمجت الجماعات ر‬ ‫التابية بحوض أوريكة عدة مشاري ــع يف إطار برنامج العمل الخاص بها وذلك حسب‬ ‫تمتت هذه المشاري ــع بتنوعها وباختالف مدة إنجازها وتكلفتها المالية‪ ،‬منها مشاري ــع‬ ‫رؤية كل مجلس‪ ،‬ر‬ ‫أنجزت وأخرى لم تنجز‪ ،‬برمج بعضها لإلنجاز بشكل فردي وأخرى يف إطار ررساكة‪.‬‬ ‫الجدول ‪ :2‬نماذج من المشاري ــع المتمجة من طرف الجماعات ر‬ ‫التابية بحوض أوريكة عىل مدى سنوات ‪ 2017‬ـ ‪2022‬‬ ‫بعض نماذج المشاريـ ـع الخاصة بالجماعة ر‬ ‫التابية أوريكة‬ ‫اسم ر‬ ‫التكلفة اإلجمالية‬ ‫التكلفة المتمجة خالل السنوات بالدرهم‬ ‫المشوع‬ ‫‪2022 2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪100.000‬‬ ‫‪100000‬‬ ‫اقتناء حاويات األزبال‬ ‫‪1.200.000‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪x‬‬ ‫تحديت وتقوية أسطول‬ ‫النظافة‬ ‫ر‬ ‫‪100.000‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪X‬‬ ‫إحداث فضاء للتفيه‬ ‫‪1.000.000‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪400000‬‬ ‫ترصيف المسالك‬ ‫الطرقية الرابطة ربي‬ ‫بعض الدواوير والمركز‬ ‫‪1.500.000‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪300000‬‬ ‫فتح وإصالح المسالك‬ ‫تقوية وتوسيع الشبكة‬ ‫الكهربائية‬ ‫تسييج المقابر‬ ‫إحداث محطة للمعالجة‬ ‫حفر آبار بدواوير‪:‬‬ ‫اض‪،‬‬ ‫اكنسان‪ ،‬ايت الر ي‬ ‫شعبة الماء ومرصف‬ ‫التج‪.‬‬ ‫تعميق آبار بدواوير‪:‬‬ ‫تافزة‪ ،‬الحجل‪ ،‬اكلموس‪،‬‬ ‫اض‪ ،‬الحداد‪،‬‬ ‫ايت الر ي‬ ‫‪500000‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪3.000.000‬‬ ‫‪200000‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪x‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪700.000‬‬ ‫‪5.000.000‬‬ ‫‪463.200‬‬ ‫‪463200‬‬ ‫بعض نماذج المشاري ــع الخاصة بالجماعة ر‬ ‫التابية أوكايمدن‬ ‫التكلفة التقديرية ر‬ ‫اسم ر‬ ‫للمشوع‬ ‫المشوع‬ ‫بالدرهم‬ ‫ر‬ ‫‪ 900 000.00‬درهم‬ ‫(السواف‪ ،‬صهاري ــج ‪)...‬‬ ‫ـ بناء وإصالح المنشآت الفالحية‬ ‫ي‬ ‫‪500 000.00‬‬ ‫ـ إصالح المسالك الطرقية المؤدية إل دواوير الجماعــة‬ ‫ـ إتمام مشاري ــع الماء الصالح ر‬ ‫‪600 000.00‬‬ ‫للشب وتوسيع شبكة التوزي ــع‬ ‫ر‬ ‫يف إطار رساكــة‬ ‫ـ بناء إعــداديــة بمركز تخفيست‬ ‫‪450 000.00‬‬ ‫ـ اقتناء سيارة اإلسعــاف‬ ‫ر‬ ‫يف إطار رساكة‬ ‫ـ إحداث ملعب للقرب بمركز تخفيست‬ ‫‪100 000.00‬‬ ‫تأطت وتكوين الجمعيات والتعاونيـات‬ ‫ر‬ ‫‪200 000.00‬‬ ‫ـ إصالح وتوسيع اإلنارة العمومية‬ ‫ـ إنجاز ر‬ ‫‪8000000‬‬ ‫الصخ وإحداث محطة لمعالجة‬ ‫مشوع الرصف‬ ‫ي‬ ‫المياه العادمة بمركز اوكايمــدن‬ ‫‪4000000‬‬ ‫ـ إعادة هيكلــة المركــز التجــاري‬ ‫الجماعتي ر‬ ‫ابيتي أوريكة وأوكايمدن‪.2017 ،‬‬ ‫المصدر‪:‬‬ ‫ر‬ ‫الت ر‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المقتحة لإلنجاز‬ ‫الفتة‬ ‫‪2021 -2017‬‬ ‫‪2021 - 2018‬‬ ‫‪ 2017‬ـ‪2021‬‬ ‫‪2020 -2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪ 2018‬ـ ‪2020‬‬ ‫‪2020 -2018‬‬ ‫‪2017‬ـ ‪2021‬‬ ‫‪ 2017‬ـ ‪2018‬‬ ‫برنامج توقع ر‬ ‫للفتة‬ ‫ي‬ ‫‪2021 -2019‬‬ ‫‪179‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫من خالل مالحظة وتحليل المشاري ــع المسطرة من طرف الجماعات ر‬ ‫التابية بحوض أوريكة يف برامج‬ ‫التجهت والبيئة‪ ،‬كحفر أبار وتعميق أخرى‬ ‫قطاع‬ ‫عملها اتضح أن جل هذه المشاري ــع تهم باألساس‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫بمجموعة من الدواوير‪ ،‬تبليط بعض المسالك الطرقية‪ ،‬تسييج بعض المقابر وما يحمله ذلك من استغالل‬ ‫والروح للساكنة المحلية‪ ،‬االهتمام باإلنارة العمومية‪ ...‬إلخ‪ .‬عىل العموم يمكن القول بأن‬ ‫العاطف‬ ‫للجانب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تشكيلة "المشاري ــع" المسطرة من طرف جل مجالس الجماعات التابية بأوريكة يغيب فيها مفهوم‬ ‫التابية وتحقيق التنمية ر‬ ‫االستثمار االقتصادي لتعزيز وتثمي الموارد ر‬ ‫التابية المستدامة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫إن المجالس الجماعية بأوريكة ركزت باألساس عىل بعض التدخالت التقليدية تطمح من خاللها إل‬ ‫مستغلي يف ذلك حاجتهم الملحة ألبسط متطلبات الحياة‬ ‫المحليي لربــح رهان االنتخابات‬ ‫استمالة السكان‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن خولت‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‪ .‬عدم دراية أغلب السكان المحلي ري بتلك األدوار التنموية الكتى ي‬ ‫للجماعات ر‬ ‫التابية اقتصاديا‪ ،‬اجتماعيا‪ ،‬وثقافيا جعلهم يقبلون بمثل هذه التدخالت المحدودة األثر‬ ‫والمجال‪.‬‬ ‫واالجتماع‬ ‫االقتصادي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫رهي بالعنرص ر‬ ‫البشي باعتباره األداة الرصورية والفاعلة يف ميدان‬ ‫التدبت‬ ‫إن‬ ‫ر‬ ‫الجماع بحوض أوريكة ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المحىل‪ ،‬لكن استنادا إل معطيات المقابالت مع رؤساء الجماعات التابية بحوض أوريكة مفادها‬ ‫التدبت‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المنتخبي داخل المجالس الجماعية ال يتجاوز مستواهم المرحلة االبتدائية وفئة أخرى بدون‬ ‫أن عددا من‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اب ضعيفا من حيث إعداد وتتيل المشاري ــع ذات األهمية‬ ‫اس‪ ،‬هذا ما ساهم يف جعل‬ ‫ر‬ ‫التدبت الت ي‬ ‫مستوى در ي‬ ‫ر‬ ‫الجماع‬ ‫والتسيت‬ ‫التدبت‬ ‫المنتخبي من دخول غمار‬ ‫يف مجال التنمية التابية المستدامة‪ .‬كما أن رهان بعض‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫هو الوصول إل السلطة دون امتالك أية رؤية ر‬ ‫استاتيجية مستقبلية قوامها تنمية المجتمع‪ ،‬وهذا ما زاد من‬ ‫الجماع وساهم يف حدة التهميش واإلقصاء‪.‬‬ ‫والتسيت‬ ‫التدبت‬ ‫ضعف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المدب والتعاونيات ربي الرهان التنموي وتعدد اإلكراهات‬ ‫‪ .8‬المجتمع‬ ‫ي‬ ‫األختة عدة تحوالت أهمها تلك الناتجة عن ارتباط العالقة بينه‬ ‫الجبىل ألوريكة يف اآلونة‬ ‫عرف المجال‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫واستاتيجيات جديدة‬ ‫تبن تقنيات‬ ‫وبي المدينة‪ ،‬واالنفتاح عىل النشاط‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫السياح وتطوير الفالحة من خالل ي‬ ‫ر‬ ‫التسويف"‪ ،‬والقيام بعدة محاوالت للتجديد واالبتكار‬ ‫اع نحو االقتصاد‬ ‫وتغي رت النمط القديم "الرعيوزر ي‬ ‫ي‬ ‫وتغتت العادات‬ ‫والفاعلي منفتحة عىل الخارج‬ ‫للتكيف مع الواقع المعاش‪ ،‬فأصبحت حياة السكان‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن كانت تربط الساكنة‬ ‫االستهالكية والمتطلبات اليومية‪ ،‬مما أدى إل فك تلك الروابط العاطفية القوية ي‬ ‫واجتماع جديد مخالف تماما لما كان سائدا فيما مض‪.‬‬ ‫وبالتال بروز نظام اقتصادي‬ ‫باألرض‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫لعب الفاعلون ر‬ ‫التابيون ر‬ ‫ر‬ ‫الن شهدتها‬ ‫بالتاب‬ ‫المحىل بجماعات حوض أوريكة دورا مهما يف التحوالت ي‬ ‫ي‬ ‫الفاعلي‪ ،‬تتجىل مساهماتهم يف تشكيل‬ ‫المدب والتعاونيات من أبرز هؤالء‬ ‫المنطقة‪ ،‬تعد جمعيات المجتمع‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫وتكوين الديناميات الحالية من خالل تدخالتهم ووجهات النظر والرؤى واألهداف المختلفة‪.‬‬ ‫‪8‬ـ‪1‬ـ اإلجراءات المتخذة من طرف التعاونيات والجمعيات لتثمي وتسويق الموارد ر‬ ‫التابية‬ ‫ر‬ ‫سعت التعاونيات والجمعيات إل اتخاذ عدة إجراءات لتثمي وتسويق الموارد ر‬ ‫التابية للمساهمة يف‬ ‫ر‬ ‫تحقيق التنمية ر‬ ‫تحسي الظروف االقتصادية واالجتماعية للساكنة المحلية خاصة‬ ‫التابية المستدامة‪ ،‬ومنه‬ ‫ر‬ ‫المنخرطون يف صفوفها‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪180‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫الجدول ‪ :3‬نماذج من التعاونيات والجمعيات المشتغلة ف مجال تثمي وتسويق الموارد ر‬ ‫التابية بأوريكة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫للتثمي‬ ‫اإلجراءات المتخذة‬ ‫التعاونية أو الجمعية‬ ‫ر‬ ‫تعاونية حوض أوريكة ـ االنخراط يف المجموعة ذات النفع االقتصادي "زيوت واد أوريكة" سنة ‪ 2011‬والمتواجد مقرها‬ ‫إلنتاج وتسويق زيت بطريق تمازوزت؛‬ ‫ر‬ ‫ـ توعية‬ ‫الفالحي لالنخراط يف صفوفها قصد االهتمام أكت بالطرق العرصية إلنتاج زيت الزيتون؛‬ ‫الزيتون‬ ‫ر‬ ‫ـ تقديم الدعم الالزم‬ ‫للفالحي من معدات ودورات تكوينية متنوعة قصد الرفع من كمية اإلنتاج‬ ‫(جماعة أوريكة)‬ ‫ر‬ ‫وتحسي الجودة؛‬ ‫ر‬ ‫والنواح‪،‬‬ ‫يكة‬ ‫ر‬ ‫أو‬ ‫منطقة‬ ‫داخل‬ ‫ومشتقاته‬ ‫الزيتون‬ ‫يت‬ ‫ز‬ ‫تسويق‬ ‫أسها‬ ‫ر‬ ‫عىل‬ ‫مستقبلية‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫مشا‬ ‫برمجة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫وأن تكون عملية اإلنتاج والتعبئة والتغليف محليا‪.‬‬ ‫توفت المواد األولية بتكلفة أقل منذ سنة ‪ 1999‬بغية تقريب الخدمات من‬ ‫الفالحي وتشجيعهم عىل‬ ‫تعاونية أزغار‬ ‫السبيط ـ ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫لجمع وتسويق الحليب اإلنتاج؛‬ ‫لتوفت ظروف مالئمة للتخزين؛‬ ‫ـ بناء مخزن لألعالف بدوار الحداد أوريكة سنة ‪2000‬‬ ‫(جماعة أوريكة)‬ ‫ر‬ ‫ـ بناء مقر جديد للتعاونية لتجميع الحليب بدوار أيت تشاويت سنة ‪ ،2011‬وجعله وحدة للتصنيع‬ ‫مستقبال؛‬ ‫الفالحي باألبقار من النوع الجيد سنة ‪ 2007‬للرفع من كميات إنتاج الحليب‪ ،‬إضافة إل وحدة‬ ‫ـ تزويد‬ ‫ر‬ ‫متنقلة للتلقيح خالل نفس السنة؛‬ ‫السع مستقبال إل إنشاء ضيعة فالحية نموذجية بأوريكة وتصنيع الحليب ومشتقاته وتسويقه؛‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫الفالحي‪.‬‬ ‫إضافة إل اقتناء شاحنات لتوزي ــع األعالف عىل‬ ‫ر‬ ‫ـ دورة تكوينية بالرباط حول كيفية التصدير مقدمة من طرف وزارة الصناعة بالرباط سنة ‪2015‬؛‬ ‫تعاونية تيفاوين‬ ‫نوسكاور إلنتاج الزربية ـ تكوين يف كيفية عمل الزخارف من طرف تعاونية أنو سنة ‪ 2017‬المتواجد مقرها ببوزنيقة؛‬ ‫ـ تكوين يف كيفية تطوير المنتوج من طرف مؤسسة "كرياتيف ‪ "Creative‬سنة ‪2016‬؛‬ ‫التقليدية‬ ‫تسيت أمور التعاونية مقدم من طرف الجماعة ر‬ ‫ر‬ ‫التابية ألزرو سنة ‪2015‬؛‬ ‫كيفية‬ ‫ف‬ ‫تكوين‬ ‫ـ‬ ‫فاضمة)‬ ‫سن‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫(جماعة ي‬ ‫والتسيت لما يكتسيه هذا الجانب من‬ ‫التدبت‬ ‫ـ البحث عن تكوينات مستقبلية يف فهم وضبط طرق‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أهمية كتى‪.‬‬ ‫تعاونية أبوغلو إلنتاج ـ تعليب وتغليف المنتجات وإظهارها يف أبه حلة؛‬ ‫الكبت؛‬ ‫الحلويات والكسكس ـ المشاركة يف مؤتمر األطراف ‪ cop 22‬سنة ‪ 2016‬بدعم من مؤسسة األطلس ر‬ ‫بأسن سنة ‪2017‬؛‬ ‫ـ المشاركة يف مهرجان الجوز‬ ‫التقليدي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المستقبىل؛ التسويق خارج المنطقة‪ ،‬وإنشاء رساكات مع تعاونيات من‬ ‫ـ برمجت التعاونية يف مخططها‬ ‫(جماعة أوريكة)‬ ‫ي‬ ‫جميع أنحاء البالد‪ ،‬وفتح فروع أخرى للرفع من كميات اإلنتاج‪.‬‬ ‫تعاونية أوكايمدن رلتبية ـ جعل العسل يتجاوز ذلك الدور التقليدي المتمثل يف اإلنتاج والبيع بطرق بسيطة إل تعبئته وتغليفه‬ ‫وإظهار خصوصياته المحلية؛‬ ‫النحل‬ ‫ـ دورات تكوينية يف إطار اكتساب تقنيات جديدة يف مجال تربية النحل ما ربي ‪ 2014‬ـ ‪2015‬؛‬ ‫(جماعة أوكايمدن)‬ ‫أسن سنة ‪2016‬؛‬ ‫ـ المشاركة يف مهرجان الجوز بجماعة ي‬ ‫ـ المشاركة يف مهرجان تحناوت سنة ‪2014‬؛‬ ‫عصت التفاح وزيت الجوز‪ ،‬وربط هذه المنتجات‬ ‫إنتاج‬ ‫بهدف‬ ‫التفكت مستقبال يف إنشاء وحدة للتصنيع‬ ‫ـ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المحلية بالسياحة‪.‬‬ ‫تعاونية بوستة الفالحية ـ تعليب وتغليف المنتجات وإظهارها يف أبه حلة؛‬ ‫ـ المشاركة يف مهرجان أكايمدن للصناعة التقليدية أيام ‪ 10‬و‪ 11‬غشت ‪2017‬؛‬ ‫رلتبية النحل وإنتاج‬ ‫بأسن أيام ‪ 15 14 13‬أكتوبر ‪2017‬؛‬ ‫ـ المشاركة يف مهرجان الجوز‬ ‫العسل‬ ‫ي‬ ‫ـ المشاركة مهرجان توتاليت بجماعة أوريكة ‪ 17‬و‪18‬و ‪ 19‬و‪ 20‬غشت ‪2017‬؛‬ ‫(جماعة أوكايمدن)‬ ‫ـ تسع تعاونية بوستة بدورها إل إرفاق العسل مع إنتاج زيت الجوز نظرا لكون جماعة أوكايمدن تتوفر‬ ‫ر‬ ‫الن يمكن استغاللها واالستفادة منها يف هذا االتجاه؛‬ ‫عىل أعداد مهمة من أشجار الجوز ي‬ ‫تجهت مقرها بأحدث التقنيات‬ ‫ـ من ربي المشاري ــع المستقبلية المتمجة من طرف التعاونية؛ الرغبة يف‬ ‫ر‬ ‫إلظهاره يف أبه حلة بهدف الحصول عىل عالمة الجودة من طرف وزارة الفالحة؛‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪181‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫أملوك‬ ‫تعاونية‬ ‫ي‬ ‫للمنتجات الفالحية‬ ‫ر‬ ‫سن فاضمة)‬ ‫(جماعة ي‬ ‫تعاونية أدرار أوكايمدن‬ ‫الستخراج األلواح‬ ‫الصخرية‬ ‫(جماعة أوكايمدن)‬ ‫تعاونية مرجانة إلنتاج‬ ‫وتسويق زيت األركان‬ ‫(جماعة أوريكة)‬ ‫ـ وضع ر‬ ‫استاتيجيات مستقبلية تمكن من نقل خاليا النحل لمناطق مختلفة خارج تراب جماعة‬ ‫أوكايمدن ليتمكن النحل من االستفادة من الظروف الطبيعية إلنتاج العسل بجميع أنواعه (مختلف‬ ‫األزهار واألعشاب)‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫سن فاضمة؛‬ ‫التدبت‬ ‫ـ تكوين يف كيفية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والتسيت الذي أرسفت عليه جماعة ي‬ ‫تأطت جمعية منتدى الكفاءات للبيئة والتنمية المستدامة‬ ‫من‬ ‫والخل‬ ‫المرب‬ ‫إنتاج‬ ‫كيفية‬ ‫ـ تكوين آخر يف‬ ‫ر‬ ‫المتواجد مقرها بالرباط‪.‬‬ ‫ـ ر‬ ‫تقني عمليات استخراج وإنتاج األلواح الصخرية وأحجار البناء؛‬ ‫الشوع يف ر‬ ‫منتخ األلواح الصخرية لالنخراط يف التعاونية‪.‬‬ ‫ـ التمكن من إقناع العديد من‬ ‫ي‬ ‫ـ انخراط التعاونية يف مجموعة ذات النفع االقتصادي ‪"GIE‬‬ ‫"‪VITARRGAN‬؛‬ ‫ـ تعبئة زيت األركان وتغليفه؛ وإظهار خصوصياته؛ مما يكسبه قيمة مضافة لدى السياح المتوافدين‬ ‫عىل أوريكة‪.‬‬ ‫العاملي بالمحطة الثلجية ألكايمدن لتفادي بعض التصادمات فيما بينهم؛‬ ‫تأطت المدر ربي‬ ‫جمعية أوكايمدن‬ ‫ـ ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ـ تكوين أبطال يف رياضة التحلق عىل الجليد وخلق طاقات شابة قادرة عىل المنافسة يف بطوالت‬ ‫للتحلق ورياضات‬ ‫عالمية؛‬ ‫الجبل‬ ‫ـ تنظيم بطوالت محلية بهدف تشجيع الشباب عىل ممارسة هذه الرياضة؛‬ ‫(جماعة أوكايمدن)‬ ‫ـ المساهمة ف تنظيم المحطة إلعطائها صورة نموذجية ر‬ ‫تشف المنطقة؛‬ ‫ي‬ ‫ـ وضع برمجة مستقبلية لخلق ررساكات دولية مع الجهات المعنية من أجل تنظيم بطوالت عالمية‪.‬‬ ‫توفت المادة األولية والموارد المالية والتقنية الكافية لتسهيل عملية اإلنتاج؛‬ ‫جمعية أنرار لصناعة ـ ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫توفت أجواء أكت مالئمة لعرض المنتوج؛‬ ‫الخزف والفخار‬ ‫الن بإمكانها ر‬ ‫ـ البحث الدائم عن األسواق الجديدة ي‬ ‫مستقبىل يروم إل إنشاء مركب خاص‬ ‫ـ وضع تصور‬ ‫بالمهنيي لفرض الوجود وإيجاد آليات جديدة‬ ‫(جماعة أوريكة)‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الدول‪.‬‬ ‫ال‬ ‫ولما‬ ‫والوطن‬ ‫المحىل‬ ‫الصعيد‬ ‫عىل‬ ‫الظروف‬ ‫أفضل‬ ‫ف‬ ‫للتسويق‬ ‫ومبتكرة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الميداب‪ ،‬مقابالت مع التعاونيات والجمعيات‪.2018 ،‬‬ ‫المصدر‪ :‬العمل‬ ‫ي‬ ‫يبي الجدول أعاله (رقم ‪ )5‬أهم المجهودات المبذولة من لدن التعاونيات والجمعيات النشيطة يف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مجال االستثمار بالموارد التابية والتنمية المستدامة داخل جماعات حوض أوريكة‪ ،‬إذ تم الوقوف عىل‬ ‫ر‬ ‫الن خولت لهم لتحقيق ما لم تستطع المجالس الجماعية تحقيقه‪ .‬وبفضل هذه‬ ‫مدى جسامة المسؤولية ي‬ ‫التدخالت أصبحت المنطقة تعرف نوعا من االهتمام بمواردها ر‬ ‫التابية والتوجه نحو تثمينها بغرض خلق‬ ‫تحسي األوضاع الحالية‪.‬‬ ‫دينامية اقتصادية واجتماعية من شأنها‬ ‫ر‬ ‫لقد أبانت التعاونيات والجمعيات بحوض أوريكة عن إرادتها القوية يف أداء أدوارها التنموية وترجمتها‬ ‫إل مشاري ــع عىل أرض الواقع رغم قلة اإلمكانيات المتاحة لها‪ ،‬إذ أنها سخرت كل الوسائل الممكنة يف سبيل‬ ‫ر‬ ‫التوي ــج لمنتوجاتها من خالل تعليبها وتغليفها والمشاركة بها يف مختلف المهرجانات المحلية والوطنية‬ ‫بغية التعريف بالتعاونية أو الجمعية‪ ،‬وربط عالقات جديدة لتقوية حظوظها يف مجال التسويق واكتساب‬ ‫والمهنيي يف إطار هذه‬ ‫الفالحي‬ ‫وف نفس السياق تم تجميع العديد من‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المزيد من التجارب المهنية‪ ،‬ي‬ ‫التعاونيات والجمعيات‪ ،‬إضافة إل االنخراط يف المجموعات ذات النفع االقتصادي واتحاد الجمعيات؛‬ ‫لتوحيد كلمتهم والتمكن من قوة اتخاذ القرار‪ ،‬كما تمت كذلك االستفادة من مجموعة من التكوينات‬ ‫بمختلف أصنافها؛ هدفها األساس هو تقوية قدرات الموارد ر‬ ‫البشية قصد تأهيلها للقيام بأدوارها عىل أحسن‬ ‫وجه‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪182‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫ر‬ ‫‪8‬ـ‪2‬ـ ر‬ ‫ابيي‬ ‫الشاكات المتمة ربي التعاونيات والجمعيات مع مختلف‬ ‫الفاعلي الت ر‬ ‫ر‬ ‫سعت جمعيات المجتمع المدب والتعاونيات إل عقد مجموعة من ر‬ ‫الشاكات عىل عدة مستويات بهدف‬ ‫ي‬ ‫يبي الجدول أسفله (رقم‪)4 :‬‬ ‫توفت اإلمكانيات الالزمة لدعم مسارها التنموي‬ ‫ر‬ ‫وتحسي ظروف اشتغالها‪ .‬ر‬ ‫ر‬ ‫أهم ر‬ ‫الشاكات المتمة ربي الجمعيات والتعاونيات محليا‪ ،‬جهويا‪ ،‬وطنيا ودوليا‪.‬‬ ‫الجدول ‪ :4‬أمثلة عن ر‬ ‫الشكاء الذين تتعامل معهم التعاونيات والجمعيات‬ ‫ر‬ ‫الشاكات‬ ‫محلية‬ ‫جهوية‬ ‫التعاونية‬ ‫أو الجمعية‬ ‫تعاونية حوض أوريكة‬ ‫إلنتاج وتسويق زيت‬ ‫الزيتون‬ ‫السبيط‬ ‫تعاونية أزغار‬ ‫ي‬ ‫لجمع وتسويق الحليب‬ ‫تعاونية تيفاوين‬ ‫نوسكاور إلنتاج الزربية‬ ‫التقليدية‬ ‫تعاونية أبوغلو إلنتاج‬ ‫الحلويات والكسكس‬ ‫التقليدي‬ ‫تعاونية أوكايمدن رلتبية‬ ‫النحل‬ ‫تعاونية بوستة الفالحية‬ ‫رلتبية النحل وإنتاج‬ ‫العسل‬ ‫أملوك‬ ‫تعاونية‬ ‫ي‬ ‫للمنتجات الفالحية‬ ‫تعاونية أدرار أوكايمدن‬ ‫الستخراج األلواح‬ ‫الصخرية‬ ‫تعاونية مرجانة إلنتاج‬ ‫وتسويق زيت األركان‬ ‫جمعية أوكايمدن‬ ‫ر‬ ‫للتحلق ورياضات‬ ‫الجبل‬ ‫وطنية‬ ‫دولية‬ ‫مخطط المغرب‬ ‫األخرص ـ المركز الجهوي‬ ‫الفالح‬ ‫لالستثمار‬ ‫ي‬ ‫بمراكش‬ ‫ررسكة علف تانسيفت‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ورسكة الحليب سنطرال‬ ‫الفالحون المنخرطون‬ ‫تعاونية أنو ببوزنيقة‬ ‫الجماعة ر‬ ‫التابية أوريكة‪،‬‬ ‫ومؤسسة األطلس‬ ‫الكبت بمراكش‬ ‫ر‬ ‫مخطط المغرب‬ ‫األخرص‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫سن‬ ‫الجماعة التابية ي‬ ‫فاضمة‬ ‫المندوبية السامية‬ ‫للمياه والغابات‬ ‫ومحاربة التصحر‬ ‫وكالة التنمية الفالحية‬ ‫"‪"L'ADA‬‬ ‫الجماعة ر‬ ‫التابية‬ ‫ألوكايمدن‬ ‫فيدرالية أوكايمدن‬ ‫للتنمية والرياضة‬ ‫والبيئة‬ ‫جمعية أنرار للتنمية‬ ‫المنظمة العالمية‬ ‫التابعة لألمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬تحت‬ ‫اسم "‪"ONIDO‬‬ ‫الجامعة الملكية‬ ‫لرياضة ر‬ ‫التحلق‬ ‫والرياضات الجبلية‬ ‫غرفة الصناعة‬ ‫جمعية أنرار لصناعة‬ ‫التقليدية‬ ‫الخزف والفخار‬ ‫بمراكش‬ ‫الميداب‪ ،‬مقابالت مع التعاونيات والجمعيات‪.2018 ،‬‬ ‫المصدر‪ :‬العمل‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪183‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫من خالل الجدول أعاله (رقم‪ )4 :‬يتضح أن الجمعيات والتعاونيات استطاعت خلق عدة ررساكات مع‬ ‫مختلف الفاعلي المحليي‪ ،‬الجهويي‪ ،‬الوطنيي والدوليي‪ ،‬قصد االنفتاح ر‬ ‫أكت عىل الخارج لالستفادة من‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اإلمكانيات والمساعدات المادية والمعنوية المقدمة من طرفهم لتعزيز التدخالت المحلية وجعل العمل‬ ‫التنموي ر‬ ‫أكت فاعلية؛ ألن شبكة العالقات ربي ر‬ ‫كبت عىل النتائج؛ إذ أنه كلما‬ ‫الشكاء‬ ‫والفاعلي تؤثر بشكل ر‬ ‫ر‬ ‫كانت الروابط قوية اقتصاديا‪ ،‬اجتماعيا‪ ،‬مجاليا أو مجتمعة فيما بينها إال وكان واقع الحال أفضل‪.‬‬ ‫‪8‬ـ‪3‬ـ تسببت عدة مشاكل وإكراهات يف عرقلة المسار التنموي للتعاونيات والجمعيات بحوض أوريكة‬ ‫وتأثتاتها مما أدى إل‬ ‫عرف المسار التنموي للتعاونيات والجمعيات تحديات مختلفة باختالف أسبابها ر‬ ‫وبالتال عرقلة مسارها التنموي‪.‬‬ ‫مواجهة مجموعة من الصعوبات يف تتيل مشاريعها كاملة عىل أرض الواقع‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن واجهتها التعاونيات والجمعيات بحوض أوريكة‬ ‫الجدول ‪ :5‬أبرز المشاكل واإلكراهات ي‬ ‫التعاونية أو الجمعية‬ ‫تعاونية حوض أوريكة‬ ‫إلنتاج وتسويق زيت‬ ‫الزيتون‬ ‫السبيط‬ ‫تعاونية أزغار‬ ‫ي‬ ‫لجمع وتسويق الحليب‬ ‫طبيعة المشاكل‬ ‫ـ وجود عراقيل يف عملية التسويق ومشاكل يف عملية الشحن والتخزين؛‬ ‫المخلي‬ ‫ـ المنافسة من طرف األشخاص‬ ‫المتطفلي عىل الميدان وبعض أصحاب المعاض‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫بالجودة وتلويث البيئة‪.‬‬ ‫الكاف؛‬ ‫المال‬ ‫ـ غياب الدعم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫اض الفالحية؛‬ ‫ـ زحف العمران عىل األر ي‬ ‫ـ ارتفاع تكلفة إنتاج الحليب وانخفاض أرباح جمعه وتسويقه‪.‬‬ ‫ـ تصادم بعض المنخرطات مع أزواجهن فيما يخص التوفيق ربي أشغال المتل والتعاونية؛‬ ‫ـ وجود بعض العراقيل مع الساكنة نظرا لقلة وعيهم باألدوار التنموية للتعاونيات؛‬ ‫ر‬ ‫اب‪.‬‬ ‫ـ وجود نوع من عدم الرضا عىل بعض أنواع الرسومات التيينية المصاحبة لبعض الزر ي‬ ‫ـ صعوبة إدماج المرأة المحلية يف عمل التعاونية؛‬ ‫الكاف من طرف الجهات المعنية؛‬ ‫ـ عدم االستفادة من الدعم‬ ‫ي‬ ‫ـ مشاكل يف التسويق نظرا لكون التعاونية ما زالت يف بدايتها‪.‬‬ ‫ـ الضغوط الممارسة من طرف الجماعة ر‬ ‫التابية ألوكايمدن (محاولة تسييس التعاونية)؛‬ ‫ر‬ ‫الن تتوفر عليها التعاونية‪.‬‬ ‫ـ ضعف اإلمكانيات المادية والتقنية ي‬ ‫الداخىل للتعاونية؛ إضافة إل تعقد‬ ‫التسيت‬ ‫ـ ضعف الكفاءات المهنية؛ مما يؤدي إل عرقلة يف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫اإلجراءات القانونية يف طلبات المشاري ــع؛‬ ‫لتقصت مصالح الدولة‬ ‫غت كاف إل منعدم يف بعض األحيان؛ ومشكل يف التسويق نظرا‬ ‫ر‬ ‫ـ التمويل ر‬ ‫يف هذا القطاع‪.‬‬ ‫منتخ األلواح الصخرية االنخراط والعمل يف صفوف التعاونية؛‬ ‫ـ رفض بعض من‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن وعدت بها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة‬ ‫ـ عدم التتيل‬ ‫الفعىل للشاكة ي‬ ‫ي‬ ‫التصحر مع التعاونية‪.‬‬ ‫تعاونية مرجانة إلنتاج‬ ‫وتسويق زيت األركان‬ ‫ـ النقص الحاصل يف آليات استخراج زيت األركان نظرا الرتفاع ثمنها وصعوبة صيانتها؛‬ ‫غت ر‬ ‫الشيفة من طرف‬ ‫ـ إكراهات يف التسويق الجيد لزيت األركان‬ ‫األصىل؛ وذلك راجع للمنافسة ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن تبيع زيت األركان المغشوش‪.‬‬ ‫المحالت ي‬ ‫الكاف؛‬ ‫ـ غياب الدعم المادي‬ ‫ي‬ ‫وع الزوار بهذه الرياضة)؛‬ ‫(قلة‬ ‫التنظيم‬ ‫مستوى‬ ‫ـ صعوبات عىل‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ـ صعوبة تطبيق التامج المسطرة مع الشكاء نظرا لعدم انتظام التساقطات الثلجية‪.‬‬ ‫تعاونية تيفاوين‬ ‫نوسكاور إلنتاج الزربية‬ ‫التقليدية‬ ‫تعاونية أبوغلو إلنتاج‬ ‫الحلويات والكسكس‬ ‫التقليدي‬ ‫ر‬ ‫تعاونية أوكايمدن لتبية‬ ‫النحل‬ ‫أملوك‬ ‫تعاونية‬ ‫ي‬ ‫للمنتجات الفالحية‬ ‫تعاونية أدرار أوكايمدن‬ ‫الستخراج األلواح‬ ‫الصخرية‬ ‫جمعية أوكايمدن‬ ‫ر‬ ‫للتحلق ورياضات‬ ‫الجبل‬ ‫جمعية أنرار لصناعة ـ قلة المادة الخام والموارد المالية؛‬ ‫ر‬ ‫الن تتطلبها المهنة؛‬ ‫الخزف والفخار‬ ‫ـ عدم توفر اآلليات الرصورية ي‬ ‫المهنيي والجهات المعنية بالصناعة التقليدية‪ ،‬والقطاعات‬ ‫ـ ضعف التنسيق والتواصل ربي‬ ‫ر‬ ‫االقتصادية عامة داخل منطقة أوريكة‪.