Location via proxy:   [ UP ]  
[Report a bug]   [Manage cookies]                
MALAYSIAN JOURNAL FOR ISLAMIC STUDIES © PENERBIT UNIVERSITI SULTAN ZAINAL ABIDIN e-ISSN: 2550-2042 MALAYSIAN JOURNAL FOR ISLAMIC STUDIES, 4(1): 65-74 http://dx.doi.org/ https://journal.unisza.edu.my/mjis [MANIFESTATIONS OF MERCY IN THE SOCIAL RIGHTS OF WOMEN FROM AN ISLAMIC PERSPECTIVE AND COMPARISON WITH WESTERN CIVILIZATIONS] ‫مظاهر الرمحة يف احلقوق االجتماعية للمرأة من منظور إسالمي ومقارنتها ابحلضارات الغربية‬ Afaf Salman* Wan Mohd Yusof Wan Chik Faruq Abdullah 1 Fakulti Pengajian Kontemporari Islam, Universiti Sultan Zainal Abidin, Kampus Gong Badak, 21300 Kuala Nerus, Terengganu Malaysia *Corresponding author: af2-forever@hotmail.com Received Date: 21 Febuary 2020 • Accepted Date: 12 March 2020 Abstract The study aimed to shed light on the manifestations of mercy in women's social rights in Islam and see the situation of women in ancient civilizations. This study belongs to the pattern of studies estimating the situation based on the analytical inductive approach. It is one of the most important methods of scientific research, and the inductive approach relies on scientific observation, whereby texts and opinions related to the social rights of women are traced and then analyzed and inferring aspects of mercy in them in order to reach a complete perception of this study. The results of the study showed that the Islamic religion is the only one that strengthened the position of women, honored them, and gave them all their rights completely in a way that suits her natural fit compared to the situation of women in other civilizations. The researcher concluded that compassion is a basic principle with all the meanings of charity and softness away from the hardship in our true religion. The features of mercy were represented by the woman’s sense of psychological comfort and her sense of being and existence, giving her the right to selfdetermination like the right to choose a husband. These rights are based on stability and harmony, which contribute to the family achieving its goals. The study reached a set of conclusions, the most prominent of which is the definition of the landmarks of mercy in all areas related to women in our true religion, holding international conferences and symposia to be a tool for advocating the religion of God and working to make Muslim women aware of their rights and duties by educating spouses and everyone who is about to build a family in order to build informed and healthy Islamic societies, and activating the role of Muslim women and protecting their rights from being swept away in the current of Western culture Keywords: manifestations of mercy, social rights, Islamic perspective, Western civilizations. 