Renzo Manzoni
1 Follower
Recent papers in Renzo Manzoni
"قدمة المترجم نبذة عن المؤلف ولد رينزو مانزوني عام ١٨٥٢م في عائلة مرموقة، فقد كان حفيداً للكاتب الكبير اليسداندرو مانزوني الذي يعتبر من عظماء الأدب الإيطالي على مر العصور. وبالرغم من كون رينزو ترعرع في بيئة كانت شهرة الجد تطغي فيها... more
"قدمة المترجم
نبذة عن المؤلف
ولد رينزو مانزوني عام ١٨٥٢م في عائلة مرموقة، فقد كان حفيداً للكاتب الكبير اليسداندرو مانزوني الذي يعتبر من عظماء الأدب الإيطالي على مر العصور. وبالرغم من كون رينزو ترعرع في بيئة كانت شهرة الجد تطغي فيها على كل شيء، فقد أظهر منذ يفاعته على امتلاك شخصية قوية وعن إرادة للخروج عن تقاليد العائلة، فقرر الشروع في نشاط السفر والاستكشاف لبلاد وشعوب بعيدة، بعد أن نمى فيه عزم السفر من خلال قراءة الكتب في مكتبة العائلة. فسافر أول مرة إلى المغرب مع بعثة إيطالية رسمية باقياً هناك لمدة سنة كاملة، ولدت خلالها فكرة السفر وحده إلى اليمن، موضوع كتابه الذي بين يدينا.
كان رينزو مازوني خبيراً في عدة ميادين، مثل الجغرافيا والعلوم النباتية وعلوم الشعوب؛ وأتقن اللغة العربية وفن الرسم والتصوير ورسم الخرائط، وكل هذا يظهر جلياً في محتوايات كتاب قام بنشره عام ١٨٨٤م بعنوان «اليمن. ثلاث سنوات في العربية السعيدة». القدر أراد أن يكون هذا كتابه الوحيد، فبعد تجربته في اليمن لم يتحرك أبداً من إيطاليا، ولا نعرف عما إذا كان هذا بسبب مرض أو نقص في المال والموارد أو ماذا؛ على كل حال يبقى أول إيطالي دوّن أخباراً دقيقة عن اليمن كاشفاً للجمهور الإيطالي عن عالم جديد ومنغلق الفهم على العقلية الغربية. فقام هكذا بسد فراغ كبير في الثقافة الإيطالية عامة وأدب الرحلات خاصة. ولمذكراته أهمية تاريخية إلى أيامنا هذه: فإن لم يكن يتذكره أو يعرفه أحدٌ في إيطاليا فهو مذكور في بعض الدلائل السياحية في صنعاء التي تحمل إيضاً خريطته للمدينة.
خلال تجواله عبر اليمن، يتخذ رينزو مانزوني لنفسه دور المؤرخ المدون، ويتفادى بقدر إمكانه أن يحكم على الوضع المعقد للبلد، إلا في تلك الحالات التي كان فيها شاهداً مباشراً للأحداث. فنظرته نظرة غير أيدولوجية؛ إنه يتعامل بنفس الموضوعية سواء مع الأشخاص المحترمين أو اللصوص، مع المتعلمين أو الجهلة، مع الملتمزمين بالتعاليم الدينية أو الأتراك الأغنياء المبيحين. وهدفه تسجيل الواقع الذي كما يراه ووصف البلد ومكوناتها بشكل نزيه.
يروي كتاب مازوني الأصلي ثلاث رحلات في اليمن: الأولى وهي المأخوذة لهذه الترجمة تنطلق من عدن وتمر عبر الحردبة والجليل وقعطبة وسدة وذمار وأخيراً الوصول إلى صنعاء؛ وتدوم حوالي ثمانية أشهر من سبتمبر ١٨٧٧ إلى أبريل ١٨٧٨م، وهي الأغنى بالمعلومات بنسبة لقراء اليوم. الرحلة الثانية تنطلق أيضاً من عدن لكنها تحاذي ساحل البحر الأحمر عبر مخأ والحديدة ومناخة لتصل إلى صنعاء، وهي الأطول حيث تستمر من أبريل ١٨٧٨ إلى يناير ١٨٧٩. أما الثالثة فلم تتعدى الثلاثة شهور واقتصرت على المنطق حول عدن. ويتزامن انتهاء سفر مازوني الذي استمر ما يقارب ثلاثة أعوام مع إقالة الحاكم العام لليمن مصطفى عاصم باشا.