‬‬ ‫الميداب‪ ،‬مقابالت مع التعاونيات والجمعيات‪.2018 ،‬‬ ‫المصدر‪ :‬العمل‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪184‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫رغم المجهودات المبذولة من لدن الفاعلين للنهوض باألوضاع التنموية بالجماعات ر‬ ‫التابية لحوض‬ ‫تعاب من مشاكل وإكراهات عدة تحول دون تحقيق أهدافها بالشكل التام‪ ،‬وعىل‬ ‫أوريكة؛ إال أنها ما زالت‬ ‫ي‬ ‫رأس هذه المشاكل واإلكراهات‪:‬‬ ‫✓‬ ‫✓‬ ‫✓‬ ‫✓‬ ‫✓‬ ‫ضعف قدرات العنرص ر‬ ‫الفاعلي بجماعات حوض أوريكة ليست لهم القدرة‬ ‫البشي‪ ،‬إذ أن أغلب‬ ‫ر‬ ‫عىل ر‬ ‫اقتاح مشاري ــع تنموية تتالءم مع اختصاصاتهم بشكل فعال‪ ،‬ر‬ ‫حن ولو تمت مساعدتهم من‬ ‫طرف جهات معينة وبرمجت لهم خطط للعمل فإنهم ال يحققون نتائج جيدة بالشكل المطلوب‬ ‫الن يعرفها ر‬ ‫ر‬ ‫التاب؛‬ ‫وذلك بسبب عدم التمكن من مسايرة ومواجهة مختلف التطورات ي‬ ‫تغليب المصلحة الخاصة عىل حساب المصلحة العامة بسبب الرصاعات الضيقة؛‬ ‫كثت من الحاالت‪ ،‬إذ أن العديد من التعاونيات والجمعيات ال‬ ‫ضعف التمويل الذي يكاد ينعدم يف ر‬ ‫تستفيد من أي دعم مما يؤدي إل ضعف الخدمات المقدمة؛‬ ‫ر‬ ‫يعاب منها المنتوج‬ ‫المحىل بالمناطق الجبلية‬ ‫الن ي‬ ‫ي‬ ‫يعتت مشكل التسويق بدوره من أكت التحديات ي‬ ‫عامة وبحوض أوريكة خاصة‪ ،‬بدءا من الفالح أو الصانع التقليدي إل مختلف اإلطارات المهنية‬ ‫ر‬ ‫الكبتة ال ر ين بذلوها إلنتاج‬ ‫الفاعلي رغم المجهودات‬ ‫المحىل‪ .‬إن‬ ‫بتثمي المنتوج‬ ‫الن تهتم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫األخرى ي‬ ‫غت المشجع عىل تسويق ما تم إنتاجه؛‬ ‫معي فإنهم يف النهاية يصطدمون بالواقع ر‬ ‫منتوج ر‬ ‫صعوبة إنتاج أفكار جديدة من شأنها اإلبداع واالبتكار يف طرق تقديم وتتيل المشاري ــع‪.‬‬ ‫‪ .9‬بعض ر‬ ‫المحليي وتعزيز دورهم يف‬ ‫الفاعلي‬ ‫مقتحات الحلول الممكن اعتمادها لتأهيل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫التابية المستدامة بالجماعات ر‬ ‫تحقيق التنمية ر‬ ‫التابية لحوض أوريكة‬ ‫ر‬ ‫‪9‬ـ‪ .1‬تنظيم الجماعات ر‬ ‫ابيي لتمكينهم‬ ‫التابية دورات تكوينية مستمرة يف تقوية قدرات‬ ‫الفاعلي الت ر‬ ‫ر‬ ‫من حمل مشعل التنمية ر‬ ‫التابية المستدامة‬ ‫البشية عنرصا مهما ف المنافسة بي األمم ومختلف الكيانات ر‬ ‫تعتت الموارد ر‬ ‫التابية‪ ،‬إذ أصبح تأهيلها‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫يكتس بعدا ر‬ ‫المستة التنموية ألي بلد‪ ،‬لذلك من الرصوري تقوية‬ ‫استاتيجيا باعتباره الحلقة األساس يف رسم‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫للمنتخبي والجمعيات‬ ‫قدرات هذه الموارد البشية عن طريق تنظيم المزيد من الدورات التكوينية الفعالة‬ ‫ر‬ ‫المحىل يف أحسن الظروف‪.‬‬ ‫وتسيت الشأن‬ ‫تدبت‬ ‫والتعاونيات‪ ،‬من أجل‬ ‫ر‬ ‫تحسي قدراتهم يف ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫كبت عىل طبيعة التامج‬ ‫إذن يمكن القول إن آفاق التنمية التابية المستدامة بالمنطقة تعتمد بشكل ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ابيي سواء يف الحاض أو المستقبل‪ ،‬فمن المؤكد‬ ‫الن يتم إعدادها من طرف مختلف‬ ‫الفاعلي الت ر‬ ‫ر‬ ‫والمشاري ــع ي‬ ‫إذا ما أقدم الفاعلون عىل إطالق برامج عمل ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وايكولوجية هادفة‪ ،‬وإذا ما‬ ‫بعي االعتبار اإلخفاقات السابقة وخصوصيات الظرفية الراهنة‬ ‫نجحوا يف بلورة سياسة تنموية مالئمة تأخذ ر‬ ‫وتحديات المستقبل‪ ،‬فإن اآلفاق المستقبلية للمنطقة ستكون واعدة‪ ،‬ومنه فإن نجاح المسلسل التنموي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المحىل‪.‬‬ ‫وتسيت الشأن‬ ‫تدبت‬ ‫ر‬ ‫الن خول لها ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫رهي بمدى قدرات الموارد البشية ي‬ ‫ر‬ ‫مشوع تقوية قدرات الفاعلي داخل تراب الجماعات ر‬ ‫يأب ر‬ ‫مقتح ر‬ ‫التابية بحوض أوريكة يف إطار‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن يعرفها العالم بشكل عام والمغرب بشكل خاص الذي انخرط بدوره يف‬ ‫التحوالت السياسية والتابية ي‬ ‫التسيت‬ ‫العاملي يف إطار‬ ‫الفاعلي‬ ‫هذه التغي رتات بتبنيه لسياسة الالتمركز اإلداري‪ .‬لكن ضعف قدرات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪185‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫والتدبت داخل تراب هذه الجماعات ر‬ ‫التابية المذكورة أدى إل فشل معظم المخططات والتامج المتبناة‬ ‫ر‬ ‫من طرفهم‪.‬‬ ‫يهدف برنامج تقوية قدرات الفاعلي داخل تراب الجماعات ر‬ ‫التابية بحوض أوريكة بشكل عام إل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي واالرتقاء بمستواهم ترابيا نحو المهنية واالحتافيةـ ألنه عىل الرغم من‬ ‫النهوض بقدرات نسيج‬ ‫ر‬ ‫وجود بعض الكفاءات ببعض الجماعات ر‬ ‫التابية والجمعيات والتعاونيات‪ ،‬إال أن فئة مهمة من مكوناتها‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫ذات مستوى‬ ‫تعليم وتجربة تنموية محدودة‪ .‬كما يروم هذا المشوع إل مواكبة الدينامية التنموية ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تعرفها بالدنا وذلك عت تطوير مهارات‬ ‫المدب‬ ‫الفاعلي بإدارة الجماعات التابية وجمعيات المجتمع‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المهن‬ ‫تحسي أدائهم‬ ‫والتعاونيات وال‬ ‫فاعلي الخواص وتمكينهم من اكتساب معارف وختات تساهم يف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫تحسي الخدمات المقدمة من طرف هؤالء‬ ‫وجعلهم ررسيكا يف مجال التنمية التابية‪.‬‬ ‫وبالتال المساهمة يف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الفاعلي وتعزيز مشاركتهم ف الحياة السوسيو‪-‬اقتصادية والثقافية مع ضورة ر‬ ‫احتام ر‬ ‫مؤرسات المالءمة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫والفعالية والكفاءة واألثر واالستدامة‪ .‬ومن الهدف العام يمكن أن تتفرع مجموعة من األهداف الخاصة‬ ‫التال‪:‬‬ ‫عىل الشكل ي‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫تقوية قدرات الفاعلي ف مجال التواصل ر‬ ‫المال‬ ‫التدبت‬ ‫والتافع وآليات‬ ‫والقانوب؛‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر ي‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي؛‬ ‫اب لدى‬ ‫ر‬ ‫الرفع من مستوى الخدمات المعلوماتية وطرق التسويق الت ي‬ ‫تمكي‬ ‫الفاعلي من تملك المهارات الحياتية‪ ،‬عن طريق تنظيم تكوينات مستمرة يف هذا الجانب؛‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫والتمت يف صفوفهم‪.‬‬ ‫الفاعلي ونش ثقافة الجودة‬ ‫التدبت لدى‬ ‫تطوير الحكامة وطرق‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫كاستاتيجية تنموية إلعادة االعتبار ر‬ ‫التاب ر‬ ‫‪9‬ـ ـ‪ .2‬اعتماد الفاعلي عىل االبتكار ر‬ ‫المحىل‬ ‫للتاب‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫اب عىل خلق أفكار جديدة لم تكن موجودة من قبل وذلك من خالل إعادة تنظيم‬ ‫يعمل االبتكار الت ي‬ ‫ر‬ ‫مختلف األشكال السياسية واإلدارية ر‬ ‫واالستاتيجيات والوسائل‬ ‫والتابية‪ ،‬وتطوير المنطق والسياقات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تعرفها المجاالت‬ ‫المحىل من أجل مسايرة‬ ‫الن يحتاجها الواقع‬ ‫ر‬ ‫التغتات المستمرة ي‬ ‫ي‬ ‫والمقاربات ي‬ ‫وبالتال تحقيق نتائج تنموية جيدة‪.‬‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪،...‬‬ ‫ي‬ ‫لكن الطرق المؤدية إل االبتكار والتحديث متباينة بي ر‬ ‫التفست‬ ‫التابات وفقا للخصائص المحلية‪ ،‬وهذا‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫يبي سبب احتمال عدم وجود ر‬ ‫استاتيجية متفردة صالحة يف السياقات المختلفة‪ ،‬بل ال بد من اعتماد‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اب من خالل اقتاح‬ ‫اب‪ .‬ومنه يمكن تحقيق االبتكار الت ي‬ ‫استاتيجيات متعددة حسب خصوصية كل سياق تر ي‬ ‫ر‬ ‫المعن بالدراسة وحسب قدرتهم عىل‬ ‫النشيطي بالتاب‬ ‫للفاعلي‬ ‫ثالثة نماذج حسب اإلمكانيات المعرفية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫التال‪:‬‬ ‫ابتكار أفكار إبداعية‪ .‬وتتمثل النماذج المقتحة لالبتكار عىل الشكل ي‬ ‫ر‬ ‫اب من خالل التحول من المعرفة العلمية المحلية إل تطبيق‬ ‫أ) النموذج األول‪ :‬يمكن الوصول إل االبتكار الت ي‬ ‫العلم‬ ‫المحليي‪ ،‬عالقات يف إنتاج المعرفة والبحث‬ ‫الفاعلي‬ ‫ابتكاري‪ .‬وجود عالقات تعاونية مكثفة ربي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫لتطوير الكفاءة والقدرة عىل إنتاج أفكار محلية وبلورتها عىل شكل مشاري ــع إبداعية‪.17‬‬ ‫‪17- Camagni R and Capello R. (2002): “Milieux Innovateurs and Collective Learning: From Concepts to‬‬ ‫‪Measurement”, in Acs Z.J, de Groot H.L.F, Nijkamp P. (eds.), The Emergence of the Knowledge Economy,‬‬ ‫‪Springer, Berlin, pp 15-46.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪186‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫الثاب‪ :‬العمل عىل اكتساب المعرفة األساسية من الخارج وربطها بالدريات املحلية من أجل‬ ‫ب) النموذج‬ ‫ي‬ ‫المحىل ينفتح عىل التكامل ربي اكتساب المعرفة واألفكار اإلبداعية من طرف‬ ‫االبتكار محليا‪ .‬أي أن الفاعل‬ ‫ي‬ ‫اع‬ ‫جهات خارجية رائدة وربطها بالمعرفة واألفكار الداخلية واستثمار ذلك يف إنتاج نموذج ابتكاري‬ ‫محىل ير ي‬ ‫ي‬ ‫الخصوصية المحلية ر‬ ‫للتاب‪.18‬‬ ‫ج) النموذج الثالث‪ :‬العمل عىل اكتساب االبتكار‬ ‫الخارح المقلد بدرجات مختلفة من اإلبداع المح يىل؛ أي‬ ‫ي‬ ‫المحىل ينفتح عىل تجارب خارجية لنماذج ابتكارية ناجحة فيقلد ذلك النموذج االبتكاري الذي‬ ‫أن الفاعل‬ ‫ي‬ ‫سبق اعتماده يف تراب مشابه لكن مع ضورة تكييف هذا النموذج المقلد مع الخصوصية المحلية بشكل‬ ‫يتناسب مع األهداف المراد تحقيقها‪ .‬هذا هو ر‬ ‫الفقتة من‬ ‫للتبن يف المناطق‬ ‫أكت النماذج االبتكارية المناسبة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الشط المسبق لهذه ر‬ ‫حيث االنتاج المعرف وتوليد االبتكار‪ ،‬وتعتت الجاذبية ر‬ ‫التابية ر‬ ‫التابات من أجل‬ ‫ي‬ ‫استقطاب االبتكار‬ ‫كبت (البحث عن األسواق) و‪/‬أو التنافسية عىل كفاءة‬ ‫نهاب ر‬ ‫الخارح‪ ،‬كذلك وجود سوق ي‬ ‫ي‬ ‫طي‬ ‫مسبقي لجذب االستثمار‬ ‫األجنن الذي يحمل معه‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي (البحث عن الكفاءة)‪ ،‬يعتتان ررس ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫مجموعة من األفكار اإلبداعية لتنمية التاب‪.19‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تدعم نموذجا‬ ‫ه نتيجة لظروف السياقات التابية المحددة ي‬ ‫الن تطرقنا إليها ي‬ ‫هذه النماذج االبتكارية ي‬ ‫أكت من غته أي الرغبة ف نموذج مبتكر بحد ذاته نظرا لمالءمته للخصوصيات المحلية ر‬ ‫ابتكاريا ر‬ ‫أكت من أي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫نموذج أخر‪ .‬وتعد التقبلية ر‬ ‫التابية‪ 20‬ضورية الكتساب المعرفة محليا وإعطاء القدرة عىل فهم المعرفة‬ ‫ر‬ ‫المشتكة فيما بينها‪ .‬ويعد اإلبداع‬ ‫القادمة من الخارج‪ :‬مثال التكامل ربي منطقة وأخرى وتبادل الكفاءات‬ ‫ر ً‬ ‫ر‬ ‫اب ما الستغالل المعرفة الخارجية من أجل إطالق عمليات‬ ‫اب كذلك رسطا ال غن عنه بالنسبة لمجال تر ي‬ ‫الت ي‬ ‫االبتكار الداخلية مدفوعة بعملية استكشاف ريادة األعمال‪ .‬أيضا الجاذبية ر‬ ‫أساس‬ ‫محىل‬ ‫التابية ررسط‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بعي االعتبار‬ ‫لك يتم اعتماد نموذج ابتكاري مناسب ال بد من األخذ ر‬ ‫الستقطاب االبتكار من الخارج‪ .‬و ي‬ ‫العناض التالية‪:‬‬ ‫ـ الفاعلون ر‬ ‫بالتاب‪ :‬تحديد الفاعلي داخل ر‬ ‫بتبن عمليات االبتكار‬ ‫التاب كأطراف فاعلة جماعية مكلفة‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫والمعرفة عت ر‬ ‫التابات؛‬ ‫ر‬ ‫والن يتم نقلها إل‬ ‫ـ المرور عت مراحل االبتكار‪ :‬المعرفة ‪ /‬االبتكار ‪ /‬واألداء؛ االبتكار يبدأ من مصدر المعرفة ي‬ ‫(محليا أو بي ر‬ ‫ً‬ ‫التابات) وبعد ذلك يتم تحويلها إل أفكار ابتكارية وإبداعية مما يؤدي إل زيادة‬ ‫فاعلي آخرين‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وتحسي األوضاع االجتماعية؛‬ ‫اإلنتاجية واألداء االقتصادي‬ ‫ر‬ ‫‪18- Foray D, David P and Hall B (2009): “Smart Specialisation - the Concept”, Knowledge Economists Policy‬‬ ‫‪Brief, n 9.‬‬ ‫‪-Foray D (2009): “Understanding Smart Specialisation”, in Pontikakis D, Kyriakou D and van Bavel R. (eds.),‬‬ ‫‪The Question of R&D Specialisation, JRC, European Commission, Directoral General for Research, Brussels, pp‬‬ ‫‪19-28.‬‬ ‫‪19- Dunning J (2009): “Location and the Multinational Enterprise: John Dunning’s Thoughts on Receiving the‬‬ ‫‪Journal of International Business Studies 2008 Decade Award”, Journal of International Business Studies, voln‬‬ ‫‪40, n 1, pp 20-34.‬‬ ‫‪- 20‬أن يكون الفاعلين بالتراب قادرين على استيعاب المعرفة القادمة من خارج التراب المحلي مع قابلية استثمار هذه المعرفة في‬ ‫إعداد وتنزيل المشاريع الترابية‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪187‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫ـ الظروف ر‬ ‫غتهم‪ ،‬بحيث يجب‬ ‫التابية للتفاعل‬ ‫المحىل‪ :‬ال يقوم الفاعلون المحليون باالبتكار بمعزل عن ر‬ ‫ي‬ ‫النظر إل االبتكار كعملية جماعية يشارك فيها فاعلون آخرون باإلضافة إل عدد من الكيانات األخرى مثل‬ ‫الجامعات ومراكز البحث والهيئات الحكومية وما إل ذلك‪ .21‬إن سلوك هذه العوامل وطبيعتها المحددة‬ ‫ر‬ ‫الن تعمل بها عملية االبتكار‪.‬‬ ‫للعالقات فيما بينها يكون لها ر‬ ‫تأثت حاسم عىل الطريقة ي‬ ‫التاب مع ر‬ ‫الن تضمن تفاعل ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫التابات‬ ‫ـ الظروف التابية للمعرفة ونش االبتكار ربي التابات‪ :‬إبراز الظروف ي‬ ‫"تأثتات‬ ‫غت الموجودين محليا‪ .‬وإلنجاح هذه العملية يمكن االعتماد عىل ر‬ ‫األخرى وجذب المعرفة واالبتكار ر‬ ‫ر‬ ‫والمعرف مفيد للغاية لفهم التفاعل‬ ‫الثقاف‬ ‫المكاب ربي التابات‪ ،‬وكذلك القرب‬ ‫القرب"‪ ،‬مثل مزايا القرب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫بي ر‬ ‫التابات وتقريب التعاون والتضامن فيما بينها‪.‬‬ ‫ر‬ ‫‪9‬ـ‪ .3‬دعم جهود الفاعلي المحليي من أجل إنجاح عملية تثمي الموارد ر‬ ‫التابية‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫التاب المحىل من خالل تعزيز جهوده المبذولة ر‬ ‫ال بد من تقديم الدعم المناسب للفاعل ر‬ ‫للرف بها نحو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫األفضل وذلك من خالل‪:‬‬ ‫✓‬ ‫✓‬ ‫✓‬ ‫✓‬ ‫✓‬ ‫✓‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫معايت النجاح والمقدمة من طرف‬ ‫الن تتوفر فيها‬ ‫ر‬ ‫فتح باب التمويل بالنسبة لمقتحات المشاري ــع ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تزخر بها المنطقة؛‬ ‫الفاعلي‬ ‫المحليي يف إطار ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫تثمي الموارد التابية ي‬ ‫وتوفت إمكانية‬ ‫المحليي عىل تسويق إنتاجهم من خالل إنشاء سوق محلية‬ ‫الفاعلي‬ ‫مساعدة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫وب وتأهيل مهاراتهم يف هذا‬ ‫االنفتاح عىل األسواق الوطنية والدولية وتفعيل التسويق االلكت ي‬ ‫الجانب؛‬ ‫ر‬ ‫المحليي‬ ‫الفاعلي‬ ‫الن تعيق عمل‬ ‫القيام بتشخيص‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ميداب مستمر لمختلف المشاكل واإلكراهات ي‬ ‫التاب المحىل للجماعات ر‬ ‫وتحول دون تحقق تنمية ر‬ ‫التابية بحوض أوريكة كلما دعت الرصورة إل‬ ‫ي‬ ‫ذلك‪ ،‬واستثمار نتائج الدراسات السابقة يف هذا الجانب‪ .‬يهدف هذا التشخيص إل بلورة الحلول‬ ‫المناسبة وبالتال تدبت الموارد ر‬ ‫التابية بشكل معقلن؛‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الجامعيي يف إنجاح المقاربة التابية من خالل التول إل الميدان ومشاركة‬ ‫الباحثي‬ ‫تفعيل دور‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن توصلوا إليها من‬ ‫الفاعلي‬ ‫تجربتهم العلمية مع‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫المحليي ومدهم باالستاتيجيات واآلليات ي‬ ‫خالل دراساتهم العلمية؛‬ ‫المتدخلي يف بناء المشاري ــع التنموية ومختلف‬ ‫الفاعلي‬ ‫العمل عىل تحقيق التقارب ربي مختلف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اب‬ ‫وتثمي‬ ‫ر‬ ‫الن تربطها عالقة بالتنظيم الت ي‬ ‫األنشطة السوسيو‪-‬اقتصادية والثقافية خاصة تلك ي‬ ‫موارده وما لذلك من دور ف تحقيق التنمية ر‬ ‫التابية المستدامة؛‬ ‫ي‬ ‫المحليي ولفت انتباههم لالهتمام‬ ‫الفاعلي‬ ‫تشكيل لجنة علمية لوضع رؤية مستقبلية يف خدمة‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫اب وجعل موارده أداة تنموية فعالة تستجيب لتطلعات الساكنة‬ ‫بتجديد وتنظيم المجال الت ي‬ ‫وتحسي ظروفهم المعيشية مما سيساهم ر‬ ‫أكت يف تشجيع أبناء المنطقة المدروسة عىل االستثمار‬ ‫ر‬ ‫بهذا ر‬ ‫تحسي األوضاع السوسيو‪-‬اقتصادية للمجتمع‪.‬‬ ‫وبالتال‬ ‫التاب وخلق المزيد من فرص الشغل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫‪-Dosi G (1982): “Technological Paradigms and Technological Trajectories: a Suggested Interpretation of the‬‬ ‫‪Determinants and Directions of Technical Change”, Research Policy, Vol 11, pp 147-162.‬‬ ‫‪-Nelson R. and Winter S. (1977): “In Search of a Useful Theory of Innovation”, Research Policy, vol 6, pp 36-76.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪188‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫المناقشة‬ ‫الكبت يف‬ ‫توفر المجاالت الجبلية غطاء نباتيا متنوعا وموارد مائية ومعدنية مهمة‪ ،‬إضافة إل دورها‬ ‫ر‬ ‫الحفاظ عىل التوازنات البيئية‪ ،‬لذلك يلزمها اهتمام خاص ومكانة خاصة يف السياسات العمومية‪ ،‬لكن واقع‬ ‫الحال يختنا بعكس ذلك‪ ،‬إذ أن هذه المجاالت الحيوية‬ ‫وه يف‬ ‫ي‬ ‫تعاب العديد من المشاكل واإلكراهات‪ ،‬ي‬ ‫تدبت شؤونها من أجل إعطائها‬ ‫الفاعلي‬ ‫فعىل وجاد من طرف مختلف‬ ‫المتدخلي يف ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫حاجة ماسة لتحرك ي‬ ‫ر‬ ‫الن تستحقها‪.‬‬ ‫المكانة ي‬ ‫تتجىل أهمية الجماعات ر‬ ‫اب يف اعتبارها عنرصا أساسيا‬ ‫التابية بالمجال‬ ‫الجبىل بحوض أوريكة كفاعل تر ي‬ ‫ي‬ ‫التاب المحىل اعتمادا عىل المقاربة ر‬ ‫لتنمية ر‬ ‫تسخت‬ ‫المتدخلي‪ ،‬والعمل عىل‬ ‫التابية التشاركية ربي مختلف‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫جميع اإلمكانيات ر‬ ‫والتافع عىل المشاري ــع لتنمية ا رلتاب المحىل ف ر‬ ‫شن المجاالت انطالقا من الصالحيات‬ ‫ي ي‬ ‫ر‬ ‫الن أسندت للجماعات ر‬ ‫ر‬ ‫المشتكة أو المنقولة‪.‬‬ ‫التابية؛ سواء من خالل االختصاصات الذاتية أو‬ ‫ي‬ ‫التابية ر‬ ‫استطاعت الجماعات ر‬ ‫المحىل المدروس أن تتمج مجموعة من المشاري ــع وعملت عىل‬ ‫بالتاب‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫تتيلها يف أرض الواقع‪ ،‬لكن رغم ذلك اتضح أن تلك المشاري ــع لم ترق بعد إل المستوى المطلوب‪ .‬ومنه‬ ‫فال بد من إعادة النظر ف هذا الجانب مع ضورة العمل عىل تأهيل القائمي بشؤون هذه الجماعات ر‬ ‫التابية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫إلعداد برامج تنموية أكت مالءمة لخصوصيات وحاجيات التاب من أجل تجاوز المشاكل الداخلية‬ ‫ر‬ ‫الن واجهتها‪ ،‬وجعل الجانب التنموي فوق كل اعتبار‪ .‬كما يجب خلق ررساكات وطنية ودولية من‬ ‫والخارجية ي‬ ‫ر‬ ‫الن ستمكن من‬ ‫أجل اكتساب المزيد من التجارب واستقطاب مختلف المساعدات واالستثمارات ي‬ ‫تحسي الظروف المعيشية للسكان‪.‬‬ ‫وبالتال‬ ‫التخطيط الجيد لتتيل المشاري ــع التنموية‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المدب والتعاونيات بجماعات حوض أوريكة من تتيل مجموعة من‬ ‫تمكنت جمعيات المجتمع‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن ساهمت يف إظهار بوادر التنمية‪ ،‬إال أن محدودية إمكانياتها يعكس الحاجة الماسة لتأهيل‬ ‫المشاري ــع ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫البين‬ ‫الن أصبح بإمكانه القيام بها خاصة يف البعد‬ ‫عناض هذا الفاعل الت ي‬ ‫ي‬ ‫اب‪ ،‬ليضطلع أكت بأدواره الجديدة ي‬ ‫التدبت‬ ‫واالجتماع‪ .‬ويمثل التكوين المستمر يف كيفية‬ ‫والتسيت وإنجاز المشاري ــع‬ ‫والتأهيل االقتصادي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫لك يكون الفاعل الجمعوي‬ ‫والدعم المادي أهم دعائم تقوية دور المجتمع‬ ‫ي‬ ‫المدب بجماعات حوض أوريكة ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مستة التنمية التابية وخلق دينامية اقتصادية تعود بالنفع عىل‬ ‫بهذا التاب له من الكفاءة ما يخول له قيادة ر‬ ‫الساكنة المحلية وتحقيق األهداف المرجوة‪.‬‬ ‫من خالل نتائج البحث وبالرجوع إل اإلشكالية المدروسة والفرضيات‪ ،‬اتضح لنا جليا أن ر‬ ‫التاب‬ ‫ر‬ ‫الن تربطهم ببعضهم البعض‪ ،‬وأن‬ ‫يتمت بتعدد تشكيلة‬ ‫المدروس ر‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي وتعدد تدخالتهم ونوع العالقة ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تعتت الفاعل‬ ‫استاتيجياتهم ومشاريعهم تبف محدودة لم ترف بعد لتطلعات السياسة التنموية ببالدنا ي‬ ‫ر‬ ‫الوع التنموي والرصاعات وتضارب المصالح ما‬ ‫كتة األساس لتنمية المجتمع‪ .‬كما أن أزمة‬ ‫اب‬ ‫المحىل الر ر‬ ‫الت ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫زالت تشكل العائق األكت لتحريك عجلة التنمية ر‬ ‫األوريك‪.‬‬ ‫التابية المستدامة داخل المجتمع‬ ‫ي‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪189‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫خاتمة‪:‬‬ ‫التابيون الحلقة األساس لتنمية أي تراب لذلك تم التوجه نحو المقاربة ر‬ ‫يعتت الفاعلون ر‬ ‫التابية أو‬ ‫المقاربة بالفاعل ر‬ ‫وتسيت أمورهم المحلية بواسطة‬ ‫وإرساك السكان يف اتخاذ القرار‬ ‫ممثلي لمصالحهم همهم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الوحيد هو العمل عىل تسخت جميع إمكانياتهم لتنمية ر‬ ‫التاب المحىل ف ر‬ ‫شن المجاالت‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ي ي‬ ‫التابية فاعال محوريا ف تنمية ر‬ ‫تعد الجماعات ر‬ ‫ر‬ ‫الن أسندت‬ ‫التاب‬ ‫ي‬ ‫المحىل نظرا للصالحيات الموسعة ي‬ ‫ي‬ ‫لها من طرف الدولة‪ ،‬لذلك وجب عليها تبن المقاربة ر‬ ‫المتدخلي يف الشأن‬ ‫التابية والتنسيق ربي مختلف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المحىل‪ ،‬مع ضورة رإرساك السكان يف اتخاذ القرار‬ ‫تسخت جميع اإلمكانات‬ ‫وتسيت أمورهم والعمل عىل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫لتنمية ر‬ ‫التاب ف ر‬ ‫شن المجاالت‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المحىل إذ أنهم استطاعوا‬ ‫كبت يف تنمية التاب‬ ‫أصبحت الجمعيات والتعاونيات قوة مساهمة بشكل ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫الن لم تستطع مؤسسات الدولة المركزية لوحدها تحقيقها‪ ،‬لكن ما زال‬ ‫تحقيق العديد من األهداف ي‬ ‫ينتظرهم المزيد من العمل لتجاوز العديد من المشاكل الداخلية والخارجية والرفع من جهودهم يف سبيل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن‬ ‫خلق رساكات وطنية ودولية من أجل اكتساب التجارب واستقطاب المساعدات واالستثمارات ي‬ ‫ستمكنهم من تتيل مشاريعهم التنموية عىل أرض الواقع بكيفية ر‬ ‫تحسي الظروف‬ ‫وبالتال‬ ‫أكت فعالية‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫المعيشية للسكان‪.