65 ‫‪MALAYSIAN JOURNAL FOR ISLAMIC STUDIES, 4(1): 65-74‬‬ ‫املخلص‬ ‫هدفت الدراسة إىل تسليط الضوء على مظاهر الرمحة يف احلقوق االجتماعية املرأة يف اإلسالم واالطالع‬ ‫على وضع املرأة يف احلضارات القدمية‪ ،‬حيث تنتمي هذه الدراسة إىل منط الدراسات تقدير املوقف ابالعتماد‬ ‫على املنهج االستقرائي التحليلي‪ ،‬وهو منهج من أهم مناهج البحث العلمي‪ ،‬ويعتمد املنهج االستقرائي على‬ ‫املالحظة العلمية‪ ،‬حيث يتم تتبع النصوص واآلراء املتعلقة ابحلقوق االجتماعية للمرأة ومن مث حتليلها واستنتاج‬ ‫مظاهر الرمحة فيها للوصول إىل تصور كلي هلذه الدراسة‪ ،‬حيث أظهرت نتائج الدراسة أن الدين اإلسالمي‬ ‫هو الوحيد الذي عزز مكانة املرأة وأكرمها وأعطاها كافة حقوقها غري منقوصة مبا يالئم فطرهتا الطبيعية مقارنة‬ ‫مع وضع املرأة يف احلضارات األخرى‪ ،‬وتوصلت الباحثة إىل أن الرمحة هو مبدأ رئيس بكل ما حتتوي من‬ ‫معاين اإلحسان واللني بعيدا عن املشقة يف ديننا احلنيف‪ ،‬ومتثلت معامل الرمحة من خالل شعور املرأة ابلراحة‬ ‫النفسية وإحساسها بكياهنا ووجودها‪ ،‬وإعطائها احلق يف تقرير مصريها مثل احلق يف اختيار الزوج‪ ،‬فهذه‬ ‫احلقوق تؤسس إىل االستقرار واال نسجام مما يساهم يف حتقيق األسرة ألهدافها‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إىل‬ ‫جمموعة من االستنتاجات من أبرزها التعريف مبعامل الرمحة يف مجيع اجملاالت واملتعلقة ابملرأة يف ديننا احلنيف‪،‬‬ ‫وعقد املؤمترات والندوات الدولية لتكـون أداة مـن أدوات الدعوة إىل دين هللا والعمل على توعية املرأة املسلمة‬ ‫حبقوقها وواجباهتا وذلك بتوعية الزوجني ولكل من هو مقبل على بناء أسرة من أجل بناء جمتمعات إسالمية‬ ‫واعية وصحية‪ ،‬وتفعيل دور املرأة املسلمة ومحاية حقوقها من االجنراف يف تـيار الثقافة الغربية‪.‬‬ ‫الكلمات املفتاحية‪ :‬مظاهر الرمحة‪ ،‬احلقوق االجتماعية‪ ،‬املنظور اإلسالمي‪ ،‬احلضارات الغربية‪.‬‬ ‫‪Cite as: Afaf Salman, Wan Mohd Yusof Wan Chik & Faruq Abdullah. 2020. Mazahir al‬‬‫‪Rahmah fi al-huquq al-Ijtima‘iyyah li mar’ah min munzur Islami wa maqaranatuha bi al‬‬‫‪hadarat al-Gharbiyyah. Malaysian Journal for Islamic Studies 4(1): 65-74.‬‬ ‫املقدمة‬ ‫تعترب الرمحة مبدأ أصيل من مبادئ ديننا احلنيف والصفة العامة له وهي كانت بعثة النيب صلى هللا عليه وسـلم رمحة‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ني)) األنبيـاء‪ )107( :‬وكانت سـريته صلى هللا عليه وسـلم متصفة ابلرمحة‪،‬‬ ‫((وَما أ َْر َسلْنَ َ‬ ‫اك إِاال َر ْمحَةً ل ْل َعالَم َ‬ ‫قال تعالـى‪َ :‬‬ ‫فكانت الرمحة هي العنوان البارز هلذا الدين واليت متثلت فيها معاين اللني والتعاطف ال معاين القسوة والعدوان‪.‬‬ ‫ومن ابب الرمحة واإلحسان فقد ساوى اإلسالم بني الرجل واملرأة يف الكرامة اإلنسانية بعيداً عن تلك‬ ‫املعاملة اليت اتبعتها الشرائع واحلضارات السابقة اليت مل تساو بني املرأة والرجل يف حق الكرامة اإلنسانية‪ ،‬بل واعتبار‬ ‫‪66‬‬ ‫‪MALAYSIAN JOURNAL FOR ISLAMIC STUDIES, 4(1): 65-74‬‬ ‫اآلدمية وترتب على عدم املساواة يف اإلنسانية معاملة املرأة بكل املعاين اليت حتمل العنف والقسوة والغلظة‪ ،‬مع ظلم‬ ‫للمرأة وحرماهنا من كل حقوقها اليت ترتتب على هذا احلق‪ ،‬فما دامت ال تعد إنساانً فليس هلا التمتع حبقوق اإلنسان‬ ‫اليت هي قوام حياته وكينونته وهبا تتحص لسائر حقوقه‪ ،‬بل أن اإلسالم وصى ابملرأة خريا مما أشعرها بقيمتها كانسان‬ ‫له كرامة‪ ،‬وذلك يف قوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ))من كان يؤمن ابهلل واليوم اآلخر فال يؤذي جاره واستوصوا ابلنساء‬ ‫خريا فإهنن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء يف الضلع أعاله فإن ذهبت تقيمه كسرته وأن تركته مل يزل أعوج فاستوصوا‬ ‫ابلنساء خريا() (السجستاين)‪.