الترجمة
كُتب هذا الكتاب في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بلغة إيطالية فصيحة التي بالطبع كانت لها آنذاك أسلوباً مميزاً وطابعاً خاصاً ووقعاً يتسم بالعتاقة والطنانة والبديع مقارنةً بالأسلوب المعاصر، فحاولنا قدر الإمكان في هذه الترجمة أن نبقي على نفس الميزات والأطباع مع مراعاة مقتضيات اللغة العربية.
خضعت مسودة الترجمة لتنقيح وتدقيق لغوي وإصطلاحي خاصة فيما يتعلق الأعلام والأشخاص والنبتات حيث أن النص الأصلي الإيطالي يحتوي على كثير من الكلمات العربية مكتوبة بالحروف اللاتينية لكنها منقولة كما كان يسمعها المانزوني بحيث أن معظمها محرفة، ولم يكن بالإمكان التعرف عليها إلا باستعانة خبير محلي يمني ملم بتاريخ اليمن ومعجم مصطلاحته المحلية.
أبقينا إذن على الكلمات العربية التي أدخلها مانزوني في نصه وميزناها للقارئ العربي بعلمات التنصيص " "، أما فيما بين القوسين فأبقينا على التعليقات الأصلية كما هي، ووضعنا من عندنا بين الأقواس المربعة [] ما رأيناه موضحاً ومبيناً للقارئ العربي.
وحاولنا قدر الإمكان على أن تتسم الترجمة العربية بنفس الخصائص للنص الأصلي من حيث الأسلوب العتيق والرفيع وأن يطابق تمماماً النص الأصلي حتى في علامات الترقيم؛ فنأمل أن نكون قد وفقنا في ترجمة هذا العمل بإذن الله، وأي خطأ فيها لا يتحمل مسؤوليته سوى المترجم.
نود أن نشكر جزيل الشكر رنا الخوند لمساهمتها في تحرير مسودة هذه الترجمة والزميل والصديق الأستاذ ياسر عودة لمراجعته بعض أجزائها.
ماسيمو خيرالله، أستاذ متعاقد للغة العربية في جامعة البندقية - إيطاليا."
نبذة عن المؤلف
ولد رينزو مانزوني عام ١٨٥٢م في عائلة مرموقة، فقد كان حفيداً للكاتب الكبير اليسداندرو مانزوني الذي يعتبر من عظماء الأدب الإيطالي على مر العصور. وبالرغم من كون رينزو ترعرع في بيئة كانت شهرة الجد تطغي فيها على كل شيء، فقد أظهر منذ يفاعته على امتلاك شخصية قوية وعن إرادة للخروج عن تقاليد العائلة، فقرر الشروع في نشاط السفر والاستكشاف لبلاد وشعوب بعيدة، بعد أن نمى فيه عزم السفر من خلال قراءة الكتب في مكتبة العائلة. فسافر أول مرة إلى المغرب مع بعثة إيطالية رسمية باقياً هناك لمدة سنة كاملة، ولدت خلالها فكرة السفر وحده إلى اليمن، موضوع كتابه الذي بين يدينا.
كان رينزو مازوني خبيراً في عدة ميادين، مثل الجغرافيا والعلوم النباتية وعلوم الشعوب؛ وأتقن اللغة العربية وفن الرسم والتصوير ورسم الخرائط، وكل هذا يظهر جلياً في محتوايات كتاب قام بنشره عام ١٨٨٤م بعنوان «اليمن. ثلاث سنوات في العربية السعيدة». القدر أراد أن يكون هذا كتابه الوحيد، فبعد تجربته في اليمن لم يتحرك أبداً من إيطاليا، ولا نعرف عما إذا كان هذا بسبب مرض أو نقص في المال والموارد أو ماذا؛ على كل حال يبقى أول إيطالي دوّن أخباراً دقيقة عن اليمن كاشفاً للجمهور الإيطالي عن عالم جديد ومنغلق الفهم على العقلية الغربية. فقام هكذا بسد فراغ كبير في الثقافة الإيطالية عامة وأدب الرحلات خاصة. ولمذكراته أهمية تاريخية إلى أيامنا هذه: فإن لم يكن يتذكره أو يعرفه أحدٌ في إيطاليا فهو مذكور في بعض الدلائل السياحية في صنعاء التي تحمل إيضاً خريطته للمدينة.