‬‬ ‫ر‬ ‫اب بجماعات حوض أوريكة‪ ،‬يف رسم معالم النجاح عىل الرغم من أن العملية ما زالت يف‬ ‫بدأ الفاعل الت ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي‬ ‫التكامىل والتنسيق ربي مختلف‬ ‫التدبت‬ ‫كت عىل‬ ‫ر‬ ‫السء الذي بات يستلزم باألساس الت ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫بداياتها‪ ،‬ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الن تواجه عملية‬ ‫الت ر‬ ‫ابيي قصد تبادل التجارب والختات ومساعدة بعضهم البعض لتجاوز التعتات ي‬ ‫ر‬ ‫تبن مجموعة من اآلليات والوسائل‬ ‫ر‬ ‫التثمي واالبتكار والتنمية التابية‪ ،‬والعمل عىل ربــح الرهان من خالل ي‬ ‫تبن المقاربة القطاعية والفردانية فإن النتيجة ستكون عبارة عن تضارب‬ ‫الناجعة‪ ،‬ألنه إذا استمر الوضع عىل ي‬ ‫أكت ر‬ ‫للمصالح وتأزم لألوضاع ر‬ ‫وبالتال التقليص من فرص عقالنية استغالل الموارد وجلب االستثمار‪.‬‬ ‫فأكت‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ابيي إال‬ ‫الن قامت بها الوزارات الوصية يف إطار تأهيل‬ ‫عىل الرغم من المجهودات ر‬ ‫الفاعلي الت ر‬ ‫ر‬ ‫الكبتة ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫لك تنسجم تدخالت‬ ‫الن تربطها بهم ي‬ ‫أنه من الرصوري بذل المزيد من المجهودات للرفع من حجم الشاكات ي‬ ‫المحىل مع التوجه التنموي العام للدولة‪ ،‬والتمكن من استغالل الفرص المتاحة لرسم خريطة تنموية‬ ‫الفاعل‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫المحليي العمل بكل جهد لتطوير‬ ‫ابيي‬ ‫مندمجة واضحة األهداف‪ .‬كذلك من الواجب عىل‬ ‫ر‬ ‫الفاعلي الت ر‬ ‫ر‬ ‫مهاراتهم وقدراتهم يف مختلف المجاالت للتمكن من إبداع وابتكار أفكار جديدة نابعة من البيئة المحلية‬ ‫والمحافظة عىل خصوصيتها ومسايرة تطورات العولمة‪ ،‬إضافة إل إحياء روح التعاون والتضامن‪ ،‬ومنه‬ ‫القدرة عىل تحقيق نتائج تنموية إيجابية‪.‬‬ ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫‪190‬‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ ‫المراجع باللغة العربية‬ ‫ تثمي الموارد ر‬،‫ بحث لنيل شهادة اإلجازة ف الجغرافيا‬:)2018( ‫• أبودرار مصطف‬ ‫التابية ودورها يف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ .‫ مراكش‬،‫القاض عياض‬ ‫جامعة‬ ،‫ دراسة حالة حوض أوريكة‬،‫تحقيق التنمية المستدامة‬ ‫ي‬ ‫ "إشكالية التنمية ر‬:)2009( ‫• الحسن المصطف‬ ‫ أطروحة لنيل‬،"‫ نموذج جهة دكالة عبدة‬،‫التابية بالمغرب‬ ‫ي‬ .‫ كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية مراكش‬،‫دكتوراة الدولة يف اآلداب جغرافيا‬ ‫ منشورات وزارة الثقافة‬،"‫ "مركزيتها ـ هامشيتها ـ تنميتها‬،‫ الجبال المغربية‬:)2003( ‫• الناضي محمد‬ .‫المغربية الرباط‬ ‫ دراسات‬،‫الجبىل بوادي أوريكة‬ ‫ تحوالت السكن وتنظيم المجال‬:)2008( ‫الفارس موالي الحسن‬ • ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ،‫التدبت الجهوي والتنمية التابية‬ ‫ مجموعة البحث حول‬،‫ سلسلة ندوات ومناظرات‬،5 ‫مجالية العدد‬ ‫ر‬ .‫ مراكش‬،‫القاض عياض‬ ‫منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية جامعة‬ ‫ي‬ ‫ أي ر‬،‫ "الجهة والجهوية‬:)2012( ‫• بوجروف السعيد‬ ،‫ المطبعة والوراقة الوطنية‬،"‫مشوع ألي تراب؟‬ .‫مراکش‬ ‫ أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف اآلداب‬،‫ الجبال المغربية أية تهيئة‬:)2007‫ـ‬2006( ‫• بوجروف السعيد‬ .‫الثاب‬ ‫ الجزء ي‬،‫ كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية مراكش‬،‫تخصص جغرافية التهيئة‬ ‫ الحوار الوطن حول إعداد ر‬:)2000( ،‫التاب الوطن‬ ‫• مديرية إعداد ر‬ .‫ خالصة تركيبية‬،‫الوطن‬ ‫التاب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المراجع باللغة األجنبية‬ • Anthony Tchékémian (2004): Entre démarches de qualité et diversification, une ressource territoriale à l’épreuve des faits, CERMOSEM – La notion de ressource territoriale. • AYDALOT Philippe, (1982): «Economie régionale et urbaine», Paris, Economica. • Bellaoui Ahmed (2006): Tourisme et système économique des zones de montagne au Maroc, Etat actuel et perspectives d'avenir: Le cas du Haut Atlas de Marrakech; Le tourisme de montagne réalités et perspectives, publication EDIT, LERMA, ERCPT, FLSH Université Cadi Ayyad, Impression El Watanya, Marrakech. • Berque J (1945): Vers la modernisation rurale, B.I.M, n° spécial, Octobre. • Camagni R and Capello R (2002): “Milieux Innovateurs and Collective Learning: From Concepts to Measurement”, in Acs Z.J., de Groot H.L.F., Nijkamp P. (eds.), The Emergence of the Knowledge Economy, Springer, Berlin. • Cantwell J (2009): “Location and Multinational Enterprise”, Journal of International Business Studies, vol. 40, n 1. • CARLES Joseph, «Gouvernance territoriale», http://fr.wikipedia.org/wiki/gouvernance_territoriale. • Jean-Pierre et autres (2001): «Itinéraires et développement» INRA. • Dosi G (1982): Technological Paradigms and Technological Trajectories a Suggested Interpretation of the Determinants and Directions of Technical Change”, Research Policy, Vol. 11. 191 ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ ‫أي دور للفاعل الترابي باملناطق الجبلية في تحقيق التنمية املستدامة؟ حالة الجماعات الترابية بحوض أوريكة‬ • Dunning J (2001): “The Eclectic (OLI) Paradigm of International Production: Past, Present and Future”, International Journal of the Economics of Business, vol 8, n 2. • Dunning J (2009): Location and the Multinational Enterprise: John dunning is Thoughts on Receiving the Journal of International Business Studies 2008 Decade Award, Journal of International Business Studies, vol 40, n 1. • Foray D (2009): Understanding Smart Specialisation, in Pontikakis D, Kyriakou D and van Bavel R. (eds.), The Question of R&D Specialisation, JRC, European Commission, Directoral General for Research, Brussels. • Foray D$ David P and Hall B (2009): “Smart Specialisation - the Concept”, Knowledge Economists Policy Brief, n 9. • GIRAUT Frédéric, VANIER Martin, «Plaidoyer pour la complexité territoriale, in Utopie pour le territoire, L'Aube, Paris. • Guitouni Abdelkader (2005): La déruralisation des compagnes du Rif trait majeur des mutations de la région; études spatiales n°2, mutation des espaces rurales dans les montagnes du Rif marocain, publication de Groupe de Recherche Géographique sur les montagnes de Rif, FLSH de Tétouan. • GUY DI Méo (1998): Géographie sociale et territoire, Ed Nathan, Paris. • Nelson R and Winter S (1977): In Search of a Useful Theory of Innovation, Research Policy, vol l6. 192 ‫مركز تكامل للدراسات واألبحاث‬ La recomposition et l’émergence des territoires de labellisation : Quelle gouvernance territoriale ? Cas de la commune d’Asni- Province d’Al Haouz. La recomposition et l’émergence des territoires de labellisation : Quelle gouvernance territoriale ? Cas de la commune d’Asni- Province d’Al Haouz Wafaa BENHSAIN et Salima SALHI Doctorantes/ Université Cadi Ayyad- Université d’Angers/ Maroc- France Résumé De nos jours, la production des biens et des services dans les territoires ne permet pas de maintenir le processus de la mondialisation, la concurrence et la compétitivité locale ainsi que globale. Ces territoires précités notamment la commune d'Asni adoptent la labellisation comme moyen permettant de créer une dynamique territoriale afin d'améliorer la position concurrentielle de leurs territoires et valoriser leurs facteurs d'attractivité. L'intervention de l'ensemble des acteurs faisant partie du système territorial est nécessaire, en donnant une dimension symbolique et patrimoniale aux ressources. La présence de l'ensemble des acteurs pousse à s'interroger sur la nature de leur relation avec les dynamiques précitées dans la commune d'Asni concernant la labellisation dont sa capacité et sa gouvernance territoriale se mesuresnt à travers l'analyse des politiques d'une part et des dynamiques d'acteurs d'une autre part. Les mots clés : Recomposition, Gouvernance Territoriale, Compétitivité, Labellisation, Politiques publiques. Abstract Today, the production of goods and services in the territories does not allow to maintain the process of globalization, competition and local and global competitiveness. These territories, notably the commune of Asni, adopt the labeling as a means to create a territorial dynamic in order to improve the competitive position of their territories and to enhance their attractiveness factors. The intervention of all the actors who are part of the territorial system is necessary, giving a symbolic and patrimonial dimension to resources. The presence of all the actors leads us to question the nature of their relationship with the above-mentioned dynamics in the municipality of Asni concerning the labeling of which its capacity and its territorial governance, through the analysis of policies on the one hand and the dynamics of actors on the other hand. Key words: Recomposition, Territorial Governance, Competitiveness, Labeling, Public policies. 193 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La recomposition et l’émergence des territoires de labellisation : Quelle gouvernance territoriale ? Cas de la commune d’Asni- Province d’Al Haouz. Introduction Les exigences de la mondialisation sont de plus en plus complexes et en constante évolution, faisant exploser les repères traditionnels, les bornages administratifs et la cohésion interne. Les territoires sont cependant soumis à des pressions qui se manifestent par des conflits surgissant ou apparaissent et des contradictions d'intérêt (Lombard et al, 2006). Manifestée par la recomposition territoriale et l'émergence de nouveaux territoires (Velasco-Graciet, 2009), la mondialisation impose au territoire des nouvelles règles de développement afin de s’adapter au changement, notamment, le processus de développement territorial (Dumont,2002; Campagne et Pecqueur, 2014; Coutinho et Al, 2015 ; Medeiros, 2020 ) consistant à valoriser la spécificité d’un territoire pour assurer sa compétitivité durablement à travers les projets de territoire par la construction et l'amélioration des performances de l’action publique à plusieurs niveaux , la prise en compte des ressources du territoire dans la recherche d’une cohérence d’ensemble, l’implication des acteurs et des institutions, l’intégration des secteurs d’activité dans une logique de coopération avec les autres territoires et l’articulation avec les politiques régionales, nationales et globales ( Lacquement et Chevalier, 2016). Dans ce cadre, les territoires adoptent la labellisation qui, selon Tebbaa Ouidad et Boujrouf Said (2019), doit démontrer leurs capacités à produire des projets territoriaux tout en permettant la promotion de la culture patrimoniale et l’ancrage des ressources dans les territoires locaux. Elle doit également créer une dynamique afin d'améliorer la position concurrentielle des territoires et valoriser ses ressources tout en participant au développement territorial. Pour cela, les acteurs de la commune d’Asni dans la province Al-Haouz, région Marrakech-Safi (une des douze régions du Maroc), ont opté pour la labellisation qui selon Valérie Colombe (2017), les incite à la fois à améliorer leur compétence et à s’engager dans des actions collectives et territoriales. Ces dernières ne sont pas des phénomènes naturels ou automatiques, elles nécessitent des efforts de la part des politiques publiques et de l’ensemble des acteurs du territoire. Ajoutant à cela que l’action collective est un problème décisif pour les sociétés (Crozier et Friedberg, 1977). Aussi pour comprendre les problèmes et les difficultés de cette action collective en participant à l’émergence et à la recomposition dues à la labellisation dans la commune d’Asni. Cet article se propose d’examiner la nature des relations entre les acteurs en s’inscrivant dans le cadre de l’émergence et la recomposition des territoires de labellisation par sa capacité et sa gouvernance territoriale, et l'analyse des autres facteurs interdépendants à savoir les politiques publiques et les dynamiques d'acteurs. Ces facteurs ont fait l’objet d’une méthode qualitative et approche par acteur mise en œuvre par un guide d’entretien semi-directifs avec les personnes influentes de la commune d’Asni et les responsables chargés de labellisation au niveau central et régional. Permettant de recueillir des informations sur le jeu d’acteur, les formes d’organisation collective, les relations entre les acteurs eux même, les actions réalisées et le soutien des politiques publiques dans le système de labellisation. 194 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La recomposition et l’émergence des territoires de labellisation : Quelle gouvernance territoriale ? Cas de la commune d’Asni- Province d’Al Haouz. 1. Asni un territoire en perpétuelle recomposition La commune d’Asni se situe dans le haut Atlas occidental à la province d’Al-Haouz dans la région de Marrakech-Safi à environ 64km de Marrakech et à 17 kilomètres de Tahannaout (Carte 1). Elle s’étend sur une superficie de 204 km² jusqu’à Imlil et sa population locale est homogène, elle se compose en majorité de la population de la tribu berbère de Rhiraya qui est un grand groupe de Massoud dans le Haut Atlas depuis le XIIème siècle (Pascon, 1977) en plus des populations amazighophones et arabophones provenant des zones géographiques proches de la commune. Ce qui a permis à ce territoire d’avoir des recompositions identitaires, ethniques et aussi religieuses. Ladite population locale a connu également d’autres recompositions dues à l’adaptation à un environnement difficile, dont la dégradation des ressources, la sécheresse, l’érosion etc. Carte 1 : Localisation de la commune d’Asni Source : W. BENHSAIN et S. SALHI, 2021. 195 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La recomposition et l’émergence des territoires de labellisation : Quelle gouvernance territoriale ? Cas de la commune d’Asni- Province d’Al Haouz. En effet, le territoire d’Asni, comme la majorité des territoires ruraux du Maroc, a connu le mode de gestion traditionnel et coutumier qui prévalait avant la période coloniale. Cette gestion témoigne d’une tradition forte de coopération et de solidarité - Les Jemaâs - sous forme d’une décentralisation primaire, répondaient plus à un concept oriental de la consanguinité qu’au concept de la territorialité, de telle sorte que les collectivités locales sont organisées sur une base tribale et leurs limites géographique sont situées là où s'arrête le lien de consanguinité entre les membres de la tribu (N.B. De Lavergnee, 1991). Dès son indépendance en 1956, le Maroc a connu plusieurs recompositions politiques et territoriales, et même si le Maroc a amorcé des politiques de décentralisation et de régionalisation depuis 1960, la dualité du Maroc utile et du Maroc inutile de l’époque du protectorat reste toujours d’actualité. La commune d’Asni faisant partie des territoires “du Maroc inutile”, qui ont toujours souffert de l’exclusion et la marginalisation depuis la période coloniale au Maroc (BOUJROUF, 1996, 2010) et sont souvent considérés comme des espaces en retard en termes de développement (ADERGHAL et Al, 2019). Ce qui a nécessité la mise en œuvre de la régionalisation avancée, lancée en 2010, renforcée un an plus tard par la nouvelle constitution qui a inauguré une nouvelle étape vers une réelle autonomie locale. Dans ce cadre et pour renforcer cette régionalisation avancée, des lois organiques relatives aux collectivités territoriales ont vu le jour en 2015 dont les objectifs principaux sont l’encadrement des compétences des collectivités territoriales, la constitutionnalisation du caractère décentralisé du Royaume et la consécration de la régionalisation avancée comme fondement de l’organisation territoriale ainsi que la libre gestion administrative. Trois ans plus tard et afin d’apporter un soutien à la régionalisation avancée et à l’accompagnement de cette politique de décentralisation, la charte de la déconcentration a vu le jour en 2018 et qui avait pour objectif la mise en place au niveau local des services déconcentrés de l’administration centrale et des services déconcentrés de l’Etat qui assurent la coordination de l’action des services déconcentrés et l’accompagnement de l’organisation territoriale décentralisée. Certes, le développement territorial est désormais tributaire de la manière dont les acteurs décentralisés et déconcentrés gouvernent leurs territoires. D’où qu’aujourd’hui, la commune d’Asni est autonome en matière de recherche de financement et de développement de projets qui traitent des problématiques territoriales pour en faire de véritable levier de développement. Pour cela, il faut que les acteurs territoriaux œuvrent ensemble dans la limite des compétences légales et de moyens financiers mis à leur disposition. Pour ce qui est du développement, de l’aménagement et la préservation des espèces endémiques du territoire marocain en général et de la commune d’Asni en particulier, le Maroc à travers ses organes notamment la Direction Régionale des Eaux et Forêts et de la Lutte Contre la Désertification, a défini des stratégies et des orientations pour conserver la biodiversité, maintenir la disponibilité et la qualité de l’eau et préserver les richesses naturelles de ces territoires à travers la création des aires protégées. Cette décision de création des aires protégées a donné naissance au Parc national du Toubkal (PNT) dont Asni fait partie suite à un arrêté viziriel du 19 janvier 1942. Ce dernier abrite les plus hautes altitudes, notamment le mont Toubkal 4167m (le plus haut sommet en Afrique du nord et du monde Arabe). Par cette création du parc national, Asni a connu une recomposition nouvelle d’un territoire dit ordinaire (Boyer, 2014) à un autre protégé et contrôlé avec des stratégies imposées du haut vers le bas « top down ». Mais celle du parc national avait créé chez la population locale d’Asni un sentiment de mépris envers la Direction Régionale des Eaux et Forêts et de la Lutte Contre la Désertification du Haut Atlas, entraînant ainsi une désobéissance des ordres donnés par ces derniers ce qui a permis la création d’un champ de lutte entre eux. 196 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La recomposition et l’émergence des territoires de labellisation : Quelle gouvernance territoriale ? Cas de la commune d’Asni- Province d’Al Haouz. Devant cette situation de non confiance de la population locale dans l’organe précité qui a longtemps joué le rôle du « policier », l’Etat a créé des Organismes du Développement Forestier (ODF) fonctionnant selon une approche participative qui englobe les élus, la société civile et les représentants des départements administratifs. Ainsi, les projets seront fixés d’une manière participative en fonction de la demande des représentants des douars et la réglementation ne sera plus imposée etc. Il est à signaler que ces ODF sont toujours en phase de préparation. 