‬‬ ‫فكانت املرأة تباع وتشرتى‪ ،‬وتكره على الزواج‪ ،‬ومتلك وليس هلا أن متلك شيئاً‪ ،‬وكان البعض يشك يف‬ ‫كوهنا إنساانً ذا نفس وروح كالرجل‪ ،‬وقرر أحد اجملامع الكنسية يف روما أهنا حيوان جنس ال روح له وال خلود ولكنها‬ ‫خلقت خلدمة الرجل‪ ،‬وكانت بعض الشرائع تبيح للوالد بيع ابنته‪ ،‬وكان بعض العرب يرون أن لألب احلق يف قتل‬ ‫ابنته بل يف وأدها وهي حية‪ ،‬وكان منهم من يرى أنه ال قصاص على الرجل يف قتل املرأة وال دية( رضا‪،)1984 ،‬‬ ‫فكانت املرأة تعاين من كل أنواع القسوة والظلم والغلظة والعنف حيث جردت من إنسانيتها فجاء نيب الرمحة حممد‬ ‫صلى هللا عليه وسلم يتلو على البشر آايت هللا عز وجل يف كون النساء والرجال من جنس واحد ال قوام لإلنسانية‬ ‫إال هبما‪ ،‬وأعاد للمرأة اعتبار الكرامة اآلدمية(مطالقة‪ ،‬عبادة‪.)2015 ،‬‬ ‫نستنتج مما سبق إن اإلسالم يقرر تلبيةً للفطرة اإلنسانية اليت ُخلقت عليها املرأة ذات العقل واإلدراك‬ ‫والفهم‪ ،‬فاملرأة مسؤولة عن ذاهتا وبيتها واهنا مستقلة ابملسؤولية عن الرجل‪ ،‬قال رسول صلى هللا عليه وسلم ((كلكم‬ ‫ر ٍاع ومسؤول عن رعيته‪ ،‬فاإلمام ر ٍاع ومسؤول عن رعيته والرجل يف أهله ر ٍاع وهو مسؤول عن رعيته‪ ،‬واملرأة يف بيت‬ ‫زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها)) (صحيح البخاري‪ ،)1998،‬أن منزلة املرأة يف املثوبة والعقوبة عند هللا‬ ‫معقودة مبا يكون منها من طاعة أو خمالفة فهي ال تقل يف املسؤولية عن مسؤولية أخيها الرجل‪ ،‬وطاعة املرأة للرجل‬ ‫ال تنفعها وهي ضالة منحرفة‪ ،‬ومعصيته ال تضرها وهي صاحلة مستقيمة وقد أشارت هذه الكلمات إىل معىن املساواة‬ ‫بينهما واليت تتجلى يف حياهتما املشرتكة وقيام كل منهما بواجباته دون تفاضل ‪.‬‬ ‫أمهية الدراسة‬ ‫يتوقع من الدراسة أن تشكل وعيا أبهداف الدعوات إىل حترير املرأة املسلمة والتباكي على املرأة املسلمة املظلومة‪،‬‬ ‫كما أتمل الباحثة أن يكون لدى اجملتمع العريب اإلسالمي وعيا مبثل تلك الدراسات لقلة الدراسات يف هذا اجملال‪.‬‬ ‫مشكلة الدراسة وأسئلتها‪:‬‬ ‫تتمثل مشكلة الدراسة يف السؤال احملوري هلذه الدراسة فيما يلي‪ :‬ما مظاهر اإلحسان يف حقوق املرأة‬ ‫االجتماعية يف اإلسالم‪ ،‬ويتفرع عنه األسئلة الفرعية اآلتية‪:‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪MALAYSIAN JOURNAL FOR ISLAMIC STUDIES, 4(1): 65-74‬‬ ‫ما مظاهر الرمحة يف حق اختيار املرأة للزوج؟‬ ‫ما مظاهر الرمحة يف حق اعتبار الكفاءة ملصلحة الزوجة؟‬ ‫ما مظاهر الرمحة يف ثبوت حق احلضانة للمرأة؟‬ ‫ما مظاهر الرمحة يف حق ممارسة األعمال االجتماعية؟‬ ‫منهجية الدراسة‬ ‫ستتبع الدراسة املنهج االستق رائي التحليلي وهو منهج من أهم وأبرز مناهج البحث العلمي ويعرف املنهج االستقرائي‬ ‫عند أهل املنطق أبنه احلكم على الكل مبا يوجد يف جزيئاته الكثرية واالستقراء يف اللغة تعين من قرأ األمر أي تتبعه‪،‬‬ ‫ونظر يف حاله‪ ،‬أو من قرأت الشيء مبعىن مجعته وضممت بعضه إىل بعض‪ .‬ويعد املنهج االستقرائي من املناهج‬ ‫املشرتكة يف العلوم الطبيعية والعلوم اإلنسانية‪ ،‬ويعتمد هذا املنهج على املالحظة العلمية‪ ،‬وتعد النتيجة اليت يتوصل‬ ‫الباحث إليها يف هذا املنهج فتكون معربة عن القانون الذي تندرج حتته اجلزئيات‪ ،‬حيث سيتم تتبع النصوص واآلراء‬ ‫املتعلقة ابحلقوق االجتماعية املرأة ومن مث حتليلها واستنتاج مظاهر اإلحسان فيها للخروج ابلتصور الكلي هلذه‬ ‫الدراسة‪.‬‬ ‫اإلطار النظري‬ ‫الرمحة لغة هي‪ :‬اإلحسان والرقة‪ ،‬وتراحم القوم رحم بعضهم بعضاً‪ ،‬والرمحة يف بين آدم عند العرب‪ :‬رقة القلب‬ ‫وعطفه‪ ،‬وهي من آاثر رمحة هللا (أبن منظور‪)1986،‬‬ ‫الرمحة اصطالحاً‪ :‬تعددت تعريفات الرمحة منها‪" :‬إرادة إيصال اخلري وهي اإلنعام على احملتاج إليه‪ ،‬والرمحة‬ ‫هي فعل الراحم من رقة وتلطف وتعطف وإحسان (اجلرجاين‪)1986،‬‬ ‫املرأة يف احلضارات القدمية‬ ‫تذكر عاشور (‪ )2005‬أن املرأة يف اجملتمعات اإلغريقية واليواننية القدمية كانت تعامل ابمتهان وتعترب اتبعا للرجل‬ ‫جمردا من احلقوق واإلنسانية بكل املعايري‪.