خلال تجواله عبر اليمن، يتخذ رينزو مانزوني لنفسه دور المؤرخ المدون، ويتفادى بقدر إمكانه أن يحكم على الوضع المعقد للبلد، إلا في تلك الحالات التي كان فيها شاهداً مباشراً للأحداث. فنظرته نظرة غير أيدولوجية؛ إنه يتعامل بنفس الموضوعية سواء مع الأشخاص المحترمين أو اللصوص، مع المتعلمين أو الجهلة، مع الملتمزمين بالتعاليم الدينية أو الأتراك الأغنياء المبيحين. وهدفه تسجيل الواقع الذي كما يراه ووصف البلد ومكوناتها بشكل نزيه.
يروي كتاب مازوني الأصلي ثلاث رحلات في اليمن: الأولى وهي المأخوذة لهذه الترجمة تنطلق من عدن وتمر عبر الحردبة والجليل وقعطبة وسدة وذمار وأخيراً الوصول إلى صنعاء؛ وتدوم حوالي ثمانية أشهر من سبتمبر ١٨٧٧ إلى أبريل ١٨٧٨م، وهي الأغنى بالمعلومات بنسبة لقراء اليوم. الرحلة الثانية تنطلق أيضاً من عدن لكنها تحاذي ساحل البحر الأحمر عبر مخأ والحديدة ومناخة لتصل إلى صنعاء، وهي الأطول حيث تستمر من أبريل ١٨٧٨ إلى يناير ١٨٧٩. أما الثالثة فلم تتعدى الثلاثة شهور واقتصرت على المنطق حول عدن. ويتزامن انتهاء سفر مازوني الذي استمر ما يقارب ثلاثة أعوام مع إقالة الحاكم العام لليمن مصطفى عاصم باشا.
الترجمة
كُتب هذا الكتاب في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بلغة إيطالية فصيحة التي بالطبع كانت لها آنذاك أسلوباً مميزاً وطابعاً خاصاً ووقعاً يتسم بالعتاقة والطنانة والبديع مقارنةً بالأسلوب المعاصر، فحاولنا قدر الإمكان في هذه الترجمة أن نبقي على نفس الميزات والأطباع مع مراعاة مقتضيات اللغة العربية.
خضعت مسودة الترجمة لتنقيح وتدقيق لغوي وإصطلاحي خاصة فيما يتعلق الأعلام والأشخاص والنبتات حيث أن النص الأصلي الإيطالي يحتوي على كثير من الكلمات العربية مكتوبة بالحروف اللاتينية لكنها منقولة كما كان يسمعها المانزوني بحيث أن معظمها محرفة، ولم يكن بالإمكان التعرف عليها إلا باستعانة خبير محلي يمني ملم بتاريخ اليمن ومعجم مصطلاحته المحلية.
أبقينا إذن على الكلمات العربية التي أدخلها مانزوني في نصه وميزناها للقارئ العربي بعلمات التنصيص " "، أما فيما بين القوسين فأبقينا على التعليقات الأصلية كما هي، ووضعنا من عندنا بين الأقواس المربعة [] ما رأيناه موضحاً ومبيناً للقارئ العربي.
وحاولنا قدر الإمكان على أن تتسم الترجمة العربية بنفس الخصائص للنص الأصلي من حيث الأسلوب العتيق والرفيع وأن يطابق تمماماً النص الأصلي حتى في علامات الترقيم؛ فنأمل أن نكون قد وفقنا في ترجمة هذا العمل بإذن الله، وأي خطأ فيها لا يتحمل مسؤوليته سوى المترجم.
نود أن نشكر جزيل الشكر رنا الخوند لمساهمتها في تحرير مسودة هذه الترجمة والزميل والصديق الأستاذ ياسر عودة لمراجعته بعض أجزائها.
ماسيمو خيرالله، أستاذ متعاقد للغة العربية في جامعة البندقية - إيطاليا."
Related Topics