يهدف هذا البحث إلى التعرف على وجهة نظر الأديب والمؤرخ المصري شوقي ضيف إلى الحكم العثماني كأحد المؤثرات العامة على الأدب لعربي المعاصر. وتكمن إشكالية البحث في أن أغلب الأدباء العرب المعاصرين ذهبوا إلى أن الحكم العثماني للبلاد العربية... more
يهدف هذا البحث إلى التعرف على وجهة نظر الأديب والمؤرخ المصري شوقي ضيف إلى الحكم العثماني كأحد المؤثرات العامة على الأدب لعربي المعاصر. وتكمن إشكالية البحث في أن أغلب الأدباء العرب المعاصرين ذهبوا إلى أن الحكم العثماني للبلاد العربية يعتبر أحد أهم ت اتجاه الأدب العربي المعاصر، فسنسعى إلى استخراج وتحليل رأي شوقي ضيف كأحد المؤرخين للأدب العربي، وإبراز دالمؤثرات التي حدما ذهب إليه في أثر الحكم العثماني لمصر على تراجع الأدب العربي المعاصر. وتتمثل أهمية البحث في أنه تناول أحد أهم الإشكاليات في أدب العربي المعاصر، والتي أسالت الكثير من الحبر في العلاقة العربية التركية.وقد اعتمد الباحث على المنهج التحليلي الوصفي، والمنهج الاستقرائي، لتحليل لتتبع ما أورده شوقي ضيف من آراء تكشف توجهه. وتوصل البحث إلى نتائج أهمها أن شوقي ضيف لم يتطرق إلى الأدب العربي في العصر العثماني بدراسة مستقلة كغيرها من المراحل التاريخية، وما اعتمد عليه في تقييم الأدب العربي في ذلك العصر من إنتاج أدبي ورجالاته لا يمثل حقيقة الأدب العربي، لعدم اطلاعه على مخطوطات الشعر والنثر التي أخرجها الباحثون بعده للإنتاج والطباعة. وأغلب من جاء من الباحثين أو الكتاب المعاصرين اتبعوا رأي شوقي ضيف في ما ذهب إليه، وكان ذلك أحد أهم الأسباب التي رسمت تلك الصورة عن الأدب العربي إبان الخلافة العثمانية
كتاب حركية الأدب وفاعليته - في الأنواع والمذاهب الأدبية ، للباحث والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح ، صادر عن دار الحداثة - بيروت، في طبعة ثانية منقّحة 2018 (بعدما نفدت الطبعة الأولى 2017). يسعى هذا الكتاب إلى الاضاءة مجددًا، على الأدب:... more
كتاب حركية الأدب وفاعليته - في الأنواع والمذاهب الأدبية ، للباحث والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح ، صادر عن دار الحداثة - بيروت، في طبعة ثانية منقّحة 2018 (بعدما نفدت الطبعة الأولى 2017). يسعى هذا الكتاب إلى الاضاءة مجددًا، على الأدب: أنواعه ومذاهبه، خصوصًا ما يتعلق منها بالأدب العربي. ولعل أهمية الكتاب تكمن في مقاربته فاعلية الأدب تاريخيًّا، والتطور الحاصل في حركية الأنواع والمذاهب الواقفة على أرض متحركة، منذ بداية تشكل نشوئها ما قبل الميلاد إلى يومنا هذا، فالفن الأدبي محكوم في نشأته، وتطوره، بوضع تاريخي اجتماعي محدد، ومحكوم في طبيعته، وطاقاته، ووظيفته، بالوفاء بحاجات اجتماعية معينة، يحددها ذلك الوضع التاريخي والاجتماعي الذي أثمر هذا النوع[1]، من دون أن يعني ذلك، أن الأثر الأدبي ينتهي في الضرورة، بانتهاء المرحلة التي أنتج فيها. يطمح الكتاب أيضًا، إلى أن يقدم مقاربة جديدة للنوع الملحمي عمومًا، وملحمة جلجامش خصوصًا عبر ربطها بالإرث الثقافي العربي بغية التأكيد أن العرب أنتجوا النوع الملحمي قديمًا