2. Asni un territoire de transformation de la vision de l’agriculture La commune d’Asni est caractérisée par une diversification de l’activité économique dont l’agriculture reste l’activité économique dominante. Elle est connue par ses champs en terrasses à flanc de montagne pour la culture de l’orge, le seigle, les courgettes, les oignons, les pommes de terre, les carottes, et ce en fonction de l’altitude, l’orientation, la place disponibles et l’eau. Cette dernière est acheminée dans un canal d’irrigation à flanc de montagne, dont la construction et l’entretien sont généralement difficiles. Sa répartition entre les villageois obéit à des règles strictes. Le labour est assuré par l’utilisation de moyens rudimentaires à savoir la pioche (aguelzim) ou la charrue tirée par la mule ou l’âne. Près des villages on trouve les cultures des noix, des cerises, des pommes et d’amande en plus des olives dans les plaines pendant la période où le climat est doux. Au début, la population d’Asni a opté pour une culture vivrière transformée ensuite en culture à la fois commerciale et vivrière. En effet, la récolte des fruits constitue une source de revenu pour les villageois, leur permettant l’achat du sucre, du thé au souk hebdomadaire ainsi que les autres matières de première nécessité dont ils ont besoin. Aussi plusieurs agriculteurs s’occupent en plus de l’élevage de quelques chèvres et moutons et parfois une ou deux vaches. De ce fait, l’élevage est considéré comme une source de revenus supplémentaires. Avec le temps et le développement des espaces agricoles, la commune d’Asni a connu un début de spécialisation dans le but de devenir compétitive territorialement. On entend par la compétitivité territoriale, la capacité des territoires à s’intégrer dans le réseau mondial caractérisé par la concurrence et l’innovation, tout en étant connectés aux centres économiques globaux (EL ALAMI, 2019), ce qui a poussé les acteurs des territoires à développer des stratégies de labellisation, surtout qu’elle permet à leur territoire de devenir attractif (Florent, 2011 ; Saidi et Fagnoni, 2018) et aussi compétitif (Aderghal et Al, 2017). Pour que la commune d’Asni relève ces défis de la mondialisation, elle a adopté le label bio Maroc afin de cibler le marché bio et deux Signes Distinctif d'Origine et de Qualité (SDOQ) qui relève de la loi n° 025-06 promulguée par le dahir n°1-08-56 du 23 mai 2008, dont la vision de produire la qualité et participer au développement rural. Les signes en question est le label Indication Géographique Protégée (IGP) noix de l’atlas Haouz Marrakech et IGP pomme de l'haouz. Avec l’émergence de ladite labellisation, Asni a connu une nouvelle recomposition autre que la vision commerciale et vivrière pour une autre vision systémique suite à l’écoconception. Cette dernière est définie selon la norme internationale ISO 14062 comme le fait d’intégrer les aspects environnementaux dans la conception des produits. Ce qui constitue un challenge pour le territoire d’Asni qui transforme les modes de gestion des territoires et donne naissance à d’autre recompositions qui sont à l’origine de l’émergence de nouvelle mode de gouvernance et de dynamique d’acteur qui induisent au bouleversement des mécanismes de gestion collective des ressources, de la vie sociale et des hiérarchies sociales etc. 197 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La recomposition et l’émergence des territoires de labellisation : Quelle gouvernance territoriale ? Cas de la commune d’Asni- Province d’Al Haouz. 3. Territoire de labellisation vers l’absence d’une gouvernance du label Le processus de labellisation dans la commune d’Asni est un processus complexe avec d’une part des multi-acteurs et d’autre part des multi-enjeux. Mais sa complexité émane de son appropriation par les acteurs locaux, et de sa continuité dans l’espace-temps, ce qui a été prouvé par les acteurs chargés de la labellisation des différentes institutions au niveau central. Ces derniers ont déclaré que «ils sont très dynamiques durant la phase de la prise de connaissance de la labellisation, mais lors de la phase de la mise en application de la certification, c’est là où les problèmes apparaissent ; les acteurs locaux, régionaux et provinciaux ne veulent pas supporter les charges des projets de labellisation et n'investissent pas dans cette démarche, ils attendent l’aide financière de l’Etat pour le lancement des marchés en question » (Extrait d’un entretien avec un acteur au niveau central). La labellisation dans la commune d’Asni est donc limitée seulement aux élites locales. Ailleurs, ce sont les paysans aisés, les entreprises privées, les gros producteurs ou alors les multinationales, qui peuvent se procurer ces labels, qui coûtent généralement très cher. On peut déduire de ce fait la dominance de l’approche compétitive et sélective au lieu de l’approche inclusive. Cette approche compétitive est également appelée distributive ou gagnant-perdant. Selon Léa Sébastien et Christian Brodhag : c’est une approche où nous trouvons des acteurs forts et d’autres faibles, Les premiers obtiennent la meilleure part du gâteau, alors que les seconds ne se trouvent pas dans une position de négocier pour imposer leurs choix et leurs valeurs morales, et défendre leurs intérêts (Léa Sébastien et Christian Brodhag, 2004). Dans ce processus de labellisation dans la commune d’Asni, les producteurs des produits et services ainsi que les paysans démunis sont considérés comme des acteurs faibles, qui selon Mari Oiry Varacca, sont soumis à la logique du marché labellisé qui repose essentiellement sur la valorisation de savoirs qui n’est pas le leur. Sachant que la majorité des paysans démunis sont analphabètes, et le nombre de formations possibles au sujet de labellisation est insignifiant, ce qui les rend incapables de s’adapter et restent marginalisés. Cependant, pour les acteurs forts à Asni, la labellisation renforce leur domination et renforce les rapports de force tout en accentuant les inégalités sociales. La labellisation à Asni, n’est pas une appropriation collective, elle est considérée comme un processus excluant les acteurs faibles. Ce processus, exclut également les consommateurs pauvres vu que le prix final d’une production labellisée est généralement plus élevé que celles non labellisées en créant selon Michael Heller, Rebbecca Eisenberg et Gille Allaire un « phénomène d’anti commun » A noter que de nombreuses études sur les labels de qualité ( Sempls et Vandercammen, 2009 ; BELMOUSS, 2016 ; Boujrouf et Al, Varacca, Ouhna et Al, 2019) ont montré que la majorité des consommateurs marocains ne sont pas très sensibles aux labels à l’exception de quelques professionnels et scientifiques (El Bakkouri et al. 2016). La prise en considération de la population s’avère absente dans les stratégies menées par l’Etat dans la labellisation. La labellisation actuelle à la commune d’Asni va disparaître car elle ne s’inscrit pas en continuité dans l’espace-temps à cause de l’émergence continue des nouveaux labels et partant elle permet la recomposition du territoire en question. Cette recomposition dépend davantage d’une mauvaise ou une absence de gouvernance du label, parce que la gouvernance, surtout la bonne, se construit par et pour les acteurs qui se l'approprient (F. Leloup 2005) alors que dans le cas d’Asni, il n’y a pas d’amélioration dans les rôles de l’Etat classique qui intervient d’une manière hiérarchique, à cause de l’absence d’une volonté locale. Or, la notion de gouvernance par les labels s’identifie comme révélatrice des logiques verticales et horizontales de l’action publique locale (Béal et Al, 2015) alors que la labellisation à Asni exclut les acteurs démunis ainsi que les consommateurs marocains (Figure 1). 198 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La recomposition et l’émergence des territoires de labellisation : Quelle gouvernance territoriale ? Cas de la commune d’Asni- Province d’Al Haouz. Figure 2: La relation inter acteur au sein de la commune d’Asni au tour de la labellisation Source : W. BENHSAIN et S. SALHI, 2021 Conclusion La commune d’Asni est un territoire en perpétuelle recomposition. Elle a connu des recompositions identitaires, ethniques et religieuses, et qui sont des recompositions dues à l’adaptation de la population locale à un environnement difficile et des recompositions politiques et territoriales. Elle a aussi connu une recomposition de son territoire « ordinaire » pour un autre protégé comme elle a connu des recompositions entre la vision d’agriculture vivrière à une autre vision systémique d’écoconception du produit à l’aide de l’émergence de la labellisation. Les conditions liées à la qualité à Asni, s’imposent indirectement aux producteurs des biens et des services, non seulement dans l’agriculture avec les labels bio Maroc, IGP noix de l’atlas Haouz Marrakech IGP pomme de l'haouz, dans le tourisme à travers le label clef verte, mais aussi dans l’éducation à travers le label pavillon vert. Ces labels précités, constituent un outil pertinent de confiance et de qualité pour la compétitivité territoriale pour être à la hauteur des défis de la mondialisation. Ces labels n’émanent pas d’un choix stratégique collectif mais plutôt d’un choix de renforcement de la domination et des rapports de force tout en accentuant les inégalités. Il est à signaler aussi que l’appropriation de ces labels par les acteurs locaux dépend de l’intervention de l’administration d’une part pour le lancement des marchés et l’émergence continue des nouveaux labels d’autre part, ce qui confirme que ladite labellisation ne s’inscrit pas en continuité espacetemps. Le succès de la labellisation au sein d’un territoire n’est pas uniquement celui de réaliser la qualité mais aussi informer sur la qualité vérifiable sur la base des normes et des cahiers de charge. Elle nécessite selon Vincent Béal, Renaud Epstein et Gilles Pinson une gouvernance qui révèle des logiques à la fois verticales et horizontales. La labellisation à Asni est complexe, multi-acteurs et multi-enjeux, et elle ne permet pas la recomposition de réseau de ces acteurs comme elle n’aide pas à une quelconque amélioration dans les rôles de l’Etat classique qui exclut les acteurs démunis et les consommateurs locaux qui sont ou non informés de l’existence de ces labels. 199 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La recomposition et l’émergence des territoires de labellisation : Quelle gouvernance territoriale ? Cas de la commune d’Asni- Province d’Al Haouz. En outre, la labélisation oblige les producteurs à s’adapter aux stratégies, aux normes et aux critères définis et dictés au niveau central par l’administration selon sa propre perception du concept de la qualité au moment où la décentralisation s'affirme de plus en plus, d’où la nécessité de revoir la notion de la labellisation avec tous ses concepts ou chercher les moyens nécessaires pour renforcer et généraliser la décentralisation de la labellisation au sein des territoires locaux marocains. De même, il faut réfléchir sur les politiques adéquates pour développer la production des biens et services, par la création des grandes surfaces et la multiplication des coopératives notamment dans l’agriculture, le tourisme, l’artisanat, etc. et surtout le développement de la formation au profit des différents acteurs locaux. Bibliographie • • • • • • • • • • • • • • • 200 Aderghal Mohammed et al (2017), “L'ancrage territorial des spécificités : regards croisés sur les arrièrepays méditerranéens.” Hespéris, Tamuda 52 : 357-381. Béal Vincent et al (2015), “La circulation croisée. Modèles, labels et bonnes pratiques dans les rapports centre-périphérie”, In “Gouvernement et action publique”, 4 (3), 103-127p. Belmouss Khadija. (2016), “La responsabilité sociétale dans les entreprises Marocaines : Quels effets sur la relation client”, In “Revue marocaine en management et marketing”. 14p Boujrouf Said. (1996), “La montagne dans la politique d'aménagement du territoire du Maroc”,In “ Revue de géographie alpine”, tome 84, n°4, 37-50p. Boujrouf Saïd, (2014), « Ressources patrimoniales et développement des territoires touristiques dans le Haut Atlas et les régions sud du Maroc », Journal of Alpine Research | Revue de géographie alpine [En ligne], 102-1 | 2014, mis en ligne le 17 juin 2014 Boujrouf et al (2019), “ Les visions et référentiels des politiques de développement territorial dans l’arganeraie : retour sur 10 ans d’initiatives et de projets”, In “congres international du 10 au 11 Décembre à agadir”, 257-261p Christophe Sempels et Marc Vandercammen. (2009), “ Oser le marketing durable, concilier marketing et développement durable” , 201p. De Mari Oiry Varacca. (2019), “Montagnards dans la mondialisation : Réseau diasporiques et mobilisation sociales dans l’Atlas (Maroc), les highlands (écosse) et les alpes françaises”, “Presses universitaires de Grenoble”, 235p. El alami Driss, (2019), “La gouvernance des Clusters et dynamique des territoires en Europe. Quel enseignement pour le Maroc ? ”, In “ Revue Internationale des Sciences de Gestion ”ISSN: 26657473 « Numéro 3 : Avril 2019 / Volume 2 : numéro 2 », 699- 722p. El Bakkouriet al. (2016), “Étude de l’effet de la connaissance du label de qualité et de l’origine sur la qualité perçue par les consommateurs au Maroc cas de l’IGP Argane”, In “Moroccan journal of business studies”, 17p. Élise Temple-Boyer. (2014), “Des méthodologies à repenser pour qualifier et analyser les territoires et les paysages ordinaires, Association AGF”, In “Bulletin de l’association de géographes français”, 91-1, Les paysages ordinaires, 18p. Erhard Friedberg et Michel Crozier, (1977), “ L’acteur et le système, Edition du seuil”, In “ development, Regional Studies”,500p. Gilles Allaire, (1995), “ Croissance et crise en agriculture, Théorie de la régulation, L'état des savoirs. ” 341349p. Gilles Allaire, (2016), “ Que signifie le « développement » de l’Agriculture Biologique ? ” , In “Innovations Agronomiques, INRA”, 1-17p. Pierre Campagne et Bernard Pecqueur. (2014), “Le développement territorial : une réponse émergente à la mondialisation”. In “Paris (France) : Charles Léopold Mayer”. 268 p. Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La recomposition et l’émergence des territoires de labellisation : Quelle gouvernance territoriale ? Cas de la commune d’Asni- Province d’Al Haouz. • • • • • • • • • • • • • • • • 201 Gérard-François Dumont. (2002), “La mondialisation et le développement local. D’Entremont Alban, Lizarraga Lezáun Maria Ángeles, Pons Izquierdo Juan José, Recalde Zaratiegui Lucio”, In “Homenaje a Manuel Ferrer Regales, Eunsa”, 84-313-1967-4. ffhal-01537689f, pp.809-839. Guillaume Lacquement et Pascal Chevalier. (2016), “Capital territorial et développement des territoires locaux, enjeux théoriques et méthodologiques de la transposition d’un concept de l’économie territoriale à l’analyse géographique”, “In Annales de géographie”, 711, 490-518. Heller Michael et Eisenberg Rebecca. (1998), “Can patents deter innovation? The anticommons”, In “Biomedical research. Science” 280 (5364), 698-701p. Léa Sébastien. Christian Brodhag, (2004), “ A la recherche de la dimension sociale du développement durable”, In “Association DD&T”, 22p. Leloup et al .(2005) : “La gouvernance territoriale comme nouveau mode de coordination territoriale” , In“Géographie, économie, société”, (Vol. 7), DOI : 10.3166/ges.7.321-331, p. 321-332. Luc Florent. (2011), “l’utilisation du label UNESCO dans la communication touristique Entre choix et contrainte”, In “Téoros” 12p. Lombard et al (2006), “La mondialisation côté Sud. Acteurs et territoires”, In “Paris, IRD”, 496 p. (ISBN 2-7099-1602-9). Medeiros Eduardo, (2020), “Globalization, planning and local economic development”, In “Regional Studies”, 54:12, 1788-1789, DOI: 10.1080/00343404.2020.1805424 Nicolas Brejon de Lavergnée (1991), “Politiques d'aménagement du territoire au Maroc”, In “Paris: Edition l'Harmattan”. Pp. 271. Ouhna, Laila et Amine, Meryem Alaoui. (2019), “Place des labels qualité dans le marketing des produits de terroir. International” , In“ Journal of Innovation and Applied Studies ”. 11p Pascon Paul. (1977), “Le Haouz de Marrakech”, In “Ed. Marocaines et international”, Rabat. 2 Tomes. Pereira Ribeiro Coutinho et al (2015), “Local development in the context of territoriality face to globalization”,In “ International Conference on Technologies for Sustainable Development (ICTSD) ”, pp. 1-4. Saidi Abderrahman et Edith Fagnoni. (2018), “ Le tourisme en tant que levier de développement territorial au Maroc : le cas du management de la destination de la médina de Tétouan inscrite sur la liste du patrimoine mondial de l’UNESCO”, In “Revue du Contrôle de la Comptabilité et de l’Audit”, 24p Tebbaa Ouidad et Boujrouf Said. (2019), “Patrimonialisation et label Géoparc : pour quel modèle de développement au Sud ? Cas du Maroc”, In “girault y. (dir.) les géoparcs mondiaux UNESCO : une mise en tension entre développement des territoires et mise en valeur du patrimoine”. Iste éditions, londres, 285p- 105-120pp. Valerie Colomb. (2017), “De l’influence du développement durable sur les labels des villes”, 35-38p. Velasco-Graciet Hélène. (2009), “Territoires, mobilités et sociétés : Contradictions géographiques et enjeux pour la géographie”. In “Pessac : Maison des Sciences de l’Homme d’Aquitaine”, ISBN : 9782858924974. DOI, 350 p. Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives Abderrahim Ait Ben Aalla et Lahoucine Amzil FLSH, Université Mohamed V, Rabat Résumé Située dans le Haut Atlas Occidental, la Province d'Al Haouz est un territoire au passé glorieux et illustre. Son histoire est très riche et date des époques les plus reculées. Al Haouz est connu entre autres, d'être le berceau de l'empire Almohade, avec sa majestueuse mosquée de Tinmel, érigée au fond de la vallée de Nfis. Cette province est riche d’un patrimoine culturel et naturel inestimable. Ce patrimoine a rapidement attiré l'attention des autorités du Protectorat (1912-1956), par sa richesse, sa diversité et son originalité. Cette attention s'est traduite par des mesures de préservation et de sauvegarde (arrêtés et Dahirs). Ces mesures avaient déclenché un processus de patrimonialisation dans la région qui a visé la protection et la sauvegarde de son patrimoine. Ce processus a permis la protection de nombreux éléments patrimoniaux, malgré la disparition ou la dégradation d'autres. Quasi inactif, après l'indépendance, ce processus s'active de nouveau aujourd'hui dans la province d'Al Haouz et la préservation du patrimoine suscite l'intérêt de nouveaux acteurs. La richesse patrimoniale de la province est exposée aujourd'hui, à de nombreux défis et menaces et à des enjeux plus complexes et globaux. Sa protection, sa valorisation et son intégration dans le développement sont primordiales. Mots clés : Patrimoine, Patrimonialisation, la province Al Haouz, Préservation, Acteurs. Abstract: Located in the Western High Atlas, the Province of Al Haouz, is a territory with a glorious and illustrious past. Its history is very rich and dates back to very long time ago. It is known to be the cradle of the Almohad Empire, with their majestic Tinmel mosque, erecting at the bottom of the valley of Nfis. This province is rich with an invaluable cultural and natural heritage. This heritage quickly attracted the attention of the authorities of the Protectorate (1912-1956), for its richness, diversity and originality. This attention has resulted preservation and safeguard measures (Laws and Dahirs). These measures were the beginning of the initiation of the process of patrimonialization in the region, which aimed to protect and safeguard its heritage. This process allowed protecting many heritage elements, although the disappearance or degradation of others. Almost inactive, after independence, this process has become active today in the province of Al Haouz, and heritage preservation has aroused the interest of new actors. The rich heritage of the province is exposed today to many challenges and threats and to more complex and global issues. Its protection, enhancement and integration into development stay necesary. Keywords: Heritage, Patrimonialization, High Atlas, Al Haouz province, Preservation, Actors 202 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives Introduction La province d'Al Haouz qui forme la partie Est du Haut Atlas, communément appelée "le Haut Atlas de Marrakech", se distingue par une histoire très riche et un passé glorieux, peuplée depuis la nuit des temps comme le témoigne le grand nombre des gravures rupestres qui se dispersent tout au long de cette montagne. Elle est connue pour être le berceau de l'empire magistral des Almohades, que des traces encore monumentales le témoignent à l'instar de la mosquée emblématique de Tinmel, échappée à la démolition des forces mérinides de toute la ville de Tinmel. La sédentarisation lointaine de l'Homme dans le Haut Atlas, face aux aléas naturels contraignants, a laissé un héritage précieux qui constitue aujourd'hui une richesse patrimoniale inestimable dans ce massif montagneux. Ce massif traversé par différentes vallées et plateaux, qui constituent des zones d'habitat et de vie des populations aux confluents des oueds et des forêts de chêne vert. Ces populations ont produit au fil de l'histoire une culture riche, diversifiée et singulière ; composée d'architecture, monuments, vestiges archéologiques, savoir-faire, paysages, pratiques sociales, traditions et coutumes aux quels s’ajoute une richesse naturelle fierté de la zone. À l'arrivée du protectorat français au Maroc, il a vite constaté la grandeur de la richesse culturelle du pays et de son importance. La crainte de sa dégradation voire sa disparition ont poussé à l'instauration des mesures de protection et de sauvegarde. C'est ainsi la première loi concernant le patrimoine était promulguée au Maroc dès 1913 sous le régime du protectorat. Alors c'était le début de ce que l’on appelle aujourd'hui le processus de patrimonialisation. Ainsi, des éléments culturels, naturels et paysagers ont été l'objet d'inscription et de classement par arrêtés, décrets ou dahirs. Dans cette partie du Haut Atlas, la patrimonialisation recouvre à la fois la nature et la culture. Les autorités du protectorat ont déclenché le processus de patrimonialisation dans cette zone en mettant l’accent sur la composante culturelle. C'est ainsi que les vestiges de la mosquée de Tinmel dans le Haut Nfis ont été classés par Dahir du 31 décembre 1924. Cependant, c'est dans les années 1940 que le Parc National de Toubkal (PNTb) a été créé, (premier parc naturel au Maroc avant même la naissance des parcs en France), puis se succèdent les inscriptions des sites et leur classement au niveau national. Différents processus de patrimonialisation ont été impulsés dans le massif de Toubkal, pendant plusieurs années. On assiste à une patrimonialisation selon un processus étatique et centralisé imposé en premier lieu par les autorités du protectorat, et après l'indépendance par l'État marocain. Michel Vernières écrit que «L’amorce d’un tel processus de patrimonialisation peut se dérouler de deux manières. D’une part, elle peut provenir d’initiatives extérieures au territoire où se situe le patrimoine, qu’il s’agisse d’initiatives d’organisations étrangères, internationales comme non gouvernementales, ou d’administrations et d’ONG nationales. Mais elle peut aussi être issue de l’action de groupes ou de collectivités locales»1. Ce n'est que dans les dernières années qu'on assiste à une patrimonialisation par le bas ou ascendante. Ce type de patrimonialisation est déclenché par de nouveaux acteurs tels que les chercheurs scientifiques, les touristes, les émigrés, les associations et les coopératives locales. Ces acteurs s'intéressent aux nouveaux domaines tels que l'agroalimentaire, l'artisanat et sites archéologiques. Cet article trace l'histoire de la patrimonialisation dans la province d'Al Haouz (Haut Atlas), en dressant un inventaire des éléments patrimonialisés, leur importance et leur état des lieux. Ainsi on 1 -VERNIÈRES M, le patrimoine: une ressource pour le développement, Épargne sans frontière « Techniques Financières et Développement » 2015/1 n° 118 | pages 7 à 20. 