‬‬ ‫فكانت املرأة يف غاية الذل واملهانة وسوء احلال يف بداية ذلك العصر‪ ،‬يف كل جانب من جوانب احلياة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والرجل هو الذي يتفرد مبنازل العز والكرامة‪ ،‬ومل تكن وظيفة املرأة عند الرجل اليوانين إال إجناب األوالد‬ ‫األصحاء‪ ،‬فإذا أجنبت ولداً دميماً أو ضعيفاً كان جزاؤها القتل‪ ،‬لذا كانت تستعار املرأة الولود من زوجها‪ ،‬لتلد‬ ‫‪68‬‬ ‫‪MALAYSIAN JOURNAL FOR ISLAMIC STUDIES, 4(1): 65-74‬‬ ‫للوطن أوالداً أصحاء من ٍ‬ ‫رجل آخر حتسيناً للنسل‪ ،‬فهي عندهم خملوقة منحطة ال تنفع إال لدوام النسل وتدبري املنزل‬ ‫(حممد‪.)1998،‬‬ ‫ففي أثينا كانت املرأة عندهم كسقط املتاع تُباع وتُشرتى يف األسواق‪ ،‬وهي مسلوبة احلقوق املدنية؛ فلم‬ ‫ٍ‬ ‫بنصيب من التعليم‪ ،‬بل عدوا من متتاز منهن بشيء من العلوم واملعارف ال شرف‬ ‫تُعط شيئاً من املرياث‪ ،‬ومل خيصوها‬ ‫عندها وال أخالق‪ ،‬وليس هل ا حق يف التملك‪ ،‬وتبقى خاضعة للرجل‪ ،‬فعاشت حتت سيطرة أبيها أو زوجها أو ابنها‬ ‫يف حال موت زوجها‪ ،‬ووليها يستطيع أن يفرض عليها من يشاء زوجاً‪ ،‬وهو الذي يشرف على إدارة أمواهلا‪ ،‬وال‬ ‫تتصرف بشيء فيه دون موافقته‪ ،‬وللرجل احلق يف الفصل بني الزوجني‪( .‬السباعي‪.)1962،‬‬ ‫وأما يف أسربطة فقد انلت املرأة بعضاً من احلقوق املدنية‪ ،‬فأعطيت شيئاً من احلق يف املرياث‪ ،‬واعرتفوا‬ ‫أبهلية التعامل معها‪ ،‬فكانوا يعلموهنا الرايضة البدنية والتمرينات العسكرية‪ ،‬والغناء واإلنشاد‪ ،‬ومن ابب تكرميها يف‬ ‫التعليم مت عزهلا حبيث خصصت مدارس للبنات وأخرى للبنني؛ ألن رأيهم يف االختالط أنه يعوق الشباب عن البطولة‬ ‫واحلياة اجلادة‪ ،‬ويشيع بينهم الليونة وامليوعة‪ ،‬وعزلت املرأة يف مسك ٍن بعيد عن الرجال‪ ،‬وأما الغواين فقد متتعن يف‬ ‫نفس الوقت أبوسع احلرايت‪ ،‬فأوسع الرجال هلن يف جمالسهم طلباً لالستمتاع‪ ،‬لذلك انتشرت أنديتهن وزادت‬ ‫شهرهتن يف اجملتمع اإلسربطي‪ . .‬مث تصدرت املرأة املكانة يف البيت‪ ،‬وعندما انشغل الرجال يف احلروب اضطرت أن‬ ‫حتل حمل الرجل يف بعض جماالت العمل اخلاصة ابلرجال‪ ،‬ومن هنا كانت املرأة يف أسربطة أكثر خروجاً إىل الشارع‬ ‫وأوسع حرية من أختها يف أثينا وسائر مدن اليوانن‪ ،‬وقد عاب أرسطو ـ من كبار فالسفة اليوانن ـ هذا التساهل‪،‬‬ ‫وهذه احلرية واحلقوق اليت أعطيت للمرأة حىت أنه عزا سقوط أسربطة إىل هذه احلرية‪ ،‬وذلك ألنه كان ينظر إىل املرأة‬ ‫كما ينظر للعبيد (السباعي‪)1970،‬‬ ‫مكانة املرأة عند العرب قبل اإلسالم‪ :‬إن املرأة عند العرب يف اجلاهلية األوىل مل تلق التكرمي الالئق هبا‪ ،‬بل‬ ‫كانت مهانة وحمتقرة‪ ،‬حيث كانت بيئة العرب بيئة رعاة‪ ،‬وكان البد للقوة أن تسود‪ ،‬وأن يكون هلا السلطان‪ .‬وملا‬ ‫كانت املرأة أقل من الرجل قوة‪ ،‬أصبحت منزلتها أقل من منزلته‪ ،‬إذ كان الرجل حيمل السيف دفاعاً عن القبيلة يف‬ ‫احلروب اليت كانت ال تنقطع؛ طلباً لبسط احلماية وتوسيع النفوذ‪ ،‬أو لتأمني املراعي ومحاية القبيلة‪ .‬لذا كانـوا حيرصون‬ ‫على كثرة إجناب البنني‪ ،‬يف حني يكرهون والدة اإلانث‪ ،‬ألهنن ال يستطعن أن مينعن احلمى‪ ،‬وحيمني الداير‪ ،‬وال‬ ‫فائدة منهن عندما تتأزم األمور (الندويب‪.)1967،‬‬ ‫مكانة املرأة يف اإلسالم‬ ‫يعد موقف اإلسالم من املرأة ثورةً على املعتقدات واآلراء اليت رسخت يف اجملتمعات القدمية وال تزال سائدة عند‬ ‫أتباع بعض الدايانت والطوائف الشرقية‪ ،‬اليت كانت تنظر إىل املرأة نظرة جاحدة‪ ،‬كلها احتقار وتعسف وظلم‪.‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪MALAYSIAN JOURNAL FOR ISLAMIC STUDIES, 4(1): 65-74‬‬ ‫لقد جاء اإلسالم لينتقل بوضع املرأة من احلضيض إىل األعلى‪ ،‬فقفز هبا من العدم إىل الوجود‪ ،‬ومن الشك‬ ‫يف إنسانيتها إىل كامل إنسانيتها‪ ،‬ومن منتهى املهانة إىل أعلى الكرامة‪ ،‬ومن فقدان األهلية إىل كامل األهلية‪ .‬وجاء‬ ‫التشريع اإلسالمي ليصون املرأة عن عبث الشهوات‪ ،‬وفتنة االستمتاع هبا استمتاعاً جنسياً حيوانياً‪ ،‬وجيعلها عنصراً‬ ‫فعاالً يف اجملتمع الذي تعيش فيه‪ ،‬فقرر هلا حقوقها املشروعة والثابتة‪ ،‬وأعطاها ما تستحق من غري استغالل ألنوثتها‪،‬‬ ‫وال متلق هلا‪ ،‬وأثبت هلا كل ما حيقق به كرامتها اإلنسانية احلقيقية (الدوالييب‪.)1989،‬‬ ‫فما من شك أن الغرب يرمي العامل اإلسالمي كل يوم بوابل من سهامه الفكريـة فـي صورة نشرات خربية‪،‬‬ ‫وأحاديث إذاعية‪ ،‬ومتثيليات ومقاالت‪ ،‬وصور وكتـب‪ ،‬وحماضـرات جامعية‪ ،‬ودروس مدرسية‪ ،‬وغري ذلك من أشكال‬ ‫الفكر والدعاية اليت لقت قبـوالً مـن قبـل شرائح كبرية من اجملتمعات اإلسالمية وخاصة املرأة دون تفرقة بني ما كان‬ ‫مساً قاتالً‪ ،‬ومـا كان بلسماً شافياً‪ ،‬بل وتسعى لالستزادة منه على أنه تقدم وحترر‪ .‬فأعداء اإلسالم يسعون بكل‬ ‫وسيلة إلفساد جمتمع املسلمني‪ ،‬ومل جيدوا سالحاً لبلـوغ أهدافهم أمضى من إفساد املرأة‪ ،‬وإخراجها من حصن‬ ‫عفافها‪ ،‬وسياج حيائهـا فقـدموا هلـا اإلغراءات الدنيوية املثرية‪ ،‬والزخارف الفانية‪ ،‬واملوديالت اجلذابة الفاضحة‪ ،‬وذلـك‬ ‫لتلحـق ابملرأة الغربية الكافرة اليت تزعم الدفاع عن حقوق املرأة املهضومة‪ ،‬ورد حريتها املـسلوبة‪ ،‬وضرورة مساواهتا‬ ‫ابلرجل‪ ،‬ونظموا لذلك املـؤمترات‪ ،‬وعقـدوا النـدوات‪ ،‬ووضـعوا هلـا التشريعات احمللية والدولية‪( .‬عاشور‪.)2005،‬‬ ‫معامل الرمحة يف احلقوق االجتماعية للمرأة يف اإلسالم‬ ‫يوجد العديد من احلقوق االجتماعية اليت منحها اإلسالم للمرأة وجتلت بشكل واضح معامل الرمحة يف تلك احلقوق‬ ‫ومن هذه احلقوق حق اختيار الزوج وحق اعتبار الكفاءة ملصلحة الزوجة وحق ثبوت احلضانة للمرأة وحقها يف ممارسة‬ ‫األعمال االجتماعية‪.‬‬ ‫حيث أعطى اإلسالم للمرأة حق املساواة يف اختيار الزوج وجعل أذن املرأة شرطا أساسيا لصحة زواجها‬ ‫كما جاء يف احلديث)) ال تنكح األمي حىت تستأمر وال تنكح البكر حىت تستأذن‬ ‫قالوا اي رسول هللا وكيف إذهنا؟ قال‪ :‬أن تسكت))‪( .‬صحيح البخاري‪ )1995 ،‬بل إن اإلسالم مل يسمح‬ ‫للويل أن جيرب املرأة على الزواج ممن ال تريده‪ ،‬ونص على أنه إذا أكرهها على الزواج أو خوفها مما اضطرها للموافقة‬ ‫دون رغبتها فلها أن تطلب فسخ العقد‪.‬‬ ‫لقد شرع هللا حق اختيار املرأة لزوجها وبذلك يدفع عنها عناء العيش مع شخص اجربها أابها ووليها عليه‬ ‫وهنا تتجلى معاين الرمحة ومعاملها فال ميكن أن يشرع اإلسالم ما فيه إحلاق ضرر ابآلخرين على املستوى النفسي أو‬ ‫املادي‪ ،‬فحقق اإلسالم مصلحة املرأة يف اختيارها لزوجها من خالل توجيهها يف االختيار حبيث ختتار من أتصف‬ ‫ابخللق والدين‪ ،‬فال يعقد عقد الزواج إذا ما مل تتوفر فيه شروطه وأركانه‪ ،‬وهنا تتجلى الرمحة يف أمجل معانيها يف حتقيق‬ ‫السكن واملودة‪.‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪MALAYSIAN JOURNAL FOR ISLAMIC STUDIES, 4(1): 65-74‬‬ ‫وفيما خيص اعتبار الكفاءة ملصلحة الزوجة فقد جتلت معاين الرمحة فيها من خالل املساواة والتكافؤ بني‬ ‫الزوجني يف التوافق النفسي والعاطفي بينهما مما يؤدي إىل انسجامهما مع بعضهم وتقارهبم واليت تتحقق به األلفة‬ ‫واحملبة واملودة‪ ،‬واليت جتعل من اإلحسان والصرب والقول اجلميل والفعل اجلميل هو أساس احلياة الزوجية لتحقيق‬ ‫غايتها ومقصدها‪ ،‬فأي ظلم ميكن أن يقع للمرأة لو تزوجت من غري الكفء دينا وأخالقاً‪ ،‬فهذه القاعدة ترتب‬ ‫التزام الزوجني حبدود الشرع مع املودة واحللم والرمحة‪ ،‬مصداقاً لقوله تعاىل ‪ ( :‬وَهل ان ِمثل الا ِذي علَي ِه ان ِابملعر ِ‬ ‫وف )‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َُ ُ‬ ‫(البقرة‪)228:‬‬ ‫فمن القواعد الشرعية اليت أقام عليها اإلسالم بناء األسرة املتماسكة جانب القواعد الفطرية‪ ،‬وقد اجتهت‬ ‫تلك القواعد إىل ضبط وتنظيم وتوجيه القواعد الفطرية ليمضي الزوجان أبسرهتما على صراط مستقيم وحنو هدف‬ ‫صاحل‪ ،‬ففي مقابل حفظ النوع اإلنساين‪ ،‬فإن القاعدة الشرعية تتوجه إىل حفظ نوع اإلنسان الصاحل وذلك مبفهوم‬ ‫اإلنسان املؤمن الذي يستخلفه هللا يف األرض وتقتضي هذه القاعدة شرطاً شرعياً وهو اعتبار الكفاءة بني الزوجني‬ ‫اليت فيها قوة األسرة‪ ،‬ومن هنا أمر هللا تعاىل إىل حتقيق هذه القاعدة واليت تعترب اإلميان والدين أساساً‬ ‫أما الكفاءة يف اصطالح الفقهاء‪- :‬تعريف احلنفية‪" :‬هي املماثلة بني زوجني (الفيومي) واملراد أن يكون‬ ‫الزوج مساوايً للمرأة أو أعلى حاالً منها يف أمور خمصوصة‪ :‬كالدين والنسب واحلرية واحلرفة‪.‬‬ ‫والفقهاء الذين اشرتطوا الكفاءة يف الزواج أرادوا جعل احلياة الزوجية حياة يسودها االستقرار واالنسجام‬ ‫ونبذ كل ما يؤدي إىل الشقاق وحصول الضرر بني الزوجني‪ ،‬وهنا تتجلى معامل الرمحة يف اعتبار هذا احلق الذي‬ ‫يضمن أن تعيش األسرة حتت رحابة الرمحة وظالهلا وتشملهم ابللني والرفق والرأفة؛ وذلك برفع كل ما ميكن أن يعكر‬ ‫صفو هذه األسرة ومن كل ما يهدد بقاءها واستقرارها‪ ،‬وهنا تتغلف األسرة بغالف الرمحة الذي حيقق يف األسرة‬ ‫معاين التسامح والرفق واليسر والشفقة ولني اجلانب‪ ،‬ويبعد عنها كل معاين الغلظة والشدة والعنف واملشقة والعنت‬ ‫والفحش قوالً وفعالً‪ ،‬مما ينعكس إجيااب على األوالد واألسرة عموما‪.‬‬ ‫وأما ابلنسبة ملعامل الرمحة يف ثبوت حق احلضانة للمرأة حيث أن احلضانة حتتاج إىل رقة القلب وحنان العاطفة‬ ‫والصرب الدائم؛ واألم هي القادرة على ذلك دون أدان شك حبكم تكوينها اخلَل ّقي وما جبلها هللا تعاىل عليه من الرقة‬ ‫والرأفة واحلنان (مطالقة‪ ،‬إبراهيم‪ ،)2005،‬فمن ابب الرمحة التمييز اإلجيايب هلذا احلق جبعله لصاحل املرأة مراعاة‬ ‫لفطرهتا (عبد هللا‪ )2001،‬حبيث تقوم األم بكل ما يلزم للطفل من رعاية وحفظ مع االعتناء بنظافته وتربيته جسمياً‬ ‫وعقلياً ووجدانياً واجتماعياً‪ ،‬وهذا يتناسب وطبيعة املرأة ووظيفتها األساسية اليت خلقت ألجلها؛ إىل غلبة اجلانب‬ ‫العاطفي على اجلانب العقلي عند املرأة‪ ،‬فالضرر الذي ميكن أن يقع على الطفل إذا احتضنه غري القادر على تلبية‬ ‫احتياجاته العاطفية والنفسية والبدنية فيه ظلم‪ ،‬والظلم يتناىف مع الرمحة‪ ،‬فاألم هي احق شخص حلضانة أطفاهلا‬ ‫(مطالقة‪ ،‬إبراهيم‪.)2005،‬‬ ‫ومن هنا فإن إعطاء املرأة هذا احلق يتناسب والوظيفة اليت أنيطت هبا وهي أقدر فيه من الرجل‪ ،‬وهذه هي‬ ‫الرمحة اليت ال تفضي إىل فساد وضرر‪ ،‬كما أن من الظلم للمرأة حرماهنا من وظيفتها األساسية اليت تتناسب وفطرهتا‬ ‫‪71‬‬ ‫‪MALAYSIAN JOURNAL FOR ISLAMIC STUDIES, 4(1): 65-74‬‬ ‫وطبيعتها‪ ،‬وهنا تتجلى الرمحة يف حق ثبوت احلضانة للمرأة وحتقيق مصاحلهما ورفع كل ما يسبب العناء واملشقة‬ ‫واحلرج عليهما ‪.