كما الحضارات الأخرى. ويقدم الكتاب في فصل مستقل، إضاءات على المذاهب الأدبية الغربية، وأبرز ممثليها في العالم العربي عمومًا ولبنان تحديدًا، هادفًا إلى تبيان ما تشهده هذه المذاهب الأدبية من حركة مستمرة، وما تشكله في الوقت نفسه، من فاعلية اجتماعية كما الأنواع الأدبية، تعبر عن تطلع الإنسان المبدع إلى التجديد والتغيير باستمرار، قبل أن يستقر كل مذهب أدبي بنفسه كمدرسة أدبية لها فلسفتها الخاصة، ونظريتها، ومفاهيمها، وسماتها، وخصوصيتها التي تميزها. استعان الكتاب بعشرات المصادر والموسوعات والمعاجم والمراجع المعنية بالأدب: تعريفه، ومفهومه، ومصطلحاته، ونظرياته، وأنواعه، ومذاهبه، وفلسفته...، وقد أثبت ذلك في هوامش صفحاته، ثمّ ذكرها مستقلة، في مكتبة البحث. في هذا الإطار، يبدو من المفيد الإشارة إلى إفادة المباحث المتعلقة بملحمة جلجامش والمذاهب الأدبية الغربية، من كتاب الباحث فراس السواح: "جلجامش: ملحمة الرافدين الخالدة"، وكتاب الباحث د. عبد الرزاق الأصفر: "المذاهب الأدبية لدى الغرب - مع ترجمات ونصوص لأبرز أعلامها"، إذ أفادا الكتاب من ناحية ترجمة نصوص الملحمة، والتعريف بأبرز المذاهب الأدبية الغربية وخصائصها، وقد أُثبت ذلك في بداية كل مبحث، وكل ما دعت الحاجة إلى تكرار اسم المرجعين في هوامش الصفحات. من دون نسيان، الاستعانة بمعجم جبور عبد النور الأدبي، والمراجع المتخصصة بالأنواع الأدبية في تعريف بعض المصطلحات الأدبية، كما لم يجد الكتاب حرجًا في الاستعانة أحيانًا، بمواقع الشبكة العنكبوتية للتعريف ببعض الأعلام الغربيين. أما في ما يتعلق بالنصوص الإبداعية القديمة والحديثة، فقد التزم الكتاب أخذها من مؤلفات الشعراء والأدباء مباشرة، وقد خضعت معظم هذه النصوص للتحليل والمعالجة بما يحقق الإفادة من ذكرها. يتضمن هذا الكتاب، إضافة إلى هذه المقدمة، ثلاثة فصول، وخلاصة عامة، ومكتبة البحث: يدرس الفصل الأول: "في معنى الأدب ودلالاته"، ويتناول "علم الأدب"، وعناصر العمل الأدبي، ويتوسع في الحديث عن نظرية المحاكاة أقدم نظرية في الأدب عبر ما طرحه كل من الفيلسوفين الإغريقيين أفلاطون وتلميذه أرسطو في هذا الخصوص. يركّز الفصل الثاني على أبرز الأنواع الأدبية، ويقدم أمام كل نوع تعريفًا له مع ايراد نماذج تخصّه، كما يخصص هذا الفصل، مساحة للحديث عن الملحمة عمومًا، وملحمة جلجامش خصوصًا، قبل أن ينتقل إلى تناول حركية الأنواع الأدبية والمجتمع. أما الفصل الثالث فجاء تحت عنوان: "المذاهب الأدبية: من العقل إلى الواقع"، وقد استهل بتعريف مصطلح المذهب الأدبي، ونشأته، قبل أن يتوسع في الحديث عن أبرز المذاهب الأدبية، ونشأة كلّ مذهب أدبيّ، وأبرز سماته العامة وخصائصه، وأعلامه في العالمين الغربي والعربي، والمآخذ عليه. إن جهد الإنسان مهما كان مبلغه، يبقى قاصرًا عن أن يفي أي بحث حقّه، واكتماله. لذا، كلّ ما يرجوه المرء أن يكون عمله شمعة تساعد على إلقاء المزيد من الضوء على حركية الأدب وفاعليته الحيّة بحيوية المبدعين فيه، والمجتمع الحاضن له. *** [1]- ينظر: د. عبد المنعم تليمة: مقدمة في نظرية الأدب، دار العودة، بيروت 1979، ط2، ص 123.