203 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives s'intéresse aux différentes étapes de ce processus dans le temps et dans l'espace, ainsi que de son évolution. L'article s'interroge aussi sur les dynamiques patrimoniales actuelles, leurs acteurs et leurs logiques. Cette contribution tente d'apporter des éléments de réponse aux questions suivantes : Comment est né le processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz? Quels sont les différents éléments concernés par ce processus? Quelles sont les conséquences de cette patrimonialisation? Comment se processus se développe-t-il aujourd'hui, quels sont ses acteurs et quelles sont les différentes dynamiques qui en résultent? 1. La cadre physique et administratif de la province d’Al Haouz 1.1. Situation géographique et découpage administratif La province d'AI Haouz s'étend sur le versant septentrional du Haut Atlas Occidental, entre l'oued Tassaoute à l'Est et l'oued Assif El Mal à l'Ouest, et sur la quasi-totalité de la plaine du Haouz central, au Sud de la ville de Marrakech. Elle fait partie de la Région Marrakech – Safi, auparavant la Marrakech -Tensift Al Haouz. La province est limitée, au Nord, par la préfecture de Marrakech, la province d'El Kelâa des Sraghna et la province de Rhamna, au Sud, par les provinces de Taroudant et d'Ouarzazate, à l'Ouest, par la province de Chichaoua, et à l'Est, par la province d'Azilal. Elle a été créée en 1991, par décret portant n° 2-91-90, du 25 septembre 1991. Elle s'étale sur une superficie de 6212 Km², sa population est de 573128 habitants selon de recensement de 2014. Carte 1 : Situation géographique de la province d'Al Haouz Source : Élaboration personnelle basée sur le découpage administratif 2015. (2019) 204 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives La province d’Al Haouz compte actuellement trois Pachaliks, cinq Cercles, dix-huit Caïdats et deux Annexes administratives. Au niveau de découpage communal, elle compte trois communes urbaines (municipalités) et 37 communes rurales. (Voir la carte ci-dessus) 1.2. Al Haouz : Dominance des reliefs et territoire accidenté Le territoire de la province est constitué de la plaine dite « Haouz» et de chaines montagneuses2 (74% de la superficie de la province) dont l’altitude varie entre 1000 et 4167 mètres (Toubkal le point culminant du Maroc et de l'Afrique du Nord) et de plateaux. L'espace géographique de la province se divise en trois zones (Bellaoui 1989). La zone du Piémont (Dir) : Cet espace se situe entre la plaine du Haouz et la montagne atlasique. Cette zone, dont l'altitude est de 600 à 1 000 m, est marquée par : des pentes variables entre 5 et 30% ; des terrains agricoles soumis à l'érosion hydrique ; une vocation agro-pastorale à base de céréales, oliviers, amandiers et un élevage extensif. La zone des moyennes vallées : d'une altitude qui varie entre 1 000 et 1 200 m ; elle est formée de crêtes et de collines de faible altitude à l'intérieur desquelles s'intercalent de petites cuvettes. La zone des hautes vallées : d'une altitude allant à plus de 1 200 m, elle est constituée essentiellement de hauts plateaux permo-triasiques. Elle alterne des vallées encaissées et des vallées relativement évasées qui se transforment par endroits en petits bassins intramontagnards. Elle est constituée en grande partie de sommets massifs granitiques rhyolitiques, calcaire ou gréseux qui dépasse 3 000 m (4 165 m pour le Toubkal qui est le point le plus élevé du Maroc) 1.3. Aléas climatiques déterminants La richesse de l'espace géographique de la province d'AI Haouz se traduit par la diversité du climat, même si celui-ci demeure en général froid et aride dans la plaine, caractérisé par des précipitations relativement faibles et des températures modérées à élevées, variant fortement d'une saison à l'autre. En revanche, la zone montagneuse connaît un climat plus humide, des précipitations moyennes, des tempêtes ainsi que des précipitations neigeuses. Le climat est subhumide à hiver froid, il est marqué par l'irrégularité des précipitations et leur variabilité selon un gradient décroissant du Sud au Nord. Il y a deux périodes pluviales, la première en automne, la deuxième en hiver et au début du printemps. Les précipitations sont souvent neigeuses en montagne. -Jean Dresch a nommé le Massif du Toubkal. Ces habitants, les Chleuhs l’appellent Adrar n’Dern qui peut signifier "la montagne gémissante". Elle contient un grand nombre de cimes dépassant les 3500 m, que la neige ne quitte jamais jusqu'aux périodes récentes. Ce mur naturel sépare Marrakech du Maroc présaharien. 2 205 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives 2. Patrimoine et patrimonialisation dans la provinc d'Al Haouz 2.1. Patrimoine et patrimonialisation : contexte et définition 2.1.1 Le patrimoine L'Unesco définit le patrimoine comme étant « L’héritage du passé dont nous profitons aujourd’hui et que nous transmettons aux générations à venir. Nos patrimoines culturel et naturel sont deux sources irremplaçables de vie et d’inspiration »3. La législation marocaine dans son projet de loi sur le patrimoine distingue trois catégories. Le Patrimoine culturel national s’étend à tous les biens culturels mobiliers, immobiliers et immatériels, par nature ou par destination, et (....) légués par les générations passées, de la préhistoire à nos jours et représentant un intérêt pour la civilisation nationale ou universelle. Alors que le patrimoine naturel national s’étend à tout site ou monument, généré par la nature, ou zone ou formation naturelle ainsi que toute composante de la nature et du paysage qui revêt un caractère exceptionnel ; et enfin le patrimoine mixte s’entend du patrimoine culturel et patrimoine naturel dans leur interdépendance. Pour l'anthropologue marocain Ahmed Skounti, parlant du patrimoine marocain «Le patrimoine culturel marocain est donc constitué par l'ensemble des biens ou des valeurs matériels ou immatériels, modestes ou élaborés, comprenant des objets, des techniques, des savoir-faire, des arts, des connaissances, des croyances, des traditions, etc. qui nous ont été légués par nos ancêtres et que nous préservons pour les transmettre aux générations futures»4 2.1.2 Le processus de patrimonialisation Le processus de patrimonialisation est un fait contemporain nourri par le développement de la mondialisation (DiMeo 2007)5, et des changements profonds que connaissent les sociétés d'aujourd'hui (Skounti, 2010). La patrimonialisation comme processus de construction du patrimoine passe par plusieurs étapes6 « le processus complexe de production sociale du patrimoine qui commence par l'acquisition de la conscience patrimoniale, se manifeste, ensuite, par la réglementation du domaine pour finir dans les actions concrètes de classification et de protection du patrimoine » (Potop Lazea 2010). Le phénomène de la patrimonialisation désigne donc ce processus de création, de fabrication et de réinvention du patrimoine. La patrimonialisation concernait, auparavant, essentiellement des objets ou éléments d'envergure, de prestigieux monuments et les pratiques emblématiques des sociétés. Aujourd'hui, le phénomène de patrimonialisation s'est élargi pour atteindre aussi le "petit patrimoine". Mais d'une manière intense, ce que l’on appelle aujourd'hui le patrimoine "vivant" ; les produits agroalimentaires aux 3 -Site Unesco : https://whc.unesco.org/fr/apropos/ . Voir la Convention pour la protection du patrimoine mondial, culturel et naturel, 1972 sur le site UNESCO: https://whc.unesco.org/fr/apropos/ 4 -Skounti A., Le Miroir Brisé. Essai sur le Patrimoine Culturel Marocain, Prologues. Revue Maghrébine du Livre, 2004, 29/30 : 37-46. 5 -La patrimonialisation n’est donc nullement neutre. De manière tout aussi générale, on observera qu’elle repose sur une conception occidentale, linéaire et ouverte du temps qui est largement celle de la modernité européenne. 6 -Voir aussi François H., Hirczak M., Senil N., Territoire et patrimoine : la co-construction d’une dynamique et de ses ressources, Revue d’Économie Régionale et Urbaine, 2006, n° 5, p 683-700. 206 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives quels sont attribués des signes de qualité (AOP, IGP, LA). Actuellement, la patrimonialisation de l'alimentaire se développé rapidement dans le monde. 2.1.3 Le Haut Atlas : un haut lieu du patrimoine Historiquement, cette partie du Haut Atlas (La province d'Al Haouz) a été occupée par les Masmudas qui constituent l’un des trois grands ensembles tribaux berbères du Maroc. Par la suite cette montagne a donné naissance à l'empire Almohade, et qui a gouverné un territoire vaste qui s’étendant du Maroc, le Grand Sahara à l'Andalousie. Les vallées qui traversent cette montagne constituent l'espace d'habitat où les groupements humains sont installés depuis longtemps. La zone semble connaitre la présence de l'activité humaine depuis la préhistoire. Les transhumants des époques préhistoriques ont laissé des traces bien visibles sur le paysage, sous forme d'art figuratif ou schématique gravé sur les dalles rocheuses des plateaux du Haut Atlas7. Au fil des siècles l'interaction entre l’Homme et la nature a produit une culture authentique riche et diversifiée, qui forme aujourd'hui l'identité de cette montagne «Au Maroc le Haut-Atlas de Marrakech constitue un patrimoine naturel et paysager exceptionnel et varié. Il se définit par son expression physique et par son identité culturelle»8. Connu par sa nature exceptionnelle, sa culture authentique et ancestrale, le Haut Atlas se dresse prestigieusement comme un haut lieu du patrimoine au Maroc. Les éléments naturels, culturels et paysagers dont regorge ce vaste territoire, sont digne de la préservation et la sauvegarde de cette richesse inestimable. L'importance monumentale des éléments naturels et culturels de la province d'Al Haouz, ont suscités l'attention des autorités du protectorat dès son arrivée dans la zone. On estime que cette attention est alimentée par les recherches scientifiques menées par des chercheurs français dans la région, surtout l'éminent historien Henri Terrasse, qui est devenu l'inspecteur des monuments historiques, des médinas et des sites classés du Maroc, Jean Malhomme spécialiste des gravures rupestre qui a le mérite de révéler le site rupestre de l'Oukaïmden et du Yagour, et d'autres comme Henri Basset, Jacques Berque, Jean Dresch, Paul Pascon entre autres. 2.2 Le processus de patrimonialisation pendant l'époque du protectorat français Le processus de patrimonialisation au Maroc, au sens actuel de la notion, est né avec les autorités du protectorat français, qui ont rapidement pris conscience de la richesse naturelle et la diversité culturelle du Maroc et du Haut Atlas. Essentiellement du Haut, le processus de patrimonialisation dans le Haut Atlas a touché les éléments culturels que naturels. Les vallées de Nfis, de Ghyghaia et de l'Ourika disposent du plus grand nombre de sites patrimonialisés. En revanche, quelques sites sont ambigus et manquent de précision, ainsi que les critères de leurs classements. Les raisons du classement sont très vagues et ne sont pas précisées dans les Dahirs ou arrêtés de classement. 2.2.1 Les monuments et vestiges Les monuments et les vestiges de la vallée N'fis sont les premiers éléments du patrimoine de la région qui ont suscité l'intérêt des autorités du protectorat. Ainsi dés son arrivée, des enquêtes ont 7 -Voir, a ce sujet, les travaux de : Jean Malhomme, André Simoneau, George Souville, Susan Searight, Alain Rodrigue, Abdelhadi Ewague. 8 -GEBRATI F, La mobilisation territoriale des acteurs du développement local dans le Haut-Atlas Occidental, Thèse de doctorat, Université Joseph Fourier, 2004, Grenoble, 352 p. 207 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives été ordonné en vue de classement des sites, ruines et monuments au Maroc et dans le Haut atlas de Marrakech. Dans l'actuelle province d'Al Haouz les autorités du protectorat ont procédé au classement d'un nombre important de monuments et de vestiges. Ils sont tous localisés dans la haute vallée de Nfiss au sein de la tribu de Goundafa, ce qui pose des questionnements pour ce choix sélectif "non justifié" de classer des monuments et laisser d’autres (classement de la mosquée de Tinmel et négliger les Kasbahs et autres mosquées et zaouïas dans la région). Ainsi d'autres monuments et sites dans la province d'Al Haouz n'ont pas été l'objet de classement à l'instar de la forteresse de Tasghuimout datée de l'époque des Almoravides, le mausolée de Moulay Brahim très connu par son moussem annuel. Sites Pont Oued N'fis Année 1922 Ruines de la mosquée de 1924 Tinmel Kechla Aoukechtin Commune Lalla Takerkoust Taalat n Yacoub 1934 Taalat n Yacoub Ruines de divers 1935 monuments, dans le site de Tinmel Taalat n Yacoub Caractéristiques Vieux pont sur oued N'fiss à 34 km sur la route Marrakech- Amizmiz. La mosquée de Tinmel, restaurée et inscrite sur la liste présentative du patrimoine mondial UNESCO et sur la liste du patrimoine musulman de l'ISESCO Ruine de XIIe siècle sur le plateau qui domine Tinmel Le reste de la muraille de Tinmel, le Cimetière, Aourir n Tidaf et aourir n Tbal Source : Recherche bibliographie et travail du terrain, 2019 Figure 1 : La Mosquée de Tinmel : site emblématique de la province Source : Auteur, 2017 208 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives 2.2.2 Les sites d'intérêt particulier À l'époque, ces sites ont présenté des caractéristiques singulières par leur architecture, Kasbahs, terrasses, petits monuments (moulin, pressoirs, mosquées, culture en terrasses...) et par l'intérêt paysager qu'ils présentaient à cette époque de l'histoire du Haut Atlas. De nos jours ces sites ont subi des changements "brutaux" sur tous les niveaux et ont perdu une grande partie de leur authenticité et leur spécificité. Sites Année Site de la vallée de 1943 l’Oued R’dat Commune Caractéristiques Ce site regroupe culture et nature, Zaouia, architecture typique, faune et flore importantes au long du Oued. Architecture vernaculaire typique, petit patrimoine, richesse floristique et faunistique intéressante. Site de Haute Altitude, habitat et tradition typiques de montagne. Site de Haute Altitude, habitat et tradition typique de la haute montagne. Architecture traditionnelle, site naturel traversé par l’Oued Ourika. Site religieux (zaouia), moussem annuel, site naturel et cascades... Architecture vernaculaire, métiers et savoirfaire. Architecture typique, paysage de la haute montagne. Site d'art rupestre, Agdal, Transhumance, site écologique du premier rang. Site Asni 1944 Sidi Rahal Tazart Zarkten Asni Site Arremd 1944 Asni Site Tachdirt 1944 Asni Site de l’Ourika 1944 Ourika Site de la zaouia de 1949 Setti-Fatma Site de Tahannaoute 1944 Setti-Fatma Site de Timichi 1949 Setti-Fatma Pierres gravées du Site 1951 de l’Oukaimden Oukaimden Tahannaout Source : Recherche bibliographique et travail du terrain, 2019 2.2.3 Les sites naturels La province d'Al Haouz dans le Haut Atlas Occidental, et la première zone au Maroc qui a connu la création d'un parc national, suite à la tenue du 9ème Congrès de l’Institut des Hautes Études Marocaines, portant sur la haute montagne, en 1937. Créé par arrêté viziriel le 19 janvier 1942 sur une superficie de 36 000 hectares, le Parc National de Toubkal fut établi dans cette région du Haut Atlas, une des régions les plus riches en biodiversité. Les objectifs de sa création résidaient dans la volonté de préserver les massifs montagneux les plus élevés de l'Afrique du Nord, pour leurs caractéristiques floristiques, faunistiques, géologiques, paysagères et leurs potentialités touristiques. La conservation de la nature, plus spécialement les espèces animales et végétales menacées de disparition, et sa réhabilitation étaient aussi le principal souci à l’époque de sa création (Ouhammou 2005). Mais aussi la préservation de la richesse culturelle et le mode de vie de la montagne. Dans son plan de gestion trois missions sont assignées au PNTb9 : la conservation de la biodiversité de haute montagne et développement de la recherche 9 -https://parc-national-toubkal.ma/ 209 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives scientifique, l'appui socio-économique et contribution au développement durable de la région, et la sensibilisation et éducation à l’environnement. Le parc National du Toubkal est le seul et unique site naturel classé dans le Haut Atlas de Marrakech pendant l'époque du protectorat. Il est le premier parc naturel du Maroc. Ce parc abrite le sommet le plus haut de l'Afrique du Nord, le Jbel de Toubkal qui culmine à 4165 m d'altitude, ainsi plusieurs sommets dépassant les 3500 m. il s'étale sur les deux provinces d'Al Haouz et de Taroudant. Aujourd'hui, la zone cœur du PNTb (le parc à proprement dit) s’étend sur une superficie de plus de 39 350 hectares. Sites Parc de National Toubkal Année Commune Principales mesures 1942 Sont Interdit : Toute action qui pourra nuire à l'écosystème du parc; Les activités agrosylvo-pastorales, Asni, minières, de chasse, de pêche, la Oukaimden, Setti sylviculture, la construction d'ouvrages d'intérêt public. Fatma, Ouirgane, Les habitants autour du parc ont les droits Ijoukak, Imgdal d'usage : Le ramassage de bois mort Le pâturage La culture au niveau des azibs. Source : Recherche bibliographique et travail du terrain, 2019 2.3 La patrimonialisation après l'indépendance : un processus lent 2.3.1 Le patrimoine naturel de la province d'Al Haouz Après l'indépendance le processus de patrimonialisation s'est presque arrêté, il faut attendre jusqu'aux années quatre-vingt avec la loi 22-80 du 25 décembre 1980 relative à la conservation des monuments historiques et des sites, des inscriptions, des objets d'art et d'antiquité. Malgré cette loi le rythme de classement est tellement freiné « Après l’Indépendance, la cadence des classements s’est sérieusement ralentie pour reprendre à partir des années 2000» (Skounti 2010). Le calassent et l'inscription des sites dans le Haut Atlas ont été arrêtés, malgré qu'il y avait à l'époque un grand nombre de sites et de monuments dignes de classement comme les kasbahs des grands caïds du Haut Atlas (Glaoui, Ouiriki, Goundafi, Souktani...). Des chefs d'œuvre architecturaux prestigieux10, que la plupart ont disparu aujourd'hui. Le facteur politique n'est-il pas à l'origine de la disparition de ce patrimoine ? La dynamique de classement ne démarre que vers les années 2000 avec le classement d'un nombre de sites naturels, puis culturels. Les sites naturels sont constitués de Sites d'Intérêt Biologique et Écologique (SIBE) du Haut Atlas de Marrakech. Ses SIBE crées suite à l’étude « des Aires Protégées du Maroc » de 1995. Les SIBE sont des sites représentatifs sur le plan bioécologique de cette zone et un indicateur de biodiversité -Plusieurs écrivains se sont intéressés à ces Kasbahs et plusieurs livres en traitent. Citons en particulier : MONTAGNE, R, Villages et kasbas berbères. Paris : Lib. Félix Alcan,1930. TERRASSE, H. Kasbas berbères de l’Atlas et des oasis. Paris : Ed. Des Horizons de France,1938. MAJORELLE, J. Les kasbahs de l’Atlas. Paris: Meyniel,1930. MAZIEREs M.de et GOULVEN J. Les Kasbahs du Haut Atlas, La Vie Marocaine,1932 i, p93. 