‬‬ ‫وفيما خيص حق ممارسة املرأة لألعمال االجتماعية فقد جاء اإلسالم وجعل للمرأة كياهنا ودوراً يف الواقع‬ ‫االجتماعي ليتكامل دورها مع دور الرجل مما أشعرها بكرامتها‪ ،‬فللرجل دائرته وللمرأة دائرهتا واحلياة ال تستقيم إال‬ ‫بتكاتف النوعني فيما ينهض ابألمة‪ ،‬حيث أن املرأة مسؤولة مسؤولية خاصة فيما خيتص بعبادهتا فهي يف نظر‬ ‫اإلسالم أيضاً مسؤولة مسؤولية عامة فيما خيتص ابلدعوة إىل اخلري واألمر ابملعروف والفضائل والتحذير من‬ ‫ِ‬ ‫ض َيْمرو َن ِابلْمعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وف َويـَْنـ َه ْو َن‬ ‫ات بـَ ْع ُ‬ ‫(والْ ُم ْؤمنُو َن َوالْ ُم ْؤمنَ ُ‬ ‫الرذائل(شلتوت‪ )1972،‬كما قال تعاىل ‪َ :‬‬ ‫َ ُْ‬ ‫ض ُه ْم أ َْوليَاءُ بَـ ْع ٍ َ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم)‬ ‫اَّللُ ۗ إِ ان ا‬ ‫اَّللَ َوَر ُسولَهُ ۚ أولئك َس َ ْري َمحُ ُه ُم ا‬ ‫ص َال َة َويـُ ْؤتُو َن الازَكا َة َويُ ِطيعُو َن ا‬ ‫يمو َن ال ا‬ ‫اَّللَ َع ِز ٌيز َحك ٌ‬ ‫َع ِن الْ ُمن َك ِر َويُق ُ‬ ‫(التوبة‪)71:‬‬ ‫ومن معامل الرمحة فقد رفع اإلسالم من شأن املرأة حني قرر احرتام رأيها فيما تبدو وجاهته‪ ،‬كرأي الرجل‬ ‫سواء بسواء‪ ،‬وقد جتلى ذلك يف احرتام إجارهتا وإعطائها لألمان‪( .‬أبو النيل‪ )2003،‬تتضح الرمحة هنا ابعتبار املرأة‬ ‫خملوقاً ذا عقل تتحمل املسؤوليات وتلقى عليها التبعات‪ ،‬مما جيعل هلا احلق يف أن تتعلم كل ما ميكنها من القيام‬ ‫مبسؤوليتها‪ ،‬وهو حتري اخلري والصالح والبعد عن الشر والفساد‪ ،‬فأي رمحة تلك اليت اعتربت كيان املرأة ورفعت من‬ ‫قدرها ومحلتها املسؤوليات بعد أن كانت مهانة‪ ،‬بل ال يعرتف بكياهنا أو إبنسانيتها‪.‬‬ ‫اخلالصة‬ ‫لقد تبني أ ن الدين اإلسالمي هو الوحيد الذي عزز مكانة املرأة وأكرمها وأعطاها كافة حقوقها غري منقوصة مبا يالئم‬ ‫فطرهتا الطبيعية مقارنة مع وضع املرأة يف احلضارات األخرى‪ .‬من مبادئ ديننا احلنيف هو الرمحة وهو مبدأ رئيسي‬ ‫بكل ما حتتوي من معاين اإلحسان والني والرفقة بعيدا عن املشقة‪ .‬أن الرمحة هي مبدأ رئيس من مبادئ هذا الدين‪،‬‬ ‫وهي أصل جامع لكل بر وإحسان ورفق ولني وبعد عن كل ما جيلب التعنت والشدة واملشقة ‪.‬متثلت معامل الرمحة‬ ‫من خالل شعور املرأة ابلراحة النفسية وشعورها بكياهنا ووجودها‪ ،‬وذلك ابعتبار الكرامة اآلدمية وحق املساواة بني‬ ‫الرجل واملرأة وحق احلياة؛ مما أشعرها ابألمن النفسي‪ .‬وجتلت معامل الرمحة كإعطائها حق اختيار الزوج وبذلك رفع‬ ‫عنها اإلسالم الضرر إذا أجربت على العيش مع رجل ال تريده‪ ،‬أو مل يكن هلا اخليار يف املوافقة عليه‪ .‬من معامل الرمحة‬ ‫اعتبار الكفاءة بني الزوجني من خالل رفع ك ل ضرر مادي ونفسي ميكن أن يلحق ابملرأة يف حال عدم شعورها‬ ‫ابلكفاءة بينهما‪ .‬فهذه احلقوق تبين احلياة الزوجية على أساس االستقرار واالنسجام مما يسهم يف حتقيق األسرة‬ ‫أهدافها ومقاصدها‪ .‬اعتبار املرأة خملوقا له مسؤولياته ذا عقل وإعطاءها حق ممارسة األعمال االجتماعية وقيامها‬ ‫بواجباهتا يف جمتمعها سوف يشعرها بدورها يف جمتمعها حيث يتساوى دورها مع دور الرجل‪ ،‬وبذلك تتجلى معامل‬ ‫الرمحة‪.‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪MALAYSIAN JOURNAL FOR ISLAMIC STUDIES, 4(1): 65-74‬‬ ‫التوصيات‬ ‫التعريف مبعامل الرمحة يف مجيع اجملاالت فيما خيص املرأة يف ديننا احلنيف من خالل عقد املؤمترات والندوات الدولية‬ ‫والعاملية لتكـون أداة مـن أدوات الدعوة إىل دين هللا‪ .‬توعية املرأة املسلمة حبقوقها وواجباهتا وجوانب الرمحة فيه وتوعية‬ ‫الزوجني ولكل من هو مقبل على بناء أسرة من أجل بناء جمتمعات إسالمية واعية وصحية‪ .‬تفعيل دور املرأة املسلمة‬ ‫ومحاية حقوقها يف الوقت احلاضر مبا نص عليه ديننا احلنيف وذلك حلمايتها من االجنراف يف تـيار الثقافة الغربية‬ ‫توصي الباحثني والباحثات االستمرار يف الكتابة عن املـرأة‪ ،‬ومتابعـة قـضـاايها‪ ،‬االهتمام بقضااي املرأة وتوعية اجملتمع‬ ‫هبا والعمل على نشر الدراسات اليت ختص قضااي املرأة‪.