10 210 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives élevée. Ils abritent de nombreuses espèces végétales et animales endémiques, rares et menacées d’extinction. Sites Aghbar Année - Assif N'Ourzane Assif Mizane Commune Aghbar Ouirgane - Aït Asni - Assif Rerhaya Asni - Caractéristiques Présence d'un écosystème à Cyprès de l'Atlas : original et unique pour le Maroc (espèce endémique). Torrent froid de haute altitude. Pelouses de montagne, cascades. Flore et faune diverses (Mouflon à manchettes) Un des cours d'eau les plus naturels du Maroc Torrent de montagne aux eaux fraiches Flore de Haute montagne : Bellis annua, Carexhalleriana, Vulpia geniculata Cystopteris Geranium p., auriculata,... Faune : Deux oiseaux abondants ; le Cincle plongeur la Bergeronnette des ruisseaux. Plus de 40 espèces aquatiques d’invertébrés. Cours d'eau permanents en amont d'Asni Flore et faune important, forêt importante. Culture des terrasses sur le lit de l'Oued Source : Recherche bibliographique et travail du terrain, 2019 2.3.2 Le patrimoine culturel Après l'indépendance le processus d'inscription et de classement est freiné dans tout le Maroc. Surtout dans le volet culturel. Dans la province d'Al haouz, le premier site culturel qui va être l'objet d'une inscription puis de classement est le site d'Aghmat; les vestiges archéologiques du Hammam d'Aghmat (BO n° 5532). Le deuxième élément est la danse de Taskiwine inscrite en 2017 sur la Liste du patrimoine immatériel nécessitant une sauvegarde urgente de l'Unesco. Le site d'Aghmat11 Située au pied du Haut Atlas à 30 kilomètres au Sud de la ville de Marrakech, Aghmat est un site du Maroc médiéval. Elle est connue de nos jours sous le nom de Joumâa d'Aghmat, Elle est particulièrement célèbre par le mausolée d’al Mouâtamid Ibn Abbad. La ville historique d’Aghmat est considérée comme l’une des plus importantes cités de l’Occident musulman durant le Haut Moyen-âge. Les Almoravides se sont servis de la ville pour s’installer provisoirement avant la prise de la capitale Marrakech en 1062. Aghmat se présente aujourd’hui comme un immense gisement archéologique enfoui sous les champs. a. 11 Pour plus d'écrits sur le site d'Aghmat voir : https://ucd-ma.academia.edu/FILIABDALLAH/Papers. A noter aussi que ce site est classé grâce aux efforts de la fondation Aghmat. 211 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives Sites Vestiges Année de Hammam 2007 Commune Caractéristiques Aghmat Hammam médiéval; le plus grand du Aghmat Maghreb Extrême et autres vestiges découverts récemment. Source : Recherche bibliographique et travail du terrain, 2019 b. La danse de Taskiwine La danse du Taskwin, est une danse martiale ancestrale du Haut Atlas. Elle est présentée de plus dans le versant Sud du Haut Atlas (province de Taroudant), mais aussi dans le versant Nord dans les zones limitrophes, l'Aghbar, l'Erdouz et Amizmiz. Dans le territoire d'Aghbar, cette danse est pratiquée encore à nos jours et les troupes sont invitées aux fêtes et divers festivals de la province d'Al Haouz et Marrakech. Avant d'être inscrite sur la Liste de l'Unesco, la danse de Taskiwine est inscrite et classée patrimoine national. Élément La danse Taskwin Année Commune 2017 Aghbar Amizmiz Erdouz Caractéristiques Danse martiale typique du Haut Atlas Occidental avec un habillement spécifique, des gestes particuliers et une chorégraphie et des rythmes singuliers. Source : Recherche bibliographique et travail du terrain, 2019 La province d'Al Haouz renferme un patrimoine culturel immatériel singulier et original dont on peut citer : la mascarade de Bilmawen, la danse d'Ahouach (très répandue dans la région), la musique des Rwaïs, l'art culinaire, le savoir-faire artisanal, les jeux…etc. Ce patrimoine est encore délaissé et ne bénéficie d'aucune protection institutionnelle. Malgré sa grande richesse, sa diversité et son poids économique. 3 Le processus de patrimonialisation aujourd'hui : nouveaux acteurs, nouveaux domaines 3.1 Les nouveaux acteurs de la patrimonialisation Actuellement le processus de patrimonialisation a pris des ampleurs et des dimensions très diverses dans la province. L'État n'est plus le seul acteur de la patrimonialisation. D'autres acteurs entrent sur scène tels que les scientifiques et la société civile. Ainsi que ce processus touche d'autres domaines comme l'agroalimentaire. 3.1.1 Apports et reconnaissance des scientifiques Les scientifiques, spécialistes chacun dans son champ disciplinaire, constituent un acteur important du processus de patrimonialisation. Ils jouent un rôle important dans l'identification des objets "patrimoines", montrent leur importance et attirent l'attention autour de ces objets et éléments. Par leur pouvoir d'influence, les scientifiques font connaitre les éléments "patrimoines" et évoquent l'intérêt des autres acteurs. Dans le Haut Atlas, le rôle des scientifiques était important dans la révélation de plusieurs sites et éléments12 patrimoniaux et de leur classement au niveau national. 12 -Henri Terrasse pour la mosquée de Tinmel, Malhomme pour les gravures de l'Okaimden. 212 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives Aujourd'hui encore les scientifiques déploient des efforts pour la préservation du système agropastoral de l'Agdal dans le Haut Atlas, les sites rupestres du Yagour, les sites archéologiques (Aghmat, Tasghuimout), ainsi que des programmes successifs de recherche sont lancés autour de cette montagne atlasique, des colloques et des journées d'études sont organisées pour attirer l'attention sur le patrimoine inestimable du Haut Atlas. - L'agropastoralisme et le système des Agdals Le système agropastoral et les Agdals du Haut Atlas ont été l'objet de plusieurs études et recherches académiques par les chercheurs de différentes disciplines (archéologues, géographe, sociologue, anthropologues, écologistes...). En 2003 un programme de recherche sur les Agdals13 nommé : «Les Agdals du Haut Atlas marocain : Biodiversité et gestion communautaire de l’accès aux ressources forestières et pastorales» a été lancé par l'IRD en collaboration avec l'université Cadi Ayyad et un ouvrage a été publié à cette occasion. - Les gravures rupestres du Yagour et de l'Oukaimden Gabriel Camps a écrit «Le Haut Atlas marocain est l’un des grands centres d’art rupestre protohistorique des pays riverains de la Méditerranée occidentale, sur les dalles gréseuses des trois grands sites principaux de l’Oukaïmeden, du Yagour et du Rat furent reconnus des milliers de pétroglyphes»14. Les gravures rupestres du Haut Atlas Occidental ont suscité plusieurs recherches15 et études depuis le début du siècle dernier. Les deux grands sites très connus ; l'Oukaimden et le Yagour se situent au niveau de la province d'Al Haouz, respectivement dans la commune de l'Oukaimden et de Tighdiouine. Le site de l'Oukaimden est à une altitude de 2700 m. Ce plateau de haute montagne abrite la premier station se ski au Maroc. Il est le premier site d'art rupestre connu dans la province d'Al Haouz. Il a été classé patrimoine national en 1951. Le Yagour est un vaste plateau de presque 7 000 hectares, perché entre 2000 et 2 700 mètres d’altitude dans le Haut-Atlas (Auclair L et al. 2013). Situé dans la haute vallée du Zat et dominée par la pyramide de l’Adrar Meltsen (3 597 m). Le site rupestre de Yagour est le plus important du Haut Atlas (Ewague et Al. 2018) et le plus riche en gravures, il contient des milliers de gravures de différents thèmes, anciens de 4000 ans. C'un haut lieu du patrimoine dans le Haut Atlas (Boujrouf et al. 2019). Malgré sa grande importance ce site n'est pas encore inscrit ni classé au patrimoine national. La commune de Tighdouine mène des efforts afin de classer ce site pour sa protection et sa sauvegarde en vue de sa valorisation durable et son intégration dans le développement local. 13 -Le programme Agdal (2003-2007). « Les Agdals du Haut-Atlas. Biodiversité et gestion communautaire de l’accès aux ressources forestières et pastorales », objet d’un partenariat scientifique entre l’université Cadi Ayyad de Marrakech (faculté des sciences Semlalia, Laboratoire d’écologie végétale) et l’IRD (LPED-R151, Équipe « Usages », Marseille, France), avec le soutien financier de l’Institut français de la biodiversité (IFB). 14 -G Camps, R. Chenorkian et H. Lhote, « Armes », Encyclopédie berbère [En ligne], 6 | 1989, document A272, mis en ligne le 01 décembre 2012, consulté le 12 octobre 2020. 15 -On site les principaux chercheurs : Jean Malhomme de 1950 à sa mort. André Simoneau de 1965 à1977, Alain Rodrigue, depuis 1987, avec notamment son ouvrage important de 1999, Abdelhadi Ewague de 2003. 213 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives 3.1.2 La société civile La société civile détient, aujourd'hui un rôle important dans la préservation du patrimoine et le processus de patrimonialisation. Ce nouvel acteur est très dynamique dans la province d'Al Haouz. Des ONG internationales, des associations locales, des coopératives sont toutes dynamiques et participent à grande échelle au processus de patrimonialisation dans la région. La fondation d'Aghmat, fondée par des archéologues et passionnés d'histoire, qui organise des fouilles annuelles dans le site d'Aghmat est l'acteur principal qui a demandé l'inscription puis le classement de ce site comme patrimoine national. Dans la vallée du Zat des associations s'inscrivent dans un projet global en vue du classement des vastes stations de gravures rupestres du plateau du Yagour. Partout dans la province des associations créent et organisent des festivals d'Ahouach, d'artisanat et de la mascarade de Bilamwen. L'association Traga à Erguita (province de Traoudant) a réussi le projet du classement de la danse de Taskwine sur la liste de l'UNESCO. Ce projet a concerné trois communes de la province d'Al Haouz à savoir Aghbar, Amizmiz et Erdouz. Les coopératives jouent un rôle important dans la valorisation du patrimoine culturel et naturel. A travers le territoire de la province, des coopératives dans le domaine de l'artisanat et de la valorisation des PAM s'activent et créent une dynamique importante dans ses domaines. 3.2 La patrimonialisation des produits de terroirs agricoles : une pratique récente à Al Haouz La patrimonialisation des produits de terroirs est très récente dans le monde. Au Maroc la labellisation des produits de terroir a été retenue dans le cadre de la stratégie du « Plan Maroc Vert » (notamment son pilier II), adoptée par le Maroc en avril 2008, afin de relancer l’économie du secteur agricole. La loi relative aux signes distinctifs d'origine et de qualité (SDOQ) distingue trois signes distincts : les Indications Géographiques (IGP), les Appellations d’Origine (AO) ou Appellation d'Origine Protégée (AOP) et les Labels Agricoles (LB). La promulgation de cette loi a déclenché le processus de la patrimonialisation des produits dits de terroir, qui depuis, a pris une grande ampleur au Maroc. Ainsi les premiers processus de patrimonialisation de l'alimentaire au Maroc ont concernés l'arganier et l'olivier, deux ans après que le Maroc se dote de son cadre juridique approprié16. C'est au sud du Maroc que la première Indication Géographique (IG) est reconnue en 2010. Grâce à la demande de plusieurs coopératives de la région Sous Massa-Draâ, qui sont regroupées et demandent l’obtention de l'IG «Argan» pour l'arganier. Alors que le premier AOP est celui de l'huile d'olive et qui a concerné « l’huile d'olive Tyaout-Chiadma» dans la région d'Essaouira, porté par la coopération de Tayout. Et depuis, le nombre de labellisation ne cesse d'augmenter dans le pays17. La province d'Al Haouz, est riche en produits de terroirs agricoles d'une grande importance locale, régionale voire nationale. On distingue essentiellement ; l'olivier qui représente le premier arbre fruitier dans la région, le noyer, le pommier, le caroubier, les PAM...etc. Le processus de labellisation des produits agricoles dans la province d'Al Haouz a été initié par un ensemble de coopératives agricoles qui sont regroupées sous des Groupements d'Intérêt Dahir n° 1-08-56 du 23 mai 2008 portant promulgation de la loi n° 25-06 relative aux signes distinctifs d’origine et de qualité des denrées alimentaires et des produits agricoles et halieutiques. Bulletin Officiel (BO) n° 5040 du 19 juin 2008. 17 Actuellement plus de 66 produits ont été labélisés par un SDOQ au Maroc. 16 214 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives Économique (GIE), qui ont procédé à la demande de labellisation de leurs produits. Jusqu'à aujourd'hui, seul le secteur de l'arboriculture fait l'objet de labellisation. La province compte aujourd'hui cinq labellisations dans le secteur d'huile d'olive, la pomme, et la noix. Ainsi on distingue une Appellation d'Origine Protégée (AOP), trois Indications Géographiques Protégées (IGP) et un label agricole (LA). Le premier signe distinctif d'origine et de qualité (SDOQ) dans la province est l'Appellation d’Origine Protégée «Huile d’Olive Vierge Extra Aghmat Aylane» datée de 201518. Ainsi le tableau ci-dessus présente les différentes labellisations dans la province d'Al Haouz. Les produits arboricoles labélisés dans la province d'Al Haouz Produits labélisés Nome de l'appellation Année Huile d’olive vierge extra 2015 aghmat aylane Huile d'olive Huile d’olive d’amizmiz 2018 Huile d’olive al alfiya 2018 Noix Noix de marrakech l’atlas Pommes Pomme du haouz haouz 2019 2020 L'aire géographique concernée Ourika, Aghmat et Tamazouzt Ouzguita, Lalla Takrkous, Sidi Badhaj Ouled Mtaa, Tizguine, Dar Jamaa, Amizmiz et Amghras Ait Faska, Ait Ourir et Tidili Mesfioua Ait Hkim, Zrakten, Tighadouine Azgour , Anougal, Amaghras,Sti Fatma, Oukaimeden, Asni, Ouirgane, Imgdal, Ijoukak, Talat N’Yacoub, Ighil etAghbar Anougal, Azegour, Oukaimden, Setti Fatma, Ighil, Talat N’Yqoub, Ouirgane, Asni, Ijoukak, Aghbar et Imgdal. Source : recherche bibliographie et travail du terrain, 2019 La labellisation de ses produits est passée par plusieurs étapes et elle a suivi un processus administratif et juridique long et complexe. Au début, ce sont des coopératives qui se sont rassemblées pour constituer un GIE autour d'un même produit. Ces GIE profitent des financements, des formations et de l'accompagnement, pour réussir leur intégration et toucher le plus grand nombre possible d'agriculteurs dans la région. Mais le grand souci de ses groupements reste la commercialisation de leurs produits sur le marché. Conclusion De par son histoire et sa géographie, la province d'Al Haouz est considérée comme un lieu crucial en matière du patrimoine naturel et culturel au Maroc, par son potentiel matériel et immatériel, elle constitue une partie importante de la richesse patrimoniale du pays. Malgré qu’elle ait connu des formes de patrimonialisation depuis la longue histoire de son peuplement (Agdals). L'arrivée du protectorat français a marqué le début d'une patrimonialisation institutionnelle. Ce processus a pris de l'ampleur, puis s'arrête totalement après l'indépendance pour reprendre lentement après les années 90. Ce graphique montre l'évolution du processus de patrimonialisation dans la province. -Inscrit au Registre National des Indications Géographiques et Appellations d'Origine tenu par l’OMPIC à la date de 01/07/2015 18 215 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives Figure 3 : Évolution du nombre des sites classés dans la province d’Al Haouz 6 5 4 3 2 1 2020 2019 2017 2018 2014 2007 1996 1995 1956 1951 1949 1944 1943 1942 1935 1934 1924 1922 0 Nombre de sites naturels et culturels classés Source : élaboration personnelle basée sur la recherche bibliographique, 2019 La reconnaissance institutionnelle du patrimoine comme tel, est très importante au niveau du regard que les autres acteurs portent sur ces éléments reconnus. Le mouvement associatif est, du reste, un acteur majeur dans la revitalisation de certaines formes et expressions culturelles lors des festivals, de manifestations, de fêtes communautaires (par exemple fête du Nouvel An amazighe (berbère), célébrée par plusieurs associations le 13 janvier de chaque année). A ce mouvement s'ajoute la montée forte des coopératives qui participent fortement à la valorisation économique du patrimoine et des spécificités locales. Par ailleurs, la préservation et la valorisation se limite surtout aux éléments du patrimoine les plus "immédiatement" rentables (poterie, tissage, plantes aromatiques…). Alors que d'autres éléments se dégradent rapidement comme l'architecture vernaculaire en pierre et en pisé, les traditions du mariage, l'habillement, mais aussi beaucoup de métiers comme la vannerie, la forgerie, le travail de la pierre, le bâtier, la médecine traditionnelle, etc. Bibliographie • • • • • • • 216 Amahan Ali (1998), Mutations sociales dans le Haut Atlas : les Ghoujdama, Edition Maison des Sciences de l’Homme, Paris. Amahan Ali Cambazard- Amahan C (1999), Arrêts sur les sites, Edition le Fennec, Casablanca. Bellaoui Ali (1989), Les Pays de l'Adrar n Dern. Étude géographique du Haut Atlas de Marrakech, Thèse d'Etat de Géographie - Aménagement, Université de Tours, France. Berriane Mohamed (2010), Patrimoine et patrimonialisation au Maroc, Hespéris-Tamuda, vol XLV. Berriane Mohamed et al (2015), Les patrimoines ruraux au Maroc : Un nouveau produit des mobilités contemporaines ? Revue GéoDév.ma, V3. Boujrouf Said et al (2019), Trésors vivants, biens communs et mise en tourisme de l’Agdal de Yagour dans la Vallée du Zat - Haut Atlas Occidental Maroc, in Maghreb - Machrek, n° 240. Boujrouf Said (2004), Patrimonialisation de la montagne au Maroc : le rôle du tourisme en question, SAIGH BOUSTA (dir), Communication interculturelle, patrimoine et tourisme, Marrakech. Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches Processus de patrimonialisation dans la province d'Al Haouz : État des lieux et perspectives • • • • • • • • • • • • • 217 Choay Françoise (2007), l’Allégorie du patrimoine, édition du seuil, nouvelle édition revue et corrigé (en). Clifford Jeams (2007), Expositions, Patrimoine et Réappropriations Mémorielles en Alaska, in Octave Debray & Laurier Turgeon, Objets et Mémoires, Paris, Edi. MSH et Québec, Presses de l’Université de Laval, pp.92-124. Davallon Jean (2006), Le don du patrimoine : Une approche communicationnelle de la patrimonialisation, Herme science-Lavoisier, Paris. Di Méo Guy (2007), Processus de patrimonialisation et construction des territoires, Colloque : Patrimoine et industrie en Poitou-Charentes, connaître pour valoriser, Poitiers-Châtellerault, France. Gebrati Fatima (2004), La mobilisation territoriale des acteurs du développement local dans le Haut-Atlas Occidental, Thèse de doctorat, Université Joseph Fourier, Grenoble.e Hugus François et al, (2006), Territoire et patrimoine : la co-construction d’une dynamique et de ses ressources, Revue d’Économie Régionale et Urbaine, n° 5, pp. 683-700. Ouhammou Ahmed (2005), Flore et végétation du Parc National de Toubkal (Haut-Atlas de Marrakech, Maroc): typologie, écologie et conservation, thèse de Doctorat d'État Es. Sciences (Option: Écologie Végétale), Université Cadi Ayyad, Maroc. Potop Lazea Andrea (2010), Pour une approche anthropologique des monuments historiques et de la patrimonialisation. Le cas de la Roumanie après 1989, thèse de doctorat, Uni bordeaux II. Skounti Ahmed (2010), De la patrimonialisation. Comment et quand les choses deviennent-elles des patrimoines? in, Hesperis-Tamuda, Vol XL. Skounti Ahmed (2004), Le Miroir Bris, Essai sur le Patrimoine Culturel Marocain, Prologues. Revue Maghrébine du Livre (Casablanca), 29/30. Vernières Michel (2015), Le patrimoine : une ressource pour le développement, Épargne sans frontière, Techniques Financières et Développement, n° 118 | pages 7 à 20. Ministère d’Etat chargé des affaires culturelles monuments et sites classés, Textes législatifs et réglementaires, volume II 1934-1974. (Consulté à la maison de la culture de Marrakech). Ministère de l’Agriculture, HCEFLCD (2018), Plan d’aménagement et de gestion du Parc National de Toubkal: Mission III - Plan d’aménagement et de gestion et programmes d’actions. Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial Cas des coopératives de la commune de Tahannaout BENICHOU Hiba et SHIMI Ayoub Doctorants/ Université Cadi Ayyad / Marrakech RÉSUMÉ Notre article essaye de donner plus d’intérêt à la problématique du secteur de l’économie sociale et solidaire comme outil du développement territorial et dispositif de lutte contre la vulnérabilité socio-économique à travers une étude réalisée auprès des structures de l’économie sociale et solidaire. Plus précisément, nous allons aborder le cas du modèle coopératif au niveau du territoire de la commune de Tahannaout, en mesurant leur impact sur le développement territorial et tout en proposant une synthèse d’une étude empirique en essayant de vérifier s’il y a effectivement un impact de leurs actions sur l’amélioration des conditions de vie dans leur territoire. Ainsi, malgré la persistance de certaines difficultés organisationnelles, les coopératives établissent de nouvelles pratiques de développement qui favorisent la cohésion et la mobilisation sociales. Aussi, la maîtrise du territoire et de ses ressources par les communautés rapporte l’idée d’une gestion locale qui serait apte à intégrer à la fois les savoirs traditionnels et modernes tout en inscrivant les initiatives locales dans une démarche de durabilité. Nos analyses des résultats obtenus prouvent que le renforcement des capacités des dirigeants et des adhérents des coopératives, l’accompagnement et l’assistance financière et logistique ainsi que la création des réseaux ou unions des coopératives et l’intégration de toutes les composantes du territoire sont essentiels (ses ressources, son histoire, ses populations). Cette nouvelle injection des projets d’ESS permet d’opérer une gouvernance territoriale gage de développement territorial grâce à une économie locale durable. Mots clés : Economie sociale et solidaire, développement territorial, coopératives, commune de Tahannaout Abstract This paper attempts to pay more attention to the issue of social and solidarity economy as a tool for territorial development and as a framework for combating socio-economic vulnerability, through a case study of cooperatives as a model at the territory of Tahannaout town, with the aim of measuring its impact on territorial development, and at the same time we will try to see whether there is an impact of these projects on improving the standard of living in the territory. Despite the persistence of some certain organizational difficulties, cooperatives are establishing new practices in the service of development and the promotion of social mobilization and cohesion. Besides, the communities taking control over a territory and its resources reflects the ability of local management to integrate both traditional and modern knowledge through the involvement of local initiatives in a sustainable approach. The results obtained through this article prove that strengthening the abilities of the leaders and members in cooperatives, in addition to financial and logistical support and assistance as well as the creation of cooperative networks or cooperative unions and integrating all the components of the territory (its resources, history, and population) are necessary to achieve territorial development. Consequently, the new incorporation of social and solidarity economy projects makes it possible to ensuring governance and territorial development thanks to a sustainable local economy. Keywords : Social and solidarity economy, territorial development, cooperatives, Tahannaout town 218 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout Introduction L'économie sociale et solidaire est considérée comme acteur économique, par opposition aux modèles économiques traditionnels qui ne visent qu'à maximiser la rentabilité économique à court terme. La primauté de la rentabilité sociale fait des entreprises d'économie sociale et solidaire un levier pour développer les territoires et surmonter les éventuels problèmes économiques, sociaux, environnementaux, de gouvernance et d'aménagement. Les coopératives, en tant que structures de production chargées de fournir des produits ou des services à leurs membres, en sont l'un des piliers aux côtés des associations et des organismes d'entraide. Ce partenariat vise à maintenir un certain équilibre entre efficacité économique et développement social par l'intégration dans une économie pluraliste, par la démocratie, l'accompagnement et la gouvernance sociale. Le mouvement coopératif apparaît comme le meilleur moyen de sécuriser les liens économiques et territoriaux, et donc de favoriser le développement humain. C'est un outil de promotion d'une culture de partenariat socio-économique. Elle est perçue comme un partenaire potentiel avec lequel les autorités locales peuvent s'associer pour poursuivre et satisfaire des objectifs d'intérêt général, qu'il s'agisse de favoriser la cohésion sociale, de favoriser l'intégration des personnes en situation d'exclusion et de pauvreté, ou de maintenir les conditions socio-économiques en milieu urbain. Les coopératives apportent une contribution importante à l'économie, à la mobilisation des ressources et à la stimulation des investissements, tout en promouvant la pleine participation de tous au développement économique et social. Donc, en tant que forme puissante de solidarité humaine, les coopératives favorisent d’une part la création de richesses et leur répartition plus équitable, ce qui bénéficie leurs membres et leur communauté, d’autre part, les coopératives sont des espaces d’insertion sociale pour les membres. Cette capacité des coopératives d’imbriquer l’économique dans le social est reconnue pour tous les pays, quel que soit leur niveau de développement.1 Ce travail portant sur une expérience au sein des coopératives à Tahannaout. Pour ce faire, il semble important d’évoquer la particularité et l’importance que revêt l’ESS dans le développement territorial au Maroc à travers la coopération. Il nous a donc semblé intéressant d’engager un travail de recherche autour de cette thématique afin d’élucider le rôle que revêt l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial à travers un exemple du modèle coopératif marocain dans le développement durable et ce pour le cas des coopératives de Tahannaout. L’Organisation internationale du Travail est l’institution chargée au niveau mondial d’élaborer et de superviser les normes internationales du travail. C’est la seule agence des Nations Unies dotée d’une structure tripartite qui rassemble des représentants des gouvernements, des employeurs et des travailleurs, pour élaborer ensemble des politiques et des programmes et promouvoir le travail décent pour tous. Cette spécificité confère à l’OIT un avantage pour intégrer les connaissances du « terrain » sur le travail et l’emploi 1 219 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout 1. Présentation de la commune de Tahannaout 1.1 Prospection de la commune d’étude Situé au nord du continent africain, le Maroc se dote d’un nouveau découpage territorial, annoncé par le projet de régionalisation avancée de 2011. Il compte désormais 12 régions, 45 provinces et 26 préfectures (Carte 1). La région de Marrakech-Safi est l'une des 12 régions du Maroc instituées en 2015. Elle se site au centre du pays, et englobe une partie du Haut Atlas. Sa capitale est Marrakech. Sa superficie est de 31 160 km², ce qui représente 4,5 % du territoire national, pour une population de 3 102 652 habitants. La région comprend une préfecture et sept provinces dont celle d’Al HAOUZ (Carte 2) qui se situe au sud-est de la région et couvre une superficie de 6 612 km².2 Carte 1: Découpage administratif des régions du Maroc Source : BENICHOU H. et SHIMI A., 2021 2 Haut-commissariat au Plan, Note sur les premiers résultats du Recensement Général de la Population et de l’Habitat 2014 220 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout Carte 2: Répartition des communes dans la Province d'AL HAOUZ Source : BENICHOU H. et SHIMI A., 2021 Selon la liste des cercles, des caïdats et des communes de 2008, telle que modifiée en 2010, puis en 2014. La province d'Al Haouz est composée de 40 communes, dont 3 communes urbaines (ou municipalités) : Tahannaout (notre zone d’étude), Aït Ourir et Amizmiz. Les 37 communes rurales restantes sont rattachées à 18 caïdats, eux-mêmes rattachés à 5 cercles dont celui de Tahannaout. 221 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout Carte 3: Localisation du terrain d'étude : Commune de Tahannaout Source : BENICHOU H. et SHIMI A., 2021 Le choix de notre zone d’étude a été lié à la nature du sujet visant à analyser le concept de l’économie sociale et solidaire en tant qu’outils pour le développement territorial. Il s'agit de Tahannaout, une commune rurale marocaine située au centre de la province d’Al Haouz, dans la région de Marrakech-Safi, et se voit délimitée au nord, au sud à l’est et à l’ouest par le commune rurale d’Aghouatim. Elle couvre une superficie de 14 Km² sur laquelle vivent 11 623 habitants, 5 769 masculins et 5 854 féminins soit une densité 470 hab/Km².3 3 222 Recensement général de la population et de l'habitat au Maroc, 2014. Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout 1.2 Aspects démographiques, socio-culturels et situation économique Figure 1 : Répartition de la population communale selon le sexe Source : Plan d’action communal 2017-2020 La population totale de la commune de Tahannaout selon le dernier recensement de 2014 compte 11 623 habitants, réparties par sexe, à 5 769 hommes et 5 854 femmes, avec une densité de population de 745 personnes par kilomètre carré contre 119 personnes par kilomètre carré en 2004, et avec un taux de fécondité synthétique fixé à 3,42. Le nombre de familles est de 2 684 familles, un nombre prédisposé à l'augmentation en raison de l'impact de la vague de migration inverse, (exode urbain) favorisée par la situation géographique de la commune, qui n'est qu'à environ 30 km de la ville de Marrakech. Figure 2 : Evolution de la population de la commune de Tahannaout entre 1994 et 2014 Source : Plan d’action communal 2017-2020 Selon les statistiques, la population de la commune de Tahannaout a augmenté sur les trois périodes, 1994 ,2004 à 2014 soit à un rythme croissant. Le taux d’accroissement annuel moyen a augmenté de 1,29% sur la première période et à 0,74 % sur la deuxième période. Mais à partir de 2014, la commune a connu une transition radicale. En effet, comme déjà précitée, Tahannaout comptait 11623 habitants, soit une densité forte de 820 habitants par Km². Ceci est supérieur à la 223 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout densité de population moyenne observée sur l’ensemble de la province d’Al Haouz, qui est d’environ 20 habitants/ Km². Figure 3 : Répartition de la population selon l’âge et le sexe Age/Sexe Masculin Féminin Total Moins de 6 ans 14 ,9 % 14,50% 14,07% Entre 6 et 14 ans 17,30% 16,50% 16,90% Entre 15 à 59 ans 61,10% 62,80% 62,00% 60 ans et plus 6,80% 6,20% 6,50% Source : Donnés du Plan d’action communal 2017-2020 Il est important aussi de noter que la population de Tahannaout est relativement jeune. Dans l’ensemble, la tranche d’âge entre 15 à 59 ans est la dominante. Elle représente 60% de la population, d’où nous pouvons remarquer que ce chiffre est plus élevé que celui enregistré au niveau national (31,2%). La proportion de la population âgée de 60 ans et plus compte 6.5% (la moyenne enregistrée au niveau de la province de Al HAOUZ est de 6,7 %). Les caractéristiques économiques de notre commune d’étude-Tahannaout- sont très diversifiées, elles couvrent plusieurs situations professionnelles, dont 3.46 est le taux des employeurs, 19.89 est le taux des individus ayant une profession indépendante, avec un taux représentatif de salariés qui compte 73.01. Tableau 1: Taux d'activité et situation professionnelle Taux net d’activité par Situation professionnelle Masculin Féminin situation professionnelle Employeur 3.70 2.41 3.46 Indépendant 22.06 10.56 19.89 Salarié 70.53 83.71 73.01 Aide-familial 0.42 0.90 0.51 Apprenti 0.73 0.15 0.62 Collaborateur ou partenaire 2.27 1.66 2.16 Taux net d’activité 76.38 20.04 47.76 Source : Donnés du Plan d’action communal 2017-2020 L’économie locale repose principalement sur 3 secteurs. En premier lieu l’agriculture et l’élevage qui sont les activités économiques les plus dominantes, notamment dans les quartiers populaires. Le système de production local est historiquement riche, l’existence de grandes et de petites exploitations basées de plus en plus sur les cultures peu consommatrices d’eau ; l’olivier, les céréales, amandier… En deuxième lieu vient le secteur commercial, qui est ainsi très important, notamment dans le centre de la commune par la présence d’un souk hebdomadaire, des boutiques commerciales, mais qui souffre des anomalies organisationnelles et la présence de secteur informel. Les coopératives dans cette commune sont au nombre de sept, un chiffre très insatisfaisant bien qu’elles peuvent constituer une très bonne source de développement économique et sociale vu les différentes potentialités et opportunité qu’a cette commune. A travers ces petites organisations de 224 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout l’économie sociale et solidaire, la population peut bénéficier de ses richesses, les distribuer d’une façon égalitaire et réaliser par conséquent une inclusion sociale qui assurera en premier temps une égalité entre les deux sexes et une évolution des indicateurs de développement humain dans notre terrain d’étude. Enfin, le secteur du tourisme qui présente pour la population une autre source de revenu et étant considéré un levier du développement local de la commune de Tahannaout : A l’instar de la province d’AL Haouz, la commune de Tahannaout dispose d’un important potentiel paysager : les montagnes, des oueds, piste de randonnée pédestre, la vallée d’Oued Ghighaya, les monuments historiques qui peuvent constituer des sites d’intérêt touristique qui pourraient servir de base pour le développement de l’activité économique du territoire. 2. Economie sociale et solidaire, Acteurs et gouvernance comme principaux piliers du développement local 2.1 Acteurs locaux de la commune de TAHANNAOUT L’action publique est marquée par une forte volonté et implication du conseil communal avec une dynamique partenariale importante pour le développement de la commune • L’institution communale : Le conseil communal est considéré comme la locomotive de la dynamique des acteurs locaux autour des différentes questions liées au développement territorial. L’intervention du conseil est très présente. Un certain nombre d’actions pourrait également être pris en charge par le tissu associatif. La Commune dispose d’un potentiel important en matière de ressources humaines qu’il importe de valoriser et de dynamiser afin de résoudre certains problèmes d’organisation. Un effort important a été réalisé en matière d’informatisation des services. L’administration recherchera une plus grande optimalisation de son fonctionnement, l’habitant devant être un « client » avant d’être un administré. Malgré l’existence d’un plan d’action communal, la politique d’investissement reste très faible voire absente dans les secteurs générateurs de recettes propres. La totalité des investissements est destinée aux investissements socioculturels, techniques et administratifs, en sachant que ces projets sont par nature faiblement rentables. L’administration mettra en œuvre sa mission et sa vision par une stratégie claire, orientée vers les parties prenantes (tous ceux qui sont concerné par les activités de l’administration, les clients /citoyens, le personnel, les acteurs locaux…). • Les acteurs sociaux : A coter des acteurs publics locaux, qui travaillent sans une coordination bien réfléchie avec la commune, et le secteur privé qui se voit indifférent aux atouts du territoire, le tissu associatif est assez développé. La majorité des associations locales œuvrent dans le développement local et d’autres dans le domaine socioéducatif, culturel et sportif. Néanmoins, ce tissu organisationnel manque de dynamisme et connait des problèmes qui nécessitent d’être résolus pour accompagner le développement de la commune. Une intervention concentrée et baptisée en matière d’accompagnement et de renforcement des capacités d’acteurs constitue une nécessité cruciale afin de créer une dynamique pour un développement territorial bien réfléchi. 225 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout • Les acteurs publics et privés / Partenariat : Les partenariats au niveau de la commune Tahannaout sont très forts : Une dizaine de projets ont été financés dans le cadre de ces coopérations. L’enjeu global réside de renforcer à avenir des partenariats pour créer de nouvelles sources de financement pour les projets programmés. Les services extérieurs doivent être intégrés à cet effort collectif pour assurer un développement équilibré et durable de la commune de Tahannaout 2.2 Les coopératives comme élément sociétal structurant du développement local • Présentation des coopératives Le nombre total de personnes qui travaillent au niveau des coopératives de Tahannaout est de 559 Adhérents. Ce chiffre ne représente que 4.8% par rapport au nombre total de la population de notre commune d’étude (11326 habitants). Tableau 2: Présentation des coopératives de la commune de Tahannaout Nom de la coopérative ELFARSSIA RIMAL ELHAOUZ Haut Atlas pour les plantes aromatiques Coopérative agricole pour la production et la commercialisation du miel AFOULKI AFRAE pour l’huile d’Argan IFASSEN Coopérative féminine Secteur d’activité Agriculture Exploitation des carrières Non Oui Répartition des adhérents selon le sexe Hommes Femmes 107 11 Total 118 42 0 42 Plantes Aromatiques 115 31 146 Agriculture 94 8 102 Artisanat 0 97 97 Argan 0 34 34 20 201 35.95% 20 Artisanat 0 358 64.04 % Source : Données de l’enquête, 2021 559 La faiblesse de ce nombre s'explique par le nombre insuffisant de ce genre d’organisations de l’ESS. Elle peut être aussi expliquée par la taille, généralement, réduite des locaux, ou même l’absence de ces derniers pour la plupart des coopératives (recours au travail dans les ménages), dont l'essentiel des activités sont couvertes par les adhérents. Une remarque à caractère social que nous avons relevée, et que malgré la faible représentativité des femmes en totalité, le pourcentage des coopératives féminines qui est de 42.9% est tout près de celles adressées aux deux sexes 57.1%. 226 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout • Contribution des coopératives au développement local Figure 4 : Forme de contribution des coopératives au développement de la commune de Tahannaout Encourager l'auto-emploi 7 Rediffusion des valeurs humaines de solidarité et de coopération 7 Valorisation d'un produit de terroir 0 Autonomisation des femmes et égalité entre les deux sexes 3 L’inclusion économique et sociale des catégories vulnérables… 7 0 1 2 3 4 5 6 7 Nombre de coopératives Source : Données de l’enquête, 2021 Le diagramme ci-dessus nous indique que les coopératives étudiées contribuent essentiellement dans le développement de la commune de Tahannaout à travers l’inclusion économique et sociale des catégories vulnérables telles que les personnes en situation de handicape, personnes analphabètes, jeunes diplômés en chômage…etc, ainsi qu’en encourageant l'auto-emploi au niveau local, rediffusion des valeurs humaines de solidarité et de coopération, suivi enfin par l’autonomisation des femmes et la sensibilisation à l’égalité entre les deux sexes. Nous pouvons remarquer qu’aucun interviewé n’a indiqué la valorisation d'un produit de terroir ; ceci pourra être expliqué par la méconnaissance des potentialités de la commune, les contraintes dues au nouveau découpage communal en 2009 ou la complexité du territoire. 227 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout 3. Le tissue coopératif : Les défis, les contraintes, le rôle et les perspectives de développement 3.1 Les défis et contraintes des coopératifs à Tahannaout Tableau 3: Les quatre principaux éléments susceptibles de renforcer la pérennité et le développement des coopératives Les quatre principaux éléments susceptibles de renforcer la pérennité et le développement des coopératives 1er élément Le soutien technique pour une bonne gouvernance 2ème élément Une formation et un coaching continu pour les adhérents 3ème élément Recherche d'autres financeurs et partenaires 4ème élément Médiatisation et publicité par différents outils Source : Données de l’enquête, 2021 Nous avons précédemment évoqué les contraintes dont les coopératives souffrent ; et qui sont généralement liées au financement, à la complexité des procédures de subvention, à la bonne gestion et gouvernance de ces organisations à côté des difficultés liées à l'insuffisance de l'encadrement et d’accompagnement… etc. De ce fait, nous avons interrogé les 4 principaux éléments qui peuvent renforcer la pérennité des coopératives. Nos interviewés estiment tous que le soutien technique pour une bonne gouvernance, une formation et un coaching continu pour les adhérents, la recherche d'autres financeurs et partenaires et la médiatisation et publicité par différents outils sont les principaux piliers pour que la pérennité de tels projets soit forte. Figure 5 : Modalités de commercialisation 7 6 5 4 3 2 1 0 Commerce éléctronique "E-commerce" Les grandes surfaces de vente Les souks traditionnels locaux Au niveau de la coopérative Salon d’expositions et événements culturels Autres modalités Source : Données de l’enquête, 2021 Le diagramme représente le nombre de coopératives pour chaque modalité de commercialisation. Nous pouvons remarquer que la modalité la plus utilisée est la commercialisation à travers les salons 228 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout d’expositions et les événements culturels, suivie par les souks traditionnels locaux et le Ecommerce, puis au niveau de la coopérative même, et enfin viennent les grandes surfaces de vente. Le recours accru aux salons d’exposition et événements culturels plus que les autres modalités qui peuvent être plus rapides et efficaces peut s’expliquer par la méconnaissance des nouvelles techniques de commercialisation en ligne ou les procédures à suivre afin de signer un contrat avec les grandes surfaces de vente. Nous remarquons aussi que les coopératives ayant une plus grande étendue de reconnaissance (à l’échelle nationale, régionale et provinciale) sont les mêmes utilisant des modalités plus développées Figure 6 : Pourcentage des coopératives ayant une idée sur la plate-forme "COOPSCLUB" 28,57% 71,42% Oui Non Source : Données de l’enquête, 2021 La représentation graphique montre que 71.42% des répondants n’ont aucune idée concernant la plateforme COOPSCLUB, créée par l’Agence de Développement Social. Elle est dédiée à l’économie sociale et solidaire, créatrice d’emplois permanents pour les coopératives, et surtout génératrice de revenus. Elle donne aux coopératives l’opportunité de communiquer avec leurs clients au bon moment, à la bonne fréquence et avec des offres personnalisées pour les fidéliser et ainsi assurer des achats répétitifs afin d’augmenter leur profit et par conséquent avoir la capacité de contribuer au développement socio-économique de leur territoire. L’utilisation des outils développés de commercialisation permet non seulement d’optimiser le profit mais aussi de construire une image de marque pour sa coopérative, ses produits de terroir et son territoire, ce qui servira par la suite d’avoir une plus large communauté et une plus vaste étendue. 229 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout Figure 7 : Taux d’analphabétisme de la population âgée de 10 et plus selon l’âge et le sexe 31% Taux d'analphabétisme 12,18% 0,00% 5,00% 10,00% Chez les femmes agées de 10 ans et plus 15,00% 20,00% 25,00% 30,00% 35,00% Chez les hommes agés de 10 et plus Source : Données du Plan d’action communal 2017-2020 Le taux d'analphabétisme de la population âgée de 10 ans et plus est de 21,71% et le taux d'analphabétisme des hommes adultes est de 10 ans et plus 12,18%, tandis que le taux d'analphabétisme chez les femmes âgées de 10 ans et plus est de 31%. Il est clair que ce phénomène est exacerbé principalement chez les femmes, ce qui est un taux élevé en dépit d'être inférieur à celui enregistré au niveau régional, et nécessite donc beaucoup d'efforts pour le combattre par la création de nouveaux établissements d'enseignement, la mobilisation de transport scolaire vers les zones reculées, le soutien aux programmes d'alphabétisation en assurant sa continuité et en intégrant plus la fille dans le système éducatif. 3.2 Rôles et perspectives de développement La concrétisation de la place des coopératives dans le développement du territoire de notre étude a imposé la création d'indicateurs qui permettent d'évaluer, sur les plans économique et social et environnemental, les contributions de ces entreprises sociales. La collecte des informations s'est faite à partir d'une série de questions adressées aux membres du bureau des coopératives qui représentent de façon stratifiée l’échantillon étudié. Dans la même perspective, nous avons approché l’étude de cas par des indicateurs qui portent essentiellement sur: l’évolution du nombre des coopératives dans notre zone d’étude, le rôle joué par les coopératives en faveur de la collectivité territoriale, le pourcentage de contribution des coopératives à l’emploi dans la commune, la participation des femmes dans le secteur coopératif, les types de partenariats, le taux de participation des coopératives à un réseau, union ou fédération et l’étendue de reconnaissance de ces coopératives. L'analyse des résultats que nous avons exposés dans ce travail transmet plusieurs éclairages sur le rôle de l'ESS dans le développement territorial, ses enjeux et ses défis. L’enquête effectuée à travers les questionnaires auprès de ces coopératives ont révélé une connaissance et de compréhension assez satisfaisante du travail coopératif parmi les individus interviewés. En ce qui concerne l’objectif de création des coopératives, il n’était pas seulement, 230 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout lié au souci du lucre et du profit, mais aussi à celui de la contribution au développement de leur territoire. Sinon, les activités coopératives risquent souvent d’être délaissées sous prétextes matériels. En plus, l’activité des OESS, peut donc se dissoudre rapidement en raison de l’absence de réseau, unions ou fédérations. Les coopératives peuvent à leur présence se servir de leurs membres et renforcer le mouvement coopératif en travaillant ensemble à travers différentes structures locales, nationales, régionales et internationales (coopération entre les coopératives). En Outre, il semble évident que les subventions, en particulier le soutien financier aux coopératives locales, ne pourra pas aboutir à la réussite souhaitée, tant que la plupart de ces organisations ne se caractérisent pas par une grande activité et une bonne vitalité à d’autres échelles autre que locales. En d’autres termes, le manque d’appui et la faible coordination entre ces organisations et les différents acteurs concernés (les opérateurs publics et privés), sont des facteurs qui empêchent encore la réalisation adéquate des objectifs prévus. A cet égard, et en plus de suivre les recommandations du conseil économique, social et environnemental, il faut réadapter le mécanisme de revitalisation de l’économie sociale et solidaire à travers la création de coopératives efficaces pour la production et la commercialisation intelligentes des produits surtout du terroir, afin de gagner une reconnaissance de ce secteur de l’économie sociale et solidaire en général et des coopératives étudiées en particuliers au niveau local, provincial, régional, national et international. Ceci donnera un coup de fouet grâce au renforcement et la mise en place d’un système de gouvernance national et régional qui pourra dynamiser et accompagner le développement du secteur et accroitre sa croissance ; accompagner et articuler le développement des acteurs du secteur aux politiques économiques et les grands chantiers du pays. En effet, l'ESS est un moyen d'auto-emploi pour la population locale en général, ayant spécifiquement un grand impact positif sur les personnes en situation de vulnérabilité. Mais la taille, souvent petites, de ses organisations ne permet d'embaucher que peu d’adhérents. En revanche, les OESS sont un moyen de résorption du secteur informel qui permet à toute catégorie sociale de s'organiser et de bénéficier des avantages des coopératives. En outre, la prise en considération de l'importance d'un développement qui soit durable, respectueux de l'Homme et de l’environnement. Les acteurs publics doivent œuvrer pour la création de GIE, de PTCE ou de fédérations des OESS afin d'en dégager des synergies et d'encourager le partage de l'information et des moyens. Dans ce sens, la création des CRESS, comme principal interlocuteur de l'ESS dans la région, peut y jouer un rôle déterminant. De plus, l'actualisation du cadre juridique régissant les OESS, d'une façon continue, permet au secteur de s'adapter aux changements. Dans ce sens, la promulgation d'une Loi cadre qui délimite le champ de l'ESS et la distingue des autres secteurs contribuera, sans doute, à mieux cerner ses problèmes, D'autres parts, la simplification et la transparence des processus de subventions qui doivent être basés sur des critères objectifs communs loin de tout clientélisme ne peut que renforcer la crédibilité, la compétitivité et la rentabilité des OESS. 231 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout Schéma : Racines et pétales du développement territorial Source : BENICHOU H. et SHIMI A., 2021 Le développement territorial ne doit pas négliger l'Homme qui doit être au centre de toutes préoccupations. L'Etat doit négocier une formule pour généraliser la couverture sociale des adhérents des entreprises sociales. Dans cette optique, les mutuelles communautaires pourront constituer une solution pour combler le vide laissé par les systèmes de sécurité sociale existants. Par ailleurs, Les OESS sont l'acteur principal de la démocratie directe dite participative, deux lois dans ce sens viennent d'être promulguées. Cette étape peut évidemment repositionner le rôle de l'ESS, surtout sa composante coopérative, dans le développement territorial. En d'autres termes, il s'agit pour l'ESS de dépasser l'apport en tant que ressource, pour être actrice d'un projet de développement, de passer de l'action sectorielle à l'impact « transversal » (développement global du territoire), de l'intérêt collectif des initiatives à l'intérêt général, du court terme au long terme, de la réponse aux besoins immédiats à l'ambition d'un projet de développement du poids sur le terrain à l'influence sur l'action publique et la gouvernance territoriale. 232 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout CONCLUSION Au terme de cet article qui a ciblé l'apport au développement territorial des coopératives de la commune de Tahannaout, une image générale s'est clarifiée, laissant apparaitre un ensemble d'atouts et problèmes de l'ESS dans le territoire d'étude. D'abord, les coopératives sont généralement de petite taille, elles constituent surtout un moyen d'auto-emploi, leurs capacités d'embauche d’autres adhérents sont limitées. Ensuite, le manque de moyens financiers menace leur pérennité et ne leur permet pas de devenir des projets sociaux ayant impact très fort en faveur du territoire, malgré leurs bonnes fois. En outre, les relations des coopératives avec les collectivités territoriales sont marquées généralement par la méfiance, ces organisations ne constituent que rarement une force propositionnelle de projets de développement du territoire. Néanmoins, ces coopératives peuvent contribuer à la valorisation des ressources territoriales, ce qui est le contraire dans notre cas d’étude vu que la totalité des coopératives travaillent sur des produits qui ne sont pas qualifiés « de terroir ». Elles constituent un moyen d'émancipation de la femme par la garantie d'une indépendance financière et un gain de confiance en soi. De plus, ces organisations concourent à la mobilisation de toutes les catégories socio économiquement vulnérables, à la résorption du secteur informel et à la mutualisation des moyens de production. Ceci dit, ces informations qui ont le mérite d'éclairer le domaine coopératif et ses enjeux territoriaux dans la commune de Tahannaout et qui peuvent, toutefois, être généralisées suivant deux dimensions. La première dimension concerne les autres formes d'OESS, car même si cette étude s'est concentrée sur les coopératives, ses résultats peuvent être étendus sur les associations, les mutuelles ou les fondations. Les points de convergence entre les différentes formes d'entreprises sociales ne manquent pas. Ces organisations ont les mêmes principes, les mêmes finalités et les mêmes problèmes. La deuxième dimension, concerne les territoires similaires, qui ont des caractéristiques qui ressemblent à ceux de la commune de Tahannaout. En effet, plusieurs territoires, notamment de la province d’Al Haouz, présentent des caractéristiques économiques, sociales et géographiques voisines à celles de la commune. Ce qui permet de généraliser les résultats, les analyses et les recommandations de notre étude sur les OESS de ces territoires. 233 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches La contribution de l’économie sociale et solidaire dans le développement territorial : cas des coopératives de la commune de Tahannaout Références bibliographiques : • Attouch Hicham, « Economie solidaire et développement humain territorial », 2011 REMCOOP n°1, ODECO, pp69-79, MAROC. • Bailly Antoine et al., « Introduction à la géographie humaine », Masson, Paris, 1982. • Bernard Eme "Gouvernance territoriale et mouvements d'économie sociale et solidaire." Revue internationale de l'économie sociale 296 (2005) : 42-55. DOI : 10.7202/1021861ar • Bernard Enjolras "Économies sociale et solidaire et régimes de gouvernance". Revue internationale de l'économie sociale 296 (2005): 56-69. DOI : 10.7202/ 1021862ar • Said Boujrouf. Innovation et recomposition territoriale au Maroc. Une mise en perspective géohistorique. Rencontres scientifiques franco-Sud-Africaines de l’innovation territoriale, 2002, Grenoble - Avignon, France. • Boujrouf Saïd, Ressources patrimoniales et développement des territoires touristiques dans le Haut Atlas et les régions sud du Maroc, 2014 • Boujrouf Said et al. « Trésors vivants, biens communs et mise en tourisme de l’Agdal de Yagour dans la Vallée du Zat–Haut Atlas Occidental Maroc ». Maghreb-Machrek, 2019, no 2, p. 11-26. • Colletis Gabriel et Al. Économie sociale et solidaire, territoires et proximité. Revue internationale de l'économie sociale: Recma, 2005, no 296, p. 8-25. • Dardory mohammed, « les coopératives au Maroc : évolution et répartition », 2011, ODECO, RABAT. • Denieuil Pierre-Noël. « Développement social, local et territorial : repères thématiques et bibliographiques sur le cas français. Mondes en développement », 2008, no 2, p. 113-130. • Diop Amadou, 2009, Développement local, gouvernance territoriale - Enjeux et perspectives, Ed. Karthala, 230p. • Gumuchian Hervé et Al. « Initiation à la recherche en géographie : aménagement, développement territorial, environnement ». PUM, 2000. • Itçaina Xabier. « Économie sociale, territoire et politique en Europe du Sud », Pôle Sud, vol. 31, no. 2, 2009, pp. 5-8. • ltçaina Xabier, « Économie sociale, territoire et politique en Europe du Sud ». Pôle Sud, 2009, no 2, p. 5-8. • Jacques Defoumy « L'actualité de l'économie sociale : des repères historiques, conceptuels et prospectifs », Revue Interventions économiques, 2005 • Jambe Jean-Pierre, « Territoires apprenants : esquisses pour le développement local du XXIème siècle », Paris, L’Harmattan, 2001, p.35 • Jean Hillier et al., « Trois essais sur le rôle de l'innovation sociale dans le développement territorial », Géographie, économie, société 2004/2 (Vol. 6), • Jean-François Draperi, « L’économie sociale et solidaire face aux nouvelles attentes de la société ». Revue internationale de l'économie sociale : recma, 2001, no 281, p. 5-14. • Kamdem Emmanuel, « réponse à la crise à travers l'entreprenariat coopératif et la création d'emplois décents en Afrique » conférence à la chambre de commerce et de l'industrie de rabat, Réseau marocain d'économie sociale et solidaire REMESS, 2010 • Lévesque Benoît et Lajeunesse-Crevier François, « Innovations et transformations sociales dans le développement économique et le développement social : approches théoriques et politiques publiques ». Québec : CRISES, 2005. • Nadine Richez-Battesti, « Rencontres régionales de l'économie sociale et solidaire, « les enjeux de l'économie sociale et solidaire », 6 décembre 2005, Paris • Pecqueur Bernard. « Le développement territorial : une nouvelle approche des processus de développement pour les économies du Sud ». 2005. • Yahya yahyaoui et hachmi Bentahar, « évolution historique de l'économie solidaire », 2011 234 Centre TAKAMUL d’Etudes et de Recherches