‬‬ ‫واملراجع‬ ‫ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل مجال بن مكرم األفريقي‪ .)1986( .‬لسان العرب‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار صادر‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬حرف امليم‪،‬‬ ‫جملد‪.12 ،‬‬ ‫أبو النيل‪ ،‬حممد عبد السالم‪ .)2003( .‬حقوق املرأة يف اإلسالم‪ ،‬الكويت‪ ،‬مكتبة الفالح‪ ،‬الطبعة األوىل‪.‬‬ ‫البخاري‪ ،‬حممد بن إمساعيل‪ .)1998( .‬صحيح البخاري‪ ،‬الرايض‪ ،‬بيت األفكار الدولية للنشر‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬ابب العبد‬ ‫راع يف مال سيده‪ ،‬ج‪11/100 ،‬حديث رقم ‪.338‬‬ ‫اجلرجاين‪ ،‬علي بن حممد الشريف‪ .)1987( .‬كتاب التعريفات‪ ،‬بريوت‪ ،‬مكتبة لبنان‪.‬‬ ‫الدوالييب‪ ،‬حممد معروف‪ .)1989( .‬املرأة بني الفقه والقانون واملرأة يف اإلسالم‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‬ ‫األوىل‪.‬‬ ‫رضا‪ ،‬حممد رشيد‪ .)1984( .‬حقوق النساء يف اإلسالم وحظهن من اإلصالح احملمدي العام‪ ،‬دمشق‪ ،‬بريوت‪،‬‬ ‫املكتب اإلسالمي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫السباعي‪ ،‬مصطفى‪ .)1962( .‬احلجاب‪ :‬املرأة بني الفقه والقانون‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة‬ ‫اخلامسة‪.‬‬ ‫السباعي‪ ،‬مصطفى‪ .)1970( .‬املرأة بني الفقه والقانون واملرأة يف اإلسالم‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫السجستاين‪ ،‬سليمان بن األشعث‪( .‬غري مبني سنة النشر)‪ .‬السنن‪ ،‬ختريج‪ :‬حممد انصر الدين األلباين‪ ،‬الرايض‪،‬‬ ‫مكتبة املعارف‪ ،‬ط‪ ،1،‬د‪.‬ت‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬ص‪ ،‬حديث رقم ‪ 236 ،41‬صححه األلباين‪.‬‬ ‫شلتوت‪ ،‬حممود‪ .)1972( .‬اإلسالم عقيدة وشريعة‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬الطبعة السادسة‪.‬‬ ‫صحيح البخاري‪ .)1995( .‬كتاب النكاح‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬ومكتبة املعارف‪.‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪MALAYSIAN JOURNAL FOR ISLAMIC STUDIES, 4(1): 65-74‬‬ ‫عاشور‪ ،‬صفاء‪ .)2005( .‬قضااي املرأة املسلمة والغزو الفكري‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬فلسطني‪،‬‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫عبد هللا‪ ،‬فاطمة عبد الرمحن‪ .)2001( .‬نظام األسرة يف اإلسالم مقارنة ابلواثئق الدولية‪ :‬دراسة أتصيلية‪ ،‬حبث‬ ‫مقدم للمؤمتر العلمي حول حقوق املرأة والطفل يف ظل التشريعات الوضعية والدولية والسماوية‪16-18 ،‬‬ ‫متوز‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫الفيومي‪ ،‬امحد بن حممد بن على الفيومي املقري‪( .‬غري مبني سنة النشر)‪ .‬املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري‪،‬‬ ‫مطبعة املساحة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫حممد‪ ،‬صالح عبد الغين‪ .)1998( .‬موسوعة املرأة املسلمة‪ :‬احلقوق العامة للمرأة‪ ،‬مكتبة الدار العربية‪،١/٣ ،‬‬ ‫الطبعة األوىل‪.‬‬ ‫مطالقة‪ ،‬أحالم‪ ،‬عبادة‪ ،‬إبراهيم‪ . )2015( .‬معامل الرمحة يف احلقوق اإلنسانية واالقتصادية واالجتماعية للمرأة من‬ ‫منظور إسالمي‪ ،‬مؤتة للبحوث والدراسات‪ ،‬سلسلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬اجمللد الثالثون‪ ،‬العدد‬ ‫الثالث‪.‬‬ ‫الندوي‪ ،‬أيب احلسن‪ .)1967( .‬املرأة بني التربج والتحجب‪ :‬موسوعة املرأة املسلمة‪ ،‬احلقوق العامة للمرأة‪ ،‬دار‬ ‫الكتاب العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة السابعة‪.‬‬